Ads by Google X

رواية اوتار حاده الفصل التاسع 9 - بقلم مروه اليماني

الصفحة الرئيسية

     رواية اوتار حاده كاملة بقلم مروه اليماني عبر مدونة دليل الروايات

رواية اوتار حاده

رواية اوتار حاده الفصل التاسع 9

‏_: عند ماما .‏

قالت له ذلك بتوتر والخوف يغزو قلبها, كانت تعلم أنه يعرف الحقيقة جيداً ‏وأنه يلعب علي أوتار قلبها ويريدها أن تخبره ما لا يريد سماعه, أو في ‏الحقيقة ما لا يريد تصديقه! .‏

قال ياسر بحده وصوت عال : بتستغفليني يا نور .... بتخوني ثقتي فيكي .... ‏أنتي خيبتي أملي.‏

اقتربت منه بحذر وقدماها تخبطان, قالت : أااا....أنا مخنتش ثقتك يا بابا ‏‏... حضرتك إلي أطرتني أخبي بس مش اكتر .... ممكن تهدأ بس عشان ‏إياد ميسمعناش .‏

‏_: ملكيش دعوه بإياد هو بره مع أصحابه ....وبعدين طلعت أنا الي غلطان ‏في الأخر .‏

‏_: يا بابا دي أمي ومن حقي ومن حقها عليا أني أزورها وأطمأن عليها .‏

‏_: وإيه كمان ؟ .....يا تري بقه ده كلامك ولا كلام الست هانم أمك .‏

لم ترد عليه فهي تعلم جيداً مخاوفه من زيارتهم لأمها, يخشي أن تؤثر عليهم ‏ويبقوا معها للأبد ويبقي هو بمفرده, أو ربما يخشي أن تتحدث معهم عن ‏انفصالهم, لكن ألا يري أنه يظلم أبناءه وأمهم بأنانيتة تلك التي يفسرها لنفسه ‏بأنها حب, أم يفرح بتعذيب أمها, كأنه ينتقم, لكن لما ومن من ينتقم ؟! . ‏

تابع والدها بغضب :هاتي تليفونك ومفاتيح عربيتك ..... هاتي بقولك .‏

وقفت في حيرة من أمرها, لم تذهب لأمها كما وعدتها والأن سيحرمها من ‏الذهاب لها مجدداً, وسيأخذ أيضاً الوسيلة الوحيدة التي ستمكنها من ‏الاطمئنان عليها والاعتذار لها, قالت برجاء :‏

عشان خاطري يا بابا بلاش وأنا أوعدك أني مش هشوف ماما تاني .... ‏بس الي حضرتك بتفكر فيه ده هيضر شغلي .‏

قال بحده دون أن تؤثر فيه دموعها أو كلماتها تلك : هاتي التليفون .... ولو ‏علي شغلك السواق هيوصلك ويجيبك وأهي الامتحانات قربت وهنخلص ‏من الموال دا قريب .‏

لم تجد مفر من والدها, فقد حاصرها بذكاء ومهارة, انصاعت لأوامره ‏وأخرجت الهاتف والمفاتيح من حقيبتها وأعطته له فقال لها بلهجته الأمرة ‏الغاضبة وهو يشير بيده للدرج :‏

كويس .... أتفصلي علي أوضتك متخرجيش منها غير عشان الجامعة والأكل ‏‏.‏

انطلقت نحو غرفتها بينما قام هو بأغلاق هاتفها وألقاه في درج مكتبه وكذلك ‏المفاتيح, ثم أغلق الدرج وظل جالس علي مقعده وهو يتذكر تهديده لزينب, ‏التهديد الذي أفسدته أبنته الأن, وأيضاً كما فعلت هي وأخيها من قبل, ‏جعله ذلك يشعر بالغليان.‏



استيقظت نور, تذكرت ما حدث معها في المساء, فضمت قدماها لصدرها ‏وحاوطتهم بذراعيها وظلت شارده تفكر في أمها, كيف ستطمئن علي أمها ‏الأن ؟ أو تخبرها علي الأقل بما حدث كي تسامحها ولا تقلقها عليها, ماذا لو ‏أتصلت أمها ورد أبيها عليها ؟! .‏

ظلت الفكرة عالقة بذهنها والشيطان يوسوس لها ليقلقها ويكسر قلبها, ‏نهضت فزعه وهرولت للأسفل ليطمئن قلبها برؤيتهم وهم يجلسون علي مائدة ‏الطعام, جلست علي مقعدها وهي تنظر في الأرض لا تقوي علي النظر لأبيها ‏‏.‏

بينما عصمت كانت تنظر لهم وقلبها يرقص داخل قفصها الصدري, لم تكن في ‏حاجة لمعرفة ما يحدث بعد ما استرقت السمع بالأمس وعلمت ما يجري بينها ‏وبين أبيها بالأسفل . ‏

نظر لها والدها وهو ينهض من علي مقعده, ثم قال وهو يشير لها بسبته : ‏السواق مستنيكي برا ... شوفي هتتحركي أمته وبلغيه عشان يجهز العربية, ‏ثم رحل نظر لها إياد وعصام مستفهمين فابتسمت لهم في صمت, ثم صعدت ‏لغرفتها .‏



غيرت ثيابها وكادت تنزل, ولكن أستوقفها إياد أمام غرفتها, قائلاً : إيه بقه ‏؟! .‏

نظرت له ورفعت حاجبيها وهي تبتسم وقالت : إيه ؟! .‏

‏_: بابا باين عليه متضايق ومن الصبح متكلمش مع حد ... لا وكمان عم ‏كامل السواق هو الي هيوصلك للجامعة في إيه بيحصل من وراء ضهري . ‏

‏_: مفيش يا إياد .... يلا روح علي جامعتك وركز عشان الامتحانات .‏

رحلت وتركته فقال لنفسه : أقطع ذراعي أن ما كنتي عملتي مصيبه يا نور ‏‏....قلبت ياسر علام عليكي دي وراها حاجه .... ومش أي حاجه كمان .‏

صعدت السيارة وظلت صامته تنظر من نافذة السيارة للطريق ولكن عقلها ‏عالق مع أمها .‏



في منزل زينب جلست علي الأريكة وهي حزينة أتصلت بنور كثيراً ولكن ‏هاتفها لا يزال مغلق, أمسكت الهاتف واتصلت بإيمان, قالت : السلام ‏عليكم ... أزيك يا إيمان يا بنتي . ‏

‏_: عليكم السلام يا طنط ... بخير والحمد لله .‏

‏_: جعلك الله من الحامدين يا حبيبتي .... مشفتيش نور ؟! .‏

‏_: شفتها ... كانت عندي إمبارح باليل .... هو في حاجه حصلت ؟! .‏

‏_: لا يا بنتي مفيش ... أتا بطمن عليها بس ... أصلي بكلمها من إمبارح ‏وتليفونها مقفول .‏

‏_: ما أنتي عارفه نور .... تلاقيها بس نست تشحن التليفون ولا حاجه .‏

‏_: ماشي يا حبيبتي .... معلشى عطلتك .‏

‏_: لا عطله ولا حاجه ....أنا هفضل وراها لحد ما ترد وأطمن حضرتك .‏

أغلقت إيمان الهاتف بعدما ودعتها أتصلت بنور عدت مرات ولكنها لا ‏تجيب, دلف عميل لمكتبها فوضعت الهاتف علي المكتب حتي تنتهي من ‏عملها, ثم تعاود المحاولة من جديد .‏



أما زينب فرن جرز الباب ذهبت مسرعة لتفتح ظنتها نور قبل أن تفأجي ‏بياسر يقف أمامها, ظلت واقفه في صمت حتي قال : هنقف كتير علي الباب ‏يا أم عصام .‏

هزت رأسها نافيه وقالت : أتفضل .‏

دلف للداخل وجس علي الأريكة وهو يضع قدم فوق الأخرى بتعال ‏وكبريا, قالت زينب : تشرب إيه ؟! .‏

‏_: مش جاي أتضايف....أنا هقولك كلمتين وأمشي .‏

قالت وهي تجلس علي المقعد : وأنا سمعاك .‏

‏_: أنتي شكلك معتيش بتخافي علي نفسك خالص .‏

ضحكت وقالت : وأخاف من إيه ومن مين ؟! .‏

‏_: لو أنتي فكره أني هسمح لك تلعبي في دماغ بنتي وتاخديها تحت طوعك ‏تبقي غلطانه يا زينب .... أنا مش هسمح لك بكدا أبداً .... وبنتي أنا ‏عارف إزاي أمنعها من أنها تيجي لك تاني... الدور والباقي عليكِ أنتي ... ‏خافي علي نفسك مني .‏

وقفت وقالت: مش أنا إلي المفروض تخاف يا ياسر وأنت فاهم قصدي ‏كويس .... وأنا وأنت عارفين ليه بتمنع الأولاد يجو ليا.... بس أنا مش ‏هقولهم حاجه دلوقتي .... وأن كنت فاكر أنك قوي فربنا أقوي من الكل ‏وقادر أنو يجمعني بولادي إلي أنت حرمتني منهم ... وخليك فاكر مفيش ‏حاجه بتستخبا العمر كله ... لازم يجي يوم والحقيقة تبان .‏

تركها وغادر المنزل وهو غاضب وكلامها يتردد في ذهنه حتي وصل ‏للمستشفي . جلست علي المقعد بعدما رحل وقد استنتجت الأن ما حدث ‏وسبب أمتناع نور عن الذهاب لها وأيضاً هاتفها المغلق, ولكنها لم تعرف ما ‏حدث بالتفصيل بعد وهذا ما جعلها تقلق علي نور أ كثر, فاتصلت بإيمان ‏مرة أخري وأخبرتها ما حدث مع نور.‏



جلست شيرين علي مكتبها فقالت أسيل صديقتها : لقي قالك إيه ؟! .‏

لم تجيب فتابعت أسل قائلة : يا بنتييي .... أنتي يا ماما .‏

نظرت لها شيرين وقالت: ها أرغي .‏

‏_: بقولك لقي قالك إيه ؟! .‏

قالت بعدما تنهدت : طلب إيدي للجواز تاني .‏

أرتشفت أسيل القليل من قهوتها وقالت: طب وأنتِ قولتي له إيه ؟ .‏

قالت بحزن : وافقت .... وهيجي يقابل ماما باليل .‏

‏_: امممم.... شكلك مش مبسوطة يا شيري .‏

‏_: مش عارفه .... أنا عارفه أن لقي بيحبني بس .‏

قالت أسيل وهي تبتسم: بس إيه يا شيخه حرام عليكِ....حد لاقي حد ‏يحبه اليومين دول .‏

ضحكت شيرين وقالت ساخره: أهو طول ما أنتي هتموتي علي الجواز كدا ‏هتعنسي .‏

ضحكت أسيل وقالت: بعد الشر دا أنا حلوة وزي القمر .‏

ضحكت شيرين وقالت: لما نشوف يا حلوة .‏



في غرفه بأحد الفنادق بالإسكندرية, رن هاتفه ليوقظه من نومه, نظر في ‏هاتفه فوجدها نشوي, رد قائلاً :السلام عليكم ... عاش من سمع صوتك

‏_: عليكم السلام ... كنت فرحان أنت اليومين الي فاتوا إني انشغلت عنك ‏‏.‏

‏_: لا والله وحشني خوفك وقلقك عليا.‏

‏_: بجد .... طب يلا يا أستاذ طمني عملت إيه اليومين دول .‏

قال وهو يبتسم : عندي ليكي خبر حلو جداً , أخبرها بما حدث معه منذ ‏مكالمة الظابط حتي مواجهة هذا النصاب وحتي الأن .‏

قالت نشوي ك الحمد لله يا ياحبيبي حقك رجعلك .... أنت هتنزل مصر صح ‏؟! . ‏

‏_: الحمد لله .... لا هستنا يومين كدا بس علي ما أشوف الموضوع دا ‏هينتهي علي إيه .‏

‏_: طب خلي بالك من نفسك .... وأنا هكلمك أن شاء الله عشان أطمن ‏عليك

‏_: حاضر ... يلا سلام .‏

أغلق الهاتف وذهنه مشغول بالقضية, نظر في الساعة وقال: معقول الساعة ‏‏11 ياه . نهض وأخذ شور, ثم صلي الضحى ونزل من الغرفة ‏



في الجامعة انتهت من شرح المحاضرة وخرجت وجدت إيمان تقترب منها, ‏فأسرعت إليها قائلة: إيمان ! .... بتعملي إيه هنا ؟! ‏

‏_: هكون بعمل إيه جايه أطمن عليكي .‏

رفعت حاجبيها متعجبة وقالت: طب تعالي نقعد في الأوضه وفهميني .‏

ذهبت إيمان خلفها ثم قالت لها حين جلسن ما حدث في الصباح, فقالت ‏نور: معقول بابا راح عند ماما .‏

‏_: أيوه هي مقلتش قالها إيه ... هي بس عايزه تطمن إنك كويسه . ‏

‏_: طب هاتي تليفونك أكلمها وأطمن عليها, أخذت الهاتف من إيمان ‏وخرجت لتتحدث مع إمها بالخارج اعتذرت منها عن عدم زيارتها لها وقالت: ‏أن شاء الله هتتحل من عند ربنا يا ماما. ‏

‏_ : أن شاء الله يا حبيبتي .... المهم خلي بالك من نفسك ومن إياد يا نور ‏‏.‏

‏_: حاضر يا ماما ... خلي بالك من نفسك أنتي كمان.‏

‏_: أديني إيمان أشكرها.‏

دلفت للداخل وأعطت الهاتف لإيمان, أخذته منها قائله : أيوه يا طنط .‏

‏_: خلي بالك من نور يا إيمان .... وحاولي معاها يا بنتي يمكن ربنا يهديها ‏وتقتنع المره دي .‏

فهمت ما تقصده أم نور فقالت: حاضر .... نور في عيني .‏

‏_: تسلمي يا بنتي وربنا يبارك فيكي .‏

أغلقت الهاتف ونظرت لنور قالت: بقولك إيه ما تيجي نتكلم في العربيه ‏أحسن . خرجن من الغرفة وصعدت مع إيمان سيارتها, بعدما طلبت من ‏كامل سائق العائلة أن يتبعهم حين رفض العودة هو وقال أنها تعليمات ‏والدها لا دخل له فيها وأصر علي الاتصال بوالدها ليخبره ما يحدث, فحدثته ‏إيمان وطلبت منه أن يسمح لنور بالذهاب معها قليلاً فوافق . ‏

بمجرد أن صعدت السيارة انهمرت دموعها كانت تشعر أنها في سجن صنعه ‏ياسر علام, سجن يختلف عن الكثير من السجون, قد لا يكون سجن من ‏أربع جدران, ولكنه سجن أُسرت فيه حريتها, ولأجل ماذا؟ لم ترتكب أي ‏خطأ, فقط أرادت البقاء بجوار أمها, الشعور بأنها ليست يتيمة الأم . ‏

‏ قالت إيمان: اهدي يا نور .... بلاش عياط عشان خاطري .... طب إيه ‏رأيك لو تيجي معايا درس القرآن هترتاحي . نظرت نور لملابسه ‏الرسمية فقالت إيمان : هنروح البيت عندي الأول تلبسي حاجه تانية .‏

هزت رأسها في صمت ربما إيمان محقه فهذا أكثر وقت تحتاج فيه للقرآن ‏والتقرب من الله, أهم ما تحتاج إليه ولم يوفره لها أبيها, أهتم بالتعليم ونسي ‏أنهم في حاجة لدينهم أيضاً, ربما لو كانت مع والدتها لكان الأمر أختلف, ربما ‏أصبحت مثل إيمان, مهما قست عليها الدنيا هناك عقيدة ثابته لديها, عقيدة ‏تمدها بالقوه, تلجأ لكلام الله فتجد فيه ما يخفف ألمها ويشفي قلبها ويمدها ‏بالقوة والصبر لإكمال رحلة الحياة .‏

تذكرت كلمات أمها عن الحجاب حين ذكرتها بقول رسول الله ﷺ (إذا بلغت ‏المرأة المحيض لا يظهر منها إلا وجهها وكفيها) وظل يتكرر في ذهنها حتي ‏وصلت لمنزل إيمان .‏

في منزل إيمان أعطتها أحدي عباءتها وطرحة وتركتها تغير ثيابها, ارتدت ‏الملابس ووقفت تنظر لنفسها في المرآة وكلام أمها قبل أن تسافر في ذهنها ‏وكذلك الحديث, دلفت إيمان بعدما طرقت الباب عدة مرات ولم تفتح نور ‏وقفت بجوارها وقالت: تبارك الله .‏

نظرت لها نور وكتمت صرختها فقالت: أنتي محستيش بيا كمان ... سرحانه في ‏إيه .‏

‏_: لا مفيش ... يلا ننزل . ‏

بالطبع لم تكن المرة الأولي التي تسمع بها القرآن، ولكن تلك المره كانت ‏مختلفة, كانت تشعر بأن كلمات القرآن تلامس قلبها وكأنها حديثة الإسلام, ‏كانت تشعر بأنه دواء يشفي جروح قلبها العليل, فكانت تعد أول مرة تسمع ‏فيها القرآن بقلبها .‏

بعدما أنهو وخرجن سوياً كانت صامته حتي تذكرت إيمان شيء فقالت : اه ‏من الحق نسيت أسالك .... صليتي الاستخارة .‏

هزت رأسها بحزن وقالت: لا .... بيتهيقلي أن الموضوع أنتهي لحد ‏كدا...مبقتش هتفرق صليتها أو لا .‏

نظرت لها إيمان وقالت: نور متيسأش من رحمة الله .... ربنا قادر يجمعكم ‏أينما شاء وقتما شاء ....هو بس عمي ياسر يهدأ وأن شاء الله كل حاجه ‏ترجع زي الأول وأحسن .... وإياد لازم يعرف الحقيقة أنتي دوقتي طعم اليتم ‏وحساه .... مينفعش تخلي إياد يعاني من نفس الشئ وخصوصاً أن حالة إياد ‏أصعب .... علي الأقل أنتي وعصام كنتوا عارفين أنها عايشه وكنتوا عايشين ‏علي أمل أنكون تشوفوها في يوم .... لكن هو يحرام فاكرها ميته. ‏

هزت رأسها إيجاباً وقالت: معاكي حق .‏

‏_: روحي صلي استخاره .... وأوعي تخلي الشطان يتمكن منك ماشي .‏

ابتسمت نور وقالت: حاضر .‏
في المساء في منزل سارة فتحت والدتها الباب فوجدت شاب يحمل باقة من ‏الورد, طلب منها أن تنادي الأنسه سارة ... خرجت سارة وأخت منه ‏الباقه ومضت باستلامها, ثم أوصدت الباب, رأت الكارت وقرأت ما به ‏‏(حبيبتي سارة ... أنا مستنيكي في أخر مكان أتقابلنا فيه .... عصام)‏

دلفت لغرفتها دون التحدث مع أحد, فكرت قليلاً وهي تسترجع كلمات نور, ‏ثم نهضت وارتدت ملابسها وخرجت . حين وصلت وجلست أمامه لم تكن ‏سارة ذات الابتسامة الدائمة بسبب او بدون سبب, لم يكن وجهها بالنضارة ‏ذاتها التي كان عليها منذ أخر لقاء.... ملاءه الشحوب .‏

نظرت حولها لهذا المكان الخالي لا يوجد احد سواهم وبعض العمال, ثم نظرت ‏له تنتظر أن يبدأ كلامه, بعد قليل من الصمت قال: أنا زعلتك في المكان ‏ده .... وعايز برضوا أصالحك وأفرحك في المكان ده ... انا غلطت في حقك ‏بس نفسي تسامحيني .... وعندي أحساس كبير أنك هتسامحيني صح .... ‏صدقيني يا سارة القرار دا كان صعب عليا زيك بالظبط ويمكن اكتر شوية ‏‏.... أنا محبتش في حياتي قدك ولا حسيت بطعم الحياة إلا معاكي .‏

‏_: ولما أنت شايفني كدا وشايف انا حياتك من غيري ضلمه ليه أخترت ‏أننا نبعد ... ليه عملت فينا كدا .‏

‏_: غلطت ... غلطت يا سارة... كنت فاكر أن القرار دا أحسن لينا أحنا ‏الأتنين .... بس أكتشفت أنو أكبر غلطه غلطها في حياتي .‏

ظلت صامته فشعر بالقلق وظل ينظر لها علي أمل أن تقول أنها سامحته ‏ولكن صمتها طال لدقائق فقال: مسامحني ؟! . ‏

أومأت برأسها إيجاباً فقال عصام بحماس: إحنا مش هنستنا اكتر من كدا ‏‏.... إيه رأيك لو أجي لوالدك بكرا ونحدد الفرح الأسبوع ده .‏

فكرت قليلاً, ثم ابتسمت وأومأت له بالموافقة, أبتسم وأكملوا سهرتهم ‏وتناولوا العشاء .‏

في غرفة عصمت كانت تتحدث مع أختها في الهاتف قالت: متقلقيش كل ‏حاجه ماشيه زي ما خططنا بالظبط .... بس أنتي خلي شريف يتنحنح ‏شوية ويشغل البت .‏

‏_: كل ما أكلمه في الموضوع دا يتضايق ويقولي خليها بمزاجها وافقت وافقت ‏موافقتش خلاص الجواز قسمه ونصيب .‏

‏_: وهي هتحس بيه أزاي وهي ولا بتشوفه ولا هو بيحاول يقرب ليها .... ‏سيبيلي أنا الموضوع دا وأنا هكلمه ... يلا أقفلي لحسن ياسر شكله جه . ‏

أغلقت الهاتف وجلست علي المقعد أمام المرآة تمشط شعرها, دلف ياسر, ‏فوضعت المشط من يدها ووقفت قائلة وهي تبتسم وتستقبله بوجه بشوش ‏علي غير عادتها: أحضرلك الأكل .‏

‏_: دا إيه الهنا والرضا دا كله ... أول مره أدخل الأوضه متقابلينيش بكلام ‏يسم البدن ويسد النفس .‏

‏_: يعني انا كلامي يسد النفس .‏

قال في ضيق ولهجة ساخرة: لاا إزاي حشا لله .... دا أنتي لسانك بينقط ‏سكر .‏

قالت بغضب وهي تفتح الباب: أنا نازله أجيبلك الأكل . خرجت من الغرفه ‏فقال بضيق : نسوان نكد وتقصف العمر .‏
  جلست ملك علي الفراش تفكر في هذا السجن ومتي سينتيهي حكم ياسر ‏علام عليها ؟! , نهضت وتوضأت, ثم صلة صلاة الاستخارة وغطت في ‏ثبات عميق .‏

فهل سينتهي حكم ياسر علام عليها ؟ أم أنه حكم مؤبد ؟ .
يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اوتار حاده) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent