Ads by Google X

رواية نسم بقلب عاشق الفصل الثاني 2 بقلم ولاء محمود

الصفحة الرئيسية

   رواية نسم بقلب عاشق  الفصل الثاني بقلم ولاء محمود


رواية نسم بقلب عاشق الفصل الثاني 

دلفت إلى منزلها بعد يومٍ شاق ملئ بالحالات الحرجة فقد اجرت العديد من الجراحات العاجلة… بسبب انقلاب شاحنة ما.. على الطريق. محمّلة بالبضائع .مسببة العديد من الإصابات الخطرة لبعض الحالات والوفاة للبعض الآخر….
لتتوقف بعد سماعها كلمات من تلك السيدة بذيئة اللسان:
"حمدالله ع السلامة ياهانم… كل ده مش عارفة ان خطيبك كان هنا ومشي..، فضل قاعد مستني سيادتك فوق الساعة وبعدها مشي.."..
رمقتها "نسم" بتلك النظرة الحادة وتنفست بعمق وأطلقت زفيرأ يكاد يُسمع له صوت من فرط عصبيتها إلى أن تمالكت أعصابها مُردفة:
عايزة مني يا "ريهام "بصي انا جاية تعبانة وعلى آخري فلو عاوزة تتخانقي اجليها وقت تاني…
_وحمدي خطيبك ده برضو نأجله لوقت تاني…؟

تشنجت ملامحها عند نطق اسمه… لتردف بنبرة غاضبة :
_ هو ايه اللي يجيبه اصلاَ في بيت قاعدين فيه اتنين حريم لواحدهم..وانتي بأي حق تسمحيله يجي ويقعد كمان ساعة..
قطعت المسافة التي تفصلهم إلى أن واجهتها أخيراً لتردف ريهام بتبجح :
قصدك ايه انتي اتجننتي انتي فاكرانا لواحدنا في الفيلا دي…، لأ اصحى وفوقي شوفي انتي بتتكلمي مع مين..؟ وبعدين ماهي الفيلا مليانة خدم وحراسة في ايه…
أرادت ان تُنهي زوبعة الغضب التي أصابت زوجة ابيها المتوفي.. فأشاحت ببصرها عنها أثناء سيرها إلى غرفتها أردفت بوهن:
"بصي أنا تعبانة النهاردة اكيد انتي عارفة ليه وحمدي كمان عارف ليه فـ متشغليش دماغى بحوار تافه ولا انتي عشان سيبتي المستشفى العام اللي كنتي شغالة فيها واشتغلتي في مستشفى تاني خاصة هتشوفي نفسك عليا..؟
ابتسمت" ريهام تلك الابتسامة الصفراء بشماتة وتحدثت بسخرية قائلة:
" انتي اللي بومة وش فقر.. مش راضية تسيبي اللي انتي فيه وتروحي مكان احسن "

_طيب ياستي متشكرين سبيني في حالي انا حابة نفسي كدة،
اصل لما كل الدكاترة الكبار ميضحوش بجزء من وقتهم في سبيل الفقراء وخدمتهم يبقى احنا في غابة..

أنهت نسم حديثها مُتجهة إلى غرفتها..
لتستريح على الفراش وتضع تلك الحقيبة بإهمال بجانبها…
وتلقي بجسدها المُهلك على الفراش إلى أن لاحظت تلك الحقيبة والتي تبدوا حقيبة هدايا… تعجبت من هيئتها..
خاصة حين أردفت لها إحدى الممرضات :
يادكتورة حد سابلك دي ومشي وبلغني أديهالك قبل ماتمشي..

مدّت إحدى يديها إلى أن لامست الحقيبة وقررت رؤية ما بداخلها لتتفاجئ….
علبة من مشروب اللبن بالشيكولاتة.. عليها ورقة خُطّ عليها بأناقة..
"استرخِ دقائق فحسب… قد هُلكتِ اليوم رائعتي."
لتتعجب من ذلك…، لأول مرّة يأتي إليها مثل هذا الشئ…
أَتُرى انه من ذلك الخطيب المدعو " حمدي"..
نفت تلك الفكرة تماماً من مخيلتها.. حتماَ ليس هو فهي تعلم جيداََ شخصية خطيبها.. هذا..

*********
_لأ بقولك ايه مانت مش هتفضل ممرمطني معاك كدة من ساعة ماجيت من السفر، يا أبني هو في انسان عاقل يرجع من برّه على المستشفى على طول يعني ولا حتى تعبان ولا حاجة..؟
هتف بها "مازن" الأخ الأصغر لـ" يامن" فـ عندما تم تبنيه من قبل تلك الأسرة كانت الأم لم تُنجب بعد ونسبة حصولها على طفل تكاد تكون منعدمة فتم تبني يامن..
بعدها بعامين أنعم الله عليها بطفل فكانت سعادتها لاتوصف..
تعامله كولدها تماماً كـأخيه…
بكل مرة عندما كان طفل يشعر بالغيرة من أخيه ترددت عليه عبارات والدته حينما قالت:
"أنت أول طفل ليا أحس معاه بالأمومة حبك ومعزتك في قلبي مش هيتغيروا أبدا يا يامن…"

_"خلاص يبقى تسيبلي عربيتك لحد ما اشتري عربية وبعد كدة هرميهالك اكيد…"
هتف بها يامن بمشاكسة إلى أخيه..
ليردف له الآخر… :
"مش حاسس انك اخ مستغل سيكا؟ …. بتفرض سيطرتك على اخوك الصغير!! … "
فترجّل أخيه من السيارة وجلس بمقعد يامن بعد أن قام بـ زحزحته بعيداً عن المقعد وأردف :
اتفضل سوق بقى انت وصلني البيت وخد العربية زي مانت عاوز….

*********
هرول الصبي ذو "الثلاث أعوام" إليها قائلاَ:…
"يلا بقى عاوز اخرج مش انتي وعدتيني اخرج بكره…؟ "
لتردف نسم بحنو مدت يديها إلى الطفل حتى يقبع بأحضانها.:
حبيبي ياعمور احنا قولنا بكره اللي هو بما ننام ونصحى بس احنا لسه مصحيناش والشمس حتى مطلعتش تعالي نام جمبي، واول ماالشمس تطلع هننزل على طول يابطل، يلا تعالي"
لتأخذه بين أحضانها تغفو بسلام تُشبع منه ذلك الشعور افتقادها لأخيها…، فقد رحل بعد والدها بعدة أشهر فقط..
كادت أن تفقد عقلها بالكامل ولكنها تماسكت من أجل ذلك الطفل ولده..، وَرِثَ" عمر"عن أبيه ملامحه سوي لون عيناه الرمادي الذي ورثه عن والدته فقط…
تُوفيا كلاهما بحادثٍ سيارة أليم عدا " عمر" كان قابعاََ بالخلف لتُصيبه بعض الخدوش فقط… وينجو الطفل من ذاك الحادث..
أتت بمربية له تعتني به أثناء غيابها بعملها.. فهي لاتقوي على ترك الطفل بمخالب ماتُدعي بـ ريهام..

ليأتي الصباح وتُنفض عنها رداء اليأس والحزن.. هروباََ من واقعها ذهاباً إلى ذلك العالم الطفولي العفوي البريء.. عالم "عمر" طفل أخيها…

"يلا يا عموري عشان نلحق نسافر يابطل.."...

أتمّت كل شئ على أكمل وجه، قامت بإعطاء المربية عطلة لبعض الوقت لحين العودة من العطلة الصيفية، أرادت ان تمكث برفقته وتعتني به وتستريح من ضغط عملها عدة ايامٍ فقط…..

أثناء قيادتها السيارة تذكرت انها غفلت عن إحضار الأشياء الهامة التي أوصت صديقاتها بإحضارها…
فأردفت إلى عمر بأسف مصطنع لعلّه يسامحها عن بضع الدقائق الضائعة تلك :
_أستاذ عمر انا أسفة جدا هضطر اروح المستشفى هاخد حاجات من صاحبتي الدكتورة نهى وأرجع على طول…

لـ يومئ الطفل إليها بإحباط واستسلام فتُدير مقابح سيارتها متجهة إلى المشفى…

*********
أمّا عن يامن حاول بشتى الطرق تذكّر منزلها لم يفلح رغم الوقت الذي مكث به بمنزلهما الذي لا يتجاوز الشهر حينئذٍ…
ولكن المشفى تذكرها بشقاء ولكنه في الآخير نجح بتذكرها…
فبعد مرور عام من مكوثه بدار الأيتام حينها..
أتت العائلة لتتكفل به.. بعدها أصر يامن الذهاب إلى المشفى ليخبر نسم عما يحدث معه… وبعد اصرار من العائلة على مسؤل دار الأيتام أعطاه اسم المشفى الذي يعمل به دكتور نيازي.. .. ومن هنا نجد انه استطاع تذكرها….
فاستعد "يامن" للذهاب إلى المشفى… وعد نفسه انه قريباً سيقتحم حياتها لايعلم كيف… ولكن هو خطط ذلك أنه بترصد تحركاتها، يقوم بجمع أكبر قدر من المعلومات عنها..،. ثم ماذا!!؟، لا يعلم الخطوة التالية ولكن الشئ الذي يتأكد منه هو.. أنه أتى ليرد لها ديناً قديماً..يكفي تلك الأحلام التي يراها بمنامه… يراها بـ أسوء كوابيسه..، يرى تلك الطفلة التي أنارت له درباً من دروب أحزانه ليستطيع السير بطريقة والمقاومة أحياناِ، احداَ ما يقوم بلف طوق حول رقبتها.. يشدد من اِحكامه عليها..،
يحاول يامن فك ذلك الطوق ويفشل..، وقبيل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.. يستيقظ هو من هول تلك الرؤيا يتصبب عرقاً..
إلى أن قرر أنه بعد استكمال دراسته بالخارج سَيعد أدراجه عائداََ إليها.. .

دلف إلى المشفى باحثاَ عنها لتفاجئه الصدمة فتلجمه..
حينما أردفت إحدى الممرضات بأنها بأجازة عدة ايام…
شعر حينها باليأس الذي اكتسح قلبه.
ماذا يفعل ياتُري كيف سيراها…
…..
أثناء انشغاله فيما سيفعله اتجه عائدا من حيث أتى..
فـ ألجمته المفاجأة للمرة الثانية حينما رآها تدلف إلى المشفى بخطوات مُسرعة حتى انها اصطدمت به واعتذرت منه وأكملت خطواتها… وهو واقف باستقامة بأثرها لايصدق انها أمامه بذلك القرب…
…. رأت نهى صديقتها… لتردف قائلة :
_ بسرعة يانونا هاتي الكتب والروايات اللي قولتلك عليها عاوزة افصل بجد في الكام يوم دول.ونسيت اخدهم منك امبارح …

_لـ تردف صديقتها : خليكي كدة اجازتنا تنزلينا فيها نجيبلك كتب وحضرتك مقضياها مع عمر…
_ معلش يانونا والله الولد مفتقد باباه ومامته "جداََ" فأنا لازم اقضي معاه َ وقت..
يلا هاتي الحاجة و بطلي رغي..
أثناء انتظارها صديقتها انصتت إلى ذلك الصبي الذي يبكي بشدة. صياحة قد ملأ أرجاء المكان حتى انها سمعته. أدركت أن الصوت هذا عائد إلى "عمر" …..

********
في فيلا "مصطفى نيازي"
أمسكت ريهام الهاتف لتردف بتلك النظرة التي تعتلي وجهها بتشفي وغيظ لـتقول:
_كدة هي خرجت ظبطت اللي اتفقنا عليه؟..

ليجيبها الآخر بأن كل شيء تم كما بالاتفاق الذي دار بينهم…
قهقهت هي بثقة بأن كل شئ سيكون بخير كما أرادت هي وسيكون كما خططوا لهم…
لـ تردف أخيراً بلهجة مليئة بالميوعة.. :
طيب ماتيجي دلوقتي أنا مشيت كله مفيش حد خالص…،
لأ مليش فيه تعالي نقضي وقت لطيف سوا…
لـ يجيب الآخر بالموافقة وأنه قادم يمكثان سوياَ لحين يأتيهم الخبر اليقين…

*****
أسرعت تخطوا خارج المشفى ما إن سمعت صوت بكاء "عمر"
ظلت تبحث عنه حتى وجدته اخيرأَ بصعوبة…
كان بين أحضان ذلك الرجل رأته يجثوا على ركبتيه..
محتضنا عمر يمسد على كتفيه بحنو…
هالها المشهد لتركض مسرعة.. أردفت :
_ عمر حبيبي مالك في ايه..
انتبه إلى صوتها ليترك الصبي ويستقيم واقفاَ كما كان ليهيئ من وضعه مردفاَ:
متخافيش ابن حضرتك بس كان نازل من العربية وشاف كلب خاف وفضل يعيط وقال" ماما" وكان بيندهلك…
انحنت هي إلي عمر ترفعه إليها تضمه بحنو…
توجهت بنظرها إلى هذا الذي يقف أمامها تتسلل علامات التعجب إلى وجهه فأدركته قائلة:
متشكرة جداَ لحضرتك….، فتخطّته ذاهبة إلى سيارتها
امسك بمعصمها هو قائلاً:
_استنى هنا…
تفاجئت هي واعتلت الدهشة ملامحها قائلة:
_ ايه ده؟… حضرتك اتجننت انت بتمسك ايدي كدة ازاي..؟ اوعي..
شدد من قبضته على رسغها قائلاَ:
يعني عايشة حياتك ومتجوزة ومخلفة كمان… وانا اللي كنت راجع عشانك وسيبت حياتي وجيت على ملي وشي..
قاطعته هي بنظراتها الحادة الغاضبة :
_ انت مجنون انت مين اصلاَ انا معرفكش..، ازاحت يديه المشددة على رسغها… لـتتركه وتذهب…
ولكن قطع ذهابها تلك الكلمة التي وقعت على مسامعها كالسيف.. فـ ارتابت كثيراً بداخلها فحتماَ سيوقعها حظها بالمتاعب…
حين أردف هو بثقة و رمقها نظرة حادة ونبرة صوته يكتسحها الغضب :
لا تعرفيني كويس اوي…
أنا عملك الأسود … اللي مش هسيبك في حالك….

**********
بمنزل آحمد الدسوقي…
رأت "نبيلة" ابنها "مازن" فـأردفت قائلة:
فين يامن مش شايفاه من الصبح كدة رغم اني بصحي بدري بس ملقيتهوش… متعرفش راح فين..
_ لأ والله يا امي..
_ خلاص انا هكلمه اشوفه فين جهّز عربيتك يلاّ عشان خارجة اشتري حاجات وتوصلني..
أبتسم مازن بوجه والدته ابتسامه بلهاء رافعاً كلا حاجبيه ثم نظر إليها قائلاً:
_ لأ والله ياحبيبتي مش هينفع عشان انا كان عندي مشاوير ودورت ع المفاتيح لما عينى اتحولت…، وفي الآخر اكلم ابنك ابص الاقيه واخد العربية، والله اتلاقيه راح المستشفى إياها…
ضربت نبيله على صدرها بفزع قائلة:
_ مستشفى ايه بسرعة قوم وديني لأخوك وانت بارد كدة…
ليطمئنها مازن على أخيه قائلاَ:
متخافيش اهدي يا حبيبتي مفيش حاجة، بصي هقولك حاجة هو الظاهر أن المستشفى دي في حاجة يامن مخبيها عليا مش عارف هي ايه!! ، بس انا اما شوفته واقف في المستشفى كان زي سرحان كدة او مش مركز
ارتد بظهره قابعاً على المقعد عاقداَ ذراعيه على صدره بثقة واضعاَ ساقاَ فوق الآخري قائلاَ بنبره تهكمية :
من نظرتي يا أمي تقدري تقولي انه بيحب ومش كدة وبس ده واقع كمان واحنا مش عارفين ومخبي علينا…
لتضربه والدته ضربه على كتفيه اطاحت به من علي المقعد قائلة:
بطّل هبل بقى اخوك يحب هنا ازاي وهو مسافر بقاله ست سنين برّه، ايه حب وهو عنده ١٦ سنة!!
ليهيئ مازن من وضعيته ناهضاَ من الأرض قائلاً:
وانا اعرف بقى…، انا مالي انا قولتلك اللي حسيته…

دلفت نبيلة إلى زوجها… تخبره بما حدث وما سر المشفى التي ذهب إليها بعد عودته إلى مصر…
فتسائل زوجها بحيرة قائلاً:
_ هو مازن قالك كدة…؟.، يكونش راح لها هي!!
وهو لسة فاكرها منين؟..
بس لو ده حصل..، انا عملت اللي الدكتور مصطفى الله يرحمه طلبه مني؛ وهي اني ابعده عن بنته


يتبع الفصل الثالث  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent