رواية علي صراطا مستقيم الفصل الرابع 4 بقلم هاجر حسين

الصفحة الرئيسية

  رواية علي صراطا مستقيم كاملة بقلم هاجر حسين عبر مدونة دليل الروايات

رواية علي صراطا مستقيم

رواية علي صراطا مستقيم الفصل الرابع

**

حرك مُنذر  رأسه بتعب وإرهاق شديد هذه ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها براء، أيعتقد هذا الأحمق أنه يعمل بإحدى متاجر لبيع الدمى أو ما شبه؟  إنها أرواح أُناس، أقسم أنه سيلقنه درسًا لن ينسه.
أمسك هاتفه للإتصال به، ولكن فُتح الباب على مصرعيه ليرفع مُنذر رأسه متمتم، هذه ليست أخلاق أطباء بل أخلاق متعجرفين. 
اقترب براء وجلس على الكرسي المقابل لمنذر قائلًا: أسف على التأخير، ولكن قاطعه منذر... كفاك استهتار 
براء أنا مش بستهتر يا منذر، إتأخرت بسبب جدتي. 
هز منذر رأسه بيأس فجدته أم والدها دائمًا ما تدلل براء. 
ماشي استلم مكان كمال، وأنا شوية وراجع للبيت. 
اقترب براء من منذر مرطب على كتفه قائلًا: السبب في حزنك ده الست مودة هانم. 
أكد منذر على كلام براء، قائلًا ولا أنا معها كنت مرتاح، ولا أنا بعيد عنها مرتاح. 
سأله براء بعتاب طفيف، لسه بتحبها؟ 
حرك منذر رأسه: لا طبعاً، لكن من أول ما شوفتها إفتكرت حاجات مش عايز أفتكرها. 
براء:- ربنا يعوضك خير يا منذر كله بيمشي. 
ردد منذر خلفه كله بيمشي. 
بينما تحرك براء للخارج. 
أسند منذر رأسه للخلف يسترجع أحداث مره عليها خمس سنين... 
(لكن أخبرني، كيف إرتضيت الأذى لقلبي وهو الذي لم يفعل شيء خطأ طوال حياته سوى أنه أحبك؟) 
عندما كانت مودة زوجته في يوم كان راجع تعبان لقى مودة مستنيه على باب الشقة، أغمض عينيه بتعب لا يود أن يعود لدومات الذكريات المُرَّ، قام من مكانه وأمسك بچاكيت بدلته وضعه على كتفه وخرج متجهًا لمنزله تحت تلك الأنظار التي لم تفارقه من أول يوم له هنا. 
أخذ براء مكان الدكتور كمال كما أمره ابن عمه منذر. 

تنقل في أروقة المستشفى وتأكد من أن جميع المرضى بخير، ترجل منذر من سيارته واتجه نحو البناية التي توجد بها شقته الذي هاجرها منذ ثماني سنوات بعد إنفصاله عن زوجته، فتح باب الشقة، دلف للداخل، وضع أصابعه على مفاتيح الإنارة لتشغيل الضوء، لكنه لم يعمل ربما بسبب يرجع للمصابيح الذي لم يغيرها منذ مدة كبيرة، استخدم فلاش هاتفه، دلف للداخل يذكر اسم الله محاولًا السيطرة على موجة الذكريات التي هاجمته فور دخوله، إتجه لغرفة نومه، دلف للداخل وفتح نافذتها وبحث عن شيء، ينفض به الغبار السرير تجول في كل الشقة ولم يجد شيء، أخذ نفس عميق وبعد تفكير عميق بإن ينام أو يغادر قرر المغادرة لإستأجر غرفة في أحد الفنادق فهو يريد التفكير دون أن يزعجه أحد بعد أن أخبر والدته عن عزوفه عن الرجوع اليوم أستقل سيارته متجهًا لأقرب فندق من هنا، وبعد ساعتان تقريبًا كان يستلقي بظهره على السرير أغمض عينيه محاولة للنوم، ولكن حتى النوم يجيد الفرار عندما نحتاجه كأحدهم، نهض من سريره متجهًا للشرفة ينظر للقمر الذي إحتل السماء ونجوم تنتشر من حوله، تمتم قائلًا سُبحان الله فهذه المرة الأولى التي يتمعن فيها بانظر إلى السماء، بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات وهو على حال شعر بالنوم يداعب جفونه، دلف للغرفة ومنها إلى سريره أغمض عينيه وذهب في سُبات عميق.
** 

في مكان ما ملئ بالصخور كانت تتهادى بذلك الثوب الأبيض المنسدل علي طول جسدها، ولكنها مستغربة ذلك الثوب وتلك المكان الجديد عليها، كانت تسير وكلما تعرقلت في إحدى الصخور وكادت أن تقع حتي تجد يد تمسك بها وتنقذها من الوقوع، وكلما تلتفت لتري من ينقذها لم تجد شيء كأنه شبح يظهر فقط ليلحق بها قبل الوقوع ويختفي قبل أن ترى من هو، أكملت السير في تلك المكان، وكلما تقدمت إلى الأمام تظهر الشجيرات، وعلى مرمى البصر وجدت أحد ما يحفر في الأرض، أسرعت إليه كي ينقذها ويخرجها من هذا المكان، التي لم تعلم كيف ومتى آتت إليه، وكلما تقدمت وجدت شيء يجذبها إلى الأمام كأنه مغناطيس، وذلك الرجل ينظر إليها ولا ترى سوى تلك العيون التي تنظر إليها بشدة وما أن تقدمت منه حتى لم تجده ووجدت نفسها فجأة داخل تلك الحفرة التي كان يحفرها، وتتشبث ببعض الصخور حتى لا تقع إلى القاع. 
أستيقظت من نومها  تستعيذ الله من ذلك الكابوس كما أطلقت عليه، لملمت خصلات شعرها وربطتها بمشبك الموجود على الكومود، نهضت من مكانها اتجهت للمرحاض حتى تصلي قيام الليل فالساعة تشير للثانية ونصف بعد منتصف الليل، ولعل هذا الكابوس يبتعد عنها فهو يطردها منذُ مدة. 
توضت وصلت ثماني ركعات كل ركعتين منفصلات، أمسكت بالمصحف على سورة البقرة ورتلت منه بصوتها العذب حتى هدأت نبضات قلبها المتسارعة. أغلقت المصحف، وأتجهت نحو سريرها محاولة النوم حتى تستيقظ بكامل نشاطها في الغد. 

........... 

تقلبت في سريرها للمرة التى لا تعلم عددها، فالذنب الذي أقترفته في الماضي بدأ كالجوثوم يتقل على صدرها، حاولت عدة مرات للأفصح عما إرتكبته، ولكن خوفها كان أكبر من شعورها بالذنب، أنبت نفسها لم يبقى في العمر أكثر مما ضاع ستخبرهم بكل شيء، ولكن هي تعرف مكان أحدهم فقط أم ثاني لا فقد إنقطعت أخباره من فترة كبيرة ولم تهتم هي لذلك فقد أغوها المال والسلطة وأعمى الحقد قلبها فتجبرت ونسيت أن الله على كل شيء
قدير. 
قد صدقوا من قالوا أن الذي يحقد يدمر نفسه أولًا. 
**

رمشت عدة مرات بأهدابها وفتحت عينيها بصعوبه أين هي الآن؟ كل ما تتذكره أنها كانت قادمة لزيارة أمها وأقتربت إحدى الشاحنات الكبيرة وإصطدمت بهم. هل أبنائها بخير؟  أم فارقوا الدنيا؟ وهل هي نفسها بخير حاولت رفع يدها للرن جرس الطوارئ الموجود فوق رأسها، رنت الجرس فأسرع براء في تلبية النداء دلف للغرفة وقام بفحصها، طالبًا منها الاسترخاء وعدم التحدث حتى ينتهي من فحصه لها أمتثلت لامره، بينما تشعر بنيرآن تكوي قلبها على أبنائها، هل الماضي سيتكرر ويكوى قلبها كما كوت قلبه على ابنه؟ 
بعد الإنتهاء من فحصه لها أجبها بقتضاب جميع أبنائك بخير؛ ولكن أنتِ.. 
شعرت بنبضات قلبها تعلو وهي تترتقب كلماته، محاولة معرفة ما سيقول نظرت إلى عينيه، شهقت بصوت عالٍ  عندما أكمل كلامها قائلًا...
يُتبع 
غفر الله لى ولكم 
توقعاتكم حول الابطال وباقي الأحداث.

يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية علي صراطا مستقيم) اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent