Ads by Google X

رواية غزوة حب الفصل الثاني 2 - اسماء ايهاب

الصفحة الرئيسية

رواية غزوة حب البارت الثاني 2 بقلم اسماء ايهاب

رواية غزوة حب الفصل الثاني 2

_انا عمري ما شوفت غيرك يا فيروز .
_ مين بس يقدر يشوف عيون الفيروز و لا يقع فيها .
_ عايز اخبيكي في قلبي عن الدنيا كلها .
_ انتي و لا حد ابداً يقدر يتصور لهفة قلبي ليوم ما تبقي مراتي .
_ انا عايز انام و اقوم علي صورتك عشان اعرف ارتاح .
دموع صامتة بدون الحاجة للـبوح بـفحواها و هي تستمع الي تردد تلك الكلمات بـأذنها بـشكل مؤذي لـ ثنايا روحها الباهتة منذ ان رحل و هي تغلق الباب علي نفسها و لا تكف عن التفكير تشعر أنها سـتجن من كثرة صدمتها و كم التساؤلات المتراكمة داخل عقلها الغير مستوعب الي الآن ما حدث
_شهاب و ياسمين اختي .. شهاب هيتجوز ياسمين !! 
قالت تلك الجملة بـذهول و أعين متسعة يخـرج منـها الدموع دون توقف صدمتها لا تختفي منذ أن غادر كيف له ان يخـدعها كيف له ان يكون بـهذه الدرجة من الاتقان في أداء دور المحب العاشق الهـائم بها كيـف صدقت كل هذا و بـالاخير قضي علي أحلامها الوردية التي رسمتها لـ حياتهم معاً حطم آمالها أصبح قلبها أشلاء كـ فتات الزجاج المبعثر علي الارض و كل قطعة بـمكان مختلف عن الاخر .. ارتفعت وتـيرة أنفاسها المسلوبة ضيق بـصدرها يخنقها لابد أن تعلم ما هدفه من ما فعله لما كانت هي ضحيته وضعت يدها علي فمها و هي تصرخ صرخة مكتومة تدل علي ما بـقلبها من ألم و جُرح غائر لم يشفي أبداً لـ تسقط علي ركبتيها و تبدأ بـالبكاء بـنحيب و هي لازالت تضع يدها علي فمها حتي لا يسمعها أحد من زويها و هي تستند بـيدها الأخري علي الارض ظلت هكذا فترة طويلة حتي ضاق نفسها لترفع رأسها الي الاعلي واضعة يدها علي صدرها و هي تحاول التنفس بـانتظام لكنها هبت واقفة بـحدة تركض نحو خزانة ملابسها لـ تفتحها بـحدة و تخرج حجابها الابيض و ترتديه سريعاً و هي تتوجه الي الشرفة لابد من الحديث معه لابد من معرفة السبب ما الدافع وراء كل هذا الألم الذي تسبب هو لها به .. فتحت الشرفة و امسكت العصا الكبيرة المخصصة لها حتي تصل إلي باب شرفة حجرته و تطرق عليها ...
كان هو بغرفته يجلس علي الفراش يضع يده علي وجهه هو يشعر بها قلبه يحدثه عن كم الألم التي تعانيه الآن لام نفسه بـالفعل سـيلوم نفسه فـهو سبباً بألم كبير لـ تلك الصغيرة صاحبة العيون الفيروزية جذب خصلات شعره بقوة و هو يئن بـقوة لـ يستمع الي صوت طرقاتها المخصصة علي باب الشرفة وقف سريعاً و توجه إلي باب الشرفة بـتلهف و لكنه توقف حين امسك بيده مقبض باب الشرفة كيف سـيواجهها كيف سـينظر إلي عينها مجدداً كيف سـيتحمل العتاب و اللـوم و أخيراً كيف سـيتحمل ألم صغيرته اغمض عينه بقوة حين زاد طرقها لـ يحزم أمره حان وقت المواجهة فتح باب الشرفة و لكن وقع قلبه حين نظر إلي عينها الحمراء الدامية من أثر البكاء وجنتيها و انفها الحمراء بشدة نظر إليها مطولاً عينها غائمة بـالدموع تقدم من سور الشرفة لـ ينظر إليها بـجمود رسمه هو بـاحترافية و هو يقول بـهدوء : 
_ نعم يا فيروز عايزة أية ؟
اعتصرت قبضة يدها بـقوة حتي لا تسقط دمعة واحدة أمام عينه لتنظر اليه مصطنعة القوة و هي تقول بـاحتقار : 
_ دلوقتي عايزة أية .. انت اللي كنت عايز مني أية ؟ عملت فيا كدا لية ؟
نظر إليها بـنفس النظرة لم تتغير مما اغضبها و هو يعدل من خصلات شعره و هو يقول بـبرود :
_ انا مضربتكيش علي ايدك عشان تحبيني 
اتسعت عينها بصدمة من رده البارد الجامد هذا ليس نفس الشخص الذي أحببته هو ليس نفس الشخص الحنون المحب لها دعس علي ما تبقي لها من كرامة و كبرياء و وضعت موضع المذنبة بحبه هو من تقرب منها هو من كان يتودد لها يجعلها تتحدث معه تتقرب منه حتي وقعت بحبه حتي أصبح هو الوتين هو الأنفاس و هو الاضلاع المحتجزة لـ قلبها سقطت دمعة منها رغماً عنها هو بـالفعل رغماً عنها لم تكن تود أن تجعله يري ضعفها نظرت إليه بـاشمئزاز و هي تقول بـصوت مبحوح تكبح دموعها : 
_ لا مضربتنيش يا دكتور شهاب بس مكنتش اعرف انك أحقر انسان انا ممكن أقابله في حياتي 
امسكت الحبل السميك المخصص للـستار الموجود بين الشرفتين لتنظر الي تفاصيل وجهه بـدقة و عيونها تلتمع أكثر و أكثر بعينها كونت غيمة بـعينها حتي أصبحت صورته مشوشة لـ ترفع يدها الأخري لـ تمسح دموعها بـحدة و هي تقول بـقوة رغم أنها أكثر ضعفاً من الآخر و انها كورقة شجر بالخريف و اي نسمة هواء سـتسقطها بالوحل : 
_ انا هحتفظ بكل اللي حسيت بيه دا يا دكتور عشان بعدين انا اللي هفكرك بيه اكبر غلطة في حياتي اني وثقت في واحد زيك 
انتهت من جملتها و هي تغلق ذلك الستار العازل بينهم لـيغمض هو عينه بـألم و هو يشعر انها ليس مجرد ستار إنما هو جدار من حديد ليس فقط من  حجارة سيكون سد بينهم و انها هكذا انهت القصة و انزلت هي الستار مع كلمة النهاية ..
انهارت قواها و اصبحت حتي لا تستطيع التنفس بـانتظام و بـصعوبة امسكت هاتفها و ضغطت علي رقم صديقتها الوحيدة و من سـتشعر بها "زينة" ما هي الا لحظات حتي جاء رد زينة المبتهج و هي تقول بـحيوية : 
_ ها يا عروسة طمنيني نقول مبروك 
لم تستطع الحديث انما انعقدت الكلمات بـجوفها و لم يبقي لها سوا الدموع استمعت زينة الي دموع صديقتها لـ تعتدل بـجلستها و هي تقول بـقلق : 
_ مالك يا فيروز هو عمو موافقش و لا اية 
زاد بكاء فيروز و هي تهمس بـصعوبة من بين شهقاتها المتلاحقة : 
_ شهاب طلب ايد ياسمين يا زينة 
اعتلت الصدمة ملامح زينة و هي تصرخ بـعدم تصديق : 
_ ايـــة ! انتي بتقولي اية يا فيروز 
لـ تصرخ فيروز بـغضب رغماً عنها و كأنها تفرع ما بـداخلها من صراع دامي : 
_ بقولك خطب اختي جيه خطب اختي يا زينة 
هزت زينة رأسها بـذهول كيف له ان يفعل و هو يحبه بل يعشقها كل هذا العشق من كان يخدع هي اما ذاته لـ تهمس و هي لا تدري ما الكلمات المناسبة التي من المفترض ان تلقيها علي مسامعها الآن : 
_ طب اهدي يا فيروز قلبك هيقف اهدي دا انسان واطي و ميستاهلش دمعة واحدة منك عليه 
وضعت فيروز يدها علي رأسها هامسة بـضياع : 
_ مش قادرة يا زينة هموت و حياة ربنا حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة استوعب اللي حصل و لا قادرة استوعب فرحة اختي اللي عارفة الموضوع كله مش قادرة يا زينة مش قادرة 
قالت و انهارت تماماً تاركة الهاتف علي الفراش واضعة يدها علي وجهها و بدأت في البكاء بـحرقة و كأن جدران الغرفة تتقارب لـ تطبق علي روحها و كأن السقف و الارض قررا اعلان الحب و التقارب لـ تدهس هي بينهم وضعت يدها علي صدرها تحاول التنفس و لكن دون فائدة لـ تلقي بـجسدها علي الفراش تاركة بئر أحزانها و الخذلان يأكلان منها ما يشاءون و ان تبقي منها شئ فـ لتكمل به حياتها ..
استيقظت بـأعين منتفخة بـشدة اثر البكاء فتحتهما بـصعوبة و هي تشعر بـحرارة حارقة داخل عينها جلست علي الفراش تزيح خصلاتها المبعثرة عن وجهها و بـجمود وقفت عن الفراش ترتدي نعلها المنزلي لـ تتوجه نحو المراه تنظر الي نفسها كيف ستواجه والديها بـهذه الملامح الباهتة الحزينة التي يظهر عليها الحزن الشديد تخشي ان يشك احدهم بـشئ لـ تمسك بأحدي ادوات التجميل الخافية لـ عيوب البشرة و تتوجه نحو المرحاض قامت بـروتينها اليومي كـكل صباح و وضعت ذلك الدهان المخصص للبشرة لـ تخفي قليلاً انتفاخ عينها تنهدت بـقوة و هي تخرج من المرحاض في حين قابلتها ياسمين شقيقتها متوجه هي ايضاً الي المرحاض و تقول بـاشراق و سعادة تفوح من ملامح وجهها بـشدة : 
_ صباح الخير يا فيروز 
_ صباح النور 
خرجت جملتها بـجمود عكس مزاحها معها كـكل يوم لـ تبتسم ياسمين رافعة حاجبها الي اعلي قائلة : 
_ و دا أصله اية دا براحتك 
توجهت الي المرحاض و قبل ان تغلق الباب خلفها بادرت فيروز قائلة بـتساؤل يمزق قلبها : 
_ لية يا ياسمين ؟
لـ تخرج ياسمين مرة اخري من المرحاض تقف امام فيروز عاقدة ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بـحدة : 
_ لية اية يا فيروز .. لية اتقدملي انا عادي واحد شاف واحدة و اختها اعجب باختها فيها اية دي يعني كل واحد اللي يريحه 
ابتسمت فيروز بـسخرية و هي تقول بـهدوء : 
_ صح يا ياسمين كل واحد و اللي يريحه و انتي مرتاحة علي الاخر كدا صح مرتاحة و انتي عارفة كل حكايتنا يا ياسمين .. انتوا متفقين علي الجواز من امتي تعرفوا بعض من ورا ضهري من امتي يا ياسمين 
صدحت ضحكة ياسمين عالية و هي تقول : 
_ انا مكلمتش حد من ورا حد انا مليش دعوة بالموضوع واحد حب واحدة و اتقدملها مقهورة انتي لية و خدي بالك اني بلغت بابا موافقتي و اننا هنتمم الجواز بسرعة و لو لقيت عينك راحت ناحية شهاب يا فيروز هقول لابوكي انك كنت بتكلمي شاب من وراه 
دلفت ياسمين الي المرحاض و أغلقت الباب خلفها بـقوة بـوجه فيروز المذهولة و انتي اصابتها الصدمة بـالتجمد جذبت ساقيها رغماً عنها الي غرفتها في حين رن جرس الباب و قبل ان تدلف الي غرفتها استمعت الي صوت والدها المرحب ثم نادي بـاسمها و هو يقول : 
_ فيروز تعالي زينة هنا
ركضت بـسرعة لا تدري كيف اتت بعد ان كانت تجر قدمها غير قادرة علي التحرك احتضنتها بقوة و هي تكبح دموعها امام والدها الذي ابتسم قائلاً : 
_ اية يا روز يا حبيبتي هتسيبي زينة علي الباب ادخلوا 
امسكت فيروز بيد زينة تجرها معها نحو غرفتها و هي تقول محاولة التماسك : 
_ احنا هندخل جوا يا بابا 
جلست جوارها تحتضنها حين اغلقت الباب و جلست علي الفراش تبكي من جديد ربتت علي ظهرها بـحنان اخوي و هي تقول بـحزن : 
_ انا مصدقت النهار طلع عشان اجيلك 
احتضنتها فيروز بـقوة اكبر و هي تهمس من بين شهقاتها : 
_ انا بحلم مش كدا يا زينة لا دا كابوس كابوس فظيع مش قادرة اتخيله انا تعبانة و لا عارفة اعبر و لا عارفة اصرخ و لا عارفة اعمل حاجة غير اني اعيط 
ابعدتها زينة عنها تنظر الي وجهها الباهت و اعينها الحمراء بـشدة كـ الدماء و هي تقول بـهدوء : 
_ احكيلي اللي حصل امبارح اية بس اهدي 

يجلس علي الفراش عاقد قدميه اسفله يضع يده علي رأسه يضغط عليها بـقوة من الألم الشديد الذي يجتاح رأسه فـهو لم ينم منذ الامس تأفف من كثرة رنين الهاتف لـ ينظر الي اسم المتصل جذب خصلات شعره بـقوة و كأنه سـيقتلعهم من الجذور و هو يرفع الهاتف علي اذنه بعد ان فتح الاتصال مجيباً بـهدوء : 
_ ايوة يا ماما 
_ ايوة يا ماما !! .. انت مبتردش عليا لية من امبارح انت اية اللي هببته امبارح دا تحب واحدة و تطلب ايد التانية انت مجنون يا شهاب .. انت مش مكلم الراجل علي فيروز تروح طالب ياسمين انا مش فاهمة اية اللي في دماغك 
انطلقت والدته بـالحديث مندفعة بـهذه الكلمات المتتالية بـغيظ من ابنها لـ يغمض هو عينه مجيباً بـبرود استفز والدته قائلاً : 
_ انا حبيت ياسمين يا ماما و اطلب ايد اللي احبها و لما كلمت الراجل مقولتش انا عايز مين في البنتين 
لـ ترد والدته بـعصبية شديدة و هي تقول : 
_ و مش حرام عليك البت المسكينة اللي معلقها بيك من و هي في ثانوي دي حرام عليك يا شهاب 
قفز عن الفراش و هو يصرخ بـكل ما داخله من غضب : 
_ حرام عليكوا انتوا اسكتوا بقي انا مش عايز اسمع اسمها مش عايز حد يوجهلي كلام عنها كفاية اللي انا فيه كفاية بعد كدا اللي هيجيب سيرتها ملهوش كلام معايا تمام 
اغلق الهاتف و القي به علي الارض بـقوة حتي تحطم الي قطعتين و قد تهدجت انفاسه و اصبحت سريعاً بـشكل كبير لـ يتحرك صدره بـعنفوان صعوداً و هبوطاً بـقوة و هو يهمس بـلهاث حاد و كأنه كان يركض لـ اميال بعيدة : 
_ كفــايــة .. اسـكـتـوا و ارحـمـونـي 
ارتمي جالساً علي طرف الفراش و هو يضع يده علي صدره يشعر بـألم كبير يعتصر قلبه بـشكل قوي اغمض عينه يتنهد بـقوة و هو يهمس بـصوت خافيض مختنق : 
_ كـفايـة هـي 

علي طاولة الطعام تجلس فيروز و والديها و ياسمين و زينة يتناولون الطعام بـهدوء حتي قطع الصمت والدها حين ابتلع الطعام ثم تنحنح قائلاً بـجدية : 
_ عايزكوا بقي تجهزوا نفسكوا عشان انا هحدد ميعاد مع شهاب و ابوه ان الفاتحة يوم الخميس يعني بعد يومين و كتب الكتاب و الفرح هيبقي كله مش هياخد شهر يمكن اسبوعين كمان شهاب مستعجل و بيقول كل حاجة جاهزة مش ناقص غير ياسمين
قبضت فيروز علي يدها بـقوة و هي تستمع الي صوت والدها يرن بـاذنها بـحدة و الكلمات تتكرر عشرات المرات علي مسامعها لـ تمد زينة يدها تربت علي يد فيروز برفق لـ تنظر اليها فيروز و هي علي وشك الانهيار امام والديها لـ تميل زينة نحوها بـهدوء تقول بـخفوت دون ان يستمع اليها احد : 
_ اهلك يا فيروز اهدي 
تنفست بـقوة و هي تبتلع تلك الغصة المريرة بـحلقها لـ تتحدث زينة بـهدوء : 
_ مبروك يا ياسمين عقبال ما نفرح بفيروز يا عمو 
ابتسم اكرم بـاتساع و هو يقول ناظراً الي فيروز بـخبث يحاول مشاكستها : 
_ بس هي توافق و كتب الكتاب هيبقي الصبح 
وضعت فيروز الملعقة من يدها و هي تقول بـضيق : 
_ انا شبعت 
ارتفعت ضحكة والدتها السيدة هناء الصامتة منذ البداية و هي تقول : 
_ متكسفهاش بقي يا اكرم و سيبها تاكل .. اقعدي يا حبيبتي كلي 
_ فكري يا فيروز علي شاب طيب و محترم و بيحبك و انا بتكلم المرة دي بجد
قالها والدها و هو يضع ملعقة الطعام بـفمه لـ تستأذن هي بـالدخول الي غرفتها و قامت زينة خلفها الا انها استمعت الي صوت ياسمين العالي نسبياً حتي يصل صوتها الي مسامع شقيقتها قائلة : 
_ و كمان لايق عليكي يا فيروز لايق عليكي اوي 
ابتسمت فيروز بـسخرية و هي تلتفت اليها قائلة بـبرود : 
_ زي ما خطيبك كدا لايق عليكي 
دخلت الي غرفتها و اغلقت الباب بعد ان دخلت زينة هي الاخري خلفها تنفست بـغضب و هي تستند بـظهرها علي الباب لـ ترفع رأسها الي الاعلي و هي تقول بـصوت يغلب عليه البكاء : 
_ قويني يارب محدش هيحس بيا غيرك مش قادرة اتحمل و لا قادرة استوعب لو دا كابوس فوقني منه يارب 
لـ تتقدم زينة نحوها تحتضنها تربت علي ظهرها لـ تنفجر هي بـالبكاء هامسة بـخفوت : 
_ خفف عني يارب 

طرقات متتالية علي الباب و من ثم دق جرس الباب مطولاً لـ تخرج زينة من غرفتها منزعجة و هي تضع حجاب طويل مخصص للـصلاة و توجهت متأففة نحو الباب لـ تفتحه و لم تجد احد خرجت من الباب تنظر الي الخارج بعد ان لاحظت وجود صندوق صغير امام الباب انحنت تلتقطه علمت من من تنهدت بـقوة و هي تقف معتدلة ابتلعت ريقها بـصعوبة و هي تقول بـنداء : 
_ حسام انا عارفة انه انت ممكن تطلع 
زفرت من جديد حين خرج هو امامها بعد ان كان قد اختبئ بـعازل الدرج مدت يدها بـالصندوق الصغير و هي تقول بـجمود : 
_ اتفضل .. شكراً يا حسام متبقاش تجيب حاجة تاني عشان انت عارف اني مش هقبلها 
نظر إليها مبتسماً بـأسي و هو يقول بـهدوء يمزق صدره : 
_ فيها اية لما اجيبلك هدية 
وضعتها علي صدره و هي تقول بـحدة : 
_ مفيش مناسبة عشان تجبلي هدية و حتي لو فيه انا مش عايزة 
امسك بـالصندوق و نظر اليها بـعمق لعله يتعرف علي سبب تصرفاتها معه لـ يزمجر بـقوة و هو يقول بـغضب : 
_ هو أية اللي حصل لكل اللي بتعمليه دا انا معدتش فاهمك يا زينة 
دلفت داخل الشقة و امسكت بـالباب تستعد لـ اغلاقه و هي تقول بـذات النبرة : 
مفيش حاجة بيني و بينك عشان تحصل متقربش مني تاني و لا كل شوية تروح تكلم بابا لاني كل مرة هرفض يا حسام 
ما كادت ان تغلق الباب حتي وضع يده يمنعها من ذلك لـ تتنفس بـقوة و هي تنظر اليه بـنفاذ صبر حين نطق هو سريعاً بـلهفة : 
_ استني يا زينة اسمعيني 
عقدت ذراعيها امام صدرها و هي تنظر اليه تنتظر منه ان يتحدث كـكل مرة انه هو المسكين المضحي و هي من تظلم قلبه الصغير الذي لا يتحمل مالت شفتيها الي الجهة اليسري بـسخرية و استخفاف حين تحدث قائلاً بـحزن تعلم انه زائف : 
_ انا مش عارف بجد انتي تصرفاتك معايا اتغيرت لية لما اتقدمتلك هو حصل اية يا زينة انا مش فاهمة فهميني انتي انا عملت حاجة تزعلك 
صكت علي اسنانها بـغيظ و هي تقول بـحدة تتحدث و هي تلوح بـيدها امام وجهه : 
_ متعملش فيها الغلبان الطيب البريئ و انت اكتر واحد تعرف تأذي في العالم
ضرب بـقبضة يده بـحدة علي الباب حتي انفتح علي مصرعيه و هو يصرخ بها بـغضب قائلاً بـصراخ : 
_ انا اذيتك في اية عملت معاكي اية انتي اللي انانية يا زينة انتي انتي اللي بعدتي انتي اللي رفضتي القرب انتي دلوقتي بتلوميني علي حاجة انتي السبب فيها لو عندك اسبابك قوليها متبقيش انانية حتي في اني اعرف 
ابتلعت ريقها بـصعوبة و قد ظهرت ملامح الحزن جالية علي وجهها و هي تستمع اليه يتهمها بـالانانية لـ تقول بتساؤل : 
_ انانية ! انا انانية !!!
اغمض عينه بـقوة و هو يشعر بـنبرة صوتها الحزينة لـ تمسك هي بـالباب مرة اخري و هي تنظر اليه قائلة قبل ان تغلقه : 
_ روح اسأل مامتك مين فينا اللي اناني يا حسام و لو سمحت متحاولش حتي تكلمني لاني بجد مش طايقة اشوفك 
اغلقت الباب بـقوة بـوجه و استندت عليه تضع يدها علي فمها حتي لا يظهر صوت بكاءها الذي حضر علي الفور لـ يحتل ليلتها من جديد ، نظر هو الي الباب و من ثم اسند جبهته عليه و هو يقول بـصوت واضح بـنبراته الانهاك الشديد : 
_ انا بحبك يا زينة و تعبت تعبت من التفكير في تصرفاتك و تعبت ابرر و تعبت اجري عليكي عشان عشان جملة وأحدة لو انتي مش عايزاني انا عايزك و مش عايز ابعد اعمل اية قوليلي انتي قدرتي تبعدي ازاي عشان اقلدك 
انهارت قواها بـتلك اللحظة لـ تقع جالسة امام الباب ساندة ظهرها علي الباب و هي تكبح صوت شهقاتها و دموعها تنهمر علي وجنتيها بلا توقف هي لم تنسي هي لم تبتعد هي معه بـكل جوارحها قلبها لن يحمل مشاعر لـ اخر ، طرق الباب بـضعف و هو يهمس مرة اخري مغمضاً عينه و هو يقول : 
_ مش هقدر ابقي في قسوة قلبك يا زينة لو انتي قدرتي انا تعبت .. زينــة قوليلي اية اللي حصل بس لو غلطان قولي لو في عتاب ليا قوليه اتكلمي يا زينة 
لـ يسمع صراخها من خلف الباب مع صوت بكاءها الذي يغطي علي كلماتها و تجعلها متلعثمة : 
_ امشي يا حسام ابعد عني روح لمامتك احسن هي اكتر واحدة بتحبك صدقني اكتر واحدة عايزة مصلحتك اسمع كلامها دا لو مش عارف حاجة بجد 
طرق الباب بـجنون و هسترية و هو يصرخ بـصوت حاد قوي جعل من والدته تستمع إليه و تفتح باب الشقة لـ تري ما يحدث : 
_ متعيطيش و قوليلي كل حاجة ارحميني و ارحمي نفسك انا غلطان من قبل ما اعرف بس قوليلي هعدل من كل تصرفاتي بس اتكلمي 
امسكت والدته بـيده تمنعه من الطرق علي بابها ناظرة اليه بـغيظ قائلة : 
_ انت بتعمل اية عامل في نفسك كدا لية 
التفت الي والدته و هو يقول بـحدة و هو يشير الي الباب : 
_ انتي قولتي اية لـ زينة عملتي اية لـ زينة يا ماما قوليلها ترد عليا قوليلها اني مليش دعوه بأي حاجة انتي قوليها 
حين استمعت زينة هبت واقفة و هي تستند رأسها علي الباب تستمع اليه هل هو لا يعلم شئ بـالفعل هل كان هدف والدته التفرقة منذ البداية ابتلعت ريقها و هي تجد والدته ترد بـضيق قائلة : 
_ متعليش صوتك عليا يا حسام انت عامل كدا علي بنت فريال ما تولع انزل معايا و اياك تكلم البت دي تاني 
ضيق حسام عينه علي والدته و قد اشتعل غضباً لـ يصرخ قائلاً : 
_ قوليلي حالاً قولتي اية لـزينة 
رفعت والدته سبابتها امام وجهه تحذره من الحديث بـهذه الطريقة في حين قالت بـبساطة : 
_ قولت اللي قولته و هي مش عايزاك و احنا مش عايزنها ما تخفي في ستين داهيه 
نزلت سريعاً الي شقتها في حين وقف هو يتنفس بـقوة ينظر الي امه تارة و الي الباب المُغلق تارة حتي القي من يده ذلك الصندوق و ما يحوي من هديتها و هو يتحرك الي الاسفل لا يعلم ما ينوي فعله بـالفعل يخشي ان يلح ماذا قالت والدته لـ يصدم بها و هي من كانت تراه كل يوم بـحالة يرثي لها منذ ان رفضت زينة الزواج منه ، لم تجد صوت بـالخارح خشت عليه و قبض قلبها من الخوف لـ تفتح الباب بـسرعة و هي تنطق اسمه بـلهفة و لكنها لم تجده نظرت الي الدرج بـاحباط علمت الآن انها قد ظلمته و اتهامته بـالباطل انه من قال لـ والدته ان تحله من ذلك الوعد خجلاً من والدها و تتحدث هي أغمضت عينها و هي تضع يدها علي رأسها و هي تحدث نفسها ان لم يرغب بها لما تري كل هذا الحب و الاهتمام و المشاعر الفياضة كان غبية و اصبحت اكثر غباء الآن حين علمت أنها خسرته و من الممكن ان يكون لـلابد 

اطُلقت الزغاريد بـالمنزل كامل فـ اليوم عقد قران شهاب علي شقيقتها ياسمين بعد الحاح علي والدها و اصرار قوي ان يوافق لـ يوافق السيد اكرم وقفت امام المراه تنظر الي نفسها كثيراً شردت و كأنها دخلت الي عالم اخر مشتت و ضعيفة كـ طفلة غاب عنها والديها وسط الزحام فاقت من شرودها علي احدهم يحتضنها من الخلف انتفضت بـخضة تنظر الي الخلف لـ تجدها زينة ابتسمت بـخفة و هي تتنهد بـراحة لـ مجيئها و وجودها بـجوارها بـأصعب مرحلة قد تمر عليها همست زينة قائلة بـمزاح كي تخفف عنها : 
_ انا مشوفتش حد قمر كدا في حياتي 
التفتت اليها فيروز تبتسم و هي تقول بـصوت خافت لا تقدر علي رفعه و كأن هناك حاجز بين الحديث و خروج الكلمات : 
_ ما انتي واقفة قدامي اهو 
لـ تعدل زينة من حجاب فيروز و ترتب ملابسها و هي تقول بـجدية : 
_احنا هنخرج دلوقتي يا روز مش عايزاكي تتوتري و لا تعيطي و لا تعملي اي ردة فعل اللي يكلمك كلميه و اضحكي و براحتك و افرحي و كأنه مش هو العريس
_ فكرك هقدر اشوف بعيني كتب كتابه علي اختي
همست فيروز بها بـشرود و كأنها تحدث ذاتها بـما يجول بـخاطرها لـ تحيط زينة بـوجهها و هي تقول بـعزيمة : 
_ ايوة هتقدري انتي قوية يا فيروز و مش دا اللي هيهزك اختك شكلها قوت اوي و معدتش زي الاول حاولي تعيشي لنفسك بس 
امسكت فيروز بـيدها و هي تقول بـرجاء كـ طفلة صغيرة :
_ خليكي جنبي عشان خاطري يا زينة
امسكتها زينة توجهة نحو الخارج و هي تقول بـحب اخوي : 
_ انا جنبك اهو يا حبيبتي 
خرجت مع زينة الي الخارج لـ تنظر اليها والدتها ثم عمتها بعد ان اتسعت ابتسامتها و هي تقول بـحب : 
_ الله اكبر اللهم صلي علي النبي اية القمر دا يا روز
ابتسمت فيروز و هي تتقدم منهم لـ تقبل وجنتي عمتها و هي تقول : 
_ ربنا يحفظك ليا يا عمتو يارب 
لـ تقبل والدتها و هي تقول :
_ و انتي كمان يا مامتي يا حبيبتي
وقفت والدتها لـ تري العروس هل انتهت ام لا و هي تقول : 
_ اقعدي مع عمتك يا قمري و نور عيني و انا هشوف اختك و اجي 
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تمسك بـذراع عمتها و هي تميل بـرأسها علي كتفها فـ هي تعشق عمتها و حديثها الخفيف علي قلبها قائلة : 
_ ماشي يا مامتي 
حاوطتها عمتها و هي تربت علي ظهرها بـحنان ترتدي ثوب من اللون الرمادي المُطعم بـالاحمر جعلها فاتنة و خاصةً حين لفت حول وجهها ذلك الحجاب الاحمر الذي لاق بها كثيراً اغمضت عينها بـراحة بـاحضان عمتها غافلة عنها و هي تشير الي شاب اسمر اللون وسيم الشكل حسن المظهر و لم يكن سوا "علي" ابنها الذي اقترب ما ان انتبه الي والدته و الي فيروزه المحتضنة لـ والدته ، فتحت فيروز عينها لـ تجد علي يقف امامها و هو يبتسم بـاتساع لـ تعتدل هي بـجلستها و هي تقول بـابتسامة هادئة ما زادتها الا فتنة : 
_ ازيك يا علي 
مد يده لـ يصافحها و هو يقول بـمرح : 
_ ازيك يا بنت خالي يا اللي بعد كدا هنشوفك في المناسبات بس 
ضحكت و هي تصافحه ناظرة الي عمتها قائلة :
_ شايفة يا عمتو علي بيتهمني ازاي 
ابعدت يدها بـتوتر عندما شعرت انه لا يريد تركها استمعت الي الزغاريد مرة اخري و استقبال مهلل التفتت بـرأسها و ياليتها لم تفعل فقد صُدمت عينها عليه و هو يدلف من باب الشقة سقط قلبها يدق بـقوة شديدة يزلزل كيانها يرتدي حلة سوداء جعلته اكثر وسامة اغمضت عينها بـقوة حين رأت عينه تتوجه نحوها لـ تسرع هي تشيح بـرأسها عنه تنظر الي زينة التي انتقلت بـجوارها و ذهب الجميع الي الاستقبال عدا هي و زينة و بعد من الاقارب و عمتها أيضاً استمعت مرة اخري لـ ضجيج ينبه عن خروج شقيقتها لـ اتمام عقد القران شعرت بـان انفاسها ترتفع لاهثة و الروح تسحب من جسدها بـتروي لـ تنظر الي عمتها و هي تقول بـهدوء : 
_ هدخل اعمل حاجة بسرعة علي ما هما يخلصوا الاجراءات دي يا عمتو 
هزت عمتها رأسها لـ تهب هي واقفة منسحبة نحو الداخل و هي تشعر و كأن الارض تدور اسفل قدمها لـ تسرع زينة خلفها دلفت الي غرفتها وقفت تستند علي وحدة الادراج واضعة يدها علي صدرها تتنفس بـصعوبة و قلبها يزداد من دقه حتي شعرت ان جسدها ينبض بـالكامل بدأت الدنيا تدور بـقوة من حولها حتي انها تري زينة انها تتحدث و لا تسمع الي حرف مما تقول لم تعد تتحمل لـ تسقط مغشي عليها و حاولت اللحاق بها زينة الا انهم وقعا بـالارض ، تحولت ملامح زينة الي الخوف و هي تنظر الي بشرة فيروز الشاحبة ربتت علي وجنتيها تحاول افاقتها و لكن بلا فائدة دارت عينها بـالغرفة حتي وجدت قارورة مليئة بـالماء لـ تسرع راكضة اليها تغرق يدها بـالماء و تربت علي وجه فيروز و هي تردد اسمها بـخوف شديد و كررت هذا عدة مرات حتي فاقت فيروز تفتح عينها بـبطئ لـ تتنهد زينة بـراحة و هي تحتضنها لـ تبدأ هي بـالبكاء بـقوة كما لم تبكي من قبل و هي تهمس بـتقطع : 
_ مقدرتش يا زينة احساس وحش اوي حسيت قلبي هيوقف مقدرش اتحمل يا زينة مقدرش 
زادت من بكاءها الحاد و بدأت زينة تبكي معها و هي تقول : 
_ ابوس ايدك متعمليش في نفسك كدا هتموتي نفسك هو ميستهلش اللي بتعمليه في نفسك دا 
ابعدت هي عنها قليلاً تشير الي قلبها و هي تقول بـنبرة باكية متألمة : 
_ دا حتة من روحي يا زينة
مسحت زينة دموعها و هي تنظر اليها قائلة بـاصرار و حزم : 
_ لازم تخرجي عشان اهلك لازم تبقي قوية يا فيروز لازم تعيشي عشان تنتقمي منه قومي معايا
امسكت بها تساعدها علي القيام و تبدأ بـالترتيب من هيئتها و هي تقول بـقوة كي تستمد هي تلك القوة منها :
_ مفيش انسان بيموت بفراق انسان كان زماني ميتة من زمان لكن انا عايشة اهو اقوي قوي نفسك بربك و بس هو اللي هيفضل معاكي دايماً
امسكت بها تخرجها من الغرفة و هي تحاول الا يظهر عليها الاعياء او اي تعبير اخر لـ ترن تلك الجملة بـأذنها كـ الطبل "المأذون خلص كتب الكتاب" اصبحت شقيقتها زوجته رسمياً و علي حسب الاتفاق سـتكون زوجته بـالفعل بعد اسبوعان من الآن اغمضت عينها بـقوة و خرجت منها شهقة متألمة لـ تنظر اليها زينة قائلة : 
_ لازم تباركي لاختك يا فيروز عشان اهلك و كدا مينفعش 
هزت رأسها بـطاعة و ولجت الي داخل الغرفة الموجودة بها شقيقتها و زوجها رسمت ابتسامة مصطنعة بـاتساع تحاول ان تستمد قوتها من حديث زينة لـ تقترب من شقيقتها ياسمين تحتضنها و هي تمطرها بـكلمات التهنئه لتلتفت اليه و قلبها يدق بـقوة شديدة قائلة تلك الجملة التي هزت كيانه و جعلته يتخلي عن الجمود لـ يصبح ذات تعبير اخر اقوي من كونه أطلق عليه النار : 
_ مبروك يا جوز اختي ربنا يهنيكوا 
ابتلع ريقه بـصعوبة و قد اصبح وجهه ذات تعابير متخالطة لـ يتحدث بعد لحظات طويلة من النظر الي صمودها و تعابير وجهها المبتسم : 
_ الله يبارك فيكي 
خرجت من الغرفة تتنفس الصعداء بعد ان كبحت أنفاسها لـ يتوجه نحوها والدها و هو يقول بـحنو : 
_ عقبالك يا حبيبتي 
اسرعت تحتضن والدها حتي تشعر بألامان لـ يهمس والدها بـهدوء : 
_ ما تفرحينا انتي كمان بقي علي كل شوية يكلمني لسة مكلمني دلوقتي 
ابتعدت عنه و هي تقول بـجدية : 
_ معلش يا بابا انا مش عايزة اتجوز 
_ يعني اية مش عايزة تتجوزي انا لازم اطمن عليكي قبل ما اموت 
اسرعت هي تقول بـلهفة : 
_ بعد الشر عليك يا بابا متقولش كدا انا ليا مين في الدنيا دي غيرك 
مسد والدها علي رأسها و هو يقول :
_ عشان كدا يا حبيبتي عايز يبقالك ضهر من بعدي يقف جنبك 
ربتت هي علي كتفه بـابتسامة قائلة : 
_ سيبني بس شوية يا بابا انت عايز تخلص مني اصبر شوية 
لـ يضحك اكرم و هو يقول بـمشاكسة : 
_ يا قوية الواد بقاله ٣ سنين زي الفرخة الدايخة و الله صعب عليا 
تعالت ضحكتها علي حديث والدها و تعابير وجهه المشاكسة لـ يحاوط والدها كتفها و يسير بها لكي تجلس بجواره و هي لم تنتبه انها نفس الغرفة الجالس بها شهاب لـ تتحدث هي بمزاح لـ والدها : 
_ صعب عليك بردو و لا عايزني اوافق 
وجدت والدها يشير اليها متحدثاً لـ أحدهم : 
_ البت دي ذكية جدا و فهماني 
التفتت لـ تجده يتحدث الي شقيقتها لـ تنتبه الي انها تجلس امام شهاب لـ تنظر الي والدها و هو يستمع الي رد ياسمين التي هتفت : 
_ انت بتقنع مين دي دماغها حجر 
ضمها والدها اليه و هو يقول : 
_ حبيبتي دي اللي هتسمع كلامي و تفرحنا بيها .. خلاص بقي الواد هيموت مش كفاية عليا كدا و لا اية يا شهاب 
انتبه شهاب الي توجيه الحديث له فقط مندمج بـردة فعلها تتحدث مع والدها و كأنها بدأت الاقتناع اين ذهب حبها له ابتسم داخله بـسخرية و لكنه جعلها هي من تبتسم بـسخرية حين قال هو بـبرود : 
_ البنات لازم تقتنع بـالشخص اللي هتعيش معاه يا عمي 
_ خدي اللي يحبك و متخديش اللي بتحبيه 
اطلقت تلك الجملة والدتها التي دخلت للتو الي الغرفة تلقي تلك الجملة العفوية الشهيرة لـ تنظر اليها فيروز و هي تقول بـلهجة ذات مغذي : 
_ تصدقي اول مرة اعرف معناها يا ماما 
اسرع والدها يقول : 
_ يعني موافقة علي "علي"
تنهدت بـضيق من كثرة الحديث بـهذا الموضوع لـ ترد هي قائلة : 
_ بعد فرح ياسمين و نرتاح بقي من الهيصة دي اوعدك اني افكر يا بابا علشان ساعات تكتشف ان ربنا عايزلك الاحلي 
وقف والدها عن المقعد و هو يشير الي الجميع و كأنه يشهد الجميع علي حديثها قائلاً : 
_ ادام الكل اهو بعد فرح اختك اخد منك رد 
وقفت هي الاخري عن المقعد و هي تقول بـهدوء : 
_ حاضر يا بابا علي شخص كويس و يستحق ان الواحد يفكر مليون مرة قبل ما اخد قرار 
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent