Ads by Google X

رواية الحب لا يكفي الفصل الأول 1 - بقلم قسمة الشبيني

الصفحة الرئيسية

 رواية الحب لا يكفي كاملة بقلم قسمة الشبيني


رواية الحب لا يكفي الفصل الأول 1


تعالت دقات الطبول ليحيط كفها البارد بكفه الذى لم تتغير حرارته رغم قربها الذى يفترض أن يتلاعب بدقات قلبه وحواسه لكن بلا فائدة ، تنتبه له ويتقدما معا على هذا الممر الطويل الذى تتلألأ اضواءه الجانبية معبرة عن تراقص السعادة المفترضة فى صدور عابريه لكن لحسن الحظ تحسن الصدور كتم أخبارها فلا يعلم خباياها سوى خالقها .


سارت بقربه وقلبها ينتفض كطير ذبح بسكين بارد نصله فأخذ يرفرف لافظا أنفاسه المثقلة بسكرات العذاب.


وصلت لمقعد الأحلام حيث تدور دائما أحلام الفتيات عن السعادة المنتظرة فى حفل الزفاف وهكذا كانت حتى عدة أسابيع خلت تحلم بالسعادة والفستان الأبيض الذى يعبر عن فرحتها وسعادتها لقرب من تحب لكنها خسرت كل أحلامها تلك دون أمل في احياءها.


قدمت لها أمها كفا حنونا ظاهره يعيد ترتيب تنورة فستانها الأبيض لتتعلق عينيها بهذا الكف وتتذكر أنه نفسه الكف الذى حمل سكينا مهددا إياها بالموت ورغم أن السكين لم يؤذها بدنيا إلا أنه نحر أحلامها بالفعل ، ارتفع رأسها مع إنطلاق زغرودة سعيدة من أمها لترى أن هذا الفم هو نفسه الذى توعد لها بالموت إن فكرت في البحث عن أحلامها أو كيانها أو المطالبة بحقها في اختيار شريك حياتها.


أفاقت من شرودها على ربتة من كفه لتنظر له وكأنها ترى الموت فالزواج منه فى رأيها موت يتنفس أنفاسها.


عودة للوراء منذ أسابيع قليلة


اقتحمت سهى المنزل تصيح بأعلى صوتها باحثة عن أسرتها الصغيرة معبرة عن سعادتها

_ يا حج خيرى، يا اهل الدار، لقد وصلت البشمهندشة سهى على سن ورمح


فتح باب جانبى ليظهر أبيها الذى خط الشيب فوديه بقوة معبرا عن بلوغه العقد السادس من عمره وهو يهز رأسه لهذا الضجيج الذى تصدره ابنته الكبرى والتى لا تسأم منه مهما تأفف هو أو زوجته مشيرا بكفيه ليوقف تتابع صراخها

_ خلاص عرفنا أن النتيجة طلعت ونجحتى اسكتى بقا


تذمرت ملامح سهى وبدأت تتهيأ لإدعاء الأسى بسرعة ليرفع أبيها كفه اليسرى مشيرا لها لتقترب منه

_ ابن عمك راح شاف النتيجة ورجع من ساعة واكتر كنت فين؟


توترت وزحف الارتباك إلى صوتها لتسرع بالعدو تجاه أبيها لتخفى عنه ما ينتابها وهى تجيب بسرعة

_ كنت بفرح مع اصحابى يا حجيج هروح فين يعنى؟ المهم ايدك على الحلاوة وحلاوة البكالوريوس كبيرة لن أتنازل


بسطت كفها أمامه بطريقة مضحكة وقد ابتسم بالفعل لتلك البراءة التى لم تغيرها السنوات فى صغيرته وتناسى تساؤله مع ظهور زوجته هنية التى تتحدث بسعادة متراقصة عبر عينيها وصوتها

_ هنجوزك ونجهزك عاوزة حلاوة اكتر من كده؟


زاد الارتباك فوق ملامح سهى فهذا اليوم الذى كانت تتهرب منه قد أصبح واقعا تحياه، تنفست بعمق وهى تستعد للمواجهة فهى ليست هينة أبدا


عثمان


ابن عمها وابن خالتها أيضاً وهو كذلك الزوج المرتقب الذى تشير له أمها وهى لن تقبل بإتمام هذا الزواج مهما حدث، عليها أن تدافع عن حياتها، عن اختيارها، عن حقها فى الحب والحياة التى تستحق.

جلست بالقرب من أبيها وقد زال الارتباك وظهرت القوة والحدة المغلفة بجدية شديدة

_ بابا افتكر ده الوقت اللى لازم اقول فيه انى مش عاوزة عثمان ابن عمى


صمت لم يطل وتعالت دهشة هنية التى تعبر عن الاعتراض والاستنكار

_ ليه بقا هو ابن خالتك يتعيب؟


رفع خيرى كفه يوقف تدافع الأسئلة المستنكرة على لسان زوجته لتبتلع ما تبقى منها عالقا فى حلقها وينظر هو نحو ابنته وقد كلل وجهه الحزن

_ ومش عاوزاه ليه؟ انت عارفة انك موقوفة عليه من يوم ما اتولدتى والحتة كلها عارفة كده، تقدرى تقولى لى مين ممكن يتجوزك فى الحى كله لو سابك ابن عمك؟ ولا انت عاوزة سيرتنا تبقى على كل لسان؟


عقدت ساعديها وهى تتابع دون أن تنتبه لصدمة أبيها التى تتزايد بوضوح

_ يا بابا انا لا عاوزة عثمان ولا عاوزة حد من الحتة دى كلها انا بقيت مهندسة قد الدنيا ومن حقى اختار الإنسان اللى عاوزة اكمل معاه حياتى


انتفضت هنية ليمسك خيرى كفها فتحاول التحكم فى انفعالها الغاشم الذى تزيد ابنتها اشتعاله وتعود للجلوس بينما لم تحد عينيه عن وجه ابنته متسائلا وقد طغى الاستنكار على نبرته

_ معنى كده انك اخترت حد تانى؟


عبر صوته عن الجفاء الذى يشعر به فى هذه اللحظة لتبتلع ريقها بتوتر

_ صراحة يا بابا ايوه اخترت، انسان مناسب ليا فى الفكر والمستوى الثقافى


قاطعتها هنية بحدة لهذه الحجج الواهية برأيها

_ وهو ابن عمك جاهل ؟ ماهو كمان مهندس

_ ميكانيكا يا ماما وبيشتغل ميكانيكي وواخد هندسة بعد الدبلوم


زفرت كلماتها وكأنها تستنكر أن يتساوى بها عثمان ليغمض خيرى عينيه وهو يرى أن ابنته الكبرى لم ترع حق الحرية التى منحها لها وبدلاً من استثمار عقلها للتقدم وتسخيره للتفهم و المراعاة تسخر من ابن عمها لكونها ترى تخصصه أقل شئنا منها بل و اقتطعت من الوقت الذى غادرت به المنزل بسبب الدراسة لتبادل المشاعر مع شخص ما لتفضله اليوم على ابن عمها وترفع قدره عنه زاد غضب خيرى وبدأ فورا يشعر بالدوار لينهرها بحدة

_ قومى من قدامى


نظرت لأبيها بصدمة فقد ظنت أنه سيتفهم مصارحتها ويراعى حقها فى اختيار الزوج المناسب من وجهة نظرها فلم تتحرك ليصرخ دون أن يفتح عينيه مؤكدا لها عدم رغبته رؤيتها

_ قولت قومى


انتفضت تعدو نحو الغرفة التى تجمعها واختها الصغيرة سارة التى ترفض الانفصال بغرفة مستقلة رغم بلوغها الثانية عشر ورغم جاهزية غرفتها ايضا، اقتحمت الغرفة لتجد أمها خلفها بعد دقيقتين فقط، تعلم أن السبيل لإقناع أمها صعب خاصة أنها تحب عثمان كأنه ابن لها وليس ابن اختها وطالما كان المفضل عنها لذا بادرت بالتوضيح

_ يا ماما عاوزنى اتجوز عثمان ازاى وانا لحد من سنتين تلاتة بقوله يا أبيه؟ انا بحب عثمان زى اخويا يا ماما ماينفعش اتجوزه. انت من زمان تقولى لى عثمان اخوك الكبير


تهكمت ملامح هنية ساخرة من هذا العذر الواهن برأيها بينما لمع الرعب بعينى سهى وهى ترى السكين الذى تخرجه أمها من طيات ملابسها وهى تتقدم نحوها بشر يكسى ملامحها

_ انت فاكرة علشان دلعناكى زيادة هتجيبى لنا فضيحة ولا هتفرقى بين الاخوات؟ انت يا مقصوفة الرقبة تعرفى تحبى وتختارى! كنت بتقابليه امته وفين؟


تراجعت سهى بفزع وهى ترى ملامح أمها بهذا الوجه من الشر للمرة الأولى بحياتها رغم جفاءها المستمر وحدتها المعروفة عنها فتتوقف أفكارها و فتهترأ شجاعتها المعتادة فوراً

_ والله يا ماما كان زميلى فى الجامعة ماكناش بنتقابل ولا حاجة وبعدين عثمان ده اخويا الكبير


ابتلعت حروفها مع اندفاع السكين ليقف ملامسا رقبتها وهى تشهق متراجعة مع تقدم هنية منها

_ اخرسى مش عاوزة اسمع صوتك وأن كانت حنية ابوكى هتخيب املك انا هعرف اكسر رقبتك وابن خالتك هتجوزيه ورجلك فوق رقبتك ورجلك مش هتعتب باب البيت تانى لحد ما تتزفى على جوزك غير معايا، انا هعرف اربيكى من أول وجديد.


سحبت حقيبتها لتفتحها وتسكب محتوياتها فوق الفراش ثم تلتقط هاتفها وحين مدت سهى كفها تعترض عادت ترفع السكين بوجهها متوعدة لها مرة أخرى بنفس الوجه ونفس الغضب

_ صدقينى موتك عندى احسن من الفضيحة ومفيش فضيحة اكبر من أن عثمان يسيبك وموتك على أيدى لو ده حصل.


شملتها بنظرة غاضبة قبل أن تغادر الغرفة وتصفع الباب لتتحطم القوة التى كانت تتمسك بها سهى فترتمى فوق الفراش باكية، لطالما كان والدها محب متفاهم لكن تبدد هذا التفهم وتسربت المحبة حين تعلق الأمر بعثمان ويبدو أنه سيشابه أمها في القسوة.


انتفضت من ذكرياتها مع دفعة من كف عثمان

_ سرحانة فى ايه؟

هزت رأسها ورسمت ابتسامة يعلم كل منهما أنها كاذبة وهى تشيح وجهها عنه وتتطلع للحضور فهى ترى أن كل هؤلاء أسعد بليلة زواجها منها .


نظر لها عثمان ولما تبديه من مشاعر زائفة وسعادة مصطنعة ليرأف قلبه لها فهى بكل الأحوال صغيرته سهى، أخته الصغيرة التى عاش واياها سنوات من طفولته المتأخرة سعيدا بها وظلت أخته الوحيدة لسنوات حتى أصبح له أختا بالفعل بعمر اختها سارة.


اشاح وجهه عنها ايضا نحو الحضور، لم يكن يريد الزواج من سهى، ليس رفضا لها لكنه يراها أخته، كيف يتزوج من أخته؟ لقد طوقت رقبته واجبر على الزواج منها إرضاء لأبيه وعمه فهو لن يخذل أي منهما بالإضافة أن سهى فتاة يتمناها اي رجل، لكن أي رجل سواه.


تنهد مستغلا انشغال الجميع عنه وأفكاره تعود لعدة أسابيع خلت


دخل المنزل لتستقبله أخته عالية وابنة عمه سارة راكضتين بلهفة فيضحك وهو يقدم لهما الكيس الذى يحمله قبل أن تطالبان به

_ حلاوة نجاح سهى انا عامل حسابى يا مادية منك ليها


تخصرت عالية ونظرت نحو سارة التى فعلت مثلها تماماً وهما تعلنان اعتراضهما للتعامل معهما كطفلتين

_ احنا عاوزين فساتين سواريه فى فرحكم مالناش دعوة

_ ايوه انت هتضحك علينا ولا إيه؟


تبددت اصواتهما المعترضة والمطالبة بالمزيد من المكافآت بينما شرد عنهما فهذا هو اليوم الذى كان يتهرب من مواجهته وكم يتمنى أن يحله أبيه من هذا الإرتباط التقليدى الذى لا محل له من مشاعره.


اتجه نحو غرفته ليستوقفه صبرى والده

_ أجرى يا عالية انت وسارة العبوا تحت. اعمل حسابك يا عثمان تروح مع امك وخالتك بكرة تجيبوا الشبكة

دار على عقبيه يواجه أبيه بأعين راجية

_ شبكة ايه بس يا بابا؟ مش لما سهى توافق وانا واوفق!

تقدم منه أبيه بملامح منزعجة معتادة

_ ليه انت بتفكر ترفض بنت عمك؟ أنت عاوز توقف حال البت وتخيب أملها

_ لا طبعا يا بابا مش قصدى

_ اسمع خلاصة القول يا بشمهندس، بنت عمك موقوفة عليك طول عمرها وعمك وخالتك هيبدأوا يجهزوا من بكرة أنا وامك اتكلمنا معاهم الصبح وفرحكم اخر الشهر انت شقتك جاهزة وهى خلصت جامعة وخلصنا مفيش داعى للتأجيل اكتر من كده احنا عاوزين نفرح بيكم

_ يا بابا سهى زى اختى الصغيرة، انا شايفها اختى اتجوزها ازاى بس؟

تهكمت ملامح صبرى فهو أيضاً لا يرى هذا سببا لرفض ابنة عمه

_ انت عارف عمك ماخلفش صبيان وكل أمله عليك تستر بنته وتراعى مالها هى واختها الصغيرة، سيبك من حكاية اختك وكلام العيال الصغيرة ده وجهز نفسك علشان تتجوزها.


وقبل أن يحصل على فرصة للحديث دار أبيه مغادرا لينظر فى اتجاه الفتاتين ويحمد الله أنهما غادرتا قبل هذا الحوار من محاسن اخلاق أبيه عدم التحدث بوجود الصغار .


أفاق من ذكرياته على أكف تتجمع حول ذراعه لتسحبه من مقعده فيبتسم لأصدقائه الذين يعبرون عن سعادتهم بزواجه تلك السعادة التى لم تخيم على صدره بعد فهذا ليس الزواج الذى تمناه ولا الزوجة التى أراد أن يختار بل هو لم يحصل على فرصة للاختيار.


زاد صخب الحضور مع إحاطة أصدقائه به ليرسم ابتسامة تماثل ابتسامتها فى الكذب والتصنع.


عادت أفكاره لذلك اليوم مع اصطدام عينيه بوجه أمه المبتسم بسعادة وهو يتذكر لحاقها به بعد حواره القصير وأبيه لتدخل غرفته بعد طرقة خفيفة لا تصدر إلا عن كف أمه الرقيق .


عودة للوراء


تقدمت هالة وكان عثمان يجلس بطرف فراشه شاردا فى زواجه الذى يجبره عليه أبيه وكأنه ليس رجلا وله حق الاختيار والقبول والرفض أيضاً ، نزعت منه كل حقوقه لأجل كلمة قالها أبيه يوم مولد سهى ووعدا قطعه أبيه أيضاً والزمه هو بتنفيذه .

اقتربت وجلست بالقرب منه لتربت فوق كفه الخشن برفق متسائلة بمودة وحنو

_ مالك يا عثمان؟ هى سهى مش عجباك؟


تنهد عثمان وهو ينفى فوراً

_ يا ماما سهى أي راجل يتمناها بس انا شايفها اختى الصغيرة من يوم ما اتولدت اتجوزها ازاى؟


تنهدت هالة وكأنها عانت نفس الموقف وكانت بنفس الوضع

_ تعرف يا عثمان انا كمان لما اتجوزت صبرى كنت شيفاه أخويا، عمك وخالتك طول عمرهم بيحبوا بعض لكن أنا وابوك اتجوزنا بس علشان ده اللى مفروض يحصل ومع العشرة والاحترام الحمدلله عايشين سعداء ، وحكاية نظرتك ليها بقا دى غلطتك كان المفروض يا عثمان تحاول تقرب منها من فترة انت عارف الوعد وعارف انكم هتتجوزوا باعد نفسك عنها ليه؟

_ مش باعد نفسى يا ماما بس بردو ماينفعش اقرب منها بأي شكل من نفسى سهى من يوم ما اتولدت سارة وهى بعيد عنى على قد ما كنا قريبين من بعض بعدنا عن بعض


شردت هالة للحظة وهى تتذكر كيف كانت اختها تمنع ابنتها من قرب عثمان حين بلغت سن المراهقة وتتذكر أيضاً أن سهى كانت تعترض على هذا البعد الإجباري حتى اعتادته وأصبح واقعا يحياه الصغيرين لكن ربما كانت هنية محقة في هذا الحرص فقد كانا متلازمين طيلة الوقت ووجب الفصل بينهما هى لا تعترض على وضع حد لكنها اعترضت على الطريقة التى استخدمتها هنية . انتبهت لتنظر نحو عثمان مرة أخرى فهى بالفعل تتمنى أن تسكن سهى صدره وقلبه ليعش سعيدا فهى يمكنها أن تعلم صعوبة الحياة بلا مشاعر وقد عاشت حياتها بالفعل بلا مشاعر مع صبرى الذى لا يعترف بوجود هذه المشاعر أو أهميتها .

_ لازم يا عثمان تعرف حاجة واحدة، قلوبنا يمكن مش بأدينا ومحدش بيحب بقرار لكن القرب ممكن يفتح القلوب خصوصا أن انت ماجربتش تحب او محدش شاغل تفكيرك يبقى تقدر تحط سهى في حيز تفكيرك واهتمامك بيها هيولد الحب، انا مش عاوزاك تتجوزها وقلبك مقفول من ناحيتها أدى لنفسك واديها فرصة.

_ تفتكرى يا ماما ممكن فعلا احب سهى ؟


ابتسمت وعادت تربت فوق كفه

_ انت فعلا بتحبها محتاج بس تغير مكانتها عندك وتخرجها من خانة الاخت .


عاد عثمان من ذكرياته لينظر نحو أمه ويبتسم لها ثم تتجه نظراته نحو سهى التى لا يمكنه أن يغفل شرودها


نظرت سهى للأضواء المبهرة واغمضت عينيها وهى تنكس رأسها رفضا، لكم تتمنى أن تصم أذنيها عن هذا الصخب العشوائى وتلك الموسيقى المزعجة ليصمت كل شيء دفعة واحدة، فتحت عينيها بلهفة لتلتقى بعينيه ليلتقط تلك اللهفة مع صوت عبر المكبر

_ المأذون وصل هدوء علشان نكتب الكتاب


google-playkhamsatmostaqltradent