رواية رحيل العاصي الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم ميار خالد

الصفحة الرئيسية

  رواية رحيل العاصي كاملة بقلم ميار خالد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية رحيل العاصي الفصل الثاني و العشرون 22

أفاق أحمد من ذكرياته تلك بسرعة وتمالك نفسه، ثم أخذ الصورة ووضعها في جيبه والتفت ليخرج ولكنه تسمر مكانه حين وجد ليلى تقف أمامه تنظر له بتساؤل!! قالت:
– أنت مين؟
نظر لها أحمد بصدمه ولأول مرة يرى فيها طفلته وهي أمامه بهذا القرب، أنه لم يكن أبًا لها يومًا وقبل أن تأتي إلى تلك الدنيا هو أول من تخلى عنها، ولكنه أقسم أن يبقيها بعيدة عن كل شيء لا يعرف لماذا هل هذا إحساسه بالذنب أم أنه يعتبر نفسه والدها حقا، لا يقدر على التفسير..
قال أحمد بتوتر:
– أنا اا جيت أصلح حاجه في الغسالة و..
وقبل أن يكمل زفرت ليلى بضيق وقالت:
– مش مهم خلاص بس الحمام من هنا خالص دي اوضتي أنا
أبتسم أحمد وقال:
– أنا برضو استغربت معقول اوضة حلوة كده يتحط فيها غسالة
ضحكت ليلى واقتربت منه قليلاً ثم قالت:
– ممكن تلعب معايا شوية
ابتلع احمد ريقه وقال:
– مش هينفع لازم اروح اشوف شغلي صح
نظرت له ليلى بحزن ثم ذهبت وجلست على سريرها وقالت:
– أيوة عندك حق
نظر لها أحمد للحظات وأردف:
– بلاش تزعلي روحي العبي مع حد تاني
قالت ليلى بحزن:
– أنا لوحدي محدش بيلعب معايا، حتى الحضانة قعدت منها عشان العيال هناك بيغيظوني أنهم عندهم ماما وبابا وأنا لا، لما بيسألوني فين مامتك مش بتيجي تاخدك ليه بعيط عشان كده مبقتش أروح وهنا لوحدي تيتا مش بتقعد معايا كتير
تحرك أحمد من مكانه وجلس بجانبها، نظر لها بعيون دامعه وقال:
– فين مامتك باباكِ؟
– ماما مش هنا تيتا قالتلي أنها مسافره بس أنا زعلانه منها أوي لو رجعت مش هتكلم معاها أبداً
– وباباكي؟
نظرت له ليلى للحظات ثم قالت:
– مش عارفه
طالعها أحمد بصمت فأكملت:
– تيتا ولا مرة كلمتني عن بابا وكل ما اسألها متردش عليا، معقول يكون بابا راح الجنة وهما مش عايزين أني أعرف
– أكيد موجود بس ممكن هما اللي مش عايزينه يوصلك
نظرت له ليلى بعيون متسعه أردفت:
– بجد يا عمو تفتكر كده!
– طيب لو عايزاني أوصل رسالة لباباكِ لو اتقابلنا اقوله إيه
ابتسمت ليلى ابتسامه جميلة وقالت:
– قوله إن ليلى بتحبه أوي وهتفضل مستنيه أنه يجي ويخرجها زي صحابها علطول ويجبلها حاجه حلوة
ثم نهضت من مكانها وطبعت قبلة على وجنته وقالت:

– واديله البوسة دي كمان
نظر لها أحمد بعيون متسعة وقهرة تشع منهم ثم أبتسم بصعوبة ونهض من مكانه فوراً وعندما خرج من غرفة ليلى اتجه إلى إحدى الغرف بهدوء وخرج من نافذتها كما دخل ثم خرج من البيت بأكمله وهو في حالة يرثى لها..
***
– في إيه يا حبيبتي ساكته ليه ما تردي على الأخ وتعرفيه أنا أبقى مين
نظر فارس إلى داليا بحده وصمت ينتظر ردها عليه وكانت تطالعه الأخرى بخوف وتردد..
قالت داليا:
– ده قريبنا من بعيد
نظر لها فارس بشك ثم قال:
– وبيقولك حبيبتي ليه؟
نظرت له داليا بصمت فتدخل حازم مرة أخرى وقال:
– طيب هي شكلها مكسوفة تقولك، أنا وداليا مرتبطين تقدر تقول زي المتجوزين كده
نظرت له داليا بعنف وقالت:
– أنت اتجننت إيه اللي أنت بتقوله كده؟!
قال حازم بوقاحه:
– شيفاني قولت حاجه غلط ؟؟
– كلامك كله غلط
نظرت إلى فارس وقالت:
– طيب يا فارس أنا وحازم كُنا مرتبطين بس وفركشنا من فترة أصلاً ومكناش زي المتجوزين ولا حاجه ده كداب
قال حازم باستفزاز:
– أنا مش عارف أنتِ ليه مصممه تغلطي كلامي بس خلاص يا ستي مش عايز اوقعك في مشكلة أنتِ صح
نظر لها فارس بعيون مصدومة ثم التفت لحازم وقال:
– طيب بوظت الدنيا وقولت اللي عايز تقوله، اتكل على الله بقى
نظر لها حازم بشماته ثم تحرك من مكانه، نظر فارس إلى داليا بطرف عينيه وقال:
– لو مش عايزه تقولي حاجه ياريت تتحركي عشان والدتك متقلقش
قالت داليا بانفعال:
– حازم كداب! أنا وهو كُنا مرتبطين بس
نظر لها فارس بدهشه وقال:
– عايزاني اسقفلك يعني ولا إيه؟! ده على أساس أن الإرتباط حاجه صح أساساً مش غلط كون أنك مرتبطة بيه من ورا أهلك ده عادي بنسبالك لا وبتقوليها كمان إحنا كُنا مرتبطين بس، لا كتر خيرك
نظرت له داليا لوهله ثم قالت:
– أنا شايفه أن مكنش فيه حاجه غلط عشان كُنا بنحب بعض بجد حتى هو لأخر لحظة كان عايز يجي يكلم بابا وأنا اللي بعدت عنه مش هو
صمت فارس للحظات ثم نظر إليها وقال بحده:
– الحاجه اللي بدأت غلط ربنا مش بيبارك فيها، لو علاقتكم من الأول كانت صح كان زمانكم دلوقتي مع بعض
نظرت له داليا بصدمة وصمتت ولسانها ربط عن الكلام، قالت:
– بس إحنا..
قاطعها فارس وقال:
– تبرير الذنب اسوء من الذنب نفسه، لو في شعور لازم تحسي بيه دلوقتي فهو الشعور بالندم مش التبرير
صمتت داليا بحزن وتحرك الآخر من مكانه وتحركت هي خلفه حتى اوصلها إلى بيتها وقال:
– أبقي سلميلي على والدتك
– مش هتطلع تسلم عليها ؟
– ميصحش أدخل بيتك وأبوكي مش موجود، رقمي معاكي لو احتاجتي حاجه كلميني
قال تلك الجملة ثم تحرك من مكانه وسار في طريقه، ظلت تنظر له داليا للحظات ثم صعدت إلى بيتها بشرود..
***
الكاتبة ميار خالد
وفي تلك المشادة وأثناء سحب الهاتف بقوة من كلا الطرفين وقع الهاتف على الأرض وتكسرت شاشته تماما واعطت الوان كثيرة دلالة على احتراقها ..
نظر عاصي إلى رحيل بعيون متسعة لتنظر هي له بخوف وقلق..
قالت ببكاء:
– والله ما كان قصدي والله العظيم ما..
قال عاصي:
– خلاص أهدي واسكتي
قالت رحيل بتعجب:
– بجد؟ يعني مش هتزعقلي

– اتعودت على المصايب اللي بتعمليها اكتسبت مناعة
ضحكت رحيل بعفوية وقالت:
– دي إشارة عشان أعمل مصايب براحتي ومخافش يعني
– رحيل أمشي من قدامي أنا مش ناقصك
– استني بس تعالى، أمسك موبايلي أهو أعمل منه المكالمات اللي أنت عايزها وحط الخط بتاعك عليه
أمسك الآخر هاتفها وأدخل شريحته به واتصل بوالدته فورًا، كانت حنان تجلس في غرفتها بتوتر وعقلها يرسم لها آلاف القصص السيئة لما حدث مع أبنها حتى صدع هاتفها رنيناً برقم عاصي فأمسكته بسرعه وردت عليه، قالت:
– يا أبني حرام عليك ينفع كده يعني اختفيت فجأة ولا بترد عليا ولا بتروح الشركة حرام عليك
– غصب عني أنا عايزك تهدي بس أنا كويس
قالت ببكاء صارخ:
– حرام عليك أنت بتعمل فيا كده ليه أنا تعبت منك ومن عقابك لكل اللي حواليك مش كده يا عاصي
قال الآخر بهدوء:
– قولتلك أهدي بعد أذنك
جلست حنان على سريرها بتعب وأخذت أنفاسها بسرعة، ظل عاصي معها على الهاتف حتى هدأت قليلاً وقالت:
– أنت فين؟
– أنا في أزمة الفترة دي مخلياني لازم أبعد، بس غيابي مش هيطول يومين وهرجع تاني
– أزمة إيه؟؟
– بخصوص الشغل، أنا مش عايزك تقلقي وخدي بالك من ليلى أوي اوعي تخرجيها من البيت وخلي موبايلك جنبك دايمًا
– حاضر بس فهمني في إيه؟
– لما أرجع بس خلي بالك من نفسك ومن ليلى
ثم أنهى معها المكالمة واعطى الهاتف لرحيل، أخذت هي هاتفها وتحرك هو واتجه إلى الشرفة ولكنه عندما وجد ابتسام تقف في الشرفة المقابلة لهم وتتابعهم بفضول عاد ادراجه واتجه إلى أحد الأركان في المنزل حتى يجلس بها بهدوء..
الكاتبة ميار خالد
في منزل عاصي..
بحثت ليلى عن الصورة التي تركتها على سريرها ولكنها لم تجدها فبكت بضيق وخوف من أن تخسر الشيء الوحيد الذي يجمعها بوالدتها، اتجهت إلى غرفة حنان ببكاء فانتفضت الأخرى من مكانها بقلق، اتجهت ليلى إليها وقالت:
– تيتا ممكن تتصلي بعمو بتاع الغسالة شكله أخد حاجه بتاعتي بالغلط
– حاجة إيه وغسالة إيه؟
مسحت ليلى دموعها وقالت:
– يا تيتا عمو اللي جه الصبح عشان يصلح الغسالة أنا كنت سايبه صورة ليا على السرير بتاعي شكله أخدها معاه أنا دخلت اوضتي لقيته قدامي هو مش إحنا الغسالة بتاعتنا بايظة برضو
نظرت لها حنان بقلق وقالت:
– لا يا حبيبتي مفيش حاجه بايظة ده تلاقيه حرامي! أنتِ ازاي متناديش عليا
نظرت لها ليلى بعيون متسعة ثم بكت بصوتٍ عالٍ عندما أيقنت أنها من المستحيل أن تستعيد صورتها مرة أخرى..
وفي تلك الأثناء عند رحيل، كانت تمسك هاتفها وقبل أن تتصل بوالدتها جاءت رسالة على شريحة عاصي، وعندما فتحتها فرهت فمها بصدمة حين وجدت الرسالة الأولى هي عبارة عن صورة لعاصي وبرفقته فتاتين والصورة الأخرى هي صور لإحدى فساتين ليلى التي قد سبق ورأتها به وأسفل الصور مكتوب
” قدامك ٢٤ ساعه عشان تبلغنا بموافقتك على الصفقة، الأيام بتجري بس من عمرك ومش محتاج أعرفك لو مظهرتش من جحر الفران اللي أنت فيه ده إيه اللي هيحصل”
تحركت رحيل من مكانها بصدمة حتى وقفت أمام عاصي، نظر لها الآخر بتعجب وقال:
– في إيه ؟
نظرت له بعيون متسعة ومازالت الصدمة مسيطرة عليها، نهض الآخر من مكانه بقلق وأمسك هاتفها ليجد تلك الرسائل أمامه، ولكن صدمته الحقيقة كانت في تلك الصورة..
عند شريف..
أرسل إلى عاصي تلك الصور وابتسم بانتصار وبعدها لاحظ أحمد الذي يجلس بشرود أمامه، قال له:
– مالك في ايه؟
– شوفت ليلى النهاردة، شكلها من قريب مختلف أوي
ضحك شريف بسخرية وقال:
– يا حنين، أنت صدقت إنك ابوها بجد ولا إيه
– أيوة أنا مكنتش عايزها في البداية بس، لما شوفتها النهاردة حسيت بشعور غريب
– طيب شيل الشعور ده من جواك عشان هيضيعك، إحنا قربنا من هدفنا عاصي زمانه وصله الصور دي وبكرة بالكتير هيظهر وهيوافق على الصفقة، وساعتها هيكون شغلنا خلص وهيكون دخل المصيدة
– هو عاصي هو اللي قتل ابوك؟
قالها أحمد بتساؤل فرد عليه الآخر:
– لا بس كان سبب
– يعني إيه؟
تنهد شريف وقال:
– شركة أبويا أفلست وكان في صفقة واحده بس قادرة تنقذها وكانت مع شركة الرحاب اللي عاصي قدر أنه يقنعهم أنهم يسحبوا صفقة المول التجاري مع شركة أبويا وياخدها هو
– وعشان كده قررت تدمره
– بالظبط، هانت شوية وقت واحقق اللي أنا عايزُه
عند عاصي..
وفي تلك اللحظة اتصلت به حنان فرد عليها بسرعه وهُنا سمع صوت بكاء ليلى ووالدته تقول:
– عاصي الحقنا في حرامي دخل البيت!
قال عاصي بغضب:
– ليلى بتعيط ليه؟!
وقبل أن تتكلم حنان أخذت منها ليلى الهاتف وقالت:
– خالوا الحرامي ده دخل الاوضة بتاعتي أنا كنت فكراه عمو جاي يصلح الغسالة بتاعتنا هو قالي كده بس هو سرق صورة بتاعتي أنا بحبها، أنا عايزه الصورة بتاعتي يا خالوا عشان خاطري
– وأنتِ جبتي الصورة دي منين يا ليلى ؟!
صمتت ليلى عن البكاء ونظرت أمامها بصمت لا تعرف ماذا تقول، زفر عاصي بضيق ثم قال لها أن تعطي الهاتف إلى حنان مرة أخرى وقد أوصى حنان أن تحافظ على ليلى جيدًا وعلى نفسها أيضاً..
وعندما أنهى المكالمة نظرت له رحيل بقلق وقالت:
– هنعمل إيه دلوقتي؟
– للأسف لازم نظهر أنا مش هقدر أضحي بحد من عيلتي
– أنا بقول كده برضو نرجع بكره وخلي عز معانا برضو عشان لو حصل أي حاجه، طب والصفقة؟! هتوافق عليها
– غصب عني
نظرت له رحيل بصدمة وقالت:
– نعم؟!! يعني أنت ناوي توافق عليها فعلاً
صاح بها عاصي وقال:
– شايفه قدامي حل تاني!!
– مليون حل غير إنك تأذي غيرك
صاح بها بقوة:
– أنا خسرت أختي مرة ومش مستعد أخسر بنتها مرة تانية
قالت رحيل بتحدي:
– أختك أنت اللي عملت فيها كده أنت اللي بعدتها وسفرتها بره وأنت اللي حرمتها من بنتها
– لو تعرفي اللي هي عملته في بنتها وهي صغيرة كنتِ عملتي نفس اللي أنا عملته فيها وبعدتيها عنها!!
نظرت له رحيل بتعجب وقالت:
– مش فاهمه تقصد إيه؟
– مش مهم تعرفي ولأخر مرة هفضل أقولك خليكي بعيدة عن حياتي الشخصية ابعدي عني، أنا مشوفتش شخصية متطفلة زيك في حياتي مهما ابعدك مفيش فايدة من يوم ما ظهرتي وأنا كل يوم في مشكلة وكل يوم بتورط أكتر
نظرت له رحيل دامعه ثم أردفت:
– أنا كمان نفسي أبعد، بس للأسف قدري مربوط بيك
ثم تحركت من مكانها وفتحت باب المنزل ونزلت إلى الشارع، ضرب عاصي الأرض بقدمه ثم تحرك بسرعه حتى ينزل خلفها ولكن خرج بدر من غرفته وقال:
– رحيل راحت فين؟
– نزلت
– نزلت إزاي يعني ؟!
– أنا رايحلها أرتاح أنت ممكن احتاجت حاجه من تحت
الكاتبة ميار خالد
أومأ بدر برأسه ونزل عاصي خلف رحيل ليجدها تقف على سلالم البيت تبكي بصمت، نزل إليها حتى وقف أمامها فحاولت أن تهرب بعيونها عنه، نظر لها عاصي ولأول مرة بحزن وأسف ثم قال:
– أنا آسف..
طالعته هي بصمت فتابع الآخر:
– ساعات بقول كلام بيجرح اللي قدامي بس بيكون وقت عصبية
قالت رحيل بدموع:
– كلام يكسر اللي قدامك مش يجرحه بس، لكن أنت أناني
نظر لها عاصي بدهشه فأكملت:
– كنت عايز بمجرد ما تقولي آسف اسقفلك مثلاً؟ أنت أناني يا عاصي مش لوحدك اللي اتجرحت ومش لوحدك اللي دوقت مرارة الدنيا ومش لوحدك اللي خسرت حبايبك، أنا أعرف كتير عنك لكن أنت تعرف حاجه عني؟
طالعها بصمت فتابعت كلامها:
– تعرف أنا بحس بأية تعرف أنا النار اللي جوايا عاملة إزاي، طبعًا هتعرف إزاي ما هو أنت الوحيد اللي تعبان وأنت الوحيد اللي من حقك تتعصب لكن أنا، مش مسموح لا أنا بني أدمه تافهة باخد كل حاجه بهزار وضحك صح
صمتت للحظات ثم ترقرقت الدموع بقوة في عيونها لتقول ببكاء ينتفض له القلوب:
– أنا كان نفسي حد يشوف دموعي اللي ورا ضحكتي دي كان نفسي حد يشوفني صح ويحس بيا، رحيل تعبت مبقتش قادرة حتى تضحك رحيل ضحكتها نفسها مبقاش فيها حيل تظهر، رحيل النفس اللي بتاخده بقى تقيل عليها، رحيل كل دقة قلب ليها بتكون مصدر ألم، قلب رحيل بياخد انفاسة الأخيرة ..
قالت تلك الجملة ثم سقطت مغشياً عليها وهي على درجات السلم..
امسكها عاصي بسرعه قبل أن تسقط من أعلى درجات السلم ودلف بها إلى الداخل وعندما وجدها بدر في تلك الحالة اتجه إليها بسرعه وقال بقلق:
– حصل إيه ؟!!
قال عاصي بقلق:
– مش عارف أنا كنت بتكلم معاها فجأة وقعت كده
قال بدر بقلق:
– البنت وشها أصفر كده ليه أنا هنزل اجبلها الدكتور
– خليك أنت أنا هنزل بسرعه
وبالفعل خرج عاصي من البيت ونزل إلى الشارع واتجه الى أقرب صيدلية أمامه واستدعى الطبيبة الموجود بها ثم صعد بها إلى رحيل، فحصتها الطبيبة لتجد دقات قلبها غير منتظمة وقد سمعت صوت غير طبيعي في دقات قلبها فأبعدت السماعة وقالت:
– ضغطها نزل شوية بس
قال بدر بعفوية:
– تلاقيها ماخدتش الأدوية بتاعتها
– أدوية إيه ممكن أشوفها ؟
ذهب بدر من أمامها وأحضر الأدوية ثم عاد إليها ومد يده لها بالشرائط، نظرت الطبيبة إلى الأدوية بدهشه كبيرة وقد تعرفت عليهم على الفور، قال بدر:
– دي شوية فيتامينات وحديد عشان هي ضعيفة شوية
نظرت له الطبيبة بتعجب وقالت:
– فيتامينات وحديد؟! لا خالص الأدوية دي لحاجه تانية
نظر لها عاصي وقد انتابه القلق فقال:
– أومال الأدوية دي بتاعت إيه؟
– ردي عليا دي أدوية إيه؟؟
نظرت له الطبيبة وقالت:
– طيب واضح أن المريضة مش معرفاكم بس مش بياخد الأدوية دي غير مريض القلب، للأسف المدام عندها مشاكل في صمامات القلب ومحتاجة عملية أصلاً وده يفسر عدم انتظام ضربات قلبها والصوت الغير الطبيعي اللي ظهر في السماعة..
وقد وقعت تلك الكلمات كالصخرة الضخمة على رأس بدر وعاصي..

google-playkhamsatmostaqltradent