Ads by Google X

رواية انارت عتمة قلبي الفصل التاسع 9 بقلم عائشة البشير

      رواية انارت عتمة قلبي بقلم عائشة البشير 



رواية انارت عتمة قلبي الفصل التاسع 9

ملاك كملت دعائها وختماته بقراءة المعوذتين والفاتحه وأية الكرسي، ووقفت خذت شنطتها وطلعت للفرانده تستني في هنادي أطق عليها باش تمشي معاها للجامعه،
قعدت ماشيه جايه في الفرانده وهيا حاسه بالتوتر من نظرة الكل ليها بعد الموقف اللي صار وكيف راح يشوفولها بعد الأيام اللي غابتهم، وهل راح تكون قويه قدامهم وتقدر تقاوم نظراتهم أو لا
فتحت الباب لما وصلتها رنه من هنادي، شافتها طالعه بتولع سيارة خوها باش تسخن لبين ماطلع، طلعت وسكرت الباب ومشتلها، فتحت باب السياره وركبت من غير ماتتكلم وهنادي تشوفلها بإستغراب
هنادي ولعت السياره ونزلت ركبت من الجهه الثانيه، وأبتسمت: السلام لربي راهو خيرك قارنتيهم من على الصبح
ملاك، بتوتر: متوتره على الأخر ياهنادي وحاسه روحي ملخبطه لين خلاص ياريتني ماسمعت كلامك وجيت
هنادي، بإبتسامه: شي طبيعي تتوتري ياحبيبتي لإنه ليك قريب شهر مقعمزه في الحوش ومعاش مشيتي، وبعدين لأمتي بتقعدي مش ماشيه ضيعتي عليك هلبا راهو، وموادك صعبه مش راح تفهميهم من الشيتات بروحك، هيا غير مادة البلي هذاكا بروحها ساده، يستر الله فيها وخلاص
ملاك، بخوف: وهذا اللي خايفه منه بس اليوم ماعنداش هوا أحسن شي، ونفكر في نظرة الطلبه ليا أكيد الكل سمعو وأنتشر الخبر في الجامعه، متحشمه لين خلاص مش عارفه كيف راح نحط عيني في عينهم، ياريتني قعدت اليوم ومشيت غذوه وخلاص
هنادي، بضيق: ماتعدليش عليهم ومادوري رأي حد أنتي عارفه روحك شني خليك واثقه من نفسك وماتهزكش دوه فاضيه، وبعدين سيورك ماشيه اليوم ولا غذوه ماعندك منين تهربي!! وشني هوا اللي درتيه أنتي باش تخافي وتتحشمي ها!!،مش خير تمشي اليوم باش تأخذي الشيتات وتلحقي تصوريهم باش على الأقل غذوه تفضي للمحاضرة بس
ملاك كيف بتتكلم بس سكتت وهيا شافت جمال طلع وسكر باب الحوش وركب في السياره
جمال، بإبتسامه: صباح الخير ياملاك، كيف حالك؟
ملاك، صباح النور، الحمدلله، وتلفتت للروشن وهيا حاسه بضيقة قلبها تزيد كل ماتذكر الموقف اللي صار معاها أخر مره، قعدت تستغفر طول الطريق وهيا حاطه إيدها على قلبها، وهنادي مره مره تشوفلها وتتنهد بضيق كل ماتشوفها سارحه وواضح على ملامحها قداش خايفه ومتوتره
_____________________
خش لمكتبه ولحقه الموظف اللي عنده، حط شنطته على الطاوله وقعمز وقام عيونه وبجديه: شني فيه يافاضل!!
فاضل، بإبتسامه: كل خير ياباش مهندس، بس من شويه وصلنا مشروع لإحدى الفنادق قاعد قيد الإنشاء، والمهندس المسؤول عليه سافر من غير مايكمله، وطالبين من شركتنا تستلم المشروع لاستكمال البناء والتشطيب
مراد، بحده: لا طلبهم مرفوض، الأنواع هذي من المشاريع اللي مش لينا من البدايه معاش نبيها أرفضها طول من غير ماترجعلي، وبعدين معاش نبي مشاريع جديده هالفتره نكمل اللي عندنا ونبي نرتاح شويه
فاضل: تمام ياباش مهندس على راحتك، عن إذنك
مراد هز رأسه من غير مايتكلم، فتح اللاب وقعد يخدم عليه، دقايق ورن تليفونه أبتسم وفتح الخط
مراد، بتسهويك: صبح يافتاح إن شاء الله يفوت هاليوم على خير اللي تصبحت فيه على صوتك
عماد، بغرور: على أساس أنت أطول أصلا تسمع صوتي، على العموم مش فاضي لتسهويكك توا، متصل بنقولك فيه شوية تفاصيل المفروض تطلع عليها على تقسيم الدرجات ومواعيد الإمتحانات، وعلى فكره أنت حتى قائمة الأسماء قاعد ماخذيتهاش نبعتلك صوره وأنت أسحبها
مراد، برفض: لا لا المره اللي فاتت ماوصلونيش واضحات الصور، أسمع أني ساعتين وطالع بنمشي لشارع ال.... بندير دوره على العمال اللي غادي، كان هذا توا نخطم عليك ونأخذهم على طريقي وخلاص، ولا خليهم ليوم الإربعاء
عماد، بإعتراض: لا لا هلبا الإربعاء مفروض واخذهم قداش ليك، شكلك حتي الحضور ماتأخذ فيه أنت
مراد، بعدم إهتمام: مايهمش الحضور المهم نتيجة الإمتحان هيا اللي راح تبين إذا الطالب كان يحضر أو لا، لأنه هالماده أساسها الشرح مش راح يفهم شي من الشيت لو ماحضرش، عالعموم خلاص نحاول نمر عليك اليوم بإذن الله
عماد: تمام إمالا أني موجود في القسم لساعه 2، حاول ماتتأخرش
مراد: تمام ميه ميه، سلام، سكر التليفون وحطه وسرح في قصة الأسماء والدرجات هذي، زعما كيف راح يصير فيها!!، معقوله مايخلوهاش تحضر حتي الإمتحانات، حرام يضيع عليها هالسمستر من غير سبب، أستغفر الله خيرني أن هالأيام على أبسط موقف أو كلمه تجي قدامي طول، هز رأسه يمين ويسار وتنهد: ياعليك موضوع هالملاك اللي معاش يبي يتم، لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم، سكر اللاب وناض طلع وهوا مقرر يجمع الموظفين اللي عنده باش يعرف منهم أخر التطورات في المشاريع اللي واخذتها الشركه
____________________
في هالوقت خش معتصم من باب الشركه ومتوجه لمكتبه وهوا مبتسم وكل حماس الدنيا فيه وأخيرا فيه بين إيديه دليل يقدمه بكرا قدام المحكمه يقدر بيه يثبت إدانة أمجد ولو بنسبه بسيطه في هالقضيه، وبعدها راح يكون عنده إذن رسمي من المحكمه يسهل عليه إكتشاف هلبا حاجات كانت صعبه من قبل في هالقضيه، فتح الباب وقبل مايخش وقف وهوا يسمع في صوت واحده من الموظفات اللي في الشركه تنادي عليه
" أستاذ، أستاذ معتصم "
معتصم تلفت بإستغراب: نعم ياناهد فيه شي!!
ناهد بتوتر: إستاذ قبل شويه أتصلو من المحكمه باش يخبروك إنه جلسة بكرا إتاجلت لنفس التاريخ من الشهر الجاي
معتصم توسعو عيونه بصدمه: كيف!! كيف تأجلت قبل يوم واحد من الجلسه على أي أساس أجلوها؟
ناهد، بتوتر: مش عارفه يا إستاذ ماقالوش السبب بس وكيل النيابه قال أنه راح يكلمك بنفسه ويخبرك
معتصم تنهد بضيق وخش لمكتبه وسكر الباب وهوا يأخذ في زفير وشهيق بالقوة يحاول يهدي روحه من العصبيه اللي تملكاته من اللي سمعه، لوح شنطته بعصبيه على الأرض، وتكلم بغضب: كيف يأجلوها من غير مرافعه!، معقوله بعد هالتعب اللي تعبته وشهر كامل وأني نجري باش نلحق وفي الأخير تتأجل شهر ثاني،
طلع تليفونه من جيبه لما وصله مسج..
توقعه من وكيل النيابه باش يقوله نفس الشي بس إنفتحو عيونه بصدمه لما شاف المكتوب :-
( واضح فهمك ثقيل بسلامتك، بس أني قاعد مطول روحي معاك على الأخر، ومابديتش معاك اللعب الثقيل، والتأجيل فرصه ليك راهو أني قدمتهالك على طبق من فضه، بس من هالوقت معاش تلومني على اللي بيصير، وأنت مدامك هكي مش معدل ولا هاماتك مصلحة عيلتك فهذي مشكلتك، وتوا معناها خلاص كل واحد يدير مافي رأسه والشاطر هوا اللي يربح في النهايه، وبالنسبه للتسجيلات اللي فرحان بيهم نقعهم وأشرب إميتهم )
ضغط على التليفون بقبضه إيده بالقوه وبدي الخوف يتسلل لقلبه من تهديدات أمجد المستمره وعدم إستسلامه وواضح إنه منظف من وراه كل شي كويس، وقاعد يستخدم في سلطته لتضليل عيون القانون اللي خايف أنها تنفتح قدامه، وقف وطلع من مكتبه لما سمع صوت نقاش عالي مابين الموظفين، فتح الباب وأنصدم لما شاف ناهد وواحده ثانيه من الموظفات يتناقشو بصوت عالي وإطاولو على بعضهم حتى باليدين، قرب وحاول يفكهم هوا وموظف ثاني كان واقف يتفرج عليهم من بعيد لحد ماطلع معتصم زود معاه على أساس بيحزهم،
بس في لحظه إنهارت ناهد وطاحت على طولها لما دفتها البنت الثانيه
معتصم قرب بسرعه من ناهد وهوا يعيط على البنت الثانيه: شني درتي يامصيبه أنتي شني درتي!! وين تحسابي روحك!
البنت، بخوف: مش قصدي ياأستاذ والله هيا اللي بدت
معتصم بعياط: أقلبي وجهك من قدامي حسابك عند الإستاذ منصور بعدين، وتلفت قعد يحاول يفيق ناهد وهيا شي لاحياة لمن تنادي
البنت، بخوف: والله ماكان قصدي أني أسفه يا أستاذ، وإنسحبت بهدوء لما شافلها معتصم بحده
معتصم شاف للموظف اللي واقف جنبه، وبغضب: تعالا ساعدني شني قاعد واقف خلينا نقيموها ندخلوها للمكتب
دخلوها للمكتب وقعد معتصم يرش فيها بالميه شويه وفاقت بس قاعده دايخه، إستاذن الموظف وطلع وقعدت ناهد في مكتب معتصم
معتصم: كويسه توا!! شني حاسه!!
ناهد، بتعب: دايخه حاسه برأسي يلف، وناضت بتوقف بس رجعت قعمزت بقوه على الكرسي وشدت رأسها لما حست بدوخه من جديد
معتصم، بخوف: خليك مقعمزه شويه، نمشي نجيبلك عصير من الكافتيريا وإنجي تمام
ناهد هزت رأسها بتعب وهيا مش قادره تفتح عيونها
طلع معتصم ورجع بعد حوالي 5 دقايق إتفاجا بناهد كيف بتطلع من المكتب، شافلها بإستغراب: خيرك نضتي!!
ناهد إرتبكت وتوترت لما شافاته: حسيت روحي أحسن والدوخه خفت
معتصم،.برفعة حاجب: أها باهي كويس، ومدلها طاسة العصير اللي جابها، هاك خوذيها بالك إدوخي من جديد
ناهد مدت إيدها وخدت الطاسه وهيا ترعش، وبتوتر: مشكور ياأستاذ سامحني تعبتك معاي
معتصم: ولايهمك حصل خير،
مشت ناهد بسرعه وهيا منزله رأسها، وهوا قعد يشوفلها بإستغراب شويه وتلفت وخش لمكتبه خذي شنطته اللي قاعده ملوحه على الأرض وطلع وهوا ناوي يمشي للمحكمه يستفسر على سبب تأجيلهم لجلسه بكرا
_________________
في الجامعه
هنادي، بشهقه: هييي الساعه 9 ونص أكيده بدت المحاضره، هيا بري أنتي خودي الشيتات وأستنيني في مكانا المعتاد، ولا وين نطلع توا نرن عليك
ملاك هزيت رأسي من غير مانتكلم مشت هنادي وأني إحساس التوتر زاد عندي لما قعدت بروحي، وكأني أول مره نخش للجامعه في حياتي ماتقولش عليا قريت فيها حوالي الأربعه سنوات، تنهدت بقوه وأني نحاول نقوي روحي على قد مانقدر، توجهت للمصور وأني نردد في خاطري بإستمرار (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ** وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)
قعدت حوالي الساعة ونص وأني في المصور باش خذيت الشيتات، طلعت وتنهدت براحه لما ماسمعتش شي ومالاحظتش نظرات غريبه من أي حد ليا بالرغم من إنه كان زحمه على الأخر، حمدت ربي وتوجهت للمكان اللي نقعمز فيه أني وهنادي ديمه قعمزت وقعدت نتصفح في الشيتات اللي مافهمتش منهم إلا أشياء بسيطه جدا، تلفتت لواحده قعمزت جنبي واضح إنها مضايقه وتنفخ وكانت تتكلم في التليفون بعصبيه، ومن غير قصد مني سمعت حديثها اللي كان بصوت عالي
" تي مش لازم تجيني هيا كلها نص ساعه ونخش للمحاضرة الثانيه خليك في عملك، ولا كأنك فاضي دير دوره على المعمل أحسن، والله مقعمزه في الجردينه مافيش في جنبي حد إلا بنت واحده، خلاص ورأس أمك سكر ياحسام ضيقتلي خلوقي بأسئلتك الفاضيه، تي خنقتني الزفت "
تلفتت جيهتي وتحشمت لما لقتني نشوفلها، أبتسمتلها وهيا ردت الإبتسامه وقالت: سامحيني شكلي أزعجتك بصوتي العالي بس هذا ولد عمتي فددني في عيشتي كرهت الجامعه والقرايه من وراء غيرته اللي فاتت الحدود
ملاك، أبتسمت: لا عادي حبيبتي لا إزعاج ولاشي، بس ردي بالك تسيبي قرايتك أيا كان السبب هذا مستقبلك ومافيش حد يستاهل إضيعيه على خاطره
......: عندك حق،
ملاك: أي سنه أنتي؟
......: ثانيه هندسه مدنيه
ملاك: أها بالتوفيق إن شاء الله
......: مشكوره بارك الله فيك
ملاك أبتسمتلها ونزلت رأسي للشيتات اللي قدامي، دقايق وجت هنادي ومعاها عبير
عبير، بفرحه: ملوكه أهلين والله ليك وحشه وين هالغيبه وين!!
ملاك، بإبتسامه: أهلا ياعبير كيف حالك شني جوك؟؟
عبير: بخير الحمدلله، شني حالك أنتي؟
ملاك، بإبتسامه: الحمدلله في نعمه، وتلفتت لهنادي اللي قعمزت بغيض وهيا تنفخ، بشك: خيرها مطرمه هذي شني اللي صار!!
عبير، بملل: نفس الشي هيا وفاتن زي الفار والقطوس مش طايقين بعض بكل، تخايلي على شوي نقزو على بعض قدام الباش مهندس عماد، قعد يعيط عليهم لين صوته إنبح مسكين وهما شي قالو نسكتو، بعد جهد جهيد باش تحشمو وقعمزو وهوا رقتله طلعنا قبل ماتكمل المحاضره
ملاك، بصدمه: خيرك ياهنادي هبلتي!! شني اللي جاك؟ وأني نقول خيركم طالعين من س 11 تاريتكم هججتو المهندس مسكين
هنادي، بغيض: مسكين في عينك، ياريته طلقني عليها هالحيوانه هذي والله راهو مرجتها مرج فشيت غلي فيها هيا والحرباء حنين اللي إتبع فيها
ملاك، بإستغراب: علاش هذا كله شني دارتلك؟
هنادي بغيض: مادارت شي فوتيها توا ماتزيديش تعصبيني على خاطرها هالتافهه هذي، لكن ورحمة رايف لما نحصل عليها ونشوفو من يفكها مني بعدين
ملاك شافت لعبير بإستفهام، وعبير رفعت كتافها بعدم معرفه وهيا تشوف بتوتر لهنادي اللي نبهتها إنها ماتحكيش السبب
هنادي، بغمزه: عموده ينشد عليك راهو ولما قتله جيتي اليوم حتى من عيونه ضحكو ياحنه تاريتك غاليه وأحني مانعرفوش
ملاك، برفعة حاجب: اللهم ماسكنهم في مساكنهم، توا كنتي على شوي وتتفجري وين راح الغيض والعصبيه اللي كانت عندك كلها، وبديتي في التسهويك
هنادي، بضحكه: ماعندي ليش نحرق في دمي على خاطرها هالحرباء، عارفتيني في دقيقه يتعدل جوي وفي دقيقه يتعكر
ملاك شافتلها بنص عين، وبعدين نزلت عيونها للشيتات، وبضيق: يابنات مافهمت شي منهم كيف يصير فيا توا !!
عبير، بضيق: مشكله بصراحه كان مافهمتيش من الشرح راحت عليك، خساره أني مش منزله هالمواد كان هذا كنت ساعدتك، أهي هنادي تساعدك فيهم
هنادي برفعة حاجب: فاش بنساعدها ياكبدي حتى أني مش منزلتهم المادتين اللي عندها وبالنسبه لمادة المغرور هذاكا وحياتكم بروحي مافاهمه منها حاجه باش نفهم غيري، لكن ماتخافيش توا إنديرولك حل بإذن الله، غير نوضي توا عموده يبيك بري شوفيه ياحنه
ملاك، بتوتر: مني قالك أنتي أنه يبيني!!
هنادي، بغمزه: لما قتله إنك جيتي، قالي قوليلها تمر عليا قبل ماتروح ضروري
ملاك، بضيق: زعما بيسألني على نفس الموضوع، ولا ماتكونش مرته قالتله على اللي قلتيه، لا لا فكيني منه مش ماشيتله ماعندي شني بنقوله
عبير تشوفلهم بإستغراب وهيا بروحها تبي تفهم شني اللي صاير بالضبط
هنادي، بتفنيصه: تي نوضي بلا جو شني بيديرلك يعني!! وبعدين ماأعتقدش إنه راح يجبدلك الموضوع مرات يبيك على خاطر عملك في القسم، وشافتلها بحيره: إلا ماقلتليش بترجعي تخدمي معاه أنتي ولا لا!!
ملاك، بتوتر: مش عارفه الحق بس قاعده نفكر
هنادي: أرجعي أرجعي مادامك مطره تجي بكري معاي وأنتي محاضراتك مؤخر على الأقل تخدمي لين تبدأ محاضرتك خير ماتقعدي مكسده ومنه تحصلي قرشين تصوري بيهم الشيتات اللي تشو فيهم النار أراها في رؤوسهم إن شاءالله
ملاك، وقفت وتنهدت بضيق: يصير خير إن شاءالله خلي نمشي نشوفه قبل توا، شنطتي وشيتاتي خلوهم بحداكم باهي، ومشت
وعبير وهنادي عيونهم معاها لين إدرقت من قدامهم
عبير، بفضول: شني قصة ملاك والباش مهندس مراد اللي تحكي عليها فاتن
هنادي، بتفنيصه: تعرفي تسكري فمك أنتي الثانيه ولا لا، كان جلدك يحك فيك عادي راهو حتي أني إيديا يأكلو فيا وإندور في حد نفش فيه غلي
عبير شافتلها على جنب وسكتت، وهنادي طلعت تليفونها تتصفح في النت
_____________________
في مدرسة ربيع
اللي كانت كيف باديه فيها الإستراحه وكل الطلبه موجودين في الساحه
ربيع مقعمز على في جهة الملعب وشاد رأسه بإيديه الإثنين ويدلك في جبهته بإستمرار محاوله منه لتخفيف الصداع اللي بدي شبه ملازمه يوميا الفتره اللي فاتت بس كان هاليوم بزياده
علي، بنص عين😒: خيرك ياربيع هالأيام وضعك مش طبيعي بكل
ربيع، بضيق: لا مافيا شي بس رأسي صداع بيتفجر من يوم الجمعه وأني حاله صايره فيا حتى الإختبار متاع اليوم ماقريتش فيه حتي حرف، ولا قدرت حتى نجاوب اللي نعرفه سلمتها فاضيه الورقه
علي، بهزوه: كل مره تقول نفس الكلام صداع صداع، معقوله صداع بس يدير فيك هكي!! خيرك ماشربت قهوه ولا خذيت حبتين بنادول راهو خف عليك
ربيع، بملل: شربت قهوه لين رجعت وخذيت حبوب مافيش فايده بكل، المرات اللي فاتو ماينفعش بيا إلا القهوه اللي تجيب فيها من البلوه هذاكا
علي،برفعة حاجب: باهي شني الحل توا بتقعد هكي!! خلي نمشي نجيبلك قهوة من نادر أكيده جايب زي كل يوم
ربيع، بإعتراض: لا لا فكني منه توا بيقعد يتجكتر عليا
علي، بنفي: تي لا لا شني يتجكتر عليك، أصلا مش إمقايله ليك بكل زي المرات اللي فاتو نأخذها منه على أساس ليا أني ونجيبهالك، خليك إهنايا شويه ونرجعلك
ربيع هز رأسه وهوا حاس روحه حتى الكلام بدي يستصعب فيه من الصداع اللي حاسه بيطير دماغه
أما علي مشي من جنبه وهوا مبتسم بهزوه
دقايق ورجعله وفي إيده طاسة القهوه
و أول ماشافها ربيع قدم بسرعه ناحيته وخذي الطاسه بلهفه وشربها كلها مره واحده ولوح الطاسه ورجع قعمز مكانه، وعلي قعمز جنبه وهوا يشبحله بنظرات واحد متشمت
دقايق وبدي يحس أنه الصداع يخف تدريجيا وماكملت الإستراحه وخشو للفصول إلا وكان عال العال ومبتسم ويضحك وجوه ميه الميه، واللي يشوفه توا مايقولش هوا نفسه اللي من دقايق بس كان شكله وكأنه يصارع في الموت
____________________
في الجامعه وتحديداً قدام مكتب قسم العماره
ملاك خدت نفس بقوه وطقت على الباب اللي كان مفتوح أصلا، وقدمت وخشت أول ماسمعت عماد يقول: تفضل خش
ملاك، بإبتسامه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صباح الخير ياباش مهندس؟
عماد قام عيونه من الأوراق اللي قدامه وأبتسم: وعليكم السلام، أهلين ياملاك صباح النور أنستي وين هالغيبه!! إن شاءالله خير بس
ملاك،.بإبتسامه: لا خير الحمدلله، هنادي قالتلي أنك طلبتني
عماد: أي بصراحه شغلتينا عليك بغيابك طول هالفتره، وتوا شني رجعتي يعني خلاص!!
ملاك، بتوتر: سبق وقلت للأبله نهي أني كنت تعبانه شويه الفتره اللي فاتت، بس توا كويسه الحمدلله وبإذن الله راح نرجع نحضر محاضراتي من غذوه
عماد، أبتسم براحه: كويس كويس تمام معناها بترجعي للقسم، تبهدلت في غيابك الحق كنتي شايله عليا حمل هالأوراق والنسخ والطباعه، ضعت من غيرك بصراحه
ملاك، أبتسمت: يصير خير إن شاءالله، وقعدت إنشوفله كيف متبهدل مابين الورق اللي متشرتع في كل جهة والمكتب كله حايس، أبتسمت: ممكن نساعدك من توا لو تحب!!
عماد وقف بفرحه: أكيد نحب تعالي أنقذيني، ووخر من على المكتب ومشي بيقعمز على كرسي ثاني باش ملاك تأخذ راحتها، وقبل مايقعمز أنتبه للي واقف في الباب ويشوفله بنص عين، أبتسم بتوتر وهيا يقول: تفضل ياباش مهندس مراد ليش واقف في الباب
ملاك، أبتسمت وقدمت جهة المكتب بس قبل مانمس شي تجمدت في مكاني لما سمعت الباش مهندس عماد يسلم عليه، شني جابه هذا اليوم، كان ناقصني هوا بس توا، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
مراد خش وهوا مستغرب في اللي واقفه وعاطياته بالظهر، قرب من عماد وشافله بحده: صار تحب، وأنقذيني ها!! لا أنت لازمك شدة وذن شورها نهي راخيه بريماتك هالأيام
عماد، ضحك: يالطيف على الأوقات اللي تطلع فيها ديمه الوقت بدل الضايع باش تفسر كل شي على هواك، بس حاب نقولك إرتاح وأطمن ترخي ولا تشحط تقعد مسيطره على قولتها، خش خش
مراد، أبتسم على كلام عماد وقدم وهوا يأشرله على البنت بتساؤل؟؟
وقبل مايتكلم عماد تلفتت ملاك وهيا مبتسمه
ملاك، بإبتسامه: صباح الخير ياباش مهندس مراد
مراد توسعو عيونه بصدمه وقعد يشوف لعماد وعلى وجهه مليون علامة إستفهام، وكأنه يبيه يأكدله اللي قاعد يشوف فيه
عماد توتر من نظرات مراد وخاف إنه يدير تصرف غير مسؤول، تكلم بسرعه: خلاص ياملاك تقدري تمشي توا وتبدي من غذوه أحسن، وتلفت لمراد بنظرات تحذير
مراد نحساب روحي نتخيل في ملامحها اللي شبه إرتسخت في مخيلتي في البنت الواقفه قدامي ونفس الإبتسامة الهادئه البريئه المستفزه نوعا ما للعقليه اللي زيي، بس لما تكلم عماد وقال إسمها تحولت تخيلاتي لحقيقه،
قرنت حواجبي من تصرف عماد اللي يحاول يصرفها بأي طريقه لما جيت، شني قصده بالضبط خايف عليها مني معقوله!! تجاهلت نظرات عماد المحذره وتلفتت وتكلمت بسرعه وأني نشوف فيها بتطلع: ملاك!! ممكن دقيقه من وقتك لو سمحتي!!
ملاك، هزيت رأسي بالموافقه وطلعت من غير مانتكلم، بس تجمدت في مكاني لما سمعته ينادي عليا، تلفتت بتوتر وحاولت نبتسم غصبآ عني، وبسرعه ماقرنت حواجبي لما سمعت اللي قاله، كنت راح نرفض أكيد بس سكتت لما تكلم الباش مهندس عماد
عماد، بتحذير: شني تبي فيها يامراد ريحنا منك ومن مشاكلك
مراد، بغيض: ماتدخلش ياعماد لو سمحت، وتلفتت لملاك، وبرجاء: لو سمحتي مش راح نأخذ من وقتك هلبا، وأهو عماد موجود لو خايفه، على ماأعتقد واثقه فيه مادامك تخدمي معاه
ملاك قعدت متردده بين نقبل أو نرفض بس نبرة الرجاء في صوته ماخلتنيش نقدر نرفض طلبه، هزيت رأسي وقدمت وخشيت الداخل وحولت من قدام الباب، وأبتسمت بهدوء عكس النار اللي كانت في داخلي من التوتر: تفضل ياباش مهندس إن شاءالله خير
مراد أبتسمت لما شفتها خشت وماتجاهلتش طلبي أو رفضاته، تلفتت لعماد اللي واضح أنه مش عاجبه اللي درته برفعة حاجب، بينما هوا شافلي بغضب ومشي قعمز على مكتبه ونزل رأسه للأوراق اللي قدامه وقعد يتصفح فيهم بغيض،
تجاهلته وقدمت شويه وأني مش عارف كيف راح نبدأ أو شي راح نقول لأني ماكنتش متخيل نشوفها قدامي وبالذات اليوم، بجديه: كويس أنك رجعتي
ملاك مافهمتش شني قصده بالضبط بس أبتسمت بهدوء وهزيت رأسي للأسفل بخفه
مراد، بتساؤل: أنتي كويسه!!
ملاك، بإبتسامه: الحمدلله، أنت كويس!!
مراد، أبتسمت: كويس كويس، تبي الحق شغلتيني عليك الأيام اللي فاتو لما ماجيتيش، خفت يكون الموقف اللي صار هذاكا اليوم يكون سبب في إنقطاعك من الجامعه
ملاك، بهدوء: يعني مانبيش نكذب عليك ونقولك فات بهدوء، بس الحمدلله ماوصلش لدرجة هذي، أني الفتره اللي فاتت كنت تعبانه شويه وحبيت نرتاح كم يوما، وبعدين فضلت الغياب على الأقل لين يكون الموقف إنتسي شويه ومايكترش الكلام فيه
مراد شكلها وهيا تحكي بسلاسه وهدوء تخليك تركز وتنسجم معاها غصبآ عنك، وتنسي حتى اللي كنت تبي تقوله، توترت وتلخبطت لما لقيتها تشوفلي بإستغراب لما طولت فتره سكوتي وأني مركز معاها حتي بعد ماسكتت، قعدت نلكلك في الكلام ومن غير تركيز، بإرتباك: أها كويس، الحق كنت يعني، أنتي عارفه أنه اللي صار، قصدي الموقف اللي إنحطينا فيه من غير قصد، يعني أني ماتوقعتش أنه الموضوع يوصل لهالدرجه، مش عارف كيف صار هكي، صدقيني من غير قصد
ملاك قعدت نشوفله بإستغراب كيف متلخبط وخاش بعضه ومش عارف يقول جمله مفيده، إنصدمت فيه معقوله هوا نفسه متاع هذيكا المره اللي كان يتكلم بغرور وقوه وثبات وكأنه صخره واقف قدامك ومستحيل يتهز أو يتأثر وين مشي هذاك الكبرياء كله، تكلمت بجديه: أني عارفه أنه الموقف اللي صار ماكانش مقصود لا مني ولا منك وبعدين شي صار وفات خلاص، بس حابه نوضحلك شي أنت فاهمه غلط باش ماتقعدش فيه نقطه سوده مابينا، يشهد عليا ربي أنه الموقف اللي صار إهنايا في مكتب الباش مهندس عماد هذاك اليوم كان عفوي وأني مش قاصده منه لانهينك ولا نفتن عليك ولا نستهزأ بيك زي مايمكن فهمته حضرتك، ومع هذا أني أسفه
مراد، أبتسم: هوا في الحالتين صار سوء فهم، بس كويس أنه ماأترش على حد، نتمني أنك ماتلومينيش أو تشيلي عليا على خاطر اللي صار
ملاك، بإبتسامه: لا أبدا أني مانعرفش إنشيل على حد أصلا، ولا نحب نلوم حد، وحتى لوماني عليك هذاكا اليوم كان في لحظة ضعف مني إستسلمت فيها لغضب تملكني من الموقف اللي صار وأسفه عليه برضو
مراد تنهدت براحه: ماتعرفيش قداش ريحتيني كنت مضايق من نفسي لدرجه ماتتصوريهاش أني حطيتك في موقف زي هذا، وكنت خايف أنك تخسري دراستك بسببي
ملاك، بإبتسامه بريئه: حصل خير خلاص نقطه وأنتهت الصفحه، خلينا نفتحو صفحه جديده ياباش مهندس شني رأيك؟
مراد مني العبيط اللي يرفض، أبتسمت: أكيد موافق
ملاك: تمام عن أذنك توا
مراد ماكنتش متمنيها تتحول من قدامي، بضيق: تمام تفضلي
طلعت ملاك وهيا تتنهد بضيق تحاول إطلع كل التوتر اللي كانت حابساته قدامه
أما مراد تنهد براحه وقدم قعمز قدام عماد اللي يشوفله بحده وهوا مبتسم: باللهي وصيلي على قهوه
عماد، بنص عين: على أساس مستعجل بتأخذ الأوراق وعندك عمال بتشوفهم
مراد، بإبتسامه: عادي مايصير شي كان تأخرت دقيقتين
_____________________
هنادي، بفضول: شني يبي منك عموده!!
ملاك، بتوتر: على موضوع العمل زي ماتوقعتي، ومشيت قعمزت جنب هنادي
عبير وقفت لما رن تليفونها: هيا سلامات يابنات نشوفكم غذوه
هنادي: سلامات
ملاك نخصت هنادي لما جو عيوني على فاتن واللي واقف عليها خوها أحمد، وبغمزه: شوفي حبيب القلب إهنايا اليوم
هنادي شافت قدامها، ولفتت وجهها بضيق لما شافت اللي تقصده ملاك، وبغيض: مش عارف كيف حبيته في يوم وهوا خو الحرباء هذي، الله يلعنهم هوا وياها
ملاك: حرام عليك نحس فيك ظالمتيه ليش ماتسمعيش منه مرات يكون عنده سبب مقنع
هنادي، بغضب: ماعنده غير الكذب مكدس وبس، تي كل مره يحلف ويحنت خزي على الرجاله اللي زيه، تي هذاكا اليوم يحلف ويتقطع والجمعه جايكم، ونأخذك نأخذك، وينه الحلفان ماشفنا شي، زي كل مره وين نوصلو في الجديات يهرب، يحسابها الرجوليه بالكلام هالعيل هذا، مرض يرفعه هوا وأخته
ملاك، ضحكت على تصرفات هنادي اللي لازم أدخل الدعي في كل حديث لسانها تعوذ على هالشي، طلعت تليفوني فتحت النت ونزلت منشور، وخذيت شنطتي وشيتاتي ووقفت: هيا نوضي نمشو نأخذو قهوه ماشربتش الصبح
وعلى سيرة القهوه نرجعو لمكتب عماد اللي مقعمز ويشوف بإستغراب لمراد اللي مبتسم ومستمتع في شرب قهوته بروقان
مراد حطيت الفنجان وقمت تليفوني اللي وصله إشعار، فتحته وأني مبتسم وزادت توسعت أبتسامتي لما جي خيالها قدامي وأني نقرأ
" لُطفُ الكلماتُ ... يخلقُ الثقه
و لُطف التّفكير ... يَحلّ كُلّ الصعاب
و لطف الأرواح ... يخلقُ الموده
فسلام ‌‎للذين يتركُون بِنا، أشياءَ رائعةٌ
تَجعلُنا نبتسم، حِين تبدُو الحياة صعبةً ..
تجعلُنا ننفضُ غُبار الحُزن وَ الكَآبة
و تملأُنا بالأملِ و الأمنياتِ.. "
مراد سرحت في نمط الكلمات اللي حسيته تغير هالمره، وكأنه المقصوده هيا توا، أو خليني نقول أني شفت شخصية الأثنين من خلال هالكلمات،
- ملاك اللي بلطف كلماتها وتفكيرها الناضج وبساطتها في منح العفو وأبتسامتها اللطيفه العفويه فعلا قدرت تخلق نوعا من الموده ليها في قلبي
- صاحبة هالصفحه اللي ولدت في داخلي روح جديده، وأحيات بكلماتها وطاقتها الإيجابيه اللي تبعث فيها من خلال هالحروف أشياء حلوه فيا كانت ميته، قدرت بكلماتها تزرع الإبتسامة على ملامح وجهي الباهته، وتحاوطني بالأمل الدائم، وتفتح عيوني على أشياء لولاها ماكنتش نقدر نشوفهم، تخيلت لو يجتمعو هالشخصيتين مع بعض شني اللي راح يطلع، جوهره ثمينه أكيد ورزق للشخص المحظوظ اللي راح يملكها
عماد، بحيره: والله لو تجيبلي الكعبه في إيدك ماني مصدقك أنه مافيك شي، تي واضح ماكش طبيعي بكل هالحركات مكانتش ليك، هالسرحان والإبتسامات ولمعة العيون ولهفه اللي تشوف بيها للتليفون، فهمني شني اللي صاير
مراد، بضحكه: مش لين نفهم أني قبل وبعدين نفهمك، ووقف، هيا نشوفوك سلام توا، وطلع من غير مايسمع رد عماد اللي قعد يهز في رأسه بأسف وقلة حيله وفي داخله تولد خوف وتوتر من اللي ممكن يصير من وراء هالحركات في الأيام الجايه
ومن مراد اللي طلع مرتاح ومبسوط ورايق على الأخر،
فات باقي هاليوم بشكل هادي وعادي وروتيني على أغلب أبطالنا،
من غير معتصم اللي طلع من المحكمه معصب ومضايق من التأجيل اللي صار من غير سبب، بعد ماخبر عاطف وسمير وبعث رساله لنور بالتأجيل اللي صار، رجع للحوش وهوا حاس بروحه مرهق وتعبان بعكس النشاط والحماس اللي طلع بيه منه الصبح
______________________
ثاني يوم الصبح
نزلت نبيهه هيا والصغار زي العاده باش يمشو للمدرسه، تفاجأت بمحسن اللي كان واقف ومتكي على السياره واضح أنه يستني فيهم،
مشو الصغار يجرو لبوهم، وهيا تجاهلاته ومشت ركبت في السياره ولعتها وقعدت تستني في صغارها اللي فرحانين ببوهم اللي حارمهم منه وهالشي واضح من لمعة عيونهم لما شافوه، تنهدت بضيق وهيا تقول في خاطرها الله يهديك يامحسن ليش وصلتنا لهالموصيل، وقعدت مقعمزه تستني ومره مره تسرق في نظره ليه من المرايا،
من لما روحت ماتواجهتش هيا وياه أبدا ولا تقابلو حتي بالصدفه، محسن كان يقضي طول اليوم برا مابين شركة بوه ومابين صحابه وسهرياته، ويرجع متأخر في الليل باش ماينتبهش بوه لوجوده يرقد في الملحق ويطلع الصبح بكري، وحتى صغاره ماشافهمش إلا مره واحده يمكن من ثاني يوم روحو فيه من ثلاثه أسابيع فاتو
أبتسمت لصغارها اللي ركبو وهما يأشرو بإيديهم لبوهم اللي واقف يشوفلهم وهوا مبتسم، وطلعت وهيا تقول: شني قاللكم بوكم؟
مهما حاولنا نتجاهلو أو نتصنعو النسيان ونتعاملو مع أشخاص كانو شي كبير عندنا وجزء مهم من حياتنا بالا مبالاه، راح يقعد في حنين يغلبنا في معظم الأوقات ويسيطر على تصرفاتنا، ويجبدنا الحنين للماضي مابين فتره وفتره، ونتمنو لو يرجع بينا الزمن كنا غيرنا هلبا أشياء يمكن ماكناش وصلنا لهالنقطه
ديمه الإنسان يقعد مابين واقع مفروض وامنيات مرغوبه
___________________
بعد الظهر في كلية القانون
واقف يستني في رويده اللي تأخرت عليه، وهيا ليها حوالي نص ساعه طالعه من المحاضره، ماحبش يرن عليها مره ثانيه ويستعجلها بعد مارن وقالتله شويه وطالعه، فضل أنه يستني وخلاص، فتح تليفونه ورجع يقرأ في منشور الصبح
" إذا أصابك سوء لا تقل إلا خيراً، وإذا مر عليك يوماُ كئيب فقل غداً أجمل، وإذا فقدت شيئاً قل من الله العوض …
ودائما ردد الحمدلله حتى وإن باتت أيامك مُمتلئة بالخيبات، فلا شيء يساوي العافية..
فربما كان ماعندك اليوم هوا حلم لملايين غيرك فقدوه بالأمس متجاهلين فضل الله عليهم
لذا ردد دائما الحمد لله على كل حال 🤍🕊
سكر التليفون وهوا يردد في الحمد لله على كل حال
بينما رويده واقفه قدام واحده من زميلاتها وتزفر بضيق: هيا كان كملتي أعطيني تليفوني نبي نروح خالي يستني فيا
......: شويه بس الفيديو طويل ماباشيوصل فيسع، تعرفي عجبتني قصة تسجيل المحاضره فيديو أحسن شي، من المحاضره الجايه بندير زيك فكرتك حلوه
رويده، بملل: باهي أحسن ماديري، هيا شني تم ولا مازال؟
.......مسحت سجل الإرسال، وهيا تقول: هيا هيا أهو تم خلاص، مدتلها تليفونها، وأبتسمت: شكرا ياحبها سامحيني أخرتك معاي
رويده خذت تليفونها، بضيق: عادي صار خير بس مره ثانيه ياريت تعتمدي على نفسك، هيا سلام ومشت بسرعه
......ضحكت بهزوه😏 وهيا تشوفلها كيف ماشيه ورافعه خشمها لفوق: حاضر ياحبيبتي حاضر نعتمد ليش لا، كأن ماتكسرش هالخشم أني مانتسماش وتوا نشوفو
__________________
مرو يومين من غير أي جديد يذكر والكل يحاول يعيش أو يتعايش بالطريقه اللي تناسبه أو اللي متاحه ليه، وكل شي يصير يقعد قدر مقدر ومكتوب من الله، ومفروض على كل شخص يتقبله بقلب صابر ومؤمن بقضاء الله وقدره،
صح أن الموت وغياب شخص من حياتك نهائيا أكثر شي ممكن يكون مفزع في هالحياه،
بس لله ماأعطي ولله ماأخذ، وماأرواحنا في هذه الحياه إلا أمانه وقد يختار الله أمانته في أي وقت لذا أعمل على تسليمها في أحسن حال
وللمره الرابعه تزور الموت حوش الطاهر، ويحتل الحزن والكأبه كل أركان هالحوش،

زي العاده كل يوم في حوش الطاهر قبل مايطلعو لمدارسهم وأعمالهم لازم الكل يصبحو على الطاهر اللي مقعمز هوا وناديه في غرفة المعيشه وقدامهم سفرة الفطور وعالة القهوه وطرمس الشاهي الأخضر،
مراد خش عليهم، وأبتسم: صباح الخير كيف حالكم اليوم؟
الطاهر: صباح الخير الحمدلله في نعمه تستاهل الحمد والشكر
ناديه، بإبتسامه: نهارك مبروك وعدوك مهلوك إن شاءالله، قعمز خوذ فنجين قهوه قعمز
مراد قدم وهوا ينادي على رويده بصوت عالي، قربز جنب بوه وهوا يقول: واللهي مستعجل لكن هيا مانردكش صبي هي
ناديه أبتسمت وولعت الغاز بتسخنله القهوه، وهيا تقول: لبسك خفيف ياوليدي راهو الجو برا صقع
مراد: أي سبحان مغير الأحوال أمس نو وعجاج واليوم نسمه مصقعه والجو مسحب
الطاهر: هذا الخريف متقلب كل يوم شكل
مراد شاف لناديه وبرجاء: رديلنا بالك على الحاج بس ماتخليشي يطلع بلسبه هذا هوا من غير شي مناعته بلهون
ناديه صبت القهوه ومدت لمراد الفنجان، وهيا تقول: إندير جهدي معاه وإن شاء الله ربي يقدرني عليه، تفضل هي صحتين
الطاهر شاف لناديه على جنب وقعد يهز في رأسه بهزوه، من غير مايتكلم
مراد أبتسم: الله إيسلمك وقام عيونه لرويده اللي خشت عليهم
رويده: صباح الخير خالو
مراد: صباح النور تعالي خوذي قهوه
ناديه، بإعتراض: لا رويده أهو مقها فوق الرخامه صابيتلها في الحراري باش تقعدلها سخونه
رويده بإبتسامه: يسلمو إيديك، ومشت خذت المق ورجعت، وبتساؤل: هيا شني خالو نطلعو ولا بتزيد تقعمز كأنك عليا مازال عندي وقت قبل المحاضره راهو
مراد حط الفنجان ووقف، وهز رأسه بالرفض: لا لا هيا ياخالو أني عندي موعد بعد نص ساعه ياذوبك نلحق، طبس بيقيم تليفونه اللي طاح من جيبه لما ناض ورفع عيونه بإستغراب على صوت
بيلسان، بتوتر: صباح الخير خالو تحطني في المدرسه على طريقك غير عندي إختبار ومانبيش إنغيب ويريح عليا
مراد، بإستغراب: صباح النور ياخالو، أنتم قاعدين مامشيتوش!! وين ماما وخواتك !!
بيلسان: ماما نوضتها بتول مابتش تنوض، قالت ماما مريضه خلوها ترتاح وبتول وبسنت قالو عادي نغيبو مادام ماما مانضتش باش ترفعنا ورجعو رقدو
الكل لاحت على وجوههم علامات الإستغراب يكسوها شي من الخوف، في الأسابيع اللي فاتو تعودو على نوال تطلع هيا وبناتها أول واحدين الصبح باش تلحق لأنه مدارسهم بعاد شويه على حوش بوها
مراد شاف لرويده بإستغراب: خيرها خالتك إمبارح أني وياها مافيها شي أمتي مرضت!!
رويده، بضيق: لين رقدت خليتها مافيها شي بس العشيه قالت نحس في روحي بنحصل برده مع تغييرة الجو هذي
الطاهر شاف لناديه بتفنيصه: ترا نوضي شوفيها خيرها
ناديه هزت رأسها وناضت وهيا متوتره وخايفه وماتبيش تتواجه هيا ونوال من الصبح
مراد عارف أنه نوال مش متقبله ناديه نهائي، ولاحظ أنه ناديه خايفه ومتوتره بس ماقدرتش تقول لا لراجلها، تكلم بسرعه: لا لا خليك أنتي ياعمتي بري يارويده شوفي خالتك
رجعت ناديه قعمزت وهيا منزله رأسها لوطه ماتبيش تشوف للطاهر اللي يشوفلها بحده وغيض
ومراد مشي وقف جنب بيلسان وقعد يسأل فيها على الإختبار اللي عندها
ثواني ورجعت رويده وهيا متوتره ووجها مخطوف أشرت لخالها من بعيد من غير ماينتبهو جدها وناديه
مراد حركة رويده حركت الخوف في داخله حاول على قد مايقدر مايبينش شي، أبتسم بقلق: بيلسان قعمزي بحدا جدو شويه ونجي
مشت بيلسان قعمزت وهوا طلع وخبط في معتصم اللي كيف خاش من غير ماينتبه، تخطاه بسرعه من غير إهتمام وقدم لرويده بخوف، اللي جبداته معاها من إيده للدار اللي راقده فيها خالتها وهيا تقول، بخوف: تعالا شوفها ياخالي خالتي ماتتنفسش
معتصم، بضيق: صبح يافتاح أفتح عيونك ياراجل، وهز رأسه بقلة حيله لما شاف مراد مشي وماعدلش عليه، وخش وهوا يقول: صباح الخير شن الجو ياحويج
ناديه، بإبتسامه: صباح النور يسعد يومك، تعالا قعمز أفطر
الطاهر، بنص عين: قداش مره قتلك أحترم نفسك ومعاش تقولها هالكلمه ولا لا، حرام فيك هالشهاده اللي واخذها وأنت لا أسلوب ولامنطق
معتصم قعمز بهدت حيل وجبد واحده من المخدات وإتكي عليها، وهوا يقول، بملل: الحق فيا اللي إندلع فيك بس حاضر معاش نقولوهالك ياسي الطاهر، وشاف لناديه وأبتسم: باللهي صبيلنا طويسة شاهي من متاع الحويج
ناديه أبتسمت على حركات معتصم اللي يحب يغيض بوه وينرفزه: حاضر هي
الطاهر زفر بضيق: الكلام معاك عبس مافيش فايده بكل، بعدين ماتقوليش خيرك ليك ثلاثه أيام راقد وإمسيب عملك
معتصم، بضيق: ماعندي ليش ماشي القضيه اللي كنت نجري عليها جلستها تأجلت للشهر الجاي، ماعندي كان نرقد ونربح راحتي وخلاص، ولا مضايقك وجودي كان مخرب عليك حاجه هك ولا هك قول توا نتبخر وغمزله😉، ومد إيده وخذي الطاسه من ناديه
الطاهر، بغضب: لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم، ربي يلطف بيك ياولدي على هالعقل اللي عندك
معتصم ضحك بخفه وشاف لبيلسان وشحلها شعرها، وهوا قارن حواجبه بإستغراب: خيرك قاعده أنتي يامشفشفه مش عندك مدرسه؟
بيلسان حطت إيده على شعرها وهيا تتوجع من شحة خالها، وقبل ماتتكلم الكل قلوبهم فزت قبل رجليهم لما سمعو عيطة رويده اللي هزت أركان الحوش، وقطعت الهدوء والسكينه اللي كانت مسيطره على زواياه
____________________
في الجامعه
كيف خاشين ملاك وهنادي ويهدرزو على المعمل اللي شافاته ملاك في النت وكيف أنه عاجبها في نظافته وترتيبه، وقداش واضح أنه أصحابه ناس منظمه ومرتبه وعندها ذوق عالي، والأهم من هكي الخبره والمهاره الواضحه من خلال الشكل اللي يشهي ويفتح النفس للأصناف المعروضه،
أنصدمو بأحمد اللي طلع قدامهم فجأة
هنادي، بغيض: صبح يافتاح اللهم مافوت هالنهار على خير، وقلبت عيونها بضيق
أحمد، بأسف: معقوله لهالدرجه شوفتي بدت إضايق فيك، وأنتي اللي قبل تقوليلي مايمشيش يوم على خير إلا لما نشوفك
هنادي، بغيض: وأنت قلتها هذاك قبل لم كنت نحساب روحي شاده براجل لكن كل شي تغير لما طلعت عيل يمشو فيك بالريموت كنترول
أحمد، بعياط: أنتي سامعه الكلام اللي تقولي فيه، راجل وغصبآ عنك فاهمه ماتخلينيش نتصرف تصرف مايعجبكش ياهنادي
هنادي، بضيق: تعرف تنقص صوتك وبلاش فضايح قدام الناس، وبعدين ليش حمقت وفزت عروق الحاميه من كلمتي، ليش مش هذا اللي أثبته حضرتك بمواقفك الجبانه واللي مستحيل حتى العيل يديرها، ياخسارة الثلاثه سنين اللي ضيعتهم مع واحد زيك
أحمد، بضيق: أنت نهيتي كل شي قبل ماتسمعي أسبابي أو تشوفي الموقف اللي إنحطيت فيه وكيف إنجبرت على الشي اللي صار
هنادي، بهزوه: باللهي قداش بنسمع وقداش بنحطلك عذر، المشكله اللي تقهر أنه ثلاثه سنين وأنت اللي تضغط عليا في قولت، خلاص بنخطبك، بنجيب أهلي، بندير شي رسمي، نبيك جنبي، أنتي اللي واقف في وجهي، مسكره الطريق قدامي، وأني اللي كنت نعترض، وفي الوقت اللي أقتنعت فيه وقتلك تمام دير اللي تبيه والمفروض كنت توريلي أني أخترت راجل ينشد بيه الظهر ويستحق السنين اللي خنت فيهم ثقه أهلي على شأنه، وكيف صدقتك وأمنتك على روحي وقلبي وشرفي وبدل ماتبين صدق نيتك وحبك إتجاهي تخذلني ومش مره ولا إثنين ولا حتى ثلاثه، تبيني نعدلك كم مره عطيتنا موعد وأني نخبر في أهلي ونجهزو في روحنا ونقعدو نستنو في حضرة جنابك أنت وأهلك وفجأة يتسكر تليفونك وترخي بيا وتخليني في موقف حقير قدام أهلي 4 مرات ياأحمد إنراهن عليك ونعارض في الكل وأنت في المقابل شني درت!!
كل مره تخذلني بأبشع طريقه وكأنك ناقم عليا وتتفنن في تعذيبي، تعرف شني المرات الثالثه كوم والمره الأخيره كوم ثاني
أحمد، بضيق: اللي صار غصبآ عني ياهنادي والله صدقيني، أمي كانت واقفه ضد الموضوع ومش مساعدتني بكل وأني ماكنتش نقدر نقدم على هالخطوه من غير موافقتها ورضاها
هنادي،بقهر: مادامك عارف روحك ماعندكش كلمه مع أمك، وماكش قد المسؤوليه ولا أنك تثبت رجوليتك وصدق نيتك، ليش تتصل ببوي وعلى أساس خطبه وفضانيه وتخلينا نتكلفو بضيافة وعشي ونعمزو ناس وفي الأخير حتى الإتصال باش تعتذر وتتأسف ماكلفت روحك إديره، تسكر تليفونك وأختفيت 5 شهور لاحس ولا خبر، وبعدها تطلع وتقولي قاعد نحبك ونبيك وبنجي نخطبك والمفروض أني نهز رأسي ونفرح ونصدقك زي قبل، لا يابابا أفتح عيونك وشوفني كويس أني مش هنادي الأولى خلاص هذيكا بح معاش فيه
أحمد،بحزن: عارف أنك قاعده تحبيني مستحيل تقدري تنسيني أو تكرهيني بهالسهوله، أعطيني فرصه ياهنادي نوعدك مش راح تندمي هالمره، أسمعي قلبك اللي يبيني ومستحيل يفرط فيا وحني عليا وخلينا نبدو صفحه جديده، والأيام راح تتبتلك قداش أني نحبك ومتمسك بيك وراح نحارب على خاطر ونحاول مع أمي لين تقتنع
هنادي نفس الكلام زي كل مره شبه حفظته صم، هزيت رأسي بأسف، وأبتسمت بتهكم: صدقني لو قلبي مازال فيه ذرة مشاعر واحده بس ليك مستعده نطلعه ونعفس عليه ونمشي لأنه مايشرفنيش أنه يقعد فيا مادامه بعد كل اللي درته فيه قاعد متمسك بشخص حقير وواطي ومن غير شخصيه زيك، الحب والمواقف الرجوليه مش ليك للأسف فياريت معاش إتعب روحك لأنك من الجماعه اللي تزوجهم أمهم وتسيرهم تحت كلمتها،
تنهدت ورسمت إبتسامه حلوه وهاديه على وجهها: أما أني فالحمدلله ربي عوضني باللي خير منك بمليون مره، وقامت إيدها اليمين توريله في الدبله اللي في إيدها،
أحمد، توسعو عيونه بصدمه ومعاش نطق بأي حرف
ملاك من لما طلع أحمد قدامنا أنسحبت على جنب ماحبيتش ندخل خليهم يتناقشو ويحلو مشاكلهم بأنفسهم، بس كان حديثهم مسموع بوضوح بالنسبه ليا،
بصراحه هنادي عندها حق أحمد بعد ثلاثه سنين حب خذلها أكثر من مره ويحط فيها في موقف محرج قدام أهلها اللي كل مره توقف في وجههم وتعارضهم على خاطره، وبالأخص المره الأخيره لأنه عمي صالح عزم ناس وداير عشي وعلى أساس خطبه وفضانيه مره واحده، وفي الأخير رخي بيهم وسكر تليفونه وأختفي وخلاهم قدام الناس في موقف لايحسدو عليه والمتشمت كان أكثر من اللي واجعه الحال
بس في نفس الوقت لما نجي نفكر في الموضوع من جهة أحمد عنده حق حتى هوا كان ممسوك من الإيد اللي توجعه أمه ماكنتش راضيه وهالشي صعب عليه أنه يدير أي خطوه إيجابيه ويوفي بوعده إتجاه هنادي، وقعد واقف مابين الإثنين اللي واضح أنه لازم يضحي بواحده منهم باش يكسب الثانيه، وللأسف أحمد مش من الشخصيات القويه اللي عندهم عزيمه وإصرار وثبات على رأي والتمسك بكل قوه في الشي اللي هوا يبيه، كانت لأمه الكلمه الأولى والأخيرة في حياته
ملاك بس اللي صدمني من كل هالحديث الدبله اللي كانت في إيد هنادي وورتها لأحمد على أساس أنها أنخطبت، أمتي صار هالشي وأني وين، قعدت واقفه نتفرج عليهم ونستني في النهايه باش نستفسر منها ونرضي فضولي اللي قلقني من هالموضوع
هنادي أبتسمت بإستفزاز: راجل ويسوي مليون واحد زيك، ياريت لو عندك ذرة إحترام لنفسك معاش تحاول تطلع قدامي وتترجاني لأنه اللي زيك حتي العفس عليه بكندرتي مايشرفنيش أصلا،
وقدمت خطوتين ورجعت خطوه، وهيا تقول، بتحذير: أها وياريت تنبه أختك المصون اللي واضح أنها نسخه مصغره عن أمك اللي ربي يحبني وماجتش عمتي، بأنها تبعد عليا وتلتزم حدودها معاي وتتقي شري أفضلها وإلا ماتلومنيش بعدين شني ممكن يصير فيها، وشافتله من فوق للوطا بنظرة إشمئزاز، ومشت بثقه وخلت أحمد وراها مصدوم ومش مستوعب اللي صار ولسانه وكلماته عجزو يسعفوه من هول الصدمه اللي تلقاها ماكانش متوقع أنه هنادي اللي تحبه وتموت فيه واللي حافظاته أكثر من نفسه، ممكن تشوف أو تفكر حتى التفكير أنها ترتبط بغيره
هنادي قدمت وشديت ملاك من إيدها اللي كانت مصدومه حتي هيا ومشيت من غير ولا كلمه بس لحظات ودموعي خانوني
ملاك شفت لهنادي بحزن أني أكثر واحده تفهمها صح جرحها من أحمد كبير بس نسيانه مش ساهل أبدا وماأعتقدش أنها تقدر عليه
في أشياء رغم الوجع اللي يصيبنا بسببها إلا أنها تقعد داخل القلب غصبآ عنا ومن الصعب نسيانها مهما حاولنا 😔💔
هنادي مسحت دموعها وهيا تتصنع القوه واللامبالاه، وبغيض: دعوه ترفعه نكد عليا من صبح ربي، ربي يوريني فيك يوم يافاتن ياحرباء
ملاك ضحكت😅: وشني دخلها فاتن توا لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
هنادي حطت صبعها على رأسها وميلاته على الجنب، وقلبت عيونها: هكي مزاج بندعي عليها كل مانضيق ولا نتفكرها حتى، شني اللي واجعك أنتي؟
ملاك، هزت رأسها بقلة حيله: ربي يهديك إن شاءالله، وشفتلها بإستغراب: إلا ماقلتليش من وين هالدبله، أمتي جي عريس الغفله هذا وأني وين!!
هنادي، بنص عين😒: عريس شني ياهبله حتى أنتي، ومدت إيدها اليمين اللي فيها الدبله قدامها، وبإبتسامة: تي هذي دبلة صباح مرت جمال خوي شكلها نستها إمبارح على الرخامه لما غسلت الماعيين، لقيتها الصبح لبستها قلت خلى نتجكتر بيها شويه، وجت في وقتها سبحان الله باش نطرت بيها العيل من قدامي، وبنص عين: حلوه صح!! طالعه على إيدي خير منها، والله حرام فيها رزق خوي هالجربه،
ملاك، قعدت نشوفلها بتفنيصه
هنادي، بضحكه😁: خلاص وأنتي قريب تنقزي عليا تأكليني، نبصر نبصر والله الحق صباح ماشاءالله عليها الحق تستاهل كل خير، مش كيف إمساويين خوتك هذاكم العقربات اللفعات المسمومات مرض يرفعهم إن شاءالله
ملاك وقفت وشفتلها بحده لما شافتلي بإستغراب لما وقفت وسيبتها تمشي بروحها، أشرتلها بصبعي بغيض: طول لمحاضرتك ياهنادي من غير ولا كلمه بالله عليك، لازم تنمي على حد من الصبح وتركبينا ذنوب أحني في غنى عنها
هنادي، شفتلها على جنب: يالطيف تستورك ياشيخه ملاك، أهو ماشيه أقعدي فيها، تلفتت ورجعت شافتلها، وبغمزه😉: سلميلي على عموده هلبا توسطيلي عنده ورأس وخيتي نعرفك غاليه عنده ويسمع في كلامك، على الأقل بالك نصفي واحده من مواده، حشمه ليا سنتين قاعده في خليقة الراجل نحس فيه بيطفش من كل هالجامعه على خاطري
ملاك فنصت عيوني بصدمه هالبنت كارثه كان فتحت شني مازال يسكتها، أحسن شي نمشي ونخليها بروحها، ومشيت متوجهه للقسم، قعدت نضحك وأني نسمع فيها تتكلم بصوت عالي
هنادي، بضحكه😅: ورأس وخيتي ماتنسيني كليمه منك بس،
______________________
عند نور اللي كنت تلبس في وشاحها
كملت وقعدت تشوف لإنعكاس صورتها في المرايا بثبات
عكس الأيام الماضية اللي كانت تتجنب النظر للمرايه بقدر الإمكان لإنعدام ثقتها بنفسها
زفرت بهدوء وهيا تحاول تقوي روحها وترمم قلبها بالاستغفار
خذت شنطتها وبتطلع للجامعه بعد مامشت من حوالي ثلاثة أسابيع ونزلت موادها وهيا مقرره تكمل حياتها من وين ما وقفت، ومش راح تسمحله بعملته القذره يدمر مستقبلها كيف مادمرها
قبل ماتطلع من دارها وصلها مسج طلعت التليفون وضيقت عيونها وهيا تقرأ في الكلام
" حبيبتي نور إستاحشتك،
تصدقي أكتشفت أني مش عارف نعيش من غيرك للأسف، وهذا شي يبسطك ويطيرك من الفرحه أكيد
ياتري شني صار في جلسة صاحباتك سمعت إنها تأجلت صح!!
ياحرام هالمحامي قاعد يلود في كسبره مسكين يسخف راح يتبهدل هوا وأهله من وراء هالموضوع
عقليهم ياحبي ياريت مايخلونيش نطر نعاملهم بأسلوب ثاني أكيد مش راح يناسب بنات العائلات اللى زيهم، ولا بنات شني!! نسيت حق وليتو مدامات في ليلة واحده أنتي وصاحباتك شرف ليكم طبعا "
سكرت التليفون وهيا تحاول تتحكم في ردات فعلها وتهدي روحها وماتسمحلاش أنه ينتصر عليها أو يستفزها بكلمات تافهه زيه بالضبط
فكرت أنها تتصل بمعتصم وتقوله على رسائل أمجد المتواصله الفتره اللي فاتت، بس شافت الوقت مازال بكري فكرت أنها تكلمه بعد ماتروح من الجامعه يكون أفضل والوقت أنسب، بعتت رساله لهند بأنها كيف طالعه باش يتلاقو في الجامعه
حطت التليفون في الشنطه، وطلعت وهيا تردد في خاطرها دعاء حفظاته من الصفحه اللي ولت من أشد المتابعين ليها باستمرار
" اللهم ماقويني بعد الضعف، وأرحني بعد التعب، وأسعدني بعد الحزن، وكافئني بعد الصبر، اللهم إني أعيذ قلبي من وحشة الدنيا وكدرها، اللهم ماأغفر لي ذنبي، وعوضني خيراً عن كل شي إنكسر في قلبي يالله "
طلعت وهيا مبتسمه وعلى وجهها بانت ملامحها الهادئه البريئه اللي كنت مخفيه طول الفتره اللي فاتت بسبب الضيق والحزن والكآبه اللي كانت عازله فيها روحها بسبب شي صار غصبآ عنها ومن غير حولا لها ولا قوة
ومن عند إبتسامة الأمل اللي طالعه من قلب نور البري
نمشو لدمعة الحزن اللي نزلت من عين مراد وهوا يشوف لأخته الممدوده قدامه وهيا وجهها أزرق وخالي من أي لون ثاني حيوي، وأول ماقام إيدها بيتحسس نبضها طاحت منه بسرعه دليل على أنه اللي قدامه ماهيا إلا جثه هامده فارقت الحياة
صرخه طلعت من رويده وهيا مصدومه من الموقف اللي صار قدامها
حاولت تذارك الموقف وحطت إيديها على فمها تمنع شهقاتها من أنها تطلع وتفجع غيرها على الأقل حاليا، وهيا تهز في رأسها بعدم تصديق
معتصم كان أول الواصلين للدار
اللي أول ماشاف جسد أخته ساكن وبارد، قدم بسرعه وهوا رافض أنه يصدق اللي قاعد يشوف فيه، بعياط: شني قاعد واقف يامراد قيمها معاي قيمها بسرعه
قاموها الإثنين وطلعو بيها بسرعه، وكان جوابهم للطاهر وناديه والبنات اللي فاقو على صوت العيطه وطلعو يجرو وراهم، أنها داخت وبيسعفوها بسرعه،
مشو وهما الأثنين عارفين أنه هالشي مش راح يغير شي ولا راح يرجع روحها من ملك الموت اللي قبضها وخلاص صعدت لباريها وفات الأوان
بس كانت حرارة الموقف هيا اللي تخليهم يتصرفوا في هذا الوقت، وممكن هالشي يكون رد فعل أي منا في لحظه زي هذي
خشو بيها للعياده وعلى طول خذوها منهم وأنهارو الإثنين في حضن بعض وهما يبكو بشكل قدر يفجع كل الموجودين، وكل اللي يشوفهم يسخف على منظرهم، ويوجعه حالهم
الموت حق، وهو النهاية الحتمية لجميع المخلوقات
ومهما حاول الإنسان يجسد الموقف أو قال من كلام عن الموت ،يقعد دائما عاجز عن وصف أهواله،
نهاية تأتي في أغلب الأحيان مفجعه مروعه، وبصورة مفاجئه وداهمه، لاتفرق بين كبير أو صغير، لا ذكر أو أنثي، لا غني أو فقير، لا صحيح أو مريض
تلك النهاية المفاجئه التي استعاذ منها الرسول ﷺ، (اللّهُمّ إنّي أعُوذُ بك منْ زوال نعْمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقْمتك، وجميع سخطك)
نهايه حقيقيه لاشك فيها لكل واحد منا:-
- تأتي لتدعو كل من له قلب أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة وحساب، ماذا قدّم لنفسه من صالح الأعمال في الأيام الماضية
- لتفتح أعيننا على ماكنا غافلين عنه منشغلين بفتن الدنيا
- لتذكرنا بأننا ضيوف في هذه الحياة، نأتيها خاليين الوفاض ونخرج منه مثل ماأتينا
- لتنصحنا دائما أن الصلاة في وقتها خير من الدنيا ومافيها، وبأن عملك الصالح هوا الوحيد الراحل معك ليؤنس وحشة قبرك
- لتأكد لنا بأنه نهاية كل واحد منا حفرة وتراب وحساب، وأنها الحقيقة لا محيد عنها، ولا مهرب لنا منها،
- لتحثنا أن نعمل ماتبقي من حياتنا مايسترنا داخل تلك الحفره،
- لندرك بأن الموت نازل بنا لا محالة، وأن لنا موعدا للرحيل من هذه الدنيا.
"الموت قد يأتي فجأة....ماذا أعددنا له؟".
لذا حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا 👌
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من موت الفجأة، والحياة في غفلة. اللهم آمين🤲
وماهيا إلا دقائق وطلع الدكتور وهوا منزل رأسه بأسف
وملامحه وأن دلت إدل على شي واحد وهوا تأكيد للي في بالهم وقطع الشك باليقين
الدكتور بأسف: إنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله أجركم
مراد حاول يتماسك وهوا يشوف بأسف لمعتصم اللي أنهار على الأرض بهدت حيل وهوا يخبط في إيده في الحيط اللي قدامه ويهز في رأسه بعدم تصديق وصوت صرخاته صداها تردد في أرجاء المكان، بعد ماقدمو إثنين من الشباب الموجودين في العياده قاموه وقعمزوه على الكرسي، وهما يحاولو يصبروه بكلمات بسيطه ممكن تسكن الألم اللي حاس بيه مؤقتا
مراد مسح دموعه وقدم من الدكتور: ممكن نعرف شني سبب الوفاة يادكتور؟
الدكتور، بتوتر: بصراحه مانقدرش نعطيك إجابه لكن أغلب الحالة اللي زي هكي تصنف على إنه ذبحه صدريه،
سكت شويه وبعدين تشجع وقال: بس فيه إحتماليه أنه يكون إعتلال في عضلة القلب وإنفجار في البطين الأيسر مما سبب نزيف داخلي ومنع سير الدم للراس، هالشي يفسره حالة الإختناق للحالة واللون الأزرق اللي كسو وجهها نتيجة لعدم تدفق الدم بشكل طبيعي، إنتقالا من القلب للرأس والعكس صحيح
مراد قعد يشوفله وهوا على ملامحه علامات إستفهام
الدكتور تنهد بضيق وقال: يعني تقدر تقول هالشي راجع في نهاية الأمر للحالة النفسيه وإضطراباتها، والضغوطات المتراكمه في الحياه اليوميه، بس لو تبو تتأكدو ممكن ندخلوها للتشريح ونعرفو السبب الرئيسي للوفاة
مراد شافله بحده، وبعصبيه: مستحيل، رد بالك واحد يمسها أو يجي جيهتها، نفنيكم فني فاهم!!
الدكتور نزل رأسه بأسف: أعذرني هوا كان مجرد إقتراح بس لاغير، خلاص تقدرو تأخذوها بعد ماتكملو الإجراءات اللازمه، وعظم الله أجركم مره ثانيه
ومشي وخلا مراد غارق في حزنه وواكله الندم على تغافله عن أخته لحد ماوصلت لحالة أودت بحياتها بالشكل هذا
_____________________
في الجامعه
ملاك مقعمزه على الكمبيوتر في القسم وتطبع في الملفات
وقف عماد خذي شنطته وقرب منها وهوا يقول: خليك في القسم لين نعطي المحاضره تمام، ردي بالك ولو تبي تسكري الباب عليك يكون أحسن أهو المفتاح موجود على المكتب
ملاك، بإبتسامه: ولايهمك ياباش مهندس، تمام حاضر
عماد أبتسم وقدم خطوتين ورجع تلفتلها: ملاك قتلك ماتنسيش الملف متاع ال...... وسكت لما رن تليفونه،
ملاك نزلت عيونها للكمبيوتر لما شافاته مشي بس رجعت قامت عيونها لما نادي بأسمها وقعدت مركزه معاه باش تعرف شني يبي
عماد طلع التليفون وهوا يقول: إن شاءالله خير، وأبتسم أول ماشاف المتصل وقال: هوا اللي متصل الأول لما نمسح بيه اليوم
فتح الخط، وبضحكه: يستر الله في هاليوم شكله مظلم من بدايته، اللي تصبحنا فيه على صوتك
وبسرعه ماتحولو ملامحه للصدمه من اللي سمعه، وبعدم تصديق وإرتباك: ماتقولهاش!! كيف صار هكي!! لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم، خلاص أهو جاي جاي
سكر التليفون، ورجع للمكتب بسرعه يلم في باقي أوراقه من غير تركيز وخذي المفتاح وهوا يقول بسرعه: ملاك صارلي ظرف خلي كل شي في إيدك وأطلعي
ملاك وقفت بفزع من لما شافت الهلع في تصرفاته من بعد المكالمه اللي جاته، سكرت الكمبيوتر وخذت حاجاتها وقدمت من الباب، وتلفتله بتوتر: سامحني على التطفل، بس شني فيه ياباش مهندس إن شاءالله خير
عماد قدم منها وهوا نظره مشتت للمكتب من حواليه يتفقد في كل شي، بأسف: بنت خالتي عطاتك عمرها
ملاك، بحزن: إنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله أجركم، ربي يتقبلها برحمته
عماد هز رأسه بأسف وطلع بعد ماطلعت ملاك،
سكر المكتب ومشي بسرعه
____________________
في العياده
سكر الخط ورجع تليفونه في جيبه وتلفت بسرعه لخوه اللي صوته رن في كل المكان وهوا خاش يعيط ويقول: وينها أختي كذابين كيف تموت هكي أمس مافيها شي أني هدرزت عليها قبل مانرقد والله مافيها حاجه، كيف فجأه تقولولي ماتت هكي كيف، وطاح لوطا وأنهار بالعيط
مراد قرب وقام محسن معاه وهوا ضاغط على كتافه بإيديه الإثنين وبدموع: أختارها ربك من بينا مشت للي خير مني ومنك، أدعيلها يامحسن أدعيلها
محسن، بإنهيار: إمبارح يامراد لقيتها تستني فيا في الملحق وهدرزنا لين إعيينا وضحكنا وإذكرنا أيام كنا صغار، قصدك كانت تودع فيا!!
مراد إذكر كيف لقاها مقعمزه في الصاله تستني فيه حتى هوا، وكيف قعدت تهدرز معاه وتنصح فيه بأنه يتلفت لحياته وينسي اللي فات، بحزن: ودعتنا كلنا وأحني غافلين عنها ياخوي، وأضبط خوه وجبده قعمزه في جنب معتصم اللي كان مقعمز على الكرسي اللي قدامهم وحالته ماكنتش أفضل من حالة محسن، شاد رأسه مابين إيديه ويهز فيه بعدم تصديق ودموعه ماوقفوش من لما خشو للعياده
مراد قربز قدامهم وشد إيديهم الإثنين وضغط عليهم بإيديه، يواسي فيهم وهوا أكثر واحد محتاج للمواساة ومأخذة الخاطر، أكثر واحد قاعد يتألم ويتواجع بس يكبر ويقوي في روحه على خاطر أهله والبنات اللي قعدو أمانه عنده،
نزل رأسه يداري دموعه اللي معبيات عيونه، وهوا يقول بأسف: ربي يتقبلها برحمته ويجعل مثواها الجنه، كلنا ليها لازم تكونو أقوى من هكي،
نوضو بالك نلحقو نكرموها الظهر أو العصر، إكرام الميت دفنه
محسن أنت تخبر الشباب يتكفلو بالقبر
وأنت يامعتصم تمشي تكمل الإجراءات
وأني ماشي نخبرهم في الحوش
وقف مراد بعد ماشافهم هزو رؤوسهم الإثنين بالموافقه، طبطب على كتف محسن وهوا يقول: قوي عزمك ياخوي أنت سندنا الكبير وأحني شادين ظهرنا بيك راهو وطلع
اللي قصده مراد من حركته هوا إنهاء النزاع اللي إنخلق بينهم من المشاده الكلاميه اللي صارت أخر مره، وأنه يبينله أنه هوا كبير في عينهم وراح يقعد خوهم الكبير وسندهم وعزوتهم مهما صار بينهم
لحظات وألتمو عليهم الناس وجو ولاد عمامهم وولاد عماتهم وخلاتهم واللي هذا أسمع وتعالا، ومافيش خبر أسرع إنتشار أكثر من الموت
مراد طول الطريق وهوا يفكر ومش عارف كيف بيتكلم، كيف بينقلهم الخبر، كيف راح تكون ردة فعل بوه وبنات أخته،
بالرغم من أنه كان مكسور ومنهار داخليا إلا أنه كان مضطر للظهور بأقوي نسخه ليه قدام أهله وبالذات في هالوقت
إنصدم لما لقي الزحمه قدام حوشهم وصوت العياط قالب الدنيا، مادارش حساب أنه يكون واحد من شباب العيله اللي أغلبهم عرفو هما اللي قالو لأهله، وهما اللي زفو الخبر بالطريقه المفجعه هذي، خش وهوا خايف على بوه بالدرجه الأولى
وقف جامد في مكانه لما تلقوه بنات أخته من البوابه
بتول، بعياط: خالو وين رفعتو أمي!! خيره ماجبتهاش معاك!! وينها أمي وينها،
بيلسان، بشك: أمي مريضه بتعاين وتروح صح، خش قوللهم ياخالو أمي قاعده حيه خليهم يسكتو معاش يعيطو ويفاؤلو على أمي، وحطت إيديها على وذانها ماتبيش تسمع صوت العياط
بسنت، بدموع: حقا ماما مشت لربي يعني أحني معاش بنشوفوها!!
مراد فتح إيديه وحضن بنات أخته الثلاثه اللي إرتمو في حضنه، وهوا يشهق بعبرته معاهم
قام عيونه وهوا يشوف في بوه جاي جيهته وهوا يمشي بخطوات سريعه وغير متزنه، لين وقف قدامه،
هز مراد رأسه بأسف: عظم الله أجرك يابوي
هالكلمات كانت كفيله بإصدار صرخات أعلى وأعلى من قلوب أوجعها الفراق لعدة مرات زي الطاهر ونهي ورويده اللي كانو متأملين بأنه الخبر يكون كاذب
وقلوب صعب عليها تتقبل أنها تفقد الحضن الدافي والقلب الحنون زي بنات نوال اللي فقدوها وهما في عز حاجتهم ليها، وفي عمر صعب السير خطوه من غير وجود قلب يحتويهم زي قلب أمهم
وقلوب واجعها الحال وماليها الأسف والحزن على فراق فرد من هالعيله، زي عماتهم وخالاتهم والأقربون من عيلتهم
____________________
الساعه11 وربع في مدرسة ربيع
وقت الإستراحه، وكل الطلبه كانو في الساحه
ربيع اللي خبره واحد من المدرسين أنه سواقهم يستني فيه برا،
وخذله أذن باش يروح بيه معاه
ماكانش عنده بال باش يركز أو يفكر في السبب اللي جايه على خاطره في نص الدوام، كان كل همه حاليا في القهوه اللي مشي علي بيجيبها ومعاش رجع،
قعد يلود في نفس المكان ماشي جاي ويفرك في إيديه، لحظات ويشد رأسه يمسده بإيده ويمسح على حواجبه المعقوده من الصداع اللي بيفجر رأسه،
قدم وأبتسم بلهفه وهوا يشوف فيه جاي جيهته وفي إيده الطاسه، مد إيده بسرعه وقبل مايأخذها منه
علي وخر إيده، بغيض: راهو قالي هذي أخر مره تأخذها بلوشي، معاش دخلي فيك من غذوه دبر حالك أنت وياه
ربيع بلهفه: غير هات بلا جو عواويل باهي من غذوه نعطيه حقها
علي، برفعة حاجب: معناها بتبحبح إيدك شويه هذي نوعيه خاصه مش زي القهوه العاديه راهو، نخافك ماتقدرش على حقها
ربيع نهب الطاسه من إيده وشربها مره واحده، وبنص عين: خاصه خاصه، قادر نشريه حتى هوا مع قهوته لو نبي
لوح الطاسه ومشي بيأخذ شنطته وبيطلع للسواق اللي يستني فيه برا
أما علي أبتسم بهزوه وشير بإيده لنادر اللي كان مقابله ويشوفله وعلى وجهه مرسومه إبتسامة مكر وهوا يشوف في النتيجه مرضيه قدامه وقدر يحقق الهدف المطلوب منه في أقل وقت ممكن
__________________
الساعه2 ونص الظهر
هنادي، بملل: خلاص معاش يجي توا، هيا تعالي نطلعو ماقعدناش غير أحني واقفين قدام القاعه نستنو
ملاك، بإستغراب: غريبه زعما مايكونش حتى هوا تقربله حالة الوفاة اللي قال عليها الباش مهندس عماد
هنادي قامت كتافها بعدم معرفه: الله أعلم علاش هما فيه صلة قرابه مابينهم قصدك!
ملاك، بتفكير: مش عارفه، زعما نتصل بالإستاذه نهي نعزيها؟
هنادي شبحتلها على جنب: هوا غير يولد ويسموه، مسرع ماتت المرأه وبتتصلي حتى تعزي، وبعدين قالك بنت خالته هوا مرات ماتقربش لمرته،
ملاك: المهم تعتبر من نفس العيله، وبعدين ينوبنا أجر مأخذة خاطر،
هنادي، بملل: ديري اللي تبيه ولو أني نشوف في الوقت الحالي مش مناسب أبدا، بس ماعنديش نيه نجادلك، هيا خلي نطلعو
ملاك، برجاء: خلي نزيدو حتى ربع ساعه بس مادامه جمال مازال مش جاي توا
هنادي زفرت بضيق: أنتي كان يخلوك على راحتك ترقدينا الليله إهنايا، وجبدتها من إيدها بغيض ومشت طلعت هيا وياها
_____________________
فاتت هالليله من أبشع الليالي على كل عيلة الطاهر
نهي اللي حاسه وكأنها فقدت أمها مره ثانيه بموت نوال أختها الوحيده اللي كانت فاضلتلها من ريحة أمها
رويده اللي قاعد منظر خالتها قدام عيونها، وهيا تذكر في أسوء يوم عاشاته لما توفت أمها وبوها
نبيهه اللي متكيه جنب ولادها اللي راقدين ودموعها سيل واحد واجعتها بنت عمها، وتتخيل في روحها مكانها، في نظرها حالة الضغط والإرهاق والظلم اللي عاشته نوال مع زوجها نفس حالتها مع محسن
بنات نوال اللي غفت عيونهم من التعب والدمعه عالقه في جفونهم، والعبره تأخذ وترمي فيهم حتى وهما في عز نومهم
الطاهر اللي كان في عالم ثاني غير الواقع اللي ماقدرش قلبه الضعيف يتحمله، وطاح عليهم في نوبة سكر أضطرو يعطوه دواء يريحه ويخليه راقد لثاني يوم
ناديه مقعمزه تسبح ومره مره تمسح في دمعه تتسلل من عيونها وإتمتم بدعاء الرحمه والمغفره لنوال اللي إمبارح كانت راقده معاهم في نفس الحوش، والليله بايته في الثلاجه لأنه
جنازتها تأجلت لغذوه على خاطر إختفاء زوجها وعدم مقدرتهم من الوصول ليه على خاطر الأوراق وكتيب العيله لإتمام الإجراءات اللازمه للدفن، بس قدرو خوتها يدبرو هالشي بمعارفهم، اللي ماغفتش عيونهم لحظه في هالليله اللي كانت زي الكابوس الأسود بالنسبه لقلوبهم المحروقه بفراق أختهم
_________________
يوم الخميس
الساعه 1 ونص ظهرا
في إحدي مقابر العاصمه، موجود حشد غفير من الناس المعزيين من الأقارب والجيران والمعارف والأصحاب اللي جايين يواسو ويأخذو بالخاطر
إنحط التابوت اللي كانو شيلينه خوتها وولد عمها ميلود وولاد خالتها عماد وخوه، قدم مراد وفتح التابوت بهدوء وهوا يردد في داخله (( اللهم ماأرحمها وأغفر لها، اللهم أجعل قبرها روضه من رياض الجنه يارب )) وقف وهوا يأشر لعماد وميلود يقدمو ناحيته باش يطلعوها من التابوت أما هوا نزل في القبر باش ينزلها لمثواها الأخير، نزلها وحس قطعه من قلبه نزلت معاها نزلو دموعه وهوا ينزل عليها في التراب، الوحيد اللي في خوته كان متماسك ظاهريا عكس النار اللي تأكل في قلبه بفقدانها
أما معتصم ومحسن من لما نزلو التابوت تحولو على جنب وهما منهارين ودموعهم تذرف بألم وحزن على أختهم،
قدمو الزوز بسرعه وسندو بوهم اللي كان منهار أكثر منهم ودموعه سيل واحد وهوا يردد بصوت عالي: صبرني يارب صبرني، ليش يارب مكتوبلي ندفنهم واحد وراء الثاني، اللهم ألهمني الصبر والسلوان يالله
كلماته صابت أصحاب القلوب الرحيمه اللي تسللت دمعة قهر وألم من عيونهم من غير إرادة منهم، وهما متألمين لوضع الطاهر اللي هذي رابع مره يفقد فيها فرد من أفراد أسرته، قطعه من فلذة كبده، ركز من الركائز اللي قايمه عليها حوشه، يرفعوه للمقبره قدام عينه وينزلوه للقبر وهوا واقف ويتفرج ومش قادر يدير شي أو يعترض، ويتواري تحت التراب اللي مع كل حفنه تنزل على القبر ينزلو معاها سيل من دموعه وهوا قلبه يعتصر ألم وقهر على فقدانه لأعز أحبابه واحد وراء الثاني
مراد وخر وخلا الشباب يكملو باقي الردم، قدم ناحية بوه، ووقفه وسنده عليه ومد إيده لمحسن اللي وقف معاه وحاول يتماسك ويقيم معتصم معاه ويسنده في جنبه
وقفو الأربعه كتف في كتف وبإيديهم اليسار ساندين بعض، وإيديهم اليمين ممدوده لإستقبال أيدي المعزيين
_________________
يوم الجمعه المغرب
واقفه في فم الباب تسقد في أختها اللي طالعه بتروح
مروه: غير فكري في الموضوع اللي قتلك عليه ورأس وخيتي والله راجل مقوم بحوشه بسيارته بعمله وحالته الماديه كويسه
ملاك، بضيق: ليك شهرين وأنتي تعاودي في نفس الإسطوانه سكريه هالموضوع وريحي روحك وريحيني
مروه تلفتت لولدها اللي ينادي عليها من السياره، وبعياط: أهو جايه دقيقه بس، وتلفتت لملاك، وبغضب: لأمتي بتقعدي هكي اللي مات الله يرحمه والدنيا مش واقفه على حد، عاجبك تقعدي خدامه للجماعه وياريتهم حتى قايلين بيك
ملاك، بحزن: أني مش رافضه على خاطر رايف الله يرحمه، بس هذا موضوع خيري ماأستريحتلاش هكي سبحان الله ماعنديش قبول من ناحيته حتى شويه، توا غير بري أطلعي لراجلك عيب من بكري هوا واقف يستني وأنتي حلالك الكلام في فم الباب
مروه، بضيق: أهو طالعتله مانقص منه شي كان أستني دقيقتين، وأنتي فكري كويس، تلفتت بتطلع ورجعت شافت لملاك بتفنيصه: تمشي تخشي تندفسي في دارك وتطرحي شيتاتك وماتطلعيلهمش بكل، لين يطلعو يروحو هالحربات، حسك عينك نسمع بيك مطيبتيلهم العشي هما ومفرخهم، أهو شويه وبنتصل باأمي نسألها
ملاك أبتسمت وهزت رأسها بقلة حيله: باهي غير بري روحي مش إمدايرتلهم شي
طلعت مروه وملاك شيرت للصغار بإيده وسكرت الباب وخشت
تلاقت هيا وزينب طالعه بترقي لحوشها
زينب شافتلها على جنب: الصغار جنبك عشيهم وعينك منهم أني وخالد طالعين متعشيين برا
ملاك، بضيق: أني عندي قرايه هلبا وخاشه على إمتحانات وأني مش فاهمه شي بسبب الغياب اللي غبته، سامحيني مانقدرش نخليهم عندي أرفعوهم يتعشو معاكم
زينب، بغيض: عندك إمتحانات أو غيرهم هالشي مايعنينيش فاهمه!! وبعدين هذي أخرلك مره تناقشيني، ليش نرفعهم معاي ويضايقوني شني وظيفتك أنتي مثلا ليش ماتشديهمش، فوق ماقاعده وكاتمه على نفسنا تزيدي تعلى في صوتك وتتواقحي فوق منها
ملاك تنهدت بضيق وهيا تحاول تتحكم في غيضها وتكتمه، خشت من غير ماترد على زينب
لاقتها عبير طالعه شافتلها على جنب بحقد وأبتسمت بهزوه وفاتت من جنبها وهيا تقول: مادامك لا شغله ولامشغله شدي صغار خوتك وفمك ساكت أحسن ماتلقي روحك في الشارع،
طلعت وقعدت تضحك هيا وزينب اللي قالت بكره: تبيها تعرفي باش تلزم حدودها وتهني روحها، لكن مايخصكش فيها أني نعرف كيف نقصفلها جناحاتها اللي فاردتهم هالمده
ملاك خشيت وأني نحاول على قد مانقدر نكتم غيضي ومانبيش تطلع مني ردة فعل غير مسؤوله إتجاه الصغار في لحظة غضب
وقفت شويه وأني نشوف للصغار كيف يتفرجو وطاغيه على وجوههم ملامح الطفوله البريئه وماليهمش أي ذنب في أفعال أمهاتهم، خشيت لداري وأني حاطه إيدي على قلبي ونأخذ في شهيق وزفير بالقوه باش مانبكيش، بس الغصه اللي في قلبي من كلامهم الجارح كانت أقوي من أني نقدر نكتمها
لحظات وأستسلمت لنوبة بكاء طويله وختمتها بركعتين حسيت الضيقه اللي في قلبي إنزاحت تدريجيا
" أنت لست مجبر على أن تكون القوي الخارق دائما
فأنت في نهاية الأمر إنسان
لابد أن تمارس جميع إنعفالاتك وتعطي لمشاعرك حقها
‏‎لن تتجاوز مراحل حياتك بسهوله إلا إذا عشتهم بكل أحاسيك
أبكي، أحزن، توجع، وأصرخ
لن تصبح أفضل بالتماسك والتصنع والتغاضي والتغافل والنسيان
يجب أن تعطي كل موقف من حياتك حقه لكي لاتنهار من كثرة الضغوطات التي بداخلك
فجر غضبك كي لايخنقك يوم ما
عش محنتك بكل تفاصيلها وأفصح عن مشاعرك ولاتخجل منها، أفرغ جرعة الحزن التي تكوى قلبك،
أقتنع بأنك بشر مرهق ومتعب وبحاجه للراحه في بعض الوقت
حتي الجبل يمكن أن ينهار يوماً ، فما بالك بقلبك الذي لا يتجاوز قبضة يد
عش محنتك وأعلن عن حزنك بقلب إنسان بري ضعيف، لتخرج منها أقوي وبقلب نظيف صابر مرابط👌 👍"

في خيمة الرجاله
عماد، بإستغراب: إمالا وين مراد يامعتصم ليه ساعه خش بيصلي المغرب معاش طلع
معتصم، بضيق: والله مانندري عليه توا نتصل بيه نشوفه
عماد، قام تليفونه وتنهد بملل: أتصلت بيه مايردش، حالته هاليومين مش عاجبتني طول الوقت ساكت وكاتم في قلبه مش كو.......، وقبل مايكمل كلامه تلفتو الإثنين لربيع اللي جاي جيهتهم بسرعه
ربيع، بخوف: سمعت خالي مراد يعيط بصوت عالي في شقته
لحظات نحتاج إلي دفعه بسيطه وأحيانًا كلمه، لكي نُخرج كم هائل من التراكمات التي بداخلنا بصرخه وجع مكبوته لسنوات
كلمه ننظف بها زوايا قلوبنا من بقايا أحزان وشوائب سنين عالقه، لنسمح لها للعيش بمجال أوسع وأخذ الحق الكافي من سعادة الحياه
وهذا اللي داراته كلمات ملاك في قلب مراد المثقل بالهموم والأحزان المكتومه داخله
يتبع الفصل العاشر 10 اضغط هنا 
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: " رواية انارت عتمة قلبي " اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent