رواية أحببت خادمتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم ندى محمود

الصفحة الرئيسية

رواية أحببت خادمتي الفصل الخامس عشر بقلم ندى محمود

رواية أحببت خادمتي الفصل الخامس عشر

كان يجلس في مكتبه وهو يضع وجهه بين يديه بحزن شديد .. 
يود ان يبكي ويصرخ بقول ( انتي ملكي ) 
يود ان يجلب أسر ويقوم بقتله او يقوم بضربه وامره بأن يتركها .. 
رأي نظرة الحب بعينيها في كل موقف مرَّ عليها .. 
رأي دموع الحب التي كانت تتوسله بأن يترك محبوبها ... 
ولكن هل ستستطيع ان تغير الواقع .. ؟ 
هبطت دمعه من عينيه بآلم ...
فتح الباب فجأه وكان صديقه " مراد " 
مما جعله يمسح دموعه بسرعه ويصرخ في وجهه وهو يقول .. 
_" مش فيي بااب عشاان تخبط .. "  
اجابه باستغراب من عصبيته وهو يقول .. 
_" انا اسف مكنتش اعرف انك هتضايق .. انت اختفيت فجأه فقولت آجي اشوفك .. " 
تنهد بضيق وجلس علي المكتب مثلما كان يفعل ..
بينما هو .. اقترب منه وجلس امامه وهو يقول بقلق .  
_" إنت بتعيط ؟ " 
نظر إليه وهو يقول بنفي .. 
_" إيه التخلف اللي انت بتقوله ده . اكيد لأ طبعا .. "
ابتسم بثقه وهو يقول .. 
_" يبقي بتعيط !! " 
نظر إليه بحده ووضع يديه علي وجهه وهو يتنهد بألم .. 
بينما هو .. اقترب منه بحنان ووضع يده علي كتفه وهو يقول بهدوء .. 
_" بتحبها ..؟ " 
اجابه دون وعي .. 
_" اويي .. اوي ياا مرااد ...مكنتش متخيل انها هتبعد .. 
ظلمتها .. وعارف اني ظلمتها .. بس والله كان اي احد مكاني كان هيعمل اللي انا عملته ...
 شوفت الفرحه في عينيها لما قولتلها ان فرحكم بعد اسبوع .. مشوفتش هي كانت عامله ازاي .. 
لما شوفتها النهارده بفستان الفرح .. عقلي كان رافض تماما اللي بيحصل .. حسيت ساعتها اني عايز اقتل اسر عشان ماتتجوزوش .. " 
ثم اكمل بألم .. 
_" انا تعبان .. تعبان اوي يا مراد ...حاسس اني بموت ميت مرة في اليوم ..  
ثم تابع بتساؤل .. 
_" تفتكر هقدر انساها ؟ ".
ابتسم مراد علي حاله بشفقه .. يري نظرة الحب والألم بعينيه .. لم يعلم ماذا سيقول .. 
" فلو كان الحب بإيدينا .. لانتشلناه بكل سهوله .. " 
ولكن لووو .. 
_" افتكر ؟؟ .. ده انا متأكد يا ادهم انك هتقدر تنساها .. وبعدين لازم غصب عنك تنساها .. لانها دلوقتي بقيت متجوزة .. يعني مينفعش ! " 
ثم تابع بتساؤل .. 
_" اقولك علي حاجة يا ادهم .. " 
هز رأسه بنعم .  ليكمل هو حديثه الذي جعله يدير وجهه عنه بتأفف وكانت تلك الجمله .. 
_" قوم صلي .. " 
_" هي ديه طبيعتك .. كل ما اقولك قوم صلي بتقعد تهوف وكإني بقولك قوم موت نفسك .. 
مع إنك لو جربت الراحه اللي هتحس بيها لما تصلي .. هتخليك تبكي بندم بسبب بعدك عنه .. 
قرَّب من ربنا يا ادهم .. واحكيله كل همومك .. 
احكيله كل حاجه حتي لو صغيرة .. 
أطلب منه انك تنساها .. قوله ياااارب .. وهو هيسمعك .. قوله ياااارب .. وهو هيستجيب .. " 
ثم تابع بتساؤل .. 
_" ايه اللي بيفصل يينا وبين الكفار يا ادهم ؟ " 
اجابه بثقه ...
_' ان احنا مسلمين طبعا .. " 
ابتسم عليه واردف قائلا .. 
_" الصلاة .. اللي بيفرق بينا وبين الكفار الصلاة !! 
قريت قبل كده في كتاب بغض النظر عن اسمه .. 
كان بيتكلم عن ازاي نعيش عيشه فل .. يعني نبقا مرتاحين وعندنا سلام داخلي .  
كان اول حاجه مكتوبه هي 
" علاقتك بربك .. " 
شوفت .. ساب كل حاجه .. ومسكت في علاقتنا بربنا .  وده بيدل علي اهمية التقرب إلي الله .. 
طب اجيبهالك من جانب تاني .. 
الصلاة ديه رياضه .. 
اه والله رياضه .. !! 
كل حركه بتعملها سواء وانت ساجد او راكع او وانت بتقول التشهد ..
ديه بتبقي رياضه .. 
ده حتي النظر إلي السجاده .. ده بيقوي عصب العين .. 
ثم اضاف بمرح .. 
_" يعني بمعني اصح مش الجزر بس هو اللي بيقوي النظر !! " 
اردف بهذه الكلمات متذكرا أغنيته المفضله الذي كان يقولها كل يوم وهم صغار ..
( محدش هيفتكرها غير اللي كان بيسمع الاغنيه ديه 😂😂 ) 
ضحك الاخر رغما عنه متذكرا تلك الأيام .. 
_" صدقني يا ادهم ربنا ده عظيم جدا .. 
ربنا أقرب إلينا من حبل الوريد .. 
قوم صلي ... وصدقني هترتاح ... وادعي انك تنساها واتمنالها الخير بس .. "
_" ممكن اجيبلك كتب كتير بتتكلم عن عظمة ربنا .. 
وفيديوهات لمشايخ برضو كتيرة .. 
بس نفسي بس تقرب منه ..  ... " 
الموت بقا كتير جدا يا ادهم .. معتش بيفرق بين صغير وكبير .. الشباب دلوقتي عماله تروح والاطفال كمان .. والراجل الكبير دلوقتي عايش وزي الفل .. قوم إلحق وصلي وقرب من ربنا قبل ما الوقت يعدي وتندم .. بس ساعتها .. مش هيفيد بحاجه الندم  ... "  
ابتسم له بشكر علي هذا الكلام الذي جعله بالفعل يحرك قلبه ويجعله ينهض الآن لكي يصلي .. 
اجابه بابتسامه .. 
_" مش عارف اقولك ايه الحقيقه ، ربنا يخليك ليا بجد .. " 
وقبل ان يرد عليه استمعوا إلي صوت طلقات ناريه بالخارج مما جعلهم ينهضوا جميعا ويتجهوا الي الخارج .. 
*** 
‎أخبرتك أن رحيلك سيؤذيني، رحلت و تعمدت إيذائي ..💛💔
كانت تصرخ وهي تحتضنه بشده .. 
عقلها رفض تماما ما يحدث .. 
اخذت تتحدث بصراخ وهي تقول .. 
_" لاااا .. متسبنيش .. لااااا .. عشااان خاطري .. 
طب تعااالي وهشاركك كل احزااني ... تعاالي وهعملك كل حااجه حلوة ... 
لااااااااا .. لااااااااا .. لااااااااااااااا " 
اخذت تصرخ وبشده وجميع من حولها يقومون بتهدإتها .. 
تقدم منها ادهم وهو لم يصدق عينيه ما حدث .. 
كيف .. ومن .. ومتيي .. 
امسكت انتصار وعبير ندي لتبعدها عن اسر .. 
اقترب ادهم من اسر ليعرف هل في نبض ام لأ .. فاتحدث بأمل وهو يقول .. 
_" الحمد لله لسه في نبض .. يلا نوديه بسرعه المستشفي .. " 
وبالفعل حملوه الشباب وادخلوه سيارة ادهم لينطلق وسرعان ما نهضت ندي من مكانها وانطلقت إلي سيارة ادهم  وجلست ندي بجانب زوجها ووضعت رأسه علي قدمها ووهي تمسد علي شعره ببكاء ...وانطلق سريعا به إلي المستشفي .. 
ومن خلفه  وعشق والجميع .. في سيارة احمد ..
**
وصلت سيارة ادهم بسرعه قياسيه الي المستشفي .. 
وقام الممرضين بحمله علي الترولي 
والذهاب سريعا الي غرفة العمليات .. 
كان الجميع امام غرفة العمليات .. ينتظرون خروج الطبيب .. 
كانت ندي داخل احضان والدتها وهي تبكي وترتجف بصمت .. ووالدتها تمرر يدها علي شعرها ببضع آيات القرآن ... 
ووالد أسر الذي كان يمسك كتاب الله ويقرأ آياته بحزن دفين .. ورجاء من الله بأن يشفيه .. 
وعشق اللتي كانت ترتعش وتبكي  من منظر أسر وهو ملقي علي الارض والدماء حوله .. 
وكأن عقلها رافض تماما ما حدث .. 
بينما ادهم .. الذي كان يقف حزين عليه وعلي ما يحدث من حوله .. 
هو لم يكره اسر .. بل يجمهم علاقه عاديه جدا تشمل الموده والطيبه .. 
نظر ادهم إلي عشق وجدها بحاله لا توصف .. 
وحوَّل انظاره إلي احمد الذي كان يجلس علي الكرسي بجانب والدته وينظر إلي الفراغ ... 
اقترب منه وهمس بإذنه وهو يقول .. 
_" روح شوف عشق مالها .. شكلها مستحملتش اللي حصل .. " 
نظر اليها .. وجدها تجلس بكرسي بعيد عنهم وترتعش وتبكي .. 
اومأ له بلا مبالاه ونهض من مكانه واقترب منها وجلس علي الكرسي بجانبها وهو يقول بتأفف .. 
_" هو انتي بتعيطي ليه .. هو كان يعني خطيبك انتي ولا جوزك .. ولا انتي بتعيطي علي الفاضي والمليان .. !!!! " 
نظرت له بقليل من الكره ولم تعلق و سرعان ما تحاملت علي نفسها واتجهت إلي ادهم وقالت له ..
_" بعد اذنك يا ابيه ممكن تروحني .. " 
_" خلي احمد يروحك عشان مينفعش اسيب المستشــ " 
وقبل ان يكمل كلامه اتجه اليه احمد وامسك عشق من معصمها  وعلي وجهه علامات الغضب .. وشدها خلفه واتجهوا إلي خارج المستشفي .. 
_" البقاء لله .. للاسف ملحقناش ننقذه .. " 
كانت هذه الكلمات من الطبيب بأسف شديد وعلامات الحزن تحاوط وجهه .. 
_" شدوا حيلكم .. " 
صرخت .. وبشده .. جلست تخبِّط علي قدمها وعلي الكرسي اللي تجلس عليه .. 
مات داخل احضانها .. 
وتحول لون فستانها الي الدم .. 
عقلها رافض.تماما تلك الفكرة ..  
ومثل ما يقولوا .. 
" يا فرحة ماتمت .. " 
مات واخذ قلبها معه بل روحها 
تمنت لو لم يأتي ذاك اليوم وتعود إلي تلك المتعجرفه سناء حتي لا تشهد تلك اللحظه .. 
ولكن نعيد تلك الجمله .. 
" هل ستستطيع ان تغير الواقع .. ؟ " 
مرَّ شريط حياتها مع اسر .. 
بأكملههه !!! 
كان جميعه ذكريات حسنه وطيبه وجميله .. 
اخذ قلبها يعنف دقاته بشده من كثرة صراخها .. 
شعرت بالدوار الشديد حتي ان اغمضت عينيها وسقطت مغشي عليها .. 
***
كانت تجلس عشق في السيارة بصمت وهي تبكي ...
تود ان تذهب الآن إلي غرفتها لتتحامي خلف جدرانها .. وكأن كتب عليها المشقه من صغرها ...
لم يعيرها غضب احمد الملحوظ .. فهي وصلت لمرحلة لم تعد تخاف منه 
بينما هو .. كان يقود السيارة بسرعه جنونيه  
يحاول ان يهدأ أعصابه حتي لا يثور عليها ... 
ولكن كيف وهي من تجاهلته .. 
اكثر شئ يكره بشده وهو التجاهل .. 
وهي تجاهلته بعدم الرد وتنهض من مكانها لتذهب الي ادهم .. 
لم يشعر بنفسه إلا وهي بيده ليدخلها السيارة بعنف .. ولكن بالتأكيد ستنال جزائها .. 
وصلت السيارة امام القصر .. لتخرج منها عشق سريعا وتتجه الي داخل القصر .. 
دلف خلفها وهو يحاول ان يلحق بها .. 
حاول ان يمسك بمعصمها وهو يقول .. 
_" استني .. " 
ولكنها لم تستمع اليه واخذت مسيرتها إلي غرفتهت ...  حاول ان يمسكها عدة مرات ولكنها كانت تنفر منه  وهي تقول... 
_" اوعي بقااااا " 
حاول مرة ثانيه وهو يقول بصوت عالي  
_"استني هناا بقوولكك "
وبالفعل نجح في امساكها بغضب لتسرع هيَ بحده وغضب اكثر منه وهي تقول .. 
_" انتت عاااايز منيي ايييه .. هاااااه .. عاايز اييه .. انا زهقت منك ... ومن معاملتك لياااا . 
تعاملني حلوو زي مانت عااايز .. تعاملني معامله محدش يقدر يستحملها وعاادي برضو .. 
انااا مش لعبه في ايدكك .. تاخدها زي مانت عاايز وترميها زي ما انت عااايز .. " 
ثم صمتت لتلقط انفاسها وأردفت بهدوء إلي حد ما .. 
_" عاارف .. انت بتحااول تكرهني فيك بكل الطرق.. بس عايزة ابشرك .. انك نجحت في ده .. " 
ثم اكملت بدموع وهي تنظر إليه بكره .. 
_" انت نجحت في انك تكرهني فيك ياا احمد .. 
لما قربت منك في الفرح عشان كان في واحد عمال يعاكسني وكل شويه بيجي جنبي .. قولت أجي جنبك عشان يبعد .. وبالفعل بعد .. 
بس ساعتها خذلتني جدا .. ومكننش قد الثقه اللي كنت متخيالك بيها .. ، لدرجه أن ساعتها صعبت عليا نفسي اوي .. وحسيت اني ماليش قيمه عند اي حد .. بس لا يا احمد .. لااا .. لو كنت مفكرني اني ضغيفه ومش هقدر اعمل حاجه من غيرك ..
فنجوم السماء اقربلك .. لانك مبقتش تسوي اي حاجه بالنسبالي .. مجرد حشرة تستاهل التجاهل .. " 
نظر إليها نظره لم نعلم كيف نحددها .. ولكن هو ما نحدده الآن .. انها تلقت صفعه قويه علي وجهها لتقع ارضا من حدتها .. 
وسرعان ما امسكها من شعرها بحده وهو يقول بهمس .. 
_" لو كنتي مفكرة اني هسكتلك علي الكلام اللي انتي قولتيه .. فنجوم السما بقي .. اقربلك انتي .. 
اما بالنسبة لموضوع الكُره ... فده بقااا .. ميسواش عندي اي حاااجه .. لاني اساسا .. مبحبكيش .. " 
ثم تابع بصراخ .. 
_" اماااا بقاااا لصوتك العاالي علياااااااا ... فلو عليييي تانييي .. هخليكي خرسههه طوول عمركك " 
ثم شدد من قبضته علي شعرها وهو يصرخ .. 
_" فاااااااهمهههههه " 
_" لا مش فااااهمه ... انا بقييت بكرهككك ..." 
شدد اكثر قبضته مما جعلها تتأوه بألم وهو يقول .. 
_" وانا .. مبكرهش في الدنيااا قدككك ..  
لمي نفسك معايا .. عشان متزعليش مني ... " 
ثم كرر كلمته بصراخ .. 
_" فااااهمههه .. "
اجابته ببكاء من ألمها الجسدي والنفسي .. 
_" فاهمه .. فاهمه .. " 
ليتركها بعنف علي السلم ليتجه سريعا إلي سيارته ويقودها بأقصي سرعه .. 
بينما هي .. ظلت تصرخ وتصرخ ببكاء وهي تردد كلمة واحده .. 
_" يااااااااااااااااااااااارب " 
***
فزع الجميع عندما رؤا ندي بتلك الحاله وكان اولهم " ادهم " وسرعان ما حملها برفق واتجه بها إلي احدي الغرف بالمستشفى 
وخرج من الغرفه لتدلف الطبيبه لتفحصها .. 
وما هي دقائق معدودة حتي خرجت من الغرفه 
اقترب منها الجميع بقلق فأجابتهم بابتسامه مطمئنه قائله .. 
_" اطمئنوا يا جماعه هي بخير .. هي بس جالها انهيار عصبي مش اكتر .. انا كتبتلها علي علاج ومهدئات لازم تاخدهم " 
شكرها ادهم ورحلت هي إلي عملها .. ودخل اليها الجميع ليطمئوا عليها .. باستئناء الرجال الذين توجهوا لانهاء اجراءات الدفن .. 
*** 
توجه احمد إلي المنزل الذي يقام فيه لعنة المخدرات بعد ان شعر انه بحاجه إليها وعدم تكملة دقيقه اخري من دونها .. 
فتح بمفاتيحه الخاصه ولكنه لم يجدهم بالمنزل .. 
توقع انهم بالطابق الاعلي بالسطوح .. 
فلا يوجد غير هذا المكانين الذين يلتقوا فيهم .. 
وبالفعل وجدهم .. 
ولكن اختلف تلك المرة عن كل مرة .. 
فكان المكان يعليه موسيقي متوسطة .. 
بالاضافه إلي أصدقائهم الإناث الذين كانوا بالحفل .. 
منهم من يشرب ذلك الملعون .. 
ومنهم من يستنشق بعض السيجار .. 
وإلخ .. 
فكان كل واحد من اصدقائه .. يجلس بجانبه صديقه له .. 
اخذ يسلم علي الجميع .. منهم من يعرفه ومنهم من لا يعرفه .. 
وسرعان ما جلب الحقنه بعد ان دفع المال لها .. ليجلس علي اول كرسي رآه .. وقام بتشمير ساعديه ليأخذها كما انه كان له دقيقه ليموت .. 
وسرعان ما عاد بظهره الي الخلف وهو يتنفس براحه.... 
فبمرور ذلك الاسبوع .. تعرف علي انواع كثيرة من المخدرات .. ولم يستطع الابتعاد عنها 
_" شكلك كنت محتاجها اوي .. " 
كانت تلك الكلمات من فتاه عاديه شعرها قصير وأسود اللون تمسك في يديها سيجار ويعتلي وجهها الثبات .. 
نظر اليها باستغراب ثم تحدث وهو ينظر الي الناحيه الاخري  قائلا .. 
_" اه جدا .. " 
_" ومالك بتقولها بزعل كده ليه .. ؟؟ " 
نظر اليها قائلا .. 
_" لا عادي بس مأريف حبتين .. ومصدقت افوق  " 
اجابته بضحكه قائله .. 
_" بس كده حلك عندي .. " 
وسرعان ما جلبت عود من السيجار ملفوف .. 
ومدت يدها له بواحده قائله .. 
_" خد ديه .. وهتخليك طااير .. " 
اجابها بنفي قائلا .. 
_" لا شكرا .. كفايه عليَّا البودرة .. والحقن اللب باخدها.    " 
_" شكراااا !!!! " رددتها بسخريه لتنفجر سريعا بالضحك .. وهي تقول .. _" حلوة شكرا ديه .. ".
لم يرد عليها بل كان شارد فقط في ضحكتها .. 
لكزته في كتفه وهي تقول. . 
_" ياعم خدها ومتحبكهاش .. وبعدين السيجارة ديه متعملش حاجه معاك .. ده انت بتاخد اللي اسخن منها .. هتيجي عليها .. ليك الحق ترفض لو انت مبتضربش اصلا  " 
ثم مدت يدها ثانيا قائله .. 
_" خدها بقا يلااا .. "
ابتسم لها واخذها منها وهو يقول .. 
_" عندك حق .. " 
اخرجت عود من الكبريت واعطتها له وهي تقول .. 
_" ولع بيه عشان معيش ولاعه .. " 
انتهي من اشعال العود ليسحب منه ليجد انه بحاله افضل من قبل .. 
_' حلوة ؟؟ " 
ابتسم لها بتوهان وهو يقول .. 
_" اويي " 
ثم اكمل بتساؤل .. 
_" هو انتي اشمعنا قاعده معايا .. " 
_' قاعده معاك  !!!! 
.. إنت اللي جيت قعدت جنبي اصلا .. وبعدين انا كنت جايه مع واحد صحبتي .. ومعرفش حد هنا اصلا .. وسابتني وراحت لصاحبها وانا قاعدت هنا .  " 
_" متحكيلي عنك .. واسمك ايه اصلا ..  " 
_" عاادي مااليش حكايه .. انا حنين عندي 20 سنه .. 
بابا وماما علطول مسافرين .. وعايشه لوحدي يعتبر  .. وانت ؟؟ " 
_" احمد الحسيني 23 سنه عايش " 
لتقاطعه هي باندهاش قائله.. 
_" وااااااو انت من عيلة الحسيني .. انا اعرف ان شركات الحسيني مسمعه في كل حته .. " 
اجابها بثقه وهو يقول .. 
_" اكيد طبعا يابنتي .. " 
ليتابع قائلا .. 
_' عايش مع امي واخويا .. وحاليا متجوز غصب من واحده طفله .." 
اجابته بعدم فهم قائله .. 
_" غصب ازاي .. " 
قص عليها جميع ما حدث ..
لينتهي بتلك الجمله .. 
_" ولسه ضاربها قلم اصلا قبل ماجي هنا بسبب صوتها العالي وطريقتها القذرة .. ومش عاجبها اني بعاملها حلو ساعات ووحش ساعات .. المفروض تحمد ربنا اصلا اني بتعامل معاها .. " 
اجابته بتأييد .. 
_" فعلا .. عندك حق في كل اللي قولته .. ديه تتضرب وينكسر رقبتها كماان .. وبعدين اصلا ازاي اخوك يسمحلها ويآمنلها بشكل ده .. " 
اجابها بنفي وهو يقول .. 
_" معرفش .. هي اصلا اول ما دخلت القصر بهدلته ... بس اكيد يعني ادهم عمل تحريات عنها ..  " 
اجابته بتساؤل .. 
_" ومش يمكن التحريات ديه غلط ؟؟ ' 
تحدث بعدم فهم قائلا .. 
_" مش فاهم .. " 
_' مش انت بتقول .. ان في اعلان نزل في الجرايد بجوازكم غصب واخوك اتهم الخدامه وخطيبها .. " 
_" ااه .. " 
_"وطلع مش هما في الاخر ..  وخطيبها اتقتل النهارده .. " 
_" عايزه توصلي لإيه مش فاهم .. " 
اجابته بصوت عالي قليلا قائلا .. 
_" ياعم ركز معايا. ..  يبقي اكيد هي اللي وري كل ده ..ما هو مش معقول .  هربت من بيت ابوها واجت 
قصركم كده بالصدفه .. " 
اجابها وهو يفكر قليلا بالأمر ...
_" قصدك ان هي ممكن تكون وري كل اللي بيحصل .. " 
_' ممكن !!!!! ... ده اكييد " 
**** 
وصلت سيارة ادهم امام القصر .. 
خرج منها وفتح الباب الخلفي ليحمل ندي بين يديه التي كانت نائمه اثر العلاج الذي اخذته ..  بعد ان اذن لها بالخروج بشرط الراحه التامه لها ...واتجه بها إلي غرفتها بالخدم ..
وضعها برفق علي الفراش .. ثم وجه انظاره إلي والدتها التي كانت تتحدث بدعاء .. 
_" ربنا يباركلك يابني يارب ويحميك .. مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه ... " 
اجابها بابتسامه قائلا .. 
_" مافيش حاجه يا امي  .. ندي زي ..." 
ثم ابتلع ريقه وهو يردفها قائلا .. 
_" ندي زي اختي ويمكن اكتر .. ولو عوزتي او احتاجتي اي حاجه قوليلي فورا .. " 
اجابته بتردد قائلا .. 
_" انا بس عايزة اروح البيت مبعرفش ارتاح غير هناك .. " 
_" وهنا يعني يا امي مش بيتك .. وبعدين مينفعش والله تمشوا من هنا .. انتم دلوقتي كلكم في خطر وهنا أمن مكان ليكم ... اعبال ما نشوف مين اللي عمل كده .. " 
ثم تابع وهو ينظر إلي ندي بحزن قائلا.. 
_" خليكي جنبها عشان هي محتاجاكي .. ربنا معاها يصبرها .. انا لو في ايدي اعملها اي حاجه عشان الابتسامه ترجع تنور وشها كنت عملت والله ... " 
اجابته بعيون دامعه وهي تربت علي كتفه ...
_" تسلملي يا حبيبي .. ربنا معانا وعمره ماهينسينا ... يلا روح شوف وراك ايه .. وانا هبقي جمبها .. " 
اومأ لها بالموافقه وغادر علي الفور ..
جلس علي الارجوحه بالحديقه  وهو يتذكر موت اسر .. موت !!!! 
رددت في اذنيه كلمات " مراد" 
' الموت بقا كتير جدا يا ادهم .. معتش بيفرق بين صغير وكبير .. الشباب دلوقتي عماله تروح والاطفال كمان .. والراجل الكبير دلوقتي عايش وزي الفل .. قوم إلحق وصلي وقرب من ربنا قبل ما الوقت يعدي وتندم .. بس ساعتها .. مش هيفيد بحاجه الندم  ... "  
وكأن كلامه اصبح حقيقه بالفعل .. والدليل هو موت اسر .. بغض النظر عن كيف مات .. ولكنه ماااات .. 
وفي سن صغير .. 
اغمض عينيه عندما رأي منظره بالكفن .. 
الحقيقه التي يتهرب منها الجميع .. 
فهو الزي اللذي فرض علي الجميع وسنرتديه .. 
إما من عمل صالحا ودخل الجنه .. 
وإما من عمل فاسدا ودخل النار .. إلا من رحم ربي ..
لم يعلم اهو حزين بموت اسر .. ام هو حزين لبعده عن الله .. 
وكأن حديث مراد .. جاء بالوقت المناسب .. 
وبجانب آخر .. يوجد شعور ضئيل بالفرح .. 
وهو وجود فرصه آخري .. ليتزوج من ندي .. 
ولكن كيف .. هل ستنسي " اسر " بسهوله ...
وعلامات الحب بارزة عليها .. 
نظر الي السماء واردف بعلو صوته .. 
_" ياااارب .. " 
نهض من مكانه وتوجه الي غرفته سريعا ... 
دخل إلي المرحاض واخذ يتذكر كيفيه الوضوء .. 
ولكنه لم يعلم .. فمنذ فترة طويله لم يصلي .. 
يتذكر بعض حركات الوضوء ولكن دون ترتيب .. 
فتح هاتفه وبحث علي كيفيه الوضوع وفعل مثلما كُتب علي الموقع .. 
فرش السيجاده الخاصه بالصلاة في اتجاه القبله ...
ليبدأ بقول ..   " الله اكبر ... " 
وبدأ في الصلاة ...
ليبدأ مع نفسه ومع ربه بداايه جديده .. ❤
***
لم تستيقظ ندي بعد وكأنها وجدت السبيل للهروب من تلك الحياة .. 
وظلت والدتها تمسح علي شعرها بأيات من القرآن .. والدعاء لها... 
عاد احمد من الخارج وهو يشعر بسعاده كبيرة ...
اخذ رقمها وقام بتوصليها وبالتالي عرف عنوانها .. 
عزم علي مراقبه عشق جيدا ليعلم من ورائها .. 
وانها مجرد فرد من اعداء عائله الحسيني .. 
لم يهتم بحاله اسر كثيرا  .. فهو ليس بينه وبينهُ علاقه او اي شئ .. 
بينما تلك المسكينه عشق .. 
فكانت تبكي طوال الليل .. حتي دموعها وصلت إلي النفاذ .. 
كرهته .. وبشده .. 
اصبح بالنسبالها مجرد عدو تبغضه هي !! .. 
وكل ما تتذكر ما حدث لها وضربها منه .. 
تكرهه اكتر .. 
وويلك من كلمه ' كُره ' 
*** 
اشرقت شمس صباح يوم جديد ...
استيقظ ادهم من نومه وفعل روتينه اليومي 
بالاضافه إلي صلاته ولأول مرة يفعلها .. 
فمنذ أمس وهو قرر عدم الابتعاد ثانيا ... لأنه ذاق الراحه النفسيه بعدها .. 
عزم البحث علي الصلاة اكثر ومعرفه المعلومات الكثيرة عنها .. لعدم تركها مجددا .. 
توجه ادهم لغرفة ندي للاطمئنان عليها واخذ يدق علي باب غرفتها ظن ان والدتها ستفتح .. ولكن دون جدوه بعد ..
دق ثانيا وثالثا ولا يوجد رد 
استمع الي صوت بكاء من الداخل مما جعله  ينده بإسمها بقلق .. 
_" نــــــــــــــــدي " 
ولا يوجد رد ايضا .. سوي شهقاتها التي ترتفع رويدا رويدا   .. 
امر الخادمة سريعا  بمناداة عشق لامر هام .. 
وبالفعل ما هي دقائق حتي اتت عشق وعلي وجهها النوم وهي تقول بنعاس .. 
_" في حاجه يا ابيه .. " 
_" انا اسف لو صحيتك من النوم بس ادخلي اوضة ندي وشوفيها عشان بخبط ومحدش بيرد .. وفي صوت عياط جوه .. هو الظاهر ان ام ندي مش موجوده .. وانا مش هينفع ادخل " 
تفهمت امره .. ودلفت الي الداخل بهدوء وجدتها جالسه في زاويه بالغرفه ضامه قدميها إلي صدرها 
وتبكي بشده. .. ووالدتها ليست موجودة بعد
اقتربت منها بفزع وهي تقول ..  
_" ندي انتي كويسه.. " 
اخذت تمسح لها دموعها وهي تقول .. 
_" طب اهدي عشان خاطري .. متزعليش .. " 
جاءت لتأخذها في أحضانها ولكنها بعدتها عنها ورعشتها تزداد رويدا رويدا .. 
ذهبت إلي ادهم وقصت له حالها بفزع فتحدث الاخر قائلا .. 
_"طيب حطيلها حاجه علي شعرها عشان ادخل .. " 
_" هي لابسه اسدال اصلا .. "
_" طب تعالي معايا .. وخليكي في الاوضه .. " 
اومأت له بالموافقه ودلف إلي الداخل وجدها علي تلك الحاله .. اعتصر قلبه من الالم علي شكلها .. فمن يراها الامس .. بفستان زفافها الابيض والابتسامة المشرقه .. لم يراها الآن بعد ان شبح لونها .. 
اقترب منها بابتسامه هادئه وجلس علي الفراش وهو يقول .. 
_" ينفع اللي انتي فيه ده ..." 
نظرت له ولم تعلق بل ازدادت في بكائها .. 
_' عياطك مش هيفيد بحاجه يا ندي .. هو دلوقتي محتاج لدعاكي وبس .. محتاج يشوفك سعيده .. انتي كده بتعذبيه اكتر .. " 
تحدثت بصوت متقطع من البكاء بنبرة يغلبها الألم قائله .. 
_" بس .. أ .. أنا ملحقتش .. أ .. أفرح .. " 
ثم نظرت له وتحدثت بهمس قائله .. 
_" وحشني اويي .. 
حاسه ان عده ميت سنه علي فراقه ... 
مش ..  قادرة أتخيل حياتي بدونه ... "
أغمض عينيه وهو يتنهد بألم .. عباراتها ثقيله علي قلبه ولم يعد يتحملها .. 
نظر اليها وحاول ان يعود إلي الهدوء مرة ثانيه وهو يقول .. 
_" ..  كل اللي انتي فيه ده من قدرة ربنا .. واكيد ربنا عمل كل ده علشان في حكمه في الاخر .. وبيختبر مدي صبرك .. بلاش تبيني حالتك ديه قدام مامتك .. مشوفتيهاش امبارح كانت عامله ازاي .. " 
ثم تابع بتذكر قائلا .. 
_" إلا صحيح هي فين ؟؟ " 
_"م .. معرفش .. صحيت الصبح وملقتهاش .. " 
رد بابتسامه قائلا .. 
_" ايه رايك نروح نزوره .. " 
ابتسامه زينت ثغرها وهي تقول بفرحه 
_' بجد .. " 
ابتسم إلي ابتسامتها المحببه إليه قائلا .. 
_' بجد .. يلا قومي إلبسي واوديكي هناك  ..   " 
اومأت له بالموافقه 
ثم نهض من مكانه وهو يقول .. 
_" هستناكي في الجنينه .. "
وتوجه الي الخارج .. 
وبالفعل مسحت دموعها ودلفت الي المرحاض لتتعم بحمام دافئ
وتذهب إلي الخارج
** 
_" ابيه ادهم ..  " 
كانت هذه الكلمات من عشق بعد مرور برهه صغيرة من الوقت.   
_" ممكن اتكلم معاك شويه .. ،"
اجابها باهتمام قائلا .. 
_" اه طبعا اتفضلي .. " 
جلست علي الكرسي وهي تفرك في يدها بتوتر قائله .. 
_" انا عايزة احجز دروس ممكن... كل صحابي حجزوا إلا انا .. " 
اجابها باستغراب قائلا .. 
_"المفروض تطلبي من احمد مش انا .. ' 
نظرت إليه وهي تقول .. 
_" بس انا بطلب من حضرتك مش منه ... " 
فهم من كلماتها ان حدث شئ ولم يكن هيِّن  بالمرة فباغتها بسؤاله قائلا .. 
_" هو عامل معاكي ايه يا عشق .. " 
اجابته بتلعثم قائله .. 
_" هو بيزعقلي وبيعاملني بمزاجه .. وو .. ضربني ... " 
تحدث بصدمه وهو يقول .. 
_" ضربك !!! " 
ادمعت بعينيها قائله .. 
_" اه والله .. " 
ومن ثم قصت له كل شئ ..
** 
فتح عينيه بتثاقل وامسك الساعه وجدها الواحده صباحا .. اعتدل في جلسته واخذ يفرك في عينيه بنعاس .. ولكن سرعان ما انتفض من مكانه عندما استمع الي صوت ادهم قائلا .. 
_" صبااح الخيير .. " 
اجابه بفزع وهو يقول .. 
_" بسم الله الرحمن الرحيم  .. يا اخي حد يقعد لحد هنا .. " 
تحدث بحده ونبرة غير قابله للنقاش .. 
_" قوم اغسل وشك وفوقلي كده عشان عايزك في موضوع .. " 
تحدث باستغراب قائلا .. 
_" موضوع ايه ؟؟ " 
اجابه بحده قائلا .. 
_" مش هتكلم غير لما تقوم الاول . " 
نهض من مكانه متوجها إلي المرحاض وهو يتأفف قائلا بصوت منخفض .. 
_" مش فاهم انا هتفضل تعاملني زي الاطفال  لحد امتي .. " 
وبالفعل غسل وجهه ومن بعدها توجه الي غرفة الملابس.ليبدل ملابسه سريعا ... 
وها هو الآن يجلس امامه بعد برهه صغيرة من الوقت .. 
استند بمرفقيه علي قدمه .. وهو بضيق عينيه قائلا
_" انت ضربت عشق ؟؟؟ّ" 
تحدث بسخرية وهو يقول .. 
_" اااااه قول كدهههه ... " 
ثم نظر إليه بتحدي قائلا .. 
_" اه يا ادهم .. ضربت عشق ..  هااه .. هتعمل ايه ... " 
ردد خلفه بسخرية وهو يقول .. 
_" هعمل اييه ... ولا حاجه .. " 
قال اخر كلمته وسرعان ما نهض من مكانه ولكمه في وجهه بشده .. 
امسكه من ملابسه وهو يقول .. 
_" من امتي واحنا بنمد ادينا علي حريم ...
من امتاااااااا واحنا بنتعاااامل بشغل الحمييير ده .. تتخيلل مراتك ...خايفه تقولك انها هتحجز دروس ...عشان متعاملهاش معامله القذرة اللي بتعاملها بيها .. تتخيل .. تنهي كلامها معايا وهي بتعيط وتقول كلمه واحده بسس .. بقيت بكرهه .. " 
ثم لكمه مرة ثانيه وهو يقول .. 
_"المفروض اني مديهاالك امانه معاك .. بس طلعت اوطي من انك بني ادم .. " 
نفره بعيد عنه وابتعد عنه قليلا ... 
بينما هو نهض من مكانه بغضب وهو يقول بصراخ .. 
_" وانت اييش عرفكك اصلا انها متكونش ورا كل اللي بيحصل دههه .. مش ممكن تكون تبع حد من اعدائك .. ومن الناس اللي بدور علييهم دلوقتيي .. " 
ابتسم بسخريه وتحدث قائلا .. 
_" عمري ما كنت اتخيل انك بالغباء ده .. وهو انا هدخل حد القصر ده .. من غير ماعمل تحريات عنه ... " 
نظر بعينيه بتحدي هو يقول .. 
_" طب ايه رايك بقا ان الايام هتعدي .. وهسبتلك انها تبعهم .. وبكرة الايام هتسبتلك .. " 
_" ولغاية بقا ما تثبتلي ...انت ملكش كلام معاها ابدااااا.. ولا كلام معايا شخصيا ... وان عرفت اني بعد ماخرجت من هنا وروحتلها قولتلها حاجه ... صدقني محدش هيندم غيرك ..  وهقعدلك في الشركه علي خمس دقائق تأخير .. " 
وتوجه الي الخارج .. 
بينما هو صاح بغضب لكي يسمع هو قائلا .. 
_" علي اساس اني ميِّت في دباديبكم يعني ولا ايه ... " 
_" ولو علي عشق .. فأنا وراكي عشان اثبتلهم ... " 
***
كانت تجلس في الحديقه تبكي بصمت علي حبيبها ..  تتذكر ليله أمس وترتفع صوت شهقاتها .. لم تكن تتخيل أن يأتي ذلك اليوم ابدا .. 
انتفضت من مكانها علي صوت ادهم وهو يقول بخيبة أمل قائلا ... 
_" لسه بتعيطي .." 
نظرت إليه ولم تعلق .. ومسحت دموعها وهي تقول .. 
_" انا جهزت .. " 
_" وانا اسف علي التأخير بس كان في مشكله بحلها .. " 
اومأت له بالموافقه واتجهت معه إلي سيارته وانطلقوا سريعا ناحية المقابر .. 
_" هو انت متعرفش مين اللي عمل فيه كده .. " 
كان ذلك السؤال منها بعد صمت تام في الطريق .. 
_" لا للاسف .. ومش عارف لحد دلوقتي ازاي ده حصل .. والقصر كله كان محاصر بالحراس .. " 
_" هما اللي عملوا كده تبعك ؟؟  ... " 
نظر اليها بصدمه من كلمتها .. فنعم ماذا لو كان تبعه .. فيمكن ان يؤدي انها تكرهه .. 
فأجابها بعدم معرفه قائله .. 
_" معرفش ... " 
ثم تابع بخوف من ردها قائلا .. 
_" طب لو كانوا تبعي .. هتكرهيني ؟؟ " 
اجابته وكآنها تفارق الحياه قائله .. 
_" معرفش .. " 
****
_" يا صباح الجبنه الكيري علي اللي شاغل تفكيري ." 
_' ياصباح البطاطس .. ده انا قلبي فيكي غاطس "
امسكت هاتفها ورنت عليه وهي تضحك بشدهه  بعد ان قرأت رسائله عندما فتحت الهاتف ولم تقدر علي منع نفسها من الضحك . حتي جاءها رد " كريم " وهو يقول .. 
_" عجبتك صح ؟؟؟ " 
تعالت صوت ضحكتها ودامت إلي دقائق حتي ان ادمعت عينيها .. واخير توقت عن الضحك وهي تقول بضحك خفيف .. 
_" بجد مش عارفه انت جبت الكلام ده منين "
لتنفجر في الضحك مجددا .. 
فتحدث كريم قائلا .. 
_" ايه يابنتي ده طالع تريند الايام ديه .. '
ثم تابع قائلا .. 
_" بس قوليلي عجبتك .. " 
اجابته بتأييد ..
_" جداااا ... يابلديي .." 
_" طب ادي دقني اهي ان كلمتك تاني .. "
ليغلق الهاتف في وجهها وهو غاضب منها وهي تضحك بشده .. 
*** 
وضعت بضع من الخوص علي القبر واخذت تمرر يدها عليه وهي تتحدث بحب واشتياق .. 
_" ازيك يا حبيبي عامل ايه ..وحشتني جدا .. 
معلش عارفه اني مقصرة معاك الايام اللي فاتت ... بس صدقني غصب عني .. كانوا حبسني في القصر وممنوعه من الخروج عشان ممكن اتعرض لاي خطر وانا لوحدي .. بس علي نفسهم مش عليا .. 
اقنعت استاذ ادهم انه يسبني ازورك ولو لمرة واحده . ووافق بالعافيه وجاب معايا حراس .. 
ماما حبته اوي من اول ما شافته ... واتصاحبت علي استاذه انتصار مامته كمان .....
باباك عايز يسافر يا اسر .. عمال يقول انه هيقعد هنا لمين .. واستاذ ادهم عمال يقنعه بالعافيه انه يقعد عشان لو خرج هو هيبقي في خطر
عدي علي فراقك خمسين يوم بالظبط .. يعني بالبلدي كده شهرين إلا عشر ايام .. وكل يوم بشتاقلك عن اللي قبله .. وحاسه كإن الحادثه حاصله امبارح والله ... 
ببين قدام ماما اني بقيت كويسه .. بس لأ والله .  ده انا كل يوم بدمر عن اللي قبله .. 
معتش قادره من دور اني بقيت كويسه وبضحك معاهم .. " 
ثم تابعت بدموع وهي تتنهد قائله .. 
_" تعبااانه .. تعبااانه اوي .. " 
لتجلس تبكي بشهقات عاليه .. 
ارتفعت صوت طلقات نيران .. لتهبط من مكانها وتتجه إلي الخارج بعد ان امرتهم بأن يظلوا في الخارج .. 
صرخت بشده عندما رأت معظم  الحراس جميعهم يفترشون ارضا والدماء حولهم ومنهم من علامات التعب تملئ وجه ولا يستطيعون النهوض  .. ورجل كبير في اوائل العقد الخامس .. وجانبه شخص في اوائل العقد الثالث  وبعض الحراس الخاص بهم يقتربون منهم .. 
جحطت عينيها مما رأتهم وسرعان ما 
شعرت بحاله غير طبيعيه في جسدها .. وماهي إلا دقائق حتي فقدت الوعي اثر المخدر ..


يتبع الفصل السادس عشر اضغط هنا
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"أحببت خادمتي" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent