Ads by Google X

رواية حب في طي النسيان المشهد الخامس 5 بقلم جنى عيد

الصفحة الرئيسية

    رواية حب في طي النسيان الفصل الخامس 5 بقلم الكاتبة جنى عيد

رواية حب في طي النسيان كاملة

حب في طي النسيان المشهد الخامس 5 (هيـهات لا تُــجدي الـندامـه)

تمطّع علي فراشه بـ نعاس ثم مـد ذراعه يتحسس الجانب الأيسر من الفراش لـ يُحاوط خصـر محبوبته كحركةٍ روتنيه ،، لكنهـا لم تكُن بجواره فـ فتح عينيه 
بـ تهمل وسُرعان ما قـام من الفراش ناهضـاً بـ كسلٍ وهو يُفرك عينيه ...
إلتقط سمعه صوت ضحكتها التي كانت بـمثابة ألحانٍ ناعمه يتراقص فؤاده عـليها بـحرفيه 

_ إبـتسم بـعشق مُتقدماً من ذات العـيون الرُماديه وبينما هي مُكرثـة كُل تركيزها علي الطـبق .. 
جاء هو وضـمها إليـه في عناق بـثّ فيه عشقه لها فـ شهقت بُخفوتٍ وسألته ببلاهه :- 
_هل إستيقظتْ وأخيـراً ! 

دفـن رأسه بـ خصلات شعرها السوداء مستنشقاً لـ رائحته التي تُنعش روحـه وتُسكره بـ الوقت ذاته ثم هـمس بـ مرحٍ :-
_لا لم أستيقظ بعد .. ما زلت نائم 

عبست بـ غيظ وإلتفت له هاتفةً بـ نبره مُحذره :-
_لا تسخر من حديثي يا ابن الراشد 

صفن بـ رُماديتيها وتحدث بـ هيامٍ وهو يداعب وجنتيها :-
_لا أقدر على السُخريه من حديثك يا وردتي 

إبتسمت بإستحياء فـ داعب هو غمازاتيها اللتان ظهروا بسخاء وإستطرد بـنبره خافته لطيفه :- 
_سـأذهب لـ غرفتي وأعود في الحال 

_ هيّا أغمضي عينيك يا ذات الحُفرتين 
قالها وخرج من "المطبخ" سريعاً 

تحسست "ورد" غمازاتيها..... وبدا علي وجهها بسمه صغيره وقد تسارعت نبضات فؤادها بـ سعاده حينما تغزّل "مالك" بـ غمازاتيها قائلاً يا "ذات الحُفرتين" 
كم تهوي أن يناديها بـ هذا اللقب الأشبه بـاللص 
دوماً ما يسرق قلبها .. 

عاد "مالك" للمطبخ سريعاً وهو ممُسكاً بـ علبه زرقاء صغيره 
لكن سقط فكّه بـ صدمه حينما رآي "ورد" واقعةً علي الأرض وقد تحولت شفتيها للـ اللون الأزرق فـ باتت ك الأموات

ركض إليها مُسرعاً وأمسك كفّها بيديه وبقي يصرخ بـ صيحاتٍ مُتألمه راجياً وردته أن تفيق وتُطمأنه ،، أن تُمسّد علي شعره وتبعث الحياه بداخله ،، بـ بساطه يريدها أن تطُل عليه بـ بسمتها الجميله وتُشعره أنه لم يصير يتيماً بعد 

وبلحظةً واحده كان قد خرج من المنزل بـ أكمله وهو حاملاً إياها
***
كان يهــم بـالصعود إلي سيارته ولكنه توقـف قليلاً كي يتطلع حوله.. يتفـقّد شكل الشوراع التي ينبعث منها البهجه.. يتعمّد أن يستنشق الهواء بـ بطئٍ شديد يتلذذ بـ كُل شهيقاً يأخذه...! 

إبتسم بــ حب هامساً بخفوت :- 
_وأخـيراً هويتي رجعلتي تانى بعد ما كُنت فقدتها في الغُربه

صعد لـ سيارته وهو مازال مُبتسماً لا يعلم ما دهاه فـ بات يبتسم هكذا ببلاهه ،، ببلاهة طفلٍ صغير نائماً بــ حُضن والدته الحنون... 

وبات يشعر أنه مُحلقاً بـ السماء أثر شعور الدفئ الذي غزا كيانه وطغي فؤاده ... ااه كم إشتاق لـ وطنه وملجأه وملاذه 

صدح صوت هاتفه فـ أجاب عليه 
وسُرعان ما تبّدلت ملامح وجهه المُبتسمه إلي أخري متهجمه وتحدث بـقسوه وهو يضغط علي أسنانه بـ غيظ :- 
_لأ يا "كريم" أنا هعدي علي المستشفي الأول عشان أشوف الحاله ال في الملف ..
وما لبث أن رد الطرف الآخر عليه حتي أغلق المُهاتفه دون أن يلقي السلام

_جايلك يا ست "چيدا" 
قالها "يزيد" بـ نبرة غاضبه مُتوعده
***
وقف الممرضتان أمام فراشها لـ يُوقِظوها لكنهم لم يقدروا علي عدم التهامس مع بعضهم البعض شافقين علي حالة "چيدا" 

همست إحداهما بـ خفوتٍ حمل بعض الشفقه :- 
_(حالتها مُذريه أوي .. دايماً قاعده في أوضتها مبتخرجش خالص ولا حد بييجي يزورها وعلطول بتعيط .. بجد بتصعب عليا أوي ربـنا يشفيـها) 

أماءت لها الأخرى وهمست مؤكده علي حديثها :- 
_(معاكي حق .. بس هي بقت أحسن من الأول بـكتير دي أول ما جت حالتها كانت صعبه أوي أوي ... وكانت بـتعد تصوت وتعيط لغايت ما تُدخل في حالة هيستيريه ... ومكنتش بتنام خالص ولما الدكاتره كانوا يحاولوا يدوها منوم كانت بتعيط وتقولهم حرام عليكم أنا بكره النوم .. يعنى حالتها متحسنتش غير لما دكتوره زينه جات المستشفي لولا هيّ عليها كان زمان جرالها حاجه لا سمح اللـه) 

ظلاّ هكذا يتهامسان بنبره مُرتفعه بعض الشئ غافلين عن إستيقاظ تلك المُستيقظه من الأساس .. وما لبثا أن صدرت منهم شهقه هلِعه حينما إعتدلت "چيدا" بجسدها وقامت من علي الفراش وهي بادي علي وجهها بسمه ساخره بالإضافه إلي إحتقان ملامحها

فـ تحدثت واحدةً منهم مردفةً بـ بنبره مُرتبكه متساؤله وقد ظهر على وجهها الإرتعاب :- 
_(..آنسه "چيدا" إنتِ صحيتي إمتي ..!؟ ) 

تنهدت "چيدا" بـ نزق ثم أردفت بـ ضيقٍ وكذب كي لا تزيد من إحراجهم :-
_لسه صاحيه الوقتي يا "رضوي"..

زفرا كلاً منهم بـإرتياح وسُرعان ما جففت "رضوي" قطرات العرق من علي جبينتها وهتفت بـنبره لبقه لكنها كانت مهزوزه بعض الشيء :-
_(تمام .. إحنا بس كنّا جايين نقول لـيكي إن المدير الجديد جاي النهارده وفي حفله صغيره كده معموله لإستقباله والمرضى كلهم هيكونوا فيها يعني فـ لو عايزه تيجي ..) 

هزت "چيدا" رأسها بالسلب ثم إستطردت برفض :- 
_لا شكرآ مش عاوزه أخرج .. أنا هفضل في أوضتي

_(.. تمام ..)
وما لبث أن أماءت لهم چيدا حتى هرولا خارجين من الحُجره 

بينما القرفصاء جلست ساندةً بـ ركبتيها علي الأرض أمام الفراش ثم مدّت يدها تحته وأخرجت صندوقها الخاص الذي تُخبئ به أشياء كثيره أو بالأحق تدفن به أسرار كثيره 
فتحته وعبثت بـ مُحتوياتـه وسُرعان ما أخرجت مُذكرتها ....تنهدت ببطئ وأغلقته مره

وما لبثت أن نهضت واقفه حتى فتح أحدهم الباب فجأه وإقتحم الغُرفه دون إنذار سابق فـ سقطت مُذكرتها منها بـ فزع

دققت النظر كي تستكشف هوية ذاك الشخص وسرعان ما سقط فكّها وارتسمت ملامح الصدمه علي وجهها كما إرتجفت شفتيها وبدت علي وشك البكاء وهمست بـخفوت ونبره متقطعه :- 
_يـزيـد 

لم تتغير ملامح وجهه الجامده بل زادت قسوةً وتجاهل حديثها تماماً وبقي يتفحصها بادياً من أخمص قدميها .. 
ساقيها الرفيعتان اللذان لا يظهروا من رداء المُستشفي ،خصرها النحيـف، صعد بـنـظره سريعاً لـ عنُقها البـض والرفيـع أيضاً، ظـهرت ترقوتها بـ سخاء حينما إبتلعت ريقها بصـعوبه وبـطئ، وجهها الأبيض الذي بدا عليه الشحوب .. عيناها الخضراء التي أغرقت بالدمُوع فـ باتت تُشبه ورق الشجر الذي تساقط عليه قطرات الندي ... شعرها الأسود الغجري الذي يصل لـ مُنتصف ظهرها ..

تحدّث فُؤاده المتألم علي حالة معشوقته فـ مظهرها لا يوحي بأنها مازالت بالخامسه والعشرون من عُمرها بل يثُير الشفقه فقط :- 
_ما هذا المظهر عزيزتي لما أنتِ ضعيفه هكذا ..!؟ 

حملق بعينيها الخضراوتان والطبع قبل أن يُحملق بهما ألقي نظره خاطفه علي شفتيها المُرتجفه أفاق من شروده علي صوت نبرتها الباكيه :- 
_يزيد إنتَ هنا بجد أنا مش بحلم .. 

تقدمت منه بخطواتٍ راكضه وما لبثت أن صارت أمامه حتى باتت تتحسس جسده بأيدي مُرتجفه راجيةً بداخلها أن لا يكون حلم رفعت نظرها إلي وجهه وبات لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات ولكنها سُرعان ما إرتدت للخلف وكادت أن تسقط بسبب دفع "يزيد" المُفاجئ لها 

أردف بـ جديه ولهجه بارده لم تعهدها منه من قبل :- 
_أنا الدكتور بتاعك الجديد يا آنسه .. 
جمله مُقتضبه جامده خلت حُروفها من التوق الذي طـغا قلـبها لكنه مجبـور مُسيــر ليس مُخــير ..بالتأكيد لازال يذكر إهانتها له وجرحها لـ فؤاده المُحب .. مُحب..! تري هل مازال يحبها هل تذكرها طوال هذه السنوات ولو سهواً ..!؟
تجمعت العبرات بعينيها ولم يغفل هو عن ذلك ،، 
شعرت أن قلبها يحترق وقد نمي شعور الندم بداخلها أكثر من ذي قبل حتى باتت تشعر أنها ستموت من كثر الإختناق القابض على فؤادها.. 
لكن هيهات يا چيداء الندم لا ينفع بشئ بعد فوات الأوان وها هو يزيد الذي يقف أمامك بداخله حُب قطعه حرف الراء 
"_ أي بداخله حرباً لا تهدئ لذا إحذري فـ إن إقتربتِ منه ستهلكي وهذا محتوم 
***
"ورم" كلمة لعينه من ثلاث أحرف .. أحرقت روحـه بـ تمهل وخُفوت .. جلدت فؤاده بـ قسوةٍ كالسـوط .. صدمته .. أذاقته من الآلم أشده .. جعلته يشعر بـ أنه عاجز .. وهو حقاً من دونها عاجز فـ هي مصدر قوته وسعادته وهلاكـه .. هي حواء خاصته  إمرآته المخلوقه من ضلعه الأعوج 
بـ بساطه شديده هي "ذاته" .. حلم حياته ..دعوته بصلاته .. 
تحدّث بـ ضعفٍ ناظراً للـ الطبيب الواقف أمامه يرمقه بنظراتٍ مشفقه :- 
_أُريد أن أراها 

أردف الطبيب بـ نبره هادئه، جديه :-
_إنها الآن نائمه؛ فقـد أرهقت من الفحوصات الكثيره التي أجرتها ..

-أريد أن أراها 
أماء له الطبيب مُستسلماً لـ رغبته ثم سار معه يوجهه لـ غُرفتها 
بينما "مالك" مازال تائهاً مُشتتاً وعقله رافضاً لـ فكرة أن وردته مريضه بـ ورمٍ في المُخ .. حتى وإن كان الورم في بدايته لم يصير خطيراً جداً لكن يكفي أنهم سيـجرون لها جراحةً لـ يستئصلوه .. 
فاق من شروده علي صوت الطبيب وهو يُشير له علي غرفة ورد فـ نظر لـباب الغُرفه بتردد خاشياً أن يدلف إليها لكنه سرعان ما إستعاد رباط جئشه ..ودلف إلي الحجره 
المشهد السادس اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent