Ads by Google X

رواية "لن نفترق " الفصل الأول 1 بقلم الكاتبة منة الله مجدي

الصفحة الرئيسية
  رواية "لن نفترق "   بقلم الكاتبة منة الله مجدي 


 رواية "لن نفترق " الفصل الأول 1


هبطت همسة الدرج و كلمات طبيبها مازالت تتردد في اذنيها
تتذكر جيدا كيف تحدث في اسي وحزن
الطبيب :همسه انا اعرفك من امته
تمتمت همسة بخفوت يغلفة التوجس
همسه:من 26سنه من لما فتحت عيوني علي الدنيا يا دكتور
بدا صوته في الاختناق ولكنه حاسم في نفس الوقت .....ناظراً اليها في الم
الطبيب : ورم في المخ ياهمسه ومفيش اي اختصاصي هنا شايف امل ولو صغير
وابتعد بعينيه سريعا عنها فايقنت انه كاد يبكي
شعرت بقلبها يتجمد.....نعم هي طبيبة وتعلم ما هو المرض الذي راودتها اعراضه ولكن يبقي الامل يسيطر علي ابن ادم حتي يغلق عيناه عن الحقيقة
همست في اسي
همسه : مفيش امل؟؟!!
اردف الطبيب حازماً ...مشفقاً في ان واحد
الطبيب : للاسف
تابعت تسال في هدوء
همسة :انا فاضلي قد ايه يادكتور؟
زاغ ببصره بعيداً عنها وهتف في آلية
الدكتور :انتي طبعا عارفه ان الاعمار بيد الله بس مش كتير يعني بالكتير اوي 6 شهور
او اكتر شويه صغيرين
تطلعت اليه وذهنها يعصف بالكثير والكثير من الاسئلة التي لم تكن تجد لها اجابة ثم هتفت شاكرة له بابتسامة حاولت ان تبديها بصعوبة
هتف الطبيب في هدوء وهو يدون بعض الاشياء في ورقة ما امامه
الدكتور:بصي يابنتي انا هكتبلك علي ادويه
ودي تاخديها كلها اول ما تحسي باي صداع
وخدي بالك بعد فتره مش هتعمل اي حاجه
ودي هتكون في اواخر الموضوع
حسمت امرها ورفعت راسها لاعلي تطالعه في هدوء هاتفة بنبرة مضطربة متقطعة
همسه :طيب يا دكتور حضرتك.........اقصد يعني حضرتك عارف اني دكتوره وفي ايدي حياه مرضي كتير........ممكن دا ياثر علي حياة المرضي اللي بتعامل معاهم......يعني مثلا ممكن يسببلي عدم تركيز او اي حاجه
اخبرها الطبيب بالم
الدكتور:بصي ياهمسه الموضوع دا مش هيحصل
الا لما يجيلك صداع وبس
كانت كلماته تتردد في اذنيها وكل ما يشغل بالها في ذلك الوقت هو شقيقتها.....تري ما سيحدث لهما.....تري كيف سيعيشان
اخذت تدعوا الله ان يلهمها الحل المناسب وان يطيل عمرها حتي تطمأن عليهما سويا
اثناء خروجها من العيادة اخذت هناء مساعدة الطبيب في النظر اليها وهي تتحدث مع سيدة اخري جالسة الي جانبها
فقالت باسي مشيرة الي همسة
هناء:شوفتي اهي دي ياعيني هتموت كمان ست شهور بالكتير اوي
تمتمت تلك السيدة بشفقة
السيدة الاخري : ياحرام بس دي شكلها
ميقولش انها تعبانه خالص......دي ماشاء الله عليها زي القمر ومحترمه جدا ومعاملتها كويسه اوي مع كل الناس
هناء:يلا نقول ايه ربنا يتولاها
توجهت الي عملها
واحداث الصباح تعصف بذهنها
وهي تتذكر كل الاحداث السابقة التي مرت عليها
وما ان تشعر ببعض الضعف والهلع تضع يدها علي العقد الذي يزين جيدها حتي تستمد منه قوتها
تلك العادة التي لم تفارقها منذ الطفولة حينما تشعر بالخوف.....وكانها مصدر طاقتها وقوتها
عادت الي المنزل بعدما انتهت من عملها
وقفت تحضر الطعام في شرود
وبعد عدة ساعات سمعت صوت الباب يُفتَح
وبعدها صوت شقيقتها المرتفع تهتف في ارهاق
نسمه:جعااااانه
ابتسمت همسة لطريقة شقيقتها ثم تابعت في هدوء
همسه :وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
ايه يابنتي في حاجه اسمها سلام عليكم
تابعت نسمة بنفاذ صبر
نسمه: طيب ياستي سلامو عليكم
وعليكم السلام واهلا وسهلا كمان
انا جعاااانه جعااااااانه
اردفت بسمة بعدما انفجرت ضاحكة علي طريقة شقيقتها
بسمه:الله يخربيتك فضحتينا اكليها بسرعه ياهمسه لحسن كده فضيحتنا بقيت بجلاجل
يقولوا ايه مبناكلكيش مثلا
شردت همسة قليلا وهي تفكر في شقيقتيها
وهي تسال نفسها تري ماذا سيفعلن بعد رحيلها
لاحظت نسمة شرود شقيقتها
فحركت يداها امام عينا شقيقتها يمنة ويسرة
نسمة: هيييه روحتي فين ياتري بتفكري في مين
حاولت همسة ان تبدو طبيعية راسمة ابتسامة هادئة علي شفتيها
همسه :هكون بفكر في مين ياختي يعني
بفكر في الاكل اللي هيتحرق
ثم ركضت سريعاً الي المطبخ بعد ان تسللت الي انفها رائحة احتراق الطعام
توجهت الفتاتان لتبديل ملابسهما
وعادا لمساعدتها ثم جلسا سويا لتناول الطعام وهما يقصان علي همسة ماحدث معهما طوال اليوم كعادتهما......انهين طعامهن وتوجهت كلا منهما لغرفتها .......اما همسة فعادت لاكمال اعمالها
وبعد انتهائها دلفت كعادتها لغرفتها للصلاة عندما تشعر بالخوف او بالحيرة
وبعد انتهاء صلاتها ذرفت الكثير والكثير من الدموع
وهي تدعوا الله ان يلهمها الصبر ويطيل في عمرها قليلا كي تطمأن علي شقيقتيها.... لا بل طفلتيها
تنهدت باسي وهي تتطلع الي صورة والداها
وهي تتذكر ذلك اليوم اللعين الذي فقدت فيه كل شئ......تدافعت الي ذاكرتها يوم وفاتهما المفجع المرير بالتفصيل
صيق الوالد عيناه زاماً شفتاه يسأل طفلته بتوجس
الاب: مالك يا هموستي
ارتسمت ابتسامة مزيفة علي شفتيها وتابعت في هدوء
همسه:مليش يابابا منا كويسه اهو الحمد لله
رفع حاجبه يرافقه ارتفاع نصف شفتيه في عدم اقتناع
الاب:علي بابا بردوا
ابتسمت همسة بحرج واردفت متسائلة
همسه:نفسي اعرف ليه انت اكتر حد بيفهمني وبيلاحظني
قرص وجنتيها في حبور وتابع باسماً
الاب:علشان انتي بنتي وروحي كمان
ابتسمت هي في لطف وتابعت بحبور
همسه:ربنا يخليك ليا يارب
احتضنها والدها في حنان بالغ
جائهما صوت والدتهما القلق يفصل ذلك العناق الابوي الدافئ الذي لم تكن تعرف انه سيصبح الاخير
الام:خلي بالك ياهمسه من اخواتك في اليومين دول بس علي مانرجع
ثم نظرت لطفلتيها -التوئم- وتابعت بتحذير في لهجة آمرة
وانتو يانسمه ويابسمه اسمعوا الكلام ومتتعبوش اختكوا اليومين دول
ابتسم والدهن ابتسامته المعهوده وتابع بنبرة غريبة لم يفهم مغزاها اي شخص في هذا الوقت
الاب: لا هموستي هتخلي بالها منهم العمر كله مش صح يا هموستي
اردفت همسة بابتسامة وهي تمسك بشقيقتيها في حبور
همسة : ايوه طبعا يابابا
واحتضنت والدتهم فتياتها ثم انطلقا الابوان بعد توديع اطفالهم واعطائهم بعض النصائح المعتادة بعدم فتح الباب والاهتمام لبعضهن البعض
وبعد مرور عدة ساعات
قارب اليوم علي الانتهاء وشعرت همسة بانقباض في قلبها ولم تعرف سببها فقررت التغاضي عن الامر
وبعد عده دقائق تناهي الي مسامعها رنين هاتفها
التقطته في لهفة معتقدة انهما والديها ولكن عندما شاهدت المتصل تسلل الضيق الي نفسها
همسه:السلام عليكم ورحمة الله
صرخت خالتها في الهاتف باكية
الخاله: البقاء لله
شعرت همسة بان قلبها يكاد يخرج من مكانه وكان الدم قد هرب الي قدميها وهمهمت بنبرات متقطعة
همسه : مين ياخالتو
صرخت بها خالتها الباكية
الخاله:بابا وماما ياهمسه
شهقت همسة بفزع.... وهي تصرخ بهلع
همسه :انتي بتقولي ايه
سقط الهاتف من يدها وتهاوت ارضا فلم تستطع قدماها ان تحملها
تدافعت الدموع من عيناها في صمت
واخذت تردد اللهم اجرني في مصيبتي
واخلفني خيرا منها ........انا لله وانا اليه راجعون
كان قلبها يصرخ علي فقدان احبتها
واخذت تردد بضياع وهستيرية
همسة: خلاص يعني خلاص مش هشوف بابا وماما تاني ......يعني كده خلاص .......خلاص مفيش بابا وماما.....طب ونسمه وبسمه هتعمل معاهم ايه؟
دول لسه في تانية ابتدائي هقولهم ايه
سمعت صوتهما قادماً من خارج غرفتها.....فامتدت يدها لمسح دموعها سريعا كيلا يلحظا شئ
دلفت الفتاتان بعدما استيقظا من نومهما علي صوت سقوط شئ ما
اخذت بسمة تفرك في عينيها مُردِفةً بصوت ناعس
بسمه :مالك ياهمسه انتي كويسه
ركضت نسمة ناحية شقيقتها الكبري وهي تتمتم بصوت ناعس تسالها
نسمه : انتي وقعتي
احتضنتهم همسه فقد كانت حقا تحتاج لذلك العناق لتستمد منه القوة وتشعر ببعض الامان
ابتسمت لهما ابتسامة حزينة مكسورة
همسه : لا يا حبايبي دا الموبايل وقع
زمت همسة شفتاها لاسفل وتابعت متسائلة تفتعل وجه الجرو ذلك الذي لازالت تستخدمه حتي الان بالمناسبة
نسمه:امممم طيب ممكن ننام معاكي هنا
علشان احنا خايفين
تابعت هي بابتسامة زائفة وهي تحاول مشاكستهم
همسه :هتدفعوا كام
اطرقت بسمة مفكرة ثم همست بحماس
بسمه ببراءه:اممممم هنجبلك شيكولاته كبيره ايه رايك
اتسعت ابتسامة همسة واردفت
همسه: تمام جدا
امسكت بيدهما الصغيريتن وتوجهن للفراش دثرتهما وظلت الي جانبهما حتي خلدا الي النوم
وبعد عدة دقائق تناهي الي مسامعها صوت جرس الباب.....فتطلعت الي شقيقتيها في قلق مخافة ان يستيقظا.....نهضت مسرعة واغلقت باب الغرفة خلفها وتوجهت لفتح باب المنزل
فوجدت خالتها تبكي وهي تحتضنها
الخاله : همسه ياحبيبتي.....بابا وماما خلاص مبقوش موجودين
ثم تابعت بنبرة عادية وكانها لم تكن تبكي منذ قليل
بس ولا يهمك احنا موجودين يا حبيبتي انا وجوز خالتك وايمن كمان جمبك ومش هنسيبك ابدا
تحلت بالصمت وقتها ولكن دموعها لم تتحلي بالهدوء فكانت تنهمر من زيتونتيها كامطار في يوم شتوي عاصف......واخذت الافكار تتصارع في داخلها .......فقد كانت تفكر تري ماسيكون مصيرهن
فهي تعلم ان خالتها وزوجها وحتي ابنهما لا يحبوهم ويا ليت الامر يقتصر علي ذلك فهم لا يكرهونهم فحسب بل يتمنون لهم كل الشر
بدا الخوف والهلع يدب الي اوصالها فقد كانت تشعر بالخوف علي شقيقتيها فالاول مرة في حياتها تتحمل مثل هذه المسئولية .....لم تعرف لما ولكن جائها صوت خالتها في ذلك الوقت كفحيح الافعي......نعم لامت نفسها كثيراً ولكن لم تعرف لما شعرت بتلك الرجفة التي سرت في جسدها فجاءة
هتفت خالتها بهدوء
الخالة:ياهمسه ياحبيبتي ردي عليا انا مش عايزاكي تخافي ولا تقلقي انا عايزاكي بس تطمني وتديني حسابات البنك والفيز بتاعه بابا وماما علشان نعرف نصرف عليكوا منها ونحافظلكوا علي حقكوا ومحدش ينصب عليكوا
اردفت همسة بقو لم تعلم حتي من اين واتتها
همسه:مش وقته ياخالتو
وبعد وقت قصير
استيقظا شقيقتيها من النوم علي صوت خالتهما
تطلعت احداهما الي الاخري في قلق ثم هبطا عن الفراش وخرجا من الغرفة في خطوات ناعسة
اخذت الخالة نسمة في احضانها عنوة
ثم اردفت ببكاء شعرت نسمة بمدي زيفه
الخاله:حبيبتي كل حاجه هتعدي وانا جمبكوا انا زي ماما بالظبط
دفعتها نسمة وتوجهت ناحية شقيقتها الكبري
تسالها في حيرة
نسمه :يعني ايه يا همسة
اردفت همسة محاولة منها ان تبدو طبيعية
همسه: مفيش ياحبيبتي
هتفت بها الخالة حنق
الخاله:لا فيه يا حبييتي
ثم نظرت لهمسة بلوم وتابعت في ضيق
متخبيش عليهم ياهمسه
امكوا وابوكوا ماتوا
صاحت بها همسة في غضب
همسه:اسكتي لو سمحتي يا خالتو بعد اذنك
ثم نظرت لشقيقتيها نظرتها تلك التي تبعث فيهما الطمأنية والامان نظرتها التي لم تختلف
طالعتها الخالة بثبات حسدتها عليها همسة......فمن يراها الان لا يظن ولو للحظة واحدة ان شقيقتها لم يمر علي وفاتها ساعات....ان جثمان شقيقتها لم يشيع بعد
الخاله:مش هنخبي عليهم يا همسه.....مسيرهم هيعرفوا......هُم مش صغيرين
اردفت همسة في فضول
بسمه:هتخبي علينا ايه وهنعرف ايه
في ايه يا همسه
تابعت خالتهم بثبات
الخاله:امكوا وابوكوا ماتو
اردفت بسمة بهذيان
بسمه :انتي بتكدبي صح.......انتي كدابه اصلاً هم قالوا انهم يومين وراجعين
ثم التفت الي همسة وهي تخبرها بغضب طفولي شديد
نسمه:خليها تبطل كدب ياهمسه بابي ومامي مش هيسيبونا
لم تستطع همسة رؤية شقيتيها بتلك الحالة فتوجهت مسرعة لاحتضانهما وهي تبكي في صمت
اخذت نسمة في الصراخ وهي تهز شقيقتها
نسمه :قوليلها ياهمسه قوليلها تبطل كدب
انتي ساكته ليه قوليلها
لم تتحرك همسة بل زادت في ضمها لهما
فسمعت بسمة تصرخ بهذيان
بسمه:انتو كلكوا كدابين.....بابي ومامي هيرجعوا انتو كدابين
وابتعدت عن همسة متوجهة لهاتفها
بسمة : انا هكلمهم اهو واخليكوا تسمعوا
التقطت هاتفها وبدات تحاول مهاتفة والديها ولكن لا مجيب
توجهت ناحية همسة في صدمة وفزع واخذت تتحدث بهزيان
بسمة : هما مبيردوش ليه......هاه مبيردوش ليه ياهمسه ردي عليا
امسكت همسة بيدهم وقادتهم الي الغرفة
همسة ببكاء :بصوا يا حبابيبي بابي ومامي موجودين معانا وجمبنا اينعم احنا مش هنشوفهم بس هم معانا وجمبنا وحاسين بينا ومش هيسيبونا ابدا
وبعدين احنا مع بعض ومش هسيبكوا ابدا ابدا
انا عارفه انكوا مش مصدقين اننا مش هنشوف بابي ومامي تاني بس اقولكوا علي حاجه
لوعايزين تشوفوهم
غمضو عينكوا وكلموهم هتحسوا بيهم وكانكوا شايفينهم
ازدادت دموع بسمة وهتفت بهذيان
بسمه :بجد يعني احنا ممكن نشوفهم
اومأت همسة براسها في انكسار
بس المهم اننا منعيطش علشان لما بنعيط نبقي بنعذبهم وندعي ربنا كتيييييييير تمام
فاومأ نسمة وبسمة في طاعة ثم عمدا الي اعينها بايديهما الصغيرة وجففا دموعها وطلبا منهما عدم البكاء فأومأت باسمة في هدوء......واخذت تفكر ماذا سيحل بشقيقتيها......وكيف ستسير حياتهن

وبعد انقضاء ايام العزاء
ظلت همسه منشغلة كثيرا بين الناس وشقيقتيها
وفي اليوم الرابع تناهي الي مسامعها اصوات قادمة من المطبخ
توجهت ناحيتها ولكن استوقفها الحديث الدائر القادم من المطبخ
هتفت الخالة في حنق
الخاله: انا طلبت من همسه حسابات البنك والفيز
اردف الزوج في ضيق
الزوج:وهي قالتلك ايه
اردفت الخالة بعدم اهتمام
الخاله :قالتلي مش وقتوا وكده
تابع الزوج بنزق
الزوج:البت دي شكلها مش سهله وهتدوخنا
تابعت الخالة باسمة بامل وحماس
الخاله:احنا هنخرج العيال من مدارسهم ونوديهم مدارس عاديه وناخد كل الفلوس ونحول كل حاجه باسمائنا ونبقي بس ناكلهم وخلاص
شعرت بالخوف والاشمئزاز من كلمات خالتها فلم تستطع ان تقف ثابته فدلفت الي المطبخ في غضب
صائحة بنزق
همسه :اطلعوا بره حالا برررررررررره.....ومش عايزه اشوف وشكوا تاني
اردفت الخالة بتوتر بنبرات متقطعة
الخاله بتوتر :ايه ياهمسه اللي انتي بتقوليه دا
هتفت همسة بحزم حانقة
همسه: اللي سمعتوه لموا هدومكوا واطلعوا بره ومتورونيش وشكوا تاني....وانسي ان كان ليكي ولاد اخت......اعتبرينا متنا معاهم ومتحلميش مجرد حلم اننا ممكن اديكي اي حاجه ولا حتي اسيبلك اي حاجه اتفضلوا اطلعوا بره.....ومتجوش هنا تاني وتنسوا العنوان دا تماما
صرخت بها الخالة بغضب
الخاله :انتي هبله يابت ازاي تتكلمي كده
تابعت همسة باحتقار يغلفه الم
همسه:ايوه انا فعلا هبله لاني اعتبرتك خالتو
هبله لاني قلت دول هيبقوا مكان ماما وبابا
وهبله لاني كنت فاكراكي هتعوضينا عن غياب ماما وبابا بس الحمد لله
وبالفعل ذهبا لاعداد الحقائب وفي طريقهما للخارج
صاحت بها خالتها بغضب يشوبه الانتصار
الخاله:لو فاكره انك هتقدري تعملي حاجه لوحدك وبدون مساعدتنا تبقي غلطانه انتي هتقعي وتوقعي البيت دا كله ومش هتعرفي تعملي حاجه وهتجيلي تترجيني علشان اساعدك وساعتها مش هعملك اي حاجه
شعرت همسة بالخوف الشديد ولكنها اجابت بثقة كبير تخفي ما تشعر به
همسه :اوعدك اني مش هتكسر ومش هحتاجك في اي حاجه انا معايا ربنا
اغلقت الباب خلفهم وتوجهت الي غرفتها تبكي وهي تدعو الله ان يلهمها الصبر ان ينصرها علي خالتها كيلا تتشفي بها
في صباح اليوم التالي استيقظا نسمة وبسمة
جائتها بسمة وهي تبحث في غرف المنزل
بسمه:همسه امال فين خالتو
زفرت همسة بعمق ولم تجيب
اردفت نسمة تسأل
نسمه:انا دورت عليها في كل البيت ومش لاقياها
اشارت لهم همسة باسمة للقدوم الي جوارها
وبالفعل ذهبا وجلسا امامها فتابعت هي باسمة
همسة :بصوا بقي ياحبيباتي
خالتو عندها ظروف كده ومش هتعرف تيجي فاحنا كبرنا بقي صح وهنعتمد علي نفسنا ومش هنحتاج حد معانا غير ربنا تمام
الفتاتان بفرحه :تمام
واتفقن سويا علي دعم بعضن البعض وتقديم المساندة والعون دائما
كان هذا هو اليوم الاول لهن سويا وبدون اي احد معهن فقط الثلاث الفتيات
ولكن كل ما كان يدور بعقلها في ذلك الوقت هو حياتهن القادمة وكيف سيتدبرن الاموال اللازمة للمدرسة وشقيقتيها
تذكرت صديق والدها المخلص العم حسين
فالتقطت الهاتف وقامت بمهاتفته ليحضر لمنزلهم
وبعد حوالي ساعه
وصل صديق والدها
همسه بابتسامة : اتفضل ياعمو
جلسا سويا وبعد تبادل السلام والاطمئنان علي الاحوال سالته همسة السؤال الاهم بالنسبة لها وهو ماهي املاكهم بالتحديد كي تستطيع تحديد جهات مسار حياتهم القادمة
ابتسم حسين في الم لتذكر صديقه واردف بصدق
حسين:بصي ياحبيبيتي بابا الله يرحمه كان عامل لكل واحده فيكم وديعه باسمها بمبلغ 60الف جنيه
وفي حوالي 50الف جنيه في البنك دا غير شقه واحده تانيه غير شقتكم وبس
شكرته همسة بادب ثم انصرف هو وكل ما يشغل بالها في هذا الوقت هو كيف تحضر اموال لمصاريهما الشهرية وتبقي شقيقتيها في مدارسهما دون كسر الودائع وبعد الكثير والكثير من التفكير قررت ان تعرض شقتهما الاخري للايجار
فاجتمعت هي ورفيقاتها لتنظيفها وترتيبها وقاموا باخذ بعض الصور لها وعرضوها علي بعض المواقع الالكترونية
وبعد مرور اسبوع جائها عدد كبير من المستاجرين فتعاقدت مع اعلاهم سعرا ثم قررت بيع مصوغاتها الذهبية ومصوغات شقيقتيها ووالدتها ووضعهم في البنك لاجل تغطية مصاريف مدرسة شقيقتيها ولكن لن تكفي تلك الاموال الا لبضع سنوات قليلة فماذا ستفعل بعد انتهائهم......فقررت استغلال موهبتها في الاعمال اليدوية......فاعلنت عن مجموعة دروس لتعليم الفتيات الاشغال اليدوية مقابل نظير مادي واعدت غرفة في منزلهم لتلك الدروس وبالفعل كانت تعمل في اوقات الدراسة والاجازة
وقررت ان تنقل الي مدرسة قريبة من المنزل علي ان تظل شقيقتيها في مدرستهما
وبالفعل استطاعت توفير الاموال اللازمة
عادت من ذكرياتها علي صوت رنين هاتفها فاجابت في هدوء التحية اولاً
همسة : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جائها صوت ثناء القلق
ثناء :وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته دكتوره......معلش يابنتي في حاله مستعجله ممكن تجي
اردفت همسة علي عجالة بينما تنهض من اعلي سجادة صلاتها
همسه: حاضر يا طنط مسافه السكه ان شاء الله
وبالفعل ارتدت ملابسها واخبرت شقيقتيها وذهبت سريعا

وبعد عدة ساعات انتهت من عملها وعادت الي المنزل مرة اخري
صفت سيارتها امام المنزل
وعندما سمعا حارس العقار وزوجته صوتها خرجا ليرحبا بها
بادلتهما الترحاب بحرارة اكثر واطمانت علي احوالهما واحوال ابنائهما ثم صعدت لمنزلهما
تمتم حارس العقار باسماً في امتنان
عم عبده :والله الست همسه دي مشوفتش زيها
فاردفت هي باسمة
زوجته:اه والله تحسها كده مش من دنيتنا دي تحسها ملاك ربنا باعتها للناس والله ياسي عبده
اردف الرجل بطريقة تنم عن معرفتهذ التامة بتلك العائلة
عم عبده :هم من اللي شافوه فعلا بقوا بيحسوا بالناس كده وحنينين فاكره اللي عملته مع البت مرام بنتنا واهي دخلت كليه الاعلام اهي بسببها
هتفت زوجته داعية
زوجته:ربنا يحفظها يارب ويبعتلها ابن الحلال

دلفت الي المنزل في ارهاق ثم اطمانت علي الفتيات وذهبت لاداء الصلاة وبعدها جلست لتدعوا لشقيقتيها ولصاحب القلادة التي تزين عنقها
وتسال الله ان لم يجعله نصيبها في الدنيا فليجعله نصيبها في الاخرة
وبعد الانتهاء ذهبت لتجلس مع شقيقتيها حتي خلدت كلا منهم للنوم .....ولكن بسمة جافاها النوم فقد كانت تفكر في دكتور مصعب.....معيدها في الجامعة والذي كان يعاملها معاملة خاصة
ولكن مبادئها التي نشات وتربت عليها تمنعها من مسايرته او حتي موافقته ولكنها شعرت بالغضب الشديد من نفسها لفرحتها لانها واخيرا تشعر بحبه تجاهها بعد حبها له منذ ثلاث سنوا فلم يكن بيدها اي شئ وقتها الا الدعاء واكثر ما يضايقها الان هو عدم اخبارها لهمسة
زفرت بسمة بعمق وهي تؤنب نفسها بحزم لتأمر عقلها بوجوب اخبار همسة فليس من عاداتها ان تخبئ عليها اي شئ .....وبعد وقت قليل استسلمت للنوم
**************************
وفي صباح اليوم التالي
استيقظت الفتاتان فجرا لاداء الصلاة ثم عادا للنوم مرة اخري اما همسة فبدات في اعمالها اليومية من تحضير الطعام وترتيب المنزل
وفي تمام السابعة توجهت لايقاظ شقيقتيها
همسه:يابسمه يانسمه قوموا يلا كفايه كسل بقي علشان الكليه هتتاخروا
نهضت بسمة في نشاط كعادتها وابتسمت لشقيقتها متابعة في حماس
بسمه:انا صحيت ياهموستي
ثم نهضت طابعة قبلة علي وجنة شقيقتها
بسمة: صباح الفل يا احلي همسه في الدنيا
ابتسمت همسة واردفت بحبور
همسه:صباح النور ياعيون همسه
ثم تابعت بضيق وكانها ستؤدي مهمة مستحيلة
يلا بقي ادخلي اجهزي علي ما انا اصحي الاخت نسمه
هزتها همسة بقوة
همسه:قومي يانسمه يلا
زفرت نسمة بضيق وتابعت بنعاس
نسمه:بصي خمسه سيبيني خمسه كمان
تمتمت همسة بحزم صارم
همسه:ولا دقيقه واحده قومي بدال ما احميكي بالميه وبعدين انتي مش عندك سيكشن الساعه 8
الساعه دلوقتي 7ونص يدوبك تلحقي
هبت ناهضة بفزع وهي تصرخ بهلع
نسمه بفزع :ايه الساعه كام
قفزت من فراشها فزعة
ضحكت همسة حتي ادمعت عيناها متابعة بتشفي
همسة :احسن ...ناس مبتجيش غير بالعين الحمره
انهيا ارتداء ملابسهما وجلسا لتناول الافطار فاوصلتهما الي كليتهما
وفي طريقها الي عملها شعرت بصداع شديد في راسها
فصفت سيارتها جانبا وتناولت دوائها وهي تدعوا الله ان ييسر امورها
بدات تشعر بالبرد يجتاح اطرافها والشحوب يجتاح وجهها.......وبعد وقت قصير عاد كل شئ لطبيعته
فاكملت طريقها الي عملها وقضت يومها بين مرضاها وزملائها
ولكن كان هناك مفاجاة بانتظارها في نهاية اليوم
اثناء مرورها علي مرضاها جائتها الممرضة تخبرها بقلق
ثناء: همسة يا بنتي في حد مستنيكي
اردفت همسة تسأل في دهشة
همسة: مين يا طنط
حركت ثناء كتفيها بجهل
ثناء: معرفش يا بنتي هو مقالش اي حاجة
اردفت همسة باسمة في حبور
همسة: ماشي يا طنط هخلص واحصلك علي طول 


يتبع الفصل الثاني2: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "لن نفترق " اضغط على أسم الرواية



google-playkhamsatmostaqltradent