Ads by Google X

رواية عشقت من الصعيد الفصل الرابع 4 بقلم حنين عماد

الصفحة الرئيسية

  رواية عشقت من الصعيد الفصل الرابع  بقلم حنين عماد

 رواية عشقت من الصعيد الفصل الرابع 

قالوا من قبل ان المشاكسة هي التي تضفي نكهة لأي علاقة وصدقوا .. ان القط والفأر يقضون يومهم في مشاكسات هنا وهناك ولكن في نفس الوقت لا يستطيع أحد منهم ان يستغني عن الآخر .. ان لم تستطع ان تكون مع شريكك كالقط والفأر فلن تشعر بلذة تلك العلاقة .. يقف ويحاصرها بين يديه القويتين وعينيه مثبتة على عينيها .. يلمع التحدي المخلوط بالغيظ في عينيه ويماثله في عينيها ولكنه مخلوط بخوف حاولت إخفاءه حين هتفت بنبرة تهديد مدعية الشجاعة
إيمان(وهي ترفع اصبعها امام وجهه بتحذير): والله العظيم لو قربت مني ولا فكرت تيجي جنبي ل اصوت وألم عليك البيت كله
لم يرد زين وإنما اقترب خطوة اخرى لتتسارع انفاسها بتوتر خاصة حين اردف بغيظ
زين(بنبرة مخيفة يشوبها الغيظ): انتي ايه اللي هببتيه ديه؟ انتي مچنونة عاد؟
إيمان(بحدة وغيظ): احترم نفسك, واللي أنا هببته دا كان رد على اللي انت هببته .. مالك ومال هدومي بتمد ايدك عليها ليه وبتقطعها ليه
زين(بغيظ يشوبه الغيرة): زعلانة جوي على خلاچاتك .. ايه ماتعرفيش تستغني عنيهم ولا خايفة ماحدش يبصلك من غيرهم
إيمان(وهي ترفع يدها): انت قليل الأدب
زين(وهو يمسك رسغها بقوة): يدك دي اني هكسرهالك لو اترفعت علي تاني .. ولسانك ديه اللي هيغلوط اني هجطعه
إيمان(بغيظ وهي تقترب منه بانفعال): لا انت ولا عشرة زيك
كاد ان يرد عليها حين لاحظ قربهم المهلك فقد كانت وجوههم متقابلة لا يفصلها سوا بعض السنتيمترات .. ساد الصمت والهواء بينهم يختلط بعبير انفاسهم .. دقات قلوبهم تدق بقوة .. يبلع ريقه بصعوبة وعينيه تتفرس ملامحها الجميلة من بشرة بيضاء وعيون تنافس طمي النيل في سواده المائل للبُنية الساحرة واهداب طويلة تظلل تلك العيون وشعر اسود مخلوط ببعض الخصلات البنية ووجنتين ورديتين وشفاة .. آاااه من تلك الشفاة التي تنافس الكرز في اكتنازها واحمرارها المغري .. اما هي فكان قلبها يدق بقوة من فرط التوتر والخجل .. ترى عينيه تأكل كل شبر من ملامحها وتدفع الدماء دفعاً لوجناتها .. تهرب بعينيها هنا وهناك بتوتر لتحاول سرقة نظرة لعينيه تحولت من نظرة ل رحلة سافرت بها .. عيون سوداء حادة تماماً مثل ملامحه .. بشرة خمرية بدرجة فاتحة وشعر اسود وحاجبين كثيفين إلى حد ما .. ملامح قادرة على خطف قلبك وخاصة بذلك الشارب و الذقن اللذان نبتا بعشوائية ليُكسر حاجز الكمال بتلك الشخصية الساحرة .. كانوا سيظلون بتلك الحالة ان لم يفصلهم ذلك الطرق على باب غرفة إيمان الذي اجبرهم على العودة لأرض الواقع .. ابتعد زين قليلاً وهو يحمحم بارتباك اما هي فهربت بعينيها واصابعها تضع بعض الخصلات المتمردة من شعرها خلف اذنها .. اقتربت من الباب لتردف
إيمان: مين؟
صفاء: انا يا إيمان .. انتي قافلة على نفسك ليه؟
اسرعت إيمان بإدارة المفتاح وفتح الباب بمقدار قليل فهي تعرف ذكاء والدتها وأنها لو لم تقم بذلك بالتأكيد ستفهم والدتها ان هناك خطباً ما
صفاء(باستغراب): ايه يا إيمان قافلة الباب ليه؟
إيمان(وهي تحاول اخفاء ارتباكها): اصلي .. كنت بغير هدومي
صفاء(وهي ترفع حاجبها): بتغيري؟!
تفحصت صفاء ملابس إيمان التي لم تغيرها منذ الأمس لتسرع إيمان بتدارك كلامها
إيمان(بابتسامة مرتبكة): آااا قصدي يعني كنت هغير اصلي من تعبي امبارح نمت من غير ما اغير هدومي
ابتسمت صفاء بهدوء لتردف
صفاء: طيب يا حبيبتي انا هسبقك عالفطار غيري وحصليني
إيمان(بسرعة): لا استني انا جاية معاكي
قالتها إيمان برغبة في الهروب من ذلك الصعيدي الذي مازال واقفاً خلف باب غرفتها وعينيه مثبتة عليها
صفاء(باستغراب): جاية معايا؟! مش هتغيري هدومك؟
إيمان: ها .. اغير؟!
قالتها إيمان وهي تنظر لغرفتها مرة اخرى وتقع عينيها على الحقيبة التي لم يعد يوجد بها شئ يصلح للارتداء فكل ما تركه ذلك الهمجي كما تسميه بعض قطع الملابس البيتية المناسبة للنوم .. حولت عينيها ناحية ذلك الذي يبتسم باستفزاز لتضغط على اسنانها بغيظ وتردف بنبرة حاولت جعلها هادئة
إيمان: لا هفطر الاول وبعدين ابقى اطلع أغير
صفاء(بابتسامة): ماشي يا حبيبتي يلا
ألقت إيمان نظرة نارية على زين قبل ان تخرج وتغلق باب غرفتها بغضب جعل زين ينفجر ضاحكاً على ما حدث .. تحولت ضحكاته لابتسامة حين تذكر تلك اللحظات التي شعر بها انه يطير فوق سابع سماء حين وقف قبالتها ونعم بالنظر إليها .. حسناً يعترف بدأ القلب بالدق ولكن هل هو فعلاً حب .. هل يمكن لشخص ان يحب من نظرة واحدة .. هل يمكن ان يصبح اسير لعيونها وكأنها قد ألقت عليه لعنة .. ولكن الأهم هل سيستطيع ان يمتلك قلبها؟!!!
//////////////////////
بمنزل ممدوح:-
قمر(بتذمر): يلا بجا ياما
نطقت بها تلك الفتاة التي تقف وترتدي احدى العبايات الصعيدية ذات اللون الاسود .. نظرت لإنعكاسها بالمرآة وضيقت ذلك الحزام على خصرها لتبرز جمال قوامها الرشيق وقد تعمدت فرد شعرها الطويل ووضع الكحل في عينيها لتجعلها حادة وجذابة بل وخاطفة لقلوب كثير من الرجال إلا قلب ذلك الذي تتمناه وتفعل كل ما بوسعها لتنال قربه .. تحركت قمر مقتربة من والدتها وهي تبتسم بغرور فهي جميلة وتعرف انها جميلة ولذلك تغتر كثيراً بنفسها .. تنحني تلك السيدة الكبيرة في السن إلى حد ما والتي تُدعى "صابرة" لتُمسك بما تُسمى بال"قفة" المُمتلئة بالفطير الفلاحي وبعض السمن والفاكهة ؛ فهي ستذهب اليوم لزيارة أختها "صالحة" حسب تعليمات ابنها "ممدوح" الذي لا يسمح لزوجته بالخروج من دون والدته .. فهو يعلم قدر جمالها وربما ذلك هو أحد اسباب عدم إقدامه على طلاقها حين اكتشف انها لا تستطيع الإنجاب .. لا يريدها ان تكون لغيره فهو رابح بكل الأحوال .. في البداية تزوجها لأنه شعر بانجاذبه لها بالإضافة إلى ثروة ابيها وجدها التي ستؤول لها ولأخيها فيما بعد والتي كانت سبباً ثانياً لعدم انفصاله عنها حتى الآن فها هو ينعم بخيرات عائلة المنياوي وتحت يديه مستقبل الأراضي والأموال حيث انه المهندس الزراعي و المسؤول الأول عنها كما أنه لن يجد زوجة مثل دعاء في طاعتها الكبيرة له وعدم قدرتها على رفع صوتها او رفض اي طلب له وخاصة أنه يسعى دائما لكي يجعلها لا تنسى انها "معيوبة" كما يقول او كما أسماها في مرات سابقة "أرض بور" واضعاً الملح الحارق بكل قسوة فوق جرحها الذي يأبى ان يلتئم ولكنه لا يعلم ان ذلك الجرح سيلتئم ذات يوم ولكن جرحه هو من سينزف كالشلال .. تنفخ قمر بملل وهي تعقد ذراعيها امام صدرها بضجر
قمر: جرا ايه ياما احنا هنفضلوا طول اليوم إهنيه ولا إيه؟!!
صابرة(وهي تضع ما بيدها بالقفة): يا بتي بلاش تلهوچيني اومال .. هنتحركوا بس اني كنت بتأكد ان كل حاچة چهزت عجبال ما مرت اخوكي تچهز وتنزل
قمر(وهي تلوي فمها بتهكم): وهي ست الحسن والچمال لسة مانزلتش .. مش عارفة أني لو كان عندها عيل وبتچر وتسحب فيه كانت خدت وجت جد ايه
صابرة(وهي تنظر لها بعبوس): بلاش الكلام ديه .. دي إرادة ربنا
قمر: إرادة ربنا ماجولناش حاچة بس اخوي مظلوم معاها وهو لسة شباب وأي بت في البلد تتمناه
صابرة(بحدة وتحذير): جولتلك مالكيش صالح بالكلام ديه عاد وإياكي لما بت خالتك تنزل تسمي بدنها بكلامك ديه انتي فاهمة؟
قمر(وهي تنفخ بتذمر): حاضر سكتنا اهو لما نشوفوا اخرتها إيه
دعاء: صباح الخير يا خالتي
قالتها دعاء التي خرجت من غرفتها بعدما ارتدت احدى العبايات الصعيدية السوداء والبسيطة جداً ولكنها جعلتها كملكة جمال وخاصة ان بشرتها البيضاء وجسدها المكتنز إلى حد ما قد لائموا ذلك اللون بشدة فكانت تصف الجملة التي تقول "بيضاء ارتدت الاسود فبدت وكأن القمر تكحل" .. ابتسمت صابرة لزوجة ابنها وابنة اختها لتردف بهدوء
صابرة: صباح النور يا بتي
قمر(وهي تضع يديها بخصرها): ماشيفانيش عاد ولا إيه؟ ولا تكونيش مستكبرة تجوليلي صباح الخير
دعاء: وهستكبر ليه يا خيتي .. صباح الخير
قمر(وهي تشيح بيدها): أهو صباح والسلام .. الحمد لله انك چهزتي .. يلا علشان نلحجوا نروحوا
صابرة: يا بتي احنا ماورناش حاچة بلاش صربعة
قمر: لاه ياما , اني اخوي جايل جبل غروب الشمس نرچعوا وكلام اخوي لازم يتنفذ ..(ثم نظرت بطرف عينيها لدعاء مردفة).. ولا إكمنه بيچي على نفسه في حاچات كتير ومايبنطجش عشان جلبه طيب
احتلت غصة حلق دعاء ولمعت الدموع بعيونها حين فهمت ان قمر تقصد عدم انفصال ممدوح عنها بسبب عدم قدرتها على الإنجاب .. نظرت صابرة لقمر بغضب قبل ان تقول بهدوء يشوبه الحدة
صابرة(وهي تنحني وتمسك القفة): كفاية رط وحديت ملوش عازة .. خلونا نتحركوا دلوك .. هموا
تحركت صابرة ومعها دعاء وقمر متجهين لسرايا المنياوي وفي قلب هاتين الفتاتين رغبة كبيرة لرؤية ذلك الوسيم ذو الشعر الاسود الذي كان اسمه حقاً صفة له .. زين وهو زين .. فترى كيف ستكون ردة فعلهم حين يعلموا بوجود تلك الجميلة القاهرية التي خطفت قلبه من اول نظرة فباتت ملكة متوجة على عرش قلبه حتى وإن لم يعترف بذلك حتى الآن
///////////////////
تجلس إيمان بشرود وهي تفكر في كل الذي حدث منذ ان وصلت لذلك المنزل ولتلك القرية وما جعلها تقبل بالمجئ لهُنا .. يمر بعقلها كل المواقف التي جمعتها بذلك الهمجي الذي عرفته منذ يوم واحد فقط .. يدق قلبها بقوة وهي تلاحظ انها في كل موقف كانت تعجز عن تحديه كما تريد .. تكسر قواعدها له وبدون إرادة منها .. لماذا تعجز عن رد الصاع صاعين له .. لماذا لا تستطيع إيقافه عند حده .. كل ذلك يدور بعقلها وهي جالسة على مقعدها على تلك السفرة الكبيرة مجاورة والدتها المجاورة لخالها الحبيب الذي اردف بنبرة حنونة حين لاحظ شرودها
سالم(بنبرة هادئة): إيمان .. إيمان
إيمان(بانتباه): ها، ايوة ايوة يا خالو
سالم(بابتسامة): اللي واخد عجلك يتهنى بيه يا حبيبة خالك
إيمان(بابتسامة مماثلة): محدش واخد عقلي ولا حاجة , انا بس سرحت شوية في الشغل وكدا
سالم: انسي الشغل طول ما انتي إهنيه .. احنا مش اتفجنا أنك هتعتبري الفترة اللي هتجضيها إهنيه اچازة ليكي
إيمان: احنا قولنا انها اجازة اه بس دا مايمنعش اني افكر برضو في شغلي لأن دا كياني اللي تعبت فيه واللي بيه بحس اني بحقق نفسي فعلاً
لمعت عيون سالم بفخر لينطق
سالم: ربنا يبارك فيكي يا حبيبتي .. طب جوليلي، لساكي زعلانة من اللي حوصول امبارح؟ يمين بالله لو زعلانة لأجوم اكسرلك راس الدبش اللي فوج ديه
إيمان(بابتسامة وضحكة خفيفة): لا لا الطيب احسن
رحمة(وهي تجلس بجانبهم): حبيبة خالتها جلبها طيب كيف خالتها تمام مش إكدة؟
إيمان: وأنا اطول اكون زيك يا خالتو
رحمة: يابوي على لسانك اللي هينجط شهد ديه
صفاء: انتي كنتي فين يا رحمة؟ من الصبح بدور عليكي
رحمة: كنت بفطر ابوي واديله الدوا
اختفت الابتسامة من على وجه إيمان حين تم ذكره .. كلما جاءت سيرته تشعر بانسحاب الهواء من حولها .. كلما احست انه يعيش ويحظى بحب وتعاطف من حوله بعد كل ما فعل تشعر بألم في قلبها .. لاحظ سالم تبدل تعابير وجهها ليردف مغيراً الحديث
سالم: أما بجا يا إيمان يا بتي مرت خالك عملالك شوية وكل إنما اييه ماتجوليش لعدوك عليه
إيمان: تسلم ايديها
صالحة(وهي تخرج من المطبخ): تسلمي يا نضري .. يلا اني هنادم على زين علشان نفطروا عاد .. الوكل كلاته چاهز
زين(وهو ينزل على السلم): وزين كمان چاهز وحاضر
في اقل من ثانية تحولت عيناها ناحية صوته بدون إرادة منها وكأنه مغناطيس .. دق قلبها بقوة من طلته الساحرة .. جلباب صعيدي من اللون البيچ وشال صوف يتداخله لون الجلباب موضوع على كتفه العريض.. يمكن ان نقول انها طلة مهلكة لقلوب بنات حواء جميعاً وبلا استثناء
زين(وهو يقبل يد سالم): صباح الخير يابوي
سالم(وهو يربت على ظهره): صباح الخير يا جلب ابوك
زين(وهو يبتسم لصفاء ورحمة): صباح الفل والياسمين يا عماتي
صفاء: صباح الورد يا حبيب عمتك
رحمة: صباح الياسمين على عيونك يا زينة الشباب
زين(وهو يقبل رأس صالحة): صباح العسل يا ست الكل
صالحة: صباح النور يا ولدي
اخذ زين نفساً عميقاً قبل ان يبتسم وينظر لوالدته مردفاً
زين: أني شامم روايح إنما ايييه .. شكلك ابدعتي يامه
صالحة(بنبرة مغرورة ممازحة): ديه اجل حاچة عندي
ضحك الجميع على جملتها والتي تقولها رحمة حين تتولى عمل أكلة وتنل اعجابهم لتردف رحمة بابتسامة
رحمة: بتجلديني عاد يا خيتي .. طب جول انت ياخوي وكلي بيبجي زين ولا عفش؟
سالم: مفيش حد في عيلة المنياوي وكله عفش
ضغطت إيمان على شفتيها بتوتر .. ااااه لو يعرف انها لا تستطيع حتى ان تقلي بيضتين وان آخر محاولات طبخها كانت تلك الأكلة التي تشبة المكرونة في الاسم فقط ولكن لا تشبهها في الشكل او الطعم او حتى الرائحة .. جلس زين بجانب والده واسرعت صالحة للمطبخ لتُحضر باقي الطعام .. كان زين يسترق بعض النظرات لإيمان التي كانت تهرب بعينيها منه ليردف سالم بخبث
سالم: يعني ماصبحتش على بت عمتك يا زين
زين: معلش يابوي مانتبهتش ..(ثم نظر نحوها ليردف وهو يصك اسنانه).. صباح الخير يا بت عمتي
إيمان(وهي تنظر له بتحدي): صباح النور
سالم: هتعمل ايه النهاردة يا ولدي؟
زين: هنزل على الشغل في الاول اشوف ايه الأحوال اهنكه وبعدين هعدي على ممدوح في الارض اشوفه وصل لإيه وبعدين هلف شوية في البلد كيف كل يوم
صالحة(وهي تخرج من المطبخ وتبتسم بفخر): ربنا يجويك يا ولدي .. يلا بجا اسبجوني بلجمة عجبال ما اجيب الفطير وأجي .. يلا يا صفاء مدي يدك اني عاملالك دمس وكحروت وجرجوش عشان عارفة انك هتحبيهم وكمان هچهزلك عالغدا ويكا وشلولو وسليقة
عقدت إيمان حاجبيها بصدمة لتلك الكلمات الغريبة التي لم تفهم منهم اي شئ .. حسناً يبدو انها لن تكون اجازة سهلة أبدا!!
سالم(وهو يشمر ساعديه): يلا مدوا يدكم .. كلي يا إيمان يا بتي دا الدمس بتاع مرت خالك ماهتدوجيش زيه واصل والكحروت بجا حكاية
إيمان: ها .. اه حاضر .. حاضر
نظرت إيمان للاطباق الموضوعة امامها لتعقد حاجبيها ولكن باستغراب تلك المرة .. فالاطباق موضوع بها طعام عادي ليس غريباً عليها .. ظلت تتنقل ببصرها بين الاطباق لفترة ليست بقليلة
رحمة(وهي تضع لقمة بفمها): فيه ايه يا إيمان؟ .. ما تكلي يا حبيبتي
إيمان(بحيرة): هاكل بس الاقيه
رحمة: هو مين ديه؟!
إيمان(بتلقائية): المتكحرت
هنا لم يستطع زين تمالك ضحكاته .. انفلتت منه الضحكة حين نطقت تلك الكلمة فقد كان يلاحظ نظراتها التائهة بين اطباق الطعام المختلفة وتوقع عدم معرفتها لماهية تلك الاسماء .. أما سالم فأكتفى بابتسامة بسيطة حتى لا يحرجها وأردف
سالم: الله يحظك يا إيمان ..(ثم اشار بيده ناحية احد الاطباق التي تحتوي على البيض ليردف بنبرة هادئة).. اسمه كحروت مش متكحرت يا بتي
ابتسمت إيمان حين فهمت سبب ابتساماتهم وضحكات البعض منهم التي لم تتضايق منها على غير المتوقع وانما هي نفسها ضحكت بعدما فهمت ان الكحروتة او الكحروت ما هو إلا اسم البيض في الصعيد .. اخذ سالم يعرفها على باقي الطعام وهو يبتسم بهدوء جميل يناسب ملامحه الوسيمة رغم سنه .. انضمت صالحة لهم على السفرة وشاركتهم الاكل والابتسام على حوار سالم وإيمان
إيمان(وهي تنظر للطعام بتركيز): كحروت يعني بيض .. ودمس يعني فول مدمس .. وقرقوش يعني عيش ناشف
رحمة: تمام عليكي نور
إيمان(بفضول): طب واصناف الغدا اللي طنط صالحة قالتهم؟
صالحة: اول هام بلاها طنط دي .. جوليلي يا خالتي كيف ما بتجولي ل رحمة
إيمان: حاضر يا خالتو
صالحة: تاني هام بجا اصناف الغدا هجولك عليهم بس مش دلوجت .. هجولك لما نرچعوا ان شاء الله
رحمة: ترچعوا منين؟!
سالم(وهو يأخذ قطعة فطير): صالحة اخدت اذني انها تاخد إيمان معاها هي وورد وهما نازلين السوج .. وأهو منها تشوف البلد والناس ومنها يچيبوا باجي حاچة ورد
صالحة(بتوضيح وهي تشير ناحية ورد): اصل ورد فرحها اخر السبوع ان شاء الله
إيمان(بابتسامة لورد): ألف مبروك
ورد(بابتسامة مماثلة): الله يبارك فيكي
سالم(بنبرة خبيثة): عجبالك يا إيمان انتي وزين
سعل كل منهما بقوة على جملة سالم لتنظر إيمان بصدمة لخالها بينما اردف زين بارتباك
زين(بتوتر وارتباك): ايه اللي بتجوله ديه يابوي؟!
سالم(مدعي البراءة): اني جولت ايه يا ولدي؟! .. بجول عجبال ما نفرح بيك ونفرح بإيمان لما كل واحد منكم يلاجي نصيبه ان شاء الله
زين(وهو يحمحم بارتباك): ها .. اه .. تمام
صالحة(بابتسامة وهي تربت على ظهر زين): دا يوم السعد والهنا يوم ما يتجوز يا حاچ واشوفه إكده في بيت الهنا مع مرته وأشيل عياله على يدي جبل ما اموت
زين(وهو يربت على يدها بابتسامة): ربنا يديكي الصحة وطولة العمر يا ست الكل
ظلت إيمان تنظر في طبق الطعام الذي امامها متجنبة النظر لأي احد منهم لتنتبه على صوت سالم الذي اردف
سالم(بمكر): ايه رأيك يا إيمان؟
إيمان(وقد اصابها الارتباك): ها .. ايه رأيي في ايه؟!
سالم(بخبث وابتسامة جانبية): في نزولك مع ورد ومرت خالك السوج
إيمان(وهي تهز رأسها بارتباك): آه .. اه ماشي تمام ..(ثم نظرت لصفاء لتردف).. دا طبعا بعد موافقة ماما
ابتسمت صفاء وربتت بهدوء على كتف إيمان لتبتسم الأخيرة ابتسامة صافية سريعاً ما تلاشت حين اردف زين
زين(بغيرة حاول اخفاءها): تنزل كيف يعني باللبس ديه؟!
إيمان(بغيظ): انت تاني؟! انت مالك ومالي مش فاهمة!!
سالم: اسكت انت يا زين .. بصي يا إيمان يا بتي، البلد إهنيه ليها طباع وعادات معينة .. يعني ماينفعش مثلا ان الست تخرچ من بيتها وهي لابسة بنطلون كيفيك إكده .. الستات إهنيه بيلبسوا چلاليب كيف خالتك ومرت خالك والبنته بيلبسوا فساتين او چلاليب ملونة كيف ورد إكده .. اني مش بفرض عليكي حاچة بس بعرفك ان المفروض طالما روحتي مكان يا بتي انك تحترمي أصوله وجواعده
نظر زين لوالده بعيون تلمع بالفخر فهو قد قال كل ما يريد هو قوله ولكن باسلوب هادئ يرى تأثيره على ابنة عمته العنيدة .. صمتت إيمان وأخذت تفكر بحديث خالها .. تعترف ان اسلوبه وطريقته جعلوا عنادها ينسحب تاركاً المجال لعقلها ليفكر .. حسناً هو محق في ما قاله ولكن من اين ستحصل على تلك الفساتين والملابس وقد قام ذلك الهمجي بإفساد كل ما احضرته .. اخذت تفرك اصابعها بارتباك لتردف
إيمان: حضرتك معاك حق يا خالو بس...
رحمة: بس إيه؟
إيمان(بنبرة يشوبها الغيظ): اصل انا هدومي اتقطعت
كتم زين ابتسامته ونظر لطبقه مكملاً تناوله لطعامه وكأنه ليس سبباً في تلك الكارثة أما سالم فأردف
سالم(باستغراب): اتجطعت كيف؟!
إيمان(وهي تضغط على اسنانها بغيظ وتنظر نحو زين): فار
كتم زين ضحكاته بصعوبة بالغة ولكن اختفت تلك الضحكات حين اكملت إيمان
إيمان(مكملة بنفس النبرة): فار همجي ومش محترم مايعرفش أنه عيب يمد ايده على حاجة غيره
عقد الجميع حاجبيهم باستغراب لجملة إيمان عدا ذلك الذي كان يضغط بقوة على أسنانه من فرط غيظه
صالحة(وهي تشير لورد): روحي يا ورد هاتي مصيدة الفيران علشان نمسكوا الفار اللي في الاوضة
إيمان: لا ملوش لازمة يا خالتو الفار خرج أصلا ..(ثم اردفت بنبرة مستفزة يشوبها التحدي).. ماتقلقيش انا هعرف اتصرف معاه واخليه يحرم يمد ايده على حاجة مش بتاعته ومايعتبش الاوضة تاني
ضرب زين بقبضة يده على السفرة لينتبه له جميع الجالسين .. حرب النظرات الدائرة بينه وبينها كانت تقول الكثير ولم يقطعها سواء تلك الشهقة التي صدرت من صالحة التي امسكت يد زين بلهفة مردفة
صالحة(بصدمة ولهفة): وه! مين اللي عمل في يدك إكده؟!
لمع التحدي بعيون إيمان وخاصة حين اردف زين وهو يصك أسنانه
زين(بغيظ): جطة (قطة)
ابتسامة شماتة ارتسمت على شفتي إيمان وهي تمسك كوب المياة الموضوع أمامها وترفعه لشفتيها حتى ترتشف القليل منه ليقف الماء بحلقها حين أكمل
زين(باستفزاز): جطة جليلة الرباية ولسانها طويل چيت اعمل فيها معروف جامت عضتني ..(ثم اكمل وقد نظر نحو إيمان بتحدي).. بس معلش اني هعرف اربيها من اول وچديد وهجصلها ضوافرها ولسانها كمان
نظرت إيمان له نظرة نارية وبادلها هو نفس النظرة .. حسناً تريد الحرب؟ لك ما تريد .. ظلت حرب النظرات دائرة بينهم لفترة ليقطعها تلك المرة صوت رنين هاتف إيمان .. ما ان امسكت إيمان هاتفها حتى تبدل عبوسها ولمعت عيناها بسعادة لتضع الهاتف على اذنها وتردف بسعادة وضحت بصوتها
إيمان(بفرحة): ايوة يا حبيبي .. وحشتني اوي
قالتها وهي تقف وتتحرك لخارج المنزل وابتسامة مرسومة على وجهها معاكسة لذلك العبوس الغاضب الذي ارتسم على وجه ذلك الذي يجلس على كرسيه ويحس بقلبه يغلي من فرط غيرته .. ماذا حدث الآن؟! هل لديها حبيب؟!! كيف ستكون ردة فعل زين على كلمتها تلك التي فجرت براكين الغيرة بصدره؟ هل بالفعل قلبها ملك لآخر؟! هل ستكون الغيرة من نصيبه هو فقط ام ستشتعل هي أيضاً بنارها لينفضح ما بقلبها وتُقر أنها عشقت من الصعيد
يتبع الفصل التالي: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية عشقت من الصعيد " اضغط على أسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent