Ads by Google X

رواية لي نصيب من اسمي الفصل التاسع والاخير 9 بقلم رغدة

الصفحة الرئيسية

 رواية لي نصيب من اسمي الفصل التاسع والاخيربقلم رغدة 

 رواية لي نصيب من اسمي الفصل التاسع والاخير

كنت اسمع صوت شهقاتها الخافته وملمس يدها الباردة المرتجفة. الى ان وصلنا لبيتي لأغلق الباب من خلفي ووقفت امامها لأرفع نقابها عن وجهها و وقفت فاغر الفاه فهل تحمل الأرض جمال كهذا

كانت بشرتها بيضاء كالحليب وعيناها زرقاء واسعة ذات رموش كثيفة وشفاه وردية وانف صغير
وجهها بريء كله نور وبراءه كأنها طفل صغير

كانت عيناها كالسحب تقطر حبات من المطر فمددت يدي ومسحتها، كانت بشرتها ناعمة بشدة وجنتيها ملتهبة الحرارة تحول لونها للأحمر حين لمستها

حاولت النطق مرارا ولكن لساني قد عقد فأخذت ارقيها بقلبي لأحميها من عيني

كانت تقف امامي كالطفل الصغير تخفض عينيها خشية ان اراهم جسدها يرتجف وشفتيها ترتعش

يداها تزداد برودتها وكاننا في فصل الشتاء

اقتربت منها اكثر وقلت لنبدأ حياتنا بطاعة الله، هيا نصلي
هزت راسها فتقدمتها وأممت بها لاقرأ بصلاتي قوله تعالى
(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))

انتهيت من الصلاة واستدرت نحوها لأدعو لنا دعاء الزواج
ومن بعدها امسكت يدها وقربتها مني واحتضنتها
وكأنني احتضنت السعادة بأكملها بدأ قلبي يضرب بقوة وانا استمع لضربات قلبها التي اخترقت صدري وكأن قلبينا امسيا قلبا واحدا ونبضا واحدا منقسم بجسدين

ناديتها باسمها: حور
فرفعت عينيها نحوي لتصيبني بسهم نظراتها ترديني قتيلا
فقلت هلا. اسمعتني صوتك، خجلت واخذت تقضم شفتيها فأصابني الجنون من حركتها هذه
ولكنني حقا ارغب بسماع صوتها الذي بت اتخيله
فقلت نادني باسمي
همست من بين شفتيها باستحياء: يوسف
اهذا صوتها ام صوت عصفور يغرد ليأسرني ويكبل قلبي بطوق العشق ويبني حوله سدا عاليا

قربتها مني ثانية لأطبع قبلات صغيرة على وجنتيها وانا مستمتع بارتعاش جسدها بين يداي حتى كادت تقع من فرط الخجل لأحملها بين كفي كطفلة صغيرة كم كانت خجلة وكم كانت جميله فسبحان من خلق فأبدع
ازلت عن رأسها حجابها لينسدل شعرها الأسود الطويل وينساب خلفها بكل سهوله
شكلها صوتها ملامحها طيفها ابتسامتها لمستها كأنها ساحرة او اميرة من حكايات الأساطير
خطفتني من عالمي لعالم جديد له مذاق كالشهد
رسمته بيدها كفنان بيده ريشة ليبدع برسم لوحة لعالمي الجديد مليء بالالوان

احببتها بل اغرمت بها وعشقتها وان كان هناك حب فوق الحب فزده لها
ملكتني اسرتني واحتوتني وسرقت قلبي بتنا شخصا واحدا ونفسا واحدا وقلبا واحدا وكان ارواحنا التحمت وتشابكت

كم كنت محظوظا وهي بين يداي بداخل بيتي اصبحت حلالي وكأنها ينبوع من الشهد لي وحدي لأنهل منه كلما اردت لاروي به عطشي

بدأت الأيام تجري بي وفي كل يوم اشعر ان صبري وكفاحي كان يستحق فها انا احصد نتاج صبري

ابناء اخي علي كانوا يأتون كل نهاية اسبوع يقضونه معي ومع ابناء اخي حذيفة
وانتقل يوسف الصغير الى منزلي ليتحد تحت سقف بيتي وبيت والدي جميع الاحفاد بحب وألفة

كانت حور نعم الزوجه فقد احسن شيخي تربيتها فهي لم تحتوي قلبي فقط بل كانت اخت كبيرة وام لباقي الأطفال تسعدهم وتعلمهم حتى انها بدأت بتحفيظ الصغار القرآن مع ابنها يوسف

في احد الأيام عدت من عملي وكنت اشعر بالتعب والإعياء وما لبثت ان دلفت للمنزل حتى اقتربت مني بابتسامتها ورائحتها العطرة ولكن حين اقتربت ورأت وجهي الباهت مدت يدها الصغيرة تتحسس جبيني لتصعق وتمسك بيدي سريعا تسحبني خلفها وتجلسني على سريري وذهبت سريعا احضرت ماء مثلج وبدأت بوضع كمادات على جبيني
رأيت خوفها ولهفتها التي ظهرت على محياها
همست لي: يوسف هل ارسل احد الاولاد يحضر الطبيب
مسدت بيدي على وجنتها وقلت: بماذا احتاج الطبيب وانتي دوائي
اخفضت راسها بخجل ووجنتيها تحولت للون الوردي وقالت: ارجوك دعني احضر لك الطبيب ليطمئن قلبي
فقلت: ليطمئن قلبك فوجودك بجانبي هو علاجي، ودوائي، كم من مرة زارني المرض واستفحل بجسدي والتهم صحتي وطاقتي ولم اجد من يداويني، او حتى ينظر لي ويسالني ما بي، سيفنى جسدي وتفنى روحي وانا اشكر الله على وجودك بحياتي
ضممت كفها الصغير بداخل يدي وقربته من شفتاي اقبله مرارا ليتحول تعبي والمي الى حب غرقت به حتى الصباح

كنا نجتمع يوميا مع شيخي الذي اصبح جدا للأطفال يلاعبهم ويناغشهم وهم يهتمون به ويصحبوه اينما اراد

وبعد سنة من الله عليا بطفل من صلبي،، يا الهي كم كنت سعبدا وكأن الدنيا لم تتسع لسعادتي وكأن كل ما اعيشه ما زال له بقية وكرم الله ما زال يفيض ويفيض حتى اغرقني بعطفه وكرمه فأسميت ابني كرم

تسنيم ايضا رزقها الله بفتاة جميلة جدا كانت كوالدتها كلما رأتني تبتسم فأحملها والاعبها
كانت ان راتني تبكي حتى وان كان يحملها احد والديها لآخذها انا فتصمت وتصدر اصوات تدغدغ روحي

حين بلغ يوسف التانية عشر من عمره اتم حفظ القرآن
فذبحت الذبائح واقمنا مأدبة شكر لله في المسجد
تلى بها الشيوخ والاطفال القرآن الكريم حتى الصباح
وكانت هذه بداية لتشجيع الصغار والكبار على حفظه وعدم هجره

جمع اهل الخير مالا وبنوا مركزا لتعليم القرآن واصول الدين ونجح بفضل الله والنفوس الطيبه الخيرة

ما زال عملي يكبر وازدهرت بلدتي وكبرت، وما زال مهران وحسام وهادي اصدقائي نتبادل الزيارات والاتصالات، لم تفرقنا المسافات ولا مشاغل الخياة

كبرت وكبر اطفالي ليلتفتوا الى اعمالهم منهم من فضل العمل معي ومنهم من رغب بالسفر لاتمام دراساته العليا وتزوجن الفتيات واحدة تلو ا وفي كل مرة كانت احداهن تفارقني كنت كمن يخرج روحي من جسدي

انجبت غير كرم ثلاث فتيات جنه وملك مهجة وكن كنسيم دافئ في ليلة باردة على قلبي دللتهم وراعيتهم

وجاء يوم زواج عبدالله او دعوني اقول الشيخ عبدالله الذي اجتهد و درس شريعة كنت ارى السماحه بوجهه
كلما نظرت لوجهه رايت ابي بعينيه وابتسامته وطيب كلماته
لقد اصبح رجلا يعتمد عليه، وقد اختار ابنة اخي علي لتكون زوجته فكنت انا والد العريس ووالد العروس
وفرحتي مضاعفة
ليعاد لم شمل العائلة وتبقى ذرية اخوتي معا بترابط الدم والنسب

حور هدية الله لي بعد سنوات عجاف نلت منها الشقاء والتعب لأجد الراحة والسكن والطمانينة معها

كانت نصفي الآخر نصفي الجميل نصفي الحاني، كل يوم اتوق للعودة للبيت لأرمي نفسي في احضانها لتزيل همي وتخفف من تعبي تحتويني وتدللني، صانتني وصانت ابنائي وحافظت على عائلتي وجمعتنا كلنا بمحبتها وعطفها وحسن تدبيرها
كانت زوجتي وامي وطفلتي الأولى وشريكة حياتي بمرها وحلوها
كانت سندي ودقات قلبي وشوقي
لم تتأفف او تشتكي يوما بثقل الحمل عليها بل كانت معطاءة لكل من حولها

بها حافظت على امانة اخي وصنتها، بها كبرت عائلتي، وبها اكتملت
حور وهي حور بكل وقت وكل حين، برؤياها يتبدد اي تعب واي شقاء
بها اشعر كأنني اصغر سنوات وسنوات كانني ما زلت ذلك الشاب المراهق
بها ومعها عشت طفولتي وشبابي وشيبتي

قضيت معها اجمل سنوات عمري وما زلت وما زالت كما عهدتها طيبة المعشر بشوشة الوجه رفيقة لروحي التي مهما تشتت تكتمل بوجودها

وهنا والآن انهي لكم حكايتي وانا اجلس وسط اطفالي بيدي عصا اتعكز عليها
انعم بهدوء نفسي وروحي وسط ضجيج الأطفال وصرخاتهم وضحكاتهم
ها انا احمل بأحضاني احد احفادي تشد بلحيتي تكاد تقتلعها ان ادرت وجهي عنها قليلا
وانظروا لمن اتت تختال بمشيتها رغم كبرها وتبتسم لي
وانا ارى بعينيها الغيرة ممن تحتل حضني وكل اهتمامي
تنظر لي بعينين عاشقه تزيد الحنين لها بقلبي

احترت في وصفك يا ملكة القلب
اخذت من اسمك كل المعاني يا حور
فانتي من حور الجنة على الارض
حورية احتلت قلبي و فؤاذي
تمنيتها بحلمي قبل واقعي
عشقتك قبل رؤية محياكي
فعشق الروح يبقى و عشق العين يفنى
انتي هدية الرحمن و جبر العادل المنان
انتي دواء لمرارة الظلم و انين الألم
احبك و يصرخ قلبي بتوق ان غبت عني
يا ملاكي و ملهمتي و زوجتي
يا حبيبتي و يا مهجة الفؤاد
يا معشوقتي يا كرم الله و عوضي

الخاطرة من ابداع سلوى
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية لي نصيب من اسمي" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent