Ads by Google X

رواية انجذاب الروح الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب خالد

الصفحة الرئيسية

   رواية انجذاب الروح الفصل الحادي عشر بقلم زينب خالد


رواية انجذاب الروح الفصل الحادي عشر

ترقب لما سوف يسمعه نظر يزن فى عينيه يدرك أن ما سيقوله صعب للغايه يصعب الإنسان على تحمله حزن عليه وعلى روضه .. دائما ما يعتبرها كأخته التى لم يرزق بها .. دائما كانت تفض نزاعتهم بعدما تشعر أنها تعبت منهم وكان يحب أن يتغزل بها أمامه لاغاظته وهى كانت ترحب به دائما فى محاوله لإشعال غيرته عليها ... شعرت رهف بإضطراب من صمته الذي طاال عن حده .. وعينيه التى لم تحيد عن عينى مالك تحدثت رهف بقلق استشعره هو على صديقتها :
ها طمنا .. اى سبب النزيف 
أجاب وعينيه مازالت متصله بمالك قائلا بنبره يملئها الحزن : 
للأسف روضه كانت حامل فى شهرين .. بسبب ضغط الدم كان عالى جدا .. ضغط على الرحم لغايه لما البيبى مستحملش ونزيف زاد أكتر عندها لان سيوله الدم كانت مرتفعه شويه .. فقدت دم كتير اضطرينا ننقلها دم عشان نقدر ننقذها لانها كانت على حافه الهاويه .. بس مش هتقدر تفوق حاليا غير بعد يومين لان ادنالها مفعول مسكنات قويه عشان الوجع وهتروح دلوقتى على الاوضه 
شهقت رهف مما سمعته لم تقدر على تحمل الصدمه أنها حدث لها كل هذا بمفردها .. أما زهره هطلت دموعها بينما تدعى ربها بأن ينقذها مما هو قادمه عليه .. أما مالك صعق مما عرفه لو كان شعر بهاتفه وهو يرن لكان ذهب وأنقذها لولا عدم تنبه كان سينقذها فى أسرع وقت .. حدث هذا كله بسببه لو استمع لهاتفه لكان انقظها فى وقت باكر عن هذا .. كان فى عالم أخر .. عالم هُدم فيه أحلامه وأماله حيث هرب لعالم لم يجد به إلا سواها ... شعر بنبضات قلبه تنخفض تدريجيا والدوران يكاد يلتهمه حتى أغمض عينيه وسحبه الظلام معه لمكان لا يوجد به إلا سواهم .. وقع مغشي عليه حيث ارتفع صوت اصتطامه على الارضيه ..
جرى يزن عليه أما زهره هتفت بنبره متحشرجه : 
ماالك .. ماالك .. يا حبيبى يابنى .. فوق عشان خاطرى فوق 
ظل يضرب بيده على وجنتيه لعله يفيق لكن لا إستجابه .. هتف بنبره عاليه : 
دكتووور ... دكتووور بسرعه 
لم يستمع إليه أحد هتفت زهره باكيه : 
عشان خاطري متبقاش أنت وهى 
هتف يزن باضطراب وقلق على صديقه : 
لازم اوديه لاوضه بسرعه 
نهض بينما وضع ذراعه على كتفه حتى يستطيع حمله لكن بسبب ثقل جسده لما يستطع .. وضع يديه مره أخرى وسحب ذراعه وضعه على رقبته بينما اليد الاخرى تحاول من الخلف إسناد جسده للامام حتى نهض بصعوبه .. حمل كل جسده عليه وذهب به إلى أقرب غرفه تقابله ..
__________________________
فى الغرفه 
كشف الطبيب عليه حتى انتهى تحدث ليزن قائلا بعمليه :
اتعرض لانهيار عصبى .. ساعتين ويفوق ان شاء الله 
شكره يزن حتى خرج من العرفه .. سحب يزن المقعد الموجود خلفه وضعه بجانبه وجلس عليه .. وضع رأسه بين يديه محاولا التنفس كل شئ حدث فى ذات الوقت لا يستطع التحمل من جانب روضه ومن جانب آخر مالك .. رفع رأسه ضم قبضته ببعضها حتى سند ذقنه عليها كانت عينيه الزرقاء ليست صافيه .. لاكنها تغيم عليها الحزن كسحاب حجب الشمس عن ضوئها .. كانت ملامحه تغيم عليها الحزن لايعرف ما رده فعله عندما يفيق .. أنه نائم وملامحه مستكينه بشكل غير مريح للنفس يخاف عليه بشده ولا يعرف ما سيحدث لكنه متأكد أن رده فعله ستكون غير متوقعه بالمره ... 
بعد ساعتين ونصف 
بدأت ملامح وجه منزعجه كأنه يرى كابوس يود أن يستيقظ منه لكنه لا يعرف أنه واقع عليه تقبله .. فتح عينيه ببطئ ضيق عينيه بسبب قوه الضوء .. أغمض عينيه وفتحها ظل يكررها حتى أعتاد .. استنكر من وجوده في المشفى متى أتى .. حرك وجه ناحيه اليمين وجد يزن يخفى وجه بين قبضه يديه تأوه بخفه .. كان جسده يؤلمه انصت يزن لتأوه رفع وجه سريعا حيث ارتسمت على شفتيه ابتسامه بسيطه مطمئنه ثم قال : 
حمدالله على السلامه 
عقد حاجبيه باستغراب حيث أجاب مالك :
اللى جابنى هنا 
تذكر ما حدث كأن ذاكرته كانت تتعمد نسيان ما حدث لكن تذكر وياليته تذكر ... نظر لامامه بشرود تذكر ما حدث منذ عده أيام عندما كانت تتمنى أن تحظى بطفل منه .. حملت ابنه لكن لم أحد يعرف .. عرف أن الله له حكمه فى هذا كانت تتمنى بطفل وبالفعل كانت تحمله لكن إرادة الله تفوق أى شئ ... قلق يزن من صمته الذي طال كاد أن يتحدث حتى هتف مالك قائلا بنبره عاديه : 
عايز أشوفها 
أجاب عليه يزن بنبره مضطربه : 
مش هينفع تشوفها حاليا 
أردف مالك بنبره بارده قاسيه قليلا : 
لو مدخلتش هقلبلك المستشفى كلها .. وبردوا هدخل مش عشان بتاعتك يبقى تتحكم فيا وتقول أدخل أمتى وأخرج .. فياريت تساعدنى أدخل بالذوق أو مش هتعرف هعمل اى 
صدم مما قاله لكن نمت ابتسامه جاهد لابتسامتها لكن عذره مما هو عليه ومهما تحدث سيعذره  .. لذلك قام من مقعده أخذ بيديه وسنده ... يسير معه بخطوات بطئيه نظرا لقيام مجهود كبير بعد أن أستيقظ .. يشعر بأن جسده مجهد لا يستطع السير لكن تحامل على نفسه حتى يستطيع رؤيتها .. خرج الاثنان من الغرفه حيث وجد يزن حازم يقف أمام الباب يسند ظهره على الحائط الذي خلفه كأن ينظر للارض بلا هدف حتى سمع صوت قفل الباب وخرجا الاثنان ركض له حيث تحدث حازم بنبره قلقه : 
مالك .. اللى قومك لازم تستريح 
أجاب مالك بنبرة جافه : 
ياريت كل واحد منكم يخليه فى حاله .. أنا عارف بعمل اى وجه حديثه ليزن الواقف بجانبه يهز رأسه بيأس وديني عندها 
أخذه يزن من يديه وتوجه به للغرفه حيث تمركز روضه ... ساعده فى تعقيمه حتى يستطيع الدخول .. دخل معه للغرفه وقف مالك كأن قدمه ثبتت على الارض ولا يستطيع تحريكها .. ترك يديه القى عليه نظره أخيره وخرج تاركا يشارك زوحته محنتها ثم أقفل الباب خلفه 
فى الخارج 
كان جميعهم خارج الغرفه تجلس زهره على المقعد تدعى ربها بحمايتها بجانبها رهف وملامح وجها المرهقه .. تقدم من حازم تحدث يزن : 
خد ماما و رهف ورحوا .. لان وجودكم ملهوش لازمه هنا 
أجاب عليه حازم : 
هروحهم وأجيلك تانى 
نفي يزن برأسه قائلا : 
لا روح أنت كمان .. وأنا هبات هنا لان الاقعده هنا مش هتفيد ب حاجه 
ذهب ل زهره الجالسه تناجى ربها لحمايتهم ركع على قدمه أمامها ثم أمسك يديها بحنان قائلا بنبره حنونه : 
قومى عشان حازم يوصلك معاه .. عشان متتعبيش هنا 
هزت رأسها نافيه مجيبه بنبره ملئيه بالحزن : 
لا مش همشى من هنا من غيرهم .. مقدرش وأنا مش هروح 
أخرج تنهيده متعبه تحدث يزن محاوله استمالتها فى استجابه طلبه : 
عشان خاطرى دلوقتي هو معها جوة .. أنت لازم تروحي وتاخدى علاجك وهخلى حازم يجيبك بكره .. أنا مش عارفه هتفوق أمتى لان مفعول المسكنات قويه .. عايزاك تجبلهم هدوم عشان مينفعش مالك يعقد كدة من غير ما يغير هدومه على الاقل .. ومحدش هيعرف يعمل كدة غيرك .. فعشان خاطرى روحى مع حازم وهخليه يجيبك بكره 
لم تجيب عليه وأنما حضنته بحنان الامومه .. لف يديها حولها كأنه كان ينتظر هذا العناق فى هذا الوقت .. ابتعد عن بعضهم ثم نمت على وجه ابتسامه مطمئنه حيث تحدث : 
متقلقيش .. لو حصلت حاجه هكلمك 
ربتت على كتفه بحنان بينما نهض بجسده وساعدها بالنهوض اتجه ناحيتهم حيث تحدث يزن لحازم : 
روحهم .. هتعبك معايا معلش بكره تروح تجيب طنط من البيت على هنا 
أجاب عليه بنبره عاتبه : 
عيب لما تقول كدة .. زى والدتى واللى عايزاه اعمله 
هتف زهره بامتنان حقيقى ونبره شاكره : 
كتر خيرك يا بنى .. ربنا يخليك لعيلتك وتبقي فرحتهم دايما 
أمن على دعائها وأخذ حازم رهف وزهره لكن بينما يسير حازم وزهره تسند عليه كانت تسير خلفهم .. وقف لثوان لفت ظهرها له .. أرسلت بعينيها نظره مطمئنه بينما ابتسمت له ابتسامه مشجعه .. استقبل نظرتها بنظرة متعبه حيث الحزن يملئها ظل ينظر لها حتى سارت وذهبت من أمامه .. أخرج تنهيده قويه لم يفسره النظرة التى القتها عليه كأنها أنسته ما يعيشه ويحيطه من مصائب كأن نظرتها أنسته تعبه بالكامل  .. نمت على وجه ابتسامه لطيفئها الذى رحل معها ونظرتها التى لم تغب عن باله .. 
__________________________ 
فى الغرفه 
فتح باب الغرفه ببطئ تقدم بقدمه بخطوات بطئيه قليله حتى أقفل الباب خلفه وقف على بعد منها ولم يحاول الاقتراب .. رأها وهى نائمه على الفراش وبيدها يعلق الكالونه الخاصه بالمحلول الذي يخترق يديها ليقوم بتغذيتها بعد فقد كثير من الدماء .. وجهاز الموضوع بجانبها في الاعلى الذي يصدر صوت دليل على بقائها على قيد الحياة .. صوت الجهاز هو الذي يسيطر على حاله الغرفه الذي يدل على إنتظامه .. ظل واقف فى مكانه حتى قرر أن يتقدم لها .. حاول السير بقدمه بخطوات بطئيه وعينيه لم تزح عن وجها وتفاصيله .. وقف بجانبها قليلا أزاح بعض من خصلات شعرها الذي تحرر من عقدته أسفل غطاء الرأس .. رأى مقعد بعيد كان قد وضعه يزن ليجلس عليه بدل وقوفه لكل هذه المده جلبه ووضعه أمامها جلس عليه .. رأى شحوب وجها رغم حزنه على فقدان إبنه الذي لم يتجاوز فقد إلا الشهرين .. حزن عليه لكن حزنه عليها يتضاف حزنه على إبنه .. أخذ يديها ببطئ متعمد ووضعها على كفه الموضوع على الفراش حتى تخللت أصابعهم ببعضهم .. قبل يديها التى غرزت بها الحقنه بعمق وبط وكأنه متعمد ليخفف عنها ألامها نمت على وجه ابتسامه حنونه ملئيه بشغف يتغلله عشق خالص تحدت والدموع بدأت فى التجمع فى عينيه لكن ظلت حبيسة قال كأنها تنصت لحديثه بإهتمام : 
مكنش يجى فى بالى أن فى يوم هاتكونى أقعده الاقعده دى وأنا جمبك مش عارف اتحرك ... من غير تصرف ولا تفكير من أول ما عرفت الخبر وحسيت أن أخدت صدمه بس مش قادر استوعبها .. أنت بس مش عشان مراتى لا ..
أنت حاجه مش عارف أوصفها يمكن عشان شغلتى مكان ناس كتيرة بعدوا عنى .. عرفتينى الحب بمعنى تانى الحب مش معناه كلام .. الحب هو معنى سامى تواصل أرواحهم ببعض أو ممكن تجاذب .. هو أن القلب بمجرد ضحكه منك بيزيد دقاته .. رغم أنى اتولد وحيد وفضلت وحيد ماما وبابا لكن قدرتى أنك تزيلى أى وحده .. مواقف تكونى أختي ومواقف أحس أن دى حبيبتي اللى قلبى اختارها من بين كل اللى شوفتهم .. مع أول نظرة ليكى وأول نظره اتواصلت بيها عيونها .. حسيت بانجذاب غريب ناحيتك إنجذاب كان ممكن يروح مع الوقت لكن لا نظرتك مكنتش بتفارق خيالى .. كأنى بتفكرنى بيكى على طول رغم أن من مجرد لمحه من طيفك كنت بحس بشعور غريب .. اخترقنى من غير معاد أو حساب بحبك بعدد كل نظره ليكى .. أنا مقدرش أعيش من غيرك مينفعش تغيبى عنى كتير .. لازم تفوقى ومتحرمنيش من نظره عينكى ..
وأخيرا تحررت دمعته وبدأت فى النزول لم يستطع التوقف .. بكل مره رأها وبكل موقف مر بينهم وكل مشكله وقفت عائق .. احتضن يديها بين يديها ثم وضع وجه بجانب يديها .. لعلها تشعر به وتفيق من أحلامها التى أحطاتها من كل مكان 
_________________________
أتى الغروب وعادت الشمس لمكانها وأقام الليل بعودته من جديده وقمر الذي يسطع فى السماء والنجوم الصغيره التى تألقت فى رونقها وضوئها 
فى مكتب يزن 
نائم على الاريكه يشعر بارهاق كبير كان يحاول النوم قليلا لعلى الصداع يذهب عن رأسه قليلا .. أصدر هاتفه رنين دليل على وصول رساله .. مد يديه وأخذ هاتفه من على المنضده فتحه حتى وجد رساله ممبعوثه من رهف لاطمئنان عليه .. كتبت فيها " روضه عامله اى دلوقتي فاقت " 
لعب بأنماله على لوحه المفاتيح وكتب " لسه مفقتش زى ماهى .. سبت مالك معاها جوة " 
رأت الرساله الذي بعثها لها حتى كتبت " حاول أنك تنام شويه من الصبح واقف على رجلك " 
كتب لها " بحاول مش عارف .. عندى صداع مموتنى " 
أجابت رهف " يمكن عشان مش عارف تنام فجالك صداع .. خد أى مسكن وأنت شويه وهترتاح " 
أجاب يزن " هشوف كدة أى ممرضه تجبلى برشامه " 
أجابت رهف " باى " 
أجاب يزن " باى " 
أقفل الهاتف وضعه بجانبه ثم نهض بجسده من على الاريكه واتجه حتى فتح الباب .. نادى على ممرضه كانت تعبر فى الطابق هتف بجديه : 
هاتيلى أى برشامه مسكنه للصداع 
أومأت برأسها واتجهت حتى تُجلب له ما طلبه .. بعد خمس دقائق وضع الحبايه فى فمه وشرب خلفها بعض من المياه .. أقفل الزجاجه واتجه على الاريكه فى محاوله جذب النوم له 
______________________ 
بعد يومين 
شركه المنياوى 
دلفت السكرتيريه للداخل بعدما أذن لها بالدخول تحدث بينما ينظر لها قائله بعمليه : 
فى إجتماع بعد ربع ساعة عشان الصفقة اللى عايزه الشركه تعقدها معانا 
هز رأسه حيث أجاب بجديه : 
أدى خبر للمحامية رؤى أن الاجتماع بعد ربع ساعة .. مش أنت أدتيها تدرس ملف الصفقه 
أجابت عليها بعمليه : 
ايوة يا فندم .. ده أول ملف أتحط قدامها تتدرسه 
تحدث حازم : 
تقدرى تتفضلى 
خرجت لكى تخبرها على معاد الاجتماع أما هو تحدث لنفسه قائلا : 
لما نشوف أول أختبار هتعملى أى 
غرفه الاجتماعات 
فتح الباب بينما دلف بهيبته التى تفرض لاى أحد الخضوع له .. جلس على المقعد مترأس الاجتماع على يمينه السكرتريه ورؤي وعلى يساره يجلس رئيس الشركه ومحاميه .. تحدث صاحب الشركه قائلا : 
جيت إنهاردة عشان نتعاقد على صفقه الآلات والمعدات اللى هتحمولها على أميركا كنت أديت لحضرتك فكرة بسيطه عنها 
أومأ برأسه متحدثا بجديه موجها حديثه لرؤى : 
لو الورق جاهز تقدرى توزعيه 
قامت رؤى بتوزيع الورق عليهم .. بدأ الجميع في القراءة بأهتمام شديد حتى أثنى عليها داخليا بما فعلته .. رفع المحامى عينيه سريعا من الاوراق مسلطلا نظره على رؤي قائلا باعتراض : 
بس كده الشروط كلها فى صفكم .. نضمن حقنا إزاى 
نظرت لعينيه جيدا حيث أجابت على حديثه بجديه : 
حضرتك حقك محفوظ زينا 
امتعض وجه باعتراض أما صاحب الشركة لما يعجبه بما فى الاوراق حيث تحدث لها : 
الشرط الجزائي كبير بعدين نسبه الربع الربح عالية .. كدة كل الشروط فى صفك 
وجهت نظرها تجاه حيث أردفت بجديه : 
حضرتك نسبه الربح مش كبيره دى كلها ٣٥٪ بالنسبه للى هيعود عليك ده أولا .. ثانياً حضرتك الشركه بدأت مستواها فى التدنى والاسهم فى البورصه يوم بتكسب ويومين بتخسر وأنا حقى لازم أحافظ عليه .. عشان لو حصل أى مضاعفات لقدر الله أو حصل تكاسل فى الدفع ده لقدر الله بعدين دى افتراضات حاجات لسه محصلتش كل واحد مننا بيضمن حقه بطريقته 
لم يعجب حديث رؤى الاثنان حيث تحدث المحامى بغير رضا : 
أيوة حضرتك بردوا .. الشرط الجزائي عالى 
أردفت رؤى بتساؤل : 
حابه استفهم بس هو ليه حضرتك ماسك ليه فى الشرط الجزائي .. الشرط ده بيتفنذ فى أسوء الحاجات يعنى حاجه نسبتها صغيره عشان تحصل .. بعدين حضرتك جاى تعقد صفقه مع الشركه عشان تنقلك ألاتك مش نفاصل فى الشرط الجزائي 
إبتسم حازم داخليا أعجب بها وبلابقتها فى الحديث .. لا ينكر أنها أعجبته لم يكن يظن هكذا بها .. حك بطرف أنماله على ذقنه يراقب الوضع بينهم دون التفوه بكلمه واحده حتى يرى نهايه هذا الاجتماع .. حتى قرر التحدث نهائيا لينهى هذا الجدال قائلا بجديه : 
الكلام انتهى حابب تمضى أتفضل .. مش حابب فى غيرك بيتمنى أنه يعقد مكانك هنا .. فاتحمد ربنا أنك قدرت توصل للمكان اقعدتك هنا 
نظرت له بحاجب مرفوع حتى هتفت داخليا بنبره سخريه : 
ماشاء الله .. من الكتر الغرور أخاف عليه يتكفى على وشه 
مضى صاحب الشركه على مضض حتى هتف بإبتسامة ثقه : 
مبروك عليك .. هتتواصل مع السكرتريه عشان معاد التسليم الالات والأماكن اللى هنوصلها هناك 
نهض الجميع من أمكانهم حتى بدوا فى المغادره .. كانت رؤي تجمع الاوراق كادت أن تخطو بقدميها للباب للمغادره حتى أوقفها حازم قائلا : 
استنى 
وقفت مكانها حيث كانت تقف أمامها بينما يجلس مكانه على المقعد .. تحدث حازم باستفزاز  : 
ما أنت طلعتى شاطره أهو .. وأنا اللى كنت فاكرك أنك هتخيبى أمال والدك 
نظرت له بقوة فى عينيه .. أردفت رؤي بقوة : 
والله مش عشان مكنتش حابه أن أشتغل هنا .. ده يديلك الحق أنك تستهون بيا .. أنا حمدالله ليا أسمى فى المكتب .. ثم أكملت باستفزاز مماثل ده أنت المفروض تحمد ربنا أن ربنا وقعك مع حد زى .. وأنا فرحت أن قدرت أعكس التخيل بتاعك ناحيتى 
غادرت من أمامه وضعت يديها على المقبض فتحته حتى أنصت لحديثه الذي تفوه به قائلا بقوة وجمود : 
والله أنت اللى تحمدى ربنا أن خليتك تطلعى سليمه بعد الكلمتين دول .. بعدين المفروض يحصل العكس لأنك هتاخدى خبره لو كنتى لفيتى سنين مكنتيش هتقدرى تاخديها 
لم تُجيب عليه لكن خرجت وأقفلت الباب خلفها بقوة دليل على غضبها الذي اشعله .. أبتسم بتسليه قائلا : 
لا حلو أوى منكرش أن أعجبت بذكائها .. لكن لما نشوف القوة هتفضل لغايه أمتى ونشوف الشخصية الضعيفه هتظهر أمتى 
فى مكتبها 
دلفت بعصبيه رزعت الباب بقوة خلفها وضعت الاوراق بعنف على المنضده .. ظلت تجوب فى الغرفه ذهابا وايابا تتنفس بغضب من حديثه حتى هتفت بنبره غاضبه : 
الايام الجايه كتير ونشوف مين اللي هيكسب 
_______________________
فى المشفي 
غرفه روضه 
كان مالك يتمدد على الفراش بجانبها بينما أحتواها بين ذراعيه ووضع رأسها فى تجاويف عنقه فكان يشعر بانفاسها البسيطه التى تضرب عنقه بقوة .. كان يحاوطها بحنان شديد كأنه يخاف بأن تتركه وتذهب .. كان نائم بعد ليله طويله فى التأمل ب ملامح وجها وأحتضان يديها بين يديه يقبلها بين الدقيقة والاخرى .. تحرك جسدها قليلا كأنه يستعيد نشاطه للاستيقاظ شعر بتحرك طفيف بجسدها .. فتح عينيه سريعا عندما شعر بها أبتعدت قليلا عنها أما هى حركت رأسها تتأوه بنبره خافته .. كان يراقبها بينما تقوم بفتح عينيها أغلقتها ثم فتحتهم مره أخرى ببطء شديد .. تأملت الغرفه من حولها بتفاجأه كادت أن تتحرك لكن شعرت بوجع فى بطنها وضعت يديها تلقائيا على بطنها .. لم تعرف أين هى بالتحديد لكن حركت رأسها ناحيه اليسار وجدت مالك بجانبها ينظر لها وعينيه تتوهج من السعادة .. ضيقت عينيها بإرهاق حتى تحدثت بنبره خافته : 
هو أنا فين 
لم يصدق مالك حتى الآن أنها أستيقظت بالفعل هاقد فاقت من سباتها الذي أستمر ليومين .. نظر لعينيها بعمق الذي تمنحه الحياه لم يفيق من أفكاره إلا على جملتها .. كانت تتاوه بتعب شديد أخذها مالك فى حضنه بإشتياق شديد حضنها بشده حتى تألمت من كثره ضغطه عليها .. تنفس براحه قبل فروة رأسها بينما يشتم لرائحتها الذي أشتاق لها .. إبتعدت عنها حتى تحدثت بنبره خافته : 
هو أنا فين 
أجاب عليها بغير تصديق قائلا : 
أنت فى المستشفى تعبتى شويه .. حمدالله على السلامه يا حبيبتي .. أنا كنت هتجنن عليكى 
قبل سائر وجها بلهفه ممزوجه بإشتياق أما هى أبتسمت على ما يفعله أخذها مره أخرى فى أحضانه واضعا رأسها على صدره .. تحدث مالك بحنان : 
مش مصدق .. أنك فوقتى أخيرا كنت هتجنن عليكى فى اليومين مكنتش بعرف أنام 
عقدت حاجبيها باستغراب حيث قالت بتساؤل : 
يومين ؟! .. هو اللى حصل أخر حاجه فاكراها .. أن كنت تعبانه أوى اتصلت عليك مردتش .. روحت كلمت رهف حسيت بأن فيه حاجه بتنزل بصيت بعدين محستش بأى حاجه .. هو أى اللى حصل 
كاد أن يجيب عليها لكن طرقات الباب منعه أذن للطارق .. ابتعد عنها حتى وقف بجانبها دلفت الطبيبه حتى أرتسمت على شفتيها إبتسامه بسيطه قائله : 
مواعيدك مظبوطه .. كنت متوقعه أنك هتفوقى خلال الساعات دى .. حمدالله على السلامه 
إبتسمت روضه بإرهاق قائله بتعب : 
الله يسلمك .. هو أى اللى حصل واللى جابنى المستشفى هنا 
نظرت الطبيبه لمالك حتى حرك شفتيها بعدم معرفتها تفهمت الطبيبه ما يحدث .. تحدث بنبره مطمئنه قائلة : 
هقولك كل حاجه .. بس الاول مش عايزاكى تضايقى وتزعلى عشان ده هيأثر عليكى بالسلب 
أجابت روضه بنفاذ صبر قائله : 
ينفع حضرتك تقولى فيه أى على طول 
أجابت الطبيبه بنبره هادئه خوفا على حالتها : 
حضرتك كنت حامل في شهرين .. وضغط الحمل أرتفع لدرجه أن الجنين في المشيمه مقدرش يقاوم فا للاسف نزل وده كانت نتيجه الدم اللى فقدتيه وكان عندك نسبه سيوله الدم مرتفعه شويه .. حمدالله أننا انقذناكى فى الوقت المناسب .. هتفضلى معانا إنهاردة وبكره نطمئن عليكى وأن كل حاجه سليمه .. بس مش هينفع أن الفتره جايه يحصل حمل لان الرحم مجهد مش هيقدر يشيل أى جنين فتره دى لغايه لما تتعافى تماما 
ظلت تنظر لها ترمش بعينيها بسرعه حتى إنفجرت من الضحك لم تستطع أن تكتمها .. أغمض مالك عينيه بحسره سيعانى كثيرا مع حالتها لكن سيتحمل لأجلها يعرف أن الموضوع يسبب لها حساسيه وذلك بسبب طول فتره عدم إنجابها لطفل حتى الان .. تحدثت من بين ضحكاتها : 
إلحق يا مالك .. دى بتقول أن كنت حامل ونزل يا سبحان الله .. أول مره أعرف أن فى أمهات بتحمل من غير ما تعرف 
اردفت الطبيبه حديثها مشفقه عليها : 
فى حمل مش بيبان أعراضه أول لما يحصل .. لكن بيبان بعده بشهر وأتنين لان كل حاله وجسم بيختلف عن التانيه .. أنا هستأذن وهاجى مره تانيه  
خرجت الطبيبه من الغرفه بينما أستمرت روضه فى الضحك غير مصدقه لما أستمعته كأنها تحاول إقناع نفسها بأنها تقوم بمزحه أو أن حد سيظهر قائلا بأنهم الكاميرا الخفيه وقاموا بهذا حتى يكتشفوا ردة فعلها .. تحدث مالك حتى يستطيع أيقافها حتى لا تنتكس حالتها للاسوء : 
روضه .. فوقى .. ده قضاء ربنا ولازم نرضي بيه .. وهيرزقنا إن شاء الله تانى 
تحدثت روضه بضحك : 
يرزقنا أى .. أنا كنت رايحه أكشف عشان أعرف محصلش ليه اكملت يتساؤل غريب قائله قول أن كلام ده مش صح .. أنت مش بتكدب عليا .. بعدين أيوة مش أنت كنت هتاخدنى للدكتورة عشان أكشف أزاى أطلع حامل وأسقط إزااى إزااى 
وتحولت ضحاكتها العاليه إلى بكاء هستيرى جذبها من عنقها وخبها فى حضنه حيث حضنها بشده أما هى لا تعرف بما تشعر بالتحديد لكن ما تشعر به هو الالم الالم الشديد حيث لا تشعر به من كثره شدته .. لما كانت ستذهب كانت حامل بطفلها ولم تعرف .. وضعت يديها تلقائيا على بطنها حيث شعرت بالفراغ كانت تحمله فى أحشائها لكن لم تخافظ عليه .. لم تعلم ما تفعله ولا تعرف شعورها بالتحديد تشعر بالفراغ داخلها ظلت تبكى لساعات ممزوجه بشهقه موجعه نابعه من قلبها .. كان مالك يحبس دموعه فى عينيه لكن لم تقدر على النزول حتى يتماسك أمامها .. لم يعلم أنها ستنهار بهذا الشكل حتى هو حزن على فراق طفله الذي لم يعلم بوجوده .. كان دائما يشتياق لامتلاك طفل مثلما تتمنى لكن كان يخبئ رغبته حتى لا يحزنها يعرف أنه مُقدر له أن يأتى فى معاد لا يعمله إلا الله لذلك كان يتماسك أمامها .. يحاول أن يشعرها بأنها أهم من إمتلاك طفل منها وأنها ستظل إبنته الصغيره الذي سيظل دائما يعلمها تفانين الحياه .. جلس بجانبها وهى قابعه فى أحضانه ولكل منهم أحساسيس مماثله لكن مالك كان يحاول التحمل لاجلها فقط أما هى ظلت تبكى على فقدان طفلها الذي لم يرَ النور بعد .. 



يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent