رواية هويت رجل الصعيد 2 الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم نورا عبدالعزيز

الصفحة الرئيسية

 رواية هويت رجل الصعيد الجزء الثاني 2 البارت الرابع والعشرون 24 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية هويت رجل الصعيد 2 الفصل الرابع والعشرون 24

بعنوان “شجــار” __

أستيقظت “عهد” من نومها على صوت هاتفها يرن كثيرًا لتتعجب من أتصال “ليلى” المستمر لتستقبل الاتصال وهى تندفن رأسها بالوسادة بتكاسل فأتاها صوت “ليلى” تقول:-

-صحي النوم يا جميل

أجابتها بصوت هادي تقول:-

-أيه يا ليلى الدوشة اللى على الصبح دى

أتاها صوت “ليلى” تقول بحماس شديد:-

-جوزك عندك

ألتفت “عهد” في فراشها لتجده فارغ فأجابتها وهى تعتدل في الجلوس وتضع يديها على عينيها مُتذمرة تقول:-

-لا في ايه

صرخت “ليلى” بحماس أكبر ونبرة صوت قوية تقول:-

-فرصة العمر قومي ألبسي بسرعة وأغسلى وشك على ما أوصل

أغلقت الخط لتعود “عهد” لنومها من جديد مُتجاهلة امر “ليلى” وبعد مرور ما يقارب لساعة فتح باب الغرفة ودلفت “ليلى” بفرح شديد فرأتها بالفراش لتضحك بسعادة ثم ذهبت إلى السرير وقفزت به وهى تقول:-

-وأخيرًا الحلم بيتحقق

فتحت “عهد” نظرها بتذمر أكبر ثم قالت وهى تجذب الوسادة وتضعها على رأسها:-

-وبعدين بقى معاكي يا ليلى عايزة انام

نظرت “ليلى” لها ثم قالت:-

-جالها فرصة تقديم أخبار نشرة التاسعة، الحلم اللى حلمتيه من أول لحظة دخولك لكلية الإعلام

أتسعت عيني “عهد” على مصراعيها وكانت كلمات “ليلى” بإيقاظها تمامًا من نومها وتحول حالة الخمول والتكاسل لفرح شديد فبدأت تفقز على الفراش وهى تمسك بيدي “ليلى” وسعادة تملكها لأقصي درجة حتى أنها تناست حملها أثناء القفر والصراخ فرحًا، توقفت فجأة وحدقت بعيني “ليلى” ثم قالت:-

-تفتكر نوح هيوافق

نظرت “ليلى” لها بصمت فهى لا تملك الجواب على سؤالها ثم قالت بلطف:-

-حاول تفهميه قد أيه أنتِ كنتِ بتسعي للهدف دا وأنه حلمك من البداية ونوح بيحبك وأكيد هيتفهم دا

صمتت “عهد” قليلًا بقلق ففكرة قبولها لهذه الفرصة تعنى بقاءها في القاهرة والعيش هناك، أقتربت “ليلى” نحوها بعد هذا الصمت وهى تعلم بالتوتر والقلق الذي أصاب صديقتها ثم ربتت على كتفها بلطف وقالت:-

-كله هيبقى تمام متقلقيش

تبسمت “عهد” قليلًا رغم قلقها من مواجهة زوجها واتخاذ هذا القرار معه لكن دعم “ليلى” لها كان كافى قليلًا لتخفيف عنها، دق باب غرفتها ثم دخلت “خلود” بعد ان أذنت “عهد” لتقف أمامهم ثم قالت بلطف:-

-أنا متشكرة أوى على الكتب اللى جبتيها

تبسمت “عهد” إليها ثن سارت نحوها وقالت:-

-متشكرنيش أنا وعدتك أن كل الكتب اللى هتحتاجيها في دراستك هجبهالك المهم أنك تنجحى في دراستك دا المطلوب منك

تبسمت “خلود” لها بخجل ثم قالت بلطف:-

-شكرًا.. صحيح الحج على عايزك تحت

أومأت لها بنعم ثم قالت:-

-ماشي

غادرت “خلود” ثم دخلت “عهد” للمرحاض لتأخذ حمام دافيء ثم أرتدت عباءة أستقبال فضفاض وأسدلت شعرها على ظهرها ليضل لخصرها بسبب طوله ثم غادرت الغرفة مُتجهة إلى المكتب بالأسفل وعندما دخلت رأت “على” يجلس على المقعد خلف الكرسي وقالت:-

-صباح الخير يا بابا

تبسم “على” لرؤيتها وأشار لها بالجلوس ثم قال:-

-أجعدى يا عهد

جلست “عهد” في المقعد المقابل للمكتب ثم شرع “على” في الحديث:-

-كيفك يا عهد وكيف الحمل وياكي

تبسمت بلطف وقالت:-

-الحمد لله

-أنا مهلفش وأدور عليكي يا عهد أنا عايزة تتحددي ويا نوح في موضوع تقسيم الورث دا، خلينا يا بنتى نوقف الشر ونقطع عرق الشيطان من الدار قبل ما ولدك يا جي للدنيا ويشوف الصراعات دى

تنهدت “عهد” بتوتر ثم قالت بقلق:-

-والله أتكلمت كتير يا بابا بس نوح رأسه ناشفه ومُصر على اللى في دماغه بس هحاول أن شاء الله

هز “على” رأسه بالإيجاب ثم قال:-

-حاولى يا بنتى عشان نعيش في سلام ودفء

تبسمت “عهد” بلطف على هذا الحديث

__________________

أستلم “نوح” أموال من أحد التجار وعندما غادر وقف ليفتح خزينة المكتب ليضع المال بها فدلف “عطيه” بلطف وهو يقول:-

-بجولك يا نوح نطلع عربيات الرخام ولا نستنى لأخر اليوم

أومأ “نوح” له بالإيجاب ثم قال:-

-طلعها وأبعت لودر للحج فتاح

أومأ “عطيه” له بالموافقة ثم جلس على المقعد و”نوح” يجلس معه فقال “عطيه”:-

-بالمناسبة كان ليا طلب عندك رغم أنى مُحرج هبابه منك

ترك “نوح” الورق الموجود أمامه ورفع نظره مُتعجبة من نبرة “عطيه” الحرج فلم يكن بينهما حرج من قبل ولم يخجل أي منهما من الأخر في أي طلب وحديث بل الأثنين كالمرآة للأخر يبوح بما داخله لطرف الثاني برحب، تحدث “نوح” بجدية:-

-في أيه يا عطيه؟ من امتى وأنت بتتحرج منى

تنهد “عطيه” بتوتر ليستعد قبل أن يتحدث ثم جمع شجاعته ورفع رأسه بصديقه وقال:-

-أنا طلبت يد ليلى منها وهى وافجت بس كيف ما أنت خابر أنها يتيمة ومالهاش حد غير المدام فكن عشمان أجى أطلب يدها من مدام عهد ومنك عشان متحسش بس أنها وحيدة وناجصة حاجة عن غيرها من العرايس وهى ست العرايس كلتهم والله

تبسم “نوح” على طلب صديقه لكنه تفهم أهتمامه ومراعاة لمشاعر حبيبته فقال بلطف:-

-رغم أنك خابر عوايدنا وأن الحريم مبتجعدش مع رجالة والحاجات دى متنفعش بس لأجل عيونك أنت يا عطيه وعشان خاطر ليلى، بت جدعة وفى ضهر عهد دايمًا

تبسم “عطيه” بلطف خجلًا من صديقه ثم ذهب لاستكمال عمله، تبسم “نوح” على هذا الثنائي ثم أخرج هاتفه ليتصل بحبيبة قلبه فأتاه صوتها وقال:-

-أتوحشتك

ضحكت “عهد” بلطف وقالت:-

-وأنا كمان يا حبيبى، هتيجى أمتى

تحدث بلطف وهو يتكأ بظهره على المقعد للخلف وقال:-

-على المغرب أكدة، كيف صحتك دلوجت؟

-زينة جوى

ضحك “نوح” عليها وهى تقلد لهجته بعفوية ثم قال:-

-خدتي العلاج ولا نسيته

أومأت له بنعم وقال:-

-أخدته وكلت الفطار والغدا حُسنة بتجهزه متقلقش عليا أنا والبيبى، أنا هأكل كويس عشان يطلع البيبى بخدود وعسول كدة

قهقه “نوح” ضاحكًا على هذه الزوجة المُدللة لتتابع الحديث بقلق مما ستخبره به عندما يعود:-

-نوح

أهتم بالإنصات لها وأعتدل في جلسته مُتقدم بجسده للأمام ومتكأ بذراعه الأخر على سطح المكتب لتتابع “عهد” بجدية قائلة:-

-أنا بحبك يا نوح أوى لأنك مختلف عن كل الرجال، بحبك عشان ثقفتك وتفتح عقلك وفهمك لنجاحى وأحلامى اللى بتعب عشانها سنين فاتت، حبتك عشان لما أتجوزتنى أحترمتنى وحافظت على كرامتى وأنوثتي وعمرك ما جرحت كبريائي حتى قبل ما تحبنى

كان يستمع لحديثها باهتمام لكن نبرتها كانت مُختلف أكثر جدية عن كلمات حديثها الرومانسي، لم تكن نبرتها دافئة بل جدية قوية فقال:-

-في أيه يا عهد....

قطعته بنفس النبرة مُتابعة حديثها لتقول:-

-إياك يا نوح تستغل حبي دا وتيجى عليا، أوعاك تقسي عليا عشان عارف أنى دايمًا مسامحة وعاشقة.. أنا بستقوى بعشقك محبش أجى أبدًا فيوم وأضعف بيه

تأكد من كلماتها هذه المرة بأن هناك ما يحدث مع زوجته وهذه التحذير أطلق العنان للقلق لكى يطرق أبواب قلبه وأفكار عقله بدأت تدور في ذهنه، أغلقت الاتصال معه ليضع الهاتف على سطح المكتب ثم قال:-

-فيكِ أيه يا عهدي

تابع عمله وعقله شارد بها ...


 

أغلقت “عليا” الهاتف مع “يونس” و “عهد” ثم ألتف لكى تدخل من التراس للغرفة لتجد “عمر” يخرج من المرحاض بعد أن أخذ حمام دافيء ويجفف شعره بالمنشفة الصغيرة ويقول:-

-أطمنتى على يونس يا ستى

أومأت له بنعم ثم أحضرت المجفف ووقفت أمامه لتنزع المنشفة عنه وتبدأ تجفف شعره بالمجفف وأصابع يدها الأخر تتغلغل بين خصلات شعره الناعم ليرفع نظره بهذه الزوجة مسحورًا بجمالها وشعرها القصير يداعب عنقها بلطف ووجهها نقى بدون مساحيق التجميل مُرتدي فستان بحمالة ملأ بالألوان الكثير الربيعي وطويل يصل للأرض، رفع يديه إلى خصرها يحاصره بنعومة فنظرت “عليا” إليه وقالت:-

-هننزل نتعشي للعلم!!

تبسم بخفوت على زوجته وهى تعلم ما يريده ليجذبها إليه من خصرها فأغلقت المجفف ويديها الأخر تسللت من شعره إلى عنقه وقال بنبرة هامسة:-

-نطلب العشاء هنا

تأففت بضيق من وسامته وسحر عينيه الذي يوقعه عليها فقالت:-

-يااااااااا أنت جميل أوى وبتتعمد تضعف موقفى ولئيم تعرف كدة؟

ضحك بخفوت على حديثها ثم قال:-

-اه عارف

أنحنت قليلًا إليه ثم وضعت قبلة على جبينه وقالت:-

-أنت جميل أوى يا عمر ولولا عمر علاقتى بعهد ما كانت هتتصلح كدة وكنت هخسرك عمري كله

جذبها من ذراعها لتجلس على قدمه وقال:-

-يعنى أستاهل مكافأة

أنهى جملته ونقر بسبابته على وجنته لتبتسم بلطف عليه ثم أقتربت لتضع قبلة على وجنته ليدير رأسه سريعًا خاطفًا قبلته منها .....

___________________

كانت “عهد” جالسة مع “يونس” ببهو المنزل وتلعب معه بالألعاب ومعهم “ليلى” وكانوا يضحكون بسعادة كأنهم عادوا أطفال ذو الخمس سنوات فجاءت “تاج” من الأعلى ورمقتهم بنظرها ثم قالت:-

-والله اللى يشوفك ميشوفكيش وأنتِ بتخطبي جدام الناس

رفعت “عهد” نظرها إليها وكادت “ليلى” أن تجيب عليها لتمنعها “عهد” قبل أن تتحدث حيث مسكت معصمها ثم قالت ببرود:-

-أبقى فكرنى يا ليلى أروح أشترى هدوم واسعة عشان بطنى بدأت تكبر مع انى لسه في الأول

أستشاطت “تاج” غيظًا من حديثها وهى تشعر بأن “عهد” تقذف الحديث إليها فوضعت يدها على يد بطنها بتوتر وألتفت لكى تغادر، تحدث “عهد” بجدية:-

-أهدى يا ليلى وكبرى بس خدى حذرك منها البت دى حرباية ومتصدقيش دموع التماسيح اللى بتنزلها

نظرت “ليلى” بقلق على الدرج حيث صعدت “تاج” إلى غرفتها مرة أخرى، قطعهما دخول “نوح” من باب المنزل فتبسم إليها بلطف وصعد إلى غرفته فوقفت كى تصعد خلفه وأستوقفها صوت “ليلى” تقول:-

-كلميه يا عهد براحة من غير نرفزة وعصبية أرجوكِ

أومأت “عهد” إليها بنعم وتركت “يونس” لها ثم صعدت الدرج وعندما دخلت “عهد” إلى غرفة نومها كان “نوح” نزع عمته وبدلت عباءته ببنطلون أسود وتي شيرت رمادي فاتح وفور رؤيتها تبسم بإشراق مُشتاقًا لزوجته بعد يوم عمل طويل وقال:-

-أتوحشتك

قالها وهو يسير نحوها حتى وقف أمامها ووضع قبلة على جبينها لترفع نظرها إليه وقالت:-

-وأنت كمان يا نوح وحشتنى.. هتتعشي

قالتها بأرتباك من بدأ الحديث معه فأستوقفها “نوح” قبل أن تخرج من الغرفة عندما مسك يدها وقال:-

-تعالى بس أهنا أنا اتعشيت مع العمال في المحجر

أخذها إلى الأريكة وجلس مُنتظر أن تبدأ الحديث ويحدق بها فقالت:-

-بتبص ليا كدة ليه يا حبيبى

ضحكت “عهد” بتوتر أكبر من نظراته المُسلطة عليها فقال:-

-أنا مستني أسمع اللى عندك

تبسم لها بلطف بينما هي ألتزمت الصمت تخشي بدأ الحديث فتابع “نوح” حديثه:-

-وا يا عهد أتحددى هتفضلى ساكتة من الصبح أكدة

تنهدت بقلق ليأخذ “نوح” يدها في راحة يده بلطف يشجعها على بدأ الحديث فقالت بتلعثم:-

-بصراحة عايزة أقولك حاجة.. لا لا هو مش مجرد كلام هو قرار مهم لازم نأخده سوا ... بص هو مش قرار أنا عايزة أخذ رأيك في حاجة تخصنى

مسح “نوح” على رأسها بنعومة ولطف لكى يهدأ من توتر ولعثمتها في الحديث ثم قال:-

-من غير مجدمات يا عهد خشي في الموضوع على طول يا حبيبة قلبى

خرجت تنهيدة قوية من صدرها ثم رفعت نظرها بعينيه وقالت:-

-أنا جالى فرصة شغل كويسة جدًا وكنت بستناها من يوم ما دخلت الكلية

أومأ “نوح” بنعم مُستمعًا إليها وقد بدأ يفهم ما تولح عليه لتتابع حديثها بتوتر قائلة:-

-أنا جالى فرصة أنى أقدم نشرة أخبار التاسعة

سألها “نوح” بجدية قائلًا:-

-وطبعًا القرار اللى عايزة تأخدي رأيّ فيه هو سفرك للقاهرة

هزت رأسها بنعم ليترك يدها فنظرت “عهد” إلى يدها بعد أن تخلت يده عنها وتغيرت ملامح وجهها للقلق بعد فعلته، وقف “نوح” من مكانه وسار بالغرفة وهو يفكر بينما هي ما زالت تتطلع بيدها التي تركها وألتزمت الصمت ليقول:-

-عايزة تسافرى القاهرة وتعيشي هناك يا عهد ويا ترى هتروحى لحالك ولا هتأخدني وياك ويا تري لما نروح هناك هنرجع بعد جد أيه عشان شغلى وأهلى اللى هنا .. شهر ولا أتنين ولا ستة

رفعت نظرها إليه وهى تقف من مكانها وتسير خلفه قائلة:-

-يا نوح دى فرصة متتعوضش وعيشت أحلم بيها عمرى كله...

قطعها “نوح” وهو يلتف إليها غاضبًا قليلًا:-

-وبيتك وجوزك مش من ضمن أحلامك ولا جررتى يا عهد تهدمى البيت وتهملى جوزك عشان الحلم

أقتربت خطوة منه وقالت:-

- دا خطوة مهمة في حياتى المهنية يا نوح بلاش تهدم مستقبلى وأحلامى

أجابها بسخرية شديدة قائلًا:-

-مستجبلك وأحلامك!!، أنا مهدمتش حاجة يا عهد ولا وجفت في طريج نجاحك وأحلامك كيف ما بتجولى بالعكس أنا بسفرك في كل مرة بيكون عندك حفل توقيع أو ندوة وبجبلك كل اللى محتاجة عشان تصوري فيديوهاتك وتكبر جناتك على اليوتيوب ومجولتش لا، كل دا وتجولى أنا بهدم أحلامك وواقف في طريج مستقبلك بلاش تكونى ظالمة يا عهد وكيف ما أنتِ مهتمة بأحلامك ونجاحك أهتمى ببيتك وجوزك وأديهم ربع أهتمامك بطموحاتك

أتسعت عيني “عهد” على مصراعيها من حديثه لتقول:-

-معقول دا، طلعتنى مهملة ومش مهتمة ببيتى وجوزى

تمالك “نوح” غضبه ثم قال:-

-أسمعى يا عهد عشان لا أتهمك ولا أجى عليكى الحديد في الكلام دا منتهى مفيش سفر للقاهرة وبطلى أنانية وتفكرى في نفسك بس وفكرى في حياتى أنا كمان ومسؤوليتى هنا

غادر الغرفة غاضبًا في حين أن “عهد” تمتمت بصدمة قاتلة ألجمتها قائلة:-

-أنانية....

google-playkhamsatmostaqltradent