Ads by Google X

رواية شمس الياس الفصل الثامن 8 بقلم عبد الرحمن احمد الرداد

الصفحة الرئيسية

  رواية شمس الياس الثامن  بقلم عبد الرحمن احمد الرداد

 رواية شمس الياس الفصل الثامن 

استمع «جمال» لطرقات على باب مكتبه فردد بصوت مرتفع:
- ادخل
هنا دلف «وليد» الذراع الأيمن له. رفع الأول رأسه ليقول بتساؤل:
- ها فيه جديد في موضوع الواد ده؟
وضع ملف أمام مكتبه قبل أن يجلس مقابلًا له وهو يقول:
- مش هتصدق يا باشا لقيت ايه، اقرب واحد للواد ده يبقى اسمه إلياس وكان بيروحله السايبر كتير ويقضي وقت جوا طويل ولما سألت عرفت إنه يبقى ليه في شغل الهاكر والكمبيوتر زي ياسر لأن ياسر اللي معلمه بس مش دي المشكلة، المشكلة في إني لما عرفت اسمه كامل في البطاقة لقيت اسمه «إلياس هادي رأفت مرجان»
اتسعت حدقتاه بصدمة ونهض من مكانه على الفور ليصرخ في وجهه قائلًا:
- أنت سامع نفسك بتقول ايه يا وليد؟
نهض هو الآخر وأردف بنبرة هادئة:
- اللي بقوله ليك يا باشا ده متأكد منه مليون في المية، أنا بردو تلميذك ودي مش أول حاجة أعملها، كل حاجة عن الواد ده موجودة في الملف اللي قدام سعادتك من ساعة ما جيه المنطقة اللي هو فيها دي لغاية دلوقتي
للمرة الأولى في حياته يشعر بهذا الخوف بداخله لكنه أخفى ذلك وأشار بيده قائلًا:
- امشي أنت دلوقتي

حرك الآخر رأسه بالإيجاب وفتح الباب ليرحل لكنه وجد «سليم» بوجهه، رحل هو ودلف «سليم» الذي نظر إلى والده بتعجب بسبب شروده كما أنه كان يقف وينظر إلى الفراغ وكأن ما وقع على رأسه كارثة كبرى. تحدث أخيرا وردد بتعجب:
- مالك يا بابا! هو وليد قالك خبر وحش ولا ايه؟
لم يجيب على سؤاله وظل هكذا حتى رفع الآخر صوته:
- بابا؟
هنا انتبه لوجود ابنه وأشار إلى الملف الموضوع أمامه ليقول:
- شوف الملف، فيه مصيبة وقعت فوق دماغنا
شعر بالقلق من حديث والده لذلك التقط الملف وبدأ في قراءة محتواه وبعد مرور القليل من الوقت اتسعت حدقتاه هو الآخر ونهض وهو يقول بصدمة:
- إلياس هادي رأفت مرجان؟
رفع بصره ووجهه تجاه والده ليقول بتعجب:
- أنت مش مفهمني إن إلياس معدش ليه وجود؟ إزاي يعني بالصدفة يطلع صاحب ياسر ده! لا فهمني علشان مش فاهم حاجة

***

- ما تنجز يا عمر وقول قولتلك هيفضل سر لغاية ما تتصرف
قالها «طارق» لصديقه الذي جلس ليخبره بشيء وطلب منه عدم الحديث بهذا الشأن فالتقط «عمر» أنفاسه وردد بهدوء:
- طبعا تعرف عيلة مرجان، مرزوق رأفت مرجان واخواته
هز رأسه بالإيجاب وقال:
- ومين في مصر ميعرفهمش، مالهم
عقد ذراعيه أمام صدره وعاد بظهره إلى الخلف ليتابع:
- اخوهم هادي اللي مات من 18 سنة، كان عنده طفل اسمه إلياس الطفل ده يوم ما مات هادي هرب ومحدش عرف عنه حاجة من ساعتها، تلف الأيام ويبقى إلياس صاحب ياسر هو هو إلياس هادي رأفت مرجان
رفع أحد حاجبيه بتعجب مما يسمعه وردد بتساؤل:
- اللي هو إزاي يعني؟ وعيلته فين من الكلام ده وهو أصلا عمل بطاقة إزاي من غير ما عيلته توصل لحاجة عنه
حل عقدة ذراعيه ومال إلى الأمام قائلًا بجدية:
- هو ده بقى اللي محيرني وخلاني اجي اكلمك، إلياس ده لغز كبير ولازم أفهمه وأنت لازم تساعدني

***

- هو فعلا مكانش ليه وجود لغاية اللحظة دي، هروبه واختفائه السنين دي خلانا نقول إنه خلاص معدش ليه وجود ولا فيه خوف منه، سواء بقى مات أو حد خده رباه المهم إنه بعيد وفي نفس الوقت طفل لو الشرطة لقته كلامه مش هيتاخد بيه، مكنتش اتخيل إن بعد السنين دي كلها يظهر تاني لا والصدفة المهببة إننا اللي قتلنا صاحبه يعني بالنسبة له الانتقام هيبقى اتنين
قالها «جمال» الذي وقع خبر وجود «إلياس» عليه كالصاعقة بينما ضحك «سليم» الذي تقدم خطوتين وهو يقول:
- مالك مرعوب كدا ليه يا بابا، ده حتة عيل لا راح ولا جيه، وبعدين مش هيفتكرك ولا هيفتكر حد من أعمامه اصلا وحتى لو افتكر ديته رصاصة واحدة ونخلص منه، مش إحنا اللي نخاف من واحد زي ده، فيه حاجات تانية كتير نخاف منها بس مش إلياس، تحب أخلص عليه!
نظر إليه والده وقال على الفور وهو يمنعه:
- أوعى تعمل كدا متبقاش غبي يا سليم، الشرطة لسة بتدور على قاتل ياسر وإلياس أقرب حد لياسر يعني لو قربت منه حتى لو من بعيد يبقى وقعت في صنارة الشرطة
جلس مكانه مرة ليضع قدمًا فوق الأخرى قبل أن يقول بهدوء:
- طيب هتتصرف إزاي أو هتعمل ايه؟
عاد هو الآخر ليجلس على مقعده ثم نظر إلى ابنه ليقول بجدية:
- سيب الموضوع ده دلوقتي لغاية ما أفكر فيه وادرسه كويس الأول، هشوف هبلغ مرزوق وبكار ولا هعمل ايه

***

انتهى من عمله هو وصديقه وسارا معا حتى المنزل وسط بعض همسات أهل الحارة ونظراتهم مما جعل «إلياس» يتوقف ليقول بغضب:
- فيه ايه يا مراد، الناس دي من ساعة ما نزلت من الصبح وهم بيتكلموا ويتهسهسوا ويشاوروا عليا! فيه ايه فهمني
كان يعلم السبب لكنه توقف ورفع كتفيه ليقول بهدوء:
- معرفش يا إلياس أكيد يعني صدفة ومحدش بيشاور عليك ولا حاجة
وضع كلتا يديه في سترته وردد بنبرة تحمل التهديد:
- لا فيه يا مراد وأنت شكلك عارف، هتقول ولا أروح اقلبها خناقة وأخلي كل واحد يخليه في حاله؟
لم يجد مفر فهو يعرف صديقه جيدا لا يملك نفسه عند الغضب وسيفعل ما يندم عليه مستقبلًا لذلك تحدث أخيرا بنبرة هادئة:
- هقولك يا إلياس، الحارة بقالها يومين ملهاش سيرة غير إن إلياس وبنت خالته قاعدين مع بعض في ...
صمت لثوانٍ قبل أن يتابع:
- قصدي يعني إنكم عايشين في شقة واحدة ومع بعض وهي كبرت، يعني قعدتكم مع بعض مش حلال يعني
احمر وجهه من الغضب لكنه تمالك نفسه قليلًا ليقول بتساؤل:
- وأنت شايف ايه يا مراد!
ابتسم صديقه ليهدأ من غضبه قائلًا:
- أنا شايف اللي أنت شايفه يا صاحبي بس لو هنتكلم من ناحية الدين فهو مينفعش، على الأقل تكتب كتابك عليها علشان متغضبش ربنا وفي نفس الوقت تخرس اتخن تخين هنا في الحارة
مرر أصابع يده بين خصلات شعره وردد بتساؤل:
- هعمل ده يا مراد بس مستنيها تخلص ثانوية علشان مش عايز اشغلها، وبعدين إيلين بنتي قبل ما تكون حبيبتي، أنا اللي مربيها يعني مش هرضى لها أي حاجة وحشة
في تلك اللحظة نظرت إليه إمرأة كبيرة في السن وهي تسير فنظر إليها «إلياس» بتحدي قائلًا:
- فيه ايه يا حاجة؟ خدتيلي الصورة ولا لسة
هنا مسك «مراد» معصمه وجذبه بعيدا وهو يقول:
- اهدى يا إلياس متبقاش عصبي متاخدش كل حاجة قفش كدا وبعدين سيب اللي يبص يبص واللي يتكلم يتكلم طالما أنت شايف نفسك صح

زفر بقوة ليخرج الغضب الذي بداخله ونظر إلى نقطة بالفراغ وهو يقول:
- كله كوم واللي قتل ياسر كوم تاني، تقريبا لما وقفوا مع بعضهم نقوا المكان اللي مفهوش كاميرا علشان معرفش أوصل للي عمل كدا حتى العربية اللي خرجت مكانش فيها نمر، هتجنن مش عارف أعمل ايه
لوى ثغره بإستياء وزفر بقوة قبل أن يقول:
- إحنا لو نعرف نوصل لرقم اللي كلمه ده بس أكيد رمى الرقم
هنا اعتدل «إلياس» ولمعت عيناه ليقول بسعادة:
- يابن اللعيبة إزاي غابت عن بالي دي
ضيق ما بين حاجبيه ليقول بتساؤل:
- ايه هتدور على الرقم؟
حرك رأسه بمعنى لا وأجاب عليه بحماس:
- موبايل ياسر، أقدر أعمل عليه access من اللاب بتاعي ومش بس كدا ده أنا اقدر اسمع أي حاجة حصلت في المكان اللي الموبايل كان موجود فيه بس ده مرتبط بحاجة واحدة بس وهي إن لازم ياسر قبلها يكون مفعل الـ access ده من الموبايل بتاعه قبلها، ده سين كان بينا لو حد حس إن فيه حاجة مش مظبوطة يشغل الـ access بتاع موبايله والتاني يقدر يسجل ويسمع أي حاجة فيها الموبايل، يارب يكون فعله قبل الحادثة علشان لو فعله فعلا يبقى هو كان حاسس بحاجة وساعتها هنقدر نسمع كل حاجة، أنا هطلع أشوف اللاب بتاعي، يارب أوصل لحاجة

***

- البرنامج بتاعنا بقى جاهز بس لازم نعمل تشيك عليه الفترة الجاية الأول
قالتها «ميرا» لصديقتها «سما» التي كانت تضغط على أزرار الحاسوب باستمرار وما إن انتهت حتى أردفت:
- عندك حق يا ميرا، الفترة الجاية لازم نركز شغلنا على إننا نجربه علشان نبقى متأكدين إنه خلص مية في المية
أغلقت شاشة الحاسوب الخاص بها وضيقت ما بين حاجبيها وهي تقول متسائلة:
- مالك يا سما، حساكي متغيرة أو متضايقة
أغلقت شاشة الحاسوب الخاص بها هي الأخرى ونظرت إلى نقطة بالفراغ وهي تقول:
- مش عارفة يا ميرا، كذا حاجة منها البيت اللي يعتبر عايشة فيه لوحدي ده، ده غير الخوف والقلق من المستقبل، حاسة إني مخنوقة جدا
ابتسمت ووضعت يدها على يدها لتقول بحماس:
- طيب واللي يخرجك من المود ده؟
نظرت إليها بعد أن رفعت أحد حاجبيها:
- إزاي بقى؟

***

عاد إلى المنزل ووضع المفتاح بالباب ثم أداره ودلف ليقول بصوت مرتفع:
- إيلي!
جاءت على الفور من المطبخ بعد أن استمعت إلى صوته ورددت بابتسامة:
- أنت جيت من الشغل يا إلياس؟
حرك رأسه بالنفي وأجاب على سؤالها:
- لا صاحب الشغل خرجنا نشم هوا، ايه الأسئلة دي أيوة جيت والصراحة عايزك هاخد رأيك في حاجة
رفعت أحد حاجبيها ورددت بتساؤل:
- حاجة ايه؟
اتجه ليجلس على أحد المقاعد الموجودة ثم أشار إليها بالجلوس قائلًا:
- اقعدي وأنا هفهمك
نفذت ما طلبه منها وسيطرت علامات القلق على وجهها لجديته في الحديث. في تلك اللحظة بدأ هو بالحديث:
- بصي يا إيلي، أنا اللي مربيكي من وأنتي في اللفة وأنتي مش بس حبيبتي لا أنتي بنتي كمان، بس وضعنا ده مش كويس، أنا وأنتي قاعدين لوحدنا في الشقة وده حرام ميرضيش ربنا لأن ده خلوة، أينعم أنا واثق في نفسي وعمري أبدا ما اضرك بس مينفعش بردو، أنا فكرت في الموضوع ده كتير بس كل مرة اقول لا لسة صغيرة مجاش الوقت لكن دلوقتي جيه الوقت، أنا كنت بخطط للي هعمله ده بعد ما تخلصي ثانوية بس هعمله دلوقتي علشان ربنا يرضى عنا، أنا بكرا هكتب كتابي عليكي يا إيلي
اتسعت حدقتاها بصدمة ونهضت من مكانها وهي تقول بسعادة:
- أنت بتهرج ولا بتهزر يا ليسو
ابتسم وردد باعتراض:
- ما قولنا بلاش ليسو دي وبعدين هو ايه الفرق يا ذكية التهريج هو الهزار
هزت رأسها بعشوائية وتقدمت وهي تقول:
- لا لا أنا مصدومة دلوقتي هتلاقيني بقول كلام ملهوش معنى، بس قولي هنعزم مين!
وقف هو الآخر ولوى ثغره قائلًا:
- مش هنعزم حد يا إيلين، ده مجرد كتب كتاب علشان يبقى وجودنا مع بعض ميغضبش ربنا مننا وكمان علشان محدش يتكلم عليكي نص كلمة في الحارة، ده غير ياسر لسة معداش على موته غير اسبوع، الفرح والجواز اللي بجد بعد ما تخلصي ثانوية وتفرحيني تمام
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بحب:
- تمام يا كل اللي ليا في حياتي

***

تحرك في مكتبه ذهابا وإيابا وظل يفرك كفيه بغضب شديد، لم يفهم مصدر غضبه لكن ما شاهده اليوم بالطبع أغضبه كثيرًا. منع نفسه من الذهاب إلى مكتبها طوال اليوم لكنه لم يتحمل أكثر من ذلك وانطلق إلى مكتبها على الفور.

وصل بالفعل إلى مكتبها وطرق الباب لترد هي من الداخل:
- اتفضل
فتح الباب بقوة وهذا ما لاحظته هي لكنها اخفت ذلك ورددت بابتسامة:
- اتفضل يا مستر كرم
ضم شفتاه إلى بعضهما بغضب شديد قبل أن يجلس ليقول باعتراض:
- دورا ممكن بلاش مستر دي؟ متعصبينيش اكتر ما أنا متعصب بالله عليكي
شعرت بالإحراج من طلبه لذلك نظرت إلى الأسفل وهتفت بتساؤل:
- اقول ايه طيب
لوح بيده في الهواء وأردف بنبرة مضطربة:
- متقوليش خالص، ارفعي الألقاب بينا، مش معقولة كل ده ومش فاهمة يا دورا وبعدين مش ده اللي جايلك علشانه أصلا
زاد إحراجها أكثر وزاغت عينيها وهي تقول بتساؤل:
- أومال جاي ليه

حاول منع نفسه من سؤالها لكنه لم يتمالك نفسه وأردف متسائلا:
- ايه الضحك اللي كنتي بتضحكيه مع علي الصبح ده؟ ما شاء الله الضحكة كانت من الودن للودن
احمرت وجنتاها وعجز لسناها عن الكلام فرفع هو صوته مرة أخرى:
- ما تنطقي يا دورا أنا مش بكلم نفسي
هزت رأسها ورفعت كتفيها لتقول بإحراج:
- مكانش قصدي بس سألني على هدية لمراته في عيد جوازهم ولما قولتله هاتلها دبدوب قالي إنه آخر مرة جابلها دبدوب حطته في صينية البطاطس مكان الفرخة وكانت هتولع في الشقة وده اللي ضحكني
تبدلت تعابير وجهه وابتسم قبل أن يميل بجسده إلى الأمام وهو يقول متسائلًا:
- ايه ده هو علي متجوز؟
هزت رأسها بالإيجاب وأردفت:
- آه
شعر بالسعادة داخله لأنه اعتقد أن بينه وبينها شيء والآن فهم سبب ضحكها مما جعله يقول بابتسامة واسعة:
- طيب كويس والله إنه متجوز، طيب وأنتي مش نفسك تبقي دبدوب قصدي تحطي البطاطس مكان الدبدوب، يوووه بقولك ايه أنا ماشي
ارتفع صوت ضحكها على ما قاله وقبل أن يرحل نطقت اسمه أخيرا:
- استنى يا كرم
توقف على الفور والتفت ليقول بسعادة:
- أنتي قولتي ايه؟ نطقتيها أخيرا

***

استمع إلى طرقات على باب منزله فاتجه صوبه وفتحه بهدوء ليجد شاب لا يعرفه فهز رأسه وقال بتساؤل:
- أنت مين؟
ابتسم هذا الشاب وردد بهدوء:
- أنا جايلك من طرف ياسر
اتسعت حدقتاه وأردف على الفور:
- ادخل ادخل
بالفعل أدخله إلى الغرفة الخاصة بالضيوف وما إن أغلق الباب حتى قال بتساؤل:
- مين اللي قتل ياسر؟
حرك رأسه بمعنى "لا أعرف" وأردف بأسف:
- صدقني معرفش بس هجاوبك على أسئلة تانية، ياسر عمره ما اشتغل الشغلانة دي ولا عمره اشتغل حاجة حرام، ياسر كان بيعمل ده والفلوس اللي بتطلع كان بيوزعهم على الناس اللي محتاجة بجد عن طريقي أنا، عمره ما خد قرش من الفلوس دي ومش أي بنك كان بيخترقه، كان بيدور على حسابات الناس الفاسدة واللي فلوسها من المخدرات وأي حاجة غير مشروعة ويعمل معاهم كدا، ياسر قبل ما يموت جاله اتنين باين عليهم كبار وطلبوا منه يخترق بنك ويحول الفلوس على حسابهم وهو وافق علشان يبلغ عنهم وطلب ده مني، راحلهم اسكندرية وقبل ما يوصل اتصل بيا قالي ابلغ الشرطة حالا وإنه هيحول الفلوس على حسابي زي العادة ولو حصل حاجة أوصلها ليك لأنه شاكك فيهم وحاسس بغدر من ناحيتهم وقالي اقولك إنه فعل الـ access من قبل حتى ما يقابلهم أول مرة، ده اللي حصل فعلا وللأسف غدروا بيه وحصل اللي هو كان حاسس بيه، الله يرحمه

ضغط على أسنانه بغضب وهتف متسائلًا:
- ولما أنت بلغت الشرطة المفروض كانوا يعرفوا إن ياسر برئ وعمل ده علشان يوقعهم بس
هز رأسه بالإيجاب وقال:
- فعلا ده كان هيحصل بس لو الشرطة كانت وصلت وهم موجودين ساعتها كنت هقول أنا اللي بلغت وكل حاجة هتوضح لكن اللي حصل انهم قتلوه وهربوا ولما الشرطة وصلت لقت الجهاز اللي تم الاختراق منه وجثة ياسر يعني محصلش اللي خططنا له
عبثت ملامحه وتبدلت تعابير وجهه إلى الغضب ليقول بعدم رضا:
- ياسر ده غبي غبي غبي، علشان يعمل خير يقوم يعرض نفسه للخطر ويتقتل!
نهض هذا الشاب وأردف بهدوء:
- ده قدره، هو ساب ليك جواب معايا وقالي ادهولك في الوقت المناسب وده الوقت المناسب، اعتقد فيه إجابات دقيقة أكتر، لو عوزتني في أي وقت هتلاقيني في الروم السرية اللي بينك وبين ياسر واسمي أشرف، أما عن الفلوس فجزء منها في شقة ياسر وده المفتاح بتاعها

رحل هذا الشاب وأغلق «إلياس» الباب ليسند بظهره عليه وعلامات الشرود والصدمة تُسيطر على وجهه. حضرت «إيلين» من الداخل ورددت بتساؤل:
- مين الراجل ده وعايز ايه؟
وقبل أن يُجيبها استمع لطرقات أخرى على باب المنزل فأشار لها بالدخول وما إن دلفت إلى غرفتها حتى فتح هو الباب ليُصدم بمن وجده. رفع حاجبيه ليقول بتعجب وحيرة:
- عمر باشا؟!
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "رواية شمس الياس" اضغط على أسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent