Ads by Google X

رواية جمارة (بين العشق والقسوة) الفصل الثالث عشر 13 بقلم ريناد يوسف

الصفحة الرئيسية

     رواية جمارة (بين العشق والقسوة)  الفصل الثالث عشر بقلم ريناد يوسف


رواية جمارة (بين العشق والقسوة)  الفصل الثالث عشر 

تماضر ابتدت تفوق ولقت نفسهة بين ادين حكيم وحضنت وشه بأديها التنين ونزلت بأديها على رقابته وكتافه وتجس فكل جسمه و تحضن وتحب وتشم وتفتش فيه ...انتا زين ياولدى مموتش ولا انى اللى موت ورحتلك ..

حكيم فضل حاضن امه كيف اب حاضن طفلته الصغيره عيأمنها من خوفها وهى ترجف بين اديه كيف طفله اتحققت اسواء كوابيسها .

حكيم :انى زين يمه متخافيشى ..انى بخير قدام عنيكى اهه

تماضر :امال ايه ال..
مين قال...سمعت قالو...
مقدرتش تجمع جمله على بعضها من التوتر لكنها صرخت لما عينها جات على جماره اللى واقفه فالزاويه وعتترجف بخوف :

امال ايه اللى جيتى قولتيهولى ديه ..جبتى منين الحديت ديه وجايه تقوليلى ولدى حكيم غازى كتله !!.

جماره بتلعثم :مممكنشى قصدى على سى حكيم كان قصدى على العصفور كتله غازى ومدتلها يدها بعصفور ميت ..

تماضر : ولما قصدك عالزرزور جايه تقوليلى حكيم غازى كتله ليه ياموجوعه !

جماره :ممالعصفور اسميه حكيم ..

تماضر :ومن قلة الاسامى غايره تسميه حكيم على اسم ولدى،!!! الله يقطعك ويقطع زرازيرك ياجماره ..
والله لو عقدر امشى كنت قومت موتلك التانى دلوكيت ..وحطت ايدها على صدرها واخدت نفس بقوه وهى باصه لحكيم اللى موطى وشه للارض وحاطط ايده على خشمه ودقنه وبيضحك من غير صوت مفيش غير كتافه بس اللى عتتهز

تماضر بابتسامه :عتضحااااك ؟ كان زمانى رايحه فيها وعتضحك !..

حكيم ميل على امه واتكلم بهمس :خلاص ياتماضر استهدى بالله البت هتموت من الخوف والوهمه وواقفه ترجف كيف عيله تايهه من امها ياعقلى ..

تماضر :بطل محن ياشيخ وقوم من جارى وخدها واطلع احسن والله هاين عليا اتلافه عكازة ابوك المعلقه وانزل بيها على نفوخك ونفوخها الهبله ام بدوى داى ..له واللى يشوفها عترجف على زرزور يقول هجمه وهجمَت عليها والله لو ابوها مات ماتعمل اكده ...

حكيم كتم ضحكته وقام وباس راس امه وايدها ولسه هيطلع سمعو صوت غاليه وهى عتتاوب وواقفه على باب الاوضه :

فيه حاجه حوصلت ولا ايه كيف مايكون سمعت صوط حد صرخ !

تماضر :زين والله صحيت التمساحه وقامت تشوف فيه ايه ..جايه تسألى بعد ايه ياحظى بعد ماناس ماتت وناس حييت وناس كانت هتموت وربنا لطف بيها !

غاليه :عتقولى ايه مفهماشى حاجه انى

تماضر :وانتى من ميته عتفهمى !!

خشى طلعى طاسة الخضه ونجميلى فيها ٣ بلحات خلينى اشربهم على ريق النوم اول مااصحى يمكن الرجفه اللى مسكتنى تخف ...اه يايابااااايا يامايه يااااانى ..

حكيم بص لجماره وهو كاتم ضحكته وجلى صوته واتحدت :تعالى ياحظى اطلعى قدامى كنتى هتمواتيلى امى .

طلعت جماره قدامه وهى مبرطمه بوزها بزعل وهو طلع وراها وقعد فالصاله وهى قعدت قصاده وحطت العصفور حكيم على الطربيزه قصادها وفضلت بصاله وعيونها اتملت دموع ونزلو على خدودها خلت قلب حكيم اتهز وسألها بنبره حانيه ..

قوليلى حوصول ايه ، وليه غازى موتلك العصفور بتاعك ؟

جماره :خاله تماضر زعلت منى وكرهتنى صوح ؟..

حكيم :له طبعا ليه عتقولى اكده امى متكرهشى حد واصل ولا عتعرف تكره حد حتى !

جماره بنبره باكيه :بس زعقتلى ودعت عليا .

حكيم بضحكه :معلهش اعذريها من ضرعتها ..اصل الضرعه كانت واعره عليها قوى واستحمديه كنتى بعيده عنيها لما فاقت كان زمانها مريشاكى كيف الفروجه والله ..

جماره :مقصديشى والله ولا كنت اقصد افول عليك اسماله ..
انى بس اتقهرت على حك... قصدى على العصفور بتاعى لما موته غازى وخنقه بيده من غير رحمه وهو فضل يطلع فالروح فيده ويفرفط قبال عينه ولا رفله جفن .

حكيم اتنهد :يعنى مش هتقولى غازى موته ليه !

جماره نكست عنيها للارض ومردتش
حكيم :طب اقولك انى غازى موت العصفور ليه .. موته لما عرف انك مسمياه حكيم صوح ؟

جماره رفعت عينها على حكيم بسرعه ورفعت حوجبها باستغراب وهمست :عرفت من وين ؟!

حكيم بابتسامه :متستغربيشى اكده ..انى خابر زين ان غازى عيكره حكيم واسم حكيم واى حاجه تخص حكيم وتعجب حكيم ويحبها حكيم وعاوز ياخد ليه كل اللى حدا حكيم ...فمن الطبيعى انه لو سمعك عتنادى للعصفور باسم حكيم ومسمياه على اسمى هيموته !

جماره :وليه الكره اللى فقلب غازى ليك ديه ..عميلتله ايه لدا كله !

حكيم :متشغليشى بالك انتى باللى بينى وبين غازى عشان اللى بينى وبينه كتير ...
المهم قوليلى ...قالها بأبتسامه وهو عيقرب دماغه لقدام لجماره وحط عينه فعينها بحصار وإصرار انه ياخد منها جواب يرضى فضوله ويريح قلبه :

انتى سميتى العصفور حكيم ليه ؟

جماره بصت للارض واتكلمت بخجل :أااكده ..سميته وخلاص

حكيم :جمااااره ؟

جماره اتبسمت ورفعت عنيها الحمر من اثر البكا وبصتله وهمست ..

حسيته يشبهك قوى ..حنين زيك ..قلبه طيب كيف قلبك ..معيفكرش فنفسه وعيفكر فغيره قبل منيه ..فحمايته لجماره وخوفه عليها ..
طول الوكت مكنتش شايفاه غير حكيم ...واتنحنحت لما انتبهت قالت ايه ..اقصد سى حكيم .. وكملت بدموع ..ومتعرفشى قلبى كان عامل كيف وانى عشوفه عيموت قدامى وانى مقدراشى احوشه من الموت ولا اخلصه من يد غازى ...جماره صعبانه عليا قوى كيف هتقدر تعيش من غير حكيم ...قالتها ونزلت دموعها كيف الشلال

حكيم بصعوبه قدر يلملم شتات قلبه اللى غاص بين ضلوعه وهو عيسمع كلام جماره وقفل خشمه وبلع ريقه اللى نشف ورد عليها بصوت متقطع ...

ببطلى بكا الله يرضى عليكى ياجماره قطعتى قلبى ...من بكره هندلى اجيبلك عصفور غيره ...وسميه حكيم بس متنطوقيش اسمه غير بينك وبين حالك وبس ..

جماره بهمس :
مش هيوبقى حنين عليها ويحبها كيف حكيم اللى مات

حكيم ابتسم وهمس وعينه فعينها :متخفيش حكيم الجديد اول ماهيشوف حُسن جماره هيحبها طوالى ويراعيها برموش عنيه ..طول ماجماره قدام عين حكيم ميقدرشى مايحبهاش ...

لحظات مسروقه من الزمن غاب فيها الاثنان عن الدنيا فأنتقل كلا منهما فى سفر عبر عيون الاخر فى مكان آخر حيث تلاشت المسافات وكُسرت القيود ولُغيت القوانين وغاب المنطق فتلاقت الارواح وتراقصت فرحا على مزمار شيطانُ فَرِحِ منتشى باغواء حامل كتاب الله ..

فجأه انتبهو على صوت غاليه بتتكلم مع جماره بصوت عالى :
واه ..جماااره ..اتطرشتى ياك ..بقالى ساعه اقولك غازى عينادم عليكى قومى روحيله شوفى عاوز منيكى ايه بدال مايتعصب ويخنقك كيف الزرزور بتاعك ومحدش يخلصك من يده ..

جماره ردت عليها بهمس ولسه عينها على حكيم ...حاضر هروحله دلوكيت ياغاليه ..

غاليه بصتلها وبصت لحكيم ومشيت من قدامهم وهى عتهز فايدها

مالهم دول مسبلين عنيهم ومدرمسين ! هينعسو وهما قاعدين كيف الحمير معتنام وهى واقفه ياك !!..

ودخلت المطبخ وجماره قامت عشان ترجع لغازى وعيون حكيم متشبثين بيها ومش هاين عليهم تغيب عنهم ..واتنهد وهو عارف انها لازمن تغادره وان مابالقلب حيله ..

اتحركت جماره على بره عتجر فرجليها بتقل وحكيم وقف وفضل متابعها ووقفت على باب السرايه ولفتله :نسيت آخد حكيم

حكيم :هتعملى بيه ايه !
جماره :هدفنه جار قفص جماره
حكيم :سيبيه انتى وروحى وانى هدفنه متخافيشى ..
واتحركت على بره وهو اتنهد تنهيده طويله و همس بينه وبين نفسه بعد ماغابت عن مرمى عينه بقصيده قراها لنزار قبانى وكأنه بيوصف فيها حاله وبيقصده بكل حرف انكتب :

أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل

أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار ...احبك جدا وجدا وجدا

احبك جدا وجدا وجدا ..

فضل يكررها بينه وبين نفسه لغاية ماتعب واخد نفس عميق يطفى بيه نار جوفه لكن هواء محمل برائحتها مازاد النار فى جوفه الا اشتعالاً ...

جماره عاودت للمشتمل وشافت غازى قاعد على نص البرميل قدامه واتخطته عشان تدخل ومهتمتش بكلامه اللى مبطلش من ساعة ماشافها جايه عليه :

-هااااه رحتى شكيتى وبكيتى ..حكيم طبطب عليكى ومسح دموعك بطرف كمه .. ولا خدك فباطه عشان يسكتك ؟!

جماره اكتفت انها تبصله بصة احتقار بطرف عينها كانت كفيله انها تفجر براكين غضبه :
اخدى اهنه يابت المحروق انتى ..عتبيضى فعينك على مين يافردة مركوب قديمه ..انى تبصيلى اكده يابت بياعة الجبنه الخضره يبت الحافيين ؟

جماره دخلت وقعدت على السرير ورفعت دماغها للسقف وغمضت عنيها بألم وقلة حيله على اللى هى فيه وبعدها اتمددت ونامت عشان تهرب من يوم متعب وتستعد ليوم بعده اكتر تعب ..
لكن غازى محبش ان يومها يوخلوص لحد اهنه ودخل ينهيه بطريقته وبضيم اكبر ...

اما حكيم فطلع اوضته وفتح الشباك ووقف فيه شويه يناجى الصبر والقوه ،ويستجديهم من رب العباد وبص لقفص العصافير اللى فضلت فيه جماره محبوسه لحالها وحيده وكنه اتكتب على كل جماره متكونش مع حكيمها ..اتنهد بقلة حيله وسد الشباك ودخل فالسرير واتمدد ودفن دماغه تحت المخده كيف مايكون بيحط ساتر على دماغه عشان يمنع دخول الافكار لعقله ويقدر ينامله هبابه ...

الصبح لاح وصوت جماره عتصرخ فأول صباح ليها من غير حكيم كنها ممصدقاش موته وعتنادم عليه ..

حكيم قام بضعف وفتح الشباك لقى جماره واقفه قصاد قفص العصافير وحاطه يدها على السلك وباصه للعصفوره بشفقه وعتهمس كنها عتواسيها فى مصيبتها ..

حكيم استغفر ربه ونزل بعد ماصلى الفجر والصبح قضى لأول نوبه من سنين ..

نزل لقى امه قاعده على السفره وقدامها الفَطور صبح عليها وحب على راسها ويدها وهم عشان يطلع

تماضر :وه مهتفطورش النهارده كمان ولا ايه ياولدى !

حكيم :له يمه هفطور مع بشندى فالمندره عيجيب طعميه سخنه وفول وتحابيش وعيفطور هو والرجاله هفطور معاهم كل يوم من اهنه ورايح ..

تماضر بحنان :قولتلك بعد عنيها هى بس مش عن الدنيا بحالها ياولدى وعن امك كمان ..

حكيم :هَملينى يمه فحالى الله يرضى عليكى مش كل هبابه تفكرينى وتحطى على جرحى ملح وتفركى ..قولتيلى بعد وادينى عبعد على كد حيلى وقوتى وفوق إحتمال قلبي عتحمل ...اعمل ايه تانى !

تماضر :متعملشى ياحكيم انى اللى هعمل ..انتا لازمن تتجوز ياحكيم وتاجى اللى تكتف عنيك وتزاحم جماره فقلبك وتقلل موطرحها هبابه هبابه لغاية ماتطلعها منيه وتتربع فقلبك كله ..

حكيم بضحكة سخريه :عتحلمى انتى كنك ياتماضر ...وسابها وطلع وهو بيرمى طرف شاله على كتفه التانى بعصبيه ..

بس صوتها وصله بوضوح وهى عتكمل حديتها :حتى لو عحلم هحقق الحلم ديه لو على موتى ..وهجوزك ياحكيم فاهم ..لازمن تتجوز ..

حكيم ساب السرايا واول ماطلع من بابها اتنفس من هو الجنينه نفس ينعش صدره ويطفى ناره القايده وراح ناحية جماره مسلوب الاراده ووقف وراها بعد مالقاها لساتها على وقفتها وسارحه وعقلها تايه لدرجة انها محستش بيه وهو وراها ..

حكيم :متعبتيشى من الوقفه على اكده ..بقالك فوق الساعه واقفه على نفس وقفتك داى رجليكى موجعوكيش !!

جماره انتبهتله وقبل ماتلتفت مسحت دمعه كانت نازله على خدها وبعدها لفتله ببطئ ووقفت قباله بعيون منتهيه ..

-واه ياجماره لساتك عتبكى على العصفور من عشية امبارح !
مش قولتلك هجيبلك غيره خلاص متزعليشى ..

جماره بصوت مخنوق :انى عبكى على حالى ياسى حكيم مش على العصفور ..قولى ياسى حكيم هو اللى انى فيه ديه ايه اخرته ..يعنى ليه آخر ؟
يعنى غازى ربنا هيصلح حاله ويحنن قلبه علي ولا هياجى يوم ويعتقنى لوجه الله ولا هيمَوتنى ولا ايه ..انى ممتحملاشى اكتر ..

حكيم غمض عنيه وبص لفوق وهو ماسك جوانب عبايته بأديه التنين وزفر بقوه قبل مايفَتح ويعاود يبصلها ...ولا غيرك متحمل والله ياجماره ...بس المكتوب ممنوشى مهروب عاد .

جماره بدموع نزلت دمعه تسابق التانيه ...يعنى ايه ياسى حكيم خلاص على اكده ! متشوفلى حل انى فعرضك ..بعدو عنى مش انتا شيخ البلد وحَلال مشاكلها ..حلهالى ياسى حكيم .

حكيم :داى المشكله الوحيده اللى انى بالذات مينفعشى احلها ياجماره ..ولو حليتها هتتعقد حياتى وحياتك ..

جماره :يعنى مافيش فايده وهقعد طول عمرى تحت رحمة غازى ؟!

حكيم :مش لحالك ياجماره اللى بقيتى تحت رحمته ..مش لحالك ..وهمسلها بصوت آسف ونادم :
حقك عليا وسامحينى ياجماره عشان كل اللى انتى فيه ديه بسببى انى ..حقك على راسى وقلبي ..حقك على عمة مشيختى اللى قيدتنى وخلتنى اعمل حساب للكل الا انتى ..وانى .

جماره ديقت عنيها وهى عتبصله :مفاهماشى حاجه من حديتك ياسى حكيم .

حكيم :احسن انك متفهميشى ..
وفضل شويه باصصلها بتوهان كنه عيفكر فحاجه وبعدها جلى صوته واتحدت بجديه وكان حاسس ان الكلام سكاكين عتطلع من جوفه وغصب عنيه لازمن يقوله :

جماره اسمعينى زين ..لو نفسك جزعت من غازى عالآخر وممتحملاشى كيف ماعتقولى مفيش قدامك غير حل واحد ..

جماره بلهفه :ايه هو دلنى احب على يدك ..

حكيم :تنخينى قدام اهل البلد وتطلبي مساعدتى ..
جماره :مفاهماشى !!
-يعنى تاجى فمجلس ، يوم يكون فيه فصل وتتبوشى وتدخلى المندره وتوقعى فعرضى انى اطلقك من غازى وانك ممتحملاش تعيشى معاه وانه عيأذيكى والشهود حداى على كتلته الاخيره ليكى، وانى اجيب غازى واحكم عليه يطلقك قدام اهل البلد كلياتهم واحقه واخلى كل اهل البلد تحقه على مدت يده على حرمه ..

جماره بتوهان :طب مانى لو اطلقت عمى مش هيهملنى فحالى !

حكيم :اطلبى حمايتى منيه وانى مبقاش راجل لو محمتكيش من الدنيا بحالها ..

جماره بلعت ريقها وبعدها رفعت عنيها ليه : ولما هطلق ههمل السرايا صوح ؟

حكيم :ديه لازمن ومن كل بُد ..هتقعدى فيها بصفتك ايه ياجماره !

جماره :واهمل خاله تماضر واهمل عصافيرى واهمل جمره؟!!...وبصتله وشفايفها رجفت وهى عتنطوق آخر كلمه بينها وبين نفسها ...واهملك !

حكيم غمض عنيه بألم وبص بعيد عنها ونفخ نار من صدره القايد ...هملى كل حاجه لو هترتاحى ياجماره ..هملى السرايا لو هتهملى غازى معاها وعذابك ينتهى ..

جماره بضعف :مهقدرشى .

حكيم :فكرى فيها زين واعقليها ولما توصلى لقرار قوليلى وهتلاقينى جارك فكل خطوه تخطيها ..حتى لو الخطوه داى هى بعدك ع...عن السرايا كلياتها ...

وهمس فنفسه حتى لو خطوتك هتعفصى بيها على قلبي ..حتى لو بعدك هياخد الروح معاه، فداكى الروح ياجماره اهم حاجه تكونى مرتاحه وفرحانه ..

جماره هزت دماغها بضعف وغمضت عنيها واخدت نفَس وطلعته بحسره

حكيم جلى صوته عشان يبان طبيعى :
طيب انى طالع معوزاشى حاجه اشيعلك عليها من بره

جماره هزت دماغها برفض وهمست :تعيش وتسلم ياسى حكيم
وكملت حديتها :دفنت العصفور وين امبارح ؟

حكيم انتبه ورفع حواجبه بصدمه لما افتكر انه نسى العصفور خالص وسابه على الطربيزه امبارح واتحرك من قدامها معاود للسرايا ... دقايق وراجعلك ...ودخل يدور على العصفور على الطربيزه ملقهوش ..

غاليه شافته عيدور بين الكراسى وتحت منيهم قربت منه وصبحت عليه وسألته باستغراب ..

عتدور على ايه ياولد ابوى !!

حكيم :عدور عالعصفور اللى كان اهنه عشيه

غاليه :الميت ! رميته للبسه اتعشت بيه
حكيم اتعدل وغمض عنيه وخد نفس..جاكى الروبه ..وليه اعميلتى اكده ياقزينه انتى !

غاليه :واه وفيها ايه زرزور ميت والبسه والده ونفَسه ،تاكله وتتغذى ولا نرموه خساره ..الساس ولا البِساس يعنى !!

حكيم :طب غورى من قبالى ياغاليه واوعاك تقولى قبال جماره انك رميتى العصفور للقطه فاهمه ..

غاليه :طيب ماشى فاهمه ...وهمست لروحها بعد ماحكيم طلع قدامها من السرايا ..

هو زعلان عالزرزور الميت اكده ليه ! ومعاوزش جماره تعرف ان البسه كَلَته ! يكونوش كانو هيحنطوه!!!

اما حكيم فخرج من السرايا وبوشه على بره وملتفتش حتى لجماره عشان متسألهوشى على العصفور مره تانيه ،واول ماوصل عطى فلوس لبشندى عشان يندلى البندر يشتريلها عصفور غيره عشان تنسى بيه القديم ومتسألشى عليه

اما جماره فبعد ماطلع حكيم قدامها على بره مستعجل دخلت للمشتمل وشافت غازى صاحى وقاعد على الكنبه اللى تحت الشباك اللى كانو واقفين قريب منيه هى وحكيم وشارد بملامح جامده ..
اتخطته ودخلت على الاوضه لكن سؤاله وقفها ..انتى محبلتيش ليه ياجماره لحدت دلوك !!

جماره وقفت موطرحها جامده وردت عليه بعد مسافه :ربنا مأرادش ..لسه مأنش الاوان والصبر حلو محدش يعرف بكره فيه ايه .

غازى :تاخدى امك وتندلى البندر النهارده تكشفى عشان الحبل ومتاجيشى غير وفيدك علاجك وآخر الشهر الاقى عيل من صلبي فبطنك ..

جماره بصتله بطرف عينها وهزت دماغها بأستغراب ودخلت وهو فضل شارد وبيكمل فدماغه نسج شبكة العنكبوت اللى هيصطاد بيها حكيم ويشرب دمه بالقطره ..

بشندى اندلى البندر وعاود بعد هبابه جايب قفص فيه ٣ تجواز عصافير ملونه على كل شكل ولون واداهم لحكيم .

حكيم اتلافه من بشندى القفص وبصله بذهول وهو شايف العصافير ..وه ايه ديه كله يابشندى انى قولتلك عصفور واحد !

بشندى :انتا مش عطيتنى ٢٠٠ عشان اجيبلك بيهم زرزور واحد ؟

حكيم :ايوه !
بشندى :طيب انى جبت دول كلهم ب١٥٠ وضربت ٥٠ فجيبى كَمان .

حكيم :كيف ديه ..سرقتهم ولا ايه يامدهول !

بشندى بصله بطرف عينه :برضك بشندى يسرق زرازير !؟
انى كل الحكايه انى مروحتش دكان زرازير من اللى وصفتهملى رحت سوق الطير ولقيت اهناك ناس قاعده بقفاصه مغفلقه وفيها كل الزرازير الملونه داى، وبطراب الفلوس.. قمت اشتريت وبزياده قولت بروب تعوزهم بعد اكده بدال متروح تشترى لحالك ويضحكو عليك كيف النوبه اللى فاتت!

حكيم بضحكه :طب غور من قدامى طيرت جبهتى بقذيفه !

بشندى :رابنا يدينى الصوحه واعيش واطَيِيِر ههههههع .

حكيم بضحكة وجع :
متقولى يابشندى انى عحبك قوى اكده ليه وانتا الوحيد اللى عسيبك تهزقنى وتطير جبهتى وانى مبسوط !
بشندى :مش بمدازك عاملك عمل بالمحبه .

حكيم :طب حيث اكده اروج اشوفلى شيخ وافوكه الا انتا عتهزقنى جامد يابشندى ياخوى وانى كرامتى مش مسامحانى ..

بشندى :مهتقدرشى عشان انى عميلت العمل ودفنته فقلبى ومحدش يقدر يطلعه واصل .

حكيم ضحك وحضنه وبشندى ضربه على ضهره ضربتين محبه واتكلم جار ودنه ..

خلاص روح يلا محبش الاحضان والبوس والطبطبه والمحن ديه ،انى عحبى من بعيد لبعيد حب ناشف ...

حكيم بعد عنه :طيب يابو حب ناشف ..انى داخل وهعاود بسرعه عشان رايح دوار بيت عسران احضر كتب كتاب ولده دعانى وشدد علي حضرلى عنتر ..
بشندى هزله دماغه بموافقه وهو واخد قفص العصافير ودخل بيه السرايا وشاف غازى عيدخل من باب السرايا و جماره لساتها طالعه من المشتمل ..

راح عليها وهى اول ماوعيت القفص فيده جريت عليه ووقفت قباله واتكلمت وعينها على القفص :

ايه كل العصافير الحلوه دى ياسى حكيم !!

حكيم :كلهم عشانك عشان قفصلك يتملى وتوبقى عندك موزرعة عصافير ..

مدلها القفص وجماره اخدته من ايده بلهفه وبصتله بأعجاب ورجعت بصت لحكيم بأمتنان :
والله ديه كتير عليا قوى ياسى حكيم ..ربنا مايحرمنى منيك ..

حكيم :مفيش حاجه تكتر عليكى ياجماره والدنيا كلها ترخصلك ولا دمعه تنزل من عنيكى ..

جماره رفعت عنيها عليه وهو بسرعه اتحرك من قبالها اول ماعينه جات فعينها وقلبه ابتدت دقاته تعلى ومتوكد ان قلبها هى كمان اتمردت دقاته وفضل الهروب من ارض معركة القلوب قبل ماقلبه يعلن استسلامه قبالها..

لكن صوت جماره وقفه :سى حكيم وقف عايزه اطلب منيك حاجه .

حكيم وقف ولفلها وابتسم بحنان :اطلبى تُجابى ياجماره فالتو والساعه .

جماره :ميؤمرش عليك ظالم يارب ..أانى ..كنت يعنى ..كنت ..

-اتحدتى علطول ياجماره متتكسفيش اى حاجه نفسك فيها تاجى تحت رجليكى لو لبن العصفور اجيبهولك ..

جماره :كنت عايزاك تجيب جمره تربطها جار المشتمل اهنه عشان انى حبيتها قوى ونفسى توبقى قريبه منى واوكلها سكر بيدى والعب معاها .

حكيم :ايوه بس هى جار البوابه قريبه على بشندى عشان يستهم بيها لما مكونشى انى فاضيلها ..وكمانى عشان جمره حبله ومحتاجه رعايه خصوصى .

جماره :انى هاخد بالى منيها ..علمنى اعملها ايه وكيف وانى مههملهاشى واصل وهراعيها ليل نهار .

حكيم ابتسم وهز دماغه بموافقه :

حاضر من بكره اخلى بشندى ياجى يعملها دفينه جار المشتمل ويضللها موطرح بساج يسقفهولها واجيبهالك جارك اهنه ...

جماره :ربنا يفرح قلبك ياسى حكيم ..واوعدك انى مش هخليها تعوز ايوتها حاجه واصل .

حكيم :خابر ياجماره ومتوكد انك هتراعيها وهتديها حنان هى محتجااله فالوكت ديه وكمانى عشان ابقى مطمن عليها تحت عينك لما اسافر بعد كام يوم

جماره بصدمه :مسافر .! مسافر على وين
حكيم :مسافر القاهره اشوف مصالحى اهناك كيف النوبه اللى فاتت سبوع بكتيره معطولش.

جماره بنبرة حزن :تروح وتعاود بألف سلامه

حكيم :تسلمى وتعيشى ..يلا هسيبك انى وراى مصالح ..

جماره :معاود على بره ليه مش كنت داخل للسرايا !

حكيم :له انى كنت داخل الافيكى دول وطالع تانى اقضى كام حاجه متعطلين اكده عشان الحق وكتى ..

جماره بهمس :ربنا يقويك ويعينك .

حكيم ابتسم وهزلها دماغه وطلع قدام عنيها وهى فضلت واقفه وبصاله وعتراقبه وهو عيبعد وفضلت تتأمل فطوله ومشيته والهيبه اللى مرافقه خطوة رجله لحدت ماطلع من بوابة السرايا وقفلها وراه ..وعتقول لحالها ..كيف عاوزنى اهملك وامشى كيف !

حطت العصافير فى القفص ووقفت قصادهم تتفرج عليهم شويه وبعدها راحت للسرايا ..

سلمت على خاله تماضر وحبت راسها ويدها وصبحت على غاليه وقعدت جارهم وغازى قعد على السفره يفطور لحاله ومقالش لجماره تروح تفطور معاها ولا هى كان ليها نفس تفطور من اساسه ..

خلص غازى الفطور وقام يتعكز ووقف قبال تماضر وجماره وجلى صوته واتحدت بنبره جديه :

انى طالع هخلى عوض ياخدنى بالكرته واشوف احوال الارض وصلت لفين فغيابى ..واتوجه بالكلام لجماره وهو بيمد يده فجيبه وطلع فلوس مدهالها ..

خدى دول وهخلى بشندى يجهزلك الكارته تعدى على امك تاخديها وتروحى كيف ماقولتلك الصبح ..
جماره مدت يدها اتلافت منيه الفلوس من سكات
غازى :عوزاشى حاجه اجيبهالك وانى معاود ؟

جماره بصتله باستغراب لكلامه اللى اول نوبه تسمعه منيه :له معاوزاشى حاجه .

غازى :ولا انتى يامرت عمى عاوزاشى حاجه
تماضر :سلامتك ياولدى .
غازى :طب اروح انى ..واتحرك بعكازته قدام عنيهم المستغربه متوجه لخارج السرايا ..

تماضر بصت لجماره :ماله غازى النهارده
جماره :معارفاشى ياخاله !
تماضر :يمكن الهدايه هتنزل وربنا استجاب لدعوتى

جماره :مفتكرش ياخاله ديه سكوت تعبان ضامم راسه عشان يلدغ ويرجع يضم راسه تانى

تماضر :ربنا يستر منيه ويكفينا شره ..ومشوار ايه اللى عطاكى فلوس وقلك تروحيه ديه !

جماره :عاوزنى اروح لحكيمه فالبندر عشان اشوف موضوع الحبل

تماضر :ايوه الله عين العقل يابتى بالك انتى لو حبلتى وجبتيلك عيل من غازى كل حاجه هتتعدل وترجع لنصابها والحبال الدايبه اللى الناس متشعبطه فيها هتتقطع عالاخير .

جماره :انى مفهماشى حاجه !
تماضر بصتلها وابتسمت واتحدت بحنيه :بكره تفهمى كل حاجه وربنا لما يعوض عليكى بهبابة عيل هينسيكى الدنيا واللى فيها ويهون عليكى العِفش كله ...

ربنا يراضيكى يابتى ..والله اول حاجه زينه وفيها موصلحه وراحه تطلع من خشم غازى

جماره :حديتك كيف حديت امى ..حتى هى حكت معاى نفس الحديت ديه !

تماضر :دايما هتلاقى كلام المحبين متشابه يابنيتى ..

جماره سكتت شويه بتفكير وبعدها اتكلمت بحيره :بس انى معاوزاشى اخلف من غازى ياخاله .. انى عخاف منيه وعكرهه وهو كمانى عيكرهنى !

تماضر : تقوليشى اكده يابتى دا الخلفه رزق واسع وكرم من ربنا غيرك يستمناه ..وصدقينى اول ما ولدك هيتولد حبك هيتولد معاه فقلب غازى وكل الاحوال هتوبقى عال العال ..

وبعدين عشان عيالك يلعبو مع عيال حكيم ويملو عليا السرايا وكل هبابه يفضلو ينادونى ويقولو ستى وستى ..

جماره قلبها اتقبض من كلمة تماضر وهمست بأرتباك وخوف :
عيال حكيم !

تماضر بأبتسامه :ايوه مانى شورت عليه ونويت والنيه لله انى اخطبله بت الشيخ عبيد شيخ نجع الشايب

وهنمشولها بعد مايعاود من سفرته طوالى ...

جماره طول ماهى عتسمع فالكلام وانفاسها تضيق وحست ان حجر وقع على قلبها قامت منتوره وطلعت بره السرايا وهى عتتخيل حكيم يتجوز ويجيب وحده وهو يوبقى ملكها لحالها وكُلت عشيه تنام على ريحته وكل صباح تتصبح بوشه وضحكته والنار شبت بين ضلوعها ...

تماضر هزت دماغها بأسى وهمست وهى مراقبه جماره : اهو ديه اللى كنت خايفه منيه .

يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا 
  • الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية جمارة" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent