Ads by Google X

رواية عشق الفصل التاسع عشر 19 - عفت بشندي

الصفحة الرئيسية
الفصل التاسع عشر "19" من رواية عشق بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية عشق كاملة

رواية عشق الفصل التاسع عشر 19

بعد يومين.. استيقظ محمود مبكرا.. لم يحن بعد ميعاد العمل.. قام واخذ حماما دافئا.. اقترب من نافذته ينظر الى الحديقة ليجد عشق ترتدى زى سباحة اسلاميا.. وتنزل درجات سلم المسبح.. لم يدر بنفسه الا وقد نزل ويقف امامها..
- انتى مجنونة
- بسم الله الرحمن الرحيم.. خضيتنى
- ايه اللى منزلك البيسين
- وانت مالك
اتسعت عينا محمود غيظا منها
- انا مالى.. هو مش حضرتك عندك فوبيا وبتترعبى من البيسين
- اه.. بس دلوقتى نازلة بمزاجى
- يعنى ايه بمزاجك.. هو انتى بتخافى او ماتخافيش بمزاجك
- انا دلوقتى محدش زقنى.. وكمان انا مابحبش اكون خايفة من حاجة.. قلت اكسر خوفى دا حبة حبة
- ولو جرالك حاجة
- انا من كذا يوم بنزل وبتعلم.. وزى القردة اهه
- اسمعى الكلام واطلعى
- مش طالعة.. وياريت تخليك ف حالك وانا ف حالى احسن
- تصدقى انا غلطان..
- فعلا غلطان.. ما تغلطش تانى باه يا شاطر
- شاطر.. دانتى اتجننتى رسمى
- طيب.. اتفضل باه
استدار محمود وعاد الى غرفته وهو يستشيط غضبا

فى اليوم التالى.. فوجئ محمود باتصال من عشق فى منتصف اليوم.. اندهش من اتصالها فهى لم تطلبه منذ حفل احمد..
- الو.. ايوة يا عشق فى حاجة
- لا خالص ما تقلقش.. انا ف القسم
انتفض من مقعده
- قسم.. قسم ايه.. وليه
- اتخانقت مع واحد.. انا ف قسم (.....)
- جايلك حالا
ترك مكتبه بمن فيه وقاد سيارته بسرعة هائلة حتى وصل اليها ومعه المحامى الخاص بشركته والذى اتصل به وهو فى الطريق..
دخل القسم ليجدها جالسة بهدوء شديد وتبتسم له
- عشق فى ايه
الضابط:
- مين حضرتك
اخرج محمود بطاقة هويته واعطاها للضابط..
- محمود بيه الغمرى.. اهلا بحضرتك.. اتفضل
- هو فى ايه
الضابط:
- الآنسة واضح انها جديدة ف مصر.. فرملت جامد ف اشارة خافت تكسرها.. واحد لبس فيها من ورا
محمود:
- انتى كويسة ولا حصلك حاجة
عشق:
- انا كويسة
الضابط:
- هى مافيهاش حاجة.. والعربية الخساير فيها مش كبيرة
محمود:
- امال حضرتك جبتهم هنا ليه
الضابط:
- الانسة ادته هو والشارع كله درس ف آداب المرور وصممت تعمله محضر.. راح هو كمان عاملها محضر سب وضرب
محمود:
- ضرب؟؟؟
عشق:
- انا ماضربتوش.. كان هيمشى شديته وبقفل باب العربية كان حاطط ايده
الضابط:
- هى كدمات بس شدة شوية.. وعموما هنلم الموضوع عشان خاطر حضرتك
عشق:
- هتلم الموضوع؟؟ وعشان خاطره؟؟ واللى كسر الاشارة دا وكمان زعقلى عشان وقفت.. عادى
محمود:
- عشق.. لو سمحتى انا هتصرف.. اسبقينى على العربية
عشق:
- بس الراجل هو ال.......
محمود:
- عشق لو سمحتى روحى العربية وانا هتصرف
انصرفت غاضبة.. وانهى محمود المحضر واخذ بطاقتها وخرج..
-فين مفاتيح عربيتى
- معايا
- طب هاتها
لم يرد وادار سيارته وتحرك بها
- انت رايح فين
- هوديكى البيت
- انا مش رايحة البيت.. وبعدين فين العربية
- هبعت ناس ياخدوها يصلحوها.. وهوصلك مكان مانتى عاوزة
- لا شكرا نزلنى وهتصرف
- هو فى ايه
- فى انى كنت فاكراك هتيجى تقول الحق.. لكن انت جيت عليا
- وهو اللى انتى عملتيه صح
- هو انا اللى خبطت عربيته ولا كسرت الاشارة
- انتى اللى هديتى فجأة
- دا طبيعى عند اى اشارة
- تقومى تتخانقى مع الراجل وتضربيه
- انا انسانة متحضرة مش هضرب حد انا
- هدوم الراجل مقطعة وايده ورامة وزرقا.. يبقى ايه
- كنت بكلمه وسايبنى وماشى بعد ما خبط العربية
- احمدى ربنا
- الحمد لله بس تقصد ايه
- يعنى دا راجل غلبان.. لو كان بلطجى كان شتم بالفاظ ودان حضرتك هتوجعك سنتين منها ومد ايده وممكن طلع سلاح كمان
- ايه
- امال انتى فاكرة ايه
- وهو المفروض انكم هنا عايشين بالخوف
- لا بالعقل.. حضرتك ما شوفتيش حجمك وحجمه؟؟ وبعدين هو عرض يصلح العربية رغم ان ظروفه المادية وحشة.. كان كفاية كدة
- ظروفه وحشة ايه.. شوف عربيته
- دا سواق عليها.. وكان بيجرى عشان صاحبها قايله لو اتاخر هيطرده
هدأت عشق وسرحت قليلا..
- روحتى فين
- انت عرفت منين
- الظابط قالى
- هو انت تعرفه اصلا
- بتسألى ليه
- هو كل سؤال بسؤال.. خلاص شكرا
- انتى رايحة فين دلوقتى
- الشركة
- ليه
- بتابع شغل جناح اونكل محمد.. انت نسيت
- معرفش انك بدأتى
- ابتديت من تانى يوم ما اونكل كلمنى وانت موجود
- طيب ما تيجى مع بابا او معايا الصبح
- اونكل ملوش مواعيد.. وانت رجعت للجبس بتاعك والاسلوب الوحش تانى وانا محبش حد يعاملنى كدة
- انا الشغل مضايقنى بس......
- ما سألتكش ولا يهمنى اعرف.. المهم انك بتعاملنى باسلوب ماقبلوش..
- قلتلك مضغوط الفترة دى
- والمفروض بأه انك تعاملنى تبع شغلك.. لو فاضى تكون ذوق وكويس ولو مضغوط تعاملنى وحش؟؟
- ما قلتش كدة.. بس طبيعى الانسان مش هيكون بوتيرة واحدة على طول
- محمود.. انت فاهم قصدى.. وعموما انا مش بلوم عليك.. انت حر
لم يجد ما يجيبها به فالتزم الصمت.. وهى ايضا..
وصلا الشركة معا.. لم تدخل الشركة معه من قبل.. وتفاجأت من هيبته ونظرات الجميع له .. واحست انه ازداد طولا وعرضا.. انه يشع قوة وصلابة وشموخا.. وجاذبية
طردت عشق تلك الافكار من رأسها.. وتركته وذهبت الى مكتبها وهى ترسم الغضب على وجهها ... التفت لها ثم اكمل طريقه..

تكمله الفصل التاسع عشر

ظلت عشق تذهب الى الشركة وحدها.. لم ترد ان يوصلها معه.. فيكفيها اضطراب مشاعرها حين يتقابلان مصادفة.. ويكفيها ايضا ما احسته وهى معه فى السيارة.. انها ترى فى كل خلجة من خلجاته جاذبية.. فى جلسته وطريقة قيادته ويديه على المقود.. لا تعلم كنه ما تشعر به وماهيته.. خاصة وهما وحدهما فى السيارة المغلقة.. لذا آثرت الابتعاد.. لكنها اليوم وجدت اتصالا منه.. ظل قلبها يدق بعنف حين رأت اسمه على الهاتف.. حتى انها اجابته وهى تنهج:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. تعالى مكتبى دلوقتى ضرورى بعد اذنك
- فى حاجة ولا ايه
- ايوة حاجة مهمة.. سلام
كانت ستجيبه لكنه سارع بغلق الخط.. مما اغاظها وكانت ستتجاهل طلبه.. لكنه قال إنه يريدها فى شئ مهم.. اذن ستذهب لكنها ستوبخه على اسلوبه معها.. ولو وصلت لمقاطعته تماما وعدم اكمال العمل
دخلت مكتبه بغضب.. لتجد اثنين من الرجال فى عمر والدها.. قاما فورا حين رأياها..
الاول:
- اهلا ببنت الغالى
الآخر:
- يا حبيبتى يا بنتى
واقتربا منها لكنها عادت للوراء ونظرت لمحمود الذى قام ووقف معها..
- براحة يا جماعة.. اتفضلى يا عشق
دخلت عشق وجلست وامامها الرجلان وبجانبها محمود
- عشق دول ولاد عم باباكى.. استاذ فايز واستاذ شكرى
كان يعتقد انها ستسعد برؤيتهما.. لكنها رسمت ابتسامة دبلوماسية على وجهها وقالت:
- اهلا وسهلا بيكم
فايز:
- نورتى مصر يا غالية يا بنت الغالى
عشق:
- ميرسي يا اونكل منورة باهلها
شكرى:
- دى حتة من الغالى يا فايز.. ملونة زيه
كانا يتحدثان ويضحكان.. وعينا محمود مركزة على عشق وهى تنظر للا شئ وصامتة تماما
فايز:
- انا عندى ٣ صبيان وبنتين.. هيفرحوا اوى لما يتعرفوا عليكى وتقعدى معاهم
شكرى:
- لا يا فايز هى تيجى عندى انا.. انا عندى ٣ بنات وهتبقى رابعتهم
صدمت عشق ونظرت لمحمود تستنجد به.. لكنه وقبل ان تنظر لهم قال:
- اكيد طبعا هتيجى تزوركم.. بس لما دكتور احمد يرجع من السفر
فايز:
- وهو دكتور احمد مسافر كمان
محمود:
- ايوة مسافر من كام يوم
نظر فايز وشكرى لبعضهما.. ثم قال شكرى:
- يبقى الاولى انها تيجى من دلوقتى
عشق:
- اجى فين
فايز:
- تيجى عند اهلك يا بنتى
شكرى:
- احنا اهلك يا بنتى.. ولو الظروف بعدتنا ادينا بنقرب
فايز:
- والاصول انك تكونى وسط اهلك.. مش عند اغراب
محمود:
- استأذن حضرتك.. هى ف ملكها وبيتها هى واخوها.. وعموما تقدر حضرتك تستنى دكتور احمد لما يرجع وتتفاهموا سوا..
فايز:
- خلاص هسيبلك عناوينا ولما ييجى ينورنا
محمود:
- تمام ..
شكرى:
- يلا يا بنتى نروح نجيب حاجتك دا اخواتك هيفرحوا اوى
عشق:
- اخواتى مين..
شكرى:
- ولادى..
عشق:
- باذن الله هبقى اجى ازوركم مع احمد لما ييجى
فايز:
- لا يا بنتى.. احنا ما نقصدش زيارة.. نقصد تعيشى عند عمك شكرى.. او عندى.. بيوتنا مفتوحالك
عشق:
- اعيش عند حضرتك؟؟ ليه
شكرى:
- دا الصح يا بنت الغالى
فايز بعصبية:
- ما هى مش اصول ان بيوت اعمامك تبقى مفتوحة وتعيشى انتى عند اغراب.. ومش اى اغراب.. دول كمان سبب مرمطة ابوكى وامك وغربتهم
محمود بنظرة مرعبة وصوت يجمد العروق:
- لو سمحت.. حضرتك ف شركة الغمرى.. ومع محمود محمد الغمرى لو مش واخد بالك
فايز بصوت حاول ان يجعله واثقا لكنه خرج مرتعشا من لهجة محمود:
- ودا يعنى ايه.. بتهددنا يعنى
محمود:
- مش الغمرية اللى يهددوا.. وحضرتك فى مكاننا.. يا ريت ما نعديش سقف الاحترام
شكرى محاولا تلطيف الجو:
- يا محمود يبنى محدش عدا الاحترام.. بس فى اصول.. دى بنت.. واخوها مش موجود.. وانت شاب ووالدتك فى عداوة بينها وبين مرات رمزى الله يرحمه.. ما ينفعش قعدتها معاكم
رغم منطقه القوى العقلانى.. لكن صدمة عشق الواضحة على ملامحها وخوفها الواضح اعطياه قوة اضافية:
- الحوارات القديمة ماعرفهاش ولا ليا انى اتكلم فيها.. لكن اللى اعرفه ان عشق امانة ف رقبة والدى ورقبتى لحد رجوع احمد.. لما يرجع حضرتك تقدر تتكلم معاه
كانت لهجته قوية وحازمة ولا تسمح بحديث بعدها
شكرى:
- خلاص.. لما ييجى الدكتور احمد هنقعد معاه
فايز:
- بس يا شكرى....
شكرى:
- ماهو قال مأمنهم عليها.. لينا كلام معاه ومع والدتها.. محمود بيه مالوش دعوة بالموضوع باه
واستأذنا وخرجا.. لتجلس عشق متجهمة..
- مالك يا عشق
- مفيش.. ممكن اروح
- طبعا ممكن.. استنى اخلى السواق يوصلك
لم تجادله عشق.. نزلت وركبت السيارة لتجد السائق ذلك الرجل الذى تشاجرت معه وذهبا للقسم
- هو مش حضرتك...
- ايوة انا
- انت اشتغلت هنا؟
- محمود بيه الله يكرمه شغلنى لما عرف ان تأخيرى هيخلى صاحب الشغل يطردنى.. جابنى وشغلنى وضاعفلى مرتبى كمان.. ربنا يكرمه
- طب يا ريت ما تزعلش منى باه.. بس انا اتعودت على كدة
- ازعل من حضرتك ازاى.. استاذ محمود قالى انى جيت بتوصية من حضرتك انه يعوضنى.. ربنا يباركلك يا ست هانم
- اسم حضرتك ايه
- فتحى
- طيب انا اسمى عشق يا عم فتحى.. من غير ست هانم دى
- كلك ذوق يا ست عشق ويا ريت ما تزعليش منى ..
- لا يا عم فتحى مفيش زعل..
google-playkhamsatmostaqltradent