Ads by Google X

رواية وعد بلا رحمة الفصل السابع عشر 17 بقلم ياسمين ابو حسين

الصفحة الرئيسية

 رواية وعد بلا رحمة الفصل السابع عشر بقلم ياسمين ابو حسين

 رواية وعد بلا رحمة الفصل السابع عشر

 فى الصباح هبطت وعد الدرج مسرعة .. متجنبة النظر لشقة مالك ثم تابعت إنطلاقها حتى خرجت لتتقابل نظراتها مع نظرات جاسم العميقة كعينيه السوداء ......

كان مستندا على سيارته ينتظرها .. حتى رآها أمامه بفستانها الأبيض و الذى يعلوه سترة من الجينز و حجاب بلون ازرق .. و مكياج رقيق كعادتها .. تطلع إليها بقوة و هى تتقدم نحوه .. تلك الجميلة التى إستطاعت قولبة كيانه و جذبه لعالمها المثالى بالنسبة له ......

وقفت أمامه بإبتسامة مشرقة و قالت بخجل :
- صباح الخير يا باش مهندس .
رفع طرف شفته بإحتجاج و قال بحدة :
- تعرفى .. أنا ممكن أروح البيت و أقطع الشهادة اللى بتقول إنى مهندس علشان أخلص من كلمة يا باش مهندس السخيفة اللى بتقوليها دى .
زمت شفتيها بطفولة و قالت بدلال :
- زعلانة منك .. فى أول يوم لينا بتزعقلى .. مش هكلمك تانى .
مرر كفه على ذقنه فى محاولة لكبح زمام ثورته العارمة .. فتلك المصيبة الواقفة أمامه لا تدخر جهدا لإثارته دون أن تشعر .. و لكنه أخرج من خلف ظهره باقة ورود حمراء و مدها ناحيتها .. و قال بنبرة متسلية و رائقة :
- طب الورد ده ممكن يخليكى تسامحينى .
إتسعت عينيها بفرحة .. فهذه أول مرة يهديها أحدا ورودا .. إلتقطته منه بفرحة و قالت بعفوية :
- الله .. ده حلو جدا .. متشكرة يا جاسم .
تاهت عينيه على ملامحها بوله .. و صارت دقات قلبه تقصف بجنون .. فقط كل ما يحتاجه ان ينظر إليها دون الرغبة فى الحديث أو التحرك .. يريد أن ينهل من جمالها و هذا يكفيه .......
تنحنحت بخجل و هى تطالع شروده بها .. ثم قالت بخفوت :
- مش هنمشى ولا إيه .
إبتسم بمشاغبة و إنتصب فى وقفته و فتح لها الباب المجاور له و مد ذراعه مع إنحنائة بسيطة مسرحية قائلا بمداعبة :
- إتفضلى إركبى سيارتى المتواضعة يا مولاتى .
أمسكت بطرفى فستانها وفردته على جانبيها و ثنت ركبتيها قليلا قائلة بتهذيب متسلى :
- متشكرة يا سمو الأمير .
ثم تعالت ضحكاتهم سويا .. و إستقلت مكانها بسعادة .. و أغلق ورائها الباب و إلتف ليستقل مكانه خلف المقود و أدار السيارة .......
أخذت وعد تتأمل السيارة من الداخل بإنبهار من إمكانياتها .. و سألته بفضول :
- هو إنت بتفتح سقف العربية إزاى .
إبتسم بهدوء و فتح لها سقف السيارة .. فأخذت تتطلع فوقها بتعجب .. و قالت بطفولة :
- wow .. تجنن بجد .
إرتدى نظارته الشمسية و سألها بتلهف :
- عجبتك .
أومأت برأسها و قالت :
- طبعا دى تحفة .. أقولك سر .
إلتفت إليها قليلا و قال بصوت حنون للغاية :
- أحلى حاجة بحبها منك .. هى أقولك سر دى .. فاكرة لما قولتيلى إن هديتى يوم عيد ميلادك هى أغلى هدية جت ليكى .. كنت هطير من الفرحة .. هو صحيح إنتى لسه بتلبسى شنطة تيتة الصغيرة و اللى فيها المصحف .
أجابته بقوة قاطعة للشك :
- عمرى ما قلعته غير وقت النوم .
عاد بعينيه للطريق و قلبه يرقص فرحا ثم سألها قائلا :
- مش هتقوليلى السر الجديد .
ضحكت قليلا ثم قالت بخجل :
- أول مرة شوفتك و إنت راكب العربية دى .. رشقتك عين عالمية .. بس ربنا حماك منها .
ضحك جاسم ضحكة عالية و هو يتابع الطريق .. حتى قاطعهم رنين هاتفه الموضوع أمامهم فى مكانه المخصص له .. قرأت وعد إسم نهلة على شاشته .. فشعرت بضيق خانق .. ولكنها تصنعت اللامبالاة و إلتفتت لجاسم فى إنتظار تبريره .. فإلتفت إليها قائلا بجدية :
- أقول الصراحة .
أجابته بإقتضاب قاطع :
- طبعا .
تنفس مطولا و زفره دفعه واحدة و قال معللا :
- دى بنت كنت أعرفها من فترة و قطعت علاقتى بيها هى و غيرها أول ما إتأكدت إنى بحبك .. بس هى رافضة تبعد عنى .. مع إنى فهمتها أكتر من مرة إنه خلاص اللى بينا إنتهى .
إنتهى الرنين .. فقالت له وعد بتوجس و قلق :
- يا رب ما أكونش أنا كمان زيها .. أول ما تلاقى غيرى تدينى إستمارة ستة .
هدأ من سرعة السيارة و صفها بهدوء و إلتفت بجسده ناحيتها و خلع نظارته و تطلع داخل عينيها بقوة و ثبات قائلا :
- إنتى عارفة .. و متأكدة .. إنك أحلى و أغلى حاجة فى حياتى .. و إنى أقدر أستغنى عن حتة منى و ما أستغناش عنك .
أجابته بثقة عمياء :
- عارفة .
عاد الرنين مجددا .. فقال لها جاسم لقطع الشك باليقين :
- إيه رأيك تردى عليها إنتى .. علشان تصدق إنى خطبت و خلاص .
لم تمهل نفسها وقت للتفكير و ضغطت زر الإجابة .. فأسرعت نهلة قائلة بغضب :
- أخيرا رديت عليا يا حبيبى .
رفعت وعد حاجبيها بغضب و ضيقت عينيها .. ثم قالت بهدوء غاضب :
- السلام عليكم .
ساد الصمت لثوانى حتى سألتها نهلة بتعجب :
- مين معايا .. مش ده موبايل جاسم .
أجابتها وعد بنبرة غاضبة و هى تهز ساقيها بتوتر :
- أيوة هو .. و أنا خطيبته .. مين معايا بقا .
- خطيبته !!!!!
مصمصت وعد شفتيها قائلة بسخرية :
- أيوة خطيبته .. إيه مش مصدقة .. أبعتلك صورة من كتب كتابنا كمان علشان تصدقى .
إبتسم جاسم على سخريتها .. فضربته على ذراعه بضيق .. ثم قالت بفتور :
- يا ريت يا آنسة أأأأ ..... نسيت إسمك .. ما تتصليش على .. جوووزى تانى .
أغلقت نهلة الخط بوجهها .. فشهقت وعد بغضب .. بينما ضحك هو ضحك عالى و هو يتابع غضبها ثم قلد نبرة صوتها قائلا بمداعبة :
- ما تتصليش على جوووزى تانى .. يخرب عقلك عسل .
زمت شفتيها بطفولة و عبست قليلا و قالت بتذمر :
- أنا صوتى مش وحش كده على فكرة .. ودى بنت مستفزة إزاى تسمحلها تقولك يا حبيبى .
تطلع لزمة شفتيها و عض على شفته و إقترب منها قائلا بتحذير :
- ما تعمليش ببؤك كده تانى أحسنلك لأنى خلاص قدامى تكة و هنفجر فى وشك .. و ياستى آسف إن صوتى مش بحلاوة صوتك .. ممكن تغنيلى .
رفعت حاجبها بتعجب و قالت له بضيق :
- ﻷ .. ماليش مزاج .
أسبل عينيه قليلا و قال بترجى :
- علشان خاطرى .
إبتسمت على طريقته و قالت و هى تتصنع التفكير :
- ماشى هغنى .. بس إستلقى وعدك بقا .
أدار السيارة مجددا و إنطلق بها .... أغمضت عينيها و هى مستمتعة بنسمات الصباح التى تلامس وجهها بنعومة ثم غنت قائلة بإبتسامة ماكرة :
- حبيبى على نياته .. كل البنات إخواته .. ده ماكنش كده بس أنا غيرت كل حياته .. دلوقتى عايشها جد .. و عيونه مش شايفة حد .. لو واحدة بتسأله .. بيسبنى أنا اللى أرد .. حبيبى داب على إيدى و تاب .. دخلنى قلبه و قفل الباب .
تعالت ضحكاتها ببساطة جعلتها ساحرة .. ثم إلتفتت إليه فغمز لها بعينيه و قال بإعجاب شديد :
- أصلى والله فعلا مش عاوز من الدنيا كلها غيرك .. صوتك يجنن .
- متشكرة .
حملت نظارته ذو الماركة الشهيرة و إرتدتها بمرح و أخرجت هاتفها و إلتقطت لنفسها صور مضحكة .. كل هذا و الكائن الجالس جوارها يذوب مع أصغر تفصيلة بها .. فقرر فصل عقله قليلا حتى لا يتهور معها .. ثم سألها بإبتسامة مرحة :
- إيه رأيك أعزمك على الفطار ؟!
خلعت نظارته و قالت ببديهية :
- ﻷ طبعا .. أنا ما قولتش لبابا أو لعمرو .
إبتسم بفرحة .. فرغم أنها أصبحت زوجته .. إلا أنها قالت له لا .. فمن كان يعتقد أنه لا توجد فتاة تستطيع صده .. ها هى تفعلها دون تفكير .. فقال لها مدعيا الضيق :
- أنا مافطرتش و عملت حسابى أفطر معاكى .
فكرت قليلا .. ثم قالت له مسرعة :
- أقف على جنب .. بسرعة لو سمحت .
هدئ من سرعة السيارة و أوقفها و سألها بقلق :
- مالك .. فى إيه ؟؟!!
للمرة التى لا تعرف عددها التى تتخطى فيها إستماعها لإسم مالك .. حتى و لو من صيغة سؤال .. ثم إبتسمت بمكر و قالت له بنبرة هزلية :
- إستنانى هنا .. خمس دقايق و راجعة .
وترجلت من السيارة .. و توجهت لأحد محلات البقالة الكبيرة و بقيت بها دقائق .. ثم خرجت تحمل أكياسا به بعض الأشياء .. و إستقلت السيارة مجددا .......
إلتفت إليها جاسم بجسده متطلعا لما تحمله بتعجب .. فبادرت هى قائلة بحماس :
- هنفطر فطار يجنن دلوقتى .. و مش هنتأخر على شغلنا .
عبث بالأكياس قليلا و سألها بتلهف :
- جبتى إيه بقا نفطر بيه بقا .
غمزت له بعينها بتلقائية و قالت بنبرة نهمة :
- هعملك ساندوتش كيزر و زبدة و جبنة رومى و عليه كاتشب .. هتحلف بيه يا معلم .
ضحك بخفوت و سألها مستفهما :
- قشطة جدا .. هو إنتى بتعرفى تطبخى بقا .
أشاحت بيدها بغرور قائلة بثقة :
- أنا بفضل الله .. و اللهم لا حسد .. فى المطبخ .. آخرى الساندوتش اللى إنت هتاكله ده .
هز رأسه متفهما بيأس و قال ساخرا :
- مش بتعرفى تطبخى .. عموما هنقضيها يوم عند ماما و يوم عند تيتة إمتثال .
ضحكت ضحكة عالية و هى ترجع رأسها للخلف فى صورة جعلته يصاب بالتجمد .. و هو يطالع جمالها و أشعة الشمس خلفية لتلك الصورة المبهجة .. ليطمئن قلبه أنه لم يخطئ حين إختطفها و دمغها بإسمه للأبد ..........

..................................................................................................................
...................

الشوق .. و العند .......
أو الشوق المصاحب بالعند .. أن تتألم و تحترق شوقا و لكنك تكابر و تعاند لتظهر بمظهر القوى ......
إذا فأنت واهى .. فالحب لا يعرف العناد و المكابرة و التى ستكون نهايتهم أن تأخذ منك الأيام أكثر مما تعطيك .........

تململ فى نومته الغير مريحة على الأريكة .. و تمطأ فاردا عظامه التى دكت من تلك النومة المتعبة .. ثم أنزل قدميه على الأرض و طأطأ رأسه بحزن فخواء البيت منها جعله مملا ......
سحب عمرو نفسا طويلا و زفره على مهل و وقف ثم توجه لغرفته .. وقف على بابها يتأملها كأنه يبحث عن روان بداخلها .. ثم حمل منشفته و ملابس نظيفة و دخل للمرحاض ليغتسل ....
حضر لنفسه كوبا من القهوة و أخذه و جلس به بالشرفة متأملا السماء بهدوء .. و بين كل لحظة و الأخرى يلتفت خلفه داخل شقته ظنا منه أنها ستقترب منه أو تضحك على شئ ما .. لتبتسم شفتيه و يمنى نفسه برؤيتها و ضمها لصدره ......

أما روان فإستيقظت فزعة تنظر حولها كأنها بمكان غريب عليها .. رغم أنها كانت غرفتها لسنوات و لكنها الآن تريد العودة لموطنها .. لحضن زوجها و حبيبها ......
ولكن الكبرياء و عزة النفس .. و العند .. سيؤثرون بالسلب على علاقتهم العاطفية .. بلا شك .....
أغمضت عيناها و هى تستشعر قبلته الحانية التى طالما أيقظها بها .. إبتسمت شفتيها و هربت من مقلتيها عبرة ساخنة إشتياقا .......

وقف أمام بنايتهم ينتظر خروجها بفارغ الصبر .. كعادته أغلب الوقت كلما إشتاق إليها .. تلك العنيدة الأكبر فى العالم .. و التى عشقها من النظرة الأولى .. و ما هى إلا لحظات و رائها تغادر منزلها و هى تبتسم بإشراق و تمسك إبنتها من يدها بحب .. و توجهت لسيارتها و أجلست ريتال بجوارها أولا .. و وضعت حولها حزام الآمان و قبلتها بحنو و أغلقت الباب و لفت حول السيارة و إستقلتها بهدوء .........
لم تغفل عينيها و ربما قلبها عن وجود سامر الدائم حولها يطالعها من بعيد .. دون أن يزعجها بوجوده .. عدلت مرآتها الأمامية لتلمحه من بعيد .. ثم إبتسمت براحة فحبيبها لا يقوى على هجرها .. و عنادها .. فإنطلقت بسيارتها و هى منتشية بسيطرتها عليه و على قلبه و عقله و كيانه كله .........
بعدما إطمئن قلبه برؤيتها .. إنطلق سامر بسيارته شاردا لا يعلم وجهته .. فبعد عزوفه عن الذهاب لعمله لم يعد يشغله شئ .. إنتبه على رنين هاتفه .. فتطلع بشاشته ليصطدم بإسم وعد .. فأجاب قائلا بهدوء :
- ألو .
أجابته وعد بجمود :
- السلام عليكم .. لو سمحت كنت محتجاك تيجى الشركة ضرورى علشان ورق صفقة الأنتريهات فى خزنتك و أنا عاوزاه .
تنهد سامر مطولا بضيق .. ثم هز رأسه قال بلوم :
- كده يا وعد .. ما فيش حتى أخبارك إيه .
- لأ ما فيش .
إصطدم من ردها الصادم و الموجز .. و لكنه إبتسم بمداعبة و قال بسخط :
- ليه ما فيش طيب .. ده أنا سامر بتاع الشوكولاتة المستوردة .
أتاه صوتها حزينا و هى تقول بعفوية :
- زعلانة منك جدا .. إنت عارف إن غلاوتك عندى من غلاوة عمرو .. بس إنت سبتنى فى أهم يوم فى حياتى و ما كنتش جنبى بغض النظر عن جاسم و مالك .
صف سيارته بهدوء .. و أجابها بنبرة حزينة و عميقة بصوته الأجش :
- غصب عنى و الله .. أنا إتحطيت فى مشكلة بين أغلى إتنين فى حياتى .. و ده زعلان منى و ده زعلان منى .. و مش عارف أعمل إيه .
أجابته بعقلانية شديدة :
- الأيام قادرة تجمعنا كلنا تانى .. شوية وقت بس .. المهم تعالى علشان تدينى الورق بسرعة .. أنا دلوقتى بشتغل شغلى و شغلك و شغل مالك كمان .
- حاضر .. نص ساعة و أبقى قدامك .
ثم صمت لثوانى و قال بإبتسامة هادئة :
- مبروك يا وعد .
إتسعت إبتسامتها و قالت بإيجاز :
- الله يبارك فيك .. مع السلامة .
أغلق هاتفه و تطلع بشاشته و قال بحزن :
- خايف عليكى و الله لو عرفتى باللى عمله جاسم و إزاى فرق بينك و بين مالك .. صدمتك هتكون أصعب .

إستمر عمل وعد الجادى لفترة طويلة .. فحركت عنقها بإرهاق .. ورفعت كفها أمام عينيها تطالع خاتم خطبتها بإبتسامة شغوفة .. ثم إختفت أنفاسها و زادت سرعة دقات قلبها و قد إلتقط أنفها عطر تميزه بقلبها .. فرفعت عينيها ناحية باب مكتبها فرأته يقف أمامها يحدجها بحدة .....
متألم منها .. يعلم ذلك جيدا و لكن الآن بمجرد رؤيتها .. إشتاق إليها .. سنجوبته الصغيرة و التى كبرت و نضجت عاطفيا على يده .. ليعطيها لجاسم على طبق من فضه .. و رغم عشقه الذى لم ينقص و لو ذرة .. إلا إنه حدجها بحدة و إزدراء .. ثم إبتسم ساخرا و تركها و إنطلق ناحية مكتب جاسم .. فالمواجهة هو ما أتى من أجلها ........
خفق قلب وعد بقلق و هاتفت سامر مسرعة .. فأجابها قائلا بتسرع :
- قدامى خمس دقايق بس و هكون عندك .
فقالت له بتوتر و رجفة شديدة تغلف صوتها الناعم :
- مالك هنا يا سامر .. و شكلها مش هتعدى على خير .. أرجوك تعالى بسرعة .
ضرب مقود سيارته بغضب و هدر قائلا بعنف :
- الغبى .. هيموتوا بعض أنا عارفهم .. إستر يا رب .. وعد .. إنزلى إنتى عند أستاذ عبد الصمد و إبعدى فورا .. سامعة .
أومأت وعد برأسها كأنه يراها و قالت بصوت مرتعد :
- حاضر .. بس ما تتأخرش أنا خايفة عليهم .
- تمام .. يالا بسرعة سيبى مكتبك .
ثم زاد من سرعة سيارته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .. فهو يعلمهم جيدا .. و يعلم أن تلك المواجهة لن تسفر عن خير .......

..................................................................................................................
....................

حانت المواجهة .. ودائما ما تكون نتيجتها .. فائز .. و خاسر ........
وقف مالك قبالة جاسم الجالس على مكتبه يطالع حاسوبه، إلتفت إليه بحدة بعدما إقتحم غرفته دون إذن .. و لكن لحظة .. منذ متى و يحتاج مالك الأذن للدخول إليه ......

إستند جاسم بظهره إلى كرسيه جالسا بأريحية و هو يحدج مالك بقوة و سطوة .. بينما الآخر يطالعه بإحتقار و إشمئزاز... خرج مالك عن صمته قائلا بإزدراء و هو يضع كفيه فى جيب بنطاله :
- هتصدق لو قولتلك إنى مش لاقى كلام أوصف بيه حقارتك و ****** .
أشاح جاسم بوجهه عنه محاولا تهدئة نفسه قليلا .. ثم عاد بعينيه إليه قائلا ببساطة شديدة :
- ما تيجى نتكلم بالعقل .. خلاص الليلة خلصت و وعد بقت مراااتى .. عارف يعنى إيه مراااتى .. فإستسلم و دور على بنت الحلال اللى تسعدك .. زيى .
ضحك مالك ضحكة عالية و حك أنفه .. ثم قال بهزل قاسى :
- إيه .. قلقان عليا و نفسك تفرح بيا .. بس أحب أطمنك إنى هتجوز اللى هتسعدنى .. أقولك كان على إسمها .. ده حتى إنت تعرفها كويس يا صاحبى .. عارف مين .. وعد .. مراااتك .
وقف جاسم مسرعا و دفع كرسيه بقوة جعلته يصطدم بالحائط خلفه و يتهشم .. بينما إندفع هو ناحيته و أمسكه من تلابيبه قائلا بصوت أجش مخيف :
- لو جبت سيرتها على لسانك تانى .. هقطعهولك و أنا مش بهدد و إنت عارفنى كويس .
قرب مالك و جهه من وجه جاسم و همس قائلا بتحدى :
- هاخدها منك .. و هرجعها ليا .. غصب عنك .
خرج جاسم عن سيطرته و هو ينفث أنفاسه بسرعة مؤلمة و لكمه فى وجهه بقوة جعلته يترنح فافدا توازنه .. و هدر به قائلا بغضب مهلك :
- إحلم على قدك .. دى بقت ملكى .. ملك جاسم رحال و بس .. و إجرى إلعب بعيد يا شاطر .
بصق مالك دماؤه من فمه إثر ضربة جاسم القوية و إبتسم بخفوت و قال بسخرية :
- بما إننا هنلعب .. فا إيه رأيك نخلى وعد تلعب معانا و نعرفها إنك إتفقت مع ديما تصورنى من ورايا صور مش حقيقية و خليتها تشوفها علشان تضحك عليها و تتجوزك ..هاه إيه رأيك مش كده اللعب هيحلو .
لكمه جاسم مرة أخرى بقوة أكبر و جذبه من قميصه و ضرب رأسه بجبهته فأصيب مالك على إثرها بقطع صغير فى جبهته فإنسال خط رفيع من الدم على وجهه .. هنا قرر عدم المشاهدة و المشاركة فى تلك المطاحنة ردا لكرامته .. فكور قبضته و لكم جاسم بمعدته مرتين متتاليتين .. إنحنى جاسم على إثرها فضربه مجددا بقبضته على ظهره فصرخ جاسم متألما ....
إشتد غضبه بشدة بعد ضربات مالك المفاجئة .. فإنتفض واقفا و دفعه بقدمه من صدره بالقوة فإرتطم مالك بالحائط متألما .. إقترب منه جاسم بهدوء و رفع سبابته أمام عينيه و قال بغضب هادر :
- لولا إنى حاسس إنك تعبان كنت دفنتك مكانك .
إنقض عليه مالك و قبض على ياقة قميصه و هو يصيح به بشدة :
- أنا اللى هقتلك بإديا و أمشى فى جنازتك و أشرب قهوتك كمان .. بس لما وعد تعرف حقيقتك .
قرب جاسم وجهه من وجهه أكثر و قال بنبرة متحدية لا تقبل الجدال :
- مش هيحصل يا مالك .. لو هقطعلك لسانك علشان ما تنطقش تانى .
ولج سامر إلى الغرفة مسرعا و أغلق ورائه الباب .. ثم حاول بقوة أن يفرق بينهما .. قائلا بشراسة :
- إبعدوا عن بعض إنت و هو لقسما عظما ما هيضربكم غيرى و إنتوا عارفينى إيدى طارشة .
أزاحه جاسم من أمامه قائلا بسخط :
- إبعد عنى .. إنت إيه اللى جابك هنا أصلا .
أجابه سامر بحدة :
- مش وقته و إبعدوا عن بعض بقا .
خلص قبضتيهم عن بعضهما و دفعهما بغضب جعلهما يترنحا على آثرها بقوة .. و هدر بهم قائلا بعصبية :
- إتهدوا بقا .. خلاص خلصنا و وعد بقت مرات جاسم .. إنسى بقا يا مالك .
ضحك مالك بسخرية و قال بقوة :
- إنسوا إنتوا .. لازم تعرف الحقيقة و ساعتها هى اللى تختار بينا .. وبعدها تبقى خلصت .
هز جاسم رأسه نافيا و قال بصوت جاهورى أجش :
- مش هسمحلك .. و هتلاقينى فى وشك دايما .
هز مالك رأسه مستنكرا خفة عقله و قال له بتحدى :
- طب و لما هنبقى فى البيت و يتقفل علينا باب بيت واحد .. هتيجى منين علشان تمنعنى اني أقولها الحقيقة .
كز جاسم على أسنانه بقوة أصدرت صوتا لفرقعتها .. ثم إقترب منه قليلا و قال بنبرة صوت كفحيح الأفاعى من شرها :
- ما تستهونش بيا و لا باللى بتقوله .. لأنى هبهرك يا معلم فى اللى هعمله معاك لو فكرت بس .. إنك تقرب منها .
شعرت وعد بالملل و القلق .. فزفرت بتوتر .. فسألها عبد الصمد بفضول :
- مش مركزة معايا النهاردة إنتى .
أومأت وعد برأسها و قالت بإبتسامة خافتة :
- سورى يا مستر عبد الصمد .. بس بالى مشغول شوية .. همشى دلوقتى و هبقى أجى لحضرتك تانى .. بعد إذنك .
و تركته و خرجت و أثناء صعودها للدرج .. أخذها فضولها أن تستقل المصعد .. فقالت لنفسها محمسة :
- طب ما أطلع بالأصانسير و أهه دور واحد بس .. علشان أتعود عليه لواحدى .. يالا يا وعد إنتى قدها .
و بالفعل ضغطت زر المصعد حتى توقف أمامها .. ففتحت الباب و سمت الله و دلفت بتوتر .. ثم ضغطت زره و هى تقول لتهدئة نفسها :
- مش هيحصل حاجة .. ماتخافيش .. إهدى بس تلاقيكى و صلتى .

فرد سامر ذراعيه بينهما حتى يمنع إشتباكهم مجددا .. قائلا بقوة :
- صلوا على النبى بقا .
فلامس كفه صدر مالك فإستشعر دقات قلبه المسرعة الخافتة متطلعا لجرح جبهته النازف .. فسأله بقلق شديد :
- فى إيه يا مالك .. نبضات قلبك مش مريحانى و نفسك بتاخده بصعوبة ليه .
جلس جاسم على مقعد بجواره و قال بهدوء :
- ما هو علشان حالته دى مش راضى أتغابى عليه و إلا هخليه عجينة .
أشاح مالك بذراعيه قائلا بسخرية :
- ﻷ دكر يا ياض .. مع إنك أبعد ما تكون عن الرجولة .. فا ما تعملش فيها راجل و حياة أبوك
وقف جاسم مسرعا و حاول الإنقضاض عليه و لكن سامر و قف حائلا بينهم .. و صرخ بهم قائلا بضيق :
- إتهدوا بقا فرهدتونى .. خلصنا خلاص .
دلفت راندا عليهم المكتب قائلة بذعر :
- فى مشكلة كبيرة يا مستر جاسم .
لف رأسه ناحيتها و صرخ بها قائلا بحدة :
- إطلعى برة .. و حلوا مشاكلكم بعيد عنى .
فقالت بتلعثم من خوفها النابع من منظرهم المرعب :
- يا باش مهمدس حضرتك مش ....... .
قاطعها جاسم قائلا بعصبية :
- إنتى ما بتفهميش .. إطلعى برة قولت .
صرخت به قائلة بملامح مذعورة :
- الأصانسير عطل بوعد و صوتها جاب آخر الشركة من رعبها .

إتسعت عينى جاسم بخوف .. و ركض مسرعا ضاربا سامر و مالك فى كتفيهما .. بينما تطلع سامر بمالك و ركضا ورائه بعدما أفاقا من صدمتهما .....

....................................................................
رفعت روضة نقابها و جلست على مكتبها و قالت بإرهاق :
- الجو حر جدا .. ده إحنا لسه فى أول الصيف .. ربنا يستر السنة دى .
وضعت ريهام أمامها كوب من الشاى على المكتب .. و قالت بتعب و هى ترتشف من كوبها :
- أيوة و الله ده أنا إتفرهدت .. بس لو الروضة تنهى قبل الإمتحانات .. كده هنضطر نستنى لغاية ما الإمتحانات تخلص علشان ناخد إحنا أجازتنا .
جلست خلود أمام روضة و قالت بنزق :
- الحضانات كلها أخدت أجازة آخر السنة .. و إحنا لسه مفحوتين .. حرام و الله .
إرتشفت روضة من كوبها و قالت بتلذذ :
- شوية شاى يظبطوا النافوخ .. بقولكم صحيح أخبار أستاذ مصطفى إيه .
أجابتها ريهام بإبتسامة ماكرة :
- مقفلنها عليه زى الدومينو .. ربنا يهده و يكشفه قريب .. أنا مش عارفة مس سميرة مصممة عليه ليه .
قالت خلود بإستنكار و هى تعقد ذراعيها أمام صدرها :
- الكوسة يا أمى .. جاى بواسطة مهمة جدا .
هزت روضة رأسها نافية و قالت بثقة :
- مس سميرة مالهاش فى الوسطات و كده .. هى بس مش عارفة نواياه .. ربنا يستر لغاية السنة ما تخلص .
أشاحت خلود بذراعها و قالت بإبتسامة مرحة :
- سيبك .. المهم هاتى تليفونك لما أشوف صور وعد و خطيبها .

أعطتهم روضة هاتفها فتصفحا الصور بإبتسامة شغوفة حتى قالت خلود بإعجاب :
- بس وعد كانت زى القمر .. و فستانها يجنن .. ﻷ و عريسها أمور و طول بعرض .
زمت ريهام شفتيها بقلق و قالت بتهكم :
- إوعى ترزعيهم عين أنا عارفاكى .. قولى ما شاء الله .
قطبت خلود حاجبيها بضيق و قالت بلوم :
- إنتى دايما كده مسوءة سمعتى يا باى عليكى .. عموما ما شاء الله و شبكتها كمان تقيلة قوى .
إبتسمت روضة على شجارهم المعتاد و قالت بهدوء :
- إنتوا عارفين عيلة رحال غنيين إزاى .. فأكيد الشبكة هتبقى مش عادية .. ده غير هدايا عيلته لوعد كلها دهب و أحلى كمان من اللى هى لبساه .
مصمصت خلود شفتيها و قالت بتمنى :
- عقبالنا لما ربنا يرزقنا بعريس زى القمر كده و غنى و محترم .. يالا الأمل فى ربنا كبير .
وقفت ريهام و قالت و هى تلملم دفاتر التلاميذ :
- هروح بقا أنا الكلاس .. سلام يا قطاقيط .

....................................................................................................................
..................

شعرت سلوى بغصة بصدرها .. و سرعة دقات قلبها .. فقالت بقلق :
- خير اللهم إجعله خير .
تركت إمتثال السكينة من يدها و وضعت ثمرة البصل أمامها على طاولة المطبخ و سألتها بتعحب :
- مالك يا سلوى .. إنتى كويسة .
سحبت سلوى نفسا طويلا و زفرته دفعة واحدة و قالت بتوتر :
- قلبى مقبوض يا ماما .. ربنا يستر مش عارفة خايفة ليه كده .. ربنا يحمى الولاد .
ربتت إمتثال على ذراعها بحنو أموى و قالت لطمأنتها :
- ما تقلقيش يا حبيبتى .. إستعيذى بالله من الشيطان .
أومأت سلوى برأسها و قالت بحماس عكس حالتها الأخيرة :
- عاوزين ننزل نجيب لوعد لوازمها .. من الهدوم و الصينى و المطبخ و الفرش و نتفق على البراقع و السجاد .. ربنا يكون فى عونا و نلحق نخلص .
هزت إمتثال رأسها بإبتسامة حزينة و حملت السكين و ثمرة البصل و قشرتها و هى تقول بحزن :
- البت دى هتوحشنى قوى .. مش عارفة هتعود على بعدها إزاى .. هيوحشنى نقارها و شقاوتها .
إبتسمت سلوى إبتسامة واسعة و قالت بثقة :
- اللى هيريحنا إن ربنا رزقها بزوج بيحبها و طيب و إبن ناس .. و عيلته بيحبوها .. مع إن الحيزبونتين عماته مش طايقينها .. بس الحاج فضل عمره ما هيسمح لحد يزعلها .
- عندك حق يا بنتى .. ربنا يهنيها و يسعدها و ما يرميها فى ضيقة وعد بنت سلوى .

....................................................................................................................
..................

الشعور بالخوف و الوحدة .......
هذا ما تشعر به الآن و هى تجلس فى أحد الأركان ضامة ساقيها لصدرها و دموعها لا تنضب .. أخذت تهمس برعب :
- يا رب .. أنا خايفة قوى .. إنت فين يا جاسم .
كأنه شعر بها .. وقف أمام باب المصعد و صرخ قائلا بخوف :
- وعد .. يا وعد .. إنتى سمعانى يا حبيبتى .. ردى عليا .
رفعت رأسها براحة و صرخت قائلة :
- إلحقنى يا جاسم .. هموت .
قرب شفتيه من الباب و قال لطمأنتها :
- لأ يا عمرى مش هيحصلك حاجة .. ثوانى بس و هخرجك .
ثم إلتف حوله حتى وجد عمال الصيانة خلفه .. فصرخ بهم قائلا بغضب :
- شغلوا الزفت ده .. وعد هتموت جوة .
هز أحدهم رأسه و قال لتهدأته قليلا :
- إهدى يا فندم أرجوك .. هى المشكلة فى الكهربا و إحنا بنحاول نصلحها بسرعة و لو فشلنا هنضطر نسحبه يدوى .
إبتسم جاسم بسخرية و هدر به بعصبية :
- إنت كده بتطمنى .. دى عندها فوبيا و ممكن من خوفها يحصلها حاجة .. و ساعتها مش هيكفينى موتكم .

ثم تذكر شيئا و ركض ناحية مكتبه .. و حمل هاتفه و وضع سماعته بأذنيه و أوصلها بهاتفه و هاتف وعد .. و بعد قليل أتاه صوتها ضعيفا و هى تجيبه :
- جاسم .
- قلب جاسم .. إطمنى يا عمرى و إوعى تخافى .. إذكرى الله و ما تقلقيش .
إستمع لشهقاتها الباكية و هى تقول بنحيب :
- هموت يا جاسم .
هز رأسه نافيا و قال بقوة :
- بعد الشر عنك .. ما تقوليش كده .. ده هما دقيقتين و هنشغله و هخرجك ما تقلقيش .
ثم وقف أمام المصعد مجددا و صرخ قائلا :
- هاتولى عتلة بسرعة عاوز أفتح الباب ده .
هدأه سامر قائلا :
- إهدا يا جاسم و وعد هتبقى كويسة ما تخافش .
بينما صرخ مالك قائلا بذعر :
- سمعانى يا وعد .. متخافيش .
أجابته من بين دموعها :
- أنا خلاص مش خايفة .. جاسم قالى إنه هيخرجنى .
أجابها جاسم عن طريق الهاتف مؤكدا :
- أيوة يا حبيبتى هخرجك إن شاء الله .. خليكى واثقة فيا .
هبط الدرج أحد رجال الصيانة و قال لآخر :
- باب الأصانسير اللى فوق فتح .. الأصانسير واقف فى النص و هنضطر نسحبه يدوى ما فيش حل تانى .

ركض جاسم على الدرج .. حتى وقف أمام باب المصعد و تطلع بالأسفل عليه .. و رفع عينيه للحائط المجاور له .. فرأى كبلات المصعد و بعض الأسلاك الغليظة .. فعاد لوعد قائلا :
- وعد حبيبتى إنتى معايا .
- أيوة .. إوعى تسبنى يا جاسم .. أنا محتجاك معايا علشان أطمن .
جائته فكرة مجنونة و لكنها الأمثل من وجهه نظرة .. فأجابها قائلا :
- ثوانى و هبقى معاكى يا عمرى .. بس لازم تعرفى حاجة مهمة قوى .. أنا بحبك قوى و عمرى ما حبيت غيرك و لو طولت أضحى بنفسى علشانك .. فأنا هعمل كده .
تطلع سامر و مالك ببعضهما بعدم فهم .. ثم وضحت لهم الصورة و هما يرون جاسم يترنح فى الهواء محاولا الإمساء بأحد كبلات المصعد غير مبالى أنه بالدور الثامن .. و إذا فقد السيطرة سيسقط ميتا حتما .. فركضا نحوه و جذبوه بالقوة من ذراعه .. فصرخ بهم قائلا بشراسة :
- إبعد إنت و هو .. سيبونى أنا لازم أبقى معاها دلوقتى .. لو سحبوا الأصانسير و هى لوحدها هتموت من رعبها .
لف مالك خصره بذراعيه و قال بخشونة :
- إنت عاوز تموت نفسك يا مجنون .. مش هسيبك سامع .
حاول جاسم التملص من قبضتهم و لكنه فشل فصرخ بقوة كوحش كاسر تم تكبيله وهو على وشك الإنقضاض على أحدهم قائلا بنبرة ذبيحة :
- سيبونى .. يا وعد .. وعد .. إبعدوا بقا حرام عليكم .
هز سامر رأسه بقوة قائلا بغضب :
- مش هنسيبك تأذى نفسك .. إدينا وقت و إحنا هنساعدها بس موتك مش الحل .
كل ذلك الصراخ كانت تستمع إليه لتزيد حالتها سوءا .. فقالت بهاتفها بخفوت يائس :
- إنت فين يا جاسم .. أنا مرعوبة .
وصلت نبرتها الخافتة لأذنيه لتشحنه بطاقة لم يعلم يوما أنها بداخله .. فدفع سامر بقوة جعلته يطير قليلا حتى إرتطم بالأرضية .. بينما ضرب رأس مالك بخلفية رأسه .. ففك مالك قيده و ضغط على أنفه بقوة متألما .. شعر أخيرا بالحرية .. فركض مسرعا ناحية باب المصعد المفتوح و إرتمى بجسده في الهواء حتى لامس كبلات المصعد و إنزلقت أنامله قليلا .. فصرخ سامر و مالك سويا :
- جاااااسم .

...................................................................................................................
..................

- أشهد أن لا إله إلا الله .. من مات دون أهله فهو شهيد .
قالها جاسم و هو يركض ناحية باب المصعد المفتوح بسرعة .. ثم إرتمى بجسده ناحية الكبلات و بالفعل وصل إليها .. تمسك بأحدها فإنزلقت أنامله و إتسعت عينيه برعب و زاد هلعه مع صراخ مالك و سامر .. و لكنه تذكر وعد .. فإلتف بساقيه حول الكبل و أكمل إنزلاقه بهدوء ....
قاربت قدميه من ملامسه المصعد فخشى أن يهتز و يزداد هلع وعد فقال لها بالهاتف :
- وعد .. إنتى لسه معايا .

فصرخت قائلة بقلق :
- إنت اللى كويس .. هما بيصرخوا فيك ليه .. و إتشاهدت ليه .. رد عليا .
تمسك أكثر بالكابل و قال لها بتوجس :
- هقولك بس إسمعينى كويس .. أنا دلوقتى ماسك فى الكبلات بتاعت الأصانسير و هنزل عليه و هدخلك من فتحة السقف.. فا متخافيش من أى هزة هتحصل مفهوم .
إنكمشت فى نفسها أكثر و قالت برعب :
- ﻷ أنا خايفة .. و إنت إيه اللى خلاك تعمل كده يا مجنون .
تنهد مطولا و قال بهمس :
- أنا لو مجنون بجد .. فأنا مجنون بيكى يا أحلى حاجة فى دنيتى .. إوعى تخافى مهما حصل .

ثم فك ساقيه و أنزلهما على سقيفة المصعد بهدوء و بعدما إطمئن .. ترك الكابلات بيده و جلس على ركبتيه حامدا ربه .

كان مالك يتابع ما يحدث مذهولا مما يراه فاغرا فمه .. هل يحبها لهذه الدرجة .. كاد أن يموت بسهولة كأنه خرج ليتنزه .. ما سر ذلك العشق الغريب .. الذى يجعل من المرء فاقدا الإحساس بالحياة .. و يفضل حبيبته على نفسه و يقرر مساعدتها بهذا الشكل المرعب .....
أخرجه سامر من شروده هاتفا بقوة :
- إنت كويس يا جاسم .
أجابه جاسم مؤيدا :
- أيوة كويس .
ثم تحرك قليلا و تطلع داخل المصعد من نافذة السقيفة فرأى وعد منكمشة فى نفسها .. فتنهد مطولا براحة و كلمها قائلا :
- وعد بصى فوقك .. أنا معاكى و ثوانى بس و هدخلك جوة .
تابعت حديثها على الهاتف و هى تخشى الخروج برأسها من قوقعتها :
- ﻷ مش هتحرك .. الأصانسير هيقع بينا يا مجنون .
دفع تلك النافذة بيده فلم تنفتح .. حاول أن يركلها بقدمه فلم تنفتح أيضا .. فرفع رأسه ناحية مالك و طلب منه قائلا :
- مالك .. هاتلى أى حاجة أقص بيها الحديد ده بسرعة من العدة بتاعتنا .
أومأ له مالك برأسه و قال مسرعا :
- حاضر .
و أسرع فى تلبية طلبه .. بينما سأله سامر ببعض العقلانية مستفهما :
- جاسم الفتحة أصلا صغيرة عليك .. و لو قصيت الحديد و حاولت تنزل منها هيقطع جسمك .
هز جاسم رأسه و قال بدون تردد :
- عارف .. بس ده الحل الوحيد علشان أبقى معاها قبل ما يسحبوه .
صرخ به سامر بقوة مستنكرا هدوئه :
- إنت عبيط .. بقولك هيقطع جسمك .. إيه مش خايف على نفسك .
- ﻷ .. ربنا معايا .. و هو قادر يحمينا مع بعض .
وصل مالك و معه بعض الأدوات و قيدهم بحبل و أنزله بهدوء ناحية جاسم قائلا :
- ملقتش حاجة تنفع غير قصافة السلوك دى و الزرادية يا رب ينفعوك .
إلتقطهم جاسم بيديه و قال براحة :
- كويسين .. ربنا المستعان .

حمل القصافة بيده و بدأ فى تقطيع تلك الشباك و التى ستصبح شائكة ما أن يقطعها و هو يخاطب وعد بمداعبة لبث الراحة و الطمأنينة لقلبها قائلا :
- وعد .. لسه معاكى عيش و جبنة لأنى بعد المجهود ده جوعت جدا .
أجابته بهدوء مطمئن :
- معايا .. خرجنى من هنا و أنا هعملك كلهم .
ضحك ضحكة عالية و أكمل مداعبته قائلا :
- بس بعد اللى هعمله الساندوتشات مش هتكفينى .. هحتاج معاهم كام بوسة كده علشان أحلى .
شهقت بخجل و زمت شفتيها قائلة بغضب :
- آه يا قليل الأدب .. أقولك حاجة .. ما تدخلش عندى علشان هضربك .
تعالت ضحكاته الساخرة و قال بمكر و هو يتابع قص الأسلاك :
- طب أهون عليكى أفضل متشعلق كده لا طايل سما و لا أرض و لا حتى بوسة .
هزت رأسها نافية و قالت بثقة :
- إنت أصلا مش هتعمل كده لأنك مؤدب .
- جبتى الثقة دى منين .. أنا لا مؤدب و لا بتاع و هاخد البوسة يعنى هاخد البوسة .
إبتسمت أخيرا و قد إحمرت و جنتاها التى كانت تضاهى شحوبها بشحوب الأموات من ذعرها .. إنتهى جاسم من قطع الشباك و دفعها للأسفل فسقطت بداخل المصعد .. فصرخت وعد و إنتفضت .. فقال لها مسرعا :
- ما تخافيش ده الحديد اللى أنا قطعته .. ثوانى و هبقى معاكى .
ضرب سامر جبهته و قال بخوف حقيقى :
- لو نزل من الفتحة دى جسمه هيتقطع بجد .. غبى .
وضع مالك كفه على فمه متخيلا ما سيحدث .. ثم أخرج هاتفه مسرعا و خاطب الإسعاف و إطمئن لقدومهم عما قريب .....

تنفس جاسم مطولا و جهز نفسه لتحمل الألم القادم و بدأ بإنزال ساقيه .. و سحب جسده ببطء للداخل .. فحك جانبيه بأطراف الأسلاك المقصوصة فجرحوه جروحا تكاد تكون بسيطة نوعا ما .. توقف قليلا و سحب نفسا مجددا و أنزل باقى جسده فقطعت الأسلاك كتفيه بقوة أكبر مسببة جروح عميقة نازفة فصرخ متألما :
- آآآآآآه .
و بالفعل نجح و سقط داخل المصعد على ظهره متألما أكثر .. إعتدل فى جلسته و ضم ذراعيه النازفتين بصورة مرعبة و خلع قميصه و مزقه .. و ربط ذراعيه فى محاولة منه لوقف النزيف .. وما أن إنتهى حتى إقترب زاحفا من وعد التى كانت تبكى بحرارة كطفلة فقدت والديها .. إبتسم بخفوت و هو يتطلع لحالتها المزرية و المثيرة بنفس الوقت .. ثم قربها منه و ربت على كتفيها قائلا بخفوت متألم :
- مش قولتلك هبقى معاكى ما تخافيش .
فكت قوقعتها و لفت ذراعيها حول رقبته بقوة و قالت بنحيب :
- إوعى تسبنى تانى .. كنت هموت من رعبى عليك .

لم ينكر صدمته فى البداية حتى إنه إعتقد بأن ذلك وهما .. و لكن دفء جسدها أخبره أنها بالفعل تضمه لصدرها .. لم يعد يشعر بشئ .. إختفت آلامه و أوجاعه بضمتها .. فلم يبخل على نفسه بضمها لقلبه هو الآخر و هو يقول بتنهيدة حارة :
- ياه يا وعد .. لو تعرفى أنا حاسس بإيه دلوقتى .. ما تخافيش يا حبيبتى .
ثم هدر قائلا بصوت عالى :
- سامر .. إسحبوا الأصانصير يالا .. بس خليهم ياخدوا بالهم .
- حاضر .
زادت من ضمتها إليه و تمسكت به أكثر فحملها على ساقيه و أجلسها و هو يضمها إليه بقوة .. مستندا بظهره على المصعد .. و ربت على وجنتها قائلا بحنو :
- بعد الحضن ده .. هخرج من هنا و نحدد ميعاد الفرح فورا .
تمسكت به أكثر و قالت بخفوت :
- خرجنى من هنا و بعدها إعمل اللى إنت عاوزه .
مد سامر رأسه فوجدهم على حالتهم تلك .. فإبتسم و سألهم بمكر :
- إنتوا بتعملوا إيه بالظبط .
هز جاسم رأسه بيأس و أجابه بغضب :
- و إنت مال أمك .. خرجنا بقا مش قادر خلاص .
فقال له سامر مازحا :
- أيوة يا عم ماشية معاك .. ليك حق ما تبقاش قادر .
صرخ به جاسم قائلا:
- إنت بتستعبط يا سامر .. الدم مش بيقف يا متخلف .. و حاسس إنى بدوخ .
بدأوا فى سحب المصعد .. فصرخت وعد برعب و ضمته إليها أكثر .. فزم جاسم شفتيه قائلا بسخرية :
- أيوة .. صوتى بقا و هما شايفنا على الوضع ده خليهم يتأكدوا إننا بنعمل حاجة غلط .
إبتعدت عنه و حدجته بغضب و قالت مستنكرة :
- إيه اللى إنت بتقوله ده .. إلتزم حدودك معايا لو سمحت .
فتحرك المصعد قليلا .. فتشبست به مجددا .. فضحك قائلا :
- أنا اللى ألتزم حدودى برضه .. طب إبعدى شوية قربنا نطلع و هيشفونا و إحنا كده عيب .
هزت رأسها نافية و قالت بخوف :
- ﻷ .. إنت قولتلى إنك مش هتسيبنى .
- ما أنا مش هسيبك .. بس مش عاوز حد يشوفنا كده .. ده سامر بيغنى من دلوقتى .

إستند مالك بظهره على الحائط و هو مشدوه مما حدث .. و يحدث .. ما رآه أمامه ما هو إلا زوج .. و زوجته .. يخشى عليها .. فيحاول إنقاذها بشتى الطرق .. و هى تستمد منه الأمان و تثق بأنه الوحيد القادر على حمايتها .. فتكافئه بضمه لصدرها أو يضمها هو لصدره .. لأنهم ببساطة عاشقين بجسدين .. و بعد أيام .. سيغدوان عاشقان بجسد واحد .....
تنهد مطولا و هو يقنع عقله قبل قلبه أن .. اللعبة إنتهت لصالح جاسم و بلا منازع .. فجاسم يستحقها أكتر من أى شخص فمن قادر على التضحية بهذا الشكل ما هو إلا عاشق حتى النخاع .......
إقترب المصعد من الباب المفتوح .. فربت جاسم على ظهر وعد و قال برجاء :
- وعد .. قومى بقا خلاص وصلنا .. يالا علشان نقف .
ردت عليه ببساطة مذعورة :
- ما تقف أنا مسكاك .
- حاجة زى كده .. إنتى قاعدة على رجليا .
إنتبهت وعد لوضعهما المخزى .. فإبتعدت عنه قليلا و هى ما زالت متشبسة برقبته .. و قالت بخجل :
- آسفة .. قوم أقف بقا .
كلما زاد نزيفه شعر بوهن و رجفة تمتلك أوصاله .. فإبتلع ريقه بصعوبة و قال بخفوت :
- قومى أقفى يا حبيبتى أرجوكى و وقفينى مش قادر .. جسمى بيستسلم و هيغمى عليا .
إبتعدت وعد قليلا عنه و تطلعت بوجهه الشاحب و سألته بقلق :
- فى إيه مالك .. إنت تعبان .
هز جاسم رأسه و أشار برأسه على ذراعيه و أكتافه النازفة .. فشهقت وعد بخوف و إبتعدت عنه و وقفت مسرعة و ضربت باب المصعد بيديها و صرخت قائلة :
- بسرعة بقا جاسم دمه إتصفى .. إلحقونا .
هدأها سامر قائلا بتوتر :
- بس إهدى و إنتوا خلاص قربتوا توصلوا .. و الإسعاف على وصول .
هتف به أحد رجال الآمن و هو يلهث بصعوبة نتيجة صعوده على الدرج للدور الثامن :
- الإسعاف وصل يا باش مهندس .
عاد سامر برأسه لباب المصعد و قال بقوة :
- الإسعاف وصل يا جاسم .. إجمد شوية بس .
عادت وعد لجاسم و جثت أمامه و قالت بقوة لتحفزه :
- يالا يا جاسم حاول تقف على رجليك .. صدقنى هتبقى كويس و أنا مش هسيبك .
إبتسم جاسم بخفوت زاده شحوبا و هو يقول بسعادة :
- إنتى واقفة و بتتحركى و هما بيسحبوه و مش خايفة .. خلاص يا وعد عقدتك إنتهت .
إحتضنت وجهه بين راحتيها و قالت بإبتسامة هادئة :
- أنا علشانك هعمل أى حاجة .. و مش هخاف من حاجة .. بس قوم أقف و إسند عليا .

أومأ برأسه و حاول الوقوف بتثاقل و ساعدته وعد بأن حاوطت خصره النازف بذراعيها حتى أوقفته و صرخت قائلة :
- إخلصوا بقا .
وبعد دقائق و صل المصعد أمام الباب المفتوح .. فإستقبلهم سامر مادا ذراعه ناحية جاسم و حاول سحبه بصعوبة فصرخ بمالك قائلا :
- تعالى يا مالك ساعدنى .. هتفضل واقف تتفرج عليا .
إقترب منهم مالك و سحب معه جاسم حتى أخرجوه من الباب المفتوح حتى نصفه .. تمدد جاسم بوهن .. فسأله سامر بقلق :
- جاسم .. سامعنى .
هز رأسه بوهن و قال هامسا :
- وعد .
أومأ سامر برأسه و قال بصوته العميق :
- هخرجها حالا .
ثم زحف على ركبتيه ومد يده لوعد التى إنتظرت قليلا بتردد قبل أن تتمسك بكفه فسحبها بسهولة حتى خرجت و إعتدلت فى جلستها تلملم فستانها الأبيض الذى صبغ بالأحمر .. و إقتربت من جاسم النائم بإستسلام و قالت له بحب :
- هتبقى كويس صدقنى .. أنا مش وثقت فيك .. و إنت كنت قد ثقتى .. عاوزاك إنت كمان تثق فيا و هتبقى كويس و ترجعلى بالسلامة يا حبيبى .
رفع مالك حاجبيه بصدمة و هو يتابع حديثها كأنه سهام تخترق صدره بقوة آلمته .. بينما حملوا جاسم على الفراش المحمول و هبطوا به البناية مسرعين لإسعافه قبل فقده للمزيد من الدماء .. و بالفعل هبطوا به الدرج و وعد متمسكه بكفه .. تم وضعه داخل عربة الإسعاف و إستقلت وعد بجواره .. و إنغلق الباب و إنطلقت السيارة .. فربت سامر على ذراع مالك و قال له مسرعا :
- تعالى إركب معايا علشان نروح وراهم .
هز مالك رأسه نافيا و قال بوهن و ضعف :
- ﻷ .. أنا هروح البيت لأنى حاسس إنى تعبان قوى .
هز سامر رأسه متفهما و قال بهدوء :
- براحتك .. هبقى أكلمك أطمن عليك لما أطمن على جاسم .. سلام يا صاحبى .
و تركه و إنصرف .. وقف مالك يحدق بالاشئ .. ويدور برأسه كلمة واحدة ..الوداع .. إنتهى الحلم الجميل سريعا .. سنجوبته الجميلة قالت حبيبى لغيره .. فدمغت بإسمه .. للأبد ............

....................................................................................................................
................

صف مالك سيارته بصعوبة كما قادها بصعوبة و الرؤية أمامه مشوشة نتيجة ضعف جسده .. ثم ترجل منها و توجه لبنايتهم ......
صعد الدرج بوهن و ضعف .. حتى إستسلم جالسا على الدرج .. و إتخذت دموعه طريقها على وجنتيه بألم مهلك .......
وقفت روضة أمامه تتابع إنهياره بألم .. فإقتربت منه و قالت بتعجب :
- إيه اللى مقعدك كده يا مالك .. إنت كويس .
رفع عينيه الحمراء ناحية عينيها و قال بخفوت متألم :
- خلاص يا روضة .. وعد ضاعت منى .. و اللى واجعنى إن محدش يستاهلها بجد غير جاسم بعد ما كان هيضحى بنفسه علشانها .
قطبت روضة جبينها و سألته بتوجس :
- قصدك إيه .. وعد كويسة ولا جرالها حاجة .
إستند مالك برأسه على الحائط بجواره و لم يجيبها .. أو لم يجد القدرة على الحديث .. فزاد قلقها و جلست بجواره و هزته بعنف قائلة بغضب هادر نتيجة توجسها المذعور :
- فوق و رد عليا .. وعد كويسة .. طب جاسم جراله حاجة .
إعتدل مالك بجلسته و قد زاد دواره و ثقلت عينيه فقال هامسا :
- وعد كويسة .. و جاسم .. فى المستشفى .
شهقت روضة بذعر و فتحت حقيبتها لإخراج هاتفها .. فشعرت بثقل يميل على جسدها فإلتفتت بجوارها لتجد مالك قد أغشى عليه .. و مال بجسده ناحيتها .. فصرخت قائلة بخوف :
- مااالك .. رد عليا .. مالك إنت سامعنى .
زاد ثقل عينيه و جسده فلم يشعر بشئ .. فقط صوتها يصله من بعيد .. بعيد جدا ......
فإلتفتت روضة بجسدها فسقطت رأس مالك على ساقيها .. فربتت على وجنته بقوة قائلة بتلقائية :
- مالك .. قوم يا حبيبى .. مالك إصحى أرجوك مش هستحمل أخسرك .. إنت سامعنى .
وصلت كلماتها لمسامعه .. فأعطته قوة يحتاجها .. ففتح عينيه بضعف شديد و تطلع داخل عينيها مطولا .. قبل أن يدخل فى حالة إغماء كاملة .. دافنا رأسه بصدرها .. فصرخت بقوة أكبر :
- حد يلحقنى .. يا عمو سراج .. يا عمرو .. إلحقووووونى .

يتبع الفصل التالي اضغط هنا

 الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية وعد بلا رحمة" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent