رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح) الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد فريد

الصفحة الرئيسية

   رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح)  الفصل الرابع  بقلم ناهد خالد فريد


رواية والقاسية قلوبهم (كسرة روح)  الفصل الرابع 

كريم ونور *
رزعت الباب ودخلت الشقه وأنا بعيط وشهقاتي بتعلي بصوت مش قادره اتحكم فيه، دخلت الاوضه سمعت صوت الباب بيرزع عرفت انه هو طلع، لاقيته دخل وهو بيزعق :
_أنا ممكن أفهم اي الجنان ده! أنتي ازاي تعملي كده ومتعمليش حساب لوجودي.
وقفت وانا بحاول اتحكم في عياطي :
_لو كنت خدت حقي، او شوفت انك ممكن تعمل ده مكنتش اتكلمت بس انت واضح كان عجبك الكلام وعلي هواك.
_هوايا اي وهبل اي، اعقلي بقي وبطلي عبط، وبعدين كان المفروض تحترمي وجودي علي الاقل، مش تضربيها قدامنا كلنا ومتعمليش حساب لحد، اي محدش قادر عليكي يعني!.
_ وأنت عملت اي ها! رديت لي القلم اللي ضربته ليها، بتضرب مراتك عشان مرات اخوك، مفيش كلام بينا يا كريم لحد هنا ومفيش كلام تاني هيتقال.
سيبته وروحت ناحيه الدولاب وطلعت الشنطه وبدأت احط فيها الهدوم، قرب مني بقلق بان في كلامه ووشه :
_انتي بتعملي اي!؟
رديت ببرود وانا بحاول اتحكم في نفسي :
_هاخد الولاد واروح عند ابويا كام يوم.
مسك ايدي ووقفني عن اللي بعمله وقالي:
_من امتي يا نور وانتي بتسيبي البيت، ده انتي طول السنين اللي فاتت دي معملتهاش، رغم كل الخانقات اللي حصلت بينا.
شديت ايدي :
_طول السنين دي، كنا بنتخانق واوقات مدت ايدك عليا ، بس عمرك ما عملتها قدام حد، كانت دايما كرامتي محفوظه قدامهم، وكنت بستحمل الي بيحصل بينا بمجرد ما تيجي تعتذر، او حتى من غير ما تعتذر، عشان ولادي أولا، وعشان مش عاوزه أخرب بيتي، لكن النهارده انت هنتني قدام الكل، مديت ايدك عليا، وهنت كرامتي، ومسحت بيها الأرض، متستناش مني اعديها.
_طيب خلينا نحل مشاكلنا ما بينا زي ما بنعمل دايماً، لي تدخلي اهلك في الموضوع!.
_انا مش هدخلهم، انا قولت راحه اقعد كام يوم اريح اعصابي، بس هم زمانهم عرفوا اطمن، اصل مرات اخوك زمنها جريت عليهم وقالت لهم.
_مرات اخويا هي اختك!
بصيت له بوجع ورديت:
_لا، اللي تبقي شايله كل ده جواها ناحيتي مش اختي، هي معتبراني عدوه او منافسه، وانا مش هعتبرها اي حاجه أصلا.

كملت اللي بعمله، سمعته بيقول :
_هاجي اوصلكوا، وياريت هم يومين وترجعوا.
قالها وطلع من الاوضه وانا قعدت على السرير، ودموعي نازله علي وشي بعد ما فشلت اتحكم فيها، وبفتكر اللي حصل
(( فلاش))
كنت قاعده عند حماتي واختي قاعده معايا، كنت قاعده متضايقه بسبب خناقة حصلت بيني وبين كريم الصبح ، بس حسيت نفسي اني تعبت وزهقت من المشاكل وقررت انه لما يرجع لازم اتكلم معاه ونحط حد للموضوع ده، لاقيت اختي عماله تتكلم مع حماتي كلام ملوش اي لازمه وزي السم.
_معرفش يا حماتي اي الناس اللي مبتهتمش بنفسها دي، ده انا لو عدي يوم مهتمتش بشعري ومستحضرات العنايه والروتين اليومي ده، احس اني هتخنق.
_عادي يابنتي مشاغل الدنيا كتير وبتلهي، النضافه العاديه اه واجبه طبعا، لكن حكاية المستحضرات والروتين دي بتبقي صعبه شويه، كل ما المسؤليه بتزيد، كمان بكره تخلفي وتتشغلي مع العيال وتفهمي.
_اي لا طبعاً، انتي عاوزه تفهميني اني لما اخلف هتشغل عن نفسي، وابقي زي نور، بصراحه يا نور انا معرفش انتي ازاي مهمله في نفسك كده كمان وزنك زاد اووي وده غلط بوظ شكلك خاالص.
انا كنت ساكته من الاول رغم اني عارفه انها قصدها عليا، بس قولت هعمل نفسي مش واخدة بالي، لكن لما قالت ده مع دخول كريم واخوه مكنش ينفع اسكت.
_زي ما حماتي قالت، بكره لما تخلفي هتشوفي، وهنشوف هتفضلي مهتمه بنفسك كده ولا غصب عنك هتتغيري حتي لو بسيط، كمان انا جسمي حلو، وعاجبني، وبلاش تقارني نفسك بيا عشان متتعبيش.
_انا اقارن نفسي بيكي، لا طبعا انا عمري ما اقارن نفسي بحد ويوم ما اقارن لازم يكون الحد ده احلي مني.
_قصدك اي؟
_متزعليش يا نور، بس احنا من صغرنا كل الناس بتقول اني احلي منك، ودي حقيقه متقدريش تنكريها، فبناء علي كده مينفعش اقارن نفسي بيكي.
وقفت والعصبيه اتمكنت مني، مش هقدر اسكت اكتر من كده وخصوصا ان الكل بقى متابع الموقف،
_انتي شايفه نفسك علي اي ها!، مش كل حاجه جمال الوش بس علي فكره، ياما كتير حلوين من بره بس بشعين من جوه.
وقفت هي كمان وهي بتقول بعصبيه:
_قصدك اي! اني بشعه من جوه؟
_دلوقتي اتعصبتي، مانتي من وقت ما قعدنا وانتي بتقولي كلام يحرق الدم، ولا حلال ليكي وحرام عليا!.
_انا مبقولش غير الحقيقه اللي الكل شايفها.
_تمام ودي كمان الحقيقه.
_ لا يا حبيبتي، الحقيقه اللي بقولها الكل شايفها، لكن الحقيقه بتاعتك دي محدش شايفها اصلا غير عقلك المريض.
_عقلي انا المريض! بعدين انتي مال اهلك تخنت ولا مهمله في نفسي انتي مالك!
_نور خلاص كفايه كده.
بصيت له بصدمة وقلتله:
_كفاية! انا الي كفايه ياكريم! انت مش سامعها.
قالت بكل برود:
_عموماً بكره تشوفيني لما احمل واولد، وتلاقيني برضو احلي منك، ومبقتش عامله زيك، رغم اني مهما اهمل في نفسي برضو هفضل احلي، اصل القالب غالب بقي.
_انتي فاكره بالحقد اللي جواكي ده، ربنا هيناولهالك، انضفي وصفي نيتك الأول عشان ربنا يكرمك.
_انتي بتعايرني، بتعايرني عشان داخله علي سنه ومخلفتش!
بصيت لها بصدمه انا عمرى ما قصدت اعيارها، هي بس استفزتني، لكن عمري ما اقدر أعاير حد وانا قاصده.
فوقت من صدمتي على كلامها :
_انتي طول عمرك حقوده وبتحقدي عليا، وانا عارفه، بس توصل انك تعايريني!، ده انا حتي اختك، ولا اقول اي من طول عمرك اصلك واطي، مبتعمليش حساب لعشره، وبصراحة كريم صعبان عليا، طيب وكان يستاهل واحده احسن منك الف مره.
محسيتش بنفسي غير وانا بضربها بالقلم، قلم تستاهله.
_عشان تعرفي تكلمي اختك الكبيرة ازاي.
قرب كريم مني وهو بيبعدني عنها بعصبيه:
_انتي اتجننتي! انتي ازاي تضربيها قدامنا كده، مش عامله لحد حساب.
_دي اختي وانا الكبيرة وغلطت فيا ولا انت مش سامع، اسكتلها؟
_اختك دي في بيتكوا لكن هنا انتي زيك زيها، مش من حق واحدة فيكوا تمد ايدها علي التانيه.
_لا حقي، مادام كلكوا واقفين وسايبنها براحتها، وجايين عليا، يبقي حقي.
_وطي صوتك واخرسي بقي.
_لا مش هوطي صوتي، أنت بتزعقلي عشانها! بدل ما تقولها عيب اكبر منك ميصحش اللي بتقوليه، دي هي الي بدأت.
_قولتلك وطي صوتك احسنلك.
سمعت صوتها بيقول :
_انتي بتضربيني انا! طب والله لأقول لبابا واخليه يعرفك قيمتك يازباله.
_انا زباله ياقليله الأدب ياللي مش متربيه، بتشتمي اختك الكبيره يا حيوانه.
_بس يا نور قولت.
صرخت في وشه :
_هو مفيش غير زفت، متشوفها بتقول اي، ولا متقدرش علي الحمار تتشطر علي البردعه.
وكان ردة عليا قلم، قلم ضربة ليا قدامها وكأنه بيردلها اعتبرها، و بيعلقوا علي شماعة "مكنش ينفع تردي وانا واقف، كنتي اعملي لي حساب" وانا مين عملي حساب!
((باك))

(( تسريع أحداث، بعد اسبوعين))
*علياء وفارس.
(علياء)
من وقت اليوم اللي اخذنا فيه المستشفى، وهو بقى كل يوم تقريبا في الحاره، وكل مره بيكون جاي علشان جارتنا، بس بيعدي على المحل وبيبقى واضح قوي انه بيدور على اي حاجه مجرد ان يفتح كلام، وحقيقه اللي استغربته فيا انى مش بالعاده اسمح لحد يتعامل معايا الا في الضروره لكن ده رغم معرفتي انه بيتحجج إلا أني كنت قابله تحججه، وكنت مسيساه، ما اعرفش يمكن انا كمان كنت حابه ده، أنا مقابلتش شخصيه زيه قبل كده في حياتي، حد يكون جدع وطيب و صاحب صاحبه زي ما بيقولوا، رغم ان هو مش من منطقتنا، والمفروض ان هو من طبقه مختلفه تماماً، والمعروف عن الطبقه دي ان هم ما يعرفوش بعض إلاعشان المصالح وقليل منهم اللي عنده اخلاق عاليه ويساعد غيره، وهو واحد من القليلين دول، و طبعا مش محتاجه اتكلم عن شياكته وشكله اللي بيجذب، بس اللي خوفني إن بدأ يكون في حاجه غريبه جوايا، ويمكن من الأول ما عملتش حساب ل ده ما فكرتش في كده، بس حاليا بدأت أفكر ، اتكلم معاه ماشي، اعدي حججه عشان يكلمني ماشي، لكن يكون جوايا حاجه له ده اللي ما ينفعش، لاننا عمرنا ما هنتجمع ولا هينفع، بس الغريب اني فجاه حسيت ده فجأه وبسرعه اتعلقت بيه، بقيت بنتظره، بقيت بستنى الوقت اللي بييجي فيه، بقيت بقلق لو اتأخر عن معاده او مشفتوش وهو جاي، بتمنى لو يقدر يطول الكلام اكثر ويتحجج اكثر عشان مجال الكلام يبقى اكبر، بقى في خيالي معظم الوقت ، وفي تفكيري، وطبعا مش محتاجه اقول إني اول ما اشوفه بحس فرحه كبيره قوي، وكأنه الجائزه اللي كنت منتظرها، يمكن أنا شُفت كتير في حياتي، ويمكن حقي جايزه بعد كل اللي شوفته، بس غباء مني إني أفكر أن هو يكون الجائزه دي، هاكون بتعب نفسي اكثر، وبحط نفسي في غلب أكبر، بس في نفس الوقت مش قادره أبعد، بقى وكأنه عاده في يومي ، ف كررت هسيبها ماشيه زي ما هي لحد ما اشوفها هتوصل بيا ل فين!.

فارس*

بقي مينفعش يعدي يوم من غير ما اشوفها فيه، من يوم ما كنت عند الداده وقلت لها اني هاجي لها كل يوم، في اول مره شفت فيها علياء وانا حسيت ان في حاجه غريبه بتحصل لي، وعرفت انها مش هتكون زي أي حد عادي عدي في حياتي، وده اتأكدت منه مع مرور الوقت، هي مش زي اي احد هي مميزه، من أول يوم شفتها فيه وهي مميزه، يمكن اختلافها عن كل اللي كنت بشوفهم في حياتي، يمكن..... مش عارف، مش عارف ايه اللي جذبني لها ومن اول مره، بس يمكن هو ده الحب ، هو ده اصل الحب، انك تنجذب لحد ويتولد جواك شعور له من غير أي سبب يُذكر، من غير أي سبب هتلاقيه بتقوله لما حد يسألك اشمعنا الشخص ده، ده بالضبط اللي حصل بس معاها هي بالذات ما ينفعش اروح فجأه أقول لها، أنا بحبك أو معجب بيكِ، لازم اراعي كل اللي هي بتمر بيه والفروق اللي ممكن تحطها في دماغها اللي موجوده بينا، لازم اخد معاها السلم خطوه خطوه و انا قررت اعمل ده .
<علياء *>
النهارده قبضت فلوس الشهر من المحل، وقررت إني أعطي لفارس الفلوس اللي دفعها في المستشفى، كالعاده كل شهر بيبقى ابويا مستني اني اجي ادي له الفلوس وطبعا هو عاوز الفلوس بتاعت كل شهر ملوش دعوه انا باشتغل في محل ولا في اتنين، والحاج حسن قرر انه يساعدني وزود مرتبي، شلت الفلوس اللي دفعها فارس ورحت علشان ادي له بقيت المرتب.
_ ايه ده ان شاء الله! فين باقي الفلوس؟! انا قلت لك ما ليش دعوه انك سبتي المحل الثاني ولا لأ، يا إما تسيبي أمك تطلع تشتغل.
_ وأنا قلت لك إن أمي مش هتشتغل، وإذا كان على المرتب الحاج حسن زوده لي، وأنا من أول الشهر الجديد هاشوف محل تاني، اشتغل فيه بس الشهر ده خدت مبلغ من الفلوس عشان اردها للراجل اللي دفع الفلوس في المستشفى عشان امي.
_ واحنا مالنا مش هو اللي اتبرع وعمل فيها راجل، و إن هو اللي هيتكلف ب كل حاجه دلوقت هيرجع ياخذ الفلوس، هاتي الفلوس مش هنديله حاجه.
_لا هنديله له فلوسي الرجل كل يوم بييجي هنا للداده بتاعته، وانا بقى وشي في الارض منه، انا يومها قلت له هارجعلك الفلوس، وبقى لي اسبوعين وشويه ومارجعتش حاجه، هعطيله فلوسه عشان هو مش ذنبه حاجه، كتر خيره لما خذها وداها المستشفى، مش هيتكفل بمصاريف المستشفي كمان.
وقف و قرب مني وقال ب تهديد :
_هاتي ياروح أمك الفلوس أخلصي، مليش في كل اللي قولتيه ده.
رجعت لورا بخوف بحاول مابينوش.
_لأ، زمانه جاي ولازم اعطيله فلوسه.
_يابت هاتي الفلوس، انا أصلاً مش طايقك من وقت ما دخلتيه بيتنا تستنجدي بيه، لو مسكتك مش هخلي فيكي حته سليمه.
رديت بنبره بترجاه بحاول اكسب تعاطفه واهديه:
_لو سمحت خليني اعطيله فلوسه، والشهر الجاي هعطيك فلوس اكتر واعوضلك دول.
_أخلصي يابنت***، هو انا هتحايل عليكي!.
هزيت راسي برفض خرجت أمي من جوه وفي ايديها خرطوم الانبوبه اللي كانت بتغيرها وهي بتقول:
_سيب البت تدي الراجل فلوسه، قالتلك الشهر الجاي هتعوضهم.
_خليكي في حالك يا ست انتى، متخلنيش أمد أيدي عليكي تاني المره دي مش هتقومي منها.
بصيت لأمي عشان تسكت، لاقيته قرب اكتر بياخد من ايدي الفلوس، وانا بتمسك فيهم اكتر وبصرخ فيه يسيبهم، معرفش ياخدهم مني فسابهم ونزل ضرب فيا أنا، فضلت احاول أمنع الضرب يوصل لوشي، سابني وراح ناحية أمي، شد منها الخرطوم وهي بتصوت فيه يسيبه، قومت اجري ناحيه الباب عشان اخرج بره، بس لحقني ومسكني من شعري وقعني في الأرض ونزل فيا ضرب بالخرطوم، يمكن الضرب العادي بقيت استحمله، بس المره دي الضرب كان أكبر من إني استحمله، مقدرتش امنع نفسي اصرخ من الوجع واترجاه يبعد عني :
_خلاااص، خلاص والله خد الفلوس مش عوزاااها، كفااايه مبقيتش قادره، يامامااا.
هي اصلاً كانت بتحاول تبعده وهي بتعيط وبتصرخ فيه، بس مش قادره عليه، هو غالباً مبقاش يهمه الفلوس هو عاوز يضرب فيا وخلاص، وكأنه فعلاً بينتقم مني علي يوم ما استنجدت ب فارس وجه ضربه، بدأت احس بجسمي كله اتخدر وصوتي مبقاش طالع لما ضربه منه جت علي رأسي واتجرحت وبدأ دم ينزل منها، آخر حاجه حسيت بيها، صوت خبط جامد، وصرخه أمي، وابويا بعد، بعدها محسيتش بحاجة.

فارس*
وصلت قدام البيت ودخلت ك العاده أطلع للداده الأول، الداده اللي بقت كويسه من زمان، بس أنا أصريت عليها تفضل مرتاحه وانا هاجيلها اطمن عليها، الحقيقه لأنها الحجه الوحيده عشان اجي هنا، يدوب دخلت ولسه هطلع السلم سمعت صوت صريخ، وقفت باصص علي الباب مش عارف اتصرف، بس انتفضت من مكاني لما سمعت صوت صريخها هي، جريت ناحيه الباب وخبط فتحت أمها وهي بتصرخ فيا:
_الحقه هيموتها.
دخلت لاقيته نازل فيها ضرب وهي تقريباً بدأت تغيب عن الدنيا من كتر الوجع، وكمان في دم علي وشها نازل من رأسها، حسيت بنار قايده في قلبي، جريت بكل غضب الدنيا عليه شديته، ومحستش بنفسي غير وانا نازل فيه ضرب، وامها جريت عليها، موقفتش ضرب فيه غير لما أمها صرخت فيا :
_سيبه وتعالى نلحقها دي قاطعه النفس.
سيبته بعد ما وشه مبقاش فيه حته سليمه، وجريت عليها لاقيت تنفسها ضعيف، شيلتها وطلعت جري علي بره وأمها معايا، ووقتها قررت حاجه واحده، هي مش هترجع البيت ده تاني، ونهاية الحكايه عندي أنا.

_ أي هتعملي أي؟ هتروحي فين ولا هتهدديني بمين تاني!؟
قالها ببرود وسخريه وهو واقف قدامي، بصيت له بكره ورديت:
_يمكن ابويا مات، ومبقاش ليا حد اروح له، بس في ربنا هو اللي هياخد ليا حقي منك.
_ده علي أساس أننا بنكهربك!
_وضربك واهانتك ليا، وإنك بتقرب مني غصب كل يوم ده أي! بس شوفت ربنا واقف جنبي ازاي، وما أرادش أن يحصل حمل لحد دلوقتى، وإن شاء الله مش هيحصل.
_أنا عمرى ما شوفت واحده بتتمني متخلفش.
_وأنا عمري ما شوفت واحد معندوش كرامه زيك عشان يجبر مراته عليه ويجبرها أنها تخلف منه وهي مش طيقاه.
دي كانت آخر حاجه قولتها قبل ما يرد عليا رده المعتاد،(( الضرب))، خلال الفتره دي اتأكدت من حاجتين، أولا إني مبقتش طايقاه ولا طايقه نفسه في البيت حتي، بقيت بكرهه فوق ما تتخيلوا، ثانياً هو عمره ما حبني، وحتي لو كان في شويه مشاعر بسيطه جواه، إلا أن مصطفي قاسي، قلبه حجر وطبعه مبيلنش وده مهما حب الشخص عمره ما هيغير طباعه اللي هو فيها.
عمري ما هنسي، يوم وفاة ابويا لما اغمي عليا فوقت لاقيته بيقولي انهم دفنوه، منتظرش حتي اني اودعه، ولما صرخت فيه وقولتله مفوقتنيش لي، رد بكل برود" قلت اسيبك ترتاحي، محبتش ازعجك"، ولما طلبت اروح بيت بابا اقعد فيه يومين رفض، وقالي" انا مش فاهم هتروحي لمين، ابوكي مات خلاص، يعني معدش بقيلك حد غيري وغير بيتي"، وبعدها بكام يوم جابلي واحد وقالي أنه عاوز يشتري البيت ولما رفضت حاول بكل الطرق يغصبني اوافق، أنا كنت فاهمه لي، عشان ميبقاش ليا مكان اروحه، وأفضل معاه طول عمري وانا مضطره، بس رغم كل اللي عمله مقبلتش ورفضت، يوم وفاة ابويا قبل مانعرف الخبر لما قرب مني غصب عني، وقتها كنت متدمره ومش مستوعبه اللي حصل ومش طيقاه، بس مكنتش اعرف أن ده الحال اللي هستمر عليه، حتي معملش حساب حزني علي ابويا، معملش حساب للحالة اللي شايفني بيها، معملش حساب لأي حاجة، همه أنه ينفذ اللي هو عاوزه وبس، وابقي حامل، والحمد لله من كرم ربنا عليا ان محصلش حمل، قطعت تفكيري وانا بقول بصوت :
_لا، انا مش هفضل تحت رحمته، مش هفضل خايفه منه وبدعي ربنا وانا قاعده مش بعمل حاجه، الحياه بينا مستحيله ولازم يطلقني بأي شكل، وده اللي هعمله


يتبع الفصل الخامس اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent