رواية اسيره الليث الحلقة التاسعة والعشرون 29 - بقلم اية محمد عامر

الصفحة الرئيسية

رواية اسيره الليث البارت التاسعة والعشرون 29 بقلم اية محمد عامر

رواية اسيره الليث

رواية اسيره الليث الفصل التاسعة والعشرون 29

وكأنها لم تستمع له وكأنها في عالم أخر..كانت تردد كلمته «علاقاات» حتي فقدت وعيها بين يديه..
أدهم بخوف: نور!! 
حاول أدهم افاقتها سحب كوب به ماء من جواره ورش بعض القطرات علي وجهها.. لتشعر بهم وتبدأ تستفيق.. 
نظرت له بحزن والدموع بعينها.. فضمها له وهو يردف:
  _ ي نور انتي عارفه انا مبقدرش اشوفك كده عشان     خاطري اهدي.. واللي انتي عايزاه هنعمله.. 
نور: انا هروح للعنوان ده ي أدهم واللي يحصل يحصل.. 
أدهم: انا حاسس انه حوار من سالم.. انا هروح ع العنوان ده وهتصرف.. 
نور: بس ي ادهم مش هسيبك تروح لوحدك.. 
أدهم: وانا مش هخاطر بيكي وأخدك لمكان منعرفش عنه اي حاجه.. بسبب رساله من رقم مجهول.. الكلام انتهي ي نور.. انا هتصرف.. هنزل أجيبلك عصير... 
خرج أدهم من الغرفه لتنزا دموعها بألم.. أتتها مئات الأفكار.. ماذا لو كانت اخته! ماذا ستفعل! 
نور في نفسها: انا أسفه ي أدهم انا لازم أعرف كل حاجه بنفسي.. 
وقفت نور..سريعا ارتدت ثيابها.. وخرجت من الغرفه.. في طريقها للباب الخلفي للمنزل.. رأتها رحمه.. نادت عليها ولكن لم تجيبها نور ولكنها لحقتها.. 
أوقفتها بعدما خرجت من الباب وسألتها: 
رحمه: نور.. انتي رايحه فين.. 
نور بدموع: انتي لابسه لي خارجه! 
رحمه:  ايوا كنت رايحه اشتري شويه حاجات للبيت..انتي رايحه فين!! 
نور: انا رايحه اعرف انا مين.. رايحه اعرف مين اهلي ي رحمه.. 
رحمه:  اااي.. انتي اكيد اتجننتي.. انتي نسيتي احنا اصلا حياتنا في خطر.. 
نور: لو سمحتي ي رحمه انا مبقيتش قادره استحمل.. لازم اعرف كل حاجه.. وهروح يعني هروح.. 
رحمه:  خلاص. مش هسيبك تروحي لوحدك.. 
نور: ماشي.. 
خرجا الاثنين من الباب الخلفي وأوقفا تاكسي.. أخبرته نور بالعنوان ف أنطلق السائق.. 
رحمه: نور احنا لازم نقول ل ليث او أدهم.. 
نور: ادهم نهي الموضوع وقالي هو هيتصرف وانا مش لسه هستني لما يتصرف.. شوفي بعت اي النهارده.. 
نظرت رحمه للرسائل لتنصدم.. 
رحمه: اي اللي يخليهم يقولوا كده! 
نور: معرفش ي رحمه عشان كده لازم اروح واشوف اي اللي بيحصل ده.. 
رحمه: وانتي مفكرتيش انهم كده ممكن يكونوا بيستدرجوكي اكتر..
نور: فكرت اكيد..بس افترضي ان كلامهم صح..انا اللي هموت عمري كله ان جه قدامي فرصه واعرف عن أهلي حاجه وانا مستغليتهاش...
....... 
صعد أدهم لغرفه نور ولم يجدها بحث عنها في كل الغرفه بل وكل البيت ولكنه لم يجدها ليردف بغضب كبير.. 
أدهم:غبيه.. والله غبيه.. 
خرج أدهم سريعا ليوقف تاكسي هو الأخر.. 
أدهم:  كويس اني فاكر العنوان اللي في الرساله... اطلع ي اسطا ع العنوان ده*******
أخرج أدهم هاتفهه وهاتف ليث ليرد الاخير.. 
ليث: نعم.. 
أدهم:  ليث نور راحت لعنوان الشخص ده بعتهولها الصبح.. هبعتهولك وحصلني علي هناك.. 
ليث: خرجت!! وموقفتهاش لي؟ 
أدهم بغضب:  وهو انا لو شوفتها وهي بتخرج مش هوقفها.. وبعدين هو انت مش عارف نور يعني!! 
ليث بضيق:  طيب ي أدهم انا جاي.. 
..... 
بعد ثواني كانت تقف نور أمام تلك الشقه القديمه في أحد الحارات العشوائيه.. 
دقت نور الباب لتفتح لها سيده في الخمسين من العمر تقريبا.. نظرت لها نور لبرهه ولم تعلم ماذا تقول.. 
نور: السلام عليكم.. 
إلهام: وعليكم السلام.. مين! 
نور:انا.. أنا نور.. ودي رحمه.. 
إلهام:  اه اهلا وسهلا.. أساعدكوا ب اي.. 
رحمه: طب دخلينا الأول.. 
نظرت إلهام لثيابهم المحتشمه الغاليه وأردفت: المكان ميلقش بيكوا.. 
رحمه:  الكلام اللي هيتقال مينفعش يتقال ع الباب.. 
إلهام: طيب.. ادخلوا.. 
دلفوا.. وقفت نور وأغمضت عينها وهي تردف.. 
نور: انتي تعرفي حد من عيله الرفااعي.. 
إلهام بتوتر:عيله الرفااعي.. لي.. انتي مين وبتسألي لي! 
نور: جاوبي سؤالي لو سمحتي.. تعرفي حد منهم؟ 
إلهام بحزن: ايوا.. أعرف.. أكيد قبل م تدخلي الحاره دي عارفه كل اللي فيها بيشتغلوا اي!؟ 
رحمه: لا احنا منعرفش ومسألناش.. 
إلهام: المكان ده كله وانا كنت اولهم زمان.. بنات بايعه نفسها عشان الفلوس.. اللي غصب عنها واللي بمزاجها.. 
أغمضت نور عينها بألم حتي كادت أن تنهار.. 
نور: انتي خلفتي بنت ورمتيها وهي عندها سنتين؟ 
إلهام بحزن: ايوا..انا مش اول واحده هنا تعمل كده.. 
نور ببكاء:لي.. لي عملتي فيها كده.. لي ترميها في الشارع.. مشيتي كده عادي وسيبتيها!! 
رحمه:  اهدي ي نور عشان خاطري.. اهدي.. 
إلهام:  انتوا تعرفوها.. ولا... ولا هي واحده منكوا... 
نور ببكاء: ايوا هي واحده مننا.. هي بنت مين من عيله الرفاعي.. 
إلهام: مش هتفرق.. 
نور بصراخ: لا هتفرق..هتفرق لاني ممكن اكون متجوزه أخويا..
إلهام ببكاء: يعني..يعني انتي بنتي..
نور بقرف: انا عمري م هعترف ب أم زيك..ولا حتي اب جايبني من زنا..طول عمري كنت بتمني اعرف أهلي..بس لو بالشكل ده ي ريتني م عرفتك..ي ريتني..يعني في الاول انا بنت حرام وكمان رمتيني في الشارع..انتي اي..
إلهام: انا واحده فقيره..مكنتش هقدر أصرف عليكي..مكنتش هعرف البسك لبس زي اللي انتي لبساه ده..كان هيجي عليكي يوم وتكوني زيي..
نور: انتي متعرفيش انا كام مره اخترت الموت ولا اني اكون زيك..ولا تعرفي انا مريت ب اي في حياتي..بصي انا فعلا مش معترفه بيكي..بس بحب جوزي وهتبقي انتي سبب تدمير مستقبلي زي م دمرتيني ف اول حياتي..مين فيهم..حسين ولا كمال..مين فيهم؟
إلهام: كمال..هو ابوكي..وانتي مش جايه من زنا ي نور..انا كنت متجوزاه وعند مأذون كمان ومعايا قسيمه الجواز..وانتي ليكي شهاده ميلاد..بس ابوكي كان ندل وقال اي زهق مني..وسابك ومشي..
والناس اللي زي عمرهم م كانوا هيعرفوا ياخدوا منه لا حق ولا باطل..لان كان ليا علاقات كتير قبله وحتي بعده عشان اعرف اعيش بس مقدرتش اصرف عليكي عشان كده سيبتك في الشارع..
وقعت نور في الأرض باكيه..احتضنتها رحمه وهي ايضا تبكي..
رحمه: احمدي ربنا ي حبيبتي انك بنتهم الشرعيه..سعات ي نور الاهل بيبقوا كده..شوفي انا ابويا قتل اختي ي نور..ي ريته كان سابها حتي..
نور ببكاء: فين شهاده الميلاد دي..
إلهام: ثانيه واحده هجيبها..
دلفت الهام للداخل وعادت بعد قليل وهي تمد يدها بالشهاده..
قرأتها نور..
نور: ساره كمال الرفاعي..طيب هو لي اعترف وبعدين سابني..
إلهام: ي بنتي انا حبيت ابوكي..وكان راجل محترم وعيله محترمه..لما لقيته متمسك بيا اوي والظاهر انه كان لسه عنده حبه ضمير وكان مصمم يتجوزني عرفي قبل م يلمسني..وانا لما لقيته مصمم مسكت في الكلمه وصممت يتجوزني رسمي بس مكانش حد يعرف وانا وعدته مقولش لحد..
فضل معايا سنتين ونص..كان جايبلي شقه وكنت عايشه زي اي ست متجوزه..وكنتي انتي لسه يدوب سنه ونص لما جه قالي انه مش هيكمل واني اسيب البيت..
المشكله ي بنتي ان مكانش ليا عين اتكلم وانا كنت ببيع نفسي لاي حد...
حاولت ي بنتي والله حاولت بس مقدرتش اعيشك ولا حتي اعيش نفسي قولت لما تكبر شويه مصاريفها هتزيد ومش هلاقيلها اي حاجه..
نور: كلامك ده مش هيكون مبرر ليكي وانا مستحيل أسامحك او اسامحه..عمتا هو مات ادعيله بالرحمه بقي..
إلهام: ممكن متسامحينيش مش هعترض.. بس ابقي خليني أشوفك.. 
نور: تمام... انتي لسه شغاله في القرف ده.. 
إلهام بحزن:لا بنتي انا بطلت الشغل ده من زمان.. 
نور: وبتصرفي منين.. 
إلهام: في واحد عنده محل بقف فيه واشتغل معاه..
نور: يبقي احسن بردو.. 
إلهام: انتي حد من ولاد حسين؟ 
نور:  ايوا انا مرات أدهم؟ 
إلهام:  هما لاقوا ادهم؟ 
نور:  ايوا من كام شهر.. 
إلهام: وانتي بقي مرات ادم! 
رحمه:  لا انا مرات صاحب أدهم.. 
نور ب إعياء: انا همشي..كفايه لحد كده النهارده بجد تعبت.. 
رحمه: نور انتي تعبانه.. اقعدي الأول شويه.. 
نور:  لا عايزه امشي من هنا ي رحمه.. 
رحمه: انا خايفه عليكي والله شكلك تعبان. 
إلهام:  لي هي مالها؟ 
رحمه: احم.. حامل.. 
إلهام بإبتسامه: شكله أول حمل..ألف مبروك.. أقعدي هعملك حاجه تشربيها.. 
نور بضيق:لا.. انا عايزه امشي عشان ادهم اكيد بيدور عليا.. 
رحمه:  خلاص يلا.. 
خرجت نور ورحمه من ذلك البيت ونظرت نور نظره أخيره لأمها وهي ترحل.. لا تعلم كيف تمالكت نفسها ولم تنهار كل هذا الوقت.. كل ما يشغلها الان هي ان تخرج من تلك الحاره وتعود لبيتها مره أخري.. 
ولكن.. 
وجدوا يدا تسحبهم وتكمم وجههم.. حاولا المقاومه ولكنهم تخدرا بالكامل ليفقدا الوعي بالكامل.. 
وصل ليث وأدهم الي الحاره في ذلك الوقت.. بالتحديد لبيت إلهام.. فتحت لهم الباب.. 
أدهم: في بنت جاتلك هنا؟ 
إلهام:  انتوا مين! 
ليث: ممكن حضرتك تردي في بنت جاتلك هنا اسمها نور.. 
إلهام:  ايوا جت هنا ومعاها بنت اسمها رحمه.. 
ليث:  رحمه!!  هي رحمه مش في البيت.. 
إلهام:  هو انتوا تعرفوهم.. 
أدهم:  طب هما... لحظه لحظه.. هو انتي ام نور بجد!! 
إلهام:  ايوا.. وانت أدهم؟ 
أدهم:  ايوا انا.. هو انتي اللي بعتيلها الرساله! 
إلهام:  رساله اي.. انا اتفاجئت بيها لما شوفتي.. 
ليث: ده معناه ان الاحتمالين صح.. الاتنين ان اهل نور فعلا هما عارفينه وان في نفس الوقت لعبه م الريس عشان يوقعنا.. 
أدهم: يعني هما معاهم دلوقتي.. 
ليث بغضب: ده الأكيد ي أدهم..انا هكلم جاسر باشا..
أدهم: أكيد قريبين من هنا..
إلهام: هو في اي!
أدهم بضيق: نور بنتك من مين؟
إلهام: من عمك..كمال الرفاعي..بنته واسمها ساره..
ليث: يلا ي أدهم مش وقته الكلام ده..
أدهم: تمام..
كان ليث يتحدث عبر الهاتف.
ليث: ايوا ي باشا..تمام..تمام..
أدهم: هوا اي اللي تمام..
ليث: انا كنت عارف انه هيعمل حركه زي دي..ف كان لازم ابقي عارف مكانه..خليت جاسر باشا يستخدم اللي اسمه أحمد ده عشان يخلي الريس وسالم يفتكروا اننا معندناش اس معلومه عن مكانهم...عشان مياخدوش بالهم..وفي نفس الوقت كانوا متراقبين..
أدهم: انت معاك سلاح..
ليث: معايا..وانت!
أدهم:معايا؟
ليث: متموتش حد ي أدهم..مش عايزين نوسخ ايدينا بيهم..
أدهم:تمام..
بعد فتره كان ليث وأدهم يقفون مباشره أمام ذلك المبني القديم كلا منهم ممسكا بمسدسه..
أما بالداخل..
سالم:ادلق عليهم مايه خليهم يفوقوا كده..
الريس:كنا بنخطط لنور وسايبين مرات ليث للأخر..بس حظنا وقعنا الاتنين سوا..
سالم:بطل غباء..وجودهم مع بعض معناه ان أدهم وليث متفرقوش..معناه انهم لسا مع بعض..
الريس بغضب:لازم اندمه..هنتقم منه في الاموره دي..
وقع الماء فوق رحمه لتشهق بخضه..استفاقت لتنظر حولها في خوف وجدت الريس أمامها مباشره..
بصقت رحمه في وجهه بكل غضب وهي تردف..
رحمه:لو هتقتلني مش هخااف منك..مرات الليث مبتخافش..فاهم مبتخافش..
الريس بغضب: والله لأندمك وأخليه يتحسر عليكي..زي م عملت في مراته الأولي هعمل فيكي..
ضحكت رحمه ضحكه عاليه وهي تنظر له بغضب..
رحمه بغضب:هتغتصبني..هتغتصب بنتك ي عبدالله..
الريس:اااي..انتي بتقولي اي ي بت انتي..
رحمه:اخس..وانا اللي فكرتك ذكي..كده بردو ي بابا مش فاكر رحمه بنتك..مش فاكر بنتك التانيه اللي قتلتها قدااام عنيا..
تراجع الريس بصدمه..ولكنه استدار لها وأردف بسخريه..
الريس: ااه اللي كان لسه فيها الروح..
رحمه بصدمه:ااااي..يعني هي لسه عايشه..
الريس:لا..دفنتها بردو..
رحمه بصراخ: حراام عليك.. انتي اي.. دي بنتك من دمك.. انت شيطاااان.. شيطااان.. 
وضع الريس المسدس في رأسها.. أغمضت رحمه عينها وسقطت دموعها.. 
الريس: يبقي حصليها بقي.. 
إنطلقت طلقه ودوي صوتها عاليه.. ولكنها لم تكن من مسدس الريس بل من مسدس ليث.. أطلقها في ذراعه..ترك الريس مسدسه وتراجع ممسكا ذراعه ب ألم.. 
فاقت نور علي صوت الطلقات لتنظر حولها بخوف.. ولكنها أطمئنت حينما رأت أدهم وليث.. ولكن سرعان م عاد اليها خوفها.. 
عندما وقف رجال الريس جميعا خلفهم يضعون سلاحهم في رأسه.. 
سالم: جيت لقضاك ي ليث.. 
ليث: صدقني مش ناوي اموت علي ايد واحد زيك.. 
سرعاان م دلفت جميع قوات الشرطه أمامهم جاسر.. 
لم يعرف سالم كيف يفكر الان وقد اصبح محاصرا..فكان عليه استخدام أخر ورقاته..
سالم: صدقني ي ليث انا الوحيد اللي عارف أهلك..ولو دخلت السجن هتخسرهم..
ليث ببرود:ومين اللي قالك اني مش عارف مين هما أهلي؟
google-playkhamsatmostaqltradent