رواية لا ابالي الفصل الثامن 8 - بقلم براءة محمد

الصفحة الرئيسية

رواية لا ابالي الفصل  الثامن 8 بقلم براءة محمد

 رواية لا ابالي الفصل الثامن 8

ثم صمتت حوالي عشر دقائق و هي تفكر ثم قفزت عدت مرت و هي تقول : لقيتها لقيتها لقيتها .
فرد عليها و قال  : هي اية دي .
فردت علية وقالت مصدر الماية .
فرد و قال بذهول :ازاي بقي .
فقالت بابتسامة وبساطة : بص يا سيدي نحن نصلي صلاة استسقاء و ندعي ربنا .
فنظر لها نظرة استحقار و قال : و شغالة تتنطي شمال ويمين ولا كانك حررتي سيناء نصلي نصلي اية يا هبلة انت .
فردت مروة في حنق : ايوة نصلي و ندعي فيها اية .
فرد عليها بنفرزة وصوت مرتفع : انا عايز حل علمي عايز حل علمي عندك و لا مفيش لو ما عندكيش تسكتي خالص مش داخل كنيسة و لا انت راهبة انت دكتورة فكري بدا و شاور علي دماغها .
فقالت له مروة : الموضوع مش محتاج لا لكنيسة و لا لراهب انا مسلمة و احنا دينا مش محتاج غير اني ارفع ايدي و ادعي   نحن في مشكلة صعبة ولا انا ولا انت عندنا حل و فكرنا كتير و الوحيد اللي يقدر يحل المشكلة دي ه  ربنا لية مندعيهوش مش هو اللي قال في كتابة العزيز (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
لية منلجاش لربنا ها لية لية ميكونش هو ملجانا الوحيد نحن اصلا غلطانين اننا مدعنهوش الاول و شغالين نفكر  انت مسمعتش عن قصة:
في السنة السادسة للهجرة، أصاب المدينة المنورة جدب شديد وشكا الناس من القحط، وكان ذلك في رمضان، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الاستسقاء ودعا الله تعالى كي ينزل المطر، فنزل المطر قبل أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم يداه من الدعاء..
روى تلك الحادثة أبو داوود عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس -أول طلوع شعاعها- فقعد على المنبر فكبّر وحمد الله عز وجل، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم -وقت ظهوره-، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن، ضحك حتى بدت نواجذه، فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله".
فية ماخدتش الرسول أسوة حسنة لينا .ثم نظرت مروة آلية بعد ما انهت كلامها فوجدته في أقصي درجات الغضب و كانت عيونه محمرة جدا  وكانت يتجه نحوها فقال :بس بس كفاية اخرصي خالص مش عايز اسمع نفس انى عاصر علي نفسي لمونة  و شغال اسمع هبلك واقول معلش دي انقذتك استحملها لكن كفاية لغاية هنا العبط ده تنسية تماما يا شيخة مروة انا مستحمل نفسي بالعافية انا كنت بشتغل في أمريكا في مئات من اللي ذيك و اللي ذي علتك كانوا تحت ايدي محدش يستجرا يرفع عينه عيني و دا غير لما كنت هنا في مصر اللي زيك اثاثا كانوا بيخدموني كانوا تحت رجلي فإن جينا للحق انا خلاص زهقت منك كفاية طفولية و قراية روايات كفاية اطلعي من القوقعة بتاعتك وشوفي الواقع كفاية  كفاية لا مبالاة في حياتك و اخرجي من جو الأحلام ده كفاية . كان قد انتهي من كلامه و اقترب منها جدا لدرجة مرعبة ثم قال بصوت مرتفع  :مالك سكتي لية ها ما تتكلمي .
كانت تنظر له مروة و هي مذهلة منه ومن تفكيره و كانت نتظر له نظرة من انت . ثم صمتت .
فقال بصوت اقل حده : مالك ماتردي .
فانفجرت مروة بصوت مرتفع قليلا يشوبه جزء من البكاء : لأني مذهولة مذهولة بقلة ايمانك لا قلة اية دي انعدام تماما انت معندكش ثقة في ربنا اللي خلقك وخلق الكون ده كله و قادر في غمض  عين ينهيك تماما و يبيدك   مذهولة ان اسمك عمر علي اسم سيدنا عمر بن الخطاب اللي كان صحابي للرسول و خليفة للاسلام و مفيش ذرة ايمان في قلبك اتجاه ربنا مذهولة انك المفروض شخصية متعلمة و اعلي درجات التعليم لكن حاسة اني بتكلم مع واحد ملحد كل اللي فارق معاه النظريات العلمية اللي مفروض اثاثا تاكدله وجود ربنا لكن واضح ان الخواجات ماثرين .
فرد عليها في ذهول بصوت مرتفع : متكفرنيش .
فقالت : انا مكفرتكش انا بس شايفة أن هنا واشارت علي قلبه و قالت مفيش ايمان بربنا انا مذهولة انك بتطلعني انا المذنب في قصتك علي الرغم اني ساعدتك ، انا مذهولة انك  شايفني عندي لا مبالاة و انا شغالة بفكر في اهلي طب هم اية اللي وصلهم عني اية اللي قالوا ليهم ابن عمتي طلعني قليلة رباية طلعني فاجر و لا طلعني اية مستغرب لية اه صحيح نسيت اقولك ان اللي خطفني كان ابن عمتي علشان قال اية رفضته زمان و دلوقتي طلعلي عريس فهو اولي فهو فكر بدماغه و قال اية بقي انا اغتصبها فيجوزهاني مالك مندهش لية اه صحيح  ما انت اللي خطفك و عذبك صاحب عمرك انت مخدتش بالك انك لما ترجع اهلك هياخدوك بالاحضان لكن انا لما ارجع هدبح انت مخدتش بالك انك ممكن تنتقم من صاحبك علي عذابه ليك لكن انا ها هاعمل اية هيكون شرفي راح وحياتي اتدمرت لكن بحاول اهون عن نفسي و ادعي انا غيرك انى عندي امل في ربنا علشان كده بضحك لكن ده لا ينفي تماما أن جوايا مية فكرة وفكرة عن اللي هيحصل انا غيرك تمام تماما انت انسان قنوط ويائس   (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)؟  و اه علي فكرة مش انت اللي ميشرفكش معرفتي و لا ان حضرتك تتجلي و تتكلم معايا ده انا انا اللي غلطانه من البداية للنهاية وهاصلح غلطي حالا . انهت اخر كلماتها من بكاء  ثم استقامت وذهبت الي غار  .
و وقف هو خلفها يتطلع في اثرها في ندم وحزن كبير
...................................... .............................
كانت ايمان تجلس في كافية مع واصدقائها تضحك معهم نعم تضحك فهي قد تناست عمر تماما فهي لم تحبه وإنما حبت مالة و لذلك أرادت الزواج منه ثم وقفت من مكانها و ذهبت الي الحمام و جلست فيه فترة تصلح مكياجها ثم خرجت و كادت تذهب الي اصدقائها و لكن وجدت من يسحبها الي مكان ما مخفي في الكافية و انصعقت عندما وجدت تلك اليد ما هي الي يد احمد فقالت : احمد  انت بتعمل اية هنا وبعدين سيب ايدي .
فرد عليها أحمد في نظرة غرامية تحمل الكثير ثم قال وقد اقترب منها تمام : ايمان أنا بحبك لا انا بموت فيكي تتجوزيني ثم هم عليها بالقبلات و اخذ يلثم وجنتيها كانت ايمان في البداية مصدومة و لكن افاقت علي قبلاته فضربته بين ساقية و ابتعدت تماما عنه وأخذت تضحك وتضحك في استهزاء و قالت : مبئاش إلا الخدامين كمان بص يا بني انا يوم ما اتجوز اتجوز واحد زي عمر اعلي منه شوية لكن مش ابن سواقه و ابعدته عنها و ذهبت الي اصدقائها  و اكملت ليلتها في مرح و ضحك وغنج .
و كان ينظر خالد في اثرها بكسرة و حزن و نقمة علي عمر ثم كسر ما تطوله يده و هو يقول و يبكي  : لية لية لية لية    .
...................... ......................... .....................
كان خالد عائدا الي بيته و لكنه وجد فتاه تتعرض الي الاعتداء كان ترتدي ملابس مدرسة ثانوية و حولها اربع شبان و إذ به تخيل اخته مروة مكانها فهم علي الشباب و اخذ يضرب فيهم و احد تلو الآخر و لكن فاجاه أحدهم بضربه بمطوه في زراعة و جري بعيدا فذهبت له الفتاه آلية و  هي تبكي كانت سمراء و لكنها كانت فاتنة بمعني الكلمة    و قالت في بكاء : مالك حصلك اية اجبلك دكتور فقال: لها ابعدي عني  ثم انت مطلعك في وقت زي ده . فقالت :كنت في درس و المستر اتاخر شوية .
فقال خالد : متجيش من الطريق ده علشان مشبوة شوية تعالي اروحك بيتكم .
فقالت : لا بيتنا لا هيقولوا عليا كلام عفش و كمان انت دراعك و اجعك قوي .
ففكر قليا ثم قال : لو معاكي كاحول واي حاجة أسد بيها الجرح هتيهم .
و للصدفة كان معها في شنطتها ما يريد فاخرجته فعقم يده و لفها ثم قال لها :دلوقتي حكاية ازاي هتروحي بصي يا ستي انت هتمش و انا همشي  وراكي بمسافة غير كده ما اقدرش أمن عليكي .
فقالت : لا مينفعش
فقال في حزم : ولا كلمة قدامي .
فابتسمت في خجل وذهبت امامة و ذهب هو خلفها و هو يدعو في قلبه أن تجد اخته من يساعدها .
.......................... .................... .... ...................
كان عمر قرر أن يتأسف لها وفعل كما تريد و ذلك لأنه احزنها كثيرا ولكن فوجئ بها وهي تخرج من الغار معها شنطتها وكادت أن تذهب فقال لها : علي فين فقالت : همشي يمكن ربنا يساعدني و اعرف اوصل .
فقال لها بس انت تعبانة وممعكيش ماية .
فقالت له : هدعي ربنا ينزل الماية اما حكاية تعبانة فانا صعيدية مش متدلعة زي ناس .
فقال في اسف حقيقي : انا اسف والله ما كان قصدي حاجة باللي قلته بس كنت مخنوق وتعبان وطلعت فيكي .
فقالت في حنق : ما انا كما مخنوقة و تعبانة .
فقال في ندم : والله اسف و هعمل زي ما انت عايزة بس ما تسبينيش .
فرات مروة الندم في عينية و قالت خلاص مسمحاك بس بشرط .
فرد عليها في سعادة : اية هو .
فقالت له:  تحفر بير  ،فقال في حنق : نعم
فقالت بدهشة : تاني تاني . فقال : اسف   اسف بس افهم .
فقالت في امل : بص لما الدنيا تمطر لازم يكون في حاجة تستقبل الماية فنحن نعمل بير يستقبلها.
فقال لها و ده هاعمله ازاي .
ففكرت قليلا ثن أتت بخشب و قطعته بالمشرط الطبي ثم كان معها وللصدفة مسامير في حقيبتها فاخرجتها و صنعت منه كريك  نفس اللي في الصورة ولكن خشب
 
ثم قالت احفر بده ، فقال لها : اية ده و بيشتغل ازاي .
فقالت مروة : ده يا سيدي كريك هتحفر بيه كده و اخذت ترية الطريقة اللتي سيعمل بها واخذ ينظر لها بانبهار ثم قال : انت تعلمني ده كله منين : فقالت له : كنت بساعد البنا و انا صغيره لما بنينا في بيتنا يالا ابدا ثم تركته و ذهبت تيممت وصلت صلاة الاستسقاء و عادت آلية كان بدا بجزء لا بأس به فقالت : برافو شاطر . فقال لها في حنق : انا مش عارفة انت اذاي واثقة كده أنها هتمطر دى احنا في عز الصيف .
فردت مروة بابتسامة: انا عمري ما دعيت ربنا في محنة وردني أبدا  .ثانيا اما صليت نحن مستنين النتيجة بس .
فقال لها : صح صليت اذاي مفيش ماية للضوء  .
فقالت له : تيممت بالرمل .
ثم صمت الاثنان وأخذت الحفرة تنزل فنزل عمر معاها و تناست مروة وجوده فأخذت ترتل القرآن الكريم و كل اية تقراها تقرأها بصوت قارئ مختلف و كانت مريحة جدا لقلب عمر حتي تناست نفسها تمام و بدأت تغني اغنيتها التي كانت تغنيها في الصغر ولما تنسها ابدا .
بصوا الموقف كالآتي مروة بتغني و عمر جوا البير هايسمع الأغنية عادي لكن اول ما تيجي حته معينه هايبدا يتخيل الكلمات علية .
كانت الأغنية تقول :لا تكذبي.. إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة ٍ فأنكر وادَّعى
إني رأيتكما .. إني سمعتكما (هنا بدا يتخيل احمد و جين مع بعض )
عيناكِ في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ (المشهد اللي شافهم فية نفس الكلمات بالظبط )
ويداكِ ضارعتانِ ترتعشان من لهفٍ عليهِ
تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ
تلذعني بسوطٍ من لهيبِ
بالهمسِ , ، باللمسِِ ، بالأهاتِ , بالنظراتِ ,
باللفتاتِ, بالصمتِ الرهيبِ
ويشبُ في قلبي حريقْ
ويضيعُ من قدمي الطريقْ   ( هنا عمر حاول يطلع من الحفر و كل ما يحاول يطلع يوقع )
وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني
وتشدُ أذني
فلطالما باركتُ كذبك كله
ولعنتُ ظني (لغاية هنا كان المشهد اللي هو شافهم مع بعض )
* * *
ماذا أقول لأدمع ٍ سفحتها أشواقي إليكِ ؟(اخذت عينية تدمع )
ماذا أقول لأضلع ٍ مزقتها خوفا عليكِ (نظر الي ضلوعه في حزن )
أأقول هانت ؟..
أأقول خانت؟..
أأقولها ؟..
لوقلتها أشفي غليلي
يا ويلتي
لا ، لن أقولَ أنا ، فقولي
* * *
لا تخجلي
لا تفزعي مني ، فلستُ بثائرِ ..
أنقذتني
من زيفِ أحلامي وغدرِ مشاعري...
فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره
فكسرتهِ
ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره
فغفرتهِ
* * *
كوني كما تبغينَ
لكن لن تكوني ..
فأنا صنعتك من هوايَ ، ومن جنوني
ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون ِ ( هنا عمر كان خلاص طلع من الحفرة )
واخذ ينظر الي مروة و هو يتخيلها جين ثم اقترب منها
   و بعد ما انهت  مروه غنائها حيث كانت مندمجة بطريقة سحرية مع الكلمات إذ بها تفتح عينيها وتجد عمر أمامها و عيونه تطلق شرارا و كان لونهم احمر و وجهه كان مليئا بالغضب و اقترب نحوها وهي في اتم استغرابها و إذ به يضع يديه حول عنقها و يخنقها وكانت نظرته سوداوية ففاقت مروة من صدمتها علي انسحاب  انفاسها فحاولت ان  تخلص نفسها منه ولكنه كان اقوي منها فلم تستطع فحاولت اخر محاوله وهي ان ضربته بقدمها بين ركبتية فافاق مما هو فية وعاد الي الوراء وتغيرت نظرته الي ألم ثم ذهب بعيدا عنها فقالت مروة بهمس بعد رحيله وهي تمسك رقبتها وتدلكها :  كان هيفطسني ابن الوارمة
ثم دخل عمر الي غار ما لبث فيه غير دقيقتين ولكنه فزع علي صراخ مروة وخرج يري ماذا حدث و لكنه رأي ما جعل راسه يشيب .
فماذا رأي عمر ؟


google-playkhamsatmostaqltradent