Ads by Google X

رواية الحب لا يكفي الفصل التاسع عشر 19 - بقلم قسمة الشبيني

الصفحة الرئيسية

    رواية الحب لا يكفي كاملة بقلم قسمة الشبيني


رواية الحب لا يكفي الفصل التاسع عشر 19

ربما تكون تلك الجملة التى عبرت شفتى الطبيب هى أكثر ما تمنت سماعه منذ دخلت لهذا المكان أول مرة، طال انتظارها لكنه كان انتظاراً مثمرا فقد تمكنت من البوح بكل ما يكنه صدرها وتحدثت عن أحداث بحياتها لم يعلم بها سواها وربما كان هذا حافزاً لقلبها ليصفو ويمنح روحها بعض السكينة التى طالما بحثت عنها ولم تعثر عليها، لم تكن تعلم أن ما تحتاجه هو بالمكان الذي تهرب منه، ومع الشخص الذى فرضت على عقلها استصغاره واحتقاره فقط لتتمرد.
انتفض الجميع وقوفاً مع هذه البشرى العظيمة التى أثلجت القلوب ليتساءل صبرى بلهفة 
_ بجد يا دكتور عثمان خلاص هيرجع لنا؟
اهتزت البشاشة التى زينت وجه الطبيب وهو يقول موضحاً
_ الحقيقة مااقدرش اقول دلوقتى أن اللى هيرجع هو عثمان نفسه اللى انتو تعرفوه لكن بردو لازم تكونوا مستعدين لتقبله بأي حالة ولما يفوق تماماً ونقيم حالته هنقدر نحط الخطوط العريضة.
عاد الوجوم يسيطر على الوجوه لكنها نفضت هذا الحزن الذى يفرض نفسه بعد هذا الخبر فقد تمنت رؤيته ينظر لها فقط وسيفعل ويمكن لأي شيء أن يتغير لاحقاً هى بالفعل لا ترغب حاليا سوى بعودته لذا حاولت أن تحافظ على ابتسامتها وهى تتلمس ذراع عمها الذى تملكت منه صدمته
_ المهم أنه هيرجع يحس بينا وأحنا معاه لحد ما يرجع زى ما كان عثمان اللى إحنا نعرفه.
اومأ صبرى مؤيداً كلامها مع عجزه عن النطق بينما تراجع الطبيب للغرفة فلابد من متابعة حثيثة لحالة عثمان .
مر عدة ساعات ولم يظهر الطبيب مرة أخرى مما منح الظنون سبيلا لنهش القلوب .
كانت هالة فى أضعف حالاتها لذا أتجه صبرى ليجلس بالقرب منها لتتمسك بذراعه بلهفة نبأت بحاجتها الشديدة لدعمه ، ربت فوق كفها المتمسك به محاولا نزعها من الفزع المسيطر عليها لكنها ترجف فعليا، جذب ذراعها ليدسه بصدره بصمت تمام لا يمكن لأي منهما اختراقه.
نهضت هنية لتجلس بالقرب من سهى وتنظر لها بترقب تجاهلته تماماً وعينيها متعلقة بالباب لتتساءل هنية
_ خايفة عليه بجد؟
التفتت لها سهى وعينيها تنهرها بقوة وكأنها غير مسموح لها أن تتحدث إليها لكن هنية تابعت 
_ عرفتى انى كنت عاوزة مصلحتك واخترت لك راجل يصونك؟
تهكمت ملامح سهى وهى تستنكر ما تتفوه به هنية وهى تنظر أرضاً قبل أن تقول 
_ المشكلة مش انك اخترت صح ولا غلط، المهم انك عاوزة تتحكمى فينا، تحركى قلوبنا وعقولنا زى ما يعجبك انت، لما تحكمى نبعد تنفذ ولما تحكمى نقرب ننفذ، مايفرقش معاك إذا كنا حاسين بالاجبار ولا مرتاحين، انا وعثمان كان ممكن حكايتنا تمشى أسهل من كده بكتير لو سبتينا زى ما كنا 
اعترضت هنية على طريقة ابنتها في التفكير
_ انا كنت خايفة عليكم وده من حقى 
_ من حقك تخافى علينا فعلا بس مش من حقك تكرهينا علشان احنا بنات وتفضلى عثمان لأنه ولد، كنت خايفة من مين على التانى يا ماما؟ خايفة عليا عثمان يأذينى ولا خايفة عليه أنا اوجعه؟ 
صمت تام من هنية وكأنها تجرى محادثة داخلية قبل أن تتحدث بتيه واضح 
_ انا مش بكرهك يا سهى انا كنت خايفة عليكى من الدنيا ومن الناس، انت بنت سهل اي حد يلعب بعقلك ومشاعرك ويضحك عليك ، سهل تجيبى لنا مصيبة وابوكى ماكنش هيتحمل، طول عمره شايفك كبيرة وفوق الناس، دلعه ليكى هو اللى وصلك لكده
صمتت سهى أيضا تحاول التعامل مع رؤية أمها لها بهذا الضعف الذى جعلتها عليه، لطالما وضعتها في صراعا داخليا بين رؤية أبيها لها ورؤيتها هى لها، تعلم أنها لم ترض عنها أبدا وكان عدم رضاها سببا أساسياً في زعزعة ثقتها بنفسها وفى نفس الوقت كانت تولي كل الثقة لعثمان ولولا أنها عاشت طفولتها قرب عثمان ورأت حقيقة قلبه ما تمكنت من ايذاءه بهذه القوة وما حملت له سوى كراهية مطلقة لكن عليها أن تعترف أنه غير مسئول عن أخطاء أمها معها 
_ كان أسهل نبقى أصحاب وتقربى منى، كان أسهل تدينى حق الاختيار وتعلمينى اختار صح بدل ما تستنى انى اغلط تعرفى لولا بابا الله يرحمه كان شايفنى زى ما قولتى كان زمانى ضايعة اكتر من كده بكتير، انا مش هلومك تانى لأن محدش بيغير أفكاره لكن كمان اتعلمت مااحملش حد حمل غيره علشان كده انا بشكرك انك اجبرتينى اتجوز عثمان مش لأن ده قرار صح لكن لأن عثمان راجل صح انا اللى وحشة مش هو وانا وحشة لانك شيفانى كده، فكرى فى كل حاجة غلط انا عملتها كويس وهتعرفى انى كنت بس بعاند فيكى انت وفى الصورة اللى انت رسماها ليا.
نهضت بتثاقل بعد أن أفرغت مكنون الألم الذى لم تتخيل أن تواجه أمها به يوما، لطالما رأت نظرة عينيها التى تلمع حبا بمجرد النظر إلى عثمان وكانت هذه النظرة تحرق قلبها فهى ابنتها لا تحظى بها، لطالما رأت ذراعيها متلهفين لضم عثمان بينما هى ابنتها بعيدة عن مرمى صدرها بالكامل، تحمد الله على وجود أبيها ومحبته وعطفه وكم هى نادمة على عدم القرب منه حد الالتصاق لكان هذا أفضل وأكرم من البحث عن المحبة خارج المنزل حتى أوقعت نفسها في شرك محسن الذى اوهمها باهتمام ظاهرى .
جلست قرب الباب فى مواجهة أمها لكنها لا تنظر نحوها ليعود الصمت يخيم عليهم ويكتفى كل منهم بالصخب الذى يدور داخله وحده .
مر بعض الوقت وأخيراً ظهر الطبيب يتبعه فراش عثمان الذى تدور عينيه بلهفة محملة بالفزع الذى لا يختلف كثيرا عن الفزع المتملك من نظراتهم وهم يلحقون بالفراش ، دارت عينيه تحصى ابتسامات محملة بالدموع موجهة إليه حتى استقرت عينيه على سهى وهى تتبع الفراش ليلتقى حاجبيه بإنعقاد شديد وكأنه لا يتعرف عليها.
أسرعت خطاها لتتجاوز أمها وتقترب منه متسائلة
_ عثمان حاسس بإيه؟ 
نظر لها بنفس الحدة ولم يجب لكنها لم تيأس مع عجزها عن طمر اختناق الدموع وهى تتساءل 
_ عثمان انت زعلان مني؟
لم يمهله الوقت ليجيب فقد وصل الفراش للغرفة ليجتمع العاملين بالمشفى لنقله عنه إلى الفراش بالغرفة وتقف هى بعيدا تراقب ألمه بينما اقتربت أمه بلهفة 
_ حمد الله على السلامة يا عثمان
_ الله يسلمك يا ماما ماتخافيش انا كويس 
اتسعت ابتسامة هالة بمجرد أن سمعت صوت ابنها واستبشر قلبها خيرا بعودته للحياة فها هو أمامها حقا لازالت إصاباته متعددة لكنه يعود إليها.
أشار الطبيب لصبرى الذى تفقد عثمان بنظراته قبل أن يتبع الطبيب للخارج .
نظرت سهى إلى أمها لترى تلك اللمعة بعينيها وهى تقترب لتجلس بطرف الفراش 
_ كده يا عثمان كنا هنموت من الخوف يا حبيبي
_ الحمدلله يا خالتى قدر ولطف 
اشتعلت نظرات سهى كرها وهى ترى امها تعود لتولى عثمان كل اهتمامها وتتجاهل وجودها وكأن ما واجهتها به لا يمثل لها مثقال ذرة، ترى هل هي بهذه القسوة بالفعل؟ 
اتجهت هالة نحو سهى تحاول تدارك خطأ هنية كالعادة 
_ واقفة بعيد ليه يا سهى؟ تعالى يا حبيبتي جمب جوزك 
التفت لها عثمان بفزع 
_ جوز مين؟ مين بتقولى إيه يا ماما؟
ساد الارتباك ملامح الجميع وهالة تنظر نحو عثمان 
_ سهى مراتك يا عثمان !
انتفض محاولا الجلوس 
_ مرات مين؟ انت بتهزرى يا ماما؟ بابا راح فين؟ وعمى فين؟ 
اتسعت الأعين مع الحدة التى سيطرت على عثمان بينما تقدمت منه سهى بترقب 
_ انت ناسى أننا اتجوزنا ؟
تشكك نظراته لها أوحى بما يعانيه لكنها تابعت التقدم وقبل أن تتابع الحديث اقتحم صبرى الباب 
_ سهى تعالى عاوزك 
اتجهت الأنظار نحو صبرى وهو يتقدم ليسحب سهى للخلف تحت نظرات عثمان الذى يبدو للجميع شخصا أخر
تبعت عمها للخارج لتقف أمامه مغمضة العينين تحاول اخفاء رغبتها الملحة فى البكاء ليقول صبرى 
_ الدكتور بيقول عثمان ناسى أحداث كتير من الفترة الأخيرة فى حياته والمفروض ننقل له الأحداث دى بالتدريج علشان مايحصلش صدمة  
_ نسينى يا عمى 
قاطعته بأسى عجز أمامه صبرى لتفتح عينيها دفعة واحدة وتنظر نحوه
_ بس ده مايغيرش الحقيقة، انا هفضل مراته حتى لو نسى ده بس المشكلة أنه بيسأل عن بابا 
دارت عينا صبرى وهو لا يجد سبيلا للخروج من هذه الورطة بينما اتجهت هى نحو الغرفة مرة أخرى لتسمع صوته بلهجة حادة متسائلة 
_ محدش عاوز يقولى عمى فين ليه؟
_ بابا راح عمره ومايعرفش اللى حصل 
اتجهت لها عينيه فهى تعلم أنه كان مقربا من أبيها بشدة وخبر موته في هذا التوقيت قد يعيده لتلك الغرفة لذا حاولت المحافظة على ثباتها الظاهرى وهو يفحص هذا الثبات بترقب قبل أن يتساءل 
_ هيرجع امته؟
توقعت أن يتساءل لذا أجابت بنفس الثبات 
_ هيقعد للحج مش هيرجع دلوقتى
تنهد وهو يغمض عينيه معيدا رأسه للخلف قبل أن يهمهم بصوت مسموع ينبأ بارتياح لما أخبرته به
_ احسن مااحبش عمى يشوفنى كده 
نظرت إلى عمها الذى اقترب فورا منها يدعمها بعد أن رأى تراجع شجاعتها وثباتها ، احاطها بذراعه فليست هذه الكذبة بهينة عليها ، استندت إلى ذراع عمها تخفى وجهها بصدره هامسة
_ مش قادرة يا عمى قلبى بيتقطع 
_ معلش يا سهى بس كان لازم نخبى عليه لحد ما يستقر ولما نقوله الحقيقة اكيد هيقدر خوفنا عليه 
تعلم أن الثقة بينهما مهزوزة بما يكفى ويمكنه أن يضيف هذا الكذب إلى قائمة اخطاءها لينفر قلبه منها بشكل أكبر وهى لم تعد تقوى على هذا النفور .
_ هو احنا اتجوزنا امته ؟
استعادها صوته المتساءل من تخبط أفكارها ليربت عمها فوق كتفها ويتجها نحو فراشه وهو يجيب عنها 
_ اتجوزتوا من شهر وشوية معلش بكرة تفتكر كل حاجة الدكتور بيقول وضع مؤقت بلاش ترهق نفسك
_ دماغى يا بابا! وجع جامد اوي
لامست جبهته بحكم ما اعتادت عليه أثناء الغيبوبة لكنه انتفض لتلك اللمسة بينما ابتسمت بثقة 
_ غمض عينيك وحاول ترتاح واحنا هنا ماتقلقش
نظر لها بدهشة ممزوجة بترقبه لكنه انصاع لما طلبته منه واغمض عينيه دون أن يخفى توتره وارتباكه وتشنج بدنه كاملاً .
تقابلت النظرات بمجرد أن اغمض عينيه ليشير صبرى لزوجته ولهنيه أن تتبعاه للخارج بينما جلست سهى ليفتح عينيه وينظر لها بدهشة ويرخى جفنيه معلنا انتصار ارهاقه على وعيه .
.......
وقفت هالة وهنية أمام صبرى الذى شرح لهما ما أخبره به الطبيب لكن كيف لهم أن يتابعوا إخفاء الحقيقة؟
سيعلم بمجرد أن يرى الصغيرتين أو يزوره أي شخص
_ هنعمل ايه يا صبرى؟
_ مش عارف يا هالة عموما الدكتور هيعمل فحوصات واشعات على المخ ويرجع يفهمنى اكتر انا مش عارف هنعمل ايه ولا عارف أي حاجة واللى قالته سهى ده انقذنا من الحيرة على الأقل مش هيسأل تانى قريب 
_ المهم أنه فاق يا هالة وعثمان راجل مايتخافش عليه من الوجع مجرد ما يستقر نقوله الحقيقة
نظر صبرى لهنية بانفعال واضح ورفض لأي تصرف 
_ مش هنقول ولا نعمل أي حاجة من غير ما نرجع للدكتور كفاية أنه عرف حكاية جوازه من سهى دى لوحدها صدمة 
_ ليه هو عثمان ماكنش عاوز يتجوز سهى؟
تردد سؤال هنية ليصمت صبرى وتتوتر هالة لكن صبرى لم يخش الحقيقة 
_ هتفرق معاك يا بنت عمى؟ 
وكأنه يصفعها بقوة وظهر جليا اهتزاز عينيها فصبرى للمرة الثانية منذ وفاة زوجها يواجهها بحقيقة رؤيته لها .
ابتعدت عنهما لتلحق بها هالة 
_ هنية ماتزعليش صبرى مايقصدش 
اومأت بلا اقتناع وتابعت بعدها لتجلس بالقرب من الغرفة تلتقط أنفاسها التى تشعر أن صدرها يضيق بها.
عادت هالة إلى صبرى تعاتبه برفق 
_ ليه كده يا صبرى؟
اتجهت عينا صبرى إلى هنية وهو يتحدث بقوة 
_ اللى كان بيحصل وخيرى عايش ماينفعش يحصل دلوقتى، الله يرحمه كان بيشيل بدالها ويغطى عليها ولازم تفهم أن خيرى راح وتتحمل نتيجة اللى عملته فى بناتها صحيح اللى كانت بتفضله عليهم يبقى ابنى بس هو كمان انضر واتوجع بسبب معاملتها ليهم. اختك محتاجة تلحق نفسها يا هالة قبل ما تخسر بنتها الصغيرة كمان ومفيش خيرى دلوقتى يلحق اللى بتعمله .
ابتعد صبرى بحدة لتتنهد هالة ، لم تكن تصرفات هنية تخفى على أي منهم لكن وجود خيرى مراقبا لها كان يعمل على تقليل الضرر الناتج عن اخطاءها، فماذا سيحدث بعد رحيله؟
ربما يكون زوجها محقا! 
لقد حظت سهى برعاية أبيها كما أن وجود عثمان كزوج مستقبلى لها ساهم في تحديد أخطاء هنية فماذا عن سارة؟ 
تحتاج الصغيرة إلى نسخة أخرى من هنية وتحتاج هنية لكثير من التغيير لتصل لهذه النسخة .
.............
ظلت تنظر إلى ملامحه المسترخية بعد أن تمكنت منه غفوة سحبته من الواقع مرة أخرى، دارت حول الفراش لتجلس بالقرب من ذراعه السليم قبل أن تقترب ببطء حتى استراح رأسها فوق صدره، شعرت برتابة أنفاسه التى تخبرها أنه لا يشعر بقربها لكنها لا تهتم يكفى أنه بالقرب . تسلل ذراعها خيفة يحيط خصره لتلامس جرحا دون تعمد لكن الألم كان كافياً لإخراجه من سكونه .
شعر بثقل فوق صدره ليفتح عينيه وينظر إليها دون أن يتحرك ، لازالت الدهشة مسيطرة على نظراته وهو يعجز عن تفسير تصرفاتها تجاهه ، عاد يغمض عينيه محاولا السيطرة على الألم الذى يتسبب به قربها بهذه الطريقة من جروحه التى لم تشف لكنه إعتاد طيلة عمره أن يتحمل بعض الألم لأجل سهى لذا لا يتعجب أن يفعل وهو بهذا الضعف خاصة وأنها زوجته في الوقت الحالي حقا لا يعلم مصير هذا الزواج ولا الوقت الذى سيمكنه من الصمود لكنها تظل زوجته وتظل أيضا سهى التى لم يكن حبه لها كافيا ابدا ليقترب منها، الرفض الذى تصرخ به عينيها كان كافيا لوأد أي إحساس ينشق عنه صدره الذى تتوسده الأن بعد أن فقد أهم ذكريات قربه منها وكم هذا محزن لأجله.
.............
استيقظت وفاء فى الصباح التالي تعانى من صداع شديد فهى لم تحظ بنوم مريح ولا هادئ بل ظلت الكوابيس تحاصرها لتعاودها انتفاضات الفزع من وقت لآخر.
غادرت الغرفة باكراً فهى تحتاج لرؤية أمها بعد أحداث أمس وكانت سميحة بالفعل تجلس تتناول شطيرة بشرود لتقترب منها محاولة اخفاء ما تعانيه
_ صباح الفل يا ست ماما 
أفاقت سميحة لتنظر نحوها وتحاول أيضاً اخفاء ما يؤلمها
_ انا فكرتك مش هتصحى دلوقتى
_ عاوزة انزل عندى مقابلة جديدة بس لما اصحى الأول اصلى سايبة دماغى نايمة 
ضحكت سميحة وهى تقدم لها كوب الشاى الذى أعدته لنفسها برحابة فتتقبله وفاء وتتظاهر كل منهما أن الحياة مستمرة كما كانت وأن زيارة عزيز لم تعكر صفو أي منهما .
google-playkhamsatmostaqltradent