رواية عشقت من الصعيد الفصل الثاني عشر 12 بقلم حنين عماد
رواية عشقت من الصعيد الفصل الثاني عشر 12
جميل ان يظن الجميع انك لا تعرف شيئاً وأنت بداخلك ملفات الجميع .. ان تكون كالأسد, تراجعك لا يعني خوفك ولكنه استعداداً للإنقضاض .. متعة ان يكون بيدك الورق الرابح ولكنك تنتظر اللحظة المناسبة لسرقة الفوز من بين ايديهم .. ها قد أتت لحظتها .. انتهت اللعبة حين رمت أولى ورقاتها .. التسجيل .. ذلك الذي سحب الحياة من وجه تلك التي تجلس امامها بشحوب وجسد يرتجف وحلق اصبح ينافس الصحراء في جفافها .. الجميع أعينهم مثبتة على الهاتف الذي خبأته إيمان بكرسيها قبل ان تخرج ووضعته على وضع التسجيل ووقفت بالخارج تستمع بابتسامة منتصرة لكل كلمة تُقال .. يستمعون لحديث قمر مع اسيل وكيف كانت تحاول إغراءها بالأموال التي احضرتها معها .. انتهى التسجيل لتبتسم إيمان وهي تغلق هاتفها مرة اخرى وتنظر لقمر مردفة ببرود يشوبه التهكم
إيمان(بابتسامة باردة): ها ايه رأيك؟
صمتت قمر واخذت تعتصر اصابعها من فرط توترها بل رعبها مما سيحدث .. نظرت إيمان لأسيل لتردف بهدوء
إيمان: انا اسفة طبعاً يا دكتورة على اني سجلت بدون ما استأذنك الأول بس اديكي شايفة الظروف .. وأسفة على اي كلام اتقال في حقك
اسيل(وهي تهز رأسها): حصل خير .. عن اذنكم
قالتها اسيل وتركت الاموال على طاولة المكتب وتحركت منسحبة تاركة لهم المجال ليتحدثوا بأريحية أكثر .. نظر ممدوح بغضب لقمر ليردف بنبرة مرعبة
ممدوح(بأنفاس مشتعلة): ايه اللي اني سمعته ديه؟!!
قمر: اني..
قبل ان تكمل جملتها قاطعها ممدوح بصفعة قوية على وجهها جعلت والدتها تنتفض رغم ما سمعته وتقترب بلهفة من ابنتها حامية إياها من غضب أخيها المُهلك
صابرة: خلاص يا ولدي ماحناش ناجصين فضايح
ممدوح(بغضب شديد): الفضايح بنتك هي اللي چابتها بكدبها
قالها وجذب قمر من شعرها بقوة ليمسك سالم بيده مردفاً بنبرة قوية
سالم(بنبرة لا تقبل النقاش): لينا بيت نتحدتوا فيه يا ممدوح
ممدوح: سيبني يا عمي اموت الفاچرة دي
قمر(وهي تبتعد قليلاً): اني مش فاچرة .. اني ماكدبتش .. اني..
قبل ان تكمل قمر كلامها قاطعهم صوت ضحكات إيمان التي اردفت بنبرة يشوبها التهكم
إيمان(وهي تنظر لقمر): انا اسفة يا جماعة بس بجد مش قادرة .. انتي لسة فيكي حيل تكدبي تاني
قالتها قبل ان تحول عينيها لساعتها لتردف بنبرة يشوبها الملل
إيمان(بنبرة باردة): بصي بقا علشان الحكاية دي طولت زيادة عن اللزوم وانا بصراحة مليت , ايه رأيك نفض الليلة دي ونحكي اللي حصل فعلاً .. تحبي نبتدي منين؟ .. من النهاردة الصبح ولا من امبارح .. انا رأيي من امبارح حتى نجيب الحكاية من الأول خالص .. إنتي فعلاً كنتي سهرانة مع خالتو صالحة بس الوقت ماسرقكوش .. انتي اللي كنتي مخططة إنك تتأخري علشان تنفذي خطتك .. وفعلاً زين رجع متأخر من برا بس لا قرب منك ولا كلمك ولا شافك حتى .. انتي نزلتي من عند خالتو على اساس انك هتروحي بس ماروحتيش .. استخبيتي في اوضة ورد اللي مابقتش تنام فيها بما إنها اتجوزت محمود ف بقت تنام في اوضته اللي في الجنينة .. انتي بقا قولتي في عقلك دا افضل مكان تستخبي فيه علشان تعرفي تشوفي زين وقت رجوعه بس حظك اللي زي نيتك خلاكي توقعي طرحتك في الاوضة
قالتها وهي تخرج من حقيبتها تلك الطرحة السوداء الخفيفة التي وجدتها ورد بغرفتها وقبل ان تقول لأحد بالمنزل اخذتها إيمان وأخبرت ورد ألا تخبر أحد حتى تستطيع إثبات كذب تلك الافعى الخبيثة .. ازداد شحوب وجه قمر لتكمل إيمان سردها للحقيقة
إيمان(وعينيها مُثبتة على قمر): لما زين رجع كانت الساعة 2 بالليل .. انتي طبعاً قولتي في بالك محدش هيعرف غيرك ودا لإن كل اللي في البيت مالهمش في السهر وبيناموا من الساعة 10 يعني خطتك كانت هتبقى ناجحة 100% ..(ثم ابتسمت باستفزاز مردفة).. لولا إن انا مليش في النوم بدري ف كنت صاحية وقاعدة في البلكونة كمان, يعني شوفت زين لما رجع وسمعته لما دخل اوضته بعد وصوله ب 5 دقايق .. اظن يعني مش هيلحق يشوفك ويشدك غصب عنك ويخدرك ويعتدي عليكي كل دا في 5 دقايق ولا ايه
غرقت قمر في عرقها من فرط توترها فكان جسدها يضخ العرق ضخاً وقلبها ينبض وكأنه سيغادر صدرها وهي تستمع لتلك القاهرية تروي مخططها وكأنها هي من وضعته وألفته وخططت كل خطوة به
إيمان(بنظرة متهكمة ملائمة لابتسامتها): نيجي بقا لأهم مشهد .. مشهد الصدمة .. لما ورد شافتك الصبح نايمة في الزريبة وفستانك متقطع وحالتك يا ولداه تقطع القلب .. بصراحة منظرك كان مقنع جداً وأنا نفسي تعاطفت معاكي لما شوفت زين شايلك وخارج بيكي وهو ملهوف عليكي كإنك اخته .. الكل كان ملهوف عليكي .. ملهوفين لدرجة خلتهم مايلاحظوش جفنك اللي كان بيتهز ولا رجلك اللي حركتيها لما اتخبطي فيها في طرف السرير ..(ثم ابتسمت باستفزاز مردفة).. بس انا لاحظت .. اصل المخدر اللي بيسبب الإغماء بالمنظر اللي حكيتيه دا ويخليكي مش قادرة تقاومي الاعتداء لازم مفعوله يكون قوي .. يعني يخلي الواحد زي الميت كدا .. وبيفضل في الجسم من 6-8 ساعات ..(ثم اقتربت بجسدها وهي جالسها مردفة بنبرة مخيفة).. تحبي ناخد عينة من دمك ونشوف هل فيها مخدر ولا لأ؟
ابتعلت قمر ريقها الجاف وقد بدأت رأسها في الدوار بشدة لتعتدل إيمان في جلستها مرة اخرى مردفة
إيمان(بجدية وعينيها مثبتة على قمر): اي مريض اول ما يفوق من التخدير بتكون الذاكرة عنده مشوشة شوية لكام دقيقة كدا بس انتي سبحان الله اول ما فتحتي عينيكي بدأتي تصوتي وتشاوري على زين وتحكي اللي عمله .. انفعالك وصوتك العالي خلوا الكل يقتنع ..( ثم ابتسمت باستفزاز مرة اخرى).. إلا انا .. اصل انتي كنتي اوڤر اوي الصراحة وبالنسبة لواحدة زيي معاها دبلومة في علم النفس ولغة الجسد كان سهل جداً اعرف انك بتمثلي وانك ماكونتيش متخدرة اصلاً وإن كل كلمة بتقوليها كدب ..(تنهدت وأسندت ظهرها على الكرسي لتُكمل مردفة).. لما طلبت ان انتي تحكي اللي حصل كنتي قاعدة متوترة وخايفة وبتهربي بعينيكي من كل اللي قاعدين زي ما تكوني عارفة ان لو حد فيهم بص في عينك هيعرف انك بتكدبي .. لما ابتديت اقول على الكشف الطبي والبوليس وشك جاب ألوان و خوفتي ولما قولت نحلها بشكل ودي هديتي شوية لإنك كنتي فاكرة انك ممكن تحليها بالفلوس بس ماكنتيش عاملة حسابك ان الحكاية هتنتهي لحد كدا
رفعت إيمان رأسها ناظرة لمن حولها مردفة بهدوء يشوبه الثقة
إيمان: اظن كدا الحقيقة بانت
ذهول اصاب الجميع .. ما هذا .. مَن تلك التي تجلس امامهم .. هي ليست ببشر .. هي بالتأكيد روبوت تمت برمجته ليكون من امهر المحاميين في العالم بل في المجرة كلها .. وقفت إيمان بهدوء مردفة
إيمان: كدا انا قولت كل حاجة بس ناقص حاجة صغيرة
ما هذا ألم تنتهي بعد؟!!!! .. امسكت إيمان الملف والحقيبة من مروان لتردف وهي تنظر لقمر
إيمان(وهي ترمي الحقيبة نحوها): فستانك .. معلش بقا اخدته من غير اذنك بس كنت عايزة حاجة تقفل اي كلام ممكن يتقال بعد كدا ..(ثم وضعت الملف امام قمر مردفة).. المعمل اثبت ان الدم اللي على الفستان دا دم حيواني .. يعني مش دمك يا .. آنسة
صوت تصفيق جذب انظار الجميع ليردف مروان وهو يصفق بحرارة
مروان(بهتاف وتشجيع وهو ينظر لإيمان): يا عااااالماااااااااي يا كبير اوي اوي اوي
نكز أكرم ابنه وهو ينظر له بحدة ليردف مروان وهو يدعك ذراعه مردفاً
مروان: ايييه يا بابا مش بقول الحقيقة
اكرم(بهمس): اخرس يا زفت
تجهم وجه ممدوح ليردف بنبرة اقرب للموت دون ان يتطلع لقمر
ممدوح(آمراً): جومي
صابرة: يا ولدي..
ممدوح(مقاطعاً بحدة): ولا كلمة .. لينا بيت نتكلموا فيه
سالم(وهو يقف): يلا بينا ..(ثم نظر لأكرم مردفاً).. متشكرين يا داكتور وأسفين عاللي حوصول إهنيه
أكرم(وهو يقف هو الآخر): العفو يا عمدة
تحرك الجميع للخارج ومعهم أكرم ومروان لكي يقوموا بإيصالهم .. تباطئ أكرم في خطواته ليردف بنبرة هامسة لإيمان
أكرم(بغمزة وابتسامة): الثعلب رجع للملاعب من تاني
ابتسمت إيمان ليردف مروان الذي كان يسير بجانبها
مروان(بابتسامة ومزاح): انا كدا همشي ارازي في خلق الله ولا يهمني .. معايا محامي جامد جمودية الجمدنة
ضحكت إيمان لتردف بنبرة يشوبها الجدية
إيمان: بس خد بالك انا ثعلب للحق وبس يا خفيف
اكرم(موافقاً): جدعة يا بت .. ايوة كدا اوعي في يوم تيجي على مظلوم علشان اي حد
إيمان: عيب عليك يا عمو دا انا تربية عبد الرحمن العطار
اكرم(بابتسامة فخورة): الله يرحمه ويجعل تربيته ليكي في ميزان حسناته
إيمان: امين يا رب
لاحظ مروان احتلال الحزن لنبرة إيمان ليردف بنبرة ممازحة
مروان: اما بقا الغدا النهاردة يا إيمان مش قادر اقولك .. وليمة يا بنتي .. حمام وورق عنب وفراخ ورقاق ومكرونة بشاميل من ايد حنون الخطيرة
إيمان(بابتسامة): بالهنا والشفا عليكم
مروان: وعليكي
إيمان(باستغراب): عليا؟!
مروان(بنبرة مضحكة): احم .. هو انا ماقولتلكيش؟
إيمان(مقلدة نبرته): لأ ماقولتليش
أكرم(وهو يضيق عينيه بشك): انت عملت ايه؟
مروان: اصل وانا واقف كدا قدام المعمل ومستني نتيجة التحليل
إيمان(وهي تنظر له بشك): ايوة
مروان: والله غصب عني كدا بشكل لا إرادي لاقيتني بدخل الشات بتاع مريم واقولها انك في القاهرة وعندنا في المستشفى
إيمان(بلهفة): قولتلها انا هنا ليه؟!
مروان(وهو ينفي برأسه): لأ طبعاً ماتخافيش , اسرار الحالات مابتطلعش برا اوضة الكشف
إيمان: طب الحمد لله
مروان(بسرعة): بس انتي جاية معانا
إيمان: جاية فين؟!
مروان: اصل حنون لما عرفت انك في المستشفى قالتلي لو ماجيتش بيكي مش هدخل من باب البيت
إيمان: وهي حنون عرفت منين؟
أكرم(بضحك): انتي الظاهر سفرك الاسبوعين دول نساكي ان اي خبر بيوصل لأي واحدة في البيت مابيعديش اكتر من 10 ثواني ويكون باقي افراد العصابة عرفوا بيه
ضحكت إيمان لتردف وهي تنظر لأكرم وقد وصلوا امام باب المشفى
إيمان: معلش بس صدقني مش قادرة يا مروان وكمان قدمنا سفر و..
مروان(مقاطعاً بسرعة ولهفة): لأ
إيمان(بخضة): فيه ايه يلا؟!!
مروان(وهو يلوي شفتيه بطريقة مضحكة): ابوس ايدك دي حنين حالفة لو جيت من غيرك هتخلي الصاعقة يأجل جوازي للخطة الألفية الجاية وانا مش ناقص
ضحكت إيمان بقوة لينفذ صبر ذلك الذي يقف على مقربة منها ويحاول التحكم بنيران غيرته قليلاً .. لم ينطق كلمة منذ ان كانوا بالغرفة .. مشهد دفاعها عنه وكشفها للحقيقة كان يُعاد بعقله وكأنه أحد الافلام التي لا يمل من مشاهدتها .. بقدر اندهاشه مما فعلت بقدر سعادته بها وبما قامت به .. شعر بالفخر ان قلبه عشقها .. عشق من ليس لها مثيل .. عشق تلك الطفلة القوية والقطة الشرسة والقاهرية ذات الدماء الصعيدية .. كان يستمع لحوارها مع اكرم ومروان وهو يتحرك بجانب والده ليدق قلبه بعنف حين وجدها خائفة ان يكون احداً آخر علم بسبب وجودهم بالقاهرة .. حين وجدها خائفة على سمعة ابنة خالته برغم كل ما فعلته .. تقدم منها ليقف امامها ويردف
زين: مش يلا عاد ولا ايه
قبل ان تنطق اردف مروان بنبرة مضحكة
مروان(بابتسامة بلهاء): لا ماهي هتفضل معنا
زين(وهو يرفع حاجبه ويرمق مروان بقوة): تفضل معاكم كيف يعني؟!
قالها بنبرة مغتاظة ليتحرك مروان خطوة للخلف ويجلي حنجرته مردفاً
مروان: معانا .. هناكل .. في البيت و..... ما تقول حاجة يا بابا
اكرم(بشماتة): انا مليش دعوة انا راجل متجوز وعايش مع مراتي زي الفل
مروان(بنبرة مضحكة): هو انا ماقولتلكش
اكرم(وهو يضيق عينيه بشك): ماقولتليش ايه؟!
مروان(بهمس مسموع قليلاً): اصل ماما بتقولك لو ماجبتش إيمان معاك هيبقى فيه بيات عالكنبة
اكرم(وهو يكتم فمه بيده): اخرس الله يخرب بيتك ..(ثم اجلى حنجرته ليبتسم وهو ينظر ل زين مردفاً).. يا ابني دي عزومة بسيطة كدا وبعدين يعني لقمة هنية تكفي 300 ولا ايه
نظر زين بصمت لأكرم ومروان ليقطع ذلك الصمت صوت قوي وجميل وذو بحة خاصة .. صوت تطرب له الآذان وتدق له القلوب
...: انا قولت انكم مش هتعرفوا تقنعوها
قالها وهو يقف واضعاً يديه بجيوب بنطاله .. يقف بحضور وشموخ لا يليقوا إلا به هو فقط .. مراد الحديدي .. ادارت إيمان جسدها بسرعة وهي تبتسم بفرحة لتجري نحوه وهي تصرخ
إيمان(بسعادة كبيرة): مارووووو
قالتها وهي تلقي بنفسها بين احضانه ممزقة اخر حبل صبر كان يتمسك به ذلك الصعيدي الغيور الذي اوشك قتل كل رجال العالم لكي لا يكون هناك رجلاً غيره يراها أو يسمعها مُجسداً الشعر الذي قال "إني أغار ف ليت الناس ما خُلقوا .. أو ليتهم خُلقوا من غير أجفان .. إن لم يروك ف صوتٍ منك يسحرهم .. ياليتهم خُلِقُوا من غيرآذان"
///////////////////
بمنزل المنياوي تهم رحمة بإغلاق الخط وهي تردف
رحمة: تمام ياخوي .. تيچوا بالسلامة
قالتها ثم نظرت ناحية صالحة التي اردفت بلهفة
صالحة: ها جال ايه؟
رحمة(وهي تجلس بجانبهم): جال هيطلعوا عالطريج دلوكيت
دعاء: ماجالش ايه اللي حوصول عند الداكتور؟
رحمة: لاه .. جال لما يچي هيجول .. بالحج يا خيتي, سالم هيجولك ان إيمان مش هتعاود دلوكيت
صفاء(بلهفة): ليه؟! هي تعبت ولا جرالها حاجة؟ قوليلي يا رحمة ماتخبيش عليا
دعاء: اهدي يا عمتي هو يعني لو لا جدر الله كان حوصول حاچة كان ابوي هيعاود من غيرها؟!
رحمة: ماتخافيش يا خيتي هو بس..
اخبرت رحمة صفاء بما قاله سالم عن دعوة مراد وأكرم لهم جميعاً على الغداء وعن إعتذاره عن الذهاب حتى يعود مع ممدوح وصابرة وقمر التي رآها تنتفض خوفاً من ردة فعل اخيها ليقرر الذهاب معهم بنفس السيارة حتى يحرص على عدم تهور ممدوح تجاه قمر .. كما اخبرها انه قام بالسماح لإيمان بالذهاب معهم بناء على رغبتها التي رآها تلمع بعينيها وترددت في التصريح بها
دعاء: طيب وهي هترچع كيف عاد؟
رحمة: مع زين
صالحة: هو زين فضل معاها؟
رحمة(وهي تهز رأسها): ايوة اخوي جال إكده وجال كمان انه سابلهم العربية التانية عشان يعاودوا بيها
صفاء(وهي تتنهد بارتياح): الحمد لله انها مش لوحدها
صالحة: مالك إكده خايفة على إيمان ل تكون وحديها .. دي بسم الله ما شاء الله عليها عاجلة وراسية
دعاء(مُكملة حديث والدتها): لاه , ومحامية كبيرة كمان
صفاء(بنبرة يشوبها التوجس والقلق): وعلشان كدا خايفة عليها .. شغلها خلى ليها مشاكل مع ناس كتير وبقا ليها اعداء من اقذر نوع .. ناس مالهمش لا ملة ولا دين .. ناس مايعرفوش ربنا
رحمة: اعوذ بالله .. ربنا يكفيها شر خلجه يا رب
صفاء: امين يا رب
قالتها بنبرة أم يلتاع قلبها خوفاً على من يسكنه .. على فلذة كبدها وإبنة عمرها .. على ثمرة الحب التي تذكرها برجل لن تعشق مثله .. رجل عاشت معه ملكة متوجعة على عرش قلبه .. رجل كان لها الأب في غياب الاب والأخ في بُعاد الاخ والعائلة حين اختفت العائلة .. كان لها الونس .. رجل تدعو ان تحظى ابنتها بمثله ولا تعلم ان الله كتب لها ذلك الصعيدي الذي سيجعلها ملكة على عرش قلبه وعلى رؤوس النساء اجمعين .. ذلك الذي يغار عليها من النسيم الذي يُداعب شعرها الاسود .. ذلك الذي يدق قلبه بحبها كما تدق الساعة العملاقة .. ذلك الذي لم يحتمل ان تبتعد عنه ولو لثواني ليقوم بقبول دعوة الغداء باندفاع جعل زوجين من الأعين يتبادلون نظرة ذات مغزى فيهما بينهما .. نظرة تقول ان سهام الحب أصابت القلوب اليانعة وإن لم يتم التصريح بما تكنه القلوب حتى الآن
////////////////////
تجلس بجانبه في السيارة وقد ساد صمت غريب عليهم .. لا تعرف كيف ولكنها الان في طريقها معه لمنزل الصاعقة الذي نجح فيما فشل فيه اكرم ومروان .. نجح في احضارها للغداء وليس وحدها بل بصحبة ذلك الصعيدي الذي قام الصاعقة بدعوته حين رأى شعاعاً ذو بريق خاص يلمع بعينيه .. بريق هو يعرفه جيداً .. بريق كثيراً ما يكون مخلوطاً بنيران الغيرة التي رآها تشتعل بحدقتيه عندما كانت إيمان بين احضانه .. تشعر إيمان بكون الجو مشحوناً لتردف
إيمان(وهي تنظر له): هو .. فيه حاجة؟
زين(وهو يضغط بيده على عجلة القيادة): حاچة زي ايه؟
إيمان: ماعرفش ما انا علشان كدا بسألك
اوقف زين السيارة بعنف جعل جسد إيمان يرتد للأمام بقوة لتنظر له بغضب يشوبه الذهول مردفة
إيمان(بذهول): زين!! انت اتجننت؟!!
زين(بنبرة منفعلة وعيون تشتعل بالغيرة): ايوة اتچننت ومستعد اطلع چناني ديه عليكي دلوكيت لو ماردتيش على سؤالي
إيمان(بعدم فهم): سؤال ايه؟!
زين(بغيرة شديدة تسكن نبرته): مين الرجالة اللي جابلنهم دول وكيف تحضنيهم إكده من غير خشا ولا حيا
إيمان(بحدة وهي ترفع اصبعها بتحذير): زين انا ماسمحلكش
زين(بحدة): تسمحي ولا ماتسمحيش بجا
قالها وهو يزفر بقوة وكأنه يريد ان ينفث غيرته مع انفاسه .. غيرته الكفيلة الآن بإحراقه وإحراقها وإحراق الكرة الارضية كلها ..أدار وجهه ناظراً من نافذته وأنفاسه محتدة بصدره لتنظر هي له وابتسامة خفيفة شقت طريقها لشفتيها بهدوء .. نبرته الغاضبة وهيئته الثائرة ذكروها بجملة قرأتها فيما سبق تقول "الغيرة .. حكاية حب تُروى بنبرة غاضبة" .. على عكس المتوقع لم تغضب من نبرته .. نعم حزنت قليلاً لأنه شك بها ولكن لسبب تجهله او تحاول تجاهله غفر قلبها له شكه ذلك لتردف بما جعل عينيه تجحظ بصدمة وذهول
إيمان(بابتسامة هادئة): هو فيه حاجة تمنع الواحدة انها تحضن عمها؟
نظر لها زين بصدمة ليردف
زين: عمها؟!
إيمان(وهي تهز رأسها): ايوة .. عمو اكرم وعمو مراد يبقوا اخوات بابا في الرضاعة .. يعني من محارمي يا استاذ
تراقص قلبه بسعادة بين أضلعه ليردف وهو يحاول محاربة ابتسامته التي ارتسمت على شفتيه عاكسة سعادة قلبه
زين(بابتسامة حاول اخفاءها وهو يدير السيارة مرة اخرى): ماشي
إيمان(بنفس طريقته ونبرته): ماشي
قالتها ونظرت امامها لثواني قبل ان تنظر له بجانب عينيها وتردف بنبرة ذات مغزى
إيمان(بابتسامة جانبية): بس انت ايه اللي زعلك اوي كدا؟
زين(بهروب وكذب مكشوف): ها .. لا اني يعني ..علشان يعني .. مايصحش و..
إيمان(وهي تهز رأسها وقد ارتسمت ابتسامة على شفتيها): اه اه مفهوم
زين: احم, اطلع كيف؟
إيمان: خليك على طول
زين: تمام
ابتسمت إيمان وهي تدير وجهها لنافذتها وتدع ذلك الهواء الجميل يداعب وجهها برفق مثل رفق تلك الفراشات التي تطير بصدرها برقة وفرحة الآن .. تشعر بشئ جميل يدغدغ قلبها .. شئ لم تختبره من قبل .. شئ قريباً سيجعلها تصرخ قائلة عشقت من الصعيد
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية عشقت من الصعيد " اضغط على أسم الرواية