رواية شاهد قبر الفصل الثامن 8 - بقلم اسماعيل موسي

الصفحة الرئيسية

  رواية شاهد قبر كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية شاهد قبر الفصل الثامن 8

تسمرت فى مكانى واعترانى الخجل، شعرت بتقزمى وودت ان تبتلعنى الأرض من الخزى، كانت قدمى متصلبه وطلبت منى تلك المرٱه ان اقترب منها.


دفعنى الرجل برفق من ظهرى، استجاب عقلى وتحركت قدمى، توقفت على بعد خطوات منها، علمنى الشارع ان لا اقترب من الساده البرجوازيين لأنهم يتأففون سريعآ وعالمهم غير عالمى

اقترب ؟

همست بصوت طروب كأغنية أطفال.


اقتربت بحذر، لا بأس به قالت وأشارت لزوجها، يحتاج للتنظيف.

كان حمامهم واسع جدا، بمساحة صاله كبيره، نزعت ملابسي ونزلت تحت الماء، غسلت الأوساخ الملتصقه بجسدي، جليت جلدى

شذبت شعرى، استعملت منشفه لتجفيف المياه وقبل ان ارتدى ملابسي

قال الرجل هناك ملابس جديده علي يمينك ارتديها

بحثت علي يميني، فى خزانه صغيره كانت الملابس مرتبه

سراويل داخليه، فانلات، تيشرتات، كان هناك طقم خاص بى ارتدتيه

شذبت شعرى وثبته بكريمات الشعر، تعطرت، فعلت كل ما طلب منى وخرجت.


كنت أشعر بجسدى يرتعش كلما سمعت الباب يصك، كان وجود والدى فى المنزل بعد الذى حدث معى يجعلنى متوتره وغير قادره على الحركه، كان وجود ناصر يطمأننى، لكنى الان وحيده اقاسى اوجاعى بمفردى، فى الفتره الأخيره كنت اضع يدى على عينى المفرغه كثيرا

كان جسدى لازال لم يتقبل فكرة اختفاء جزء منه، كما أن الرؤيه بعين واحده تشبه مشاهدة نصف شاشه

كنت أغلق باب الغرفه على نفسي ولا اخرج منه ابدا طالما والدى راقد فى الصاله، لم أكن مستعده على مواجهته بعدما كسرنى، كنت اكرهه من صميم قلبى واتمنى موته، كان قاسيى جدا، اجوف وكان الإدمان جعله شخص سريع الهيجان وغير متزن.

قلبى كان مع ناصر اخى، كنت اعد الدقائق والساعات لحين وصوله

كان هو ملجاى الوحيد بعد رحيل والدتنا وكان الان يحكى لى ما يحدث فى الشارع، لكن ناصر اليوم رحل فجأه ولم يخبرنى عن وجهته


كان ناصر ترك لى نقود مخفيه فى حال اضطررت النزول للشارع


منذ فقدت عينى لم تلمس قدمى أرض الشارع، لم أكن جائعه لكن وجود والدى فى الصاله كان يؤرقنى، شعرت برغبه فى الهرب منه أن لا يجمعنا مكان واحد، حاولت أن أخفى عيني بطرحه قدرما استطعت، نزلت درجات السلم ببطيء شديد جدا، كان اقرب سوبر ماركت يبعد عنا شارع واحد فقط، اخذت الرصيف وسرت عليه، رمقنى بعض الأطفال بتطفل، كنت زميلة بعضهم قبل أن يفصلنى والدى من المدرسه، لوحت لى فتاه تسير مع والدتها، وسمعت سيده تبيع خضار تقول ابنة توحا، ابنة توحا وتغمز لسيده أخرى

فى الماركت ابتعت كيس شيبسي وباكو بسكوت ولم يمنحنى البقال الباقى قال عليكم دين متأخر

كان جسدى يرتعش فى طريق عودتى، شعرت ان العالم كله ينظر نحوى ويتفحصنى ويصرخ على

وصلت اولى درجات السلم كانت زميلتى هبه هابطه من شقتها ولم افلح فى تفاديها

ازيك تقى؟

كيف حالك؟

ظنت انك رحلت من البنايه؟

بخير شكرا لك، حاولت أن امر من جوارها لكنها أمسكت يدى

لماذا تخفين وجههك مثل اللصوص تقى؟

قلت لا شيء بعد اذنك

سحبت هبه الطرحه وقبل ان أخفى عينى رأت التجويف داخل وجهى

صرخت يا الهى، انت بشعه، تشبهين مسخ زومبى

ماما، ماما؟

انظرى تقى!

اوف علقت والدة هبه عندما رأت عيني

يا لطيف قالت إمرأه أخرى، بينما صكت جارتنا باب شقتها وهى تلفظ ابنة توحا كأنها لعنه

تسحبت على السلم نحو شقتنا وانا العن الفكره التى جعلتنى انزل الشارع.

على فتاه مثلى ان يكون حدود عالمها أربعة جدران ولوحه جداريه قديمه مهترئه

google-playkhamsatmostaqltradent