Ads by Google X

رواية شمس الياس الفصل العاشر 10 بقلم عبد الرحمن احمد الرداد

الصفحة الرئيسية

  رواية شمس الياس الفصل العاشر بقلم عبد الرحمن احمد الرداد

 رواية شمس الياس الفصل العاشر

حمل «كرم» حقائب العصائر والمشروبات بيديه وعلى ظهره كان يرتدي الحقيبة التي كان بها الطعام وصعد إلى الحافلة الخاصة بالرحلات وما إن صعدها حتى فتح عينيه بصدمة مما شاهده.

كانت «دورا» تجلس وتتصفح هاتفها لكنها لاحظت من يقف أمامها وينظر إليها بشرود فرفعت رأسها لترى من لتفتح عينيها هي الأخرى بصدمة مما شاهدته، لم تتوقع أن تراه هنا الآن، ظلت تحدق به وهو يحدق بها لوقت طويل حتى جاء صوت «سما» من الخلف قائلة:
- ما توسع يا كرم أنت سادد الطريق يا أخي، واقف بتعمل ايه
التفت لها وترك ما بيده على أحد المقاعد ثم سحبها من معصمها إلى خارج الحافلة قبل أن يقول بتساؤل:
- ايه اللي جاب دورا
ابتسمت وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول بحاجب مرتفع:
- أنا اللي خليتها تيجي وأقنعت بابا إني عايزاها معايا علشان تخرج من جو تعب مامتها
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه ليقول بحب:
- بعشق أمك يا سما، وربنا جميلك ده مش هنساه ليكي خالص
ثم قبلها من رأسها وركض إلى داخل الحافلة بينما ضحكت هي على حالته ورددت بابتسامة:
- يلا قليل اللي بيوفق راسين في الحلال اليومين دول، صدقة على صحتنا

***

دلفت إلى الغرفة «تهاني» الطفلة الصغيرة واقتربت من فراش «مراد» الذي كان غارقًا في النوم وتسلقته قبل أن تصفعه بقوة على وجهه ليقوم من نومه وقد سيطر الفزع عليه قائلًا:
- اااه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ضحكت الصغيرة لتقول بابتسامة مشرقة:
- أنا تهاني مث الثيطان
استيقظ من نومه واعتدل قليلا ليقول بعدم رضا وغضب:
- وأنتي تفرقي ايه عن الشياطين يا ولية أنتي، ايه الكشاف اللي ادتهولي على عيني ده؟! وبعدين فتحتي باب الأوضة إزاي يا أوزعة
ضحكت مرة أخرى لتجيب على سؤاله:
- أماني أختي فتحتلي الباب
فرك فروة رأسه وأردف بنبرة تحمل الغضب والتهديد:
- ااااه قولي بقى إنها أماني، ماشي يا أماني وربنا ما هعديهالك على خير
وضعت يدها الصغيرة على يده لتقول بحب:
- بليز مث تعمل لـ أماني حاجة
رفع أحد حاجبيه وأردف بسخرية:
- بليز؟! لا فوقي يا قطة أنتي مش تربية حواري أمريكا أنتي، وبعدين أنتي عارفة لو صحتيني بالطريقة دي تاني هعمل ايه؟
رفعت حاجبيها بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:
- هتعمل ايه بقى يا ملاد؟
أشار إلى حاملة الملابس الخاصة به وردد بنبرة تحمل التهديد:
- شايفة الشماعة اللي أنا معلق هدومي عليها دي؟! هعلقك من ودانك عليها ولا أقولك هعلقك في البلكونة مكان البصل وكل اللي معدي يحدفك بالطوب
لوت ثغرها بحزن ورددت بنبرة طفولية:
- كدا يا ملاد؟! أهون عليك بلدو؟
لوى ثغره هو الآخر ليمثل طريقتها ومال برأسه تجاهها ليقول:
- بعد الكشاف اللي خدته على عيني ده آه تهوني عليا الصراحة
ثم ابتسم وقد خطر في باله خطة للإنتقام من ابنة خالته ليقول بخبث:
- بس عندي استعداد اسامحك بس بشرط
- ثلط ايه؟
اتسعت ابتسامته وقال بهدوء:
- عايزك تجيبي الكبريت وتستني أما أماني تقعد وتولعي فيها، اقصد تولعي في حتة من هدومها
رفعت حاجبيها وقالت بجدية:
- ولو ولعت فيها هتحبني ومث هتعلقني؟
هز رأسه بالإيجاب وأردف على الفور:
- هحبك؟ ده أنا هعشقك ومش بعيد اخليكي تضربيني على وشي كل يوم، يلا روحي نفذي يا بطلة، أنا عايز أماني تطلع تجري في الشقة وهي بتولع
ضحكت الصغيرة ونزت من فراشه وهي تقول بسعادة:
- ماثي

***

كان يجلس إلى جوارها بعد أن تحركت الحافلة ونظر إليها بابتسامة قائلًا:
- على فكرة مكنتش أعرف إنك جاية الرحلة بجد، سبحان الله صدفة غريبة
رفعت أحد حاجبيها ونظرت إليه لتقول بنبرة ذات معنى:
- صدفة بردو! صدفة إن سما تصر اجي الرحلة معاها
لوى ثغره لثوانٍ قبل أن يقرر مصارحتها:
- بالنسبة ليا صدفة وأحسن صدفة كمان، سما عملت ده من غير ما أعرف علشان تقربنا من بعض
شعرت بالإحراج وسحبت حقيبة لها قبل أن تخرج صندوق صغير للطعام (لانش بوكس) وفتحته وهي تقول:
- معايا سندوتشات كبدة وكفتة، تاكل ايه
اتسعت ابتسامته وردد بحب:
- بصي أنا مكنتش جعان بس لو منك فأنا خلاص نفسي اتفتحت، هاتي كبدة
استجابت لطلبه ووضعت بيده ما طلبه لتقول بهدوء:
- بالهنا
قضم الطعام وشعر بلذته لذلك ردد بابتسامة مشرقة:
- الكبدة طعمها تحفة
ابتسمت بسعادة ورددت بنبرة هادئة:
- أنا اللي عاملاها بنفسي
التفت قليلا تجاهها ليقول بابتسامة وبنبرة ذات معنى:
- طيب ده كدا عظمة أوي
ضيقت ما بين حاجبيها لتقول بعدم فهم:
- مش فاهمة
اتسعت ابتسامته وردد بغموض:
- هتعرفي بعدين قصدي المهم خلينا دلوقتي في الكبدة وحلاوتها

***

استيقظ من نومه بعد مرور ساعة ونصف ونظر حوله ليجد الهدوء فقط، لم يسمع الجلبة التي سمعها قبل نومه مجددًا. نهض من فراشه وسار إلى الخارج ليجد المنزل عاد وكأنه جديد فابتسم وبحث بعينيه عن صغيرته لكنه لم يجدها وقبل أن يتحرك للبحث عنها داخل المطبخ تفاجئ بباب المرحاض يُفتح وهي تخرج منه، كانت ترتدي فستانًا جديدًا قد أحضره لها من قبل لكن تلك المرة الأولى التي ترتدي فيها هذا الفستان ولفت رأسها وشعرها بحجاب يليق على هذا الفستان الأبيض والذي ظهرت فيه كالملاك.

تحرك تجاهها وعلى ثغره ابتسامة هادئة، ووقف أمامها لينظر إلى عينيها بحب، ظل ينظر إليها هكذا فقط وكأن لسانه عجز عن الكلام بينما كانت هي تبادله تلك النظرات حتى نطق هو أخيرا:
- أول مرة تلبسي حجاب قصادي
حركت رأسها بالإيجاب وأردفت بنبرة هادئة:
- ده اللي كان المفروض يحصل من زمان، قررت ألبسه قدامك لغاية ما نكتب كتابنا النهاردة، مش هخلعه قصادك غير لما نكتب الكتاب علشان ساعتها تحس إني بقيت حلالك وملكك بجد
اتسعت ابتسامته قليلًا ليردد بسعادة غامرة:
- أنتي ملكي من وأنتي في اللفة، ملكي من اللحظة اللي فتحتي فيها عنيكي واتسحرت بيها، ملكي من اللحظة اللي أول كلمة تنطقيها كانت ياس وهو اسمي، ملكي من اللحظة اللي ارتبط فيها مستقبلك بمستقبلي وحياتك بحياتي، أنتي ملكي كل لحظة وكل ثانية
نظرت إلى عينيه بتأمل وكأنها سُحرت بحديثه هذا عنها ليتابع هو:
- بحب نظرة الحب اللي في عنيكي دي، نفسي دلوقتي اجيبلك واعملك أي حاجة تسعدك وعلشان كدا بعد الكتاب أنا محضرلك مفاجأة
لمعت عينيها وأردفت باهتمام كبير:
- مفاجأة ايه؟ قول يا إلياس مش بحب التشويق
هز رأسه بمعنى "لا" وأردف بهدوء:
- تؤ تؤ، هانت كلها ساعتين بالظبط وتعرفي، ممكن بقى تسيبيني اخد دش وألبس علشان كتب الكتاب

***

شعر بحرجها فنهض من مكانه واتجه إلى سائق الحافلة ليقول بصوت مرتفع:
- ايه ياسطا الهدوء ده إحنا طالعين رحلة ولا طالعين عزا، وسع وسع
وصل هاتفه بسماعات الحافلة وبدأ تشغيل الأغاني ليقوم الجميع من مكانهم ويرقصون على أنغام الموسيقى بينما رقص هو بطريقة مضحكة وهو يتقدم تجاهها فلم تستطيع تمالك نفسها وانفجرت في الضحك. وصل هو إلى المقعد وردد بسعادة:
- على فكرة ضحكتك جميلة أوي
شعرت بالإحراج ونظرت إلى الأسفل بعد أن احمرت وجنتاها فرفع هو كفيه أمامها وقال برجاء:
- يلاهوي هو أنا بقول كدا علشان تتكسفي وتبصي في الأرض، أنا آسف خلاص

***

كانت «أماني» تتحدث مع والدتها وخالتها بصوتها المرتفع والمزعج كالعادة، جائت الصغيرة من خلفها وجلست بهدوء ثم أخرجت القداحة التي وجدتها بالمطبخ ولسوء حظ «اماني» كانت تلك القداحة جديدة وممتلأة بالغاز كما كانت سهلة الضغط مما سهل للصغيرة الضغط عليها وتقريبها من ملابس شقيقتها.

ثوانٍ قليلة كانت كافية لتقوم «اماني» من مكانها وهي تصرخ قائلة:
- الحقيني يا ماما أنا بولع
صرخت الأم ونهضت من مكانها على الفور وهي تقول بصوت مرتفع:
- الحقوني يا ولاد البت بتولع، يلااااهوي

كان مراد في غرفته يستعد للخروج عندما استمع صراخ ابنة خالته وخالته فاتسعت حدقتاه بصدمة وهو يقول:
- يا نهار ابيض، يلاهوي لتكون تهاني ولعت في أماني بجد؟!
لم ينتظر وركض إلى الخارج ليجد «اماني» تركض أمامه وملابسها تشتعل فتحرك بسرعة إلى غرفته وسحب مفرش قماشي ثم عاد إليها مرة أخرى بسرعة ولف هذا المفرش حولها في محاولة منه لتهدئة النيران وبالفعل نجح في ذلك ولحسن حظها أن النار لم تحرقها هي بل أحرقت ملابسها فقط وتركت بعض الاحمرار والجروح على جسدها.

ركضت الأم ومعها خالتها واحتضناها بينما رددت والدتها بعينان دامعتان:
- يا عيني عليكي يا بنتي، احمدي ربنا لولا ابن خالتك كان زمانك حتة فحم يا حبة عيني
هنا نظرت «كريمة» إلى ولدها ورددت بامتنان:
- ربنا يحميك يا حبيبي زي ما أنقذت حياتها
ابتسم وعدل من ملابسه ليقول بهدوء:
- متقولوش كدا يا جماعة دي بنت خالتي بردو، الحمدلله إنها عدت على خير
في تلك اللحظة حضرت الصغيرة ووقفت أمام «مراد» لتقول بابتسامة:
- ولعت في أماني زي ما قولتلي، مث تعلقني بقى
زاغت عينيه في كل مكان هربًا من الأعين التي تعلقت به، تمنى لو تنشق الأرض وتبتلعه في الحال فهما كانا يشكرانه منذ ثوانٍ قليلة والآن جائت تلك الصغيرة لتفسد كل شيء.

***

استمعت طرقات على باب غرفتها فرفعت صوتها لتسمح لمن بالخارج بالدخول وبالفعل دلف «هاني» إلى غرفة شقيقته ليقول بعدم رضا:
- مريومة مالك حابسة نفسك في الأوضة بتاعتك ليه، ما تنزلي نقعد مع بعض، أنا من ساعة ما رجعت من السفر وأنا مقعدتش معاكي غير مرتين بس
رفعت رأسها ورمقته بابتسامة قبل أن تقول:
- معلش يا هاني أصلي بفكر في المشروع اللي هعمله وبحتاج اقعد مع نفسي في هدوء كدا علشان اعرف أفكر
توجه وجلس بجوارها ثم نظر إليها قائلًا بجدية:
- المشروع بردو ولا حاجة تانية؟!
رفعت أحد حاجبيها لتقول بحيرة:
- قصدك ايه؟
ابتسم وقال بنبرة ذات معنى:
- اقصد بتفكري في المشروع ولا اللي عايزة تشاركيه في المشروع
ابتسمت هي الأخرى ورددت بنفس الطريقة:
- بردو قصدك ايه مش فاهماك
اعتدل في جلسته ليكون مواجهًا لها تمامًا وأردف بهدوء:
- أنا فاهم وعارف على فكرة، لاحظت قربك ليه وتعاملك معاه المختلف يوم العزومة، أنا عن نفسي موافق لأن كرم شخصية كويسة ومحترم على عكس سليم اللي دايما متكبر وشايف نفسه أحسن من الكل
تعجبت من دراية شقيقها بكل شيء مما جعلها تقول بتساؤل:
- غريبة إنك عارف كل ده، وبعدين أنت مراقبني ولا ايه
ضحك ومال على الفراش أمامها ليسند رأسه على كفه الأيمن وهو يقول:
- مراقب ايه ده أنا طول اليوم بسمع طراطيش كلام منهم، شوف مريم وكرم، شايف يا سليم هيخطفها منك وكلام عبيط أوي من مراتات أعمامي، الغيبة والنميمة هنا أوفر الصراحة
ضحكت بصوت مرتفع على طريقته وأردفت بتوضيح:
- لا أنت هنا لازم تتعود على كدا، هنا تسلم عليهم يضحكوا في وشك ويشكروا فيك وبمجرد ما تديهم ضهرك يشتموا فيك ويجيبوا سيرتك بكل ما هو سيء
وهدأت قليلا قبل أن ترتسم تلك الابتسامة على وجهها لتتابع:
- أما عن كرم فأنا الصراحة بستريحله، زي ما قولت مختلف ومحترم وكمان قلبه أبيض ومش بتاع مظاهر كدابة، بجد شخصية كرم دي مهددة بالانقراض
اعتدل مرة أخرى ونظر إليها بعين واحدة وهو يقول بابتسامة:
- يا عيني يا عيني، ايه المدح ده كله لاحظي إن اخوكي قاعد طيب مش كدا

***

- ايه شغل الأطفال ده يا مراد أنت اتجننت؟
قالتها «كريمة» لولدها الذي كشفت تلك الصغيرة أمره وقبل أن ينطق بكلمة واحدة أسرعت «أماني» لتوبخه قائلة:
- أنت مجنون وغبي على فكرة، افرض كنت ولعت دلوقتي كنت عملت ايه
هنا ردد بصوت منخفض لا يسمعه أحد:
- ياريتك كنتي ولعتي يا شيخة
رفعت أحد حاجبيها ورددت بصوت مرتفع:
- بتقول ايه
ابتسم واقترب خطوة وهو يقول بود مصطنع:
- بقول بعد الشر عنك يا شيخة، أنا كنت بهزر مع تهاني مكنتش اعرف إنها هتعمل كدا بجد وبعدين ابقوا اشتموا فيا لما أرجع مش فاضي عندي كتب كتاب
في تلك اللحظة ضيقت ما بين حاجبيها ورددت بتساؤل:
- كتب كتاب مين
توجه صوب الباب وأجاب على سؤالها بعدم اهتمام:
- كتب كتاب إلياس وإيلين
اتسعت حدقتاها بصدمة فهي توقعت أن يتخذ تلك الخطوة بعد إنهاء «إيلين» لفترة الثانوية لكنها الآن تلقت هذا الخبر الصادم.

***

على الجانب الآخر ارتدى «إلياس» بنطال أسود اللون وفوقه قميص من نفس اللون ثم ارتدى فوق هذا القميص سترة بيضاء اللون أعطته مظهر جذاب، لم يكتفي بذلك بل اقترب من المرآة وقام بتنظيم شعره وسحب عطره المفضل ليضع لمساته الأخيرة وما إن انتهى حتى ردد بصوت منخفض:
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
ثم رفع يده إلى السماء وردد بهدوء:
- يارب سامحني واغفر لي، يارب اليوم يعدي على خير واحفظ ليا إيلين، يارب قدرني اسعدها ومظلمهاش معايا

انتهى أخيرا وخرج من غرفته ليجدها تنظر إليه بعينان متسعتان، تقدمت بخطوات هادئة تجاهه حتى أصبحت قريبة منه للغاية ورددت بإعجاب كبير:
- طبعا أنا مقولتلكش قبل كدا إنك قمر ومز صح؟
ضحك ومال برأسه لتلامس رأسها وأردف بحب:
- لا مقولتيش
ابتسمت ومسكت سترته بيدها قبل أن تهتف قائلة:
- طيب اديني بقولك أهو، الطقم هياكل منك حتة، أنت أصلا قمر ومع الطقم كدا كتير الصراحة، اوعى تنزل كدا علشان متتعاكسش
كان ينظر إليها باهتمام وبدون مقدمات ردد بحب:
- بحبك
شعرت بأنها تمتلك العالم بأكمله في تلك اللحظة وابتسمت هي الأخرى لتقول بهدوء:
- وأنا كمان بحبك أوي
ابتعد عنها وردد بابتسامة:
- يلا يادوب الحق صلاة الظهر ونكتب الكتاب في المسجد، اشوفك بعد كتب الكتاب يا عروسة
تابعته يرحل وعلى وجهها ابتسامة لا تعرف مصدرها لكنها الآن سعيدة ولا تفكر بشيء سوى استماعها لعقد القران عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد.

خرج «إلياس» والتقى بصديقه «مراد» الذي ردد بسعادة:
- أيوة بقى يا عريس ألف مبروك
ابتسم «إلياس» وحضن صديقه وهو يقول:
- الله يبارك فيك يا حبيب قلبي، بقولك ايه ده مجرد كتب كتاب مش فرح يعني اهدى ماشي؟
ابتسم وهز رأسه ليقول بهدوء:
- ماشي يا كبير اللي تشوفه

توجها الاثنان إلى المسجد الذي كان ممتلأ بالمصلين لحضورهم عقد قران «إلياس» مباشرة بعد صلاة الظهر وبالفعل وقف الإمام واصطف المصلين خلفه لأداء الصلاة في خشوع، وبعد مرور الوقت انتهوا من أداء الصلاة. بدأ المأذون في كتابة بعض البيانات في عدة أوراق ثم طلب من «إلياس» الامضاء على تلك الأوراق وبعدها طلب من «خلف» نفس الأمر بصفته وكيل العروس وما إن انتهوا من الامضاء بدأ المأذون في التحدث عبر مكبر الصوت وبدأ بالصلاة على النبي ثم ألقى خطبة قصيرة عن الزواج وما إن انتهى حتى نظر إلى «خلف» وردد قائلًا:
- قول ورايا، إني استخرت الله العظيم وزوجتك موكلتي شهد محسن عبد الفتاح البكر الرشيد على كتاب الله وعلى سنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين.
ردد «خلف» ما قاله بابتسامة وما إن انتهى حتى انتقل المأذون ونظر إلى «إلياس» وردد بابتسامة:
- قول ورايا يا عريس، إني استخرت الله العظيم وقبلت زواج موكلتك شهد محسن عبدالفتاح البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين.

ابتسم «إلياس» والتقط أنفاسه ليقول بسعادة:
- إني استخرت الله العظيم وقبلت زواج موكلتك شهد محسن عبدالفتاح البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين.
هنا ابتسم المأذون وردد بابتسامة مشرقة:
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية شمس الياس" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent