Ads by Google X

رواية عشق أمير الجان الفصل السادس عشر 16 - فرح إبراهيم

الصفحة الرئيسية

  رواية عشق أمير الجان الفصل السادس عشر 16 بقلم فرح إبراهيم

رواية عشق أمير الجان البارت السادس عشر 16

حاولت قدر المستطاع كتمان صراخها المتألم بسبب تلك الالام الحاده التي تفتك بكف يدها.. كلما اشتد عليها الالم تتذكر حين اطبقت تلك الدكتوره او شبيهه الدكتوره فوق يدها فأيهما اقرب هي لا تعرف الي الان..!! تتذكر ما حدث منذ قليل لتعود الذكريات تهاجمها مره اخري ويقشعر جسدها في رعب وذعر..!!

تنظر لحالها وهي تجلس فوق سرير حديدي بالمشفي بداخل غرفه مخصصه للعظام والطبيبه تجهز معدتها حتي تجبر يدها .. فقد انتهت لتوها من اتمام الفحوصات اللازمه للإطمئنان علي حالتها وما يزيد الوضع تعقيداً هو وجوده بجانبها في تلك الحاله والهيئه..!!

نظرت له بينما يقف بجانب السرير ويحاوط خصرها بين ذراعيه بينما امتدت يده الخاليه حتي يملس بأنماله فوق كفها المتألم برقه شديده وعيناه تتابع ما تفعله الطبيبه بإهتمام..!!
كيف له هذا..!! يعطي كامل تركيزه لمن حوله فكان يتابع الاجواء بأعين كالصقر.. تعلم انه متأهب لأي رد فعل غير متوقع ولكن الغريب انها تشعر من لمساته فوق كف يدها وضمه لها كل مدي بمدي العشق والدفئ وكأن تركيزه خلق حتي تمتلكه هي..!! كيف له؟! ولكن هناك اسأله اهم الان وهي كيف.. ولماذا.. وماذا..
كيف له ان يظهر بتلك الهيئه ؟!
ولماذا الان قرر الظهور امام الجميع معلناً ملكيته لها؟!
وماذا حدث دفعه لهذا او حتي ماذا حدث لها منذ قليل وما معناه؟!!...

اسأله اسأله اسأله تدور بذهنها وتكاد تهمشه ولكنها الي الان لا تجد اجابات لأيٍ منهم .. فضولها يكاد يقتلها وصدمتها من تصرفاته تكاد تقتلها خجلاً في انٍ واحد.!!
يالله ما هذا الا يكفي ما مرت به اليوم..!!

حاولت التأقلم بصعوبه فهي لازالت تشعر بالارتباك وعدم القدره علي التصرف بطبيعه وتلقائيه امام العالم ولكنها جاهدت.. !! .. يكفي الامان التي تشعر به الان و تدليله لها والمحبب لقلبها الذي رغماً عنها في اشد الظروف يسعدها ويثقل قلبها بالسعاده..!!

بدأت الطبيبه في تجبير يدها وهي تحاول كتم صراخها بينما هو يزيد من ضمه لها ويشدد ذراعه حول خصرها لترفع هي يدها بتلقائية تسمك بذراعيه الصلبه تضغط عليها بألم .. !!
اما عنه فكاد يحترق ألماً لألمها..!!

اشتدت قبضه الطبيبه فوق يدها ليلاحظ انها تعاملها بعدم لين اشتعل غضباً وكاد ان يفتك بها.. عيناه اظلمت وكادت تتفحم ولكنه اغضمها سريعا وهو يشد فوق اسنانه وقبضه يده حتي يهدأ قليلاً و لا يلاحظ احد ولكنه لم يستطيع الصمود اكثر من هذا حين سمع صراخها وبكاؤها المتألم ليهتف بالطبيبه بحده جعلتها تفزع : سيبيهاا...

فزعت الطبيبه من شده نبرته ورفعت نظرها له لتجده يوصد عيناه بينما يصر اسنانه حتي ظهرت عظام فكه من اسفل اذنه تعلم انه غاضب وحاولت تهدأته بصوت مرعوش : ححـ.. حضرتك انـ...

ما مضي لا يأتي ذره من جحيم نظرته..!!
هذا ما تردد بداخل ذهن الطبيبه حين فتح عينيه فجأه لتصطدم بتلك النظره الجحيميه التي لا تعلم ما بها ولكن وجدتها مرعبه بطريقه مريبه
بينما دوي صوته كالرعد : قولتلك سيبيها وابعدي عنها...

ابتعدت هي فوراً عنها بهرجله اثر فزعتها من صوته وتركت يد جميله التي لم تجد القدره حتي علي فتح عينيها واستبيان ماذا يحدث من حولها..
ولكن ما جعل الطبيبه تنصهر دهشه وتعجب..!!
هو تحول حالته تلك في اقل من لحظات لأجل جميله.. !! كيف له ان يتحكم بأفعاله حتي يحولها 180 لا بل 360 درجه بمجرد تحدثه لها..!!

ألتف لها وهو يحاول تمالك نفسه من تلك الدموع التي تتهاوي فوق وجنتيها بلا هوادة وألمها البادي علي عبوس وجهها بينما احاط وجهها بكفه الخالي وشدت ذراعه حول خصرها حتي اقتربت من صدره وادني هو من مستوي رأسه حتي تصبح عيناه في مستوي عيناها قائلاً بلين : حبييي بتوجعك؟!

امائت هي ولا زالت تغمض عينيها ودموعها لم تجف ليزفر بضيق قبل ان يحرك انماله يمسح دموعها بنعومه : طيب ينفع نبطل عياط وانا هخليهم يعمولهالك براحه؟!

لم تجيبه بل ظلت مغمضه الاعين ليأمرها بحزم
: جميله بصيلي..

فتحت هي عينيها بوهن تنظر له تلك النظره التي فتكت بصدره ضيقاً كانت نظرتها متوسله مستنجده بينما تغلفها دموع الألم ليزفر بضيق
ثم وكأنه يتحدث لطفلته ذات الخمس سنوات
: حبيبي انا عارف انها بتوجعك.. بس لازم تتجبس عشان ميبقاش في خطر عليكي.. ممكن بقا نهدي ونبطل عياط وانا هخليها متوجعكيش؟!

_: هتجبسهالي انت؟!
سألته بعفويه وصوت باكي بينما هو تعجب لسؤالها.. : انا؟!

_ : ايوا انت الوحيد الي مش هتوجعني..
قالت جملتها بعفويه ولم تلاحظ ان كلماتها كانت ذات دوي اخر بداخل نفس سيمرائيل حين نظر لها بعشق جارف ممزوج بالخوف.. احقاً تأملي بي هذا؟! تري خوفي ولوعي عليكي وتثقي بي؟!
تري عشقي الذي يدفعني للهوس بك يا صغيرتي؟! اتمني ان ترسخ تلك الفكره بداخلك فقد اخشي ان يأتي يوم ويمحيها القدر من قاموسك كما سيمحيني من عالمك...!!

تنهد بإبتسامة : مفيش عياط تاني؟

امائت برأسها ليزيد ابتسامة التي زادته وسامه حد اللعنه..!! : يبقي خلاص عيوني ليكي في اي حاجه تطلبيها..

اتسعت ابتسامتها من بين دموعها ولم تلقي بال لتلك التي تقف وتتابع الموقف بأعين ولهانه ولكنها لم تخلو من لمعه الحقد بينما ألتف لها سيمرائيل بحده ادهشتها وصدمتها مره اخري حين وجدت طريقته تتحول للقوه المهيبه : اتفضلي هاتي الحاجه الي هجبسلها بيها ايديها..

حاولت الاعتراض : حضرتك مينفعش لازم حد متخص...
قاطعها بحده لا تحمل مجال للنقاش: انتي تسمعي الي اقولك عليه وتنفذيه منغير كلام كتير.. لو خايفه علي نفسك ..
ثم زجرها بحده : اتفضلي نفذي الي قولت عليه

هرولت هي من امامه بسرعه وهرجله تحضر المعدات بينما هو خلع سترته وامتدت انماله تزيح ربطه عنقه ليبقي بقميصه الذي حل اول زرارين منه لتظهر مقدمه صدره الصلب بينما شمر اكمامه حتي ساعديه استعداداً لما هو قادم عليه..
تابعته جميله بإندهاش مما يفعله ولا تنكر ان تعامله مع الاخرين لايزال كالصاعقه بالنسبه لها ويربكها..!!

ولكن شعور واحد فقط انساها كل ذلك التخبط وتلك المشاعر المتداخله التي تسيطر عليها منذ الصباح ولاتستطيع تخطيها..!!

شعور واحد فقط جعلها تتخطي تلك المشاعر بل وتقفز من فوقها فهو ليس بالهين ابداً..!! لا تعلم ما هو او ماذا يسمي ولكنه مرهق حد السماء.. يرهق مشاعرها ويزيد من حراره جسدها التي لا تعلم ازدادت غضباً ام حرقةً..!!

كان هو يتابع ما يفعل ولكن عيناها كانت تتابع تلك التي تخطف نظرات تصرخ بالاعجاب متلاحقه له وعن تلك الممرضتين اللتين يقفوا بركن من الغرفه يبعدهم بقليل بينما يتهامسون فيما بينهم وعيناهم مثبته عليه بل وتتآكله..!!
احرقت قلبها نار الغيره لدرجه جعلتها تتناسى ألمها وجعلتها مهيئه ان تنقض عليهم كالاسد الجريح الان تفتك بأعينهم تلك.. لم تعد تشعر بإرتباك بقدر ما تشعر بالغضب.. !! الان تريده حقاً ان يختفي من امام اعينهم والا اخفتهم هي من علي وجه الدنيا..!!

لم تعهد نفسها عنيفه من قبل ولكن لا مانع ان تطلب الامر فماذا يظنون نفسهم بفاعلون..!!
يحدقون بمن هو خاصتها بل ومن الواضح انهم معجبون به بالتأكيد يتهامسون الان عن مدي وسامته وكلٌ منهم تتمني ان تكون بمكانها..!! ولكن هذا المكان خاصتي ولن اتواني عنه..!!

لا تعلم من اين لها بتلك القوه التي جذبته بها من ذراعه حتي التف لها بدهشه ودون فهم واقترب منها لتزداد دهشته حين وجدها تجذب ياقه قميصه بعنف بينما عيناها تكاد تخرج شراراً..!!
اخذت تغلق ازاز قميصه حتي آخره وقد شعر بها ضاقت فوق رقبته ليسألها بتعجب ودون فهم : في ايه يا جميله مالك؟! حصل ايه اهدي..!!

تكلمت من بين اسنانها بغضب تعجب له فهو لم يري منها ذلك الجانب من شخصيتها من قبل.. بالتأكيد رأي، غضبها ولكن تلك المره يختلف ولكن لا يعرف لما..؟!!
_: لا مش ههدي واتفضل اقفل الزفت القميص مش فاهمه ما تقلعه احسن..!!

رفع حاجبه بإستنكار من كلماتها الغير محسوبه والغاضبه : اقلعه احسن؟!! ده هما اول زرارين بس الي فتحتهم..!!

_ : وتفتحهم ليه اصلا ولا تقلع جاكيت البدله ليه ها؟!! اتفضل روح هاتوا وتعالي ألبسه حالاً
قالت جملتها بينما تشير لجاكت حلته الذي وضعه فوق كرسي قريب نسبياً من فوق الفراش بغضب وغيظ متدفقان من مقلتيها ..

بقلم فرح إبراهيم

_ : مش هينفع عشان اعرف اجبس..

قاطعته بغضب وهي تخرج كلماتها من بين اسنانها : مش عايزه زفت اتجبس واتفضل روح ألبسه..!!

هم بالرد عليها ولكنه فوجئ انها جذبته حتي قامت بإحتضانه فجأه ثم قالت بصوت وهن ناعم لا يتناسب مع حاله غضبها : ربنا يخليك ليا يا حبيبي تعبتك معايا..

مندهش ولكن سعيد هذه كانت حالته..!!
احاطها هو الاخر ثم قبل مقدمه رأسها قائلاً بمشاكسه و رفع حاجبه لها بنظرات ذات مخزي
: تعبك راحه يا حبيبتي مع اني مش فاهم انتي ايدك الي مكسوره ولا دماغك الي مخبوطه..!!

_: ده انا الي هبخط دماغهم في بعض جوز المعاتيه دول..!!
كانت تظن انها تحدث نفسها وصوتها ليس مسموعاً فبعد ان رأت الطبيبه تقترب منه لم تفكر بل القت بنفسها داخل احضانه وهي تنظر للطبيبه بنظرات ذات مخزي وشعرت بإنتصار حين همهمت الطبيبه بإحراج وتصنعت الانشغال ولكن الممرضتين ظلوا يتهامسون وعيناهم لم تتزحزح من عليه..!!

: ايه؟!.. انتي بتقولي ايه ؟!! لا انا بجد بدأت اقلق عليكي..!!
نظر خلفه ليري ماذا تنظر له ويأخذ كل انتباهها بتلك الطريقه ليجد الفتاتين تخبطوا في حركتهم وابتسموا له بعذوبيه بينما هو فهم نظراتهم جيداً وفهم ما تلك الحاله التي عليها جميله فهو ادري من يعلم بحرقه الغيره..!!
لو ترك لنفسه العنان الان لوصلت قهقهاته حد السماء لغيرتها فكم انتظرها كثيراً واخيرا قد نالها ، فليذقها قليلاً مما ذاقه هو معها ويستمتع الان..!!

لم تترك له فرصه بل وجد كف يدها السليم يحاوط وجهه ثم لفه لها بقوه : ايه بتبص علي ايه؟!!
عينك دي متتحركش من عليا لحد اما انشوف اخرتها مع المدلوقين دول مفهوم؟!!

رفع حاجبه لها بمشاكسه وحاول جاهداً كتم ضحكته : و ده أمر ولا طلب؟!..
وبعدين مالك مدايقه كدا ليه؟!
دول حتي لطاف وقبل ما تفوقي..

لم يستطيع تكمله كلماته حين اقترب منها بسرعه ييثنيها عن النهوض من فوق الفراش حين اندفعت مره واحده فهي ايضاً لم تستطيع منع تلك الافكار التي هاجمتها فور كلماته لتسحق اسنانها بغضب ولم تري احسن منهم ان تفش غضبها به
: قبل ما افوق عملهه اييهه هااا؟!! قربوا منك وقعدوا يعاكسوك مش كدا؟!! عبوشكلهم هما الاتنين .. والله لأوريهم..

كانت تحاول جاهده فك يده من حولها التي تمنعها من استكمال مخططتها لتهتف به بغضب : اوعي سيبني اقطف شعرهم ولا حواجبهم الي قاعدين يلبعوا بيها دول.. بقولك اوعيي ولا خايف عليهم اوي يا ابو الحنيه والكرم؟!

_: يادي النيلة السوده.. اهدي يا مجنونه انتي هتعملي ايه..!!

_: بقولك اايييههه..اوعي وسيبني بدل ما جناني ده يطلع عليك انت..!!

لم ينكر انه اندهش من تلك النكهه الشرسه التي اكتشفها بها للتو ولكن سعادته كانت لا توصف فهي حقا شعرت به حين يحترق من اجلها والان تدافع عن حقها به بلا هواد وهو اكبر دليل علي انها اصحبت عاشقه بلا محال..!!

_: شش يا مجنونه كفايه اتهدي بقا..!!

نظرت له بنفاذ صبر فقد خارت قواها من المناهده لتنظر له بتأفف وغضب ولم تجد أمامها احسن من تلك الفكره التي جدت بذهنها
: بص بقولك ايه.. اختفي..

_: ها؟! اجابها بعدم فهم ودهشه من كلماتها...

لتزفر هي بنفاذ صبر وتأفف : هو ايه الي ها؟! بقولك اخفتي..اختففييي .. يعني طير انت..

_ : اطير انا؟! وعلي كدا عايزه ترتر افرشلك الارض بيه ولا ايه؟!
اجباها بسخريه بينما ضحك بمشاكسه : يابنتي ابوس ايدك افهمي بقا انا مش طالعلك من مصباح علاء الدين ..!!

كادت ان تتحدث ولكنها شهقت بصدمه حين وجدت نفسها تطير في الهواء حين حملها بحركه مباغته بعد ان خطف جاكت حلته ورباط عنقه معلقاً اياهم فوق ساعديه : شششش انتي لسه هتقولي ايه بعد كل ده؟!!
كفايه اوي عليكي كدا النهارده..!!

_: طب وايدي مش هنجبـ..
صمتت حين حاولت رفع يدها ولكن وجدت ثقل بها لتجدها بالفعل تم تجبيرها لتشهق بصدمه ورفعت عيناها المندهشه له فكيف ومتي فعلها..!! ولكنه قابلها بنظرات انتصار وابتسامه واثقه قبل ان يغمز لها بطرف عينه بخبث

اغتاظت منه ولكنها وجدت انهم اقتربوا من تلك الممرضتين تناست غيظها بينما لفت ذراعها السليمه حول عنقه وهي تنظر لهم بتحدي بينما هو علم سبب فعلتها تلك ليهمس بأذنها
: ايوواا نجيب ورا كدا وننسي شغل اندر تيكر ده، وكله بالحونين اصلك ما شوفتيش المستشفي برا كلها ستات وبنات والنفس اماره بالسـ

ضربته بغيظ في كتفه بينما ترجل هو من الغرفه
: طب ابقا الاقيك بتبص لأي واحده فيهم وانا انزل امرمطهم عشان يبقا يعرفوا يعاكسوا اوي بعد كدا .. خرجت كلماتها متلاحقه غاضبه وتوضح مدي غيرتها ليحاول جاهداً منع ضحكته فمن الواضح ان تلك الصغيره تشربت منه الكثير وارثها غيرته العنيفه لتصبح نسخه انثويه بشريه منه...!!

.....................

كانت تجلس في الرواق امام غرفه العظام تراجع كل احداث اليوم بعقل شارد..!!
فماذا فعلت هي وماذا قيل وماذا حدث..
لا تجد اسباب واضحه لكل تلك الاسئله ولكنه قد كان وحدث وانتهي الامر..!!

لا تعلم لما تلك الفتاه تفوز دائماً؟! .. لا تنكر صدمتها حين رأت زوجها التي اخفته عنها.. لماذا اخفته عنها ان لم تكن خبيثه؟! تلك الفتاه تكن بداخلها الخبث وهي كانت مخدوعه بها..!!
تلك الجميله مجرد وجه بريئ ولكن روحاً شيطانية..!!

ولماذا هذا المتعجرف زوجها حدثها بتلك الطريقه اللاذعه بينما لم تعترض؟!
احقاً هي ترضي بإهانتها وتمررها مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن هي لم تعترض حتي او تزجره.. !! لماذا هي بتلك الانانيه والشر ولكنها تفوز بالاحسن دائماً..!!

يالله اسأله لا تهتدأ ابداً ولكني توصلت للحل الامثل لإخماد ذلك الغرور التي يتفجر من تلك الخبيثه..!! نعم سأخذ بثأري بعد كل تلك العجرفه والاهانة التي تعرض لها بسببها فهي تستحقها وبشده..!!

فور انتهاء محادثتها مع نفسها وجدته يترجل من الغرفه بهيبته التي سيطرت علي خطواته بينما يحملها بين ذراعيه ويضمها لصدره ويدني رأسه منها يتهامسون فيما بينهم .. لمعت عيناها بالحقد ولكن جاهدت ان تخفيها خلف ابتسامتها الهادئه وهي تهم باللحاق بهم بعد ان كانو ابتعدوا عنها قليلاً متوجهين لباب الخروج..
هرولت خلفهم وهي تناديها : جميله عامله ايه دلوقتـ

ترجلت خلفهم ولكنها صعقت حين لم تري اي اثر لهم وكأنهم تبخروا..!!
_: ايدا؟! هما لحقوا يمشوا..!! دول لسه خارجين حالاً..!!

تعجبت ومطت شفتيها بعدم اكتراث فكل ما يشغل بالها الان هو خطواتها التي اخذث تحسبها بتأني ودراسه..!!

........................

وقف بطوله المهيب و نظراته الغامضه.. وقف ينظر لما امامه من مملكته والتي تسري كل الامور بها بنحو جيد مما يدل علي كفائته كملك ملوك الجان.. ولكن هل تقتصر كفائته علي ذلك فقط؟!

تنهد بصعوبه وهو يتذكر ما عاني منه قبل قرون مضت قبل ان يصبح ملكاً..!!

لقد عاني الكثير مع انه حافظ علي صموده ظاهرياً ليظهر للناس انه الامثل لذلك المنصب فقد كان دائماً صلباً ، حاداً، قوياً ولا يلين وبالطبع والده لم يتواني لحظه لإعطائه الحكم بفخر.. ولكن لا احد يعلم ان تلك القوه التي يتحدثون عنها تبخرت حين ظن انه تملك بقدر جبال الدنيا منها..!!

لقد رأي تلك النظره بعين سيمرائيل لسرايا، لم يري انتقام بل رأي خوف وتحذير..!!
يعلم تلك النظرة جيداً بل يحفظها عن ظهر قلب
هو ليس من الذي سيصدقون كل تلك الاسباب الواهيه لما يفعله سيمرائيل مع سرايا..!!
يعلم ان هناك ما خفي عنه بل ويتأكد منه كلما يري نظره الحيويه بعين سيمرائيل الذي لم يستطيع اخفاؤها..!!

_: مينفعش ... مينفعش يا سيمرائيل!!
مينفعش تبقا مع الانسيه مهما حصل ..!! لازم واحد منكم يتنازل ولو محصلش.. يبقا عمري ما هضحي بيك..!! .. مفيش غيرها قدامي يدفع تمن غلطتكم..!!

....................

_: بتغيري..
قالها بمشاكسه بينما انزلها وحاوط خصرها بيده مقرباً اياها لصدره لتري انهم فوق الجبل.. لا تعلم متي حضر بها الي هنا ولكن ما عشاته الي الان يمحي كلمه كيف من قاموسها..!!

لم تلقي بال بل بالها انشغل بتلك الكلمه التي تهربت منها كثيراً ولكنها لا تعلم ان شباكها امسكت بها ولا يوجد امامها طريق للفرار..!!
توردت وجنتيها خجلاً بينما حاولت اخفاء هذا
قائله بغضب متصنع : لا.. ويكون في علمك بقا انا مش بتاعت الكلام ده.. كل الي فيها اني... اني... يعن.. ااا

لم تجد ما تقوله فحقاً انفاسه الساخنه تلك تربكها مع نظراته وتلك الابتسامه التي فتكت بأعصابها ليزداد الوضع سواءً حين اقترب منها فحاولت هي الابتعاد بتلعثم ولكنه شدد فوق خصرها مانعاً اياها من الفرار منه...

قالها بعشق وشغف بينما وجنتيها المتورده تلك تغريه بشده : انك ايه؟!..

_: انيي.. اقصد يعني ان انا... ااا انيي..

ليقترب اكثر وابتسامته العبثه لا تزال تزين ثغره
: انك بتغيري...

تصنعت الغضب: ما قولتلك مش غيرانــ
لم تستطيع استكمال كلماتها حين ابتلع شفتيها بقبله تشعر بها انه يلثمها لأول مره بهذا التملك والشغف الذي يثبت ملكيته لها بكل جوارحها.. انتقل بشفتيه بجانب شفتيها يلثمها برقه حتي صعد بقبلانه فوق وجنتيها حتي اذنها هامساً
بأنفاس حاره : لا بتغيري يا جميلتي..

لم تستطيع الكلام فبالكاد تتمالك اصعابها بصعوبه حتي لا تفضح ولكنه حرك رأسه بإنكار حازماً انه لن يتركها الا وهي مجرده من عنادها ومعترفه بكل صدق.. ليداعب بأنفها وجنتيها بينما هبط بوجهه مره اخري حتي شفتيها هامساً امامها : بتغيري..

نفت برأسها وهي تغمض عيناها بخجل ليهوي فوق شفتيها مره اخري بينما ذراعه تشد فوق خصرها : بتغيري..
قالها بأصرار امام شفتيها تماماً بعدما فصل قبلته
ليتابع بهمس : قوليها يا جميلتي.. بتغيري..

هبط فوق شفتيها يلثمها ببطئ جعلها تحترق عشقاً له حتي ابتعد قليلاً فخفضت هي رأسها تعلم انه ينتظرها فقالت بقله حيله، فهي بالكاد تعلم انها غارت بل وبشده : غيرت..

ابتسم لإعترافها فداعب اربنه انفها بأنفه بمشاكسه : يبقي بنكدب ليه؟!..

_: مهووو اصلل.. يعني انت بصراحه..!!
يعني اتكسفت اقولك وبعدين...
لا تعلم بماذا تجيب فهي بالكاد تتمالك نفسها امامه بصعوبه لتزفر بضيق وخجل : يوووهه بقا خلاص بقااا

قهقه عالياً لتخبطها فقرر الرأف بها حين ابتعد عنها قليلاً فأعتدلت هي في وقفتها واخذت تنظر حولها بتشتت لتهرب من نظراته تلك التي تزيدها ارتباكاً فوق ارتباكها : عفونا عنك خلاص رأفة بيكي لاحسن انا حاسك بوسه كمان وهيغمي عليكي من الكسوف..

نظرت له بغيظ وغضب: اننتت بتقول ايه؟؟!!
علفكره بكره انه قليل الادب وبعدين ما تعملش كدا تاني وتقرب مني وتبوسنــ

قطعت كلماتها بخجل ليقهقه هو عالياً بينما جذبها بعد عده محاولات للابتعاد منها ولكنهه اطبق فوق كف يدها السليم ويده الاخري توجهت لتحيط بوجهها ويرغمها للنظر إليه : اياكي تاني مره تقوليلي مقربش منك.. عشان انتي كلك ملكي يا جميله اتفقنا؟!

رفعت نظرها له بنظرات بمهمه ضائعه ليحتويها هو ثم همس بينما يشدد علي كلماته : عايزك تتأكدي كويس اني عمري ما افرط فيكي مهما حصل.. وان لو الدنيا كلها وقفت قصادي محدش هيمنعني عنك...

رمشت هي عده مرات وابتلعت غصه مريره بحلقها فقد شعرت بمراره وضعهم واصبحت تشعر ان علاقتهم مهدده..!! : ازاي؟!
قالتها بتوسل ورجا.. بينما هو نظراته كانت غير مفهومه بالنسبه لها ولكن كلماته دوت فوق اذنها كالصاعقه...

_: يعني لو حد اتجرأ وفكر يمنعني عن جميله الانسيه الي عشقتها زمان عشان مليش حق فيها .. لكن عمره ما هيقدر يمنعني عن جميله مراتي والي هفضل اعشقها لحد نهايه عمري..
قال كلماته بإصرار ممزوج بالقوه، ولكن قوه فريده من نوعها كانت قوه التمسك والاخلاص عشقاً لها فها هو لا يرحمها مجدداً من وهل المفاجأت التي تنهال عليها بلا رأفه لأعصابها..!!

.................

_: جلبي متوغوش جوي علي البت يا ابو چميله..!!
قالتها عفاف بينما تقطع الغرفه ذهاباً وإياباً فقط فات موعد وصول جميله وهي لم تأتي بعد..

: خيرر.. انشالله خيرر.. اهدي و وحدي الله
قالها بتريث ورزانه تليق به وبصوته الرخيم

_: كل الي يچيبه ربنا كويس اللهم لا اعتراض.. بس انا جلبي مش مطمن.. جلبي بيقولي ان بتي فيها حاچه.. وانا مش هفضل جاعده حاطه ايدي علي خدي ودماغي تودي وتچيب وبنتي مش كويسه..!!

: يا عفاف اهدي و تفائلي بالخير.. بتك بميت راجل هي تلاجيها بس مش لاجيه مواصله

_: طب والمحمول بتاعها الي مجفول ده اعمل انا ايه دلوجت؟

: طيب خلاص وحدي الله واهدي وانا هنزل اتصرف..

_: خدني معاك انا عايزه اشوف بتي واطمن عليها.. قلبي مقبوض ومش هرتاح غير لما اشوفها جدام عيوني..

: ايه الي بتجوليه ده يا عفاف..!! عيزاني اجر مرتي ورايا في الشورارع؟! ايه مش عارف اجيب بتي لوحدي.. الناس تجول ايه؟!
قالها بصرامه و عبوس بينما هي همهمت بإحراج..

_: العفو يا حچ مش الجصد انا بس ااا..

لم يعطي لها فرصه بل قاطعها بصرامه وهو ينهض متوجهاً لباب المنزل : خلاص ولا بس ولا غيره، خليكي هنا عشان لو جت في اي وجت تبلغيني، وانا هروح لشيخ الغفر واخده ونطلع علي الچامعه وهشيع كام راچل من رچالتي يدوروا في الطريق يمكن العربيه عطلانه بيهم ولا حاچه..

_: ربنا يهون يارب.. ياتري انت فين يا حبه جلبي..!!
قالتها بينما رفعت يدها للسماء تناجي الله ثم هوت بها فوق فخذيها بحسره وقلق .. ثم عزمت علي الوضوء قبل ان تتخذ السجود وسيله لأفراغ كل ما بجوفها الي الله ومناجاته بأن ينجي أبنتها..

بينما جلال ترجل من المنزل وهو يتمتم بعض الايات القرآنيه حتي يهدأ الله قلبه فهو أيضا يتملك منه الخوف ولكنه يحاول ان يطمأن نفسه..

.....................

_: ايه؟!....
ااا.. انن.. اناا مش فاهمه حاجه..!!
يعني قصـ.. قصـدق عشان الي قولته يعني في المستشفى؟! يعني عشان الناس مفكره دلوقتي اني.. مفكره دلوقتي يعني ان.. انـي مرااتــك؟!

الارتباك والتخبط هذا ماكان يسيطر عليها وهي تحاول جاهده ان تستشف معني كلماته الصادمه لها..

: لا يا جميله انا مش قصدي علي الي الناس مفكراه..
انا قصدي علي الي هيحـــصل..
حاول ان يستشف رده فعلها من الفكره ولكن لم يجد غير الصدمه مسيطره عليها.. يعلم ان هذه الخطوه ستكون فارقه في حياتهم بمعدل خرافي.. ولن تكون بالهينه بتاتاً بل ستقلب جميع الموازين.. انها معقده واستحقت ان يخطط لها من زمن وان يتريث جيداً في خطواته.. يعلم انها لازمه وقد كان عازماً عليها ولكن وجب عليه الانتظار حتي يحين الوقت المناسب ، علي كل حال لقد زاد الوضع تعقيداً في نهايه الامر وظاهرياً ليس بالوقت المناسب ابداً ولكن يعلم ان الايام القادمة ستشابهه عداد الموتي ولن يضحي بها مهما حدث وعليه ان يتعجل قبل ان يضرب القدر حياتهم بصواعقه ...!!

لم يعد بإمكانها التحمل.. شعرت بقدميها تتخدل حتي قاربت علي السقوط..!!
دعمها هو بيده التي التفت حول خصرها حتي ترفع نظرها له فيري بها دوامات من الافكار تظلم حدقتها العسليه التي يعشقها..

_: از.. ازاي؟! انا وانت عارفين اننا مينفعش نكون مع بعض..!! ليه؟!! ليه تديني الامل وبعدين افوق منه علي وجع؟! دايماً بحاول ابعد تفكيري عن الموضوع ده.. قلبي بيتقبض عشان في اخره بلاقي فراقنا..!! ليه مُصر تفوقني من حلم فضلت احلم بيه طول عمري علي وجع هيكسرني بقيت عمري الي جاي؟! سيبني عايشه جوا حلم ..!! انا فعلا عايشه جوا حلم مش عارفه كل الي بيحصلي ده حقيقه ولا خيال بس علي الاقل مبسوطة..!! ليه مصمم توجعني يا سيمرائيل؟!...
دموعها التي احتبست بداخل مقلتيها وصوتها المتحشرج المختنق.. نبرتها الواهنه و كلماتها التي غرزت بقلبه كنصل حاد جعله يشعر لأول مره بالعجز..!! عجز عن راحتها فهو يعلم انها اصحبت تحمل الكثير بداخل صدرها وتتحامل فوق طاقتها والعبئ يزداد عليها بسبب كل تلك التعقيدات..!! يشعر بالضيق من نفسه لأنه يعلم انانيته بها، هو اناني بها حد النخاع فهو يعلم ان الذي مضي من بعد فعلتهم القادمه سيأتي عليهم اضعاف مضاعفه ما عاشوه..!!

_: مقدرش اوجعك يا جميله.. عشان انتي وجعي..!!
انا عمري ما كنت ضعيف..!! ماعرفش ازاي اكون ضعيف اصلاً.. معرفش ازاي احس ولا ازاي اغفر واسامح..!! ازاي اتوجع .. معرفتش معني الوجع غير معاكي انتي يا جميله..!!

توسعت حدقتها ليتابع هو بتنهيده حاره: معرفتش معني الوجع غير لما كنت شايفك قدام مني ومش قادر اقرب منك..!!
معرفتش معني الوجع الا لما قربت منك وبردو لسه بعيد..!! بردو لسه بشوف عيون الناس الي بتاكلك وبتحرق وانا مش عارف اخدك في حضني واخبيكي من عنيهم..!! اتحملت كتير عشان اشوفك مرتاحه ومبسوطه حتي لو ده هيعذبني..!! كان ممكن اخدك انتي من وسط اهلك وانتي الي تنزلي تعيشي معايا.. بس انا عارف انك مش هتستحملي مش هتقدري تعيشي تحت مش هتقدري تتحملي ما تشوفيش اهلك تاني..!!

كان من السهل عليا اتلسبك يا جميله وانتي عارفه كدا كويس.. عارفه اني اقدر اشاركك في جسمك واجوزك كمان منغير ما تعرفي بس انا منعت نفسي عنك عشان انتي اتوجعتي من ده..!!
اظلمت عيناه بينما صدره كان يعلو ويهبط بعنف اثر انفعاله ولهثه من حديثه الذي فاض به دفعه واحده..!!
_: انا عمري ما وجعتك يا جميله انا الي دايماً بتوجع..!! وانا بردو الي لسه هتوجع وكل ده عشانك وليكي..!! هتوجع لما اسيب عالمي ودنيتي واعمل المستحيل عشان ابقا معاكيي...
هتلعن وسط اهلي وهتأذي وراضي وموافق .. هيحرم عليا دخول عالمي .. هيحرم عليا شوفه اهلي وكل ده رميته ورا ضهري وقولت المهم انك معايا..!!
عرفت معني الوجع يوم ما شوفت عدم ثقتك فيا ساعه ما سرايا جتلك وحاولت تأذيكي...

حاولت ان تتحدث من وسط دموعها التي سالت فوق وجنتيها بدون اراده منها ألماً فوق ألمها علي كلماته : سي.. سيمرائيل انا ما...

قاطعها بحده : انتي ايه يا جميله؟!! ما تحوليش تكدبي نفسك وعنيكي الي بالنسبالي كتاب مفتوح.. انا حافظك اكتر ما انتي حافظه نفسك.. وشوفت كويس اوي نظره الشك بعيونك الي كنتي بتحاربي نفسك عشان تداريها بس عارفه ليه ما واجهتكيش؟!

لتضيق عيناه بسخريه قائلاً بتهكم مرير : عشان بردو ما اوجعكيش ...!!
ودلوقتي جايه تعاتبيني اني بوجعك؟!

تلعثمت وخرج صوتها متحشرج يقطع انياط القلب فذلك الثقل التي تشعر به بداخل قلبها وتثاقل انفاسها تشعرها انا تكاد تختنق : اا... انـ
انا آآسفه هه انا مش ققـ صدي والله، انا بس... انا اتلخـبط من الي حصـ ل معرفش انت عملـت كدا ليه ومعرفــ

قاطعها بحده بينما عيناه تلتهم عينيها في نظره مبهمه ولكن قتلتها ألمهاً ..اندفع بكلماته مره واحده بمراره : عايزه تعرفي عملت كدا ليه؟!!
عملت كدا عشان اتوجعت بردو يا جميله..!!
ما اقدرتش استني واتفرج علي الرجاله الي كل واحد فيهم بيسابق التاني عشان يشلوكي ، يسندوكي يحاولوا يساعدوكي عشان لقوكي واقعه في الارض غرقانه بدم جروحك لوحدك.. الكل عايز يفوز بلقب الشهم الجدع بس انا مش هستني لما راجل غيري يلمسك..!!
مقدرتش اسيبك وانتي واقعه في المشرحه ودي كانت مشرحه الجنيات.!! يعني كل الجثث الي كانت جوا دي كانت مقتوله..!!
مفيش حد بيدخلها ولا ينفع حتي يقرب منها ما بالك لو لاقوكي واقعه فيها بمنظرك ده؟!
تفكتري كانو يترددوا لحظه انهم يدخلوكي في سين وجيم وطبعاً مش هيبقا في تفسير مقنع للي حصل خصوصاً انهم مش هيلاقوا اي جثه للدكتوره لانها اصلا ميته.!! والي كانت قدامك دي جنيه كانت متلبسه في جسمها.. خادم من خدامي الي انقذك وخدها وحبسها لحد ما نعرف هدفها بالرغم من اني شبه متأكد منه ومن الي باعتها ..!!

كان هيبقي ايه تفسيرك وانتي واقعه لوحدك في المشرحه ؟!!.. مكنش هيبقي في تفسير..!! يعني مش بعيد يسجنوكي بتهمه القتل او السرقه مش بس يفصلوكي من الكليه ومستقبلك يضيع..!!

انتو عايشين في نظام ديكتاوري قذر.. كله بيعلق اخطاؤه علي شماعه الي جمبه.. البشر بالنسبة لبعض مجرد وسيله.. وكنتي انتي هتبقي وسيلتهم عشان يلبسوكي قواضي قتل الجثث دي ويخلصوا ويريحوا دماغهم.. ما هي فرصه وجت لحد عندهم و وقعتي برجلك في مصيدتهم..!!

خادمي فضل واقف يحرصك وانتي لسه في المشرحه عشان اكسب وقف لحد ما اقدر اكون معاكي.. بعد ما جيت كان ممكن انقلك للحمام ويبان انك مغمي عليكي وخلاص..!!
بس مع كل لمسه راجل ليكي كانت هتحرقني..!! كفايه اوي بقا لحد كدا.. كفايه ولازم الكل يعرف انك ملكي ..!!
كان لازم اظهر واخدك في حضني اخبيكي من عيونهم.. كان لازم الكل يعرف انك ملكي انا..!!

خرت علي الارض باكيه بينما لم تعد قدمها تملك القدره علي تحمل ثقل جسدها التي ثقل مع انفاسها ودموعها التي غيمت فوق عينيها.. شعورها بالألم هذه المره مختلف.. تشعر ان هناك من يلكمها بقوه في صدرها حتي يهتك عظام قفصها الصدري مخترقاً لقلبها ..!!

وقعت علي ركبتيها ولم تعد بإستطاعتها رفع نظرها له..!! ابستم بسخريه وتهكم فحتي حالتها الان تصعق روحه..!! ولكنه تابع بمراره فعليه ان يفرغ ما بجوفه دفعه واحده لتضح الامور ويقر كلٌ منهم بقراره بكامل ارادته..!!

_: احنا خلاص وصلنا للأخر .. علاقتنا بقت واقفه علي كام كلمه..!! مش هاخد اي خطوه غير بعد ما كل واحد يقرر بكامل ارادته هو عايز ايه..
اين كان قرارك عايز اعرفه حالاً يا جميله واين كان هنفذه عشان ابقا عملتلك الي انتي عيزاه وما اوجعكيش..
قال كلمته الاخيره بتهكم مرير ونبره ألم ومعاتبه فتكت بها بينما تابع : يا هنبدأ مع بعض دلوقتي يا همشي وكل حاجه تنتهي قبل ما تبدأ...
تحامل علي نفسه بقدر الامكان حتي لا توضح تلك النبره المتألمه بصوته فيكاد يقسم انه ولأول مره يشعر انه سيخر فوق ركبتيه من الالم..!!

هنا ولم تعتد بإستطاعتها الصمود بكل الضيق وبكل ما تحمله بصدرها من الألم لن تستطيع تحمل ألم فراقه .. لتصرخ به مدافعه بحقها به بكل ما اوتيت من قوه..!! : لا يا سيمرائيل... لا مش هسمحلك تبعد عني لاا..!! .. انت وعدتني أنك عمرك ما تسبني ..وعدتني انك علي طول جمبي وانا مش هسيبك تبعد كدا بسهوله .. مش هسمحلك تسيبني يا سيمرائيل لأني مش هسيبك لو فيها نهايه عمري مش هسيبك..!!

أفرغت ما بصدرها دفعه واحده وصراخ لتدب الراحه قليلاً في اوصاله بعد سماعه لكلماتها فقد لمس قلبه تمسكها به ولكن اراد ان يري مدي ثبات موقفها فقال بغموض بعد ان ضيق عيناه
: الي جاي مش هيبقا سهل يا جميله زي ما بتفكري..!! المشاكل هتبدي مش هتنتهي بجوازنا..!! مش هتبقي حياتنا في اولها طبيعيه زي اي اتنين بيجوزوا عشان هنواجه كتير ..!!
مش شايفه انك بتظلمي نفسك بجوازك مني؟!

القلق سيطر عليه بعد سؤاله فقد كان ينتظر اجباتها علي احر من الجمر.. يعلم ان كلماته ستترك ضياً في ذهنها يجعلها تعيد افكارها..

فاجأته بإجابتها المندفعه دون تردد : ظلمي لنفسي هو بعدي عنك يا سيمرائيل..!!

_: هتبعدي عن اهلك لفتره ومش هتقدري تشوفيهم طول الوقت..
يحترق قلبه لمحاولاته لإرجاعها عن قرارها فهو اعلم الناس بما سيواجهم الايام المقبله ويشعر بالذنب انه سيكون سبباً انقلاب موازين حياتها رأسًا علي عقب..!! ولكنه في نفس الوقت يتمني بكل ذره من كيانه ان تثبت علي موقفها وتختاره بكامل ارادتها..

امائت له برأسها بينما تجفف دموعها ليسألها مجدداً بنفس حالته : هتضطري تأجلي دراستك لسنه كمان.. وهنبعد عن العالم البشر خالص.. !!
نظرت له بعدم فهم ليتابع مفسراً: وعن عالم الجن بردو..!! هنبعد عن الدنيا كلها ..

لم يتوقع في ابعد احلامه ان تكون اجابتها تلك التي اجابتها بصدق حين احاطت وجهه بين كفيها ونظرات العشق بعيونها
: انت دنــيتي..!!

غاصت بأحضانه التي غلفها بها حتي كادت تتهشم ضلوعها بينما همس في اذنها بعاطفه
: بحـــبك يا جميله و اوعدك عمري ما افرط، في حقي فيكي...

ابتعد عنها واخذ يمرر انماله فوق وجنتيها يمسح دموعها برقه بينما هبط بشفتيه فوق جفونها يلثمهم برقه قبل ان يتبع مسار دموعها بشفتيه ثم همس امام شفتيها : مفيش دموع تاني صح؟!..
امائت برأسها وتبتسم بوهن ليهمس امام شفتيها مره اخري : ومستعده تتجوزيني في اي وقت صح؟!..
امائت برأسها مره اخري بينما اتسعت ابتسامتها ليبتسم هو لتلك الصغيره التي انتزعت قلبه ببرائتها.!!

ابتعد عنها ثم اخذ يسحبها خلفه قائلاً بحزم
: طب يلا لازم تروحي البيت حالاً عشان انتي اتأخرتي اوي.. ومتشغليش بالك بأي حاجه دلوقتي .. انا هتصرف في كل حاجه عشان تتم في اقرب وقت..

حاولت والوقوف مره اخري وهي تشعر بأن هناك شيئاً ينقصها : طيب استني بس، انت عرفتني حاجات كتير بس معرفتنيش مين زين؟!!!

التف لها ليبتسم تلك الابتسامة الفتاكه بينما رفع كتفيه بقله حيله : انــا...

لتبتسم هي علي ابتسامته التي اصبحت نقطه ضعف لها لتقول بمشكاسه: لا انت مش زين انت سيمرائيل حبيبي انا..!!
قالتها ثم وضعت يدها بخصرها فأبتسم هو قائلاً : مش هنبطل لماضه بقا؟

_: لا انا عايزه اعرف دلوقتي مليش دعوه بقا هه..!!
قالتها بإصرار طفولي جعله يتنهد بقله حيله ثم توجه لها بخطواته الواسعه : يبقا مفيش قدامي غير اني اشيلك لحد بيتك..!!

حاولت ان تتراجع وهي تكتم ضحكاتها : لالا سيمرائيل خلاص مش عايزة اعرف...

لم يعطي لها فرصه بل وجدت نفسها في الهواء بين ذراعيه بينما ادني من مستوي وجهه حتي داعلب انفها بأنفها : شكلنا حبينا الموضوع وكل شويه هنتشاقي عشان اضطر اشيلك بقا...

صدعت اصوات ضحكتها الرقيقه الممزوجه بضحكته الرجوليه في سينفونيه منتظمه علي اوتار عشقهم التي بات اعتي سلاح يمتلكونه لمواجهه ما سيندلع من خلف ابواب الجحيم التي تدق الطبول استعدادا لفتحها...!!

.................

اتسمع ما اسمع الان؟!...
انها طبول المجهول.. تدق بلا توقف كإشارة منها ان نستعد .. !!
google-playkhamsatmostaqltradent