رواية ارتواء الروح الفصل السابع 7 بقلم سارة فتحي

الصفحة الرئيسية

 رواية ارتواء الروح الفصل السابع 7 بقلم سارة فتحي

  رواية ارتواء الروح الفصل السابع 

حين شعرت بثقلى عليك، اعفيتك ورحلت


***

جلست تطالع الباب بضيق من تأخره، ثوانٍ وسمعت طرق على الباب، اسرعت تفتح وهى تحاول السيطرة

على دموعها، ارتجفت شفتيها ببكاء قائلة :

-اتاخرت ليه يا امير ؟!

طمنى انس عامل ايه دلوقتى ؟!

عرف إنى مشيت صح ؟!


احتل الحزن ملامحه وكأنه إجابة لكل تساؤلاتها

اغمضت عيناها بألم متسائلة :

- طمنى هو بس كويس اهم حاجه


التمعت عيناه بألم قائلًا بعتاب :

- انا مش عارف وفقتك ازاى اننا نخبى عليه ياريتنى

ساعة ما قبلتك فى شارع كنت رجعتك، انا روحت

شوفته مقدرتش ابص فى عينه ومشيت


ابتلعت ريقها محاولة ان تستعيد رباطة جأشها بللت

شفتيها هامسه بألم :

- كده احسن ليه وشويه وهينسى ابقى طمنى يا امير

بس انت


استئذن امير منصرفًا، اغلفت الباب خلفه وارتمت على

الاريكة تغطى وجهها بكفيها تنحب ببكاء مرير


*****

مر اكثر من شهرين وهو نهارًا يبحث عنها و يظل حبيس غرفته ليلًا ، لا يعلم كيف ومتى عشقها قلبه بهذا القدر

لا اراديًا وقع فى عشق تلك الهاربة، اغمض عيناه بألم فشعر بيد تربت على كتفه التفت فوجدها

امه تهمس بأسى :

- وبعدين معاك يا انس، هتفضل كده يا بنى ده

انت عملت اللى عليك ودورت عليها

منكرش ان قلبى واكلنى عليها بس خلاص هنعمل ايه ؟!

دي مكملتش كام شهر معانا اعتبرها مجتش اصلًا ومتعملش كده فى نفسك


هز رأسه بيأس وهو يضرب صدره موضع قلبه قائلًا :

- بس ده حبها وكأنها عاشت عمرها معايا حبيت كل حاجه فيها ، حتى الحزن اللى فى عنيها حبيته

عشان أنا اللى هعوضه بس هى فين مشيت ليه ؟!


مسحت نوال دموعها وهى تنهض واقفه :

- يا ترى فينك بس يا ونس بس


****

الدموع غزيره فى أى انثى منذ قديم الزمن، تعد سلاحها

الاقوى، لكن هى دائمًا دموعها ضعف

اسدل الليل ستائره وهى مازالت تعمل بالخيوط تقوم

بصنع الفساتين ( الكروشيه ) وبيعها عبر صفحات التواصل الاجتماعى، فبعد عناء وجدت هذه المهنه

مصدر لرزقها بعيدًا عن الاختلاط بأحد ، تنهدت بثقل وتركت الخيوط جانبًا، فهى تعمل ليلًا ونهارًا لعلها تشغل نفسها عن التفكير به، تلألأت دموعها عند ذكره فمسحتها لتتجه نحو الفراش فى محاولة واهيه لنوم وهى تهمس بنبرة

مرتجفة من اثر البكاء :

- سامحنى يا انس على اللي عشته بسبى


***


وقف فى الشرفة باكتاف متهدلة يلوح على قسماته الألم يتذكر وقفته معاها فى نفس المكان، يشعر انه يريد

احراق العالم واحضارها لإحضانه ليخبرها بأنها

هى سبب سعادته وليس نذير شؤم عليه لكن

اين يبحث عنها، اخرج هاتفه من جيب بنطاله

ليطلع صورها التى التقطها لهم سويًا اثناء الخطبة

كيف اصبح لا يرى سواها، ملامحها الناعمة كلما

رأها وقع فى عشقها مجددًا

دلفت نوال ووقفت بجواره تحاول الابتسامة قائلة

بنبرة حزينه :

- محدش بياخد غير نصيبه يا بنى حاول تعيش


حاول كبح دموعه التى تلألأت فى مقلتيه فهمس

بصوت متحشرج :

طب مش عارف اعمل ايه، اول مره احس إنى متكتف

كده مش عارف اروح فين ؟! ولا ادور فين ؟!

حتى بلدها روحت وهى مش هناك ياترى تكون راحت فين بس يا امى


انسابت دموع نوال رغمًا عنها قائلة :

- ربنا يردها، ويوقف ليها ولاد الحلال


طرق على الباب قطع حديثهم، فتوجهت نوال صوب الباب، فوجدته امير اشارت له بالدخول فتبعها للشرفة

فاردفت:

اهو على الحال ده يا امير يمكن يابنى، حاول معه يمكن تطلعه من اللى هو فيه


دون أن ينبث بكلمة واحدة مد انس يده له بالمفاتيح

عقد امير حاجبيه متسائلًا :

- ايه ده يا زعامة

- مفتاح الورشة انت مالكش دعوه افتح وشوف اكل عيشك

شعر امير بحزن على حالته ثم قال :

- انا جاى اطمن عليك انت يا زعامة


اجابه باقتضاب وهو يوليه ظهره للداخل قائلًا :

- معلش يا امير تعبان ومصدع شوية وعايز انام

عن اذنكم


لكنه فجاة تسمر مكانه على جملة

امير :


-أنا عارف مكان ونس


***


عم الصمت للحظات يحاول السيطرة على انفعالاته

ولملم شتات نفسه ، قادته خطواته المترددة نحو امير وعيناه تقدحان شررًا ما داخله يعربد بجنون

ثورة من مشاعر متناقضة ، هو دائمًا يتعامل

بالعقل أما الآن هو فاقد السيطرة فهروبها بتلك

الطريقة أكثر شئ ألمه كأنه لا يعنى لها شئٍ


صاح بهدر وهو يجذب تلابيب امير :

- يعنى ايه تعرف مكان ونس ؟!

انطق هى فين وساكت لييييه كل ده ؟!


شهقت نوال من هيئة ابنها، بينما ارتعد جسد امير من نبرة صوته فتحدث قائلًا :

- والله يا زعامة انا لقتها ماشيه فى الشارع بتعيط ومعاها شنطتها وانا جاى اطمن عليك .. فناديت عليها وسألتها وقالتلى انها رايحه تشترى حاجه

ومصدقتهاش وروحت وراها وبعد كده عرفت

انها فعلًا ماشيه مرضتش اسيبها واخدتها فى

البيت عند امى فى شقة فاضيه قولت مؤقتًا

والله انا كنت هقولك بس هى حلفتنى، بس

بصراحة مش قادر اشوفك كده


لكزت نوال امير قائلة باغتياظ:

- يخيبك يا امير يعنى تعرف مكانها وسيبنا نعيط

ليل نهار تصدق حلال اللى هيعملوا انس فيك


نفض يده عنه وبداخله يتوعد لها، زفر بحدة قائلًا :

- عنوان أمك بسرعة


رفع امير حاجبه مستنكرًا :

- نعمممم ، ايه الكلام ده يا زعامة ؟!


- يا غبى عنوان ونس ، وبلاش دماغك الشمال دي عشان انا بتلكك اطلع بروحك بس اشوف ونس الاول

يتبع الفصل التالي:اضغط هنا

google-playkhamsatmostaqltradent