رواية كأس من الألم الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم وتين قطامين

الصفحة الرئيسية

     رواية كأس من الألم الفصل  الخامس  والعشرون بقلم  وتين قطامين


رواية كأس من الألم الفصل الخامس والعشرون

ركض ريان نحو سيارته و اخرج هاتفه و اتصل بأدم : ادم ارجوك جدها خرجت غاضبة ولا اعلم الى اين
ادم باستغراب : اهدأ قليلا من خرج و ما الامر ؟
ريان : من سواها يا ادم نارة ولا تسألني عن شيء حاليا فقط جدها
ادم شعر بالقلق الواضح بصوته وانه بالفعل غير قادر على التكلم : ريان اهدأ حسنا ساجدها لا تقلق ولكن انت تمهل حسنا ؟
ريان : حسنا اسرع
ريان يقود سيارته دون وجهة محددة فقط يقودها و يقسم ان الحظ ينقذه من فعل حادث الان لأن عقله معها والحالة التي كانت عليها بالمرة السابقة تذكرها وهي تكاد تموت عن ذلك الجرف حرك رأسه بنفي سريعا هو يحاول التخلص من اي فكرة سيئة فهو بغنى عنها الان رن هاتفه وكان ادم
فتح ريان الخط بلهفة : وجدتها ؟
ادم : اجل وجدتها من خلال اشارة هاتفها ولكنها مازالت تتحرك سارسل لك موقعها
ريان وقلبه ارتاح قليلا : حسنا ارسله
بعث ادم موقع نارة لريان انتبه ريان بعد فترة وهو يتبعها انها توقفت
لذلك زاد هو من سرعته حتى وصل لها فوجىء حقا بالمكان الذي وصل اليه ولكنه رأى سيارتها وهي تقف امامها نزل نحوها شعرت نارة به ولكنها لم تلتفت
ريان بهمس : نارة
سمعته ولكنها لم ترد اقترب ووقف جنبها ونظر حيث تنظر فوجده منزلا كبيرا ولكن يبدو انه هجر منذ زمن بعيد
نارة بعد صمت قد طال : هذا كان منزلي حيث كنت اعيش مع والداي لم يعلق ريان ولكن نظر لها يحثها على المتابعة
اكملت نارة بعد ان اخذت نفسا طويلا : انتقلت انا ووالداي قبل عشرين عاما للعيش باسبانيا كنت ابلغ السادسة فقط من عمري وذلك بعد ان افتتح والدي شركته الجديد هنا وكنا نعيش بسعادة كبيرة وكانت لنا عادات ثابتة مثلا مساءا عندما يعود والدي من العمل نجلس سويا بحديقة المنزل
وكانت مليئة بالزهور و النباتات العطرية و لطالما احببت هذا الوقت كثيرا و غيرها من التفاصيل ولكن كل شيء تغير عندما شارك ابي عز الدين بالعمل كان قد وصل عز الدين للافلاس لذلك قرار ابي مساعدته بان يشاركه ويبدأن بعمل جديد سويا بعد ان تعرف عليه بمناقصة شركتنا كانت المسؤولة عنها
و ربحها عز و بالفعل شاركه رغم ان امي لطالما لم تكن مرتاحة له و تشعر بانه شخص غير واضح وهذا النوع من الناس امي تكرهه و لا ترتاح له ابدا بعد عدة سنوات اكتشفت امي التلاعبات التي قام بها عز و اخبرت ابي لا اعرف كيف فعلت ذلك فهي غالبا لم تكن تتدخل بشؤون عمل والدي عندها
بحث والدي و اكتشف امر صفقاته غير القانونية و علم بأمر اخر صفقة والتي ستتم بعد يومين وانها تحتوي على كم كبير من المخدرات و ايضا الاسلحة وعندها ابي ابلغ السلطات و اتفقوا على كمين كي يمسكوا الشحنة و عز و بالفعل هذا ما حصل تماما
ريان يسمعها بتركيز كبير وحاول رفض الحقيقة التي وصل لها وقال بصوت مرتجف :تعنين ان يوسف اليوسفي والدك ؟ في نفسه يردد ارجوك قولي لا ولكن هيهات ان يستجيب القدر
نارة : اجل
ريان لا يجد ما يقوله ابدا فلطالما كانت الحقيقة واضحة امام عينيه ولكنه رفضها ولم يرد تصديقها ولكن الان هي تفرض نفسها عليه بقوة كبيرة
شعرت نارة بارتباكه فاكملت: خرج عز بكفالة محمود و اتفق هو ابنه ياسر على قتل والداي لا اعلم حقا لماذا اراد ياسر فعل ذلك فهو لم يلتقى والدي سوا مرة او اثنتين بكل حياته و على الرغم من طول مدة شراكة ابي و عز وهذا شيء املت ايجاد اجابته عند محمود في تلك الليلة لم يكن الامر
كما وصفه محمود تماما فهذا ما اوهمت العالم به
الحقيقة انني بالفعل كنت قد سهرت لوقت متاخر في يومها فقد كان عيد زواج والداي بعد مدة قصيرة وكنت اريد صنع هدية لهما ولم ارغب بشراءها بدأت دموع نارة بالنزول على ذكرى تلك الليلة شعرت باحدهم وقتها لذلك ذهبت لايقاظ والدي
وامي قامت باخذ اخواي و اخذي و اخفاءنا و اختبأت معنا ولكن بالحقيقة ياسر لم يجدنا امي من خرجت اليه كي لا تكشف مكاننا وحاولت ابعاده عني و عن اخواي
بدأت شهقاتها بالارتفاع احتضن ريان كتفها محاولا تهدئتها فاكملت بصوت يختنق بالبكاء وقاام بضربها امامي وامي كانت تنظر الي
تتوسلني بعينها ان لا اخرج و اعرض نفسي و اخواي للخطر حتى طعنها اكثر من مرة اطلق ابي النار عليه و عندما اردت الخروج نحو ابي وكنت اظن ان ذلك الكابوس انتهى رأيت عز يغدر والدي من الخلف لم استطع تحذير والدي و اطلق عليه عز النار حتى وقع ارضا بجوار امي
عندها قال ذلك الحقير : لقد كنت شريكا طيبا و احمق في ذات الوقت ولكن لا تقلق انا سادير كل شيء من بعدك ولكن بصورتي انا وليس انت وضحك ضحكة مقززة واخذ ابنه و امر رجاله بازالة اي اثر لهم و خرج عندها خرجت من المكان الذي اخفتني امي فيه و ذهبت نحوهما
بقيت انظر بتوهن كبير امي كانت تبكي بصمت على ما رايته وقالت لي بصوت ضعيف : اذهبي يا ابنتي ارجوك اذهبي لا تبقى هنا نارة اخواك هما مسؤوليتك من الان انهم امانه لديك و اعطتني هذه القلادة و اشارت لقلادتها التي لاحظ ريان انها لا تفارقها و تذكر ذلك اليوم الذي
كادت تقتل الرجل لاسترجاعها
نارة اختنقت بالفعل بالبكاء و لم تعد تقدر على الاحتمال احتضنها ريان و سمح لها بالبكاء كي ترتاح قليلا وهي استمرت بذلك مدة لا تعلم كم طالت ولكن بعد ان هدأت قليلا قالت وهي ما تزال بحضنه : ابي كان يعتذر مني بشدة
على كم المسؤوليات التي رميت على عاتقي وانه كان يريد البقاء معي مدة اطول ولكنه لم يستطع وانهما يحبانني كثيرا عندها تغير كل شيء تركت انا و اخواي اسبانيا و بدأت ادير شركة امي الموجودة بدبي كان ابي قد كتبها باسمي سابقا ولكنه لم يخبرها لذلك لم يعرف عنها عز شيئا
كنت ادرس و اعمل و اعتني باخواي كابوس تلك الليلة يا ريان لا يفارقني ابدا ابدا حتى بالليل وانا نائمة ارى المشهد مرارا و تكرارا تعبت كثيرا قلبي يحترق بشدة لماذا يحصل كل ذلك يا ريان لماذا؟ ذلك الحقير لم يكتفي بذلك بل و اتهم والدي بالجنون و انه من قتل امي و قتلنا جميعا ثم انتحر
و اخرجت نفسها من حضنه وقد رأت الدموع بعينه فقالت معاتبة اياه : وانت ترى ذلك غير مهم يا ريان امي ضحت بنفسها لتحميني انا و اخواي و ابي قتل و اتهم بالجنون و بقتلنا جميعا و الانتحار ايضا وانا قتلت ليلتها معهما ياريان اعتذر منك لان هذه الحياة لم تعد تعني لي الكثير
ولكن هم من فعلوا ذلك بي يا ريان انا لم اختر ذلك و بكت بقوة وريان بكى عليها اجل لم يكن يعلم ان جرحها كبير لهذا الحد لم يكن يتوقع انها رأت كل هذا احتضنها بقوة وكانه يحاول ادخالها الى صدره ليريحها من كل هذا الالم
ريان بالالم على حالها ودموعه لم تتوقف : انا اعتذر منك انا احمق و غبي ايضا انا اسف يا نارة اسف حقا اقسم لك بانني لم اكن اعلم بكل ذلك و استمر باحتضانها و الاعتذار حتى هدأت قليلا
نارة بصوت مبحوح من كثرة البكاء : انا لن اتوقف يا ريان لا اقدر عندما تطلب مني ذلك انت تقتلني حرفيا انا لا ارغمك على الاستمرار ان لم ترغب بذلك و ساحترم قرارك ايا كان
ريان : قراري معروف منذ ان بدأت هذا الطريق يا نارة انا لن اتركك ابدا مهما حصل ليس اليوم و لا ابدا
نارة : اذا توقف عن التسبب بالالم لي يا ريان ارجوك
ريان بندم : اعدك بان هذا لن يتكرر اقسم لك بذلك سامحيني
نارة : انا اسامحك يا ريان لا تعتذر اكثر لا احب ذلك
ريان ابتسم لها : اذا هيا بنا سارا نحو سيارة ريان
ضحكت نارة : يبدو انها ستصبح عادة
ريان استغرب :ما هي ؟
نارة : ترك سيارتي فانا لا اقدر على القيادة حاليا
ضحك ريان : ألم اقل لك ان لي الجنة انا سارسل احدا لاحضارها لا تقلقي
نارة ممازحة اياه : جزاك الله خير الجزاء
وركبا سويا استغربت نارة تلك الابتسامة التي على وجهه وسألت بفضول : لماذا تبتسم ؟
ريان : بسببك
نارة : انا ؟ لماذا ؟
ريان : اجل تذكرين عند اول لقاء لنا عندما كنت تحت تأثير الدواء الذي وضع لك بالعصير عندها بالفعل لم تكوني قادرة على القيادة ولكنك اصررت على ذلك
نارة : انا اعرف متى اقدر و متى لا وايضا يومها لم يحصل اي حادث
ريان ضحك : انت عنيدة بالفعل أعني ماذا كان سيحصل لو سمحتي لي بقيادتها وقتها ؟
نارة : لا اعلم ولكنني لم ارغب بذلك و حسب ثم انت وقتها كذبت بشيء
ريان : ما هو ؟
نارة : تلك السيارات كانت لرجالك
ريان : كيف عرفتي ؟
نارة : بربك لم يكن عندهم مشكلة بخروجنا ولم يحاولوا منعي حتى بعد ان هددت رئيسهم و انت اطلقت النار على احدهم و سيخروجون بعدها لملاحقتنا
ريان بالفعل معجب بذكائها و دقة ملاحظتها : اجل بالفعل
ريان رغم الحال الذي يبدو عليه الا ان عقله كان بمكان بعيد تلك الحقيقة بالفعل صدمته لم يرغب بتصديقها منذ البدايه ولكن الان هو مجبر على ذلك شعرت نارة به وسالته : ريان ما الخطب ؟
ريان : ها لا لا شيء
نارة :لا اعلم اشعر انك لست بخير
ريان : سؤال بسيط كيف نجا اخواك و محمود قال انهما قتلا ؟
نارة : الطفلان اللذان قتلا كانا ابنا رحمة مربيتي ولذلك بعد موت والدي انا لم اسمح ابدا لاحد بمنادتي بابنتي لانني اشعر ان هذا من حقهما وحدهما ولكن تقديري لالم رحمة بعد ان فقدت طفليها سمحت لها بتربية يوسف و ميرال و منادتهما بابنائي وهي بالفعل ربتهما بحب الام و اهتمام كبير
هذا كل ما بالامر ؟
تنهد ريان : كلا
نارة : اذا ؟
ريان : وصلت لشيء و يجب عليك معرفته
نارة بقلق : ما هو ؟
ريان : بالبداية دعينا نتصل بادم و بالفعل اتصل ريان بادم وطلب منه الحضور الى منزله و احضار كل شي معه

يتبع الفصل السادس  والعشرون اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent