Ads by Google X

رواية غفران الفصل العاشر 10 - نسمة مالك

الصفحة الرئيسية

رواية غفران الفصل العاشر 10 بقلم نسمة مالك عبر دليل الروايات

رواية غفران كاملة

رواية غفران البارت العاشر 10

اغتيال!!..
.. هاله..
انقبض قلبها فجأه فقطعت حديثها مع عهد وبقلق قالت..
"استني يا عهد هطمن على جوزي وارجعلك..
هبت عهد واقفه وبابتسامة قالت..
" انا همشي يا لولو أدخلي أنتي لجوزك وخليكي معاه، وهبقي اجيلك تاني تكمليلي حكاية شهد الغريبه دي هي وعايلتها"..
" لا يا عهوده خليكي معايا كمان شويه ملحقتش أشبع منك يا بنتي"..
قالتها هاله بحب أخوي شديد..
تنهدت عهد وهي تقول..
"انا قعدت معاكي كتير أهو انهارده وصدقيني دي أحسن حاجه حصلت في عيد ميلادي انهارده يا هاله"..
ابتسمت هاله ابتسامة حانيه وهي تقول..
" لا يا عهوده لسه في الأحسن، وبأذن الله قبل اليومين دول يكون ربنا رزقك بشاب ابن حلال يحبك ويموت فيكي كمان يا أحلى عهوده"..
"هو لسه في حاجة اسمها حب في الزمن اللي أحنا فيه دا؟! "..
تفوهت بها عهد بضحكة ساخره، وربتت علي كتفها برفق  مكمله..
"يله أدخلي انتي لجوزك وانا هنزل للظبوطه بتاعي اقرفه باقي اليوم واطلع عينه"..
أنهت جملتها وهمت بالسير من أمامها، لتوقفها يد هاله التي قبضت علي كفها، لتندهش عهد من ملمس يدها شديدة البرودة، وتطلعت بها لتذهل من وجهها الذي شحب فجأة وبقلق قالت..
"مالك يا هاله، انتي كويسه يا حبيبتي؟"..
انهمرت دموع هاله بغزارة، وبصعوبه قالت من بين شهقاتها بعدم تصديق..
"عهد انا سامعه صوت علي،هو بينادي عليا فعلاً ولا أنا بيتهيألي كالعادة؟"..
تمعنت عهد السمع جيداً، لتشهق بعنف حين اخترق صوت علي الهامس أذنيهما جعلهما يصرخان بفرحة غامرة وعانقا بعضهما بشدة وصوت بكاء فرحتهما يتعالي حتي وصل لسمع غفران انتشاله من شروده وبسرعة البرق ركض نحوهما وهو يردد..
" عااااااهد"..
وصل أمام الشقه ودون سابق أنظار كان دفع الباب بقدمة بكل قوته فنفتح علي مصراعيه، وخطي هو للداخل بقلب أوشك علي التوقف من شدة هلعه وفزعه عليها..
وجدها تقف بمفردها واضعه يدها علي فمها وتبكي بنحيب شديد..
اقترب منها وبعد يدها عن فمها واحتضن وجهها بين كفيه يتفحصها بعنايه وبأنفاس متهدجه قال..
"انتي كويسه، فيكي حاجه؟"..
حركت عهد رأسها بالنفي، وبابتسامة من بين دموعها قالت..
"علي جوز هاله فاق من غيبوبته يا غفران"..
"وقعتي قلب غفران يا عهد".. همس بها غفران بسره وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه، دار بعينيه بأنحاء المكان،ليجد هاله تقف علي باب الغرفه الوحيده الموجوده بالشقه مستنده بجسدها عليه تغتلس النظر للداخل لتتعالي صوت ضحكاتها وبكائها ايضاً بأن واحد حين لمحت أعين علي تجوب الغرفه بحثاً عنها، وبضعف يردد..
" هاله"..
اندفعت هاله راكضه لداخل الغرفه وجثت علي ركبتيها أرضاً بجانب الفراش النائم عليه زوجها، ورفعت يدها المرتجفه تمسد علي وجنتيه وجبهته، وشعره بعشق شديد مردده من بين شهقاتها الحادة..
"علي حبيبي فتح عيونك تاني بالله عليك"..
نثرت سيل من القبلات علي كافة وجهه مختلطه بعبراتها الغزيره التي اغرقت وجهه هو..
وضعت جبهتها علي جبهته، وبتوسل همست..
"علي رد عليا يا حبيبي، رد روحي ليا تاني وسمعني صوتك يا روح هاله"..
"هاله".. همس بها علي وهو يجاهد لفتح عينيه مره أخرى..
تأوهت هاله بصوت عالِ..
"اااااااه يا علي يا ضهر وسند هاله"..
تقف عهد بالخارج تتابع ما يحدث ببكاء شديد قارب علي الانهيار،دموعها جعلت غفران يغلق عينيه بعنف بعدما شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه دون رحمه..
واقترب منها وأمسك كف يدها بين قبضته، وسار بها نحو الخارج وهو يقول بتعقل..
"يله يا عهد مينفعش تفضلي هنا سبيهم مع بعض دلوقتي، وانا هبعتلهم دكتور يطمنها علي جوزها، وكمان ابعت واحد يصلح الباب اللي باظ دا"..
سارت عهد معه دون اعتراض، وابتسامة تزين محياها رغم بكائها الشديد الذي يجعل غفران يجاهد حتي لا ينتشالها داخل صدره ويعتصرها بين ضلوعه بعناق حار..
سار معها ممسك يدها وضاغط عليها ببعض القوة ظناً منه انها ستدفع يده كعادتها، ولكنها أثارت دهشته حين سارت جواره هادئه،صامته..
توقفت عن البكاء بينما عينيها مليئه بالعبرات، عيونها الحزينه تنظر للفراغ بشرود..
ظل محتضن يدها الصغيره بين قبضته القويه حتي وصل لسيارته، ففتح الباب لها ودفعها برفق واضعاً يده أعلى رأسها ليتفادي اصتدمها بالسياره، وعلي مضض ترك كف يدها ببطء، واغلق الباب، واستدار لمقعد القائد وبدأ يقود وعينيه تتابعها تاره، وتاره اخري يتأكد أن قوته الخاصه تسير حولهم..
**
.. بمكان اخر..
فيلا يظهر عليها الثراء الفاحش.. 
يجلس رجل بأواخر عقده الخامس بهنجعيه، واضع ساق فوق الاخري ممسك بهاتفه يتحدث به بغرور وتكبر قائلاً..
"اممم يعني عزت سافر، طيب نفذ اللي قولتلك عليه الليله"..
اجابه الطرف الأخر بحترام شديد..
"انت تؤمر يا زكريا باشا "..
"مش عايز اي غلطه نهائي، ولازم تعرفو ان غفران المصري مش سهل، يعني تاخد كل الرجاله معاك وتجبلي الليله خبر موت أخر نسل عزت البحيري"..
بأسف قال الطرف الأخر..
"لازم تعرف انها هتبقي ضربه في مقتل يا زكريا باشا خصوصاً ان انهارده عيد ميلاد بنت الوزير، وجالي معلومات ان سيادة الظابط غفران عملها أكتر من مفاجأه"..
ضحك زكريا ضحكة تحمل بين طياتها شر يرتعد منه الأبدان، وبسخريه قال..
" مفاجئتنا احنا هتعجب بنت الوزير أكتر"..
تعالت ضحكاته اكثر مكملاً..
" دا احنا هنوديها لمامتها وأخواتها في أحلى من كده مفاجأة بزمتك"..
تلاشت ضحكته وحل مكانها نظره شيطانه، وبأمر قال..
"من انهادره مش عايز حد من صلب عزت البحيري علي وش الأرض مفهوم"..
"مفهوم يا باشا الليله هنخلص علي عهد البحيري"..
قالها الطرف الأخر بثقه تامة..
أغلق زكريا الهاتف بوجهه مغمغماً بحقد شديد..
" علشان يبقي لا أنا ولا أنت عندنا عيال يا عزت"..
**
.. بسيارة غفران..
"انا مبسوطة أوي أن علي جوز هاله فاق ورجعلها"..
تفوهت بها عهد بصدق، وبصوت متحشرج بالبكاء تابعت.. "كده مش هينفع توديني عندها تاني الفتره دي خالص، وبابي كمان سافر وسابني"..
اغلقت عيونها لتخفي عبراتها، واستندت برأسها علي المقعد خلفها وبغصه مريره همست..
"يعني هرجع ابقي لوحدي زي ما دايماً بكون لوحدي"..
كم الألم المنبعث بصوتها جعل غفران يضغط علي المقود بقوة كاد ان يخلعه من شدة غضبه وحزنه لحزنها، ورسم الجمود والجديه علي ملامحه يخفي بهم مشاعره تجاهها وهو يقول..
"انتي مش لوحدك سيادتك كلنا معاكي، انا والقوه بتاعتي بعساكرها و؟"..
قطعت عهد حديثه حينما اعتدلت فجأه واقتربت بوجهها منه شاهره إحدي اصابعها بوجهه وبغضب قالت..
"انا هطفشك انت والقوه بتاعتك وعساكرك دي واحد واحد بإذن الله"..
صكت علي أسنانها وبغيظ تابعت..
"وبعدين انت ايه اللي خلاك تكسر باب الشقه بتاع صحبتي يا ظبوطه يا همجي انت؟".. 
ها قد عادت مجنونته الغاضبه، غضبها الطفولي جعله يبتسم دون أرادته، وبتسليه اجابها..
"صريخك هو السبب، واطمني الباب زمانه اتصلح وبقي احسن من الأول كمان"..
رمقها بنظره عابثه وبأمر تابع..
" وغمضي عينك سيادتك"..
" نعم؟! ".. قالتها عهد بحاجب مرفوع..
ابتسم بتسليه وهو يقول..
"احنا قربنا علي الفيلا، وفي مفاجأت علشانك"..
التمعت أعين عهد بفرحة غامرة، واسرعت بمسح عبراتها بظهر يدها بحركة طفوليه، وبدهشه قالت..
" مفاجأت علشاني انا؟!"..
حرك غفران رأسه بالايجاب ونظر لها نظره خاطفه لتبهره لمعت عيونها الحزينه جعلت قلبه تتعالي نبضاته حد الجنون وبهمس قال..
" غمضي يا عهد ومتفتحيش الا لما أقولك"..
رفعت كلتا حاجيبها وبغرور مصطنع قالت..
"ومين بقي اللي عاملي المفاجأت دي؟؟"..
" والدك طبعا هيكون انا مثلاً".. تفوه بها غفران بستفزاز عن قصد..
رمقته عهد بنظرة ناريه وبأمر قالت..
"سوق بسرعه يا ظبوطه يا مستفز انت عايزه اشوف مفاجأتي"..
" غمضي عيونك الاول"..
قالها غفران ببرود مصطنع، لتنفخ عهد بضيق وبملل أغلقت عينيها، ولكن بداخلها
حماس شديد، وفرحة طفوليه غامرة..
ليصف غفران السياره داخل الفيلا التي تحولت كلياً لمكان أخر وكأنها أصبحت كتله من الجمال الباهر، بأضائتها الواهجه واسم عهد المدون بالورود المختلفه الرائعه بكل انش بها بهيئه تخطف الأنفاس..
 هبط غفران من السيارة وأسرع بالسير نحوها، فتح باب السياره لها وهو يقول..
"متفتحيش و أنزلي سيادتك"..
تنهدت عهد بنفاذ صبر، وخرجت من السياره، لتدوي صوت الكثير من الألعاب الناريه جعلتها تقفز بفزع، وبلحظه كانت معلقه بجسد غفران، بكلتا يدها، وحتي قدميها..
لمستها بالنسبه له الآن تختلف كلياً بعدما أصبحت زوجته، ملمس جسدها علي جسده فقده كل ذرة تعقل به، ودون أرادته لف يده حول خصرها وذاد من ضمها لصدره وبهمس قال بأذنها..
"كل سنه وانتي طيبه"..
كانت منشغله هي بالتأمل المكان حولها بنظرات منذهله، ليتغلل صوته الهامس جميع حواسها، فنظرت له نظرتها البريئه بعينيها الحزينه التي تذيب قلبه، فازدارد لعابه بصعوبه مكملاً.. "سيادتك"..
تأملت عهد ملامحه للحظات بنظرة جامدة خاليه من اي مشاعر، ومن ثم بعدته عنها وسارت لداخل الفيلا بخطوات بطيئه تطلع حولها بنبهار، وغفران يسير خلفها حتي وصلت لباب غرفتها المغلف بأكمله بأروع الورود..
بأصابع مرتجفه فتحت الباب وخطت للداخل لتشهق من روعة وجمال ما رأت، فغرفتها قد تحولت لغرف إحدي الملكات، بألوانها وروعة تصيميم أثاثها، والكثير من الألعاب وخصتاً العرائس تزين كل ركن بها، لتتسع عينيها حين لمحت فستان بغاية الرقه والرقي..
فقتربت منه بخطي متثاقله وقد اغرقت عبراتها وجناتيها وبدأت تمسد عليه وتتأمله بابتسامة متألمه حين تذكرت والدتها الحبيبة وكيف كانت تجهزها بيدها بهذا اليوم، اغمضت عينيها لتنهمر عبراتها بغزاره و بشتياق تمتمت..
"واحشتيني أوي يا مامي"..
يد غفران التي مسحت عبراتها بحنان بالغ جعلتها تفتح عينيها التي اشتعلت بغضب مصطنع، وبسخريه قالت..
"انت بتهبب ايه في اوضتي يا ظبوطه؟!"..
"بطمن ان كل حاجه تمام سيادتك"..
قالها غفران بجديه مصطنعه..
دارت عهد حول نفسها داخل الغرفه وبدهشه قالت..
" الفستان بالشوز بتاعه، وشنطته".. تمعنت النظر جيداً وتابعت بذهول.. "وكمان العقد، والاسوره والخاتم!!!"..
نظرت لغفران وعقدت ذراعيها أمام صدرها وبابتسامة زائفه قالت..
" الفستان دا مش زوق بابي أبداً"..
ضيقت عينيها ورمقته بنظره متفحصه وتابعت بثقه..
"بابي عارف إني مش بلبس مقفل اوي كده"..
وضعت يدها بخصرها وبسخريه مستفزه قالت..
"مين القفل اللي اختار الموديل المقفل دا؟!"..
"قفل!!!".. قالها غفران بصدمة، وبلحظه تحولت ملامحه الهادئه لاخري مخيفه، واقترب منها بخطوات بطيئه جعلت قلب عهد ينقبض بخوف، لكنها رسمت الامبالاه علي محياها، وتصنعت البرود..
وقف أمامها ومال علي أذنها، وهمس بتحذير..
" بلاش تغلطي علشان انتي اللي هتزعلي سيادتك"..
" وانا غلطت فيك انت، انا بقول علي اللي اختار الفستان"..
تفوهت بها عهد بغنج وهي تعبث بخصيلات شعرها الحريري..
"ما هو انا اللي اختارت الفستان سيادتك"..
قالها غفران بفخر، وتحولت نظرته الغاضبه لأخري ماكرة، وغمز لها بعبث مكملاً..
" واللي تحت الفستان كمان هتلاقيه جاهز عندك في أوضه اللبس"..
أنهي جملته ونظر لجسدها نظره شامله.. 
شهقت عهد بعنف وانفجرت حمم بركانيه شديدة الاحمرار بوجنتيها، وبخجل ممزوج بالغضب قالت..
"انت ظبوطه قليل الأدب، واتفضل بره اوضتي حالاً"..
مال غفران بوجهه عليها فجأه ختي تلامست انفهما، وبتحذير همس..
" كل ما هتغلطي".. لاعب حاجبيه.. "هبقي ظبوطه سافل ووقح كمان سيادتك".. 
تأمل جمال وجنتيها وملامحها البريئه المنذهله التي تطلع به بفتنان، وبصعوبه ابتعد عنها، وسار نحو الخارج، وقبل ان يغلق الباب قال بأمر..
" خدي شاور، وهبعتلك عشا خفيف، تتعشي وتلبسي الفستان المقفل دا لو حابه تشوفي باقي مفاجأتك"..
أنهى حديثه، واغلق الباب خلفه..
لتركض عهد نحو الفراش وصعدت عليه وبدأت تقفز بفرحة غامره مردده..
" لسه في مفاجأت تاني يسسسسس"..
بينما غفران يقف بالخارج يستمع لصوت فرحتها بابتسامة هائمة، وبقلب ينبض لأول مرة بحياته بما يسمي" العشق"..
لتتلاشي ابتسامتة حين تذكر تلك الحيه الملقبه بزوجته، وما  سيفعله معها.. 
**
"سيبي اللي في ايدك وروحي ارتاحي يارغد يا بنتي"..
تفوهت بها فاتن وهي تربت بحنان علي ظهر رغد الواقفه منشغله بأعمال المطبخ الشاقه، وبتحذير تابعت..
"وإياكي اشوفك بتتعبي نفسك كده تاني فاهمه يا رغد"..
ابتسامة لها رغد ابتسامتها الرقيقه، وبتعب قالت..
"انا خلاص قربت اخلص يا ماما فاتن وهدخل اوضتي ارتاح شويه قبل ما هادي يجي"..
جذبتها فاتن من يدها وسارت بها لخارج المطبخ وبصرامة تحدثت قائله..
"انا قولت ترتاحي يبقي ترتاحي، معنديش استعداد اشوفك واقعه من طولك يا بنتي"..
أنهت جملتها ورمقت شهد الجالسه أمام التلفاز تشاهد احدي المسلسلات وبيدها طبق كبير به أنواع مختلفه من الشوكلاته تأكل منه بشراهه..
حركت رأسها بيأس، وبدهشه قالت..
"انا مش عارفه انتو الاتنين اخوات ازاي بس؟! "..
اجابتها شهد دون النظر لها بمزاح زائف..
" لازم تستغربي فعلا يا طنط لان انا حاجه"..
نظرت لشقيقتها بابتسامة ساخرة وتابعت بأسف..
"ورغد حاجه تانيه خالص"..
"فعلا يا شهد انتي حاجه ملهاش مثيل ولا وردت عليا قبل كده"..
تفوه بها غفران بنبرة صارمة يظهر بها غضب مكتوم..
نظرت له شهد بستغراب، وهبت واقفه واقتربت منه وتحدثت بتوتر قائله..
" غفران انت هنا من أمتي؟!"..
تأملها غفران قليلاً، وجهها شديد الجمال الذي له قدرة على خداع كل من يراه، وبابتسامة باهته قال..
" يادوب لسه واصل، وهمشي على طول"..
قالها وهو يقترب من والدته ويقبل رأسها بحب..
لتطلع فاتن به بقلق اعتلي وجهها.. 
لمحت رغد ما يحمله غفران بيده، بل ولنكن اكثر صدقاً وصل رائحته لأنفها، فاقتربت منه وبلهفه قالت..
"انت جايب معاك اكل من عند احمد اخويا يا جوز اختي؟"..
مد غفران يده بما يحمله لها وبابتسامة هادئه اجابها..
"ايوه يا رغد، انا كنت قريب من أحمد وفوت اسلم عليه فبعت معايا الاكل دا ليكم"..
أخذته رغد منه بفرحه وهي تقول..
"يا حبيبي يا احمد والله كان علي بالي هو وماما وقولت لازم اقول لهادي يوديني اطمن عليهم بكره ان شاء الله"..
"وانتي مش هتروحي تطمني عليهم يا شهد؟ بقالك مدة مروحتيش عندهم واخوكي سألني عليكي"..
قالها غفران بنظره متفحصه..
فاجابته شهد بعيون ترقرقت بعبراتها الكذابه، وبتنهيده قالت..
"انا فعلا قصرت معاهم الفتره اللي فاتت وانشغلت بالولاد ، بس هروحلهم علشان ماما واحشتني اوي، واكيد زعلانه مني وانا لازم اروح ارضيها وابوس راسها وايديها كمان"..
حرك غفران رأسه بالايجاب، وسار نحو غرفته بخطوات متسارعه،اسرعت شهد خلفه تنظر بفضول لما يفعله..
وجدته اخرج إحدي أفخم بذلاته وضعها علي الفراش، واخذ ثياب واختفي داخل الحمام لدقائق، وخرج سريعا وبدأ يرتدي بذلته السوداء علي عجل حتي انتهي..
سار نحو المرأة ومشط شعره الغزير بعنايه، ونثر عطره الفواح ذو الرائحة المثيره بكثره،ارتدي ساعة يده الRolex، وحذاءه الجلدي الرائع فأصبح بغاية الوسامة، طالته تخطف القلوب وليس الأنفاس فقط..
اقتربت شهد منه ترمقه بنظرات منذهله، وبحاجب مرفوع قالت..
"انت رايح تتجوز عليا ولا ايه يا غفران؟"..
هندم غفران ياقة قميصه الاسود، وعدل من وضع رابطة عنقه الذي انتقاها خصيصاً بلون فستان عهد، واجابها بجمله اشعلت نيران قلبها وأفاقتها علي حقيقه كانت غافله هي عنها حين قال دون النظر لها..
"لا يا شهد اطمني انا اتجوزت عليكي فعلاً وخارج مع مراتي"..
نظر لها وربت علي وجنتيها ببعض العنف وبابتسامة مصطنعه تابع..
"سلام يا ام العيال"..
"هزارك رخم أوي علي فكره، وأكيد عندك عشا عمل زي عوايدك"..
قالتها شهد لتطمئن بها قلبها الذي بدأ يزحف له القلق..
**
.. عهد.. 
انتهت من وضع اللمسات الأخيره والقليله من مساحيق التجميل، جمعت خصلات شعرها من الجانبين للخلف بمشبك الماس رقيق تاركة بعض الخصلات متمرده علي جبهتها ووجنتيها، ووقفت تتأمل هيئتها بالمرأة بفستانها الذي يعكس جمالها الأخاذ، امسكت العقد ووضعته حول عنقها المرمري، يليه السوار حول معصمها، ومن ثم الخاتم بأصبعها..
صوت طرقات على الباب تعلم هي صاحبها جعلتها تأخذ نفس عميق بصوت مرتجف قالت..
"ادخل يا ظبوطه انا جاهزه".. 
خطي غفران للداخل حاملاً بيده قالب من الكيك به شموع مضيئه، وبلهفه دار بعينيه يبحث عنها..
ليتسمر مكانه حين لمح هيئتها الأكثر من رائعه جعلته يتأملها بعيون منبره، وبخطوات بطيئه اقترب منها، وبابتسامة عاشقه لكل ذرة بها همس..
هقولك الأغنيه اللي بغنيها لمكه بنتي في عيد ميلادها..
نظر لعيونها بعمق وبدأ يغني بصوت أذهل عهد قائلاً.. 
"سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد، 
قالتي مبسوطة النهاردة في عيد ميلاد الفرح زاد،
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد، 
قالتي مبسوطة النهاردة في عيد ميلاد الفرح زاد، 
يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك
عالشفايف كل شايف
العسل زود حلاوتك،
يا أحلى وردة يا يا بنتي
كل جميل شفتو السنة دي
عشت أنا فحضنك طفولتي
وعيد ميلادك عيد ميلادي
يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك،
عالشفايف كل شايف
العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا يا بنتي،
كل جميل شفتو السنة دي
عشت أنا فحضنك طفولتي
وعيد ميلادك عيد ميلادي"..
أمتلئت أعين عهد بالعبرات التي تأبي الهبوط.. 
" كل سنه وانتي اجمل عهوده"..
قالها غفران بعشق فشل في اخفائه،ورفع قالب الكيك قليلاً وبمزاح تابع.. 
" يله اتمني أمنيه غير انك تهربي مني سيادتك"..
اغمضت عهد عينيها لتهبط عبراتها بغزاره علي وجنتيها وبتمني شديد همست..
"نفسي أروح لماما وأخواتي"..
تلاشت ابتسامة غفران وهم بتوبيخها، لكن صوت وابل من الطلقات الناريه انتشرت داخل الغرفه عبر الشرفه جعلته يلقى ما بيده وبلمح البصر كان جذب عهد داخل صدره وسقط بها أرضاً...
أنتهي البارت..
google-playkhamsatmostaqltradent