Ads by Google X

رواية عشقت من الصعيد الفصل التاسع 9 - بقلم حنين عماد

الصفحة الرئيسية

رواية عشقت من الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم حنين عماد

رواية عشقت من الصعيد الفصل التاسع 9

يكون الحمل خفيفاً حين يحمله اثنان ويلتئم الجرح سريعاً حين يجد يداً تُداويه .. يرتاح القلب بقرب من تألف الروح لهم وتأنس بوجودهم وهي وجدت وسطهم الأُلفة والونس والدفئ الذين كانت قد افتقدتهم .. وجدت أختاً وصديقاً وعائلة .. تخرج من حمام غرفتها وهي تجفف وجهها وتبتسم .. ها هي قضت اسبوعاً اخر بذلك المنزل .. ذلك المنزل الذي اقسمت على مغادرته لتتبدل كل حساباتها بتلك الرسالة المشؤومة التي وصلتها وأجبرت عقلها على اللجوء لظلام اللا وعي هرباً من تلك الدوامة التي وُضعت فيها .. تتذكر ما حدث وتتذكر كلامها معه الذي غير كل شئ
*فلاش باك*
ما اصعب ان تتقمص دور لا يعكس حقيقتك .. ان ترتدي قناع القوة طوال الوقت لتُخفي ضعفك .. ان تُداري هشاشة قلبك وراء ستار من اللا مبالاة .. لكن الاصعب انك وحدك من يعلم بمدى ضعفك وبمدى هشاشتك .. وحدك من تغرق كل ليلة في احزانك .. وحدك من يرى كيف تتفجر دموعك بقلبك .. ألم كبير لا يحس به غيرك وجرح عميق لن يداويه سواك لأنه ببساطة لن يُجدي اي شئ قد يقوله شخص لك .. فهل يُجدي ان تقول للغريق "تنفس .. انت اقوى من الماء" .. ها هي تقف بحديقة السرايا ودموعها تنهمر كالشلال .. تبكي وتبكي و ما من مُنقذ من بئر احزانها .. تحس وكأنها مُقيدة بأغلال من حديد .. لا تستطيع التحرك .. لا تستطيع التفكير وكأن عقلها قد اصابه شلل .. ما ان فتحت عينيها ووجدت نفسها بغرفتها حتى هاجمها اخر مشهد رأته عينيها .. تلك الرسالة الملعونة التي دمرت خطتها للهروب .. تلك الرسالة التي اوقفتها امام الحقيقة التي حاولت تكذيبها .. هي ضعيفة .. مهما فعلت ضعيفة .. ضعيفة بدونه .. ضعيفة وخائفة .. كم تتمنى ان يعود لتحتمي بأحضانه من شرور العالم واحزان الكون .. كم تتمنى ان تشعر بيديه توضع على كتفها مخبرة إياها انه معها ووراءها ولن يسمح لأحد بأن يمسها .. انتفض جسدها حين شعرت بتلك اليد التي لامست كتفها لتُدير وجهها وتجده يقف خلفها ليردف بعدما لاحظ انتفاضة جسدها
زين: وه! .. مالك اتفزعتي إكده ليه؟ وايه اللي موجفك لوحدك إكده في نص الليل؟
إيمان(وهي تسرع بمسح دموعها): مفيش حاجة .. عن اذنك
كادت بالتحرك لتجد يده تقبض على ذراعها ووجهه تتحول ملامحه للدهشة حين اردف
زين(وهو ينظر لوجهها): انتي هتبكي؟!
إيمان(بكذب وهي تهرب بعينيها): لأ .. دي حاجة طرفت عيني
زين(وعينيه مثبتة عليها): طرفت عينك ولا طرفت جلبك؟
صمتت ولكن استعمر الحزن وجهها .. لمعت عينيها بالدموع ليردف هو بنبرة قلقة وضحت بها لهفته عليها
زين: مالك يا إيمان؟ .. مين اللي اتجرأ يخلي عينك تنزل منها دموع؟ .. وعزة وجلالة الله لو اعرفه لدفعه تمن دموعك ديه غالي جوي
ارتجف قلبها من جملته التي لمست فيها الصدق وازداد ارتجافته حين لاحظت انه ولأول مرة يقول اسمها فطوال المدة السابقة كان يُناديها ب"بت عمتي" .. نظرت له وقد لمعت عينيها بالدموع لتردف بنبرة يشوبها الضعف
إيمان: وحشني
زين: هو مين؟
إيمان: بابا
تنفس زين من داخله بارتياح حين نطقت تلك الكلمة المكونة من اربع أحرف حرروه من جحيم الغيرة الذي كاد ان يبتلعه .. فمجرد تفكيره ان سبب حزنها هو اشتياقها لأحد الرجال كفيل بإحراق روحه .. نظر لها زين واردف بنبرة هادئة مواسياً إياها
زين: الله يرحمه
هربت دمعة من عينيها لتردف
إيمان(بنبرة متألمة): حاسة ان جزء كبير مني مات معاه .. وحشني كلامه وهزاره وضحكه معايا .. انا لسة ماشبعتش منه .. لسه عايزاه ومحتاجاه في حياتي .. لسة عايزاه يشوفني وانا بنجح اكتر في شغلي .. لسة عايزة اشوفه فخور بيا بعد كل قضية بكسبها .. لسة عايزاه يكون جنبي في فرحي ويسلمني لعريسي .. عايزاه يقف قدام اوضة العمليات وانا بولد ويقعد يدعيلي ان ربنا يقومني بالسلامة .. عايزاه يشيل عيالي ويلعب معاهم .. لسة عايزاه يكون معايا 
زين(بنبرة هادئة): استغفري ربك انتي إكده بتعترضي على جدره
إيمان(وهي تأخذ نفساً عميقاً): اللهم لا اعتراض .. انا راضية بس غصب عني لسة مش قادرة اصدق ان دا حصل .. عارف, انا متمسكة بالحزن علشان دي الحاجة الوحيدة اللي محسساني انه لسة معايا .. لو بطلت احزن عليه هبقى كدا نسيته
زين: مين جال إكده .. انتي بحزنك ديه محزناه .. انتي ماتعرفيش ان بُكاكي ديه وزعلك بيزعلوه .. تفتكري هو هيكون مبسوط وهو شايفك إكده هتبكي
هزت إيمان رأسها نافية وكأنها طفلة صغيرة تُجيب أبيها عن سؤاله .. سرحت إيمان بنظراتها لتردف
إيمان: انا بابا ماكانش  وحش .. ماكانش  يستاهل انه يتطرد من البيت ومن البلد .. ماكانش  يستاهل انه مايترحبش بيه .. ماكانش  يستاهل انه يعامله كدا .. لو بابا كان وحش ماكانش  خالو ساعد ماما انها تهرب ليه .. لو بابا كان وحش ماكانش خالو حط ايده في ايد بابا وجوزه ماما علشان يمنع ان حد يشكك في صحة الجوازة .. لو كان وحش ماكانش  خالو ساب ماما في محافظة تانية بعيدة عنه وهو مطمن انها في حما راجل
هز زين رأسه واردف بنبرة هادئة متفهماً ما تشعر به
زين(موافقاً): عارف .. ابوي ياما حكالي عنيه وكان نفسي اجابله بس جدك كان الكبر واخده .. اني مابجولش ان جدك مش غلطان بس ربنا بيسامح وبيغفر لعباده لما بيشوف ندمهم .. وجدك ندم 
إيمان(بحدة): ندم! ندم على ايه؟! على انه طرده اكتر من مرة من بيته لحد ما ماما بقت هي اللي ترفض تيجي البيت هنا علشان تحافظ على كرامة جوزها .. ولا ندم على انه كان محسسه بالذنب دايماً وانه السبب في فراق ماما عنه .. ندم على ايه؟! على انه ماحبنيش .. على اني بقالي 27 سنة عايشة وولا مرة حضني فيهم .. على انه مافكرش يسيب كرامته وكبره على جنب ويجي ويقول انه عايزني في حياته .. على انه ماحاولش مرة واتنين وتلاتة وعشرة .. هو انا ماستاهلش يحاول علشاني؟ .. ماستاهلش يحبني؟
تألم قلب زين بقوة مع كل كلمة كانت تنطقها .. كان الألم يعتصره حين احس بضعفها يسكن نبرتها .. ذلك الضعف الذي لم يلمحه ابدا فيها من قبل ظهر امامه بقوة .. هز رأسه واردف بصدق
زين: تستاهلي
إيمان(بنبرة ضعيفة ودموع تلمع بعينيها): اومال هو ليه ماحبنيش؟ ليه ماحاولش علشاني؟ لو انا فعلاً كويسة ليه ماقبلنيش في حياته .. تعرف, انا من 5 سنين اتشخصت اني عندي اكتئاب .. تخيل انت واحدة عندها 22 سنة وبتروح لدكتورة تعالجها من الاكتئاب اللي هو كان سببه .. الدكتورة قالتلي ان رفضه ليا حسسني اني مليش قيمة وماليش لازمة وعلشان كدا قررت اني اثبت العكس .. بطلت اكل كتير وانام كتير .. بقيت بلعب رياضة واركز في دراستي لحد ما اتخرجت وانا الاولى على دفعتي .. بقيت ناجحة في شغلي وكل مادا كنت عايزة انجح اكتر واكتر علشان اثبتله اني مش محتاجاه علشان اكون حاجة كبيرة .. مش محتاجة اي حد سامعني .. انا مش محتاجة اي حد
قالت الجملة الاخيرة بقوة كاذبة وبصوت منفعل ليقوم هو وبدون كلمة واحدة بجذب ذراعها بقوة لترطدم بصدره العريض لتتفاجئ انها اصبحت بين احضانه .. اخذت تحاول دفعه ليردف هو ينبرة آمرة
زين(وهو يحكم ذراعيه حولها): شششششش ابكي يا إيمان .. ابكي وماتخافيش اني چنبك ومعاكي .. مفيش مخلوج يجدر يمسك
كلماته البسيطة كانت زر الانطلاق لدموعها التي تفجرت بقوة .. تقهقرت قوتها الواهية لتقع ارضاً على ركبتيها وهي مازالت بداخل احضانه ويديها متمسكة به لتبكي وتبكي وتبكي حتى هدأت روحها وانسحبت دموعها .. لا تعرف كم بقيت داخل احضانه ولكنها تعرف جيداً ان وجهها الذي تلون من ثواني بسبب بكاءها تلون الآن من فرط خجلها .. اخرجت رأسها من حضنه وقد تمكن ارتباكها وخجلها منها .. لاحظ هو خجلها وارتباكها الذي يُطابق ارتباكه مما فعل .. لا يعرف كيف فعل ذلك ولكنه لم يستطع تحمل نبرتها التي يسكنها الألم .. نظر لها لثواني قبل ان يردف
زين(وهو يسمح لها بالخروج من احضانه): احم, بجيتي زينة؟
هزت إيمان رأسها وهي مازالت تحاول الهرب بعينيها منه ليبتسم هو ابتسامة بسيطة مردفاً
زين(بنبرة خفيفة): تعرفي ان دي اول مرة نتكلموا فيها من غير خناج
إيمان(بابتسامة بسيطة): معاك حق ..(صمتت قليلاً ثم نظرت له لثواني لتردف).. شكراً
زين(بابتسامة بسيطة وهو ينظر لها): العفو يا بت عمتي
إيمان(وهي تقف): احم, عايز حاجة؟
زين: لاه .. تصبحي على خير
إيمان: وانت من اهله
تحركت إيمان خطوتين ليناديها زين وقد انتفض قلبه حين تذكر كلامها عن العودة للقاهرة
زين: إيمان ..(لفت وجهها له ليردف هو بنبرة يشوبها التوجس).. انتي لسة مصممة ترچعي القاهرة؟
إيمان(بعد صمت قصير وهي ترفع كتفيها): مش عارفة
زين(وهو يقف ويتقدم منها): خليكي إهنيه .. احنا عيلتك وناسك واهلك .. ماينفعش نتفرجوا بعد ما ربنا چمعنا
فكرت إيمان لدقائق مرت عليه وكأنها اعوام .. اصبحت لا تريد العودة .. اعتادت على المكان وعلى البلد .. اعتادت على الفطور الصباحي مع عائلتها وقضاء اليوم معهم .. لا يمكنها ترك كل ذلك وتعود وبالأخص الآن .. نظرت له لتردف بنبرة خفيفة
إيمان(بابتسامة ومزاح): بس خد بالك كدا المعارك هتزيد
زين(وهو يبتسم بفرحة وضحت بصوته): لاه خلاص هنعملوا هدنة
إيمان: هدنة؟!
زين(وهو يفرد يده امامها): ايوة .. موافجة؟
إيمان(بابتسامة وهي تصافحه): موافقة
زين(وهو ينظر لعينيها): تمام
إيمان(وهي تبادله نفس النظرة): تمام
*عودة*
تبتسم وقد تذكرت كلامه الذي احست فيه برغبته ببقاءها .. تلك الرغبة التي جعلت موازينها تنقلب وتلغي كل فكرة سكنت رأسها عن الذهاب من ذلك المنزل .. عن الذهاب بعيداً عنه .. اااا اقصد عنهم .. عنهم جميعاً .. فـ ليس هو من غير رأيها ولا هو من اصبحت تستيقظ مبكراً لتراه .. ليس هو السبب في وقوفها كل ليلة في شرفتها حتى تطمئن انه عاد للمنزل فهي تحب التطلع للقمر وللسماء السوداء الشبيهة لعينيه ... اوف لا لا ليست شبيهة له .. لا شئ شبيه لشئ .. فـ على كل حال ليس هناك معنى لإبتسامتها التي ترتسم على وجهها بمجرد ان تراه .. ليس هناك معنى لدقات قلبها التي تتواثب بمجرد ان تلمحه .. وبالتأكيد ليس هناك معنى لحبها للشاي بلبن الذي تضاعف منذ ان عرفت انه يحبه ايضاً .. لا معنى على الإطلاق

 
على مسافة ليست بكبيرة من سرايا المنياوي وبدار يضاهي تلك السرايا في جماله ومساحته الكبيرة يقف بشرفة غرفته كما يفعل كل يوم طوال خمس سنوات الماضية .. ينتظر ان تخرج لشرفتها عساه يلمح طيفها .. عساه يراها ويُشبع عينيه منها .. عساه ينال نظرة شفقة ولكن ذلك لم يحدث أبدا .. وربما لن يحدث .. يعلم فداحة خطأه .. يعلم انه اذنب ذنباً كبيراً لن تغفره .. يعلم ان قلبها الذي شب على حبه الآن يعيش ويقتات على كره كل لحظة جمعتها به .. لم يجرحها فحسب بل قتل روحها .. جعلها تعرف معنى كلمة كره .. اصبح قلبها يدعو ان يكون حاملاً للمظلة إن كانت السماء تُمطر غفراناً .. اصبحت تكره رؤياه وسيرته وذكرياته التي تقتات من روحها .. اصبحت تكرهه .. يعلم كل ذلك ويعلم ان ذلك اقل مما يستحق ولكن هل سيبقى على حاله ام ستُفتح أبواب الماضي لتنكشف حقائق مُوجعة له وقاتلة لها ولكن لابد من انكشافها عساه ينال غفرانها وينعم قلبيهما بسعادة القرب بعد الفراق لسنوات عجاف
////////////////////
بغرفته المجاورة لغرفتها وقف هو امام المرآة يتطلع لهيئته بعد ان غير ذلك الجلباب للمرة الثالثة .. في كل مرة يهمس عقله قائلاً هناك افضل .. هناك اجمل .. لا يعرف متى اصبح يهتم لمظهره بذلك الشكل المبالغ به فهو كان يرتدي أي جلباب يقع تحت يده ولكنه الان تغير .. اصبح يريد ان يظهر بأبهى صورة .. نعم فهو ابن عمدة البلد ليس هناك سبباً آخر .. ليس لأن هناك زوج من الأعين هم فقط من يهتم لأمرهم .. وليس لأنه ينتظر نظرة اعجاب قد تسكنهم .. ليس ذلك السبب ابداً .. حتى استيقاظه المبكر وخروجه لأشغاله خالفهم فلم يعد يتحرك من المنزل إلا بعد فطوره العائلي فهو يجب ان يأخذ راحته في النوم ويتغذى جيداً .. نعم ذلك هو السبب .. ماذا؟ كاذب؟! .. حسناً حسناً يعترف .. يعترف انه اصبح لا يعتبر ان الشمس اشرقت إلا عندما يرى ابتسامتها الصافية تزين وجهها الجميل .. يعترف انه اصبح يؤخر نفسه عن قصد حتى يخرج من غرفته في نفس وقت خروجها ليُمتع عينيه برؤيتها قليلاً .. يعترف انه ادمن الفطور وعينيه تسترق النظرات لها .. يعترف ان نبضات قلبه تتبعثر كلما رآها او لمح طيفها او حتى مرت بعقله .. أي لعنة اصابته؟! .. اي سحر قوي قد تمكن منه؟! .. كيف ومتى اصبح متيم بها بذلك الشكل .. يأخذ نفساً عميقاً ويتنهد وعقله منشغل بها .. هل تشعر بما يشعر به .. هل تحس بمشاعره التي تعتمر صدره .. هل يؤرقها طيفه مثلما يمنع طيفها عينيه من النوم .. هل يزور احلامها مثلما تسكن احلامه .. يغمض عينيه بقوة وهو يلعن ذلك القلب اللعين الذي لا يستطيع تحجيمه .. كلما حاول السيطرة عليه أفلت منه مُلقياً نفسه اكثر في بحر عشقها .. كلما حاول تذكيره بتلك المكالمة التي سمعها باليوم الثاني لها بذلك البيت والتي تُعاد في رأسه كالتسجيل مراراً وتكراراً مشعلة نار غيرته اكثر واكثر وجده يسرح بذكرياتهم التي يتخللها المناوشات والمعارك والنظرات الحادة والتي تحولت مؤخراً لنظرات دافئة وكلام جميل وإن كان قليل .. كلما اشتعلت ناره من فكرة وجود رجل آخر بحياتها اطفأتها ذكرى ذلك الحضن الذي كلما مر بعقله اربك نبضات قلبه وجعلها تدق بقوة كالطبول .. حسناً ذلك ليس حلاً .. عليه ان يحدد موقفه .. عليه ان يعرف أتحبه ام لا .. عليه ان يعرف عله يرتاح .. خرج من غرفته وتحرك لغرفتها وانفاسه ثائرة بصدره .. دق على بابها بقوة لتخبو تلك القوة بل تختفي حين لمحها تفتح الباب وتظهر من خلفه وقد ارتدت فستان من اللون الرمادي الفاتح الذي يتداخله نقاط بيضاء صغيرة ويزينه شريطتين من اللون الاحمر عند ياقته وخصره ليُعطيها مظهراً رقيقاً يلائمها .. سرح بها وبشعرها المائل للبنية والمُنساب بحرية على كتفيها وعنقها المزين بعقد من اللؤلؤ الابيض المماثل لـ الؤلؤ المرصوص بمثالية بين شفتيها الكرزيتين
إيمان: فيه حاجة يا زين؟
اخرجه صوتها من هيامه بها ليردف
زين(بانتباه): ها .. اه .. هو ..
إيمان: فيه ايه يا زين؟ حصل حاجة؟
اللعنة على زين وعلى اسمه .. توقفي عن قول اسمي بتلك الروعة .. توقفي الآن
زين(وهو يحاول التركيز): اني كنت عايز اسألك سؤال مهم
إيمان: سؤال ايه؟
اخذ زين نفساً عميقاً وكأنه على وشك الغوص ولكن قبل ان ينطق لسانه صدح صوت صرخة ورد التي ستخبرهم بما وجدت والذي سيُزلزل سرايا المنياوي ويقلبها رأساً على عقب
///////////////////
بمكان آخر في محافظة القاهرة وفي إحدى الشقق المفروشة يرفع أمجد هاتفه على اذنه وملامح القلق والرعب ترتسم على وجهه
امجد: والله يا باشا انا..
…(مُقاطعاً بحدة): انت غبي .. بعملتك السودا دي هتفتح عيون كتير علينا
امجد(بتبرير): انا كنت بس عايز اخلص الحكاية
…: انت تبطل تفكر خالص وتنفذ الأوامر وبس انت فاهم
امجد: حاضر يا باشا
…: البت دي لازم تسكت بأي تمن .. والورق اللي اخدته لازم يرجع .. لو عايزة فلوس قولها انها اللي عايزاه واكتر
امجد: بس يا باشا هي مش بتاعة فلوس .. اصلها من بتوع الضمير الصاحي
…(بنبرة يشوبها التهديد): يبقى تشوف طريقة تخلي ضميرها دا ينام بدل ما انيمك انت وهي النومة الابدية .. فاهمني؟
امجد(وهو يبتلع ريقه): فاهم يا باشا .. ماتقلقش انا هتصرف
اغلق أمجد الخط مع ذلك الرجل وهو يبلع ريقه برعب ليردف بشرود
امجد(بتوعد وشرود): مش بعد كل دا هتهدي اللي بنيته .. مش هسمحلك .. مش هسمحلك يا إيمان

 
يندفع ممدوح لمنزل المنياوي بلهفة ودقات قلب متواثبة .. مازالت تتكرر جملة ذلك الغفير بأذنه عن وجود قمر بمنزل المنياوي بعد ان عثروا عليها فاقدة للوعي بحظيرة المنزل .. دخل ممدوح المنزل ليردف بلهفة وعيونه تبحث عنها بكل شبر
ممدوح(بلهفة): في ايه؟ ايه اللي حوصول؟ فين جمر؟ ايه اللي حصلها؟!
سالم: اهدى يا ولدي
ممدوح: اهدى كيف؟ ايه اللي حوصول لخيتي؟ هي فين؟
صالحة: في الاوضة دي
اندفع ممدوح ناحية الغرفة التي اشارت خالته نحوها لتتيبس قدماه بالأرض ما ان فتح الباب ووجد اخته بذلك المنظر .. فستانها ممزق وعليه بقع دماء .. شعرها منثور بعشوائية .. وجهها مُلطخ بالتراب وجسدها فاقد لكل معالم الحياة .. سيطرت عليه الصدمة كلياً ولم يفق سوى على صرخة والدته التي تتبعته بلهفة لرؤية ما حدث لإبنتها لتتفاجئ بها بذلك المنظر الذي اوقع قلبها
صابرة(بلهفة وهي تندفع نحو جسدها المدد على السرير): بنتااااااااي ..(ثم اخذت تربت بلهفة على وجهها وهي تردف بدموع).. جومي يا جمر .. جومي يا جلبي
اندفعت دعاء هي الاخرى نحو قمر بلهفة ناسية كل ما فعلته بها ومتذكرة فقط انها ابنة خالتها واخت زوجها .. تربت على وجهها بلهفة وتمسك بزجاجة العطر في محاولة بائسة لإفاقتها بينما تحرك ممدوح بهدوء مميت ناحية سالم ليردف بنبرة مرعبة
ممدوح: مين اللي عمل فيها إكده؟
سالم: مانعرفوش يا ولدي, ديه ورد الصبح داخلة الزريبة لاجتها بالمنظر ديه نجلناها الاوضة وشيعتلك الغفير
زين(بنبرة قوية): هنعرفه يا ممدوح ووحياة ابوي لدفعه التمن غالي
ممدوح(بنبرة متوعدة ومرعبة): لاه .. اني اللي هاخد روحه بيدي
دعاء: جمر فاجت يا ممدوح .. فاجت يابوي
صرخت بها دعاء حين استجابت قمر اخيراً لمحاولاتهم وبدأت بفتح عينيها ببطئ
قمر(بنبرة خافتة): اني فين؟ ايه اللي حوصول؟
قالتها وهي تنظر حولها لتصرخ فجأة وهي تتمسك بوالدتها
قمر(بصراخ هستيري): لاااااااااااااااه بعدوه عني لاااااااه
صابرة(بخضة وهي تضم جسدها): فيه ايه يا بتي؟ بسم الله الرحمن الرحيم
قمر(بدموع كثيرة ونبرة منفعلة): لااااااااه حرام عليك ليه إكده ليه؟!!!!
رحمة: اهدي يا جمر .. لا إله إلا الله
قمر(بصراخ ودموع): سرج شرفي يامااااااااا
لطمت دعاء بكفيها وصُدم الجميع من جملتها ليتقدم منها ممدوح بانفعال مردفاً
ممدوح(وهو يجذبها من شعرها بحدة): انتي بتجولي ايييييييه؟!!! مين اللي عمل فيكي إكده؟! انطجي ل اطلع روحك في يدي
صابرة(وهي تحاول تخليص دعاء من يده): مش إكده يا ولدي .. سيب خيتك
صالحة(وهي تحاول جذبه): بَعِد يا ولدي هتطلع روحها في يدك
ممدوح(بعيون حمراء وغاضبة): مش جبل ما تجول مين اللي عمل فيها إكده .. انطجي .. جولي مين؟
قمر(بنبرة منكسرة): زين
قالتها وهي تنظر لزين الذي تصنم مكانه وهو ينظر لها بينما جحظت عيون الجميع مما تقوله .. زين هو من فعل بها ذلك؟!!! كيف ومتى وهل ما ستقوله صحيح ام خطة مُحكمة منها؟ .. هل ستنجح في جعلهم يصدقون إدعاءها ام ان هناك من سيكشف كذبها لتُكشف الحقيقة .. هل ستصدقها ام ستنصره بأفعالها لتقول انها بالفعل عشقت من الصعيد

google-playkhamsatmostaqltradent