Ads by Google X

رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح) الفصل الخامس 5 بقلم ناهد خالد فريد

الصفحة الرئيسية

  رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح)  الفصل الخامس بقلم ناهد خالد فريد


رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح)  الفصل الخامس 

انتظرته لحد ما جه وأنا مقرره إني مش هنهي المناقشه غير بالطلاق، مهما كان اللي هعمله، سمعت صوت الباب بيتقفل، عرفت أنه رجع، دخل ورمي المفتاح علي التربيزه وقال بسخريه:
_غريبه! قاعده النهاردة يعني! مش عامله نفسك نايمه زي كل يوم ليه! عشان تهربي مني.
_قال يعني أنت بتسبني في حالي أوي، اقعد يا مصطفي احنا لازم نتكلم.
قعد ع الكرسي وقال بملل:
_ارغي.
تغاضيت عن طريقته وقلت:
_ مصطفى انت عاجبك وضعنا كده!؟
_وماله وضعنا عادي!
بصيتله بذهول ورديت :
_عادي! هو اي العادي!؟ القرف اللي احنا فيه كل يوم عادي! اننا علي طول بنتخانق وعلي طول ضرب ونكد وغم عادي!، انك تيجي آخر اليوم تغصبني إني أبقى معاك بدل ما ابقي معاك برضايا عادي!، ده احنا مش طايقين بعض، وانت شمت فيا في موت ابويا بدل ما تقف جنبي.
_كل ده بالنسبة لي عادي، يعني انا مش الراجل اللي هقلب علي ست واقعد اولول علي اللي بيحصل في حياتنا ولا اتحسر عليه، الوضع اتحسن عادي وأعتقد انك انتي الي هتكوني كسبانه، متحسنش اعملك اي يعني انا مستعد نفضل عايشين كده ولا هيهز مني شعره.
كنت بحاول انهي الموضوع بطريقه كويسه عشان ميعندش معايا، بس الواضح انه مش هينفع ده معاه، وكلامه عصبني جداً، وقفت وانا بزعق وبعلو صوتي:
_ااه عادي، عشان انت مش راجل أصلا، عرفت ليه، عشان كده مش فارقة معاك، أصلا انت من الاول مش راجل، انك تمد ايدك علي واحده ست، و متبقاش جنبها في أي حاجه ولا تبقي سند لها، انك تقبل علي نفسك تكون معاها وهي مش طايقاك ولا طايقه نفسك، انك تبقي عاوزها تحمل منك حتي لو غصب، ومش فارق معاك وعادي، يبقي فين الرجولة دي قولي كده.
وقف قدامي بعصبيه وكالعاده، رده المعتاد ضربني بالقلم، وهو بيشدني من شعري وبيزعق :
_بقي انا مش راجل يابنت ال****.
- اخرس متجيبش سيرة ابويا علي لسانك ال**ده، ابويا الله يرحمه طول عمره راجل بجد، ودي غلطتي اني قبلت بواحد زيك رسم علينا الوش البرئ وخلانا نصدق انه انسان محترم، بس مطلعش عندك ذره احترام لنفسك حتي، طلقني واثبت ولو لمرة واحدة انك عندك كرامه.
_مش انا اللي هموت عليكي اوي، غوري في داهيه وشوفي هتعيشي ازاي ولا منين، أنتي طالق.
يااه علي الراحه اللي حسيت بيها، اخيرا، بعدت ايده عني ووقفت قدامه وقلت :
_ بالتلاته يا... ياراجل.
كنت قاصده اني استنفزه عشان ميرجعش في قراره.
_طالق... طالق.. بالتلاته اهو غوري بقي من وشي ومشوفش خلقتك هنا تاني.
شدني من دراعي وخرجني بره باب الشقه وقفله في وشي، خبطت علي الباب وانا بصرخ فيه:
_هات شنطه هدومي هنزل كده ازاي.
_ملكيش حاجه عندي.
سمعتها منه ببرود وهو بيبعد عن الباب.
نزلت لأمه وقتها وخدت منها طرحه لفيتها علي شعري كده كده كنت لابسه عبايه، وروحت بيت ابويا خليت جاري كسر الباب ودخلت، وبعدها جاب نجار صلحه وغير الكالون، قررت أبدا من جديد من الأول خالص، هرجع اشتغل، واعيش حياتي ليا أنا وبس والشكل اللي يليق بيا ك إنسانه، مش ك حيوانه زي ما هو كان بيعاملني، (النهاردة أنا بتولد من جديد.)

• نور
قالي يومين بس انا مقدرتش ارجع، رغم اشتياقي له بعد كل اللي عمله، بس كرامتي كانت عندي اغلى بكتير، اتصل عليا كتير اووي، ومكنتش برد، من شويه جت ماما قالتلي انه بره، بقالي ربع ساعة قاعده بجهز عشان اقابله، انا مش ناويه ارجع ولا ناويه اكمل الحقيقه، وده اللي هطلع اقوله له.
خرجت لاقيته قاعد لوحده، أول ما شافني قرب عليا وحضني، يمكن حضن من زمان اوي محصلش، كنت بحاول اهدي مشاعري عشان اثبت علي موقفي، وفعلا مبادلتوش الحضن، وهو حس بده، بعد عني وهو ماسكني من اكتافي وبيقول بنظره عتاب بانت في عنيه:
_اسبوعين، اسبوعين يا نور تبعديهم عني، واكلمك مترديش عليا، دول اليومين اللي اتفقنا عليهم، هونت عليكي!
قعدت وانا بقول بهدوء :
_مقدرتش ارجع، لأني مصفتش، وكمان عادي مانا ياما هونت عليك، كريم انا الحقيقه مش قادره ارجع ولا حاسه نفسي هقدر.
بصلي بتوتر ورد بقلق بان عليه:
_يعني اي!؟
سكت شويه بجمع نفسي ورديت:
_انا بقول ننفصل بهدوء أفضل من اننا نكمل وكل يوم مشاكل قدام الولاد ويتعقدوا، وهم هيكونوا موجودين في اي وقت تحب تشوفهم وعمري ما...
قطعت كلامي وانا بتنفض بخضه لما لاقيته وقف فجأه بعصبيه :
_انتي اتجننتي، اي الهبل ده! ننفصل اي وزفت اي ده في احلامك!
_كريم لو سمحت ياريت..
_بلا كريم بلا زفت، هنتكلم يبقي بهدوء وتشيلي فكره الانفصال دي خالص، ي إما همشي واجي بكره تكونى هديتي وعقلتي.
رديت بخوف من شكله اللي بقي غريب من كتر عصبيته:
_ماشي، اقعد نتكلم بهدوء.
قعد وهو بيستغفر، وبعدين بدأ كلامه بهدوء متناقض تماماً :
_أنا اشتريت شقه بعيد عن البيت، مش بعيد اوي يعنى هي بعدنا بشارعين، بس قولت كده احسن، انا عرفت اللي حصل وأن اهلك اتخانقوا مع اختك بعد ما حكت لهم اللي حصل وألفت من عندها وبعدين عرفوا منك الحقيقه، وان الأجواء متوتره جدا بينكوا، وهي قالت إنها ملهاش علاقه بيكوا وكده، فقررت نبعد عنها خالص، عشان لا انا اقولك شوفي اختك ولا انتي تسمعي منها كلام زي السم، قوليلي اي تاني كان بيضايقك وعاوزاني اغيره.
بصيت له بصدمه، هو فعلاً عمل ده عشاني أنا!، رديت بتوتر وكل قرارتي اتحطمت:
_انا.. يعني أنت كنت بتقول كلام كتير يضايقني علي لبسي وشكلي مبتراعيش تعبي في البيت ومع الولاد، وحتي عند والدتك تحت، انا كنت كل الي محتاجة تقدير منك علي مجهودي، مش تيجي تنتقدني، وتعيب فيا، دمرت ثقتي في نفسي، وكمان يوم ماقرر اسمع كلامك، تقولي ده زي برفان اختك، عاوزني اعمل اي؟، وبعدين كنت بتتخانق علي كل حاجه وحاجات تافهه، مش فاهمه اي السبب!.
_بغير.
قالها فجأه، بصيت له باستغراب ورددت:
_بتغير!؟ مش فاهمه.
اتنهد ورد وهو بيملس علي شعره، عرفت انه محرج من الكلام اللي هيقوله:
_يعني.. انا كنت مخنوق من اهمالك ليا، مابين البيت والأولاد وامي، نسيتيني في النص يا نور، انتي عارفه اني بحبك، واللي بيحب بيغير، من وقت ما خلفتي وانتي انشغلتي عني، بس كنت بلتمس لك العذر، لكن واحده واحده انا مبقتش متحمل، بقيت عاوزك معايا واحس انك مهتميه بيا انا كمان، عارفه يوم ما ضربتك، يومها الصبح احنا اتخانقنا، وبرضو سبب تافهه، بس اتخانقت مش عشان السبب ده، لا عشان قبلها بيوم كان عيد جوازنا، وانا كنت جايب ليكي هديه، بس اتفاجات أن اليوم عدي وانتي مش فاكره، وتاني يوم جه وبرضو مش فاكره، وقتها حسيت بحاجه بتغلي جوايا، وبصراحة كنت علي أخرى منك عشان كده معطتكيش الهديه، ولا قدرت متخانقش معاكي، لكن لما ضربتك كان عشان معملتيش ليا اعتبار قدامهم، أنا عارف انها غلطت وكان لازم اني اوقفها عند حدها من الاول، بس ضيقي منك منعني، ودي انا غلطان فيها انا عارف، لكن لما جيت اقولك اسكتي وانتي مفيش فايده غصب عني اتعصبت وضربتك، تعليقي علي لبسك مش اني قرفان منك او انك مهمله او اي هبل من اللي كنت بقوله، لا، انا وصلت لمرحله اني عاوز الفت نظرك واهتمامك ليا حتي لو عن طريق الخناق، ومتلومنيش انتي مش فاهمه انا كنت بحس ب اي وانتي مش مهتميه لأي حاجة تخصني، غير الاكل واللبس، وانا مش ده الاهتمام اللي كنت بطلبه، انا كنت طالب ارجع الاقيكي تسمعيني لما احكي عن حاجه، تسأليني عن يومي عامل ازاى، اللي كنتي بتعمليه في اول الجواز، لكن انتي مكنتيش بتعملي ده وكتير كنت برجع متخانق مع حد او في مشكله حاصله معايا وانتي متعرفيش حاجه ولا حتي بتساليني عشان افضفض، عارف اني كنت غلط، ومفهمتش ده غير لما بعدتي، انا عاوزك معايا وفي بيتي حتي لو مش هتهتمي بيا كفايه انك موجوده، وده اللي فهمته الايام اللي فاتت.
محسيتش بنفسي غير ودموعي نازله، وبعيط بحرقه، هو ازاي احنا ضيعنا كل ده بسبب سوء تفاهم، ازاي كنت مهمله فيه للدرجادي، قرب مني ومسح دموعي وهو بيقول:
_بتعيطي ليه دلوقتي، انا قلت حاجه ضايقتك؟!
_مش مصدقه اننا بقالنا كل الفترة دي في مشاكل وتجريح في بعض، بسببي، وانا مش حاسه انا اسفه، بس انا متخيلتش ان ده سبب، ومحسيتش اني أهملتك للدرجه دي، سامحني ياكريم انا اسفه.
_انا اللي اسف، يمكن لو كنت قررت احكي لك من الاول واعاتبك كنت اختصرت كل المسافة دي، سامحيني علي اي مره زعلتك فيها، او جرحتك، انا بحبك يا نور بحبك اوي والله.
حضنته بكل قوتي وانا بعيط واضحك في نفس الوقت، وكأني بثبت له إني عمري ما هسيبه او اهمله تاني.

(
*علياء
فوقت لاقيت نفسي في المستشفي، وماما وفارس جنبي، بصيت لهم باستغراب وكأني بفتكر اي اللي جابني هنا، وياريتني ما افتكرت، بعدت وشي عن فارس، بعد ما عرفت انه هو الي انقذني منه، بعدت وشي كسوف من الموقف، لاقيت ماما خرجت من الأوضه معرفش راحت فين، وفارس لف للجهه التانيه، ومسك ايدي بهدوء وابتسامه:
_حمد الله على السلامه، كويس انك فوقتي علي خير.
سكت ومردتش، اصل هقوله اي!؟
ابتسم أكتر وهو بيقول:
_مالك ياست البنات، مبترديش عليا ليه؟
بصيت له باستغراب للاسم، وكأني بسأله اي الاسم ده!
_اي مالك!؟ طبعاً ست البنات ونص كمان، كفايه انك ست قلبي.
وشي احمر من الكسوف، انا مش فاهمه هو بيقول اي أصلا، رديت بتوتر :
_اي الي بتقوله ده؟! أنت..
_انا بحبك، عرفتي بقي انا أي، انا بحبك، ومن أول مره شوفتك فيها وأنا منجذب ليكي، وتاني مره حبيتك.
قال الاخيره بضحك، وانا ببص له مصدومة وعنيا مفتوحه علي الاخر مش مصدقه اللي بيقوله، ومش مستوعبه، لاقيت الباب اتفتح ودخلت ماما ومعاها ست شيك اوي، فهمت بعدين انها مامته لما قالت:
_حمد الله على سلامتك يا جميل، فارس ابني طلع معاه حق لما وصفك ليا، ولما قالي انك تدخلي القلب من أول ما تتشافي.
رديت بتوتر :
_الله يسلم حضرتك.
_لا حضرتك اي قوليلي يا ماما، ده أنتي هتبقي مرات ابني.
عيني وسعت علي اخرها وفتحت بوقي كمان، وخصوصا لما ماما ردت:
_اه طبعاً، ربنا يخليكي يا حبيبتي وتفرحي بعيالهم.
_وانتي معانا طبعاً، اخيرا هلاقي حد يونسني في وحدتي، هم بقي يتجوزوا وانا وانتي نقعد مع بعضينا.
قرب عليا فارس وقفل بوقي، وهمس في ودني :
_اصل امك هتقعد معانا، وهترفع قضيه خلع علي ابوكي لو رفض يطلقها، وهنطلع من هنا علي البيت عندي، نكتب كتابنا وان شاء الله اخر الاسبوع الفرح.
هم ليه معطونيش فرصه ياخدوا رأيي، اي ده في اي بجد!، بس حاسه بقلبي بيرفرف من السعاده حقيقي، متخيلتش ان عوض ربنا هيكون في فارس، هل يعقل إني أخيراً هرتاح!

يتبع خاتمة الرواية اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent