Ads by Google X

رواية شمس الياس الفصل التاسع 9 بقلم عبد الرحمن احمد الرداد

الصفحة الرئيسية

  رواية شمس الياس الفصل التاسع بقلم عبد الرحمن احمد الرداد

 رواية شمس الياس الفصل التاسع

رحل هذا الشاب وأغلق «إلياس» الباب ليسند بظهره عليه وعلامات الشرود والصدمة تُسيطر على وجهه. حضرت «إيلين» من الداخل ورددت بتساؤل:
- مين الراجل ده وعايز ايه؟
وقبل أن يُجيبها استمع لطرقات أخرى على باب المنزل فأشار لها بالدخول وما إن دلفت إلى غرفتها حتى فتح هو الباب ليُصدم بمن وجده. رفع حاجبيه ليقول بتعجب وحيرة:
- عمر باشا؟!
ابتسم «عمر» وردد بهدوء:
- ممكن اخش؟
هز رأسه بالإيجاب وأشار إليه بالدخول قائلًا:
- اتفضل
بالفعل دلف إلى الداخل وجلس على أحد المقاعد قبل أن يرفع رأسه قائلًا:
- آسف إني جيتلك من غير ميعاد بس أنا فضولي وحش أوي وممكن يخليني اسافر علشان أفهم
ابتسم «إلياس» هو الآخر وجلس مقابلًا له قبل أن يقول بهدوء:
- ايه اللي محتاج تفهمه وخلاك تسافر من الإسكندرية للقاهرة؟
رفع يده وأشار عليه بإصبعه ليقول بجدية:
- أنت يا إلياس، أفهمك أنت، ممكن تقولي ابن هادي رأفت مرجان اللي هرب اسمه ايه!
هنا اتسعت ابتسامة «إلياس» وقد فهم القصد من سؤاله هذا، لم يتأثر بل رفع كتفيه وأجاب ببساطة:
- كان اسمه إلياس

- ممكن اشوف بطاقتك يا إلياس؟
كان هذا الطلب مفاجئًا من «عمر» لـ «إلياس» الذي ضيق ما بين حاجبيه ليقول بحيرة:
- هتفرق يعني؟ هو أنا مش مستاهلة اوريك البطاقة، أنا ابن هادي رأفت مرجان، ده اللي كنت عايز تسمعه صح
ابتسم «عمر» وحرك رأسه بمعنى "لا" ليوضح مقصده:
- لا يا إلياس مش ده اللي عايز اسمعه منك، أنا جايلك أصلا وأنا متأكد إنك ابنه، بص يا إلياس مش عايزك تعتبرني ظابط شرطة وفي نفس الوقت مش عايزك تخاف أو تقلق مني، أبوك الله يرحمه ربنا بعته لينا في وقت كنا حرفيا مش معانا فلوس ناكل، كنا ممكن نفطر في يوم ونفضل على الأكل ده يومين وتلاتة بعد عجز والدي الله يرحمه، اللي والدك عمله معانا عمري ما هنساه، مش بس ساعدنا بالفلوس لا ده كان بيعتبرني ابنه وكان بيدفعلي مصاريف المدرسة والدروس وكان بيجيب ليا الكتب، عمري ما هنسى لما ضم وشي بين ايديه وقالي اعتبرني والدك التاني وأي حاجة تحتاجها قولي عليها، أنا فعلا لغاية دلوقتي بعتبره والدي التاني يا إلياس علشان كدا عايزك تعتبرني أخ ربنا بعتهولك يقف جنبك ويكون في ضهرك ده أولا ويشيل همك وسرك ده ثانيا
شعر بالحزن كثيرا على والده ونظر إلى الأسفل قبل أن يقول بنبرة شبه مسموعة:
- كنت قاعد في يوم بتفرج على التلفزيون، طفل بيتفرج على كارتون ومبسوط لغاية ما لقيت بابا جايلي وقعد جنبي وبعدين لفني وخلاني أواجهه، عمري ما هنسى اللحظة دي، بصيت في وشه لقيته كله حزن ودموع فسألته بنبرة طفولية مالك يا بابا أنت بتعيط؟ لقيته ضم وشي بين ايديه وقالي ماما مشيت وسابتنا، فضلت لحظات بحاول استوعب هو قصده ايه، أنا كنت عارف إن ماما في المستشفى بسبب إن عندها كانسر، في اللحظة دي فكرت ماما إزاي سابتنا وهي تعبانة لغاية ما سمعتها من بابا، قالي ماما سابتنا وراحت عند ربنا، ماما ماتت

انهمرت دموع «إلياس» وتابع:
- مصدقتش ودني ساعتها وبصيتله وأنا عيني كلها دموع وقولتله وديني عند ماما، أنا عايز أشوفها يا بابا، لقيته حضني وقالي أنا جنبك يا إلياس، مش هسيبك أبدا وهفضل جنبك، هعوضك عن كل حاجة، على أد زعلي وحزني على أمي في الوقت ده على أد ما كنت معتبر والدي كل حاجة ليا في اللحظة دي، هو اللي معايا وهو اللي هرمي حمولي عليه يمكن يعوضني عن غياب أمي لكن عدى اسبوع واحد بس، اسبوع واحد بس وكنت خسرته هو كمان، بس ساعتها شوفت مين عمل فيه كدا، على أد ما كنت مش عايز اسيبه لكنه وهو بيطلع في الروح طلب مني اهرب وفعلا هربت، هربت علشان اجي هنا واربي رغبة الانتقام جوايا يوم بعد يوم

اقترب «عمر» وربت على فخذه بهدوء ليخفف عنه قليلًا قبل أن يقول متسائلًا:
- رغبة الانتقام من مين يا إلياس وليه هرب أصلا
مسح دموعه التي لمعت في عينيه وقال بهدوء:
- ده السر اللي شيلته معايا السنين دي كلها يا عمر، سيبه معايا لغاية ما يجي الوقت المناسب
رفض «عمر» ما قاله وأردف بجدية:
- أنا قولتلك ايه يا إلياس، مش قولتلك اعتبرني أخوك وارمي حملك عليا علشان اقدر اساعدك؟ فهمني اللغز ده، ليه هربت واختفيت، قصدك ايه باللي إنك شوفت اللي عملوا فيه كدا؟! والدك مات مقتول؟
شعر بجسده يرتعد لاسترجاعه تلك الذكرى وقال بنبرة متقطعة:
- ايوة مات مقتول
اتسعت حدقتاه بصدمة مما يسمعه وهتف بجدية:
- مين اللي قتله يا إلياس وإزاي، اللي أعرفه إن هادي رأفت مرجان مات موتة ربنا
حرك رأسه بمعنى "لا" وابتلع غصة مريرة في حلقه قبل أن يقول:
- مات مسموم، أعمامي اللي قتلوه
وقف على الفور ليقول بصدمة مما يسمعه:
- ايه؟ مرزوق وبكار وجمال؟
حرك رأسه بالإيجاب عدة مرات وزفر بقوة ليقول بنبرة تحمل التهديد:
- اقسم بالله لأخلي حياتهم جحيم، هانت

***

دلف إلى منزله وعلى وجهه ابتسامة هادئة، كان شاردًا وتحرك ببطئ وعلى الجهة الأخرى كانت «سما» تشاهد تحركه هكذا بتعجب وتابعته حتى ألقى بنفسه على مقعد قطني. رفعت حاجبيها بدهشة لتقول بصوت غير مسموع:
- اقطع كم التيشيرت ده إن ما كان الموضوع فيه بنت
نهضت من مكانها وأسرعت إليه لتقول بنبرة ذات معنى:
- الله الله واضح إنك في عالم تاني
انتبه لوجودها قبل أن يقول بعدم رضا:
- ايه ياستي التسلط ده، هو الواحد ميعرفش يسرح في بيته أبدا
ضحكت وجلست أمامه لتقول متسائلة:
- مين القطة اللي نونوت لأخويا
رفع أحد حاجبيه ليقول بعدم فهم:
- مش فاهم، قطة ايه
ابتسمت بخبث قائلة:
- أقصد القطة اللي خطفت قلبك ومخلياك ماشي على الأرض كأنك فراشة وطاير كدا
عقد ما بين حاجبيه وأردف متسائلًا بحيرة:
- ايه ده هو باين عليا ولا ايه؟
رسمت ابتسامة واسعة وهزت رأسها بالإيجاب لتقول بنصف عين:
- باين عليك على الآخر، دا أنت فيه قلوب عمالة تطلع منك يا جدع، قولي بقى مين القطة
اعتدل في جلسته ونظر إليها قائلًا:
- هقولك بس اوعي حد يعرف الموضوع ده لغاية ما أشوف هعمل ايه
اعتدلت هي الأخرى وقالت باهتمام شديد:
- متخافش يا باشا سرك في أمان، ها مين بقى تعيسة الحظ
- تعيسة؟! ماشي هعديهالك يا بنت بكار، البنت دي تبقى أول حرف من اسمها دال
رفعت أحد حاجبيها وخمنت:
- داليا؟!
حرك رأسه بمعنى لا وأردف:
- تؤ
خمنت مرة أخرى:
- دينا؟!
- تؤ
- دنيا طيب؟!
ضحك وحرك رأسه بمعنى لا ليقول على الفور:
- بصي هسهلها عليكي، هي بتمشي ومعاها قرد صغير وطول الوقت تقول أين الاشياء أنا لا أراها
اتسعت حدقتاها وفغرت فاها لتقول بصدمة:
- دورا؟
حرك رأسه بالإيجاب وردد بابتسامة:
- أيوة دورا، بقالي فترة معجب بيها ومهتم والنهاردة لمحت ليها واتكلمت معاها وكدا
ابتسمت بسعادة لتقول بحماس:
- بجد؟ ياااه ده أنا قولت إنك مش ناوي تحب دلوقتي خالص، فاجئتني يا باشا
فرح لسعادتها وأردف:
- بجد فرحانة؟ ده أنا قولت هتعترضي علشان دورا بقى والحوارات دي
حركت رأسها بمعنى لا وأوضحت له قائلة:
- لا طبعا المهمة دي على بابا وماما لكن بالنسبة ليا مش بيفرق معايا الكلام ده خالص، ده غير إني بحب دورا جدا، أنا عن نفسي فرحانة جدا بس هفرح اكتر لو بابا وماما عدوا الموضوع ده على خير
في تلك اللحظة عبثت ملامح وجهه وزفر قائلًا:
- أهو ده بقى اللي خايف منه، بصي مش عايزين نسبق الأحداث، وقتها نبقى نشوف ايه اللي هيحصل وبعدين عايزين نضرب عصفورين بحجر واحد ونجوزك أنتي كمان يا قمر
لوت ثغرها لتقول باعتراض:
- لا أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي خالص، عايزة احقق حلمي الأول وبعدين بعدها ابقى أفكر، صحيح أنا طالعة رحلة بكرا
رفع أحد حاجبيه وأردف متسائلًا:
- اشمعنا يعني
رفعت كتفيها لتجيبه بهدوء:
- حاسة بخنقة وعايزة اغير جو وميرا قالتلي على الرحلة دي واتفقنا نطلعها مع بعض، ما تيجي معانا

***

ترك غرفته وتوجه إلى والدته ليجلس بجوارها وهو يقول بابتسامة:
- أيوة يا حبيبتي عايزاني في حاجة؟
هزت رأسها بالإيجاب ونظرت إليه لتقول بجدية:
- أيوة فيه، بص يا مراد أنا كبرت ومضمنش عمري
قاطعها على الفور وردد بهدوء:
- بعد الشر عنك يا ست الكل بتقولي كدا ليه ده أنتي لسة شباب
ابتسمت وربتت على يده قائلة بحب:
- يا حبيبي سيبني اكمل كلامي، أنا عايزة أفرح بيك، مش آن الأوان بردو ولا ايه
ابتسم ورفع أحد حاجبيه ليقول مازحًا:
- شكلك كدا جايبالي عروسة، اعترفي اعترفي
ضحكت على طريقته وهتفت بابتسامة:
- الصراحة كدا آه، ايه رأيك في أماني بنت خالتك نعمة
اتسعت حدقتاه بصدمة ورفض ما تقوله رفضًا تامًا:
- أماني ايه يا ماما قصدك تفرحي فيا مش بيا بقى، أماني دي لو عليها مليون جنيه هدية مش هتجوزها برده، ده غير إن عينها أصلا من إلياس، بذمتك أهون عليكي ترميني لواحدة زي أماني؟! ده أنا طايقها بالعافية علشان خالتو، بالله عليكي يا ماما اقفلي كلام في الموضوع ده
ضيقت ما بين حاجبيها ورددت بحزن:
- ليه بس يا مراد، أماني نعرفها واللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش
ابتسم وقال مازحًا:
- يا حبيبتي ما دي المشكلة إننا نعرفها، لو كانت تدبيسة كنت هلبس فيها وأعيش حياتي في جحيم، الحمدلله إني أعرفها كويس، سيبك من الكلام ده بالله عليكي وقولي عاملة أكل ايه أحسن هفتان وجعان ونفسي أنام

***

- بجد اللي قولته ده يصدم، مكنتش اتخيل إن ده كله يحصل، معقولة بعد السنين دي كلها الحقيقة تظهر؟!
قالها «عمر» بعد أن سمع إلى الحقيقة كاملة من «إلياس» فكان رد الآخر:
- لسة مظهرتش يا عمر ومش هتظهر لغاية ما أنا ابدأ اخد حقي
هنا وضع يده على فخذه وردد بجدية:
- أنا قولتلك يا إلياس إني من اللحظة دي أخوك، تارك هو تاري، الناس دي مش لازم تعيش في سلام أبدا بس حقنا ناخده بدون ما نخرج عن القانون يا إلياس
ابتسم «إلياس» وعقد ذراعيه أمام صدره ليقول بهدوء:
- متقلقش الخطة اللي في دماغي هتخليني انتقم وفي نفس الوقت بالقانون، لو أنت بجد بتعتبرني أخ ليك يبقى تخلي الكلام ده بينا سر ووقت ما ابدأ التنفيذ هبلغك علشان تساعدني
حرك رأسه بالإيجاب وقال بجدية واضحة:
- تمام يا إلياس اللي تشوفه، أنا بردو لغاية ما تاخد القرار هحط عيني عليهم وهحطهم تحت المراقبة ٢٤ ساعة

نهض استعدادا للرحيل لكن «إلياس» أوقفه قائلًا:
- رايح فين، مش هتمشي غير لما نتغدى مع بعض
ابتسم وربت على كتفه ليقول بهدوء:
- معلش يادوب ألحق اسافر علشان اشوف هعمل ايه، تتعوض مرة تانية إن شاء الله
حرك رأسه بالإيجاب وردد بابتسامة:
- إن شاء الله

رحل «عمر» وخرجت «إيلين» من غرفتها لتقول بعدم رضا:
- وبعدين في الرغي ده كله، بقى أنا مخلصة الأكل من بدري وجعانة ومستنياك تيجي ولما تيجي تقضيها مع ضيوفك كدا؟! وبعدين مين ده؟
تحرك صوب المطبخ وردد بنبرة هادئة:
- حد معرفة كان بيكلمني في موضوع، أنا هجيب الأكل أهو ولا تزعلي نفسك

***

في صباح اليوم التالي خرجت من غرفتها وهي تحمل حقيبة ظهر ممتلئة فظهر هو أمامها وردد بعدم رضا:
- ايه يابنتي دي كلها ساندوتشات؟ وبعدين أنا وافقت اطلع معاكي الرحلة بس علشان زهقت من جو الشغل والشركة تقومي مشيلاني الساندوتشات
ضحكت ووضعت الحقيبة بيده قبل أن تقول بجدية:
- أنت عارفني مش بحب أي اكل من برا، امسك امسك ده لسة فيه شنط العصير والتسالي
عبثت ملامح وجهه ليقول بعدم رضا:
- يا حبيبي إحنا رايحين رحلة صد رد مش هنبات هناك يعني مش مستاهلة ده كله
تركته وذهبت من أمامه وهي تقول باعتراض:
- ششش مش هنبتديها اعتراض من الصبح، شيل وأنت ساكت يا كرم
- اشيل وأنا ساكت؟ طيب يا سما ماشي

وأثناء تحركه وجد والدته التي نزلت الدرج وهي تقول بحيرة:
- ايه ده فيه ايه، ايه الدوشة دي وبعدين لابس أنت وأختك رايحين فين بدري كدا
ترك الحقيبة من يده وجلس على المقعد ليقول بابتسامة:
- طالع أنا وهي رحلة للقاهرة، أهو أغير جو شوية بدل ما أنا مقضيها شغل شغل
نزلت «ابتسام» الدرج وجلست بجوار ولدها قبل أن تقول باهتمام:
- طيب ما تتصل بمريم بنت عمك وخدها معاك الرحلة أهو تقرب منها اكتر
رفع حاجبيه وهو ينظر إليها بعدم رضا ثم نهض على الفور وهو يقول بتهرب:
- يعني أقولك مبسوط وطالع رحلة تقومي منكدة عليا يا ماما، بقولك ايه أنا عايز اتبسط وأغير جو طلعيني من دماغك يا بسبس النهاردة
فردت ذراعها في الهواء ورددت بجدية:
- اسمع بس
مثل أنه لا يسمعها وتحرك من أمامها وهو يقول:
- سما فين العصير هنتأخر يا بنتي

***

فتح عينيه على صوت قوي بالخارج فمسح وجهه بكفيه قبل أن يقول بنبرة غير مسموعة:
- ايه الصوت ده فيه ايه!
نهض من مكانه وسار إلى الخارج ليجد المنزل وكأنه تعرض لزلزال، كان كل شيء في مكان مختلف والأرض غارقة بالمياة بعد أن نُزع من فوقها السجاد كما وجد صوت غسالة ملابس قوي للغاية فرفع أحد حاجبيه ليقول بحيرة:
- هو ايه اللي بيحصل
كانت «إيلين» تحمل بعض الملابس واتجهت إلى الغسالة لكنها وجدت «إلياس» وعلى وجهه علامات الدهشة فتركت الملابس وقالت بابتسامة:
- صباح الخير يا ليسو
- ليسو؟ ايه يا بنتي اللي حصل في الشقة ده؟
ضحكت واتجهت نحوه وهي تقول بحماس:
- صحيت بدري ومجاليش نوم قولت أقوم اقلب الشقة واعمل حركة نضافة
تركها وجلس على المقعد القطني المجود خلفه قبل أن يقول:
- بدل ما تذاكري، وبعدين حركة نضافة ايه بس؟! كتب الكتاب بعد الضهر سعادتك يعني بعد ساعتين بالظبط
رفعت حاجبيها وقالت بابتسامة بعد أن اقتربت منه:
- متقلقش ساعة واحدة بالظبط وهتكون الشقة بتبرق وهكون نشرت الغسيل وبعدين اخش أخد دش واجهز
رفع يده ليمرر أصابع يده بين خصلات شعره وأردف:
- كل ده هتخلصيه في ساعة؟ هتهكري الوقت ولا ايه يا إيلي
- اتريق اتريق، بعد إذنك سيبني بقى متعطلنيش خليني أخلص

نهض من مكانه بعد أن ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه، التفت متجهًا إلى غرفته لكنه توقف والتفت إليها مرة أخرى ليقول:
- صحيح ايه صوت الغسالة ده؟ أومال فين الغسالة بتاعتنا
زاغت عينيها في المكان قبل أن تقول بأسف:
- اااا... تقريبا كدا باظت
- تقريبا؟
حركت رأسها بالإيجاب ورسمت ابتسامة واسعة لتقول:
- أيوة تقريبا، مش راضية تشتغل وكلمت طنط كريمة قالت إن عندها غسالة قديمة غير بتاعتها وجابتها ليا وصوتها زي ما أنت سامع كدا يشرح القلب
ضحك على ما قالته وردد مازحًا:
- صوتها يصحي الميتين من قبورهم مش النايمين بس

***

حمل «كرم» حقائب العصائر والمشروبات بيديه وعلى ظهره كان يرتدي الحقيبة التي كان بها الطعام وصعد إلى الحافلة الخاصة بالرحلات وما إن صعدها حتى فتح عينيه بصدمة مما شاهده.
يتبع الفصل العاشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية شمس الياس" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent