رواية عشق بين نيران الزهار الفصل العشرون 20 بقلم سعاد محمد سلامة

الصفحة الرئيسية

            رواية عشق بين نيران الزهار الفصل العشرون  بقلم سعاد محمد سلامة


رواية عشق بين نيران الزهار الفصل العشرون  

قبل قليل بسرايا الزهار 
دخلت هاله لغرفة زينب وجدت الغرفه فارغه، تبسمت وهى ترى على الفراش ذالك الرداء الفسفورى الأنيق وجوارهُ علبه من القطيفه وعلبه كارتون صغيره عرفت أن بها حذاء ،فتحت العلبه القطيفه إنبهرت بذالك السلسال الموصول بقلاده ماسيه على شكل قلب. 
وضعت السلسال بالعلبه ونظرت أمامها لزينب التى خرجت من الحمام، تبسمت لها قائله بنبرة تريقه: 
حمام الهنا،فى واحده تروح تشتغل يوم فرح سلفها لأ وجايه كمان بعد المغرب الفرح خلاص قرب يبتدى.
تبسمت زينب التى تُجفف شعرها بمنشفه ثم أمسكت المشط تُمشط شعرها قائله:أهو أنتى قولتها فرح سلفى مش فرحى،وأنا نص ساعه بالضبط هكون جاهزه،حضرتك عارفه إنى مش باخد وقت فى اللبس.
تبسمت هاله ونهضت من على الفراش وأقتربت من زينب وأخذت المشط من يد زينب المشط،التى أعطتها ظهرها بتلقائه. لتقول هاله:
عارفه أنك مش بتاخدى وقت فى اللبس بس ده لما كنتى آخرك تلبسى قميص وبنطلون،وفوقهم الطرحه إنما ده فستان ولازمه ميكيب وتفاصيل، عالعموم انا هساعدك وهعملك مكيب خفيف.
تبسمت زينب تقول بأستهزاء:أنا أحط مكيب،ده المره الوحيده اللى حطيت فيها ميكب فى حياتى كان يوم كتب كتابى عالهمجى رفعت،وكنت حاسه انى شبه عروسة المولد.
تبسمت هاله تقول:عايزه تحضرى الفرح بوشك اللى واضح عليه الإجهاد ده،زينب إنتى بتاخدى علاجك بأنتظام.
ردت زينب:أيوا،بس معرفش السكر فى الفتره الأخيره معايا مش متظبط ليه،يوم عالى يوم نازل،أهو بتعامل معاه.
إنخضت هاله قائله:بتتعاملى معاه إزاى وأيه سبب اللخبطه دى،بتلخبطى فى الأكل.
تبسمت زينب قائله:أنا ألخبط فى الآكل حضرتك عارفه إنى مش من هواة الأكل أصلاً أنا باكل سد جوع مش أكتر.
تعجبت هاله قائله:طب أيه سبب إن السكر عندك مش منتظم،لا تكونى.......
توقفت هاله عن الحديث فجأه.
تعجبت زينب من صمت هاله  المفاجئ قائله:لأكون أيه؟
ردت هاله:زينب أنتى عملتى أختبار حمل قبل كده. 
إندهشت زينب قائله: إختبار أيه!، وأعمل إختبار حمل ليه؟
ردت هاله:دكتوره ومش عارفه بيعملوا إختبار الحمل ليه،عاوزه تفهمينى إن محصلش بينك وبين رفعت أى لقاء حميمى الفتره اللى فاتت دى؟
إرتبكت زينب قائله:أكيد مش حامل،أنا متأكده،انا دكتوره ولو كنت حامل أكيد هعرف، هو تلاقى بس بسبب إجهاد الشُغل والهمجى رفعت بيحرق فى دمى بحركاتهُ الهمجيه.
تبسمت هاله بخبث قائله:وأيه هى حركاتهُ الهمجيه دى بقى؟
زفرت زينب قائله:وهو أما يتحكم فى مواعيد رجوعى من الوحده ده مش همجيه منه،ده غير بيقول عليا عبده البواب،ولبسى مش بيعجبهُ.
ضحكت هاله قائله: والله عنده حق أنتى فعلاً لبسك شبه عبده البواب والراجل بيحتاج اللى تلبس له لبس يظهر أنوثتها قدامهُ،وحكايه تحكمهُ فى مواعيد شغلك فى الوحده دى عنده حق فيها إنتى بتجهدى نفسك زياده عن الحد وبتنسى نفسك وبتيجى على صحتك كتير،لدرجة أوقات بتنسى إن لصحتك عليكى حق.
تبسمت زينب تقول:شوف مين اللى بتتكلم مش حضرتك اللى عملتى إعتصام وجمعتى أصدقائك الموظفين والمدرسين زمايل بابا قدام كلية الطب  لما دكتور فى الجامعه رفض و منعنى أنى أدخل قسم الجراحه علشان عندى السكر وإنى ممكن أيدى ترتعش فى أوقات وانا ماسكه المشرط،ويأثر على الناس اللى بعمل لهم عمليات.
تبسمت هاله قائله:كانت غلطة حياتى،بعدين بطلى رغى خلينا نجهز خلاص الوقت آزف.
تبسمت زينب وهى تنظر لانعاكسها هى ووالداتها بالمرآه وهى تُصفف لها شعرها،قالت هاله بمزح وهى تشد بشعر زينب:
ايه شعرك ملبد كده ليه مش بتسرحيه خالص.
تبسمت زينب قائله:ووالله بغسله كل يوم واوقات بسرحه واوقات لأ،حسب مودى أو الوقت. 
تبسمت هاله قائله بسخريه:كتر خيرك إنك بتغسلى شعرك، لأ وبتقولى على رفعت هجمى.
تبسمت زينب 
بعد قليل إرتدت ذالك الرداء وقفت خلفها هاله تقوم بتظبيته على جسدها،ثم قالت:
كده حلو قوى،مش ضيق ومش مبهوق عليكى،خلينا بقى نحط التاتش الأخير وننزل.
نظرت زينب لنفسها بالمرآه وقالت:والله حاسه إن الفستان فاضل تحطى على راسى لمبه وهتنور. 
تبسمت هاله ونغزت زينب قائله:بطلى تريقه،خلينا نخلص.
تبسمت زينب قائله:أهو هسكت خالص علشان تكملى اللوحه الفنيه بتاعتك بالتاتش الأخير،بس كترى البويه شويه على خدودى.
تبسمت هاله وبدات بوضع بعض الرتوش التجمليه البسيطه على وجه زينب أظهرت جمال ملامحها دون مبالغه منها.
فى ذالك الأثناء سمعن طرق على الباب،فسمحن لصاحبه بالدخول.
دخل مجد ينظر پانبهار لزينب قائلاً بمزح:
أيه ده ياماما إنتى خلاص إختارتى عروسه لبابا، علشان تغسل المواعين بدالهُ، بس وقعتى عالبت الحلوه دى منين،دى خساره تغسل المواعين،أنا ممكن أتجوزها أنا واغسلك المواعين.
تبسمت زينب وهاله التى قالت: لأ أطمن باباك مرتاح فى غسيل المواعين ومش عاوز عروسه انا ماليه عنيه، دى بلوة حياتى، ربنا ما يوقعك فى واحده زيها. 
تبسم مجد يقول بتفكير: قولتى بلوة حياتك، يبقى عندى شك، فين البت زوزى. 
تبسمت هاله وأشارت على زينب. 
إندهش مجد قائلاً: مستحيل تكون دى زوزى أختى الشمطاء، إنتى  وديتها التوكيل عملولها ضبط هيئه ولا أيه ياماما، دى بقت موزه، أمال فين زوزى أختى صبى البواب. 
ضحكت هاله، بينما قامت زينب بصفع مجد على كتفهُ قائله: صبى البواب فى عينك يا غبى، خلاص نظرك من تراب الصحرا  راح، ومبقتش تشوف. 
رد مجد: لأ بقى بيجيلى تهيؤات زى حسن يوسف، كله من السندريلا اللى شوفتها هنا، إدعى ياماما تكون من المدعوين فى الفرح واقابلها الليله، وأكبرك وتبقى حما للمره التانيه، بس انا هجيبلك موزه رقيقه مش صبى البواب زوزى. 
تبسمت هاله له قائله: واثقه فى ذوقك يا روحى. 
بينما زينب سخرت منهم لكن ذالك الدوار عاودت الشعور به، للحظه كادت أن تقع، لكن مسكها مجد الذى إنخض هو وهاله التى قالت: مالك يا زينب. 
إبتلعت زينب ريقها وقالت بكذب: أنا كويسه، بس يظهر علشان مش متعوده على لبس فساتين طويله، كنت هتكعبل فى ديل الفستان كل ده من قر الواد مجد عليا. 
تبسمت هاله بشعور الخوف التى حاولت إبعادهُ عن تفكيرها وقالت: 
إلبسى الشوز  اللى فى العلبه بكعب عالى هيرفع الفستان شويه وتعرفى تمشى من غير ما تتكعبلى فى ديل الفستان. 
ردت زينب: والله انا ما خايفه غير من الشوز ده، ماله الشوز الرياضى، حتى مُريح للرِجل والضهر. 
ضحك مجد يقول: عاوزه تلبسى شوز رياضى، على فستان سواريه،والله صبى البواب بيفهم عنك.
ضحكت هاله بينما كادت زينب ان تضرب مجد لكن هاله منعتها قائله:بطلوا نقار فى بعض،خلاص مش فاضل غير الشوز،بلاش مناهده كفايه جبت آخرى منك،إلبسيه يلا خلينا نلحق الوقت خلاص،زمان الزفاف هيبدأ.
تبسم مجد قائلاً:فعلاً السواق كان بيستعجلنى،قولت له دقايق،كمان هيبقى معانا تيتا إنعام والست محاسن المرافقه ليها،وبابا يا بخته سابقنا عالقاعه،اكيد رايح يظبط مع الرقاصه يمكن تكون بتعرف تغسل المواعين .
نغزته هاله من كتفهُ قائله:بطل هزار يا أهبل،ويلا إنزل إسبقنا عالعربيه.
تبسم مجد وتركهن بالغرفه.
ذهبت زينب وجلست على الفراش وآتت بذالك الحذاء المُضاهى اللون للرداء وبدأت فى إرتدائه،لكن حين إنحنت تربط سيور الحذاء،شعرت بدوخه،فأغمضت عينيها بقوه.
لاحظت هاله عدم معرفة زينب ربط سيور الحذاء، فقالت بسخريه:
غبيه مش عارفة تربطى سيور الشوز طبعاً متعوده تحطى رجلك فى الكوتشى وتربطى الحبلين  وخلاص،مالكيش فى الرِقه.
تبسمت زينب بخفوت.
إنحنت هاله أمامها وربطت لها سيور الحذاء الجلديه ثم نهضت قائله:كده خلاص يلا بينا،زمان السواق زهق من الإنتظار،وكمان زمان الفرح هيبدأ،وإحنا آخر من هيوصل.
رغم شعور زينب بالدوار،لكن رسمت بسمه قائله: يلا بسرعه قبل ما يفتحوا البوفيه ومنلاقيش حتة جاتوه حتى،وكمان نفسى أشوف دخلة زفة العروسه،اللى بسببها إتجوزت من الهمجى،رفعت.
ضحكت هاله قائله:والله دا هيدخل الجنه بسبب جوازه من صبى البواب.
نظرت لها زينب قائله:حتى إنتى ياماما بتقوليلى كده،انا ماليش غير بابا هو اللى بيرفع من معنوياتى،يارب نروح القاعه نلاقيه لافت عليه موزه حلوه تخليكى إنتى اللى تغسلى المواعين من القهر.     
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمكان الزفاف 
إن كان للوقاحه عنوان فهما هذان الأثنان 
هكذا فكر عقل ليلى التى كانت تسير خلف أختها منذ أن نزلت من السياره الى أن دخلت الى ذالك الاستديو الصغير المجاور لقاعة العُرس 
لكن هناك ما كان  يضايقها هو سير وسيم هو الآخر خلف رامى، كانا شبه يسيران جوار بعضهم، لكن آتت تلك التي  أقل ما يُقال عنها عاهره سواء كان زيها أو حتى فعلها، هى أقتربت وإلتحمت ب وسيم 
وسيم الذى حاول بلطافه أن يبعدها عنه، لكن هى كالعلقه إلتصقت به. 
لاحظ نظرات ليلى نُعمان إقترب منها ووضع يدهُ على كتفها مبتسماً يقول: 
عقبالك يا ليلى، ويكون نصيبك مع اللى يقدرك ويصونك. 
رسمت ليلى بسمه قائله: أنا مش بفكر أتجوز دلوقتي  يا خالى، مش هتجوز قبل ما أكمل دراستى وأشتغل كمان لازم أعمل لنفسى كيان خاص بيا الأول. 
تبسم نُعمان وقبل جبين ليلى قائلاً: ربنا يحقق لك مرادك، فاديه وهبه هيستنوا هنا لحد مروه ورامى ما يطلعوا من الاستديو بلاش نوقف، فى زحمه  هنا ملنهاش لازمه تعالى نسبق العرسان عالقاعه. 
تبسمت ليلى،وسارت تضع يدها ببين معصم خالها وعضده. 
بينما نفض وسيم يد لمى عنه بعصبيه. 
لاحظت  لمى نظرات وسيم لليلى  وقالت بخبث: مالك يا وسيم مضايق ليه، المفروض تبقى مبسوط الليله زفاف، رامى اللى زى أخوك، مع أن ليا تحفُظ على عروسته وأهلها واضح أنهم ناس مش قد مقام رامى، وأكيد مصدقوا عريس زى ده يتقدم لبنتهم، سمعت إنها بنت واحد من اللى بيشتغلوا عنده فى مزرعة الخيل، أكيد شافها عجبته ورسمت عليه، وقدرت توقعه، بس حاسه إنها مش أكتر من نزوه فى حياته بمجرد ما هياخد منها اللى هو عاوزه هيسيبها. 
نظر وسيم لها بأستهزاء قائلاً:  وايه اللى عاوزه منها، اللى متعرفهوش، رامى هو اللى مغروم فى مروه، وعمل المستحيل  علشان يتجوزها أنا بقول بلاش وقفتنا هنا قدام الاستديو، خلينا نسبق عالقاعه. 
قال وسيم هذا ونفض يد لمى عن جسده وسار أمامها بخطوات سريعه، دون أن ينتظر، سارت بسرعه الى أن لحقته وعادت تلتصق به كالعلقه. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام قاعة الحفل 
نظر رفعت  فى ساعة يدهُ تعجب لما تأخروا فى الوصول، أخرج هاتفه كى يُهاتف السائق، لكن قبل أن يُهاتفه، رأى 
تلك التى دخلت الى الممرتقترب عليه بخطوات بطيئه، ترتدى ذالك الفستان الفسفورى الامع، تبسم بتلقائيه عيناه إنسحرت بها، لام نفسه كثيراً، لما آتى لها بذالك الرداء، لما لم يترك لها الآمر وكانت آتت برداء آخر من إختيارها ما كان برز جمالها بهذا الشكل الفاتن التى هى عليه، حقاً الرداء، لا يصف جسدها، لكن ينسدل عليه بنعومه فائقه وساحره،،، 
مهلاً ما ذالك الشئ الذى على وجهها 
زينب..... تضع مكياچ! 
رغم أنها مجرد رتوش قليله، لكن برزت جمالها الرقيق.. 
ظل مكانه واقف ينظر لها وهى تقترب من مكانه، كل خطوه ينتظر أن تكون آخر خطوه والخطوه القادمه تكون  أمامه، أقسم عقله لن تنتهى الليله إلا و هى بين يديه  يهيم بها غزلًا. 
بينما هى تضع يدها بين معصم مجد وعضده من ناحيه والناحيه الأخرى كانت تفعل نفس الشى الجده إنعام، كانت زينب تستند عليه وتسير ببطئ، بادعاء انها تواكب خطوات الجده إنعام، بينما هى تشعر بداور يشتد رويداً رويداً وألم طفيف فى قدمها بسبب ذالك الحذاء اللعين. 
تبسم حين إقترب مجد من مكان وقوف رفعت قائلاً: شايف الموزه اللى على يمينى دى عسل وبحبها قوى، إنما اللى عالشمال ده ربنا يبعد شرها عنى، خد مراتك يا عم وسيبلى أنا تيتا العسل ندخل سوا للقاعه، هتلاقى تصفير وتهليل، علشانها. 
تبسمت إنعام قائله: وانا بحبك يا واد يا مجد، وحاسه إنك هتطلع بعروسه من الفرح، يلا خلينا ندخل عاوزه أقعد فى طرابيزه قريبه من البيست وتكون بعيده عن السماعات علشان ودانى. 
تبسم مجد قائلاً:  أستنى يا تيتا أما نسلم أهل الشمال. 
تبسم رفعت وهو يأخذ يد زينب التى لم تُعقب على قول مجد، مما أثار دهشة رفعت. 
بينما تبسمت هاله لترحيب رفعت بها ودخلت خلف مجد وإنعام الى داخل قاعة الحفل. 
نظر رفعت ل زينب، بأنبهار، وقام بجذبها للسير معه الى أن دخلوا الى أحد الممرات الضيقه البعيده عن العيون، ثبت رفعت زينب على الحائط وإنقض على شفتاها بالقُبلات، لم تمنعهُ زينب لشعورها بالدوار، لكن ترك رفعت شفتاها ينظر لها لائماً: 
إزاى تحطى مكيب وروج بالذات، مرات رفعت الزهار مش لازم تظهر جمالها قدام الناس. 
قال هذا وأخرج علبة مناديل مبلله من جيبه ومسح الروج من على شفتاه، كذالك تلك الرتوش البسيطه عاد وجهها لطبيعته، لكن للأسف رغم ان وجهها يبدوا عليه الشحوب، لكن مازالت جميله كأن بقايا المكياج تركت أثرها على وجهها،وبالأخص كُحل عيناها الصافيه. 
تعجب رفعت من صمت زينب، ووضع إبهامه على شفاه زينب وقال: 
مالك القطة كالت لسانك،ساكته ليه،ولا عاوزانى أبوسك تانى؟. 
نفضت زينب يده عنها بضعف وقالت:خلينا ندخل للقاعه،عاوزه اشوف الزفه من اولها،العروسه أكيد غاليه،بسببها أتجوزتك يا همجى 
تبسم رفعت يقول: همجى.... لأ كده إطمنت إنك زوزى مراتى فكرت حماتى بدلتك بواحده تانيه. 
نظرت له زينب قائله: ليه كنت علبة جبنه وهتبدلنى من السوبر ماركت. 
تبسم رفعت، وسار، لكن تعجب حين وضعت زينب يدها على معصمهُ، لكن تبسم لها وسار الأثنين الى أن دخلا الى القاعه. 
ذهب رفعت بزينب ووقف جوار جدته التى تجلس بطاوله وجوارها مجد وأيضاً هاله وإنضم لهم صفوت والد زينب، تركت زينب يد رفعت وجلست على أحد المقاعد جوارهم. 
بينما رفعت ظل واقفاً جوارهم، الى أن 
بدأت تعمل الكاميرات الموجودة  بالقاعه تُعلن عن قدوم العرسان، يظهر منها سير العروس والعريس، بعد خروجهم من الأستديو الفوتوغرافى، 
كان خلفهم والدة مروه وأختها الصغيره. 
الذى بمجرد أن ظهرت إستحوزت على الكاميرا، بجمالها البسيط والرقيق. 
نهض مجد من جوارهم واقفاً يقول بلهفه: سندريلا، سندريلا أهى ياماما اللى كلمتك عنها، مين البنت اللى ظهرت عالكاميرا دى يا رفعت.
نظر رفعت لمكان إشارته وقال:
دى تبقى أخت عروسة رامى.
تبسم مجد يقول:ومرتبطه قول لأ يا جوز أختى.
تبسم رفعت يقول:لأ مش مرتبطه يا أخو مراتى،ده لسه تقريباً فى الثانويه،يعنى صغيره قوى.
رد مجد:لأ مش صغيره عليا ولا حاجه،انا عندى سبعه وعشرين سنه وشوية فكه،وهى أكيد عندها بتاع تمنتاشر سنه،يعنى تسع سنين بالكتير،ربنا يوفق،بس قول يارب. 
تبسم رفعت وهو ينظر لزينب الصامته تتابع بصمت عكس طبيعتها ولسانها الزالف، كذالك هاله تتابعها بعينيها لديها شعور أن زينب بها خطبًا ما، ليست بخير. .. 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
تحت أنظار المتابعين منهم بأنبهار ومنهم يمن على بذخ الزفاف
دخل العروسان الى القاعه  
بعُرس مهيب فالقاعه من أفخم قاعات ، الشرقيه
وكيف لا للفخامه فالعريس هو الأخ الوحيد ل. رفعت الزهار
أشهر تاجر خيول بمصر، بل بالمنطقه العربيه
يوجد بالعُرس 
قيادات سياسيه،ورجال أعمال، وبعض البسطاء القلائل
أيضاً 
فوالد العروس، ما هو الأ سائس 
أما العروس التى ترتجف وتشعر بآلم بسيط بساقيها، لم تحلم يوماً  بعُرس كهذا حتى لتدعوا لحضوره فقط، فكيف هى سندريلا العُرس! 
بينما صاحب العُرس يتذكر يوم أن نجى من بين النيران، لتترك أثرها، ليس فقط على جسده، بل أيضاً  على قلبه، هو وأخيه
اليوم عُرسهُ على من ملكت قلبه منذ صباها عاد من أجلها لكنها لم تُقدر هذا العشق وحاولت الانتحار كى لا تتزوج منه،ستدفع ثمن ذالك ستبوح بلسانها بعشقها له قبل أن ينالها بطريقته الخاصه. 
أما رفعت الذى يقف، يلف يدهُ حول خصر تلك الشرسه، التى تزوجها، بالأجبار، حقاً  لم يقُم لها بعُرس كهذا، فقد كان عقد قران فقط، لكن هى الى جواره الآن لا يعرف سبب، لصمتها، وجهها، يبدوا مُجهداً، ربما من فترات العمل الطويله، بتلك الوحده الصحيه، والتى تقصدها، هى تبتعد عنه بالعمل، رغم أجهاد وجهها بنظره لكن هى فاتنه. 
بعد قليل
بمسرح القاعه وقف
الأخان كل منهم يلف يديه حول خصر زوجته، مبتسمان،يرقُصون بهن،و يُعلنان أن هاتان هن ملكات، قلوب أبناءالزهار 
لكن كان هناك عين حقوده، 
أخيراً وجدت ضالتها، وجدت نقطة ضعف لأبني الزهار
ولكن لا يعلم أنهن نقطة قوه لهم 
فالعشق يقوى القلب لا يضُعفه. 
كانت هناك عين عاشق ثالث لكن يُجاهد ذالك العشق، يختلس النظر بين الحين  والآخر لتلك الدبش،رأى بسمتها التى لا تفارق وجهها،قُربها من أختها تميل عليها وتبتسم،شعور بالغيره ينهش بداخله وهو يراها عبر الكاميرات وفى المواجهه له تخطف الكاميرا من أختها ببسمتها الرقيقه، يرى عيون تنظر لها تمدح فى جمالها.
وهنالك عين طامع وقع بصرهُ عليها أين كانت تختفى تلك الجوهره الصغيره عن عيناه،عين الذئب هاشم الذى يشتاق لفريسه جديده،صور عقلهُ له الدناءه،ليترك أمر الطبيبه الآن ويظفر بسهوله بتلك الصغيره لبعض الوقت،كما يشتهى،كما أنه لاحظ نظرة عين وسيم التى تقدح نارً لتلك الفتاه أيضاً،هو يريد إقتناص الفُرص،لن ينتظر كثيراً كما فعل مع الطبيبه وإقتنصها رفعت من أمامه،عينيه أيضاً رأت نُعمان الجالس جوار أخته وفتاه أخرى ومعهم صفوان المزوى،فهو يشعر انه ليس له أهميه،بعد أن طلبت إبنته من نُعمان أن يُسلم يدها هو لرامى،كما فعلت بعقد القران سابقاً،لكن لما يشعر بالنقص هو بالفعل ناقص لم يكُن يوماً أبًا لهن يحميهن ويحاوط عليهن،رمى مسئوليتهن على زوجته التى عاشت مكسورة الجناح بعد سفر أخيها ووفاة والداتها كل ما طمحت له حياه هادئه ومستقره معه،لكن كانت هى من تتحمل عبء بناتها على عاتقها منذ أن كانوا أطفال،هو كان زائر غير مرغوب في حضورهُ وجودهُ من عدمه لايفرق بل الأفضل عدم وجوده. 
هنالك أيضاً  من عادت نضارة الشباب، ليست فقط لوجهها بل لقلبها أيضاً، تجلس تشعر بسعاده كبيره بزهو وفرحة أُم ولدها يتزوج هى تلك المُهره التى نهضت من مكانها وذهبت الى منصة العُرس بالقاعه، ورامى الذى وقف لها جذبتهُ تختضنه تُهنئه، كذالك إنحنت على مروه الجالسه تهنئها، لكن قبل أن تنزل من على المنصه، تقابلت مع 
رفعت ووسيم، وكذالك آتى رامى ، تحاوطوا الثلاث بها، تبسمت وهى تراهم، يتراقصون حولها وهى بالمنتصف كالملكه، وسط فرسانها وقفت تصفق لهم بسعاده وإنشراح. 
مازال الزفاف قائماً وسط الصخب 
شعر وسيم ببعض السأم وهو يجلس لجوار تلك الحمقاء لمى التى ترافقهُ، نهض  واقفاً. 
نهضت  لمى هى الأخرى ومسكت بيد وسيم  ظناً منها أنه مل هو الآخر و يريد المغادره  قائله: أنا زهقت من الدوشه والصخب أيه رأيك نسيب الزفاف ونروح إحنا للبيت. 
رد وسيم: مينفعش، نسيب الفرح فى نصهُ، أنا رايح الحمام وراجع خليكى هنا . 
قال لها هذا وخرج بسرعه، جلست مره أخرى تشعر بالملل
لاحظت ليلى ذالك  فهى عيناها لم تنزل من على وسيم، كم خفق قلبها بضربات لولا تلك الموسيقى العاليه بالمكان لكانوا سمعوا عزف قلبها وهى تراه بين رفعت ورامى وهم يرقصوا سوياً قبل قليل، 
نهضت هى الأخرى من مجلسها، وخرجت من القاعه تتسحب، بحثت بعيناه بالممر الذى أمام القاعه  الى أن رأت سير وسيم بمكان قريب 
من قاعة العُرس 
نادت ليلى:وسيم.
توقف لها ولم يُدير وجهه لها.
أقتربت منه ووقت أمامه،تنظر لعيناه وقالت:
سيبت حفلة الزفاف ليه،يا وسيم، أظن هنا مينفعش أقولك،يا دكتور،أحنا مش فى الجامعه ولا هتقدر تطردنى وتحرمنى من حضور سكشن العملى.
لا يعلم لما تضايق وسيم من ليلى دون سبب هى لم تقول شئ يستدعى ضيقهُ
فقام بمسكها من معصم يدها  وسحبها خلفهُ الى أن خرحوا من القاعه الى تلك الحديقه الخلفيه الملحقه بالقاعه. 
شعرت ليلى برجفه بسبب مسك وسيم ليدها وسحبه لها للسير خلفه و شعرت بألم  فى يدها من طبق يدهُ فوق معصمها بقوه ، حاولت سلت يدها من قبضته لكن يدهُ كانت الأقوى
توقف وسيم جوار أحد الشجيرات وترك يد ليلى ونظر لعيناها رأى تلك الدموع التى إنسدلت على وجنتها ،التى قهرت قلبهُ 
مد يدهُ يجفف تلك الدموع،لكن ليلى عادت بوجهها للخلف قبل أن تلمس أناملهُ وجهها،تعصب وسيم يقول:
عاوزه منى أيه يا ليلى ليه خرحتى من القاعه ورايا.
ردت ليلى وهى تُجفف دموعها بيديها:مش عاوزه منك،أنا.... أنا...مكنش قصدى أخرج وراك أنا.... أنا...
تعصب وسيم وقال:إبعدى عن طريقى يا ليلى أنا..... 
لم يكمل وسيم قوله،فرت ليلى من أمامهُ. 
ليلى التى كادت تصتدم بشخصٍ ما دون إنتباه منها انه إلتقط مجموعه من الصور لها مع وسيم بهاتفه، أعتذرت وأكملت سيرها، بينما ذالك الشخص تبسم بظفر. 
زفر وسيم أنفاسه المشدوهه،ماذا تعنى له ليلى،بداية عشق،لا هو غير جاهز لهذا الآن مثلها كغيرها،كان قبلها مُعجب بمروه،لكن بسهوله تخطى ذالك حين علم أنها حبيبة قلب رامى،لم يأخذ معه الأمر شئ وكأنها لم تلفت حتى إنتباهه ليلى بالتأكيد ليلى مثلها،هو لديه هدف،يسعى له،بعد أن علم بطريق الخطأ من أحد عاملى مزرعة الخيل أن حادث وقوع والده ذالك اليوم من على جواده كان مُدبر،لكن ليس لقتله بل لشل حركة جسدهُ،لكن لسوء حظه وقع برأسه على أحد الأحجار فتسببت له بنزيف دموى أرداه قتيلاً  فى الحال،عليه محاسبة المسئول عن ذالك لديه يقين أنه ذالك الوغد هاشم هو المتهم الأول،لكن لما فعل ذالك وماذا إكتسب من خلف قتلهُ،عقاب هاشم ليس القصاص بالقتل،بل  بقتلهُ حيًا يتحسر حين يسحب السطوه  من تحت يدهُ، وهذا ما يُخطط له،وسيحدث حين تصبح مزرعة الخيول كلها تحت إمرتهُ قريباً.
.... ــــــــــــــــ 
بالعوده لداخل قاعة العُرس.
ذالك الذئب المراوغ كان له بصمه أمام الأعين حين نهض من مكانه وأقترب من منصة العُرس،مد يدهُ كى يُصافح مروه أولاً،لكن كانت يد رامى هى من صافحتهُ،إنتهز هاشم هذا وجذبه لينهض من مجلسهُ وقام بالرقص أمامه كأنه شاب بريعانه،لا كهل،حاز على إعجاب البعض وهللوا له فهو أثبت أن العمر مجرد رقم وأنه يُجامل أبناء إبن عمه الراحل،  ظهر بمظهر الشهم للبعض ولكن حاز على سخرية البعض 
أيضاً منهم رفعت الذى تبسم بأستهزاء وادار وجهه الى تلك  الجالسه جواره. 
زينب التى لا ترى شئ هى يسحبها ذالك الدوار لهوه تقاومها بشده،كل ما تتمناه الآن نهاية هذا العُرس وتعود لتلك السرايا تحقن نفسها بمصل السكرى كما تعتقد أن هذا هو سبب ذالك الدوار. التى تشعُر به.
لكن للأسف مازال العُرس صاخباً،وأستمر الى ساعات الليل الاولى لليوم التالى، وكان من الممكن أن يستمر أكثر، لولا أن أنهى رفعت الحفل بعد طلب رامى منه ذالك،بعد أن شعر بالسأم من الصخب وأيضاً مروه وشعرت بألم بجسدها،وبالفعل يكفى هذا إقترب الوقت من الثانيه صباحاً. 
....... 
أخذ رامى عروسهُ وكانت معهم بالسياره والدة مروه ومُهره. 
....
وأخذ السائق كل من إنعام ومعها محاسن المرافقه لها ومعهن أيضاً هاله وصفوت والدا زينب.
...
بينما رفعت إصطحب زينب بسيارته،
فى أثناء العوده حاول مشاغبتها لكن لم تكن ترد عليه،مما أثار دهشته،لكن حين سألها:
مالك يا زوزى،زعلانه وقالبه وشك ليه طول الفرح، زعلانه علشان  مسحت الميكب من على وشك، ولاكان نفسك فى زفاف بهيصه زى ده. 
ردت زينب: أنا كل اللى نفسى فيه إنى أتخلص منك ومن همجيتك، ركز فى طريقك وأنت ساكتت أنا محتاجه أنام. 
تبسم رفعت يمد يده يضعها على وجنة زينب يقول بتحرش: عيب يا زوزى تنامى أيه فى ليلة مفترجه زى دى، ليلتنا طويله، أعتبرى الليله ليلة فرحنا إحنا كمان. 
لسوء حالة زينب نظرت له بسخريه دون رد فهى ليست قادره على المناهده معه وصمتت
الى أن وصلا الى داخل السرايا ووقف السياره،نزل رفعت أولا من السياره،آتى إليه سريعاً أحد الحرس ومال عليه وأخبرهُ بشئ،
بنفس الوقت فتحت زينب  باب السياره تشعر بدوخه كبيره،ورعشه بيدها،ظلت جالسه لدقيقه،
حين لاحظت قدوم رفعت الى مكانها  أظهرت القوه الواهنه حين قال رفعت:هتفضلى قاعده كتير فى العربيه،يلا أنزلى ولا أجى أشيلك. 
نظرت له زينب دون رد، مما يزيد فى دهشة رفعت، صمت زينب وعدم ردها غريب بالنسبه له، ركزعيناه عليها 
حين نزلت زينب من السياره إنحنت وخلعت حذائها، حين إستقامت  ورفعت وجهها شعرت بدوار، أغمضت عيناها ووضعت يدها على السياره تسند نفسها لثوانى، إقترب رفعت من مكانها 
لاحظ شحوب وجهها،
 فمهما كانت درجة تحكمك فى مشاعرك قويه وتقدر على إنكارها فى لحظه سترمى كل شئ خلفك وتظهر حقيقه واحده 
أنك عاشق.
  إقترب منها بلهفه يقول: 
زينب  مالك وشك مخطوف كده ليه؟ 
فتحت زينب عيناها وحاولت الثبات قائله: 
مفيش أنا كويسه، بس يمكن إجهاد من السهر. 
نظر رفعت لها بضيق لائماً يقول: 
كل ده بسبب إجهاد نفسك فى الوحده، أعملى حسابك النهارده وبكره مفيش مرواح للوحده. 
لشعور زينب بالدوار لم تجادلهُ، سارت أمامه تحمل حذائها بيد واليد الاخرى ترفع ذيل فستانها الطويل
كانت تسير تشعر بترنُح. 
لاحظ ذاك رفعت، فأقترب منها ووضع يدهُ حول خصرها، لم تتهجم عليه كعادتها، وسارت جواره صامته 
الى أن صعدا على سلم السرايا إبتعدت زينب عنه وتقدمت بدرجه وهو خلفها 
تشبثت بالسياج الحديدى للسلم، لكن قوتها على التحمُل إنتهت 
للحظه فقدت السيطره وسابت مفاصل يدها وأرتعشت، لم تعُدقادره على التحكم بها، ولا بجسدها بالكامل، أغمضت عيناها تاركه جسدها يهوى
لكن قبل أن تهوى كانت يد رفعت تتلقاها
إرتجف قلبهُ بل توقف قلبهُ وهو يحملها سريعاً ينظر لوجهها الذى يُشاحب الموتى وجسدها الذى يرتعش بين يديه. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام قاعة العُرس قبل دقائق. 
وقف نُعمان حائراً يقول: يظهر إننا إتأخرنا على ما طلعنا من القاعه يا لولا هنروح إزاى دلوقتي، العربيات كلها مشيت وسابتنا، شكلنا هنرجع مشي. 
تبسمت ليلى وهى تتدلل على نُعمان  قائله: دى أحسن حاجه أهو نتسلى سوا وإحنا ماشين فى نسمة الهوا الحلوه دى، وتحكى لى عن مغامراتك فى بلاد أروبا. 
تبسم نُعمان: أسمها أوربا مش أروبا، يا أروبه. 
تبسمت ليلى قائله: مش عارفه أيه سبب الكميا اللى بينى وبينك من وقت ما رجعت يا خالو، أنا بحب أفضل معاك حتى أوقات  بتمنى تكون إنت بابا. 
تبسم نُعمان  يقول: ما أنا زى بابا، مش بيقولوا الخال والد، 
فى اثناء وقوف نُعمان  وليلى، رأى نُعمان  خروج وسيم، فقال: 
ها لقيت لينا توصيله يا لولا، شكلك بنت حلال ومُرزقه، إستنى هنا وراجعلك. 
نظرت ليلى لنُعمان وجدته ذهب ووقف مع وسيم لدقيقه، ثم عاد لها يقول: 
لقيت لينا توصيله طلبت من وسيم ياخدنا معاه وهو ذوق ورحب بأنه يوصلنا، يلا بلاش نسيبه واقف. 
كانت ليلى ستعترض، لكن جذبها نُعمان  من يدها يقول: 
يلا يا لولا، خالك مش شاب وهيقدر يمشى من هنا لاول الشارع. 
رسمت ليلى بسمه، ذهبت خلف نُعمان. 
لم ترفع وجهها وتنظر ل وسيم، الذى فتح لها باب السياره الخلفى، صعدت للسياره دون حديث، وصعد نُعمان  فى الامام جوار وسيم الذى يقود السياره. 
تبسم نُعمان  يقول: إنت جيت لينا نجده إتأخرنا  على ما طلعنا من القاعه بسبب الزحمه والعربيات مشيت وسابتنا، بس إنت أيه اللى أخرك لدلوقتى.
رد وسيم  : مفيش نفس السبب تقريباً، الزحمه وأنا مش بحب الزحمه. 
رفع وسيم يده  يُعدل المرآه الاماميه للسياره وقع بصرهُ على إنعكاس وجه ليلى بالمرآه،للحظات نظر لانعكاسها بالمرآه،لكن هى لاحظت ذالك فبدلت نظرها ووجهت بصرها نحو شباك السياره تُغمض عيناها.
إنتبه وسيم وغص قلبه، ثم قام بعدل المرآه وقام بتشغيل السياره وبدأ بالسير،كان فى البدايه يحاول نُعمان الحديث مع وسيم،لكن وسيم كان يرد بأقتضاب
،الى أن قال نُعمان:
على فكره أنا كنت صديق ل وحيد الشامى الله يرحمه.
نظر له وسيم 
تبسم نُعمان:كنا أصدقاء جداً كمان وكنا على إتصال حتى بعد ما سافرت،صحيح كانت مكلمات تليفونيه من فتره للتانيه،بس كان بينا صداقه،وهو كان فارس شُجاع.
تبسم وسيم على مدح نُعمان لوالده وقال بحسره فى داخله:
الفارس الشُجاع مات مقتول بعد ما وقعه حصانهُ.
تنهد نُعمان بأشتياق يقول:أنا وووحيد كان سبب صداقتنا إننا إحنا الاتنين إشتغلنا عند همام الزهار.  
..... 
بعد قليل بسرايا الزهار 
بعد ذالك الأستقبال الحافل الذى كان فى إنتظار رامى ومروه بالسرايا، أعيره ناريه وأعيره طلق مصحوبه ببعض الألعاب الناريه. 
وإستقبال شخصى لها من مُهره، التى تمنت لهم السعاده. 
صعد رامى  برفقة مروه الى ذالك الجناح الكبير بالسرايا والذى جُهز خصيصاً من أجلهم 
تبسم رامى وهو يدخل خلف مروه التى تشعر بالخجل
سَخِر رامى من ذالك الخجل، وقام بفك رابطة عُنقه، ووضعها على الفراش وعاد بنظره الى مروه، ثم سار بأتجاه وقوفها بالقرب من باب الجناح
ونظر بتسليه لها 
فهى و قفت  تفرك بيديها على ثنيات فستان زفافها، وحين أقترب منها 
عادت للخلف خطوات 
ووقفت ترتجف، تنظر له تخبر عقلها أن 
من أمامها الأن هو ما يدعونه بالوحش المشوه، ربما وجهه، يحمل الوسامه ولكن  بعض الحده، 
ربما مثلما يقولون أنه مشوه الجسد، كالمسخ.
بينما هو تبسمت عيناه 
هو يشعر بخوفها، ضربات قلبها يسمعها، شعر، بألم كيف لها أن تخشى منه، فهى من سكنت قلبه صغيراً، 
هى أبنة أحد السائسين لديه بالمزرعه، لو كانت غيرها، لرحبت بالزواج منه،وما عاندت كل ذالك الوقت ، وكانت هى من بادرت أقتربت منه، وطلبت وصالهُ،
 لكن،
 لما نسيت، ذالك الفتى بالماضى، هو أزاح كل الفوارق، وأراد الزواج من أبنة خادميه، لكن ظل حرق الماضى له أثار ليس على الجسد فقط، بل بالروح. 
أتجه الى الفراش، وبدأ فى خلع ثيابه أمامها قائلاً: عندك الحمام، تقدرى تدخلى تغيرى الفستان فيه، ما هو مش معقول، هتفضلى طول الوقت لابساه. 
اتجهت هى الأخرى الى الفراش، وأخذت تلك المنامه، ودخلت الى الحمام فوراً 
وقفت خلف الباب، تضع يدها على صدرها قائله: 
يارب أنت عالم بيا 
أبن الزهار الصغير أنا مكنتش أحلم بس أنه يبصلى، بس يارب، هو كيف ما بيقولوا  عليه جسمه كله مشوه، يارب انت عالم أنى وافقت عالجوازه دى بالأجبار 
، سمعت خبط على الباب 
خلفه صوت غليظ يقول: لو خلصتى عاوز أدخل للحمام. 
سريعاً  خلعت الفستان، وأرتدت تلك المنامه، وفوقها مئزر رجالى كان بالحمام وخرجت. 
كانت المفاجأه حين خرجت خائفه خجله ،ولكن رفعت نظرها لثوانى  ونظرت أليه،وأخفضت عيناها مره أخرى لكن سُرعان ما رفعت عيناها وعادت بالنظر إليه. 
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوقف وسيم السياره أمام منزل نُعمان 
نزل نُعمان السياره  أولا ثم نزل وسيم هو الآخر خلفه 
تبسم نُعمان وهو ينظر لليلى وتتحدث الى وسيم: 
ليلى يظهر من الأرهاق نعست، هصحيها علشان تنزل ومره تانيه بشكرك يا وسيم إنك وصلتنا. 
تبسم وسيم الذى عيناه على تلك الملاك النائمه وقال: مالوش لازمه الشكر بينا، كفايه حضرتك طلعت صديق قديم للمرحوم والدى. 
تبسم نُعمان  ووضع يده على كتف ليلى بحنان يُقظها قائلاً: 
ليلى أصحى وصلنا للبيت. 
فتحت ليلى عيناه  ونظرت لنعمان تبسمت ثم فركت عينيها بيدها وقالت: أنا ازاى نمت فى العربيه. 
تبسم نُعمان: أكيد من الأرهاق، يلا يا حبيبتي  إنزلى. 
تبسمت ليلى ونزلت من السياره دون  النظر  بأتجاه وسيم، الذى شكرهُ نعمان  مره أخرى قبل أن يتوجه خلف ليلى الى داخل منزله . 
صعد وسيم يشعُر بضيق ليلى تحاول قدر الامكان تجاهُل حتى النظر إليه 
وضع يدهُ على مقود السياره وسار بضع خطوات، لكن لفت نظره حركة شئ وقع بالمقعد الخلفى للسياره، توقف ونظر بالمقعد الخلفى، وجد حقيبة يد صغيره، هى الحقيبة التى كانت بيد ليلى، بالتأكيد نسيتها دون وعى منها، أمسك الحقيبه بيدهُ، فكر للحظه أن يُرسلها لها بأى طريقه فيما بعد، 
فكر قليلا 
لكن هو مازال قريب منزل خال ليلى، لما لا يعود ويُعطيها له، ثم يغادر. 
بالفعل 
عاد تلك الخطوات بالسياره ونزل من السياره وهو لا يعلم أن القدر قد أرسله نجده لليلى ونُعمان من براثن قاتل منتهك.  


يتبع الفصل الواحد والعشرون  اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent