Ads by Google X

رواية اطفت شعلة تمردها الجزء(2) الفصل الواحد و الثلاثون 31 - بقلم دعاء احمد

الصفحة الرئيسية

    رواية اطفت شعلة تمردها كاملة بقلم دعاء احمد

رواية اطفت شعلة تمردها الجزء(2) الفصل الواحد و الثلاثون 31

 البراءه دائما قادره على أسر اي شخص،
قادرة على اختراق كل الحصون، و دك كل القلاع… ولكن هل تفلح مع حصونه هو اما ان حصونه لا تُخترق ابدا.. و قلاعه أقسمت على إلا تُدك من بعدها
توقفت سيارة عمر أمام قصره و خلفه سيارة الحرس الخاص به
الان قد عاد من سفر المفاجأ الي سويسرا حيث اخذ يسوي بعض الحسابات البنكية
ترجل من سيارته بشموخ و ثقة كعادته و خلفه رئيس الحرس الخاص به
عمر بجدية
=خالص يا ثائر تقدر تروح انت و خلي الحرس كمان يمشوا
رد صديقة باعتراض قائلا
=بس يا باشا…
قاطعه عمر بحدة

=مفيش حاجه اسمها بس…. ياله أمشي و الحرس كمان خليهم يمشوا و بكرا الساعة سبعة الصبح عايز اجتماع مع مدير الحسابات و عايز المراقبه تكون على عصمت و خليل مشددة مش عايزه يغيب عن عيونكم
سأله ثائر بجدية
=حضرتك شاكك في حاجة؟
توقف عمر وهو يضع يديه بجيب بنطاله قائلا
=عصمت…. عصمت قبل ما ارجع مصر من نيويورك هي اللي كانت بتدير الشركة هي و خليل
و انا طبعا اللي بشرف على كل حاجه من هناك.. لكن من مدة بعد رجوعي مصر اكتشفت ان في حاجه مش مظبوطه و غير معلومات وصلتني وانا في نيويورك.. كنت عارف انها بتلعب من وراء ضهري بس قلت عادي خليها تفتكر نفسها ذاكيه و بتحرك العرايس
متعرفش ان كل الخيوط في أيدي… المهم دلوقتي خلي عينكم عليها لازم أصفي حسابي معها في أقرب وقت
ثائر
=انت تؤمر يا باشا…. بعد اذنك
دلف الى داخل القصر في وقت متأخر بجسد منهك وهو يحمل سترته على ذراعه
صعد الدرج ليصل لغرفته
… ثواني ووجد طرقات على الباب
عمر بحنق
=ادخل…
ابتسمت تك الفتاة وهي تدخل غرفته اقتربت منه احدي الخادمات التي تعمل في قصر و اردفت بدلال
«عمر بيه احضرلك العشاء….»
عمر بحدة
«لا و قلت الف مرة لما ارجع في وقت متأخر مش عايز حد يطلع ليا ولا أنتِ مبتفهميش»
ردت بتملق و دلال
«انا اسفة بس انا قلت اكيد جاي حضرتك جاي من السفر تعبان و اكيد ماكلتش»
نظر لها عمر نظره متفحصه مقتربا منها فظنت هي انه اخيراً استجاب لها
فهي تطمع به و بشده فهو بالنسبة لها حلم رغم فرق السن بينهم و صغر سنها بالنسبه له…. و لكنه سيظل حلما لها فهوي غني و اعزب يُقال انه لم يتزوج الا مرة واحدة

حتى أن الأمر لم يكن معلناً للجميع.. رفع عمر يديه ممسد على شعرها فاغمضت عيونها باستسلام ولكنها سرعان ما فتحتهم عندم وجدته يجذبها من خصلات شعرها مردفا بنبرة حادة مخيفه
فعمر بغضبه لايري أمامه غير انه شخص غاضب بطبعه
«هو انا مش قلتلك مليون مره يا بت انتي الأسلوب دا تبطليه…. قولت و لا مقولتش»
هند وهي تبتلع ما بحلقها برعب من حدة نبرته
«قولت يا بيه»
زاد من شدة قبضته على شعرها بغضب قائلا
«ولما انا قلت الزفت الكلام ما بيتسمعش ليه»
هند وهي ترفع يديها تحاول تحرير خصلات شعرها من بن قبضته
«اخر مرة و الله يا عمر بيه»
ابتسم عمر ساخر ليجيب بحدة
«اخر مره للأسف ما هو مفيش مره تانيه»
اخرج هاتفه ليجري اتصال بمدبرة القصر و التي تقطن في مبنى صغير مجاور للقصر خاص بالخدم لتصعد بعد دقائق بارتياب
فريدة بغضب وهي تنظر لتلك الفتاة
«افندم يا عمر بيه….»
عمر بحدة
«البت دي تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر تاني…… و أظن يا فريدة انا قلت مدام جيت في وقت متأخر محدش يطلع الاوضه الا لو طلبت و تكوني انت…. حصل و لا محصلش»
فريدة بجدية و لباقه
«حصل يا فندم بس انا كنت نايمه و…
عمر بمقاطعة

«اللي قلته يتنفذ و خديها… تاخد حسابها و مشوفهاش في القصر لحظه تاني و بكرا الصبح الساعة سته يكون الفطار جاهز…. اتفضلي»
اومات له السيدة بجدية وهي تاخذ الفتاة بغضب بينما أغلق عمر الباب خلفها بقوة و هو يتجة نحو الحمام
بعد دقائق
كان يجلس فوق الفراش بجسد مرهق وهو يمسك بين يديه مبلغ مالي يبدو قديم وهو يتذكر عندما أعطته الف جنية ثمن لسكوته و أعطاه الخاتم لها مجددا و كيف تطورت علاقتهما مع مرور الوقت لتصبح هي عشقه حد النخاع…
________فلاش باك________
في قصر الدمنهوري
كانت تقف أمام بوابة القصر بحماس و هي تنتظر جدتها التي ستاتي اليوم الي المنصورة
مريم
«يا بنتي واقفه كدا ليه؟ محمود قال لسه فاضل ساعتين على ما السواق يجي»
بيلا بسعادة و ابتسامة حنونة
«اصل كنت عايزه تيته في موضوع مهم اوي ميتاخرش»
ابتسمت” مريم “ بحماس و تملق
«موضوع ايه دا يا بيلا… انا ملاحظه انك متغيرة من وقت ما حضرتي فرح بنت الرشيدي احكيلي في ايه؟»
بيلا بخبث
«تدفعي كام و احكيلك….»
مريم بلا مبالة
«الصراحه مش عايزه اغامر بتحويشه عمري علشان اخبارك… لان كلها بتكون تافهه
يعني مثالا مرة اعرف انك مصحبه عيلة في رابعه ابتدائي… و مره تانيه اعرف انك روحتي الأرض بتاع عم امين علشان تتفرجي على الغنم الصراحه يا بيلا انت زي ما محمود بيقول هتفضل طول عمرك طفلة»
ابتسمت بيلا قائلة بمكر
«بالظبط كدا ياله بقى روحي شوفي بتعملي ايه و حلى عن دماغي….»
«انتي حرة انا كنت عايزه مصلحتك سلام يا بيبو»
بعد ساعة تقريبا
كانت الشمس قد غربت و الظلام يكتسي السماء رويدا
خرجت نعمة من القصر وهي تنظر لبيلا بغضب
«انسه بيلا مينفعش تفضلي قاعدة هنا سالم بيه لو جيه و شافك هيقلب الدنيا تعالي ندخل جوا…»
بيلا بضيق
«اتاخروا اوي يا نعمة….»
نعمه
«لا اتاخروا ولا حاجه انتي بس اللي شكلك مستعجله اوي و عايزه تتكلمي مع نبيله هانم… هي زمانها على وصول بس مينفعش الواقفه كدا الدنيا ليلت ياله الله يرضا عليك تعالي ندخل جوا….»
بيلا بهدوء
«ياله….»
بعد مرور نصف ساعة
سمعت بوق سيارة معلناً عن وصول جدتها
قفزت من فوق الاريكة بحماس وهي تركض لخارج القصر
دلفت سيدة تبدو في العقد السادس من عمرها بشوشه الوجة أنيقة.. ترتدي نظارة كبيرة في حين تسحب شعرها الأبيض في كعكه منظمه و تضع وشاح اسود على رأسها
بيلا بسعادة وهي تحتضنها بقوة
«وحشتيني اوي يا احلى تيته في المجرة كلها ايه الجمال دا لا انا كدا هغير »
ابتسمت نبيلة بسعادة وهي تنظر لاصغر احفادها و كم هي جميلة تشبه والدتها
«و انتي كمان وحشتيني اوي يا بكاشه….»
مريم بسخرية و ضحك
«ازايك يا ستي وحشتني»
نبيلة
=بخير يا حبيبتي كلكم وحشتوني
بيلا بهمس
«تيته كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع مهم لوحدنا ممكن»
نبيلة بسعادة هامسه
«بخصوص الشاب اللي قولتي عليه؟
اومات له بيلا بايجاب فربتت نبيلة على كتفها باهتمام
«استنى لما نطلع اوضتك علشان نبقى على راحتنا»
بعد فترة
اخذت نبيلة تمسد على شعر بيلا بحنان بينما تنام بيلا فوق الفراش و تضع راسها على فخذ جدتها
نبيلة بحدة
«ها يا بيلا…. قوليلي قابلته كم مرة من وراء ابوكي…. هي دي الأصول اللي ربيتك عليها؟»
اعتدلت في جلستها بحزن تضع عينيها بالارض
ابتسمت نبيلة بحنان وهي تمد اناملها لترفع وجه بيلا لها لتجد عينيها تلمع بالدموع
«ممكن اعرف بتعيط ليه مش احنا متعودين اننا صحاب؟»
بيلا بندم
«والله يا تيتة انا مقبلتوش الا كم مرة و صدقيني مش بكون مرتبه لأي حاجه هي بتيجي صدفة…. بس علشان احنا صحاب مقدرش اكدب عليك…. هو شخصيته جذابة انا بكون مبسوطة لما اشوفه… مش عارفه و دا مخوفني…. انتي عارفه اني بحب بابا اد ايه و انا من بعد وفاة ماما الله يرحمها وهو بيعمل كل حاجه علشان يفرحني و انا مش عايزه ازعله بس برضو.. عارفه انه لو عرف اني قبلت عمر و لو مرة واحدة هيقلب الدنيا…»
نبيلة بجدية
«عمر و لا باباكِ»
بيلا بصدق
«المقارنة دي متنفعش يا ستي…. بابا هو كل حاجه حلوة و لو خيروني هختاره هو طبعا …. بس عمر انسان نبيل و محترم و احساسي ناحيته مختلف عن أي حد»
نبيلة بحدة و عقلانيه
«اللي اعرفه و اتربيت عليه ان اللي بيحب حد و بيحترمه بيجي البيت من بابه يبقى فين الحب دا لو مجاش طلب ايدك»
بيلا
«يعني اعمل ايه؟»
نبيلة
«تبعدي عنه تماماااا…. مفيش مقابلات من ورانا… انتي بتكلميه على الموبيل»
بيلا بحزن
«اه… بس والله هما تلات مرات»
نبيلة
«يبقى تحذفي رقمه من عندك و تبطلي تكلميه…. بيلا حبيبتي انا عايزه مصلحتك وانتي عارفه دا كويس… لأنك مش بس حفيدتي لان انا عارفه ان قلبك ابيض و مش عايزه الدنيا تلوثه باي حاجه وحشه و اخاف عليك من اي حد يفكر يستغل طيبة قلبك يمكن لو مريم مكنتش اخاف عليها كدا لأنها بتسحبها بعقلها مش بقلبها لكن انت بتشوفي الناس بقلبك و دا هيجرحك لو وقعتي مع الشخص الغلط…»
احتضنها بيلا بارتياح لتجذب نبيلة الغطاء عليهما و هي تطفي النور قائلة بنعاس
«خلينا ننام دلوقتي هحكيلك حدوته و نصحى سوا نصلي الفجر….»
بسم الله الرحمن الرحيم.. كان يا مكان يا سعد يا كرام و ما يحلي الكلام الابذكر النبي عليه افضل الصلاة والسلام……
بيلا بنوم وهي تجذب الغطاء اكثر عليها
«عليه افضل الصلاة والسلام»
يُحكي انه في سالف العصر و الاوان……….
بعد مرور يومان
جلس عمر في مكتبه بضيق ممسكا بهاتفه بين يديه يشعر وكأنه على وشك الانفجار من شدة الغضب الغير مبرر
عمر بحدة
=مش بترد ليه يا بيلا…. بتقلقيني عليك وخالص حاسس اني هتجنن من امتى وانا بتفرق معايا اي واحدة… كل مرة اقول انجذابي ليها هيقل بالعكس دايما بتشد اكتر…
دلف الي المكتب ثائر بعد أن سمح له بالدخول
ثائر
«اتفضل يا باشا…. الملف اللي حضرتك طلبته تؤمر بحاجه تاني….»
عمر
«لا يا ثائر تقدر تمشي انت و الحرس انا لسه ادامي شوية»
اوما له بجدية وهو يخرج من مكتبه في حبت اجري عمر اتصال مرة أخرى برقمها
لكن تلك المرة ردت عليه نبيلة هانم بجدية
«الو مين معايا؟»
رد عمر بثقة و لباقه
«عمر الرشيدي…..
نبيله بجدية
«واضح من ردك انك مش خايف»
ابتسم عمر وهو ينهض عن كرسيه ويضع يديه في جيب بنطاله
«الخوف بيكون نتيجه حاجه من الاتنين يا عدم الثقه بالنفس او انه بيعمل حاجة غلط»
نبيله بابتسامه جانبيه
«و حضرتك مش شايف انك بتعمل حاجه غلط و انت بتحاول تضحك على حفيدتي و معتقد انها هتعمل حاجه من ورانا»
عمر باعجاب
«لو دا اللي في دماغي اكيد مكنتش هبقي بكلم حضرتك… اظن نبيلة هانم المنيري جدة بيلا؟
جلست نبيلة على كرسيها وهي تنظر لبيلا النائمة بعمق
«تفتكر لو سالم الدمنهوري عرف انك بتلعب على بنته هيعديها بالسهل كدا يا ابن الرشيدي….»
عمر
«مين قال اني بلعب عليها…. انا منكرش ان دا كان شعوري و رغبتي في الأول لكن مع الوقت الموضوع اتغير اظن الكلام في الموبيل مش هينفع و لازم نتقابل…
نبيلة بابتسامه
«وانا كمان اظن كدا… بكرا في العزبة هكون موجودة الساعة واحدة الضهر و اتمني منك أنك متخيبش ظني و لا نظرتي فيك يا بشمهندس عمر»
ابتسم بلباقة قائلا
«ان شاء الله يا نبيلة هانم …» صمت للحظات ثم تابع بجدية
«هو ممكن اكلم بيلا….»
نبيلة بارتياح
«للأسف بيلا نايمة دلوقتي….. إن شاء الله على معادنا بكرا»
عمر بجدية ممزوجه بسعادة
«طبعا يا هانم….»
اغلقت الهاتف وهي تنظر لبيلا بسعادة
«شكل حظك حلو يا بيلا و موقعك مع شخص محترم… ربنا يسعدك يا حبيبتي و يديكي على قد قلبك الأبيض يارب يا بنت تحيه»
ابتسمت وهي تخرج من غرفتها تاركا اياها تنعم بنوم هادي كاحلام طفولتها
في اليوم التالي
بيلا
«هنعمل ايه في العزبه يا تيتة انتي عارفه اني مش بحب اروح هناك من وقت وفاة ماما»
نبيلة بابتسامه
«انا بقى عايزه اروح هناك و مريم مش راضيه و اخوك خرج من سالم و مفيش غيرك ياله البسي و هنروح سوا و هنقضي اليوم كله هناك»
بيلا بضيق
«ماشي…..»
بعد مرور نصف ساعة
جلست بيلا تقوم برسم احد الرسومات في دفترها الخاص، في حين كانت نبيلة تجلس في بهو المنزل الريفي ترتشف قهوتها في انتظار عمر
توقفت سيارته أمام البوابه الحديديه للعزبه بينما توجه نحو السيارة الخفير و هو ينظر بريبه لعمر
الحارس
=افندم يا عمر بيه…. سالم باشا مش في العزبه
عمر بجدية
=نبيلة هانم موجودة….عندي معاد معها قولها عمر الرشيدي
الحارس
=ثواني……..
بعد مرور دقائق
دخل العزبه بسيارته آخذ نفس عميق هامس لنفسه
«عمر… بيلا مش زي اي واحده بلاش تلعب بيها.. لو كنت بتلعب مكنتش هتبقى هنا دلوقتي…»
ترجل من سيارته بشموخ وهو يهندم حُلته السوداء
سيدة باناقه
«اتفضل يا عمر بيه نبيلة هانم منتظراك في الجنينة»
بعد لحظات
و بعد الترحيب الخاص جلس عمر في بهو القصر بلباقة بجوار نبيلة
نبيلة
«ها يا أستاذ عمر طلبت تقابلني…. اتفضل كنت حابة اسمعك… و افهم سر الاهتمام المبالغ فيه ناحيه بيلا….»
عمر
«شوفي يا نبيلة هانم حضرتك اكيد عارفه المشاكل اللي بين عيلة الرشيدي و عيلة الدمنهوري»
نبيلة بتوتر و ارتباك
«طبعا عارفه… تحية الله يرحمها قالتلي عن السبب
و رفض جدك الرشيدي انه يجوز سالم لعمتك كوثر هانم الله يرحمها
و بعدها سالم طلب ايدي بنتي تحية
لكن من وقت رفض جدك
و حصل مشاكل بين العيلتين و بقوا منافسين لبعض في الشغل و البزنس
بس يا استاذ عمر بيلا مينفعش تدخل في الليلة اللي بينكم دي
بيلا أطيب و أرق بكتير من اللي ممكن تفكر فيه.. تحية الله يرحمها استحملت كتير مع سالم بس عشان بيلا
محمود و مريم عندهم نُضج كفاية انهم يديروا حياتهم لكن بيلا لو خرجت للعالم دا هتتاذي
فبلاش تدخلها في الليلة دي لو سمحت انا بكلمك كدا دلوقتي لان احساسي بيقولي انك شخص كويس و محترم»
عمر
«انا مقدر خوفك عليها و فاهم كل اللي بتقوليه لكن انا دلوقتي طالب ايد بيلا منك لان عارف انها مش زي اي واحدة تانيه و يمكن لان حبيتها الله اعلم لكن انا حقيقي اتمنى العداوة دي تنتهي…. و اتمني حضرتك تكوني في صفي لاجل مصلحة بيلا»
نبيلة
«ان شاء الله يا استاذ عمر و انا هفتح الموضوع مع والدها و ان شاء الله خير»
ابتسمت بسعادة قائلا
«ان شاء الله اتشرفت بمعرفتك يا نبيلة هانم»
«الشرف ليا»
قدم التحية و خرج بينما شعرت نبيلة بالارتياب و القلق
نبيلة
=استر يارب…. ربنا يهديك يا سالم و ينصفك منهم يا بيلا
كان في طريقه للبوابة لكن ابتسم وهو ينظر لها بينما تجلس ممدده الساقين تضع دفتر كبير على قدميها تحت شجر العنب الذي يظلل عليها من اشعة الشمس
غير طريقه و هو يبتسم بتسلية
«واضح انك مشغوله اوي»
شهقت بيلا برعب وهي تنهض بسرعه بينما ألقت الألوان و الدفتر على الأرض لتقول بفزع
«يخربيتك يلهوي انت دخلت هنا ازاي.. اطلع برا بسرعة الحرس لو شافوك هتبقى مصيبة… عمر بالله عليك امشي من هنا»
ابتسم برفق مقتربا منها بخطوات ثابته واثقة
«خايفه عليا؟
بيلا بتلقائية
«لا خايفه عليا انا… انت دخلت ازاي»
عمر باستفزاز
=من الباب
ضربت كفيها ببعضهما بضيق
=اللهم طولك يا روح انت عايز تجلطني يا جدع انت انا غلطانه اني واقفه معاك اصلا
ثم تابعت بصوت عالي
=يا عم محمد…
عمر
=انتي غبية اوي سلام يا بيبو
بيلا بغضب
=اسمي بيلا و تبطل تعصبني ب بيبو بتاعتك دي…
لم يعيرها انتباه في حين غادر القصر
بعد مدة
سالم بحدة و غضب
«لا يا نبيلة هانم مش موافق و دا آخر كلام عندي ابن الرشيدي من سابع المستحيلات انه يتجوز بنتي…. و انا ليا حساب معها قليلة الادب دي ازاي تقابله من ورانا….»
نبيلة في محاوله لامتصاص غضبة
«سالم بلاش تكسر البنت… ابن الرشيدي جاي و بيمد ايديه بالصلح اخلصوا من العداوه دي و بلاش تكسر بنتك.. بيلا معجبه بيه…..»
سالم بغلظه
«لو اخر واحد في الدنيا مش هجوزه بيلا دي بنتي انا و انا عارف مصلحتها… و بيلا هتخلص الامتحانات و تسافر باريس زي ما كانت عايز وهناك تشتغل في الخزف و خلص الكلام»
نبيله
«انت بتعند و خالص يا سالم…. عايز ترد لعيلة الرشيدي اللي عمله جده زمان لما رفض جوازك من بنته بس خالي في علمك انك هتاذي بنتك بعندك دا و ربنا مش هيسامحك و على فكرة بيلا هتخلص امتحانات و تيجي معايا اسكندريه»
**********عودة للحاضر**********
تقلب عمر في الفراش بحنق كلما يحاول ان يغفي تاتيه ذاكرها و سعادته معها و التي لم يشعر بها مع أي أمراه أخري
=========================
في منزل صالح و زينب
كانت زينب تنام بارتياح بين احضان بيلا و التي أتت للمبيت معها بعد سفر صالح للاسكندرية لتوديع ايمان قبل سفرها
ابتسمت بيلا بحنان وهي تمرر يديها في خصلات شعر زينب بحنان
زينب بحماس
=بس انت عملتي ايه لما باباكي رفض جوازك منه
بيلا بسعادة وهي تشاركها الاحاديث
=لا دا الموضوع يطول شرحه بس خلينا ننام دلوقتي و هكملك الحكاية بعدين
زينب
=تعرفي اني برتاح و انا بتكلم معاك انتي و ماما حياء بحسكم زي بعض بس بحس انك غيرها شويه و معظم الوقت عيونك فيها حزن
بيلا
=مش لازم تكون كل القصص نهايتها واحدة.. زينب انتي بجد بتكون فرحانه وانا معاكي
ابتسمت بسعادة وهي تهز راسها بالايجاب قائله
«اوي الصراحه بحب اتكلم معاكي و بكون مرتاحة و حاسه اننا قريبين من بعض المهم انتي متزهقيش مني»
بيلا
«وانا عمري ما هزهق ابدااا بالعكس انا اتمنى افضل اتكلم معاكي»1
في تلك الانحناء صدح رنين هاتف زينب
بيلا بارتياب
=مين هيكلمك دلوقتي؟
زينب
=مش عارفه استنى هشوف
التقطت هاتفها لتزين وجهها بسمه بسيطة
«دي نور و الله وحشتني بس بتتكلم ليه دلوقتي»
زينب
=وحشتيني اوي الله على سافر و نسي احبابه
نور بغيظ وضيق
«زينب انا مش طايقه نفسي والله العظيم لو شفته دلوقتي احتمال ارتكب جنابه هو و خالته العقوبه دي
لوت زينب شفتيها بغيظ قائلة
«لحقتي تعملي مشاكل يا ام لسان مسحوب منك»
نور بغضب
«زينب انا بجد مش طايقه و الله العظيم هو وأم الخلول
اللي ماشيه معه في كل حته دي»
ارتفع حاجب بيلا بارتياب
=ام الخلول؟!
نور باندماج و ضحك
=اه ما انا سميتها ام الخلول بت عبيطه اوي الصراحه اقسم بالله… مين معايا
«بيلا… اه صاحبة زينب احكيلي اي اللي مضايقك»
نور بغيظ
«بقف بجم حيوان غبي متخلف بارد اااه هتشل منه بصي الحكايه بدأت لما زينب كانت في المستشفى…..»
اخذت تسرد عليها منذ بدايه بباسل حتى تلك الحفلة
بيلا بخبث مرح
=اه يعني البيه شايف نفسه… لا يبقى لازم يتربا و يتعلم ان الله حق
زينب
=و دا يتربا ازاي؟!
نور
=اعمل ايه انا حاسه اني لو شفته هضر”به….
بيلا بمرح
=لا… اسمعي دا لازم نشتغل معه بعدة طرق
اول طريقه على رأي زينات صدقي
شوق و لا تدوق
نور بحماس و خبث
=حلو دا اوي
بيلا بسعادة
=بس متنسيش زينات قالت الشي اللي يزيد عن حده ينقلب ضده
اول حاجه..
اول ما يجي لازم يلقيك هاديه و جميلة و بارده و لا كأن اللي حصل دا في دماغك اصلا
و بلاش تعملي فيلم هندي و تخليه يعرف اللي خالته العقربه دي قالته بس بأسلوب و انتي بتتدلعي شويه
دوبيه كل ما يقرب اتدلعي بس ابعدي و ساعتها هيندم على اللي عمله
سوقي الهبل على الشيطانه بس بحدود
لان النوع دا مش بيجي بالعند
نور بحماس
=طبعا جدا احنا لازم نبقى صحاب والله زينب محظوظه
زينب بسعادة و حماس
=بس خالي بالك يا فالحه الاستاذ اللي انتي واقعه معه مش سهل و ممكن وقت ما تيجي تدلعي عليه يوقعك هو في شباكه
نور
=متقلقش على اخوك يا فوزي كله في الحفظ و الصون1
_______________________
في الاسكندريه
صدح صوت طرقات فوق باب شقة على في وقت متأخر من الليل
مدت حبيبه يديها للفراش مفتقدة دف احتضانه لها شاعرة ببروده تسري بجسدها
فتحت عينيها بتثاقل تتفقد الغرفه مليا لكن لم تجده
استمعت لصوت من خارج الغرفة
حبيبة بارتياب
«على……»
لم تجد منه أي ردة فعل ليتصاعد الخوف بقلبها
ارتد مئزر طويل على قميصها و هي تخرج من الغرفه
لكن سمعت صوته يتحدث مع شخص ما في الشرفة
كادت ان تخرج لكن تراجعت وهي تنظر لنفسها
دخلت مرة أخرى لغرفتها بدلت ثيابها و خرجت لتجده يتحدث مع صالح في شرفة المنزل
حبيبة بابتسامه
=اهلا يا بشمهندس صالح
استقام صالح مبتسم بجدية قائلا
=بخير الحمد لله…. اخبارك اي يا حبيبه… الف مبروك على الفرح عارف انها متأخره بس والله ظروف حصلت معرفتش احضر
وقفت حبيبة بجوار على مبتسمه برفق
«الجماعة قاموا بالواجب حقيقي كنت خايفه اكون لوحدي في اليوم دا بس والدتك و عمي جلال و إيمان كانوا معايا… اخبار زينب اي؟
صالح بتنهيده
=بخير الحمد لله….
على بجدية
«حبيبة اعمليلنا كوبايتين شاي….
اومات له بالايجاب وهي تخرج من الغرفه بينما جلس صالح علي كرسيه و اقترب من على قائلا
=قولي وصلت لايه في الموضوع اللي وصيتك عليه
على بجدية
=البت دي من الشرقيه اللي عرفته انها كانت شغاله في البيوت و بعدها اتلكت على واحد اسمه خالد و دا مشاعد الزفت رشاد
.. و طبعا هو اللي جابها تشتغل في البيت عند الحج جلال بغةعد ما والدتك كانت تعبت….. مش متجوزة و لا مخلفه زي ما فهمت زينب بس عندها خالها بيقولوا انه راجل شديد في تعامله….
صالح
=طب و رشاد عرفت عمل اي
على
=واضح انه عرف يغطي الديون اللي عليه بعد وقوع أسهم شركات بس اكيد ميعرفش انك انت اللي اشتريت الاسهم
الأكيد انه دلوقتي بيفرفر بعد الساير اللي وقع فيها بعد لما الاسهم انضربت في البورصه بس عامل زي الفرخه الديخه و طبعا مشغول جدا في تغطية الخساير
ابتسم صالح بشيطانيه وهو يضع ساق على الاخري
=طب اسمع بقى اللى هيحصل في حد هيعلن ان انا اللي اشتريت أسهم شركته وقتها هيعرف ان انا السبب في الفضايح اللي أتعرض لها بتاع انتهاء صلاحية المواد اللي بيبعوها في المصانع و اللي حصل بعدها ان أسهم شركاته وقع بعد المصيبه دي……
على بارتياب و خوف
=انت بتتكلم جد دا كدا هيحطك في دماغه يا صالح
صالح بابتسامه ساخره
= و دا اللي انا عايزه…. النهارده الصبح الساعه سته توصل لحد شقتي و ادي المفتاح عايزك تركب كاميرات مراقبه انا متفق مع المهندس هيكلمك بدري تاخده و تركبوها… انا مش ضامن اللي ممكن البت اللي اسمها عفت دي تعمله
علي
=انا مش فاهم حاجة…. انت عايز تركب كاميرات مراقبه في شقتك و هتسيب عفت موجوده عادي بعد اللي عرفته
صالح
=طب اسمع بقى كلامي كويس اوي…
بعد دقائق
على بضحك
=لا ملعوبه يا ابن الشهاوي… الصراحه انا اتكيفت اي الدماغ دي… بس في حاجه زينب لازم تحذرها و الا ممكن البت دي تلعب عليها و مش عارفين مممكن توصل لفين
صالح بجدية
=علشان كدا لازم تركب الكاميرات… صحيح الستات بتوع مياة النا”ر فين
على بجدية
=ياه دول زمانهم عفنوا في المخزن… هناك من بعد اسبوعين من الحادثه دي
صالح بلا مبالة
=يبقى خليهم عندك كمان شويه انا عايز الم الحبايب كلهم مره واحدة و نكون خلصنا منهم…..
على
=و دا اللي هيحصل ان شاء الله
صالح بحب اخوي
=عارف اني بتقل عليك و انت لسه عريس جديد بس حظك بقى.
على بابتسامة
=هو صحيح حاجه غتاته اوي بس نستحمل هو انا عندي كم اخ يعني
ربت صالح علي كتفه باهتمام قائلا
=تسلم يا علي….انا لازم امشي دلوقتي
حبيبة
=الشاي…..
صالح
=معليش لازم امشي لان هرجع للجح و بعدها هطلع على المنصورة يومين كدا و هرجع انا و زينب المهم متنساش اللي قلتلك عليه
علي
=اطمن…..
===================
بعد مرور وقت (في روسيا)
ابتسمت نور بخبث و هي تنظر للمراه بحماس و ثقه بنفسها
ترتدي عباءه طويله ضيقه ذات الون النبيتي الداكن بفتحه صغيره من الجانب تعطيها حرية الحركه
فردت شعرها البني لتضع بعض لمسات المكياج
لكن استمعت لصوت بوق سيارته معلنا عن وصله
نور بخبث
=خلينا الاول نخلص من الحيزبونه
ابتسمت ببرود وهي ترتدي حذاء اسود بكعب عالي لتبدو في غاية الجمال
نور بغضب
=ماشي يا باسل الكلب اصبر عليا
كانت تجلس أمام التلفاز تضع أمامها اطباق مختلفه من الوصفات المصريه
دلف باسل برفقة چيچي و التي نظرت باشمئزاز لنور
تاملها باسل بدهشه و اعجاب شديد بجمالها الخلاب
تنهد بندم و شوق وهو يتأمل جمالها و رقتها الفتنه يتمنى ان يخفيها عن عيون الجميع
استفاق باسل على صوت چيچي الغاضب التي وقفت بجانبه دون أن يشعر بها
وهي تقول بصوت غاضب ملي بالغيرة
=اي الجو البلدي دا… قاعده بلبس زي دا و ايه اللي بتاكليه دا… اوف
اظن ميصحش المسخرة دي أدام الخدامين الموجودين هنا و لا نسيت انك مرات باسل العلالي و اصلك هيفضل بيئة
شهقت نور بغضب وهي تغلق التلفاز عن الاغاني الشعبية التي تستمع لها
لتقول نور بغضب
= انتي بتقولي ايه….
الا انها صمتت عندم تحدث باسل بغضب و حده و بطريقه قاطعه
«چيچي انك اتجننتي ….
ليتابع بغضب اكبر
«دا بيت نور تعمل فيه كل اللي هي عايزاه تلبس قصير ضيق ميخصكيش و متنسيش نفسك و لا تنسى انك هنا ضيفه و ان هي صاحبة البيت و انها تبقى مراتي…. فاهمه يعني ايه
و اتفضلي اعتذري عن الكلام الفارغ اللي انتي قلتيه
جيجي باعتراض و ضيق
«انا مقصدش يا باسل… بس»
باسل بغضب
«لو مش عاوزنا نخسر بعض اعتذري و حالا»
جيجي بغضب و توتر
«انا اسفه يا نور… مش قصدي اهينك انا بس خفت على شكلك أدام الخدامين»
همست نور ساخره
=لا فيكي الخير يا اخت جيجي دا انتي الغيره بتقطع فيكي و مش عارفه تخبيها اصبروا عليا بس
اقترب باسل من نور التي مازالت غاضبه ليقوم بلف يديه حول خصرها وهو يقبل جبينها بحنان
=ممكن نتعشا سوا
نور بغضب لنفسها
=يا بجحتك يا اخي و لا كانك عامل حاجه….»
ابتسمت ببرود وهي تضع يديها حول عنقه تمررها ببطي مذيب له و لمشاعره بينما وقفت جيجي تتابع بغضب حارق
نور برقه زائفه
=طبعا يا حبيبي….
ضربت جيجي قدمها بالأرض بغضب و هي تخرج و تتركهما و ما ان غادرت حتى ابتعدت نور بغضب و لكزته بقوة في صدره
=حيوان بصحيح…….
ابتسم باسل ببرود قائلا
=في اي يا بيبي ما كنا حلوين
نور بجدية
=باسل انت بجد مصدق نفسك…. اه صحيح في حاجه لازم تعرفها
مدام ألفت والدة الست هانم بتاعتك دي هانتني في الحفلة و الكلام اللي قلته مفيش بني آدم يستحمله…. لو بتفكر انك تتسلى بيا زي ما هي قالت تبقى غبي
و اوعي افتكر ان ممكن اسمحلك تهين كرامتي اوعي
كادت ان تتركه و تغادر الا انه جذبها بقوة من ذراعها متمسكا بها
احتضنها بقوة في حين حاولت التملص منه بغضب و قوة
«ابعد عني يا باسل احسنلك بلاش تخلي الشياطين تلعب في دماغي لان هتطلع عليك»
حاوط خصرها بكلتا يديه بقوة وهو يدفن وجهه بعنقها قائلا
«اسف يا نور…..»
هدات قليلا وهي تبتلع ما بحلقها بغضب قائلة
«على ايه ولا ايه….. على كرامتي اللي اتهانت و لا سمعتي اللي انت بغبائك طعنت فيه»
باسل بجدية
«على كل دا….. اولا انا الكلام الغبي دا قلته في لحظه غضب…. و عارف انك محترمة و لو مش كدا مكنتش هتتبهدلي يوم القسم و لا تضربي الجدع اياه و صدقيني انا حبسته رغم انه كان مفروض انتي اللي تعوضيه عن البهدله اللي بهدلتيهاله بس كنت متأكد ان ليك حق…..»
نور بسخرية
«اسفك مش مقبول يا باسل بيه… بعد اذنك»
تركته بالقوة و غادرت المكان بغضب رغم شعورها ببعض الارتياح
في اليوم التالي
حوالي الثانيه عشر ظهرا
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها ترتدي ثوب اسود أنيق رفعت شعرها برباط شعر
خرجت تبحث عنه لأول مره تنام كل هذه المده
رفعت بنيتها تتفقد المكان من حولها فلم تجده ولكنها استنشقت رائحة طعام يطهى وصوت اواني صادره من ركناً قريب منها….
زمت شفتيها وهي تتقدم عدة خطوات باتجاه الصوت…
لم تتخيل يوماً ان ترى هذا المشهد بعينيها المندهشه
كان يقف امام الموقد يطهو شيءٍ ذو رائحه مميزه
يقلب بيده وباليد الاخرى يمسك طبقاً من شرائح الدجاج ثم يسكب بتدريج واحده تلو الاخرى
بتركيز واستمتاع غريب وكأنه لا يطهو بل يستمع للموسيقى المهدائه المعدله للمزاج
أنتبه لوجودها وبدون ان يرفع حتى عينيه عليها قال بقنوط…
«لو مش هنتعب سياتك….. خدي قطعي دي…»
لم تتصور ان يقذف نحوها مباشرةً ثمرة البطاطس
ولحسن الحظ مسكتها قبل ان تصطدم بوجهها…
امتعض وجهها وهتفت من بين أسنانها المطبقه
«اي ده…»
رفع كتفيه وانزلهم ببراءة زائفه ثم قال باستفزاز…
«في ست في الدنيا متعرفش البطاطس….. ولله عيب اوي في حقك…»
زفرت بغيظ وهي تلوح له بثمرة بحنق.
«متغظنيش ياباسل…… في حد بيطلب المساعده بشكل ده… ام صحيح واحد بارد”
زم شفتيه بضجر حقيقي وهو يعود لإكمال الطهي معلقاً بفظاطه…
«دي مش مساعده……. دا أمر…»
وضعت يداها في خصرها ورفعت حاجبها
منزعجه اكثر منه ثم هتفت باستهجان…
«يسلام….. وبتامرني ليه بقه ان شاء الله…»
لم ينظر لها بل قلب شرائح الدجاج بالمعلقه التي بين يده وهو يقول ببساطة…
«بما أنك هتاكلي معايا… مش ناويه تكلي برضو….»
نظرت الى الطعام ومن ثم له وقالت بضيق…
«بصراحه خايفه أكل وبعدها اروح اعمل غسيل معده في المستشفى…»
ابتسم بمرح زائف وهو يجيب بقنوط…
«متقلقيش مش هتروحي لوحدك… مانا هاكل من نفس الأكل….»
سألته باستفهام..
«يعني إيه؟…»
رد بسماجه..
“يعني هنونس بعض في المستشفى…”
مطت شفتيها وهي تتقدم للداخل لتقف بجواره وتراقب مايفعله ثم سالته بنبرة عادية…
“بتعمل إيه…”
رد بدون ان يرفع عينيه أجاب…
“وصفة فراخ .. بس زي ما تقولي كدا مزيج بين المصري و الاسباني»
إبتسمت بسخريه وهي تقول…
«واو…..شيف باسل…»
لم يعقب على جملتها بل قال بخشونة…
«فين البطاطس اللي قطعتيها…»
فغرت شفتيها وهي تقول بتوتر حقيقي…
=إيه……لسه….”
رفع عسليته عليها اخيراً وافترس وجهها و بنيتها وهو يقول بصلابه …
«وهتفضلي وقفه مكانك كتير وهي لسه في إيدك كده…”
عضت على شفتيها امامه وهي تنظر للثمرة الحزينة بين يداها ثم لم تلبث الا وتقدمت من الصنبور وغسلتها ثم بدأت في تقشيرها و تقطيعها بصمت….
بعد مدة
تناولت اخر قطعه من شريحة الفراخ وهي تلوي شفتيها باعجاب…..
نظر لها بطرف عينيه وهو يقول بمداعبه طفيفه…
«يارب الأكل يكون عجبك… ولو في اي ملاحظات كلي اذان صاغيه…»
ردت بحرج من تتبع عيناه للقادم منها…
«بصراحه الأكل حلو…. تسلم إيدك…»
اكتفى بهمهما بسيطه وهو ينهض من مكانه وفي يداه الطبق الذي اكل به….فعلت هي أيضاً المثل واخذت طبقها واتجهت به لحوض الماء الصغير…
“بتعمل إيه يا باسل…..» مسكت منه الطبق وهي تقول بحنق..
“سبهم انا هغسلهم.. صحيح هو فين الخدامين»
تركهم لها وهو يقول ببساطه…
«انتي مضايقه اوي كدا ليه…. فيها إيه يعني لو غسلتهم…»
“مفهاش حاجه….. بس انا وقفه معاك ومينفعش… وبعدين اوعي تفكر اني نسيت الكلام اللي قلته امبارح
ابتسم بجمود لم تلاحظه فكانت عينيها مسلطه على الأواني التي تقوم بغسلها…
«حاجات كتير اوي اتغيرت……»
لم تنتبه لنبرته الغريبه بل قررت السؤال…
“إيه يعني مش فاهمه… تقصد ايه؟ صحيح هي والدتك ليه دايما بتقولها يا هانم و مش شفت ابوك و لا مرة و لا علشان الظروف اللي اتجوزنا فيها و بعدين انت بتعرف تطبخ ازاي مكنتش متوقعها الصراحه ”
رد بإختصار و نبرة غريبة …
” عشت اربع سنين لوحدي و كنت بحب اتعلم الحاجات دي كان نفسي يبقى عندي بيت هادي و اولاد و.. يعني حاجه زي كده….”
رفعت عينيها عليه بارتياب من نبرته و حديثه عن العائلة و الاستقرار
ثم سألته باستفسار…
“طب لي مجبتش شغاله تقوم بطلبات و انت لوحدك….”
ضيق عينيه وهو يحدج به بهدوء قبل ان يقول بخبث…
“مش لازم… چيجي كانت بتعمل كل اللي تقدر عليه عشان مضطرش اجيب شغاله…………….. اصلها بتغير…»
وقع الطبق من يداها ارضاً ولا تعرف متى
وكيف انزلق بتلك السرعة…. جثت ارضاً لتلم
اجزاءاً متناثرة حولهم…
هبط لجوارها وحمل القطع الزجاجيه وهو يقول بجفاء…
“مالك ارتبكتي كدا ليه…… وطبق وقع منك إزاي….”
برمت شفتيها بحنق…
«معرفش اهو وقع وخلاص…… عادي….»
افترس وجهها وهو يرد بغموض…
“لا مش عادي..”
فغرت شفتيها ورفعت عينيها عليه
وهي تقول بتوتر و غيرة…..
“يعني إيه…… آآه…”
نظرت الى ابهامها الذي جُرح من طرف الزجاجه بدون ان تلاحظ انها كانت تتكأ عليه اثناء تحدثه..
اختفت القسوة من على وجهه وهو يتناول يدها قائلاً
ببعض القلق….
“اتعورتي فين وريني….”
سحبت يدها منه بقوة وهي تقول بصوت مبحوح…
“مفيش حاجه…. دا جرح بسيط….” خرجت من المطبخ متوجهه الى الحمام مُغلقه الباب خلفها تاركه الدموع تنزل الان باريحيه…
لماذا تبكي…. لماذا يهوى قلبها لسابع أرض ويتمزق لمجرد حديثه عن حبيبته
يبدو وكأنه كان على علاقة عاطفيه مع جيجي كما قالت والدتها ..
ما دخلكِ فاليحب ويعيش كما يريد…..
رفعت عينيها على المرآة فوجدت احمرار وجهها وعينيها بفعل دموعها وضغط على نفسها…
ضعيفه ومهزوزه ومضطربه ولا تعرف العلاج لكل مايعتريها؟..
سمعت طرقه الخافت على الباب وصوته الهادئ يسالها ببعض القلق الذي يحاول اخفائه…
“نور …….انتي كويسه…”
هزت راسها امام المرآة وهي تنظر لوجهها بسخرية…
“ااه كويسه………. شويه وخرجه….”
فتحت صنبور المياه وبدت بغسل وجهها ولم تهتم بزينتها التي فسدت كل ما اردته غسل افكارها ومشاعرها الخائنه لعل الصدأ بهم يجري مع الماء
ويمحى؟!….
فتحت الباب وهي ترفع عينيها، فوجئت به ينتظرها عند إطاره مستند بكفه عليه ينظر لها بهدوء يتفحص كل جزء بها بنهم وفضول…
“انتي….. كويسه…”
سألها وهو يفصل الخطوات بينهم ليكن بمواجهة وجهها…
“انتي كنتي بتعيطي…”
اطرح سؤالاً اخر باهتمام بعد تفقده
لعينيها…
اسلبت عينيها ورطبت شفتيها بتوتر وهي تجيب باقتضاب…
“انا كويسه…. مفيش حاجه….”
كادت ان تتخطاه ولكنه مسك ذراعها وهو يقول بخشونة…
“راح فين….. استني…”
استدارت له فلاحظت تلك العلبة الصغيرة بين يداه
اخفضت عينيها وهي تراه يضع ملصق طبي حول ابهامه وهو يقول بتافف…
“ابقي خدي بالك اكتر من كده…… بذات وانتي بتلمي حاجه مكسوره …”
لم ترد عليه بل سحبت يدها وهي تقول بصوت خافض…
“انا هطلع قعد على البحر شويه….”
تخطت إياه بمنتهى البساطة وخرجت الي الجنينه حيثُ الهواء النقي والجو المألوف بروعة سحره
، تلك البقعة الزرقاء وما تحمله من طيات ساحره تجذب الجميع لها…. حتى ان كُنت لا تهوى السباحة ولا تفضل الماء
بها، إلا انها تجبرك بالسحرِ الخالص للجلوس
وتتاملها بشرود وعلى حسب حالتك المزاجية تتفاعل معك وكانها تواسيك…. وتساندك…. وتسعدك اينما أردت هذا !؟…
تطاير شعرها من حولها بخفه ونعومه توازي جمالها ورقة شخصيتها……
رذاذ منعش لفح وجنتيها فجعلها تتنهد بعمق وكأنها تبحث عن الملاذ في خلوتها…
شعرت به
يشاركها إياها بمنتهى التطفل منه…
جالساً بجوارها ينظر الى ماتنظر بيده فنجان من القهوة يرتشف منه بهدوء ووجه حجري صلب
«عارفه يا نور…. كان عندي خمستاشر سنه مكنتش اول مرة اشوف ابويا بيضرب امي….. زيدان باشا بكل الهلمه اللي حواليه ممكن اي واحدة تقدر تضحك عليه و تنسيه بيته و مراته و اولاده……»
رفعت عينيها باهتمام و ارتياب من وجهه الصلاب الحاد و هو يرتشف من كوب القهوة بينما يكمل حديثه
«هي وافقت تكمل معه علشان انا و زينه.. كانت فاكره انه لما يكون في أطفال هيتغير لكن هو متغيرش…. كان بياذيها نفسيا بعلاقاته لكن هي للأسف استحملت علشان انا و اختي….و لما حاولت اتمرد على الحياة دي و أقف قصاده كنت صغير سبعتاشر سنه وقتها كنت هموت فيها»
ضحك بسخرية وهو يكمل حديثه
«وقتها ضربني و دون ما يقصد وقعت من على السلم و اتصابت في دماغي و فضلت وقت طويل في المستشفى…
لكن قومت منها و بعد كدا اخدت ثانويه و قررت اخد كليه في مكان بعيد عنهم و عن مشاكلهم….. و فعلا رغم ان جالي اني اخدها في اسكندريه لكن انا قررت ابعد… لأبعد محافظة…. كنت لوحدي اربع سنين لكن اتعلمت افصل مشاعر عن شكلي او مظهري….. تماما يا نور…
حتى لو بموت من الوجع مش لازم أظهر ضعفي لأي حد
لدرجة اني احيانا بعتقد اني بطلت احس او اتوجع…………»
نور بحدة وهي تنظر الأمواج المتمرده
«مش مبرر يا باسل…. انت يمكن محتاج تتعالج بس مش مبرر انك تجرح اللي حواليك مالهمش ذنب في عقدتك….
انا ماليش ذنب توجعني و لا تقل من كرامتي…. كان ممكن متدخلش حياتي وقتها يمكن مكنتش هتتحمل ذنبي كمان….»
ثم تابعت بشرود
«او تتجوز اللي بتحبها…. يمكن وقتها تتعافي و تقدر تعمل بيت هادي بعيد عن عُقد والدك اللي اتزرعت جواك….»
باسل بتنهيده وهو يقف بجوارها
«مش من السهل تلقى الحب….. يمكن دي المشكله اني ملقتوش… على فكرة خالتي و جيجي انا خليتهم يمشوا النهاردة الصبح وواقفتهم عند حدودهم
و الكلام اللي قالته مالوش علاقه بعلاقتنا انا لا بحب جيجي و لا غيرها
چيچي تبقى زي زينه عندي اختي مش اكتر
ميهمنيش هي حاسه بايه ناحيتي ميخصنيش……»
تركها بمنتهى البرود كما يبدو و غادر المكان يدلف لغرفته اخذ يعمل على حاسوبه
نور بتنهيدة
” شكلك هتتعبني معاك يا ابن زيدان»1
************************
في منزل حياء
جلست بجانب شهد بغيظ وهي تنظر لاختها
شهد
«مالك يا بومة…. قالبه وشك ليه؟
زمت حياء شفتيها بسخرية قاله
=الصراحه مش عارفه اخوكي هيجيلي شلل رعاش……
لكزتها شهد في كتفها بخبث
=بذمتك مش زي العسل على قلبك…
ابتسمت حياء برفق قائلة
=اخوكي مش أفعاله….. أفعاله بتجلطني… بذمتك كان عارف ان زينب تعبانه و ماليش و امبارح اعرف بالصدفه من صالح ابن الجزمه اللي انا مخلفه
و اقوله هنروح سوا يقولي لااا و كلها يومين و هنرجع…..و اخوكي يقولي
اتبطي يا وليه…. انا يتقالي يا وليه!!!
يا حسره عليا….. وليه؟؟!
ماشي يا ابن نواره
شهد بغيظ
=مالها نواره يا اختي ما تتلمي
شهقت حياء بسخرية
=الله يرحمها بقى ميجوزش عليها الا الرحمه…. انا مالي حاسه اني بقيت بصورم كدا ليه
شهد بنبره ساخره
=حاسه؟! يعني لسه مش متأكدة…
الله وكيل احنا عايشين مع بهايم..
ضحك الاختان بمرح
حياء
=حظك من السما… هجيب الكرنب نحشي سوا….
شهد
=كلمتي ايمان وصلت و لا لسه؟
حياء بهدوء
=وصلت الساعه سبعه الصبح و كلمتها بس خايفه عليها اوي يا شهد…. ادعيلها
شهد بخوف
=مالها يا حياء ما انا مسلمه عليها امبارح قبل ما تمشي كانت كويسه
حياء
=استنى اجيب الحاجه نقعد نحشي سوا و موضوع ايمان ان شاء الله تعقل قبل ما تضيع بيتها و جوزها
حماتك مش عايزه تموت بقى يا بت الوليه دي هتفضل معمره كتير دا انا مش طايقها من قبل ما اخلف و هي زي البومه
شهد بضيق
=شكلها مش ناويه والله يا حياء
اسكتي دي بتيجي على السيرة…..
******************
في لندن
كانت ايمان تنام بهدوء بجوار يوسف فوق ذلك الفراش
يضمها بحماية الي صدره بينما لم تعرف هي طعم النوم تشعر بتائنيب الضمير… تبكي بعنف
وهي تكتم شهقاتها للحظات استوعبت حجم غبائها و لأول مره
ماذا كانت تريد….. كيف يمكنها ان تاخذ قرار كهذا دون العودة له
رفعت راسها تنظر له… كم هو وسيم طيب
مدت اتأملها تمررها على وجهه بملامح الرجوليه الجميلة
تشبثت به و بقوة و خوف وهي تخشي الإبتعاد عنه
الا ان ذلك تسبب في ايقاظه بسبب حركتها
يوسف بارهاق و تعب أثر السفر
=ايمان في اي؟ مش عارف انام….
ايمان بهدوء وهي تبتعد
« اسفه بس….»
جذبها نحوه بسرعه قبل أن تبتعد قائلا بحب و رفق
« متبعديش…. نامي يا ايمان بكرا هيكون يوم طويل خليك جانبي…..»
تشبثت به قائلة بهدوء
=نفسي أفضل جانبك للأبد…..
بعد مرور ساعات طويلة
كانت ايمان منشغله باعمالها المنزليه والتعرف على ارجاء الشقة بعناية
شاسعه بطراز رجولي بحت كل شي منظم رغم ذلك ليست كشقتهما بالاسكندريه
تفتقد لذلك الدف و الشعور بالألفه
سمعت رنين الجرس نظرت للمراه بجوار الباب لتعدل من وضع حجابها قبل أن تفتح الباب وهي تنظر لتلك الفتاة
وقفت عهد تشعر بالصدمة تشل ساقيها وهي تنظر لايمان بحجابها السماوي و جمالها الشرقي كل شي بها ملفت للانتباه
ايمان بالانجليزي
=مين حضرتك؟ و عايزه اي؟
عهد
=مش دا بيت يوسف الصاوى
ايمان
=اه دا و انا ايمان الشهاوي مراته.. دكتورة ايمان.. مين حضرتك؟
عهد بغيرة و هي تتذكر محادثه ايمان لها فيما سبق
=بشمهندسه عهد زميلة البشمهندس في الشركة… عرفت انه وصل قلت لازم اسلم عليه بنفسي
ايمان بجدية
=تقومي تجيله البيت؟ غريبه اتفضلي
دلفت عهد الي منزل يوسف لتجده يخرج من الصالون يرتدي تيشرت اسود و بنطال من نفس اللون و امارت الغضب و الذهول تعتلي وجهه
يوسف بحدة
=بشمهندسه عهد؟! افندم في حاجه..
عهد بابتسامة
=لا ابدا بس قلت لازم اجي اسلم عليك وحشتنا يا چو
عقدت ايمان ساعديها بحدة و هي تنظر له اغمض عينيه بضيق قائلا
= متشوفيش وحش يا عهد…. بس غريبه جايله لحد البيت يعني…
عهد
= كنت حابه اطمن عليك و انا اطمنا هستناك في الشركة بكرا يا بشمهندس سلام موقت
ايمان بحدة
=سلام…..
غادرت وهي تشتعل من الغيره و تركت خلفها نيران تكاد تحرق ايمان
ايمان بحدة
=جايلك البيت يا دلعدي.. بتطمن عليك
يوسف باستسلام
=لو حلفتلك على المصحف انها اول مره هتصدق
ابتسمت بثقه قائلة
=مش ضروري يا حبيبي انا مصدقك بس البت دي شكلها مش مريحني
احتضنها قائلا
=تعالي نجهز الغدا سوا و نشوف هنعمل ايه في موضوع شغلك ياله
ايمان
=ياله يا اخويا
يوسف بسخرية
=بعد دا كله اخوكي صوتي يالي منتش غرمانه…..
========================
في قصر الدمنهوري
كانت زينب جالسه بجوار بيلا يتسامران بعد أن تحدثت زينب الي حياء و اطمئنت عليها لتخبرها ان صالح سيقوم ببعض الأعمال و سيعود في أقرب وقت ممكن
في تلك الانحاء
توقفت سياره أمام القصر ترجلت منها أمره في منتصف العقد الرابع بتعب و شعور بالدوار
استقبلتها نعمه بسعادة
=ست صفا الف حمد الله على السلامة المنصورة نورت.
صفا بتعب
=وحشتني يا نعمه و المنصورة كلها وحشتني و خصوصا بيلا… هي فين؟
نعمه بخوف
=في الجنينه الورنيه مع زينب
شعرت صفا بالارتياب قائلة بسرعه
=زينب مين؟ معقول بيلا اتعرفت على ناس جديدة ياريت والله خليها تخرج من حالة الحزن اللي هي فيها دي
نعمه بسعادة
=الصراحه مدام بيلا من يوم ما اتعرفت على زينب وهي مرتاحه و بتتكلم مش زي الاول و الكوابيس بدأت تقل و خصوصا لما بتنام مع زينب
صفا بسعادة و إرهاق واضح
=يارب يا نعمه يارب
نعمه
=مالك يا صفا هانم انتي كويسه؟
صفا
=اه اه بس خديني لعند بيلا
امسكت بيد نعمه و تحركت معها بتعب واضح و هي تدخل لبهو القصر
ابتسمت بيلا وهي ترى صديقتها تتقدم منها نهضت و نهضت معها زينب
احتضنت صفا بيلا بحب قائله
=وحشتني اوي يا بيلا…. حقك عليا بقالي كتير مجتلكيش بس والله كنت تعبانه اوي
بيلا بقلق
=مالك يا صفا شكلك ميطمنش
صفا
=شوية تعب و هيروحوا لحالهم مش تعرفيني على القمر
ابتسمت زينب برقة و هي تنظر لصفا التي وقفت للحظات تشعر بصدمه وهي تدقق النظر لها ثم
نظرت مره اخرى لبيلا باستغراب و شك
=اهلا بيك…. بيلا حكالي كتير عنك و عن صداقتكم
اردفت زينب بتلك الكلمات برقه لتشعر صفا بالفضول نحوها
=بيلا دي…
بيلا بهدوء وهي تهز راسها بمعنى لا
=صفا اعرفك بزينب تبقى مرات صالح الشهاوي ابن جلال و حياء
صفا بابتسامه جميله و رفق
=اهلا اتشرفت بمعرفتك و شكلنا هنبقى صحاب
زينب
=طبعا يشرفني…
صفا بوجع وهي تضع يديها على جانبها
= اه…. يارب
بيلا بخوف
=مالك يا صفا شكلك تعبانه اوي….
صفا بدموع
=مش قاده يا بيلا جانبي بيوجعني اوي آه……
زينب بخوف
=لازم نجيب دكتور او نروح مستشفى… انا هكلم خديجه تخلي كرم يجيب دكتور
اومات لها بيلا بايجاب وهي تاخذ صفا لداخل القصر لترتاح قليلا
بعد مرور وقت
كانت صفا تتسطح فوق الفراش بجسد مرهق بينما تجلس بجوارها بيلا و زينب
زينب
=الدكتور قال إنها مش هتفرق دلوقتي ممكن انتي ترتاحي وانا هفضل جانبها
ابتسمت بيلا بحنان قائلة
=لا يا حبيبتي انتي حامل مينفعش تفضلي قاعده كدا ياله روحي ارتاحي في اوضتي و انا هفضل معها.
زينب
=لا مش هروح ايه رايك تكملي الحكايه و احنا قاعدين هنا و قوليلي ايه اللي حصل بينك انتي و عمر
……………………
في القاهرة
هب عمر من مكتبه بفزع و هو يتحدث مع شخص ما على الهاتف قائلا بصرامة
«صفا…. و انت وصلتها المنصورة امتى؟»
السائق باحترام و خوف
=النهارده حوالي الساعه اتنين و بعدين وقعت من طولها و جابوا الدكتور ليها لكن بيقول تعبانه اوي
أغلق عمر الهاتف و ليجري اتصال بثائر قائلا بصرامه لا تقبل النقاش
=جهز العربيه يا ثائر هنطلع على المنصوره
صمت للحظات قبل أن يجيب بهدوء
=على قصر الدمنهوري……
=================
في مكان آخر
جلست عصمت بجوار والدتها تفيده هانم حيث أصبحت امرآه جليسه الفراش دائما
عصمت بضيق وغضب
= عمر مصمم علشان يتم الاندماج بين الشركتين ان خليل يشارك اسماعيل الرفاعي
تفيده بهدوء
=طب وايه المشكلة؟ على الاقل انتي و خليل عارفين اسماعيل كويس و بتتعاملوا معه من زمان
عصمت بغضب
=لا يا ماما مش طبيعي…. عمر ممكن يكون عرف عن شغلنا مع إسماعيل في المخدرات و عارفه دا معنه ايه انه ناوي يهدأ المعبد على دماغنا بس دا مش معقول ازاي عمر هيعرف
ابتسمت تفيده ساخرة
=متخافيش و وافقي على طلبه و اعملوا الدمج بين الشركتين هتكونوا كسبتوا اسماعيل و عمر و اسم الشركه بعد الدمج هيكبر اوي و ساعتها المكاسب هتبقى كبيره اوي
عصمت بطمع
=ياريت يا ماما بس انا قلقانه من عمر
تفيده بخبث و جشع
=متخافيش اوي كدا… عمر علي اد ما هو ذكي الا انه لو اللعبه اتعملت على مقاسه مش هيعرف الحقيقه
انتي نسيتي اللي حصل و لا اي
دا فات عشرين سنه
لو هو ذكي اوي كدا…
كان زمانه عرف ان البنت اللي ماتت مش بنته…..
ضحكت ساخره بهسترية
=بس كان لازم هو كمان يموت بس حظه انه لسه عايش و مماتش……
عصمت
=تفتكري لو عرف ان بنته لسه عايشه هيعمل ايه و لا بيلا هانم اللي دخلت مصحه بسبب موت بنتها المزيفه هتعمل ايه
تفيدك بكره
=المهم البنت الحقيقة تفضل مختفيه و لا حد يعرف أصلها…..
عصمت
= لا يمكن تظهر دا انا اقتلها بيدي لو رجعت
لازم افضل حرقه قلب بيلا علشان تاخد مني حاجه كانت ليا و عمر كان حقي انا مش هي……..
سمعت رنين هاتفها بتنظر للمتصل قائلة
=دا الواد اللي بيراقب عمر ياترى عايز ايه دلوقتى…..
تفيدة
=ردي الاول….
تحدثت في الهاتف ليتحول وجهها للابيض و كان الدماء سُحبت منه اغلقت الهاتف برعب قائله بهمس
=عمر في المنصوره…. وصل قصر الدمنهوري
_______________________
رايكم في الفصل؟
توقعاتكم للحلقات الأخيرة؟
اللي جاي بالنسبه لزينب؟
صالح ناوي على ايه؟
حكايه عمر و بيلا رسيت على ايه
يوسف و إيمان هي وصلوا لفين؟
باسل و نور ياترى هيتعافي بيها؟
google-playkhamsatmostaqltradent