رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية بقلم سندريلا انوش
رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية الفصل الحادي عشر 11
فتقدم عزيز وهو يقول بسخريه:كدا يا هيثم تيجي تشوف ابوك اللي مات ومتسلمش علي اخوك الصغير اللي عايش..دا حتي بيقولوا ان الحي ابقي من الميت..مش كدا ولا اي يااا..يااا اخويا.
فابتسم هيثم قائلاً:مش لما يكون الحي دا مش واكل لحمه!
فتبدلت معالم وجه عزيز وقال بصياح:اقبضوا عليهم كلهم.
وهنا رفع هيثم يده لاعلي باستسلام ثم تراجع للخلف وتلك البسمه الماكره اعلي ثغره حتي اصبح بجوار احدى شموع الزينه ثم جذبها بقوه ليفتح باب وركض بداخله وخلفه الباقي..
ثم اغلق الباب بقوه وركضوا في ذلك الممر الطويل..
فصاح عزيز بقوه وجبروت قائلاً:ميطلعش عااايش من القصررررر.
فركض الحراس في كل مكان بينما عند هيثم فقد قطعوا شوطاً كبيراً في ذلك الممر حتي خرجوا الي الحديقه الخلفيه التي تطلع علي منحدر صخري في قاعه البحر..
فنظر هيثم خلفه وهو يلتقط انفاسه ثم نظر امامه فوجد احد اصدقائه المقريب يركض اليه واحضتنه قائلاً:هيثم مش مصدق نفسي انت هنا بجد.
فبادله هيثم العناق وقال:وحشتني يا ساجد..ولكن قاطعه ساجد قائلاً:اخوك مبهدلنا يا هيثم.
فربت علي ظهره ولكن صوت اطلاق النار عليهم أتى من الخلف فجذب هيثم صديقه وركض الي المنحدر حتي كاد الجميع ان يسقط..
عدي بقوه وجديه:مفيش حل لازم ننطط حالا.
فارداف يوسف بصراخ:انت مجنون ياعم ولا دماغك مطرشجه! انت عارف الصخور اللي تحت دي عامله ازاااي..دي انيل من السكاكين.
فهدر قاسم بهم قائلاً:عدي معاه حق مفيش ح...فقاطعه قفز انور الي الاسفل وعندما كاد ان يقع علي تلك الصخور دفع جسده باتجاه المياه..
وهنا نظر عدي الي يوسف بكل بردو ثم قفز الي الاسفل وهنا سمعوا صوت نباح الكلاب من خلفهم..
فقفز يوسف بهلع في المياه وتبقي قاسم وهيثم وساجد..
فظهر عزيز مع رجاله وهو يقول بسخريه:نهاية المطاف يا هيثم.
فبادله هيثم تلك الابتسامه الواثقه وقال:تبقي غلطان يا عزيز.
ثم سحب ساجد وقاسم وقفز ولكن نالت الكلاب من قدم قاسم وسببت جرح كبير في قدمه..
وفي اثناء سقوطهم اطلق عزيز طلاقات من مسدسه عليهم فأصاب هيثم في ذراعه..اما عن ساجد فكان نصيبه تلك الطلقه التي اخترقت منتصف ظهره..
وسقطوا جميعهم فالماء..فنظر عزيز الي رجاله قائلاً بعدما مد يده ومنع احد الرجال من القفز:سيبهم..لو مامتوش من الصخور فهيموتوا من اسماك القرش.
في مصر..
كانت روز تجلس في احد المطاعم وبجانبها مهند يقف برسميه..
فقالت باحترام:اقعد يا مهند متباقش شبه عمود السواري كدا.
فحمحم بحرج قائلاً:انا مرتاح كدا افضل..وبعدين لازم عيني تبقي في وسط راسي.
فابتسمت بلطف قائله:ياعم اقعد بقي الاه! ولا خايف تقع في حبي الذي لا يقاوم؟!
فضحك بخفوت قائلاً:مش مهند رئال اللي يقع في حب واحده غير الاء.
فعكفت حاجبيها بتعجب قائله:الاء مين؟؟
فابتسم بحزن قائلاً:واحده عشقتها من زمان بس القدر فرقنا عن بعض.
فنظرت بترقب قائله بفضول:عشقتها كمان..لالا انت تقعد وتحكيلي دا لو مش هيضايقك يعني.
فابتسم بلهفه وكأنه انتظر ذلك الطلب منذ زمن ثم جلس قائلاً:لالا عادي..عاوزه تعرفي اي بالظبط.
فتناولت روز قطعه من المربى قائله:يعني اتقابلتوا ازاي؟! كدا يعني.
فتنحنح بصوت رجولي قائلاً:الموضوع بدء لما كنت داخل مطعم عشان اتغدي فيه..فعيني وقعت علي ملاك قاعد..مشغلتش بالي في الاول وغضيت بصري..بس عمري مانسي احساس قلبي ساعتها..وفاجئه لاقيت واحد دخل وقعد قصادها وكان باين انه خطيبها.
ثم تنهد بقوه قائلاً:فطلبت اكلي وقعدت ابص من الشباك علي منظر البحر وحاولت اشغل بالي باي حاجه خاصتا بعدما لاقيتها مخطوبه..بس فاجئه لاقيتها قامت وقفت بقت تزعج وخلعت دبلتها ورمتها في وشه..راح التاني ضربها بالقلم.
ثم ابتسم وهو يقول:وهنا بقي محستش بنفسي غير والناس بتقولي سيبه حرام عليك دا مات في ايدك..روحت راميه علي الارض وبصتلها..اول ما جات عيني في عينها جسمي اتكهرب..وابتسمت بتوتر ومشيت من غير كلام .
ثم نظر الي خاتمه قائلاً:بعدها شوفتها صدفه فالمول لاقيتها جات شكرتني ومن هنا بدءنا نقرب لبعض..ثم تحولت نبرة صوته الي الحزن قائلاً:اتخطبنا وبعدها كتبنا كتابنا..كنت تقريبا اسعد اتنين علي وجه الارض..عمرنا ما اتعاركنا ولا نيمتها زعلانه مني بالرغم انها اللي بتبقي غلطانه بس ماكنتش بتهون عليا.
ثم صمت واخذ يتفحص خاتمه فقالت روز بنبره حزينه:اومال سيبتم بعض لي؟!
فرفع عيناه المحتقنه وقال برعشه:قبل فرحنا بأسبوع اختفت..اتصلت بيها محدش رد..روحتلها البيت اهلها قالولي مرجعتش من ساعة ما كانت معاك امبارح بليل.
ثم تابع بصوت متجلجل:بقيت شبه المجنون..عدا يوم اتنين دخلت في شهر واتنين لحد ما مرت خمس شهور وانا معرفش عنها حاجه..لغاية ما لاقيت الشرطه دخلت عليا البيت اللي كنت هتجوز فيه انا وهي وقالتلي تعال معانا للمشرحه للتعرف علي الجثه..لانهم لاقوا جثه في نفس الموصفات بتاعت الاء.
ثم مسح علي شعره وهو يكمل:نزلت معاهم وانا من جوايا حاسس انها هي..بل متأكد احساس جالي مره واحده..لحد ما لاقيت نفسي قصاد الجثه..واول ما رفعوا الغطا عن وشها.....ثم مسح وجهه برعشه طفيفه في يده:انت عارفه.. عارفه احساس انك تبقي مصدوم ونفسك تكون في حلم..عشان متفوقش علي كابوس زي دا.
ثم حاول تنظيم انفاسه قائلاً:اهو هو دا كان احساسي لما شوفتها..كان وشها بهتان وجلدها مكرمش اكنها قعدت فتره طويله فالمايه..ساعتها جالي انهيار عصبي بقيت احضن فيها زي العيل الصغير واقولها متسبنيش يا الاء..قومي معايا جبتلك المكتبه اللي كان نفسك فيها.
ثم انهار في البكاء امام روز بطريقه هستريه ثم اكمل قائلاً:فوقت تاني يوم وانا بتمني انه يكون حلم.. ثم هز رأسه بالنفي وهو يتمالك شهقاته قائلاً:بس ماكنش حلم يا روز ماكنش حلم.
فربت روز علي ظهره ثم اعطته عصيرها الخاص قائله:طب اشرب العصير دا وهدي اعصابك انا والله ما كنت اقصد افكرك انا اسفه بجد يا مهند.
فتناول من يدها ذلك العصير قائلاً:وهوبنسي عشان افتكر يا روز..المشهد لما رفع الغطا عن وشها بيتكرر فاليوم الف مره..ثم مسح وجهه قائلاً:صحيت تاني يوم وكلمت الدكتور قالي ان الشرطة لاقوها مرميه فالبحر..وكانت...كانت حامل في بداية الخامس...
فشهقت روز بصدمه قائله:ازاي؟!
فهز راسه بالتأكيد قائلاً:هي كانت مراتي علي سنة الله ورسوله بس ملمستهاش..ولما الشرطة شكت فيا اخدت عينه مني وقارونها مع الDNA بتاعت الطفل فطلعت سالب.
ثم ارتشف قليلاً من العصير وقال:ساعتها شكيت في خطيبها القديم وقدمت بلاغ..وقبضوا عليه وعملوا نفس التحاليل وطلعت سالب..ساعتها المحضر اتقفل ضد مجهول..وحق الاء راح..من يومها وانا مكسبتش..ولا هلاقي في جمالها الطبيعي ولا رقتها وحنانها.
تاثرت روز بقوه علي تلك القصه المؤثره المؤلمه..فقال مهند:اخدت عهد علي نفسي لا هحب ولا اتجوز لاخر نفس فيا..وان كان ليا نصيب ادخل الجنه..فهطلبها من الحور عين ليا هناك.
فابتسمت روز علي ذلك العاشق المتيم الصادق في مشاعره وربتت علي ظهره قائله:هي في مكان احسن وربنا يحتسبها شهيده عنده..باذن الله ادعلها بس كتير لان الميت بيحتاج دعاء.
فهز رأسه بالموافقه ثم قال لتخفيف الحزن:شوفتي شربت عصيرتك.
فابتسمت روز قائله:بالهنا وشفا هجيب اتنين كمان واحد ليا والتاني ليك.
عند منصور..
خميس بصياح:يعني هتسافر قد اي؟!
منصور وهو يجهز حقيبته:الله اعلم..خلال الاسبوع دا هكون مسافر باذن الله.
ثم نظر الي ابيه وقال:عشان ترتاح من خلقتي والعار اللي جبتهولك يا حج خميس.
عند هيثم..
فتح عيناه وهو يشعر بصداع يكاد ان يفتك برأسه ثم حرك اهدابه بعنف..لينتفض من مكانه بذعر عندما تذكر..فصرخ ألما من ذراعه..فوجد ايهم ينحني اليه قائلاً:حمدلله علي سلامة جلالتك.
فنظر هيثم حوله وجد نفسه علي متن يخت فقال بتعجب:ايهم!
فابتسم قائلاً:طلبات سيادك.
فتسأل قائلا:انت بتعمل اي هنا.
فساعده ايهم علي النهوض وقال:قاسم كان مبلغني انه احتمال كبير انكم لو اتحاصرتم هتقعوا فالبحر او تجروا علي المدينه..بس كنت مراقب من اعلي البرج ولاقتكم عند المنحدر دا..فنزلت بسرعه وركبت اليخت وانقذتكم.
فتحرك هيثم وهو يجز اسنانه قائلاً:يعني كلهم بخير!
فتغيرت ملامح ايهم قائلاً:ااا..ااا اه كلهم بس بس ساجد...
فنظر اليه هيثم بتشفي وانقبض قلبه..
اقتحم هيثم الغرفة التي بها ساجد ثم سقط علي الارض وهو يحضتن جثة صديقه الذي قتل بأي ذنباً هو!!
ثم صرخ صرخة واحده اهتز لها عرض البحر قائلاً بندم وحزن:لا يا ساجد لا فووق يا ساجد فوووق يا ساجاااااااااااااااااااااد....
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حارسي الشخصي مجهول الهوية) اسم الرواية