Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

   رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الفصل الثاني و العشرون 22

 
 
………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
العلاقَات بين البشرّ كَالمنَازل : بعضهَا يَستَحقّ التّرمِيم البسِيط ، وبعضهَا يستحِق الهدم وإعادة البنَاء ، والبَعض الآخَر يُجبرنَا أن نكتُب عَليه للبَيع .
………..
لم تنتبه نهلة لمن ولج إليها الغرفة دون أن يطرق الباب ، حيث كانت منشغلة بالغناء والتراقص أمام المرآة على اغنية ستو انا وأخذت ترددها بإنتشاء ، ولكنها تجمدت أطرافها عندما وجدت من يحتضتنها من الخلف ، لتسرى فى جسدها برودة مفعمة بخوف ، فارتجفت من بين يديه فحدثها بإطمئنان وحنون …مالك يا بت اتخشبتى إكده !
انا منصور چوزك وحبيبك يا نهلة.
فحدثت نهلة نفسها …چوز غربان أسود ومنيل بنيلة .
استرها عليا يارب ، الا وربنا لو هوب ناحيتى أفتح كرشه ، بس ياريت يكون اللى فى بالى حوصل عشان أشمت فيه واخد بتار ناهد وبتار كل واحدة لمسها جبلها .
ثم تابع منصور والسعادة تملىء عينيه “”
بس بسم الله ماشاءالله ، عينى عليكى باردة .
خفيتى أهو ، وبجيتى بم بم .
بس سكتى ليه ؟
كملى عاد الأغنية الحلوة اللى كنتى عتجوليها دى .
اه يا ستو انا ،ده انا اللى اه منيكى يا بت ، شجلبتى حالى ومحتالى .
وضيعتى الربع اللى كان فضلى فى نفوخى وخلتينى ماشى مش بفكر ألا فيكى يا جلب منصور .
ااااه من الحب وسنينه مكنتش خابر أنه واعر جوى إكده وبيخلى الواحد مننا كيف العيل الصغير اللى بيريل لما يشوف حاچة حلوة وأنتِ الحلى كله يا بت .
تلعثمت نهلة واردفت بتوتر …منصور .
منصور بعشق …عيون وجلب منصور اللى خطفتيه من أهله وناسه وبجا ليكى وحدك ، وليكى تطلبى كل اللى نفسك فيه ولو حتى نچمة من السما هچبهالك .
فحدثت نفسها نهلة…يا مرك يا بت ، شكلك ضعيتى ولى كان كان وعتغنى ظلموه دلوك .
ثم أدارها منصور إليه بحنو ، لتقابله بعينيها الخائفة التى رأت فى عينيه الرغبة وعلمت أنها ستكون فريسته لا محاله ، بعد أن ليس هناك شىء آخر تدعيه ليبعد عنها …
للتتفاجىء به يطبق على شفتيها بقوة ، يلتهمهها كوحش بلغ به الجوع ما بلغ ، حتى كادت تختنق .
فحاولت الابتعاد عنه بقدر المستطاع ولكنها لم تستطع لقوة بينانه وضعف جسدها أمامه .
ثم إذ به يبتعد قليلا ، ليتيح لها إلتقاط أنفاسها ، ثم حملها بين بيديه مردفا بهمس … أتوحشتك جوى يا بت .
ومعدتش جادر أصبر على الجمال ده كله .
فأخذت نهلة تتملل بين يديه مردفة …ايه اللى عتعمله ده يا منصور ، نزلنى ، نزلنى .
فضحك منصور …ايوه هنزلك على سرير الهنا يا بت .
ثم وضعها برفق على الفراش ، فاخذت تنظر له برهبة وتترجاه بعينيها أن يتركها ، بعد أن وقفت كلماتها فى عنقها وكأنها أصبحت خرساء من شدة الخوف وإنهيار سبل مقاومتها .
رأى منصور الرهبة فى عينيها فلاطفها بقوله ..مالك يا جلب منصور ، انت هتستحى منى ولا ايه ؟
انا خلاص يا بت چوزك وحبيبك.
ومتخافيشى منى عاد ، عتلاجينى حنين جوى يا بت وهخدك بالهدواة كيف اللى عيسجى البسكوتة الناعمة فى الشاى .
كادت نهلة أن تصرخ ،وهى تراه أمامها ينزع ثيابه وقد استعد للإنقضاض عليها وبدء يتلمسها بيده القذرة تلك ، فدمعت عينيها ودعت الله أن يتم ما حاولت من أجله وان لا يصل إلى مبتغاه منه وأن ترى الكسرة والحزن فى عينيه .
كادت أن تتقيىء نهلة من قبلاته المتفرقة على جسدها ولكنها تماسكت ، حتى انتفضت فجأة وتجمدت الدماء فى عروقها خوفا من أن يحدث ما تخشاه ولكن الامل بدء أن يتسرب إليها عندمت رأت ملامح وجهه بدئت ان تتغير ، بعد انا حاول كثيرا معها ولكن بائت كل محاولاته بالفشل .
فاعتدل سريعا من نومته بعد أن تبدلت معالم وجهه من السعادة إلى أخرى متشنجة ، زافرا بغضب ..معجول ده ؟
كيف يعنى ، ده انا كنت كيف الحصان ومحدش يعلى عليا ؟
لا ده اكيد حد عملى عمل عشان مجدرش أتبسط .
بس مين اللى جدر وعمل فيا إكده ؟
يا ويله منى .
فابتسمت بتهكم مردفة بتشفى …ايه مالك يا منصورى ؟
وليه عتكلم نفسك ؟
انت تعبان يا جلبى ولا ايه ؟
وليه جومت ، معدتش تحبنى ولا ايه ؟
ولا مبجتش عچباك ، إكده يا منصورى وانا اللى جولت علاقى الهنا والحب وانا معاك .
تلون وجه منصور وتعمد عدم النظر إليها حتى لا ترى فى عينيه العجز والحرج وتعلثم بقوله …لا مفيش حاچة يا جلبى .
وأنتِ حبك هو هو وأكتر كمان يا بت .
بس انا جولت يعنى شكلك لسه تعبانة ، فجولت خلينى خفيف المرة دى ، لكن استعدى المرة الچاية عشان عتكون ليلة ولا ألف ليلة وليلة .
وانا هجوم دلوك عشان أسيبك تستريحى هبابة .
فحدثت نهلة نفسها بعد أن كتمت ضحكتها بصعوبة …لا مهو باين يا منصورى وطلعت خرونج .
ثم اعتدل منصور واقفا وكور يده بغضب ، وارتدى ملابسه سريعا ثم خرج يتمتم بكلمات غاضبة واغلق الباب من ورائه بقوة .
وهنا أطلقت نهلة لضحكاتها العنان بتشفى بقولها ….لا طلعت سبع صوح يا ابو الرچالة .
حلو جوى إكده ، عشان ربنا يكفى شرك عن البنات الغلابة و اللى بتعملوا فيهم ، ولسه ياما هعمل فيك يا منصور .
عشان أريح جتت اختى فى جبرها.
غادر منصور الغرفة يلعن الجميع مردفا …انا خابر زين إن اللى حوصل ده اكيد حسد وإن عيون ولاد زهيرة رشجت فيا .
ااااه يانى منهم لله عيحسدونى على الفرحة الوحيدة اللى فى حياتى ، ومش مكفيهم اللى عملته عشانهم السنين اللى فاتت دى كلاتها .
واكيد حد عملى عمل فيهم عشان يحصلى الربط ده ، ولزمن أشوف حد يفكه والا أكده ضاعت رجولتى جدام نهلة وهتستنجصنى وممكن كمان تفضحنى جدام الخلق وبكده عتضيع هيبتى بين الناس وعيتلمزوا عليا .
لا ده لا يمكن يحصل ابدا .
فنزل الدرج سريعا وقام بالنداء على متولى الذى جاؤه سريعا .
متولى “نعمين يا منصور بيه “
فأشار إليه منصور ليقترب منه بقوله …جرب يا واد أجولك حاجة وإياك تهمس بيها لحد والا جطعت رجبتك .
متولى مشيرا بيديه على عنقه ..عيب يا منصور بيه ، ده انا خدامك الوفى ، جول وسرك فى بير.
فحدثه منصور بما يشغله ، لينطق متولى مردفا بحرج …مفيش غيرها الشيخة غالية ، هى اللى هتعرف تفك الربط ده وتبجه تمام التمام وترجع حصان كيف الأول وأحسن كمان .
ابتسم منصور بقوله …بجد يا ولا؟
طيب دلنى عليها دلوك حالا .
فنصحه متولى بقوله ..لا ميصحش تروح إكده بين الناس يا سيدنا .
انا هروح الأول اخد معاد منيها فى وقت متأخر تكون الناس نامت وساعتها تروح وانت مطمن .
منصور …طيب روح أجرى خد معاد منيها وبلغنى .
متولى ….حاضر يا بيه عيونى ، دلوك حالا هروح .
فذهب متولى سريعا إلى تلك المشعوذة التى تستغل ضعاف النفوس الذى ترتب على ضعف الايمان وتستحل أموالهم بغير وجه حق وتدعى علم الغيب مع أن الله سبحانه وتعالى اقسم فى قوله تعالى “ولا يعلم الغيب إلا هو )
وهذا بجانب إستخدامها للسحر فى التفريق بين المرء وزوجه وبالسحر أيضا حولت حياة بعض الأشخاص لجحيم لا يطاق .
……………
ولجت زاد إلى غرفتها والدموع فى عينيها قهرا مما يفعله معها براء .
زاد …اه لو تعرف جد ايه أحبك يا براء وكنت اتمنى اليوم اللى نچوز فيه .
لكن دلوك خايفة جوى من اليوم ده ، ومبجتش فرحانة لانى هچوز جسد من غير روح ، فكيف أتقبل ده على نفسى .
لا يمكن أكون ليك إلا لما أكون فى جلبك الأول يا براء .
…….
تفاجىء جابر بما حدثه به والده أن زواجه من بانة بات قريبا جدا .
فحدث نفسه ..انا فعلا كنت بتمنى اليوم ده بفارغ الصبر بس كنت محتاج وجت أدخل فيه جلبها الاول ، لكن إكده حاسس انها هتكون رهبانة منى ، وممكن ترفض أقرب منيها كمان .
ايه وجع الجلب ده !
واكيد هى خايفة دلوك .
وكيف أسكن فى الجصر وانا اللى كنت عايز ابعد عن الدنيا كلها بس هى تكون معايا .
لا مش هجدر أرتاح هناك ابدا ،بس اعمل ايه ؟
لو موفجتش ممكن أخسرها ،وده اللى مجدرش استحمله ابدا .
جابر بإستسلام …ماشى يا بوى ، اللى تؤمر بيه .
حمدان ….ربنا يسعدك يا ولدى ، وانت تستاهل كل خير .
بس عايزك راچل أكده جدامهم ومتكسفنيش عاد .
أومىء جابر برأسه مردفا ….الله المستعان يا بوى .
وبعد إذنك دلوك …هروح أشوف مصنع السجاد بتاعى .
ابتسم له حمدان مردفا بحنو …ربنا يوفقك يا ولدى .
غادر جابر وأثناء سيره فى الطريق اتصل بها ليطمئن عليها …
نظرت بانة لأسمه فأخذتها الرهبة ، فكيف لها أن تتزوج بتلك السرعة رجلا لا تعرفه .
نعم لا تنكر أنها أعجبت به ولكن هذا لا يكفى للزواج ..
فأجابته بتردد ..اهلا يا چابر كيفك ؟
شعر جابر بنبرة صوتها ، فأراد أن يخفف عنها ويخرجها من تلك القوقعة التى تعيش بها فحدثها بقوله ..
بانة كنت عايز اخد رئيك فى حاچة إكده , ممكن ؟.
لأن رئيك يهمنى جوى .
بانة بإندهاش …ايه هى الحاچة دى ؟
جابر …معينفعش فى التلفون ، لازم تشوفيها بنفسك .
ممكن تستأذنى من الست الوالدة ، أعدى عليكى اخدك .
بانة بإستفسار …بس جولى الأول هنروح فين ؟
قلق جابر من نبرة صوتها فأردف ..أنتِ خايفة منى يا بانة !
صدقينى انا أول واحد عيخاف عليكى وممكن يفديكى بنفسه كمان .
لمست بانة صدق حديثه ، فوافقت لأنها أيضا تريد أن تقترب منه لتعرفه أكثر .
بانة بإطمئنان …تمام عجول لأمى ، ولما أجه‍ز هرن عليك هنزل .
جابر ..وانا عكون فى انتظارك .
استئذنت بانة من والدتها للخروج مع جابر فوافقت زهيرة ودعت لها بالسعادة لأنها تعلم جابر وسمعته الطيبة فى الكفر ، فالكل يحبه ويحترمه .
ثم قامت بالإتصال عليه ، لتجده يقول …انا تحت من بدرى يا جلبى مستنيكى .
بانة بإندهاش …وليه نستنى مش جولتلك لما أرن عليك .
تنهد جابر بلوعة مردفا ….مش بيدى ، الشوق هو اللى چبنى بدرى .
فضغطت بانة على شفتيها بحرج ،ثم رددت ..طيب انا نازلة .
قابلته بانة بابتسامة وطالعته بإعجاب بعد أن رأته بهيئة مختلفة تلك المرة ، عن الذى اعتادت عليه .
فهو لا يبرح مطلقا عن ارتداء الجلباب الصعيدى ولكن هذه المرة رأته يرتدى بنطال أسود مع قميص أبيض يكشف به عن ساعديه ويبدو لها أن لديه جسد رياضى منمق .
فشردت به للحظات محدثة نفسها …واو ، شكله يهبل فى اللبس ده .
طالعها جابر بإنبهار ولكنه وجدها شاردة فسئلها …ها روحتى فين ؟
بانة بحرج …..عفكر ، وخدنى على فين ؟
جابر …مكان قريب من إهنه خطوات يعنى .
ولا معتحبيش المشى ، تحبى نركب اى حاجة.
بانة …لا بالعكس أنا كنت محتاجة اتمشى شوية وأشم هو .
وبالفعل خطوا خطواتهم نحو المصنع .
جابر مشيرا إلى المصنع … أهو يا جلب جابر ، ايه رئيك فى المصنع الصغير ده ؟
طالعت بانة المصنع بشىء من التهكم مردفة ..ايه ده مصنع ايه الصغير ده ؟
ابتسم جابر بهدوء مردفا …تعالى بس چوه وانا هجولك ، فتابعته بانة.
لتجد مجموعة من العمال يجلس كل منهم على كرسى وأمامه خيوط ينسج منها على تابلوه رسومات ليكون سجاد يدوى برسومات رائعة وألوان جذابة ..
تعلقت نظرها بانة بها واردفت بإعجاب …ايه الچمال ده ؟
انا بحب الحچات دى جوى .
انت كيف اتعلمت الحجات دى كلها وانت يعنى … ثم صمتت كى لا تحرجه ….؟
جابر مبتسما ..جصدك مكملتش تعليمى ، جوليها متكسفيش.
يا بانة ، التعليم اه مهم جوى ، لكن فيه حاچة اسمها موهبة من عند الرحمن وانا ربنا كرمنى من وانا صغير بحب الرسم وكنت احب جوى الرسومات اللى عيعمولها على السجاد دى وكنت أقف جنبهم بالساعات عشان أتعلم .
واهو ربنا كرمنى وحققت حلمى .
وده بفضل الله ثم كرمه عليا بأحلى بانة فى الدنيا .
ابتسمت بانة وارتاح قلبها كثيرا نحو جابر ولكن مازال الخوف من الزواج السريع يسيطر عليها .
فما يا ترى ستفعل معه ؟
ثم رأت غرفة أخرى موصدة ، فسئلته ..والاوضة دى بتاعة ايه ؟
جابر وهو يسحب يدها ليدخلها بها …دى بجا المكتب بتاعى.
حاچة إكده على ما جسوم ، وانا خابر إنها مش اوى يعنى .
بس عشان أنا لسه فى الاول .
ولما ربنا يكرم هعمل فيه ديكورات افضل .
طالعت بانة المكتب ، لتجد به لوحات كثيرة مبهجة بالحياة ، لمست قلبها العاشق للرسم .
لتفاجىء ببعض اللوحات التى رسمها فيها جابر بدقة فى أفعال مختلفة ، منها تبتسم ومنها غاضبة .
فتحرج جابر منها وحمحم ..متزعليش بس انا بحب أشوفك فى كل حالاتك .
ابتسمت له بانة وعينيها تلمع ببريق الحب ، ليخترق جابر حصونها بقوة فتعلن هى الاستسلام.
نظر لها جابر بعشق حتى هام فى تلك العينين التى سحرته مرورا بشفتيه التى توردت من الخجل أكثر .
فوجد نفسه بدون وعى يقترب منها و يلتهمها بقوة .
إرتجفت بانة لكل تلك المشاعر الجديدة عليها وشعرت معه أنها فى عالم جديد عن عالمها وكأنها مغيبة عن الوعى ولكن ما أن أدركت حتى دفعته ورمقته بنظرة غاضبة ، ثم ركضت من أمامه هاربة.
ضم جابر شفتيه وزمجر بحنق …انا ايه اللى عملته ده !
موعيتش لنفسى من چمالها غصب عنى .
بس إكده حاسس انى زعلتها جوى وانا اللى كنت عايز أقرب منيها اكتر .
وبلى عملته ده هتبعد عنى .
ثم حاول اللحاق بها مردفا ..باااانة ، استنى ، اسمعينى ، هفهمك .
ولكنها كانت فى لحظة اختفت من أمامه راكضة نحو الجصر ولم يستطع اللحاق بها .
ووصلت بالفعل إلى القصر وأسرعت إلى غرفتها سريعا وأغلقت على نفسها .
واخذت تحسس شفتيها بيدها مردفة بخجل ..انا كيف سمحت ليه يعمل أكده ؟.
لااا انا لازم اوقفه عند حده .
حاول جابر يتصل بها ونظرت هى إلى شاشة هاتفها ولكنها لم تشىء الرد عقابا له على ما فعل .
……..
كاد قلب متولى أن يقف خوفا أثناء السير فى تلك الدار التابعة للشيخة “غالية ” وهو يرى روؤس الحيوانات المعلقة على الحائط وملطخة بالدماء ، بجانب أحد الجماجم البشرية ،غير لون الإضاءة باللون الأحمر الذى يسرى فى النفوس بالرعب .
حتى تجمدت أطرافه عندما استمع الى قولها بصوت أجش مخيف ….متولى .
يلى چى ومعاك الشر.
وقف متولى أمامها مرتجفا وحاول التحدث بتلعثم …لا شر ايه ، كل خير يا ستنا .
تجهم وچه غالية مردفة بحنق …منصور الچبالى ميچيش وراه غير الشر .
متولى بنفى …لا ..هو جصدك فى خير وياريت تساعديه .
فضحكت غالية ، ثم طالعته بنظرة نارية أرعبته مردفة…اساعده!!
وماله ، جولى طلباته وأجولك طلباتى.
ابتسمت غالية بشماتة عند سماعها ما يعانى منه منصور .
فأردفت …لا سهلة بإذن الله.
فسئلها متولى …طيب يچى امتى عشان تدوايه ؟
فارتبكت غالية وحدثته بقولها …لا ميجيش إهنه .
انت بس اللى تيچى تچيب المعلوم وأديك العلاچ بكرة فى الضحية بإذن الله.
متولى …وكام رايدة يا ست الكل ؟
ضيقت غالية عينيها بقولها …عشر الاف جنيه ، وبجرتين .
فتح متولى فاه مردفا …وه _كتير جوى .
غالية بعيون نارية …مش كتير ده جليل جوى كمان .
متولى …وانا مالى عاد ، انا هجوله والسلام .
سلام دلوك يا غالية .
خرج متولى وأخذ يلتفت حوله وعندما رأى أن لا أحد يتبعه ، أخرج هاتفه واتصل بحمدان .
حمدان …ايوه يا ولا .
فأخبره متولى بما قص عليه منصور حتى خروچه من عند غالية .
فضحك حمدان …حلو اوى إكده ، وانا خابر كويس جوى ، اللى هتعمله غالية .
خليه يشرب ويتهنى مع عروسته اللى هتچيب أجله ونستريح إحنا ونعيش وكفايا عليه هو اللى عاشه وعمله فينا .
لتفر دمعة من عينيه عندما تذكر ما فعله منصور مع زوجته فى الماضى .
مما أدى إلى أنها تفقد عقلها .
ليشرد قليلا متذكرا زوجته” فريال ” التى أحبها كثيرا وحينها كان مزارع بسيط لا يملك سوى قوت يومه ولكنه كان سعيدا حامدا لله .
وزادت سعادته عندما أعطاه الله ولده جابر .
وظل هكذا عشر سنوات ، لم يرى من زوجته الا كل حب وكانت صالحة تقية ، وكانت تحرص على تحفيظ جابر القران الكريم التى كانت تحفظه عن ظهر قلب من خلال السماع فقط .
حتى جاء اليوم الذى جاء به ممدوح إلى منزله ليستقصى أخباره
فخرجت له فريال مردفة ….حمدان مش إهنه يا ممدوح ، خرج مشوار وچى .
فطالعها ممدوح بإعجاب مردفا …أنتِ يا بت كل ما بتكبرى بتحلوى ليه إكده ؟
فعنفته فريال بقولها …إيه الحديت الماسخ ده !
أختشى وعيب إكده .
وروح أجرى يلا من إهنه ،وانا لما يچى واد عمك عخليه يعلمك الأدب.
يلا غور فى داهية ،جبر يلمك .
فانفعل ممدوح مردفا بغيظ …انتِ عتجوليلى انا الكلام ده ؟
وجعتك سودة ، ثم دفعها للداخل ، بقوة فسقطت على رأسها فاغشى عليها .
ذعر ممدوح وظن أنها ماتت ولكنه عندما اقترب منها ،وحد أنها مازالت تتنفس .
ولكن أدى سقوطها إلى انكشاف جزء من جسدها ، فأثار ذلك رغبة ممدوح ، فانتهز فرصة انها فى غير وعيها ، فنزع عنها ثيابها عنوة ،وتعدى عليها .
وعندما رآه جابر صرخ …امى امى .
فخشى ممدوح أن يفتضح أمره ، فأمسكه وهدر فى وجهه مردفا بغلظة …عارف لو جولت اى حاچة من اللى شوفتها دى .
هچيلك وهدبح من رقبتك دى وهعلقك على مكان خيال المآتة اللى فى الغيط .
فصرخ جابر …لا لا ، مش هجول ، بس متموتنيش .
ليسرع بعدها ممدوح إلى الهرب ، إلى أحد اصدقائه ممن يسهر معهم لياليه الماجنة .
فجلس ممدوح بينهم يلهث ، فطالعوه بإندهاش .
وحين التقط ممدوح أنفاسه حدثهم بقوله والخوف يسيطر عليه ..اى حد يسئل انا جيت اهنه امتى تجولوا ، انا معاكم من العصرية ، ومتحتحتش من إهنه من بدرى .
طارق بضحك ….شكلك عامل مصيبة كبيرة يا ممدوح .
ممدوح بغضب …مش ناجصك يا طارق .
المهم دلوك عملت ايه فى الطلعة إياها ، ليجتوا حاچة كيف ما بيجولوا .
طارق ..ادينا هنحفر بجالنا كام يوم ، بس انت لزمن تيچى معانا مهو ،مش احنا نتعب وانت كيف المعلم تجسم معانا فى الاخر .
ممدوح بنفور …إكده ، انت نسيت انى انا أصلا اللى جولتلكم عليها عاد .
وماشى من بكرة هاچى معاكم ونحفر .
عاد حمدان من الأرض إلى بيته ، فسمع بكاء جابر الصغير .
فولج للداخل سريعا ، ليجده يبكى بجانب والدته التى كانت غائبة عن الوعى وملابسها ممزقة .
دب فى قلبه الذعر عندما رآها على تلك الحالة وأسرع إليها مردفا …فريال ، فريال .
مين عمل فيكى إكده ؟
ثم أخذ يضرب على رأسه ووجهه مردفا بإنكسار ..ضاع شرفك يا حمدان ، وعتحط راسك فى التراب.
ثم نظر إلى جابر وصرخ فى وجهه مردفا …مين الكلب اللى عمل فى أمك كده ؟
تذكر چابر تهديد ممدوح ، فلم يستطع أن يفشى عن اسمه .
چابر ببكاء …معرفش ، معرفش .
حمدان بنواح …متعرفش كيف كيف !
واعمل ايه دلوك فى المصيبة دى يارب .
ثم حدث نفسه …مفيش جدامى دلوك غير اوديها المستشفى ولما تفوق أعرف منيها ايه اللى حوصل .
بس يمين تلاتة لأكون واخد روحه بيدى دى .
ثم أسرع حمدان الى الغرفة وأحضر عبائة والبسها إياها سريعا ثم حملها وأسرع بيها إلى مستوصف الكفر .
ليقوم طبيب بتضميد جرح رأسها ، وخياطته ببعض الغرز.
ثم قام بتعليق محاليل لها لتعويض الدم المفقود .
حمدان بقلق …هتفوق امتى يا دكتور ،طمنى عليها .
الطبيب …إن شاءالله بعد ما تخلص المحاليل دى ، هتلاقيها فاقت .
فانتظر حمدان بجانب فريال ممسك بيديها ويبكى على حالها متوعدا من فعل بها هذا بالقتل وينتظر بفارغ الصبر أن تستفيق لتدله على من فعل هذا بها .
لتمر ساعتين وهو بجانبها يتأملها بحزن ، حتى وجدها تململ بألم فى الفراش ، ثم فتحت عينيها متأوهة ، فاعتدل سريعا وطالعها بحزن مردفا …فريال ، حمدلله على سلامتك .
حاسه بإيه دلوك ؟
فطالعته فريال بإندهاش ثم نهرته بغلظة … أنت مين أنت ، بعد عنى ، بعد عنى ؟
انا عايزة امى ،عايزة امى .
ثم بكت تارة ، ثم فجأة اخذت تضحك بصوت عالى .
فطالعها حمدان بصدمة من تصرفاتها تلك مردفا …أنتِ اتجننتى يا فريال ولا ايه ؟
يا مصيبتك السودة يا حمدان .
وعندما وجدها الطبيب على هذا النحو ، ظن أنه من تأثير ارتطام رأسها بالأرض ، أدى إلى إتلاف جزء من المخ وتعرضت لفقد ذاكرة بجانب هلوسات نتيجة الصدمة .
الطبيب …معلش أهدى شوية ، ده اكيد من الأصابة اللى اتعرضت ليها .
حمدان ..وده ملهوش علاچ يا دكتور ؟
الطبيب…اكيد هكتبلك مهدئات وحجات تنعش الذاكرة ، لكن لازم نعمل أشعة على المخ ضرورى ونشوف ايه حصل بالظبط عشان نحدد العلاج السليم .
حمدان …ودلوك أجدر اروح بيها ؟
الطبيب ..اه ، بس خلى بالك منها كويس ، وراقبها لأنها ممكن تأذى نفسها .
حمدان ..لا حول ولا قوة الا بالله ، منه لله اللى كان السبب.
……….
شردت غالية فى أمر منصور الچبالى وتذكرت صباها عندما كانت تسكن بكفر مجوار إلى الكفر الذى يقطن به منصور أو ممدوح فى الأصل .
وتذكرت أول مرة عندما رآها ممدوح وهى ترقص فى أحدى الموالد على خشبة المسرح ( غازية بالمعنى الدارج فى هذا الوقت ) .
وكيف خطف قلبها من أول نظرة بطالته الخفيفة وكلامه المعسول ..؟

google-playkhamsatmostaqltradent