Ads by Google X

رواية في طاعة الله الفصل السابع 7 بقلم هاجر

الصفحة الرئيسية

    رواية في طاعة الله الفصل السابع بقلم هاجر

رواية في طاعة الله الفصل السابع 

دا أخوكي يا سِدرة،  دا صهيب. 
صدمة شلت خلايا عقله،  اخته هو قد شيع جثمانها لمثواه الاخير بنفسه،  هو وضعها بيديه تفترش الارض و غطاءها كان تراباً،  هو يعرف ان وجهها كان مشوه إثر احتراق السيارة،  و لكن هي ليست اخته؟،  اخته تلك القابعه امامه؟. 
أستفاق من صدمته علي صرخة سِدرة هاتفه:  اخويا؟،  اخويا اللي مسألش فيا؟ سابني لكلاب السكك،  اخويا اللي اول ما خلص العزا هرب ع الشقه اللي انا عمري ما روحتها و قفل تيليفونه و خلص تالته ثانوي و سافر يكمل دراسته بره و يشوف مستقبله؟ 
كانت انفاسها متسارعه،  تلهث بشده كأنها خرجت من مارثون للركض،  دموعها تسبق كلماتها،  و قلبها ينعي حظها العاثر. 
نزلت دموع صهيب و لكنه أبي التصديق،  كيف له ان يصدق تلك التراهات،  و كان يصرخ ذالك النابض خلف جدران صدرة يتمني ان تكون هي. 
انتو بتقولوا اي؟  اصدق ازاي  ،  و مفيش حكومه تروحولها؟،  كملت تعليمها ازاي؟ و قدمتيلها ازاي و الحكومه مأخدتش خبر، اختي ماتت،  و لو فعلاً زي ما بتقولي فهي كانت عندها  10سنين يعني كان مفروض عمي ياخد حضانتها زيي لاني كنت لسه صغير و احنا ملناش حد غيره،  أم سماح انا بحترمك و عارفك كويس بس اصدق ازاي. 
أم سماح مقاطعه  :  سِدرة كانت صغيرة وقتها،  و انا عاجزة و محدش بيدخل علينا و محدش بيسأل فينا،  بنتي سماح كانت 12سنة، و سِدرة 10 سنين يعني مش فرق كبير  اخدت سِدرة و اتنقلنا منطقه تانيه و قدمتلها في مدرسه تانيه بورق سماح،  و الموضوع مشي و نبهت عليها ما تتكلمش و خوفتها انها ممكن ياخدوها ملجئ  و هيا متعرفش عمك دا و لو تعرفه كانت قالت،  احنا دورنا علي قد ما نقدر كان بيساعدنا واحد من شباب المنطقه،  و دور و معرفناش عنك حاجه و محدش في منطقتكوا يعرف بحكاية عمك دا خالص،  و لما انت ظهرت جالي و عرفني،  و انا حاسه ان ربنا هيرد امانته قريب علشان كدا بردلك امانتك. 
انتحبت سِدرة و قالت بلهفه:  ماما الله يخليكي متقوليش كدا،  ماما انا مليش غيرك. 
بينما انفصل هو عن العالم بأكمله،  نصل حاد انتصب في قلبه،  اخته؟،  مدللته؟ صديقته و حبيبته و ابنته امامه الان!  هو ليس بمختل ليصدق هذا.
صهيب بهدوء عكس الاعاصير الهائجه في نفسه: 
ام سماح انا عارفك و عارف امانتك،  بس هصدق ازاي،  انا مفرطتش في اختي، 
انا جالي خبر امي و ابويا و اختي كنت في الدرس،  طلعت اجري زي التايه و صلت المستشفي لقيت عمي و معاه محامي و ظباط،  طلبت اشوفهم في الاول رفضوا و مع اصراري دخلت 
Fash Back
تلاجه عباره عن رفوف ف الحيطه و قدامي مغسلة فتحوا اول درج كان ابويا، 
 ضهري اللي اتقطم،  سند اتحرمت منه، 
صهيب بتوهان: بابا انت لسه متسندتش عليا، لسه مجبتش اول مرتب من شغلي و فرحتك ان ابنك بقا راجل يُعتمد عليه، يا حاج بالله عليك قوم دا انا مليش غيرك. 
ملفوف في هدوم بيضه، 
بابا قافل عيونك ليه افتحها،  بابا انا لسه باخد مصروفي منك لسه معتمدتش علي نفسي. 
الدرج التاني
 كان أمي،  الحضن اللي اتحرمت منه،  يعني خلاص؟ 
صهيب ببكاء يقطع نياط القلوب و هو يقبل رأس امه و يقترب منها يحتضنها : أمي قومي انا لسه مبقتش عريس، امي لسه مشوفتنيش بالبدلة، 
امي قومي علشان تفرحي بشهادتي، ماما بالله عليكي قومي و مش هزعلك تاني، و مش هقلقك عليا تاني،  قومي و هرمي كيس الزبالة،  
طب قومي و هزاكر و الله،  قومي يا ماما،  ماااماا انا صهيب يا ماما،  ماما انا التزمت في الصلاه قومي،  ماما انا روحت للشيخ محمد زي ما طلبتي و هحفظ القرآن،  ماما قومي،  طيب مين هيجهزلي الأكل؟  مين هيجي يشوفني نمت و لا لسه،  مين يسهر معايا في مرضي يا امي؟  مين يقف في صفي لما اطلب حاجه من بابا و يرفض
بابا؟  بابا كمان راح!  
 ساعتها مكنش بيجي في بالي بس غير ان خلاص مش هسمع صوتها تاني و لا صوته،  مش هتاخدني في حضنها و هتحرم من حضنه،   مش هتقولي اخبارك و هو مش هيقولي عامل اي يا سندي. 
انا سنده!،  سند مال قبل ما يتسند عليه،  اتكسر بموته. 
 بعدها لقيتهم بيقولولي ان مش لازم اشوف سِدرة 
سِدرتي مشوفهاش ازاي؟ مشوفهاش ازاي دا انا جبتلها العروسه الغاليه اللي حرمت نفسي من المصروف علشان احوش و اجيبهالها،  سِدرة اللي كانت مبتنامش غير لما ارجع البيت،  مشوفهاش ازاي دي بنتي،  ساعتها مكنتش شايف قدامي زعقت و كنت بكسر في الحاجات اللي قدامي و دخل عمي و هداني،  عمي اللي معرفش عننا حاجه،  ايجي يستلم الجثث علشان يستلم الورث،  
هديت و شدوا الدرج و ملقتش سِدرة،  لقيت وش محروق،  قلبي اتحرق  ، 
صهيب بأنهيار و بكاءه يزداد:  سِدرة انا صهيب،  سِدرة انا اخوكي،  انا جبت العروسه،  هيا في البيت، قومي علشان اجبلك شيكولاته، قومي علشان تجننيني و تلعبي في كتبي 
 سِدرة قومي و قوميني من النوم،  ايوا  انا بحلم و سِدرة هتيجي تجيب المايه و ترميها عليا دلوقتي زي ما بتعمل . 
End flash back
صهيب بدموع حاول ألا تخرج ولكنها خانته:  بس ساعتها سِدرة مجاتش و مصحتنيش. 
ثم رفع عينيه لتلك اللي لم يستشف ملامحها بسبب نقابها،  و لم يري عينيها بعد. 
لم تتحمل منذ ان رأته في المسجد  و هي تشعر بشعور غريب،  كانت تعتقد ان هذا مجرد شبه بسيط بينه و بين اخيها فهي ما زالت تتزكر بعض من ملامح اخيها. 
،  لم تتحمل اكثر ركضت محتضنة صهيب بشدة بكت و بكي، 
 بكي بين احضانها،  هو يشعر بانها اخته الان بعاطفته. 
سِدرة ببكاء:  انا مكنتش ناويه اسامحك كنت فاكره انك تعرف ان اللي ماتت دي مش انا و انت مدورتش عليا بمزاجك،  مكنتش اعرف اني ظلمتك و انك مريت بكل دا لوحدك انخرطت في البكاء،  كنت فاكره اننا مش هنتقابل،  موتهم و بعدك كسرني اوي يا صهيب و انتحبت و ازداد ارتجاف جسدها. 
بكي صهيب بأنتحاب و احتضنها بشدة لا يعلم اهو من يحتويها ام هي من تحتويه؟!  اهي اللتي بحاجة ذاك الحضن ام هو،  لا يعي الان شئ.،  اعتذر كثيراً،  اعتذر و تأسف و طلب السماح. مع انه لم يكن يعلم و لكنه سيعتذر،  فتلك سِدرته الان بحضنة،  لا بأس بألف اعتذار ان كانت النتيجة قربها،  حياتها و حضنها فلا بأس. 
قبلت اعتذارة و اعتذرت عن سوء ظنها به. 
و بعد وقت ليس بالقصير ابتعد صهيب عنها بعدما لملم شتات نفسه 
فنظرت له و نظر لها و مازالت لم ترفع النقاب الذي يغطي عينها و وجهها بعد. 
صهيب بمزاح ليغير ذالك الجو فهو رضي بقضاء الرحيم بوفاة والديه، 
و فرحته الان لا توصف بلقاءه بعزيزة الروح: ما توريني وشك يا أنسه و لا انا اتضحك عليا عشان اتحضن و تتحرمشي بيا و لا اي؟! 
تبسمت سِدرة ضاحكة من قوله  ،  ثم رفعت النقاب عن وجهها لحظات مرت عليه گ الدهر صغيرته تغيرت ملامحها و لكن لون عينيها ما زالت بلون البحر و انفها مازال دقيق، تحولت من طفلة جميلة لـ شابه فاتنه، ما بال تلك البراءة بوجهها؟ ما بال ذالك الضوء بوجهها؟« لا يعلم انها تقيم الليل و تصلي الفجر بوقته». 
انتزعها لأحضانه مرة اخري،  ادمعت عينيه و ظل يحمدالله كثيراً،  اي معجزة هذه؟ 
حفظ الله اخته،  ظن انه حُرم منها و لكن الله ردها و لكن بعد ان اكمل دراسته و نجح في عمله بل و بقي قرصان و غول سوق الأعمال. 
ردها الله له سالمة،  عفيفه في ثوب أمهات المؤمنين،  حفظها لحين يشتد هو و يكون قادر علي حمايتها. 
يااااااا الله كان منعه قمة العطاء و هو بجهله كان علي شفا حفرة من القنوط من رحمته،  الحمدلله. 
تمتمت بالحمد هي الأخري  و نظروا لأم سماح وجدوها تبكي فهرولت تحتضنها و تقبل يدها و رأسها،  تقدم صهيب منها و قبل رأسها و يدها. 
قائلاً بأمتنان:  بعد حفظ الله لـ اختي كانت في حفظك،  علمتيها و ربيتيها،  رعيتيها و انا لو فضلت طول عمري احاول ارد جزء من جميلك دا مش هوفيكي حقك ابداً،  انا متشكر جداً يا أم سماح،  جميلك دا دين في رقبتي و مش هنساه. 
بكت ام سماح و قالت:  دي بنتي و انت ابني و لا نسيت دادة فاطمة يا واد. 
تبسم صهيب و احتضنها. 
ثم امر بنقلها لـ اكبر مستشفي في القاهرة لتتلقي الرعاية و قد كان. 
فحوصات شاملة،  تقارير طبية، هرولة هنا و هناك  ،  فمن ذاك المجنون الذي يزورة قرصان و غول مجال الأعمال و لا يخدمة بعينيه؟ 
نزل مدير المستشفي للقاء صهيب. 
و سِدرة تقف گ البلهاء تستغرب فقط. 
و بعد مرور الوقت دخلوا لام سماح او دادة فاطمة كما يناديها صهيب 
جلسوا معها قليلاً و طلبت منهم الممرضة ان يتركوها ترتاح. 
خرجوا لحديقة المستشفي و جلسوا في الهواء،  يسترجعوا زكرياتهم سوياً  ،  هو يزكرها و هي تزكره،  يضحكون و يمزحون،  و حديث طوووويل عن حياتها بعده مع دادة فاطمة و حياته في الغربة. 
قصت له عن حياتها كاملة،  عن عمر و عن لبسها في الماضي و الان و عن توبتها و عن حياء و هنآ. 
حزن لحياتها السابقه و لكنه حمدالله لانه حفظها و هداها و اخبرها الا تتحدث عن هذه الذنوب مع احد حتي لا تكون من المجاهرين بالمعاصي. 
حديث طويل و احضان اشتياق  . 
ألتقي الشقيق بشقيقته،  اطفأت نار اشتياقه و فعل هو المثل. 
ارتفع اذان الفجر فذهبوا لمسجد المستشفي صلوا الفرض و ادت هي ركعتي شكر لله و فعل هو كذالك،  دعت لوالدتها الروحية،  فمهما حدث ستظل والدتها،  فهي التي ربتها. و دعت لوادتها التي تفترش التراب الان و لوالدها و خرجت من المسجد بعد ان انتهت. 
دارت ببصرها وجدت صهيب ينتظرها مستنداً علي سور المسجد. 
فقالت بصوت خفيض مداعبة:  السلام عليكم،  صباح الزبادي يا محير فؤادي اكمل و لا عادي. 
نظر لها صهيب بقرف مصطنع:  زبادي و محير فؤادك؟  اخلاقك باظت يا ام سيد. 
ضحكت بشدة حتي خرج صوت ضحكتها فنهرها هو لان الرجال تغادر بجانبه بمسافه قصيره و يخشي ان يسمعها احد. 
فأخفضت صوتها و رفعت يدها دلالة علي الاستسلام، و استوعبت غيرته. 
قائلة بضحك: اصل افتكرت لقب ام سيد اللي كنت بتقولهولي.  
صهيب بحزم مصطنع: اعترف علي نفسه بنفس ذات نفسه، ثم اكمل بغمزة، احنا اسفين يا صلاح يلا بقا.
ضحكت بهدوء و حمدت الله كثيراً 
صهيب مكملاً:  يلا في فندق هنا قريب هنروح نرتاح و لما دادة فاطمة تصحي هيرنوا عليا هنرجعلها و ان شاء الله  هتعمل العملية بكرة. 
غامت عينيها بحزن قائلة:  تفتكر هتبقي بخير؟. 
اجابها بثقة:  تفتكري اللي حفظك بعينه التي لا تنام يعجز عن حفظها. 
تمتمت بأمل: حاشآاااه  . 
فأحتضن كتفها متجها لكي يرتاحوا قليلاً قائلاً:  يبقي ترتاحي وتستودعيها في ودائع الله.


يتبع الفصل الثامن اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent