Ads by Google X

رواية عشيقة لوسيفر الفصل العاشر 10 - بقلم روزان مصطفى

الصفحة الرئيسية

 رواية عشيقة لوسيفر الفصل العاشر 10 بقلم روزان مصطفى 

رواية عشيقة لوسيفر الفصل العاشر 10 

( لمن تلجأ عندما تقع كارثة يصعب على جميع من حولك تصديقها ؟ تحتاج بالمعنى الحرفي إلى مُعجزة .. حتى تُثبت برائتك ، كالذئب الذي لم يلتهم يوسف ، بريء تماماً من تلك الكارثة ، لكن بدون الرب وبدون الإيمان بإنه سوف يُنجيك .. ستظل تائه بين نظرات الشك الهائمة حولك ، والثرثرات اللامُتناهية عن مرحلة طفولتك التي إنتهت ، وبدأت الأن مسؤوليتك تجاه ما حدث ) 
المكان / أكاديمية ماري لويس 
الوقت / فصل الشتاء المُنصرم 

تماماً كما بدأت القصة الخاصة بي ، أنا .. جلوريا طومسون ، فتاة السادسة عشر المُنعزلة عن الجميع .. التي تُحب الركض على أرضية المنزل الباردة بعد يوم طويل وشاق ، أسير الأن بجانب والدتي فوق الثلوج البيضاء داخل باحة الأكاديمية ، ولكن بخزي ، أرتدي ذلك المعطف الواسع حتى يُخفي جسدي ، لا أعلم لما ولكنني أُفضل التخفي به عن أعينهم 
كانت معدتي تؤلمني بحق السماء ! أشعر وكأنني إبتلعت كائن أُسطوري والأن ينتقم مني .. في جسدي ! 
السماء كانت مُلبدة بالغيوم السوداء وكان ذلك الأمر مُخيف ، بعض التماثيل الرومانية التي تُزين الأكاديمية أصابتني بالذعر مرة أخرى وأنا أنظر لها تحت ذلك الجو المُغيم .. ورائحة الجو كانت كالبحر المالح 
أفاقتني والدتي مرة أخرى من العالم الكامن داخل رأسي وهي تُخبرني أن ألتزم الصمت في الداخل ، وألا أتحدث إلا عندما يُأذن لي من طرفها ..

وافقتها ، كانت تشعر بالغضب وأنا أشعر بالحُزن ، جمرة نار تسير بجانبها جمرة إنطفاء .. وكلانا يود الحديث مع الأخر ولكن الصمت سيد الموقف
وصلنا أخيراً لمكتب السيدة المُديرة ، طرقت والدتي الباب ذوقياً وهي تفتح الباب بهدوء ، سمحت لما المُديرة بالدخول وهي تنظُر لي بشفقة ، ثم قالت وعلامات الأسف بدت واضحة على محياها : سيدتي ، يؤسفني تبليغك إنه تم فصل إبنتك جلوريا طومسون .. لإنه لا يصح فتاة في أكاديميتنا تكون حامل من مجهول ، وذلك سيقوم بتشتيت باقي البنات بالإضافة إلى الثرثرات الجانبية ..
ثم مدت يدها بورقة بيضاء مطوية أمام أعين والدتي 
ما أثار غضبي وحنقي على تلك الأكاديمية وعلى العالم ، هي نظرة والدتي للورقة بذهول ، وكأنها ترفض أن تُمسكها بأصابعها وتُنهي مسيرتي التعليمية اللعينة !

وقفت أنا أخيراً ، وقد تحولت وجنتاي للون الأحمر غضباً ، وصرخت بها قائلة : مش من حقك ببساطة تنهي مسيرتي التعليمية وتخلطي حياتي الشخصية ب دا ! أي تشتيت إنتباه بتتحدثي عنه ! أنا من اليوم الأول منطوية ومنعزلة عن جميع فتيات الأكاديمية ! 
والدتي وهي تُغمض عيناها بألم وتقول بهمس : جلوريا ، هنروح البيت 
سحبت يدي وأنا أنظر لوالدتي بضعف وأقول : أي بنت حامل مش مسموحلها تكمل دراستها ! 
رفعت المُديرة رأسها لتقول : أي بنت ، مش تحت السن القانوني ، ١٨ عام ، من فضلكم إخرجوا من مكتبي مش حابة ضوضاء 
والدتي بخزي وهي تأخذ ورقة فصلي : أشكرك لوقتك 
سحبت يدي وقامت بسحبي للخارج ، وأنا أنظر للأكاديمية للمرة الأخيرة 
كانت والدتي تسحبُني بعُنف وكأنها بذلك تُعبر عن مدى الغضب الكامن داحلها تجاهي ، شعرت بالألم ف وقفت وأنا أقول : متسحبنيش بعُنف ! 

وقفت هي ، في مُنتصف الأكاديمية ، وأنا أرى رؤوس الفتيات قد إمتدت من النوافذ العالية ينظُرن لي بشماتة لن أنساها ما حييت ، وصرخت بي قائلة : بالرغم من محاولتي للحفاظ عليكي حتى بلوغك السن القانوني إلا إنك ضعيفة الشخصية لدرجة سمحتي لحد يلمسك وخسرتي مسيرتك التعليمية ! جلبتي لي البؤس بنظرات الناس الشامتة فيا !
قالت كل هذا بصُراخ ، وأنا لا أستطيع لومها ، لا يوجد بهذا العالم أم تتحمل تلك الصدمات واحدة تلو الأخرى ، وأشارت بإصبعها إلى وجهي مُهددة أنها ستتصل بوالدي ليأخُذني في منزله ، وهي تعلم أنني أمقُت بيت الأشباح الذي يعيش به .. ف أنا أعاني بكل أسف من فوبيا المانيكان ..
خرجنا من الأكاديمية وصولاً إلى المنزل ، كانت نظرات المُحيطين بنا تُشعرني نوعاً ما أنهم يعلمون .. لكن لما لا أحد منهم يتحدث عن الأمر ؟ 
عند دخولنا إلى المنزل خلعت والدتي معطفها وهي تُلقيه بغضب على الأريكة ثُم قامت بِفك شعرها من عُقدته لتصعد إلى الأعلى بعد ما أعطتني أمراً بارداً أن أذهب لغُرفتي 
بالفعل قُمت بدخول غُرفتي وأنا أشعر بإنهاك شديد نفسياً وجسدياً ، نظرت حولي بأعين ثابتة ولكن حمراء اللون وأنا أهمس بغضب : لوسيفر ! 
نظرت داخل الغرفة ولم أجد إستجابة لردي 
كررت النداء بصوت أوضح قليلاً : لوسييفر 
عندما لم أجد رداً خرجت لشُرفة غُرفتي وقد بدأت الثلوج البيضاء بالهطول على البلدة ، لأصرخ بكُل ما داخلي من قهر وأقول : لوسييييفررررر 
وعلى غير المُعتاد لم أحصل على رد 
لكن على الجهة الأُخرى يبدو أن لوسيفر كان يخوض مُناقشة مع أبناء عشيرته من نوع أخر ، عطلته عن الحضور 
مكان مُظلم كُل رُكن به يشوبه الظلام ، إلا بُقعة حمراء تسلطت على مجموعة من الكائنات المُخيفة ، وقف لوسيفر في مُنتصفهم وهو يقول : لكنها مش من مُعادلاتي ، أنا هاخدها هنا .. لعالمنا 
لتُجيب إحداهم بصوت بشع ، يجعلك تنفر عند سماعه : لا ! لا لا .. مفيش إحنا وهما ، في يا إحنا يا هما .. إنت عارف كويس اللي حصل ، ونزولك لعالمهم مش لغرض الحُب والتزاوج يكفيك شيطانات عشيرتك ، نزولك لتأدية عملك 
لوسيفر : لكنها بالفعل تحمل في أحشائها إبني
نظرت له الأخيرة بينما الأخرين يصطفون حولهم فقط دون المُشاركة في أطراف الحديث .. لتقول هي : عارفة .. لكن دي مش معضلتي ، أنا الغريب إنك مُتمسك بأنسية لدرجة عاوز تجيبها هنا !!
أما في منزل جلوريا كانت تجلس بتأدُب على الأريكة وهي تُأرجح قدميها بتوتر 
كان والدها يجوب المنزل ويداه خلف ظهره ووالدتها تجلس على الجهة الأخرى تُدخن السيجار 
والد جلوريا موجهاً حديثه إليها : أحب أتفهم سبب إصرارك على عدم الإفصاح عن الشخص اللي .. اللي عمل فيكي كدا
لم تُجيب جلوريا وكانت تنظر لغُرفتها على أمل ظهوره مرة أخرى ولكنه لم يحضر
قامت والدتها وهي تقف أمامها وتصرخ بغضب مُبالغ فيه في وجه جلوريا : بحق السماء إدينا إجااابة !
زوجها : بهدوء شوية على البنت ، واضح إنها بتعاني من حالة صدمة 
زوجته بغضب عارم : وأنا بعاني من إيه ؟ إنت لا تعلم أي شيء عن بنتك عشان كدا بتتكلم بالبرود دا ، إنت متحملتش سنين مسؤوليتها وخوفت عليها من تقلبات القدر زيي !
وبينما هم يتحدثون بصوت مُرتفع .. ظهر لوسيفر بالقُرب من باب غُرفتها ، ينظر لها نظرة جعلتها تنتفض 

google-playkhamsatmostaqltradent