Ads by Google X

رواية كبد المعاناه الفصل التاسع والاربعون 49 - بقلم نور نصر

الصفحة الرئيسية

 رواية كبد المعاناه (كاملة جميع الفصول) بقلم نور ناصر

رواية كبد المعاناه الفصل التاسع والاربعون 49



' سأكتفى بكَ حُلماً فواقعك ليس لى '

: اعرف ماذا !
: ان سليم سافر اليوم
اتسعت عينى وبحلقت بشده وقلت : ماذا .. سافر !
: تفجأت كثيرا مثلك ، انه لم يعلمنى ايضا ولم يعطنى خبر سابق لذلك ، اتصلت به فأخبرنى انه ليس فى البلد وغادر
 صمت ولم اعلم ما الذى اقوله
: الم تكونى تعرفى انتى الآخره
: لا 
تنهدت واضفت : شكرا يا سامر 
اقفلت الهاتف وانا لا اصدق هل سليم سافر حقا ، كيف هكذا من يوم وليله .. لماذا إذا لم يخبرنى او يتصل بى على الاقل ، كيف تفعل هذا يا سليم وكأنك لا تهتم لأمرى البتا ، كيف تتركنى وتذهب ، هل انت غاضب منى لما فعلته لذلك .. اعتذر لك لكن لماذا لتسافر .. ويقول سامر انك لم تعلمه ايضا .. هل تتصرف من عقلك اخذت طائرتك وقلعت ونحن نظن انك هنا ونتفجأ انك على بعد أميال  اشعر بالغضب الشديد من فعلتك هذه ولن اتحدث معك ثانيا لتتعلم .. انك اخطأت بفعلتك وكانى لست بحياتك 

كنت جالسه وحزينه وغاضبه فى انٍ واحد لانه لم يتصل بى لحد الان واعتذر او يبرر سبب سفره هذا ، مر اليوم ولم اسمع صوته لسليم ، حتى رن هاتفى فى المساء حيث كنت جالسه مع امى ، نظرت وجدته سليم ابتسمت وذهبت لارد عليه ، قبل ان افتح المكالمه تذكرت ما فعله فغضبت ومثلت الضيق ردت وقلت
: ماذا تريد 
قلتها ببرود ليأتينى ردا منه : اعتذر 
كنت مشتاقه لصوته كثيرا مما زال غضبى لكن نبرته كانت غريبه ولم افهمها قلت : هل انت بخير
: اجل
: لماذا سافرت دون ان تخبرنى يا سليم 
: طرأ امر وكان علي الذهاب
: ولماذا لم تتصل بى منذ ذلك اليوم 
: اعتذر يا ديما لم يكن بيدى
لم اود ان اضغط عليه فيبدو ليس هذا وقته وكأنه مهموم وحزين قلت : متى ستعود 
: لا اعلم 
صمت قليلا بحزن وقلت : تعود سالما
قلتها وكأنى انهى المكالمه الذى تبدو منطفيه من البدايه ، فانا اريد الحديث معه لكنه يبدو انه لا يريد او ثمه شئ يشغله حتى انى شعرت انه يتصل بى ليس سوى لانه يجب عليه فعل هذا ، اقفل المكالمه بينما انا طالعت الهاتف بحزن فظننت انه سيخيب ظنى ويتحدث معى لكن ظنى لم يخب هذه المره
مر ايام ولم يتحدث معى ثانيا منذ تلك المكالمه ، حيث اصيب قلبى الحزن والتضايق منه كثيرا ، هل اعماله تشغله لذلك الحدNour Nasser
حل علينا الشهر الكريم وبدأ الصيام ، وبدل من أن اكون سعيدا كنت مهمومة بك ، وتفكيرى يشل كعادته اليك ، صليت الفجر ودعيت لك ان كان لديك كربه ان يحلها الله ويفرجها من عنده ، فهو عليم بكل شئ ، وانا اضع لك عذر غيابك هذا ، فإن بعض الظن اثم ، والغائب لديه حجه ، وحججى لك كثيره يا سليم .. فلا احب ان اجعلك بعيتى مخطئا ابدا .. اريد او تكون انت الصح وانا الخطأ .. لكننى حزينه كثيرا يا سليم ، تتذكر عندما اخبرتنى انك لا تريد ان ترى حزنا على وجهى ، انا حزينه الان ومشتاقه اليك كثيرا ... كم خططت لشهر هذا وانت تقضيه معى ، لكنك الان بعيد ... كم تمنيت ان اليوم الاول فى رمضان تشاركنى اياه .. متى ستحين عودتك
جائت ايه فى بدايه اليوم باكرا ، كنت اظهر سعادتى بين من داخلى غير ذلك .. لكن من منا سيحزن فى رمضان المبارك الذى يحل علينا من سنه لاخرى ، امهلت نفسي بانه قريبا سيعود ،وقضيت اليوم مع عائلتى وتمنيت ان تتصل بى تعيد علي تسألنى كيف مر اليوم ، لكنك لم تفعل .. كم يؤلمنى قلبى من تجاهلك لى وكانى شئ عابر بمجرد ان سافرت لا تتذكره .. كيف لك ان تكون بهذه القسوه وقلبى يشتعل بنيران الاشتياق واللهفه لرؤيتك والتفكير فيك مليا ، انك تاخذ وقت أجمعه ولا حاجه لى بوقت منفرغ عنك
مر سبع يوما على غيابك وانا فى حالتى هذه ، فى الصباح رن هاتفى فذهبت اليه سريعا فانا انتظر اى هاتف منك ، وبلفعل ابتهج قلبى عندما وجدته أنت رديت عليك وقبل ان اتحدث سبقتنى وقلت
: بعد قليل سأصل 
ابتسمت ولم استطيع ان اوصف لك مدى سعادتى بهذا الخبر الذى حل علي : حقا
  : اريد مقابلتك
كانت نبرتك جافه ولم افهمها ، لكنى سعدت وكنت انا الأخره أريد رؤيتك بشده ، سألتك اين فأخبرتنى بلمكان ثم أقفلت ، ذهبت لغرفتى وبدلت لملابسى ورتبت حديثا معك واسئله كثيرا اطرحها عليك ، اين كنت وماذا حدث لتذهب ، ولما لم تحدثنى .. اسأله كثيره داخلى ، لكنى اعلم ان فور رؤيتى لك سيتلاشي كل شئ ، حتى الغضب والضيق الذى كنت سأحاول ان أمثله عليك من أجل ان تصالحنى سيتلاشو واخبرك كم اشتقت اليك ، فانا كالحمقاء من أمامك  ، اخبرت امى انا ذاهبت لمقابله سليم سالتنى
: هل جاء ؟ 
: اجل حدثنى وهو فى طائرته ويريد مقابلتى
: هل سيأتى لمقابلتك هكذا سريعا .. الا يجب ان يستريح من السفر 
قالتها امى بتعجب وكنت بلفعل اتسائل عن هذا ، فأنت بإمكانك ان تتصل تخبرنى انك جئت ونتقابل فى الليل ، لما تلك السرعه

ذهبت فى المكان الذى اخبرنى ، نظرت كان واقف عند سيارته ، ابتسمت عندما رايته فاشتقت اليه كثيرا 
: سليم
قلتها نداء له لينتبه لوجودى نظر لى سيرت تجاهه وانا سعيده كثيرا لرؤيته لكن احاول ألا اظهر هذا على وجهى وان امثل الهدوء ، لا الغضب ولا الاشتياق
: لماذا لم تنتظر حتى تعود لمنزلك وتستريح
: اريد التحدث معك
نظرت له ومن نبرته قلت : كنا تحدثنا فى الليل ما الفرق .. ولماذا سافرت وجئت هكذا فجأه كما ذهبت 
: سأعود ثانيتا 
نظرت له بشده وقلت : ماذا .. تعود ... هل اتيت ومن ثم ستذهب ثانيا
قلتها بدهشه وحزن شديد فى قلبى ، تذهب ثانيتا يا سليم ، وانا التى ظننت ان جئت لتبقى معى وتعوضنى عن الايام الذى مرت علي من دونك ، تريد ان تتركنى ثانيا ، كان صامت ولا يرد على قلت : لماذا ستعود 
لم يرد علي كان لا يتطلع بى ويخفى انظاره وكان ثمه شيء ما
: سليم
اخفض عيناه بينما هدأ حزنى وقلقت ان يكون به شئ انا لا اعرفه ، اقتربت منه وامسكت يده بحب وقلت 
: سليم ماذا هناك 
رفع انظاره الي قال : اعتذر يا ديما 
لم افهم على ماذا يعتذر على غيابه وسفره ابتسمت ابتسامه خفيفه قلت : لا بأس لست حزينه منك 
صمت ثانيا ولم يرد علي نظرت له واتفحص ملامح وجهه قلت : هل اخبرتنى ماذا هناك وفيما كنت تريدنى
نظر لى تعجبت من نظرته تنهد وكنت انتظر كلامه ، تنهد وقال : ساتزوج اريا
تحولت ملامحى لصدمه وتركت يده على الفور وابتعدت عنه ، واشعر وكان الوقت توقف من عند هذه اللحظه .. ما هذا الذى سمعته هل قال سيتزوج .. هل سمعت صحيح ، بتأكيد اتوهم 
: ه .. هل قلت .. اريا 
نظر لى وصمت ولم يتحدث نظرت له ابتسمت رغما عنى ، ابتسمت لاحاول ان اجعله يعلم ان اكشفه قلت : تمزح معى
قلتها بنبره راجيه تكبح بكاء خوفا ان يكذبنى وانه ليس مزاح ، لم يرد علي ابتسمت اكثر واقتربت منه قلت ودموع تجتمع فى عينى
: س.. سليم ، انت تمزح صحيح ، ام انا سمعت خطأ 
: لا 
قالها وهو لا ينظر لى ووقعت كلمته على كصاعقه تشقنى لنصفان من فرط الصدمه ، شعرت بثقل قدماى عدت للوراء مبتعده عنه كنت ساقع اقترب منى لكنى رفعت يدى امنعه من الاقتراب ، نظر لى بحزن فنظرت له وأتذكر الأحداث الماضيه وتغيرت ، قلت بصوت ضعيف
: هه.. هل سافرت من اجلها
اخفض نظراته وكأن كلامى صحيح ، فهو ذهب فجأه وعاد ويقول انه يعود ثانيا واتفجأ من ما قاله : هل .. ك .. كنت هناك معها 
سالت دموع من عينى وصوتى مبحوح ، صوت يرجوه بنفى واخبرنى الحقيقه وكفا مزاحا ، ثمه شئ خاطئ وانه يكذب فيما يقوله ، صرخت بغضب وقلت : تحدث 
: اجل 
: اجل !! 
قلتها بصدمه ثم ابتسمت وتساقطت دموع وقلت : قال اجل ...  يالحماقتى كنت ادعو لك هنا وانت هناك معها ، ايها الخائن النذل .. كم انا حمقاء وغبيه ، كم انا مقترفه من نفسي ، كم العن نفسي على هذا القلب اللعين الذى احبك
  : ديما
: اصمت
قلتها بغضب شديد وصوت مرتفع
: لم اخدعك ، أنا أحبك لم يكن ..
: انت كاذب يا سليم 
قلتها بهدوء ودموعى متجمده ان شائت التحدث لتخبرك مدى الشعور الذى بداخلى لجعلتك تبكى وتنظف ذلك القلب القاسي من اذيتك لى 
: انت لم تحبنى قط .. انها تلك الاكذوبه الذى اوهمت نفسك بها وتعايشت معها ، انك مخطأ انت لم تحبنى يوما بل كان شعورا كاذب ظننته حب ، انك تحبها لاريا .. هى فقط لا غير من تحبها ، يجب تقنع نفسك بهذا ولا نكذب على كلانا ، لا اعلم ما الذى استفدته من اذيتى ، ماذا فعلت لك لتكسرنى بهذا الشكل 
: اسمعينى صدقينى أنا...
: الصدق !
قلتها بسخريه نظرت له قلت : اى صدق هذا ، انك كاذب ، لطالما كنت كذلك .. أن الكذب يجرى فى عروقك ... ما الذنب الذى ارتكبته لتكون حياتى جحيما هكذا ، هل هى ثقتى المفرطه ، ممكن لانى فى قمة الغباء لأن احبك .. انت اسوء اختيار يا سليم قد اخذته يوما .. لم يكن علي ان احب ثانيتا من البدايه
كان يطالعنى بحزن وكانه مشفق علي فقلت : سلمتك قلبى اعدته لى محطما 
: ارجوك توقفى عن اتهماتك لى
: ارجوك انت يكفى ، اى اتهامات هذا .. لماذا مزلت ترتدى هذا القناع الخادع 
نظر لى بشده تنهدت وقلت ودموع تسقط من عيناى : لم اعد بإمكانى ان التمس لك الاعذار 
: لكن لدى عذرا أنا لن اتز..
صرخت بغضب وقلت : كفاك كذبا ، اى هذر هذا علىما تقوله وما تفعله وما تنوى فعله 
نظرت له بحنف وقلت : تريد ان تتزوجها ، لتذهبا للجحيم ، لماذا تسألنى .. أشك بأنك قد تزوجتها بلفعل .. لتذهب وتقيم زفافا يشهد عليه الجميع ولتحل عنى وتتركنى ، لتبقى مع من اخترتها ودعنى وشأنى .. أسمعت ، اذهب اليها انها فى انتظارك  
نظر لى بشده خطوت للخلف وقلت :  تأكد من هذا اليوم سامحيك من حياتى كما محيت غيرك
صببت تلك الكلمات الغاضبه وذهبت تاركه اياه ، وضعت يدى عند ايسر صدرى الذى يؤلمنى واغمضت عيناى بضيق لتتساقط دموعى ، غير مراعيه اننى بمكان عام والجميع ينظر الي ، اننى على وشك الانهيار .. كم أنا ضعيفه ، بت اكرهنى كثيرا

----------------------- 
دفعت كلماتها الي بكل غضبك وفتكت بى ثم رحلتى ، تسقط رجولتك عندما تندم امرأه على حبها لك، المنى رؤيتك هكذا وانتى تنعتينى بالخائن والنذل وانى اسوء اختيارا لك ، تألمت حين قولتى انك ستنسينى وتمحينى من حياتك ، شعرت بالخوف الشديد من هذه الفكره وشعرت بإنكسار .. كأنسار قلبك ، لكنى لم احب احدا غيرك ولم اخدعك يوما .. تتخلى عنى دون ان تعرفى شيئا لكنى لن اتركك ، انا لم اشأ حدوث ذلك فلا تتركينى 
مر وقت وتركتها حتى تهدأ ، لكن نيرانى انا فى ثورتها ، فى المساء ذهبت لمنزلها وبدى الاجواء غير جيده ويبدو انهم عرفو من ديما كل شئ وعما دار بيننا  ، جلست مع السيد يونس الذى صدمنى حين اخبرنى انه سيحل رباطنا 
: سيد يونس اسمعنى اعلم انك غاضب لكنى احب ديما 
: اسمعنى انت يا سليم ، ابنتى تحملت الكثير لم اعد قادر على رؤيتها تعانى اكثر من هذا ، يلزم لها الراحه بعد كل هذه المعاناه ، وان كانت راحتها فى ابعادك عنها فانا سأفعل اى شئ من اجلها وان وصل لقتلك .. لذلك اخبرك انك لم يعد هناك ما يربط بها 
: لكنى احبها اقسم لك انا لا اتلاعب بها البتا ا.. : عجيب امرك تحبها وتريد الزواج من غيرها 
ماذا افعل هل أتراجع كنت ساتحدث لكنه سبقنى وقال : من فضلك لا اريد سماع شئ اخر ، كفا ثقلا على ديما ليس لطاقتها كل هذا بأن يحدث لها ، ظننت انك الشخص الذى قادر على اسعادها لكن اتضح العكس .. انك تسبب لها الاذى يا سليم 
صدمت من ما يقوله وشعرت بكون شديد حاولت اخفائه ، بماذا اخبركم .. ليعطنى احد فرصه انا لا اريد تركها ، اعلم انها غاضبه منى ، لتقول ما تريده وسأفاعله ، اخبرته ان كان بإمكانى ان اراها لكنه منع ، كنت اشعر وكأن وجودى غير مرحب بيه ، لا اعلم عما رأوه بديما وكيف عادت لهنا ، وقفت اعلن لهم ذهابى ، فتح الباب وكنت سأخرج لكن جاء صوت اوقفنى 
: انتظر 
التفت نظرت وجدتها هي كانت واقفه عند الدرج وتنظر لى بغضب شديد وعين حمراء متجمع بها الدموع وجدتها تقذف شيئا الي ، وكان خاتمها 
: لتذهب به الى الجحيم ، ليس لى حاجه به
تجمعت دموع بعينى وانا اطالعها ثم التفت وذهبت وحرمتنى من رؤيتها للمره الاخيره ، انخفضت والتقط الخاتم من على الارض طالعته بحزن واتذكرها وهى تخبرنى انها لن تخلعه يوما ولم تكن لتخلعه لانه يذكرها بى ، وعندما ستخلعه ستكون قد اعلنت نسيانى ، كم يتألم المرء حين يرى نفسه يمحى فى حياه من يحبه ويشاهد نسيانه بام عينه لهذا الحد كرهتينى اخبرتك من قبل ان نسيانك لى يعنى موتى ، وها انتى تخبرينى انى لم اعد فارق معك لحد الموت .. يبدو ان النهايه ليست منصفه لكلانا 
سأكتفى بك حُلماً فواقعك ليس لى
-------------------
ها انا اجلس فى الحديقه استنشق الهواء لعلى الفظ اخر انفاسى ، فكنت قد سجنت نفسي بغرفتى طيله تلك هذه الفتره ، ابكى واكتم بكائى منعا ان يسمعه احد أشعر بالم فى قلبى واتغاضي عنه كونه الم عادى لكنه كان مرضى ... مرضى الذى عاد الي لحد الموت ، ولا يوجد رجعه منه ، مستسلمه اليه وارضى بقضاء الله .. لأنى ميته على كل حال ، انظر لنفسي فى المرأة يوميا مرارا اشاهدنى وملامحى الذى بدأت فى التغير والعوده وانتشار المرض فى جسدى ، امشط شعرى لاجده يتساقط لاصرخ من بكائى واشهق بحزن فبرغم ذلك انا احب شكلى واحب شعرى كثيرا .. كيف سأعود لهذه الفتره من جديد ، اننى لم اصدق ان تخطيت هذا المرض الخبيث وعدت لعافيتى ، لكنه اتانى وكأنه يخبرنى ان لا رحيل وفرار من الموت .... الموت كالسحابه فوق كل منا ومحكمه عليه بعدم الرحيل ، لكن موتى سيكون مؤلم ، كان والداى يبكون يوميا علي ويترجونى ان اذهب لخضوع فحوصات لكنى لا اريد ، فلقد تعبت كثيرا من الجلسات الكيميائية قديما كيف سأعود لها ثانيا ... لا احد يشعر بما مررت به  انه لمن الصعب ان يكون لدى طاقه واراده فى ان افعلها ثانيا ، انا مستسلمه وراضيه بالموت على ان اعود لتجربه فاشله نسبتها ١٪ .. هذا المرض لن ولم يتركنى فلماذا احاول،وعلى من احاول انا لا اريد الحياه من الأساس .. كم هى تؤلم او لنقولها كم يؤلم المرء نفسه حيث يجعل حياته سوداء بعينه، كنت امتنع عن الطعام وكأنى اعجل موتى ، كان والداى يتعذبا معى كثيرا ، وانا قلبى قاسيى عليهمNour Nasser
فى يوم كنت جالسه فى غرفتى كعادتى وجدت الباب يفتح وكانت امى ، كنت مستلقيه لا اتحدث : اريا 
صمت ولم ارد عليها : سليم هنا 
صدمت والتفت ونظرت لها بشده ولا اصدق هل سليم حقا هنا ، هل جاء .. منذ متى ولماذا جاء
: هل بإمكانى الدخول 
كان هذا صوته من خلف امى ، افسحت له مجالا لدخول وبلفعل رأيته .. شعرت بالسعاده لرؤيته فكم من المده الذى لم التقى به، اقترب منى وجلس بجانبى نظرت له، اعتدلت وكانت دموع متجمعت لى عينى 
: ظننت انى لن أراك ثانيتا 
: لما تقولى هذا

سالت دموع من عينى عندما تذكرت شكلى وان ملامحى باتت تعود قبيحه ، دفعت اليه وعانقته وبكيت .. اعلم ان هذا العناق ليس من حقى لكنى اشتقت اليه كثيرا ، ليكون عناقى معك الاخير ، وجدت يرفع زراعه ويربت علي
: لماذا تجلسي هنا وحدك ، الم احذرك من قبل من هذه العزله
صمت ولم ارد عليه فهذه العزله هى من تنتشلنى من الحزن الذى انا فيه ، وهى سبب فى عوده مرضى ، ذلك الحزن الذى لا استطيع ان اكبحه يتملك قلبى حتى اصابه ذلك المرض ، ابعدنى عنه برفق نظرت له قال : هيا لنذهب
: لاين 
: للمشفى لنخضع لفحص سريع 
: لا
قلتها بخوف نظر لى قال : انا معك 
: لا يا سليم .. لا ، ان عدت لهذه الاشياء وهذا العلاج الكيميائى لن يزيدنى الا موتا بالالم ، يستساقط شعرى ، ستبهت ملامحى ، ساصير كعجوز من هذه الكيموات الذى اتعرض لها ، سوف اصبح قبيحه المنظر ... لا اريد .. صدقنى كان يؤلم لكنى تحملت رغما عنى
: تحملى هذه المره وستكوو الاخيره لنكنل العلاج وتيقتى بالشفاء من الله ، لا تستلمى اعلم انك اقوى من ذلك .. لن تكونى قبيحه ولن تتغير ملامحك ، يجب ان تتعلاجى ونتيقين من شفائك هذه المره ، لماذا ارجعتى نفسك للوراء هكذا بعدما تقدمتى الكثير  واصبحتى فى المرحله الاخيره لكن بعزلتك هذه ، عدتى لنقطه الصفر
اخفضت رأسي وبكيت فهو محق لكن حزنى لا اتحكم به
: لا تبكى يا اريا سيكون كل شئ بخير
نظرت وهل حقا يقصد ما يعنيه لطالما كان يبشرنى خيرا واستقوى به ، لكن كيف هو معى .. وكيف جاء .. هل اتصل به احدا واخبره ، هل انت يا ابى ، وهل سليم تركها لديما وجاء إلى ، هل سمحت له .. ماذا يهمنى ، المهم انه جاء ومعى فقد تحسنت بمجرد رؤيتى له
اخبرنى ان ابدل ملابسي لنذهب اومأت له فذهب وكانت أمى تتطلع بى وتبتسم بحزن لأنها ترانى سعيده ، ذهبت مع سليم وقبل ان أدخل للفحوصات امسكت يده بخوف فانا لا اعلم ما الذى سينتج ويظهر فى الفحص ، هل هى نقطه مبشره ام نقطه سوداء ، ربت على يدى الممسكه بى بمعنى ان اطمئن، رحب جونى بى وهو طبيبى المختص الذى اتى لى ذات يوم ويصر علي للعوده لكنى رفضت بحده وانى لن اعود ، لكن سليم اعادنى ، كنت خائفه انظر لسليم وانا ذاهبه فيزول خوفى 
عندما انتهيت ذهبت لسليم وجدتهم يتحدثو وصمتو عندما اقتربت منهم ، تعجبت لكن كانت ملامح سليم يبدو عليها الحزن لكنه حاول اخفائه من رؤيتى، لم اعلم ما الذى دار بينهم ليحزن سليم ، لم اكن اريده ان يذهب ويتركنى اخبرته ان يأتى ويجلس معنا فى المنزل ورحب ابى بيه لكن سليم عارض الفكره واخبرنى انه سيأتى يوميا الي ولن يتركنى وسيكون بجانبى
وبلفعل كان سليم يأتى الي ويقضي الكثير من الوقت كنت اشعر بالسعاده الكبيره وهو معى ، لم أكن مباليه بأحد غيره ، لكنه كان شاردا كثيرا فى الوقت ، فى يوم ذهبنا لإجراء فحوصات ثانيا وهى كامله علي ، اتممتها وذهبت لسليم اخذه الطبيب على جانب ولم اعلم فيما يتحدثا ، ثم عاد وكانت ملامحه خاليه من التعبيرات 
: هل هناك شئ
قلتها بتساؤل فرد : لا ، هيا لنذهب 
اومأت له وذهبت معه ، كنا جالسين وانا اتطالعه وهو صامت منذ مجيئنا ولم يتحدث : سليم
نظر لى فقلت : ما الامر لما تبدو حزينا
صمت ولم يرد علي اقتربت منه قلت : ما الذى اخبرك به جونى 
نظر لى وكان بلفعل للامر علاقه بى 
: لم يخبرنى بشيء
: اتحدث عن الفحصوات ، كيف كانت
: جيده
اذا هى ليست هكذا انه يكذب ، شعرت بالحزن وتجمعت فى عينى الدموع نظرت له قلت بابتسامه : انا لا اخاف من الموت
نظر لى بشده وقال : ما الذى تقوليه
: الحقيقه الذى تخبئها
: اى حقيقه هذه ، انك تتفوهين بالهراء .. ستكونى بخير 
قالها بغضب، امسكت يده ومزالت ابتسامتى على وجهى : لا تخفى شئ على وصارحنى 
نظر لى وصمت واخفض عيناه بحزن 
: لا تبتعد عنى يا سليم ، انا لا اريد غير هذا 
نظر لى فقد قلتها بنبره رجاء له ، فإن كانت ايامى قليله اريدها ان تكون معك ، وان كانت لدى فرصه للشفاء لاستغل وقت مرضى فى ان اكون قريبه منك 
: انا معك
قالها لى فأبتسمت له وسعدت ربت على يدى وقال : ستكونى بخير تحلى بلقوه
اومأت له بالطاعه، بقى سليم بقرب منى فى ايام بقائه هنا ، كم كنت سعيده تمنيت وقت بقائه معى لا ينتهى، كان يخبرنى ان اخرج وعدم الجلوس فى غرفتى ايا كان ، كنت استمع له وابقى مع والداى واشاركهم الجلسه ، كنت اجلس ويأتى يجلس معى ، كان يخبرنى ان هذه الامور جيده الى والهواء النقى الي ، كنت أتحدث معه واخلق مواضيع للنقاش ، واخبرنى بمعاد الجلسه حزنت وخشيت منها لكنه مدام معى لا اخاف من شئ
فى يوم اخبرنى سليم انه سيسافر حزنت كثيرا وغضبت عليه بانه سيتركنى ولم يفى بوعده لكنه اخبرنى انه سيعود سريعا ولن يتأخر ، فسعدت كثيرا فقد ظننت انه سيعود لديما دون رجعه .. فانا أعلم انها مستحيل ان تكون تعرف بأن سليم معى وتسمح له واعلم ان سليم يحبها فسيختارها هى بالطبع .. فساكون قد مت لثلاث مرات ، حين اكتشفت حبه لها ، وحين يختارها ، وحين مماتى لقضاء هذا المرض علي
سالته ان كان سيتأخر لكنه نفى فاخبرته ان  فى انتظاره، فور عودته يأتى الي اومأ لى وذهب وها انا لأعود من ذاكرتى وجالسه فى  الحديقه استنشق الهواء وافى بوعدى له، كنت انتظره فقد قال انه لن يتأخر وانا اثق به ، ام انه لن يعود .. تلك الفكره تخيفنى كثيرا بأنى لن أراه ثانيتا
وانا جالسه وجدته يظهر ولم اصدق انى رايته وقد عاد .. ابتسمت وانا اطالعه ومتى جاء ، كانت ملامحه متغيره كثيرا ، وكأن ثمه شيئ ما حدث ، سال عن حالى فسعدت وأخبرته انى بخير عندما رأيته ، جلس بجانبى نظرت له بتفحص قلت
: ما الأمر
كان صامتا ولا يتحدث سالته ثانيا فنظر لى وكان خالى من التعبيرات ، اخبرنى ان حل رباطه من ديما ، صدمت كثيرا ولم اصدق ما اسمعه فكيف حدث هذا ، حزنت لانى السبب بالطبع فحدث ما كنت اتوقعه ، اظنها لديما لم تقبل بهذا وخيرته من بيننا ، لكن هل ابتعدت عنه ولم تربطهما صله بعد الأن، هل سليم جاء الي وتركها ولم يبتعد عنى ، هل فعل ذلك حقا من اجلى .. هل اختارنى انا ، لا اصدق هذا، لقد عاد سليم الي حقا وسيكون معى ولن يبتعد عنى، ماذا أريد أكثر من ذلك

    •تابع الفصل التالي "رواية كبد المعاناه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent