Ads by Google X

رواية قدري المر الفصل العاشر 10 - بقلم سارة فتحي

الصفحة الرئيسية

   رواية قدري المر كاملة بقلم سارة فتحي عبر مدونة دليل الروايات


  رواية قدري المر الفصل العاشر 10


بعد مرور شهرين


وقد حان موعد ولادة نورهان فقد اراد أن يقفز الجنين

للحياة فى أول ساعات فى يومها الأول فى الشهر التاسع

كان يقطع الرواق أيابًا وذهابًا حتى خرج الطبيب وهو

يزيح كمامته بعملية هاتفًا


-مبروك المدام قامت بالسلامة هى والبيبى دلوقتى هم

هيطلعوها


نزلت دموع مروان والممرضة تقترب منه لتعطيه المولود فهمس بوجع


-ابن ريان الغالى، أبن أخويا، وابن عمرى


أقترب منه رامى يسأله:


-هتسميه ايه؟!


-مروان، هسميه مروان زى ما كان عايز ابوه الله يرحمه


رمقه باستنكار متسائلًا:


-ابوه؟!


-ايوة ريان كان عايز لما يخلف اول عيل يسميه على اسمى

وأنا اللى أربيه الله يرحمه كان قلبه حاسس


ازاح اللفة عن وجه الصغير هاتفًا:


-بص كدا يا رامى شبهه صح؟!


تحمحم رامى بتوتر هاتفًا


-ايوة، شبهه الله يرحمه


اقتربت الممرضة هاتفة:


-ممكن البيبى عشان نطلعه الحضانة ونطمن عليه


رمق الصغير ثم رمقها وهو يناولها أياه هاتفًا:


-خلى بالك منه


*****


استيقظت نورهان من غفوتها، تسأل نفسها لوهلة عن

مكانها لكنها بعد أن نظرت جيدًا علمت انها بغرفة المشفى

ويدها معلق بها المحلول


لحظة واحدة لحظة يدها الأخرى

مكبلة، لماذا؟! فهمت انها مكبلة بالسالاسل الحديدية

اخذت تحرك يدها بجنون وهى تدور بنظرها فى الغرفة

حتى فتح الباب وولج مروان ورامى الذى تجمد مكانه

وهو ينظر لها برعب، فربت مروان على كتفه يحثه

على التقدم قائلًا:


-ادخل يا رامى ادخل مالك


حدثتهما نورهان بضعف هاتفة:


-فين ابنى؟!

ايه اللى بيحصل؟!

مش فاهمة حاجة؟!


رفع مروان كتفاه بعدم فهم متساءلًا:


-ولا أنا الصراحة يا نورهان، بس رامى هيفهمنى هو بقى قتل اخويا ليه؟!


توسعت عين رامى بصدمة وأبتلع ريقه بصعوبة هاتفًا:


-قتل؟! قتل إيه؟! ريان الله يرحمه مات برصاصة غلط

مالك يا مروان


لكمه مروان بعنف مما جعله يسقط ارضًا ثم جذبه ثانيه

وهو يقبض على ياقة قميصه هاتفًا:


-قتلته ليه؟! دا كان طالع نازل معاك؟! دا رفض الشغل

فى اسكندرية عشان ميسبش شقيقه زى ما بيقول

دا انت كلت عيش وملح فى بيتنا اكتر من بيتكم

غدرت بيه ليه؟! رد عليا غدرت بيه ليه؟!

يوم فرحه، يوم فرحه عشان الشمال ديه


-أنا معملتش حاجة ماليش دعوة ماليش دعوة


دفعه من يده ليسقط ارضًا ثم اقترب من الفراش الذى

ترقد عليه هى هاتفًا:


-عملتى كدا ليه؟! عشان تورثيه؟!

ردي عليا؟!


فى هذه الاثناء حاول رامى التسلل لكنه صعق أن الباب

موصد من الخارج أستدار له مروان هو يبتسم بشر

هاتفًا:


-لا مقفول فتقعد عاقل كدا وتكلم بذوق احسنلك


اقترب منه مروان ثم دفعه للحائط ومال يفتح الدرج بجواره واخرج منه مشرط طبي هامسًا:


-مش هتخرج صدقنى هشرحك وأشوهك هيجيب أجلك

هنا


-والله يا مروان أنا ماليش دعوة هى السبب


-وأنا هاأصدقك أنت أخونا من زمان قولى بالظبط وأوعدك

إنى اكون معاك


-هأقولك الحكاية من الأول، أنا كنت اعرف نورهان وعرضت عليا نعمل مشروع قولتلها منين قالتلى صاحبك ريان دا مبسوط حاول تدخله معانا شريك، قولتلها ريان مش فى دماغه شغل دا الفلوس عندهم قد كدا، قالتلى

طب جرب كدا معاه


حاولت مع ريان رفض قالى مش ناقص وجع دماغ

ابتدت تزن أعرفها بيه، وفعلا أتعرفت عليه ومروان

بقى مجنون بيها فى الأول، كان حنفية فلوس وأتفتحت

علينا هات ياريان حاضر، أى طلب حاضر، ماما تعبانة

خدى، وكله كان بالنص، لحد ما ابتدا يزهق ويمل وطبعا

كان بيحكيلى على طول وقالى أنه قرر يقطع مع نورهان


لما نورهان عرفت قالتلى إزاى وأنت لازم تتصرف

لحد ما فكرنا انها تورطه بعلاقة وفعلا حصل، بردوا ريان ابتدا يقرف من نفسه وكان بيقولى هيقطع، لحد يوم قررت انها تمثل انها انتحرت ولما عرفت أخدته وروحنا نجرى

على المستشفى، واطمنا عليها وريان مرضيش يمشى

اليوم دا لحد ما يطمن عليها،

بس حصل اللى كان مش متوقع ريان شاف

الممرضة اللى كان هيتجوزها وركز معاها أوى


وأستمر وهو بيراقب الممرضة من بعيد لحد

ما وقع فى غرامها وبقى مجنون بيها، وقرر يسيب

نورهان وجه قالى انه عايز ينضف والممرضة

هتكون السبب، وفى يوم وهو مع نورهان قالها

أنه خطب وفرحه بعد اسبوعين وهيبعد عنها وهيتجوز، نورهان لما عرفت أتجننت مش بس

عشان الفلوس كرامتها كانت نقحت عليها


كانت عايزة تاخد حقها كلمت ريان تانى وقابلها واتخانقوا

جامد وريان قالها انتى اللى فرطتى فى نفسك وهو

ماله، كلمتنى أتدخل وفعلا

وعملت كدا وخلتهم يتقابلوا، وهى قابلته قالتلوا اتجوزنى كام شهر وطلقنى عشان الفضيحة، وباست ايده وريان

وافق، وبعد كدا انتبه لفرحه وتجهيزاته وحنفية الفلوس اتقفلت عننا خالص حتى سيجارة الحشيش اللى كان بيجبها على طول على حسابه بطل، وفى يوم روحت قولت اجر رجله تانى واخدت سيجارتين وروحتلوا، راح ريان رمى سيجارة الحشيش واتهمنى إنى السبب فى انه يمشىفى الطريق دا شديت معاه جامد وأتخانقنا واتضيقت

جامد حسيت أن نورهان معاها حق وأن خطيبته سحرتله

وكنت متغاظ من اتهامه ليا


روحت قابلت نورهان لقتها بتقولى ايه رأيك

فى اللى يخليك معاك فلوس كتير فرحت بس لما عرفت

اللى فى دماغها بعدت، وقولت لأ وروحت عشان أقابل ريان وقولت هنتصالح دا صاحب عمرى، وروحت بيتكم وسمعت ريان بيقول لأمك قوليله نايم مش هاأقبله، اتضيقت وجريت على نورهان وخططت هى أنه يكتب الكتاب وبعد كدا نموته، تورث هى ونبقى بالنص، وجت

ليها فكرة انه نأجر حد يضربه برصاصة

ونقول كانت طايشة فى وسط الفرح ولا من شاف

ولا من دري وبتحصل كتير وضرب النار اساسى فى افراحنا وهيسهل كتير علينا، لكن رجعت فى كلامى لما ريان جالى البيت وقالى حقك عليا يا صاحبى،


روحت قولتلها انا بره الموضوع خلاص، قالتلى خلاص

كدا احنا كلمنا الراجل ودا مسجل خطر وعرفنا

واتورطنا، وأن الموضوع هيعدى زى أى عريس

فى يوم فرحه مات برصاصة طايشة


جذب مروان خصلات شعره وهو يدور كنمر حبيس

هاتفًا:


-يا ولاد الكل.ب.. يا ولاد الك.لب، مش كفاية اللى اخدته

كنتوا سيبوه دا امه كانت نفسها تشوفه عريس

كنتوا سيبوه دا اخويا الوحيد


-كدب كدب كل دا كدب أنا ماليش دعوة أنت بتعمل

كدا انت وصاحب اخوك عشان تاخدوا منى ابنى صح


قهقة مروان بهستريا ثم صرخ بها فجأة:


-انتِ تخرسى، فاهمة ولعلمك انتِ اللى كشفتى الموضوع

أنا فعلا احييكِ خطة محكمة بس وقعت الشاطر بألف

لما قولتلك أنا عايز عنوان المأذون قولتى اول ما أروح

هأعرفه من أبويا وأبعته


صمت بوجع ثم تابع:


-الرقم اللى بعتى عليه، دا رقم خاص بأمى وريان بس

ومش مع حد تانى لأن كتير كنت بقفل الفون بتاعى

عشان الشغل واريح دماغى بس خوفًا تحصل حاجة

مع اخويا وامى جبت الرقم دا، اللى كنت برن منه

على طول على رامى عشان اطمن على امى أو ريان

لو الفون بتاعهم مقفول


أنا استغربت اوى إزاى الرقم دا وصلك دا مش مع

حد غير امى وريان لما ركزت وكمان رامى

وهنا بقى ربطت الدنيا


راااامى اللى عرف أني رايح اسأل على روان واكيد جرى بلغك وانتِ متأخرتيش تقومى بالواجب

وتروحى المستشفى وتفهمى الراجل اللى فى الإستعلامات

أن روان أختك وفى عريس جاى يسأل عليها، وتقولى

للراجل انها مغصوبة وأنه يقول كلمتين كدا عشان خاطر

أختك، والراجل متأخرش


أنا بلغت البوليس من أول لحظة لما شكيت فيها

واتفتح المحضر من الأول والتحرى اشتغل وجابوا فيديو الفرح ودققوا فى اللى ضرب الرصاصةوطلع مش زى ما شهد رامى انها خرجت من واحد من صحابهم دا كان المسجل خطر اللى كان واقف وراهم، وأنا بغبائى لميت الدنيا ساعتها عشان أدفن أخويا وعشان عيل ميروحش فيها نومت الدنيا، وكان لازم أمثل أنى مصدق عشان أتاكد من نسب اللى فى بطنك ولما تأكدت من التحاليل اللى

كنت بعملها ليكِ عشان صحتك انتِ والبيبى أن العيل

دا ابن اخويا كان لازم اديكِ الأمان اكتر لحد ما اشيله بين إيدي، واخده منك ولإنى عارف أن كل كلمة بتوصل من رامى ليكِ كنت بتعمد أتكلم

معاه وافهمه أن سبت مراتى ومبقاش ليا غيرك انتِ وابن اخويا، دا انتِ من رخصك حاولتى معايا وانتِ فى العدة

واصريتى تقعدى معايا فى بيت واحد وكنتِ كل شوية

تدخلى الاوضة عليا كل مرة بحجه شكل، انتِ رخيصة

يا نورهان معرفش ازاى اخويا بص للقرف دا.


جف حلقها هاتفة بضعف:


-أنا عايزة ابنى


-هشش، دا مش ابنك دا ابن ريان، ابن اخويا انتى هتتحبسى، انت والخس.يس دا ومش هارتاح غير

لما تتعدموا


رفع هاتفه على اذنه بعد أن ضغط زر الاتصال قائلًا:


-افتح الباب


فتح طه الباب ومن خلفه رجال الشرطة إنهار رامى

وهو يصرخ


-أنا ماليش دعوة، أنا ماليش دعوة


بعد مرور عدة ساعات وقف ريان فى ممر المشفى مع

مها وطه يحمل الرضيع فى يده واليد الأخر يحمل

حقيبة الرضيع قائلًا:


-أنا مش عارف أشكركم إزاى على وقفتكم معايا ؟!


أبتسمت مها بهدوء قائلة:


-مروان عيب إحنا اهل، والله بقولك سيب مروان الصغير

معايا ومتحملش هم لحد ما تحل موضوعك


تنهد قائلًا:


-دا الحل بتاعي مع مروان الصغير ادعولى ربنا يصبر قلبى

على فراق ريان اللى مات غدر، ويحنن قلب روان


-روان لما تعرف أن المحامى وقف القضية، وأن الموضوع

كله حوار وأنك اتصلت بينا وهى نازلة من عندك

عشان نعمل كدا تفتكر هتسامحنا


تنهد بوجع وهو يقول:


-قلبها ابيض وهتسامح


تحمحم طه قائلًا:


-طب يلا عشان نلحق نوصلك و مها تكون معانا فى الطريق

ومتسبش مروان


******


طرق الباب ووقف ينتظر وما أن فُتح الباب، قابله والدها

وجلس معه ليستمع لوصلة العتاب حول غيابه وعدم سؤاله

على بنته وعدم الاجابة على الإتصالات المتكررة والكثيرة

فقاطعه مروان معتذرًا ثم قال:


-هو أنا ممكن أدخل لروان واتفاهم معاها


هز والدها رأسه وهو يشير إلى غرفة ابنته أملا فى صلح

قريب، ولج مروان دون إستئذان وجدها تعبث فى هاتفها

وخصلات شعرها تتدلى على وجهها كان يود ان

يجذبها لأحضانه ليعانقها بقوة، كم بدت جميلة كعادتها

نظر لها طويلًا وهو يتنهد بحرقة، الله وحده يعلم عمق

الجرح الذى تسبب فيه فى قلبها، الله وحده يلهمه الصبر

على وجع فؤاده، وشعوره بالذنب يقتله، لن يغفر لنفسه

ابدًا، سار نحوها فشعرت بحركة رفعت عيناها سريعًا

لتنتفض واقفة:


-ايه اللى جابك هنا؟!

اطلع برا ؟!


-روان اهدى وأسمعينى


هزت رأسها بالنفى وهى تقبض على كفها لتمنع نفسها من

الإنهيار:


-مافيش سماع لو جاى عشان تطلق ماشى غير كدا أطلع

برا أتفضل، أنا رافعة قضية وهاأكسبها


صرخ الصغير على يده أخذ مروان يهدهده كى يهدأ

لكنه فشل فمد يده لها هامسًا:


-سكتيه أرجوكِ، لو سمحتِ يا روان دا طفل حراام


رمقته ببلاهة وهى تقول بصدمة:


-انت مجنون صح انت مش طبيعى، أنت جايب لي

ابنها عشان أسكته انا مالى


زاد بكاء الصغير فرمقها ثم همس بتوسل:


-البيبى مالوش ذنب سكتيه وهاقولك كل حاجة


تناولته من يده وهى تسمى الله ثم اخذت حقيبته

وقامت بإبدال حفاضته، ثم سريعًا احضرت له الرضعة

وأخذته بين احضانها لتطعمه فهدأ ظلت تنظر له وهى

تبتسم من بين دموعها، نكس مروان رأسه وامتلأت

عيناه بالدموع فما ذنب الصغير كى يولد دون أمان

وسند الأب وحنان الأم أقترب يجلس بجوارهما بهدوء

حتى أنتهت من اطعامه وهدأ وقد غفى بين يدها

فنهضت تضعه على فراشها، اخذ يسرد

عليها الحكاية بتفاصيلها كانت علامة الدهشة والصدمة ترتسم على وجهها ترمقه بعدم تصديق وعندما بدأت

دموعه تهطل على وجهه لوهلة شعرت بالشفقة

مشاعر إنسانية فقط لكنها إستعادت جمودها هاتفة


-هو انت ما اخدتش فى ابتدائى، إن بعض الظن إثم

أنت ظلمتنى ودمرتنى وأخرها هنتنى قصاد اللى

أتجوزتها وكأنك كنت بتتفن فى كسرى حتى بعد ما عرفت

الحقيقة


-أقسم بالله، يا روان خفت عليكِ منها دي مجرمة كانت

ممكن تعمل حاجة لو تمسكت بيكِ، وكمان كنت عايز أتاكد

من نسب أبن اخويا وكان لازم تبقى مطمنة عشان لما ناخد منها عينة الدم ما تشكش، روان أقسم بالله أنتِ أول ست تدخل قلبى أول حب فى حياتى، أنا غلطت بس كنت خايف عليكِ من الصايع اللى ماشى وراها يأذيكِ

كان كل همى يعرفوا أن مالكيش مكان فى حياتى

بس أنا عينى كانت عليكِ على طول


-وأنا أتوجعت وأتهنت واتذليت اعمل ايه

بنيتك أنت ليه مش عايز تفهم أنت اتجوزت عليا وكسرتنى إحنا مش هينفع نكون لبعض


-لا مش جواز دا المأزون تبع طه وعملنا كدا قدام الناس

عشان الحمل، هى كانت معايا صحيح بس كانت تعتبر

مرات اخويا بس اقسم بالله ما قربت ولا فكرت فى حد

غير فيكى


-طلق...


قبل أن تنهى كلمتها كان الصغير يصرخ، دون إرادة

كانت تسير نحوه وتحمله بلطف وتهمس:


-لأ متعيطش، متعطيش أنت مذنبكش حاجة

ولا أنا كمان ذنبى أنا وانت مالناش ذنب فى كل دا


كلماتها وقعت عليه كفيض من الجحيم، هل ينفع الإعتذار؟! هل يمكن أن يصلح ما تشوه داخلها؟! كيف السبيل إلى شفاء قلبها وقلبه؟!

يشعر انه منهكًا، مرهقًا، ضائعًا يرغب فى القليل من

الراحة تركها بمفردها مع الصغير وغادر بعد أن هدأ

ألتفتت إليه، وجدته قد غادر


*****


تفتكروا رائد هيعدى الموضوع عادى ولا


طب ما روان موقفنا ايه معاه


google-playkhamsatmostaqltradent