Ads by Google X

رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامة

الصفحة الرئيسية

             رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الواحد والعشرون بقلم سعاد محمد سلامة


رواية عشق بين نيران الزهار الفصل الواحد والعشرون 

قبل قليل أمام قاعة العُرس
رأى مجد هبه ومعها ذالك الرجل الذى كان يجلس جوارها بالقاعه، يتجهان لركوب إحدى السيارات، تحدث لنفسه قائلاً: جاتلك الفرصه يا واد يا مجد، يلا ربنا الموفق. 
ذهب مجد وقال للسائق الذى كان يقف امام السياره: 
بقولك ايه يأسطى هات مفاتيح العربيه وشوفلك عربيه تانيه إركبها. 
تعجب السائق: حضرتك  بتقول، لو عاوز ممكن تركب مع عم صفوان وبنته أوصلهم لبيتهم وبعدها اوصل حضرتك للسرايا. 
رد مجد: لأ  تُشكر كلك ذوق أنا هوصلهم وبعدها هاجى بالعربيه السرايا، ولا تكون مفكر إنى هطمع فى عربية جوز أختى، رفعت بيه وأخدها وأهرب. 
إرتبك السائق  قائلاً: لأ حضرتك فهمتنى غلط انا قصدى راحتك حضرتك متعرفش الطريق من هنا للبلد. 
رد مجد: العربيه مش فيها  Gps وشغال. 
رد السائق: أيوا حضرتك بس الطُرق هنا متفرعه وممكن Gps ميعرفهاش. 
رد مجد: لأ متقلقش وبعدين معايا الحاج والآنسه أكيد عارفين الطريق،مش هنتوه يعنى خلصنى وهات المفتاح. 
مد السائق يده وأعطاه المفاتيح قائلاً: المفاتيح  أهى طريق السلامه. 
تبسم مجد بظفر، وهو يأخد مفاتيح السياره يقول: هو كان لازم أفكرك أنى أخو مرات رفعت بيه عالعموم، طريقك أخضر وأدعيلى.
تبسم السائق وعاد للخلف.
صعد مجد للسياره ووضع المفتاح فى الكونتاك وأدار السياره،تبسم بزهو وهو يرى هبه هى من تجلس لجواره،وكان بالخلف والداها صفوان. 
الذى قال: اول مره أشوفك 
إنت سواق جديد عند رفعت بيه. 
رد مجد: لأ أنا مش سواق انا مهندس بترول، أبقى جوز أخت رفعت ،قصدى أختى جوز رفعت .
رد صفوان بأستغراب:بتقول أيه مش فاهم.
تبسم مجد يقول:قصدى رفعت يبقى جوز أختى،أنا أخو الدكتوره زينب .
رد صفوان:أهلاً وسهلاً،فين السواق مش جاى،هنفضل هنا طول الليل ولا أيه.
رد مجد:لأ فى عجز فى السواقين،فقولت أنا أوصلكم،لو مكنش يضايقك يا عمو وأنت والآنسه....؟ 
رد صفوان: هنضايق ليه وبعدين أحنا نسايب انت اخو الدكتوره زينب، سلفة بنتى. 
همس مجد بصوت سمعته هبه فقط: 
قصدك من سوء حظها، واضح أن الواد رامى مراته رقيقه مش زى المتوحشه زوزى أختى. 
تبسمت هبه التى سمعته، وتحدث صفوان: والله البلد كلها بتحب  الدكتوره زينب. 
تبسم مجد يقول: والله الدنيا كلها بتحب الدكتوره زينب ماعدا انا ورفعت، أكتر أتنين هى ظاهره على حقيقتها معاهم،بس الحمد لله بعد ما اتجوزت إرتاحت من غلاستها. 
تبسمت هبه تقول: واضح أن الدكتوره مضيقاك فى حياتك. 
تبسم مجد يغمز بعيناه لهبه قائلاً: 
أسوء حاجه إن بنت تجى قبل الولد اقولك ليه.. يا.... 
نسيتى تقوليلى إسمك؟ 
ردت  هبه: إسمى هبه. 
تبسم مجد بغمز قائلاً: أحلى الاسامى تحسيه كده من الهبه، مش زى زينب أختى، تحسيه من الزن والذنب الأتنين مع بعض، بالك يا قمر أنتى، شوفى رقيقه إزاى، أختى زينب دى راجل متنكر فى دكتوره. 
تبسمت هبه بخجل، بينما قال صفوان: الدكتوره معاملتها لطيفه مع كل أهل البلد. 
تبسم مجد: آه هى لطيفه مع الناس لكن معايا بتستقوى عليا وتقلب فلوسى، هحكمك يا عم الحاج، دى بتقبض مرتبها وتخلصه من أول أسبوع فى الشهر وبقية الشهر تفترى عليا وتاخد منى فلوسى، بالغصب والقمار. 
ضحكت هبه بينما إنصدم صفوان يقول: هى الدكتوره بتلعب قمار. 
رد مجد: دى قُمارتيه ياعم الحاج، وبتغشنى فى البلاي إستيشن، بتغشنى وفى الاخر تكسب وتاخد فلوسى بالعافيه،وغُلبت فيها أقول لها إحنا بنلعب جيم تسالى،والقمار حرام،تفترى عليا وإيدها تقيله،وكمان أختى الكبيره وانا متربى ومبرضاش أمد ايدى عليها علشان هى فى الآخر بنت مع أنى مش مقتنع بكده بس انا محترم. 
ضحكت هبه تقول: بس انا اتعاملت مع الدكتوره قبل كده، وكانت فى غاية الرِقه. 
سخر مجد يقول: رِقه... زينب أختى أبعد واحده عن الرِقه، بالك الشامه اللى جنب عنيها دى مفكرها حسنه، دى سيئه طلعه لها فى وشها، بالك أنا عندى شامه فى ايدى الشمال نفس الشامه فى ايدها اليمين، وكمان فى أيد ماما نفس الشامه فى ايدها الشمال وتقولى إنت لقيط وماما خدتك تربيك وتكسب فيك ثواب. 
تبسمت هبه، وكذالك صفوان. 
تنحنح مجد قائلاً: 
كفايه كلام فى سيرة البت زوزى، زمانها شرقت ومش بعيد أرجع للسرايا ألقاها ودعت. 
قال مجد هذا ونظر لليلى يقول بتوريه: 
أنا عرفتكم عن نفسى مش تعرفنى عنك يا عم الحاج، بتدرس أيه أدبى ولا علمى، قصدى نتعرف على بعض. 
لاحظ صفوان نظر مجد لهبه وأخذته النخوه قليلاً وقال: بلاش كلام كتير وركز فى الطريق قدامك، أنا عمك صفوان، والد مروه مرات رامى سلفة الدكتوره، وكمان بساعدهم فى الاستطبلات تقدر تقول أنا المسئول عن الخيول. 
تبسم مجد يقول: فارس يعنى، تعرف أن نفسى أركب خيل قوى، بس للأسف معنديش وقت، أجازتى ليوم واحد أصل أنا كنت بشتغل فى عتاقه، وإتنقلت للعوينات. 
تبسم صفوان يقول: الأتنين صحرا، ربنا يكون فى عونك. 
تبسم مجد: ايوه أدعيلى يا عم الحاج، انا خلاص مُخى ساح من الشغل فى الصحرا، وبقيت بشوف القمر بالليل وبالنهار وأنا صاحى ووأنا نايم. 
رد صفوان، ربنا يكون فى عونك، بس إنت كده دخلت من طريق غلط، الطريق ده عكس طريق الزهار. 
رد مجد: معليشى، يظهر العيب فى  Gps
أنا ماشى عليه يظهر غلط. 
رد صفوان: أيه Gsده كمان. 
ردت هبه بتوضيح:  المهندس مجد قصده Gpsوده جهار زى خريطة للطريق يا بابا، بس إليكترونى. 
تبسم مجد بهمس: أخيرا سمعت إسمى بصوت الكناري، بس بلاش  مهندس دى قولى يا ميجو. 
نظرت هبه له وكانت ستتهجم عليه لولا أن قال صفوان الذى ينظر خارج شباك السياره: 
يا أبنى سيبك من الجهاز اللى بتقول عليه ده، ووجهيه يا هبه للطريق، ولا تعالى مكانى وأوجهه أنا خلاص قربنا عالفجر مش هنبات عالطريق. 
رد مجد سريعاً: لأ خلى الآنسه هبه جنبى توجهنى للطريق. 
ثم قال بهمس: وجهينى للطريق يا عسل. 
ردت ليلى بزهق من تحرش مجد وقالت: تمام هدلك عالطريق بس ركز فى عالطريق خلينا نوصل بالسلامه للبلد. 
تبسم مجد وبدأ يسير حسب توجيه هبه له للطريق، الى أن وصلا الى أمام منزل صفوان. 
نزل صفوان من السياره، وفتحت هبه، باب السياره، لكن مسك مجد يدها وقال: 
هنتقابل تانى صح. 
شدت هبه يدها من يد مجد وكانت ستتهجم عليه، لكن خشيت من ردة فعل والداها، سارت بصمت خلفه. 
تنهد مجد يقول: أكيد هنتقابل خلاص عرفت إنتى مين يا سندريلا. 
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل نعمان قبل  دقائق. 
فتح الباب مبتسماً أفسح مجال ل ليلى التى سبقته بالدخول ووقفت قريبه منه، بسبب خفوت الأضاءه بمدخل المنزل، دخل نُعمان وتوجه الى زر الكهرباء، وأشعل الضوء، مبتسماً.
قالت ليلى:أنا هلكانه هدخل أنام تصبح على خير ياخالو.
تبسم نعمان:تصبحى على جنه يا روح خالو.
توجهت ليلى لأحدى الغرف، ودخلت وأغلقت خلفها الباب وهى لاتدرى ماذا ينتظرها بداخل الغرفه.
أشعلت الضوء،لترى عينان شريره،هى رآت تلك العينان سابقاً،نهض بترنُح يقول:
أكيد فكرانى يا موزه.
بالفعل هى تتذكره هو ذالك الوغد الذى كاد أن يغتصبها سابقاً،لولا أنقذها وسيم حينها. لم تنتظر ليلى وفتحت باب الغرفه سريعاً وخرجت منها تستغيث ب نعمان،الذى خرج من غرفته مفزوع هو الآخر. 
إرتمت ليلى بحضن نعمان ترتجف. 
نظر نعمان أمامه، وجد شاب، يبدوا بوضوح أنه متسكع و تحت تأثير المُخدرات، تحدث بثبات: 
إنت مين وإزاى دخلت لهنا فى البيت؟ 
أشهرالمتسكع مديه بيدهُ وقال بوقاحه: إبعد إنت يا عجوز، وسيبها متخافش هظبطها بالراحه.
تعصب نُعمان قائلاً: شكلك شارب ومش فى وعيك،إزاى دخلت لهنا .
رد المتسكع:دخلت من الشباك،أصله واطى قوى،سهل النط من عليه،بقولك أيه ياراجل يا خرفان إنت إبعد عنها أنا مش هسيبها الليله،هى هتعمل عليا شريفه وهى مقضياها،أنا شايفها فى قاعة الفرح من شويا وجدع زانقها تفعيص تحت الشجره. 
ردت ليلى التى ترتعش ببكاء: إخرس يا حيوان وأخرج من هنا بدل ما اصرخ وألم عليك الجيران. 
إقترب المتسكع يلوح بالمديه التى بيده قائلاً: صرخى يا موزه علشان أشُقلك الراجل الكُباره ده، ومتلقيش له ملامح، وبعدها هاخد برضوا اللى عاوزه، من المره اللى فاتت فاكره، وبعدين انا معايا صور بشوية تعديلات  لو نشرتها هسوء سمعتك فى البلد كلها.
كانت ليلى ستتحدث لكن قال نعمان وهو يسحب ليلى من صدرهُ ويلفها خلف ظهرهُ قائلاً:بس يا ليلى بلاش تنزلنى من نفسك وادافعى عن نفسك قدام قذر زى ده.
قال نعمان هذا وتقدم بإتجاه ذالك المتسكع،الذى أظهر جُبنه فهو لا يستقوى سوا على الضعيف،وبدأ يتراجع للخلف الى أن إصتطدم بالحائط خلفه،فأشهر المديه بوجه نعمان قائلاً:بقولك إرجع للوراء،الصور خلاص أنا بعتها للباشا وفيضحة السنيوره هتلف البلد.
تحدث نعمان:ومين الباشا بتاعك ده بقى،ولما أنت جبان  وخواف كده ليه بتتهجم على بيوت الناس،وعاوز تنتهك حُرمتها.
أشهر المتسكع المديه بوجه نعمان يقول بقوه زائفه:أنا مش جبان بقولك إرجع للوراء بدل مأذيك،أو أقتلك.
نبسم نعمان بسخريه يقول:ها إنت غلطان انا عايش ميت من سنين مش هتفرق لما أموت دلوقتي فعلاً. 
قال نعمان هذا وأصبح بينه وبين ذالك المتسكع خطوه واحده،والذى من جُبنه،إرتعشت يدهُ على المديه وهاجم نعمان بها.
تلقى نعمان الضربه بمعصم يده،لكن قام بصفع المتسكع،ووقعت المديه من يدهُ بعيد قليلاً وبدأ فى تلقى بعض الصفعات واللكمات من نعمان،لكن  مد يده وكان سيلتقط المديه من على الارض،لكن ليلى سريعاً أخذتها من على الارض،ترتعش يدها.
فى ذالك الحين،دق جرس الباب،إتجهت ليلى سريعاً للباب وقامت بفتحه،تقابل وجهها مع وسيم الذى إرتجف قلبه بسبب دموع ليلى،وقال ليلى فى ايه بتبكى ليه؟
ردت ليلى بلجلجه وتقطع كلمات:الحيوان،هيقتله،خالى،إلحقهُ جوه.
رغم أن وسيم لم يفهم معنى قولها، 
لكن دخل سريعاً، ليرى ذالك المتسكع  الوغد، قام بضرب نعمان، لكن مازال ل نعمان الغلبه عليه، أبعد وسيم نعمان  قائلاً: إنت يا وغد مش سبق ضربتك قبل كده، قام بوسيم بضربه هو الآخر عدة ضربات ثم قام بتقيدهُ بحبل أتى به نعمان. 
تحدث وسيم وهو يبصُق على ذالك  المتسكع، بقوه: الوغد ده لازم يتسلم للبوليس ده مش أول مره يتهجم على ليلى. 
تعجب نعمان يقول: قصدك أيه، هو فعلاً  كلامه انه حاول قبل كده يأذى ليلى. 
نظر الأثنان لليلى التى لم تعد تتحمل وكادت أن تسقط أرضاً، لكن لحقها وسيم وسندها وأجلسها على أحد المقاعد القريبه، الى ان دخل نعمان وأتى وبزجاجة عِطر،ووضع على يديها وقرب يدهُ من أنفها بلهفه قائلاً:ليلى،فوقى،يا بنتى.
إستجابت ليلى لنُعمان وبدأت تعود لوعيها 
تبسم نعمان وهو يجلس جوارها يضمها تحت يدهُ. 
بينما وسيم بداخلهُ تضارب مشاعر كبير كم تمنى أن يضمها هو مكان نعمان، يُجفف تلك الدموع التى تسيل من عيناها، ايقن بداخله، هو لديه مشاعر خفيه وقويه إتجاه ليلى، لكن عليه وئدها، ليس وقتها الآن. 
نهض وسيم وإبتعد قليلاً وقام باتصال هاتفى ثم عاد مره أخرى عيناه تنظر ل ليلى،التى إستعادة جأشها بشكل كبير،تحدث قائلاً:أنا أتصلت على ضابط القسم اللى هنا فى البلد وهو جاي،دلوقتي،ياخد الوغد ده،وأكيد هتعمل فيه محضر.
رد نعمان:ده أكيد،بس أنتى أيه اللى جابك دلوقتي؟ 
رد وسيم:  يمكن القدر، شنطة ليلى،  نسيتها فى العربيه. 
تبسم نعمان يقول: فعلاً  القدر، كتر خيرك يمكن لو مش مجيك كان الوغد ده مع الوقت قدر يقتلنى ويأذى ليلى. 
نظر وسيم لليلى التى تتشبث بحضن نعمان وصمت 
بعد وقت، سمعوا طرقاً على الباب. 
قبل أن تنهض ليلى تحدث وسيم: خليكى يا ليلى، أنا هفتح ده أكيد الظابط. 
بالفعل فتح وسيم الباب، يرحب بذالك الضابط، الذى دخل ومعه عسكريان، آخذا ذالك الوغد المتسكع، وخرجا من المنزل، نظر الضابط لنعمان الذى اثار دماء على يدهُ وقال: 
هنحتاج من حضرتك كشف حكيم وكمان تجى أنت والانسه معايا تقدموا بلاغ فى الوغد ده. 
رد وسيم: ممكن المحضر وكمان كشف الحكيم يتأجلوا لبكره، زى حضرتك ماشايف تأثير اللى حصل عالآنسه. 
تبسم الضابط يقول: تمام هستناكم بكره الصبح نكتب المحضر وكمان تجيبوا معاها كشف حكيم ونشوف الوغد ده إزاى جاله الجُرأه أنه يتعدى على بيت فيه سُكان. 
تبسم وسيم وهو يُصافح الضابط الذى خرج. 
مازالت عين وسيم على تلك القابعه أسفل  يد نعمان،شعر بوخز كبير فى قلبهُ،أغمض عيناه،ولكن حين فتحها تحدث نعمان:
تقدر تمشى يا وسيم الوقت إتأخر،ومره تانيه بشكرك،وأنا وليلى الصبح هنروح للقسم نقدم أقوالنا. 
رد وسيم الذى لا يود الذهاب ويود البقاء لكن لو بقي لوقت أكثر من ذالك سيسحب ليلى من يد نعمان  يسكنها ضلوعه: 
تمام هفوت عليكم عالساعه عشره الصبح نروح للقسم نقدم أقوالنا. 
تبسم نعمان وكاد ينهض يرافق وسيم الى الباب، لكن وسيم قال: 
خلى حضرتك مستريح أنا هقفل الباب ورايا. 
تبسم نعمان  واماء برأسه. 
خرج وسيم وأوصد الباب خلفه، ووقف يستند عليه يتنهد يلتقط أنفاسهُ الثائره الذى تقوده نحو هوة العشق. 
بينما نهضت ليلى من جوار نعمان وذهبت وأتت بعلبة الاسعافات وبدات تُضمد جرح مِعصم نعمان بيد مرتعشه. 
مسك نعمان يد ليلى وقال: هاتى يا ليلى أنا هداوى أيدى، وادخلى انتى أستريحى، الحمد لله عدت على خير يا حبيبتي. 
رسمت ليلى بسمه وقالت: بس أنا خايفه ادخل الاوضه يا خالى هنام هنا فى الصاله. 
تبسم نعمان  يقول: نامى فى المكان اللى يريحك بس أطمنى. 
تبسمت ليلى وهى تتمدد على تلك الأريكه الموجوده بالصاله. 
أغمضت عيناه، سحبها النوم سريعاً، أو بالأصح اختارت الانسحاب من الواقع بالنوم. 
نهض نعمان ودخل الى غرفته أتى بذالك الدثار ووضعه على ليلى، تنهد ببسمه، وهو يتذكر نظرات وسيم لليلى، كذالك نظرات ليلى التى تتهرب منه، يبدوا أن هنالك قصة عشق جديده، تنهد بعذاب، يُخبر نفسه، ويتمنى ألا يُعيد التاريخ ذاته مع هذان الاثنان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لجناح رامى بالسرايا. 
نظرت مروه ل رامى باندهاش وهو و يقف امامها نصف عاري، لتشرد لثوانى 
لكن حين أنتبهت أن رامى آخذ باله من نظراتها، 
قال بوقاحه: أيه جسمى المشوه مش عاجبك، ولا إتفاجئتى بيه! 
إبتلعت مروه ريقها، صمتت. 
ضحك رامى يقول: إتفاجئتى  صح إنى مطلعتش مسخ مشوه زى ما كنتى بتقوليلى دايماً، أحب أقولك أنا فعلاً  النار طالت جسمى، بس مكنش لها تأثير حروق كبير على جسمى، لانى طلعت من النار قبل ما تشعلل فى جسمى بس كان جالى حالة إختناق من الدخان، وده اللى خلى الكل توقع أنى جسمى أتحرق، بس اللى أتحرق بعدها مش جسمى، اللى إتحرق قلبى أكتر، وإتحرق اكتر لما رجعت لهنا ولقيت اللى رجعت علشانها نسيتنى، وانا عمرى ما نسيتها للحظه وكنت راجع مخصوص علشانها، بس بدل ما تفرح بكده، كانت دايماً  تنعتى، بالمسخ المشوه، وياريت بس كده، دى حاولت تنتحر علشان خافت تشوف المسخ ده فى الضلمه يرعبها. 
تنحنحت مروه وقالت: ليه مصدق إنى حاولت انتحر قولتلك مش فاكره اللى حصل ليلتها. 
رسم رامى بسمة سخريه، وقام بأمساك جهاز تحكم عن بُعد(ريموت كنترول)  وضغط على أحد ازراره، لينفصل ذالك الفراش الكبير الموجود بالغرفه الى فراشين متوسطان الحجم. 
تعجبت ونظرت مروه ل رامى بأستغراب قائله: أيه ده! 
رد رامى بإستعباط: قصدك أيه ب ده؟  
ردت مروه: الأوضه فيها سريرين ليه؟ 
رد رامى بلا مبالاه:سرير ليا وسرير ليكى، عادى وفيها أيه أنا متعود أنام طول عمرى على سرير لوحدى. 
نظرت له مروه قائله: 
يعنى أيه تنام على سرير لوحدك! 
إقترب رامى عيناه تجول على جسد مروه بشغف يداريه خلف بروده وقال: 
قولت عادى، ولا عاوزانى أنام جانبك على سرير واحد، معنديش مانع، بس بالطريقه دى ممكن.........
ردت مروه وهى على شفا البُكاء: 
ممكن أيه؟ 
وضع رامى يداه حول خصر مروه وجذبها بين أحضانه، وإنحنى يهمس جوار أذنها قائلاً بصوت إقشعر له بدنها قائلاً: 
عاوزانى أنام جنبك على سرير واحد، وإنتى لسه كسور جسمك ملتئمتش بدرجه كافيه تتحمل لمساتى، وكمان مش خايفه آخد منك اللى يخلينى أزهق منك بسرعه وأفوق من زهو نزوتى بيكى،أهو كل المده ما تطول إنتى المستفاده. 
شعر رامى بإرتعاش  جسد مروه بين يديه، وعاد برآسه للخلف رأى بعين مروه دموع، تجاهلها وإنحنى يقتطف من شفاها قُبلات مُغلفه بشغف عاشق بارد.
بعد قليل ترك شفاه مروه ينظر لضياعها أمامهُ وإبتعد عنها وإرتمى بجسدهُ على أحد الفراشين قائلاً ببرود:أطفى النور كله متعود أنام فى العتمه. 
تدمعت عين مروه وشعرت بالمهانه من نفسها، كيف لها أظهرت أنها تريدهُ وهو تعامل معها ببرود، أطفأت الضوء الأ من نور خافت بالغرفه  وذهبت الى الفراش الآخر. 
تحدث رامى: ليه مطفتيش النور كلهُ. 
ردت مروه: متعوده يكون فى نور فى الاوضه علشان بخاف. 
تبسم رامى دون رد، منتشياً، هو اقسم لنفسه لن ينال مروه قبل أن تعترف بلسانها أنها تعشق المسخ المشوه. 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت مُهره للبيت، ذهبت مباشرةً الى غرفتها القديمه، وأغلقت على نفسها بالمفتاح، تعيش بين جُدران تلك الغرفه، بعض من ذكريات الماضى 
أقسى عتاب هو عتاب الحبيب المقهور خاصةً إن كان العتاب عن بُعد ببضع كلمات برساله ورقيه. 
فتحت صندوق الذكريات، وأخرجت تلك الرساله الورقيه، كانت آخر رساله أرسلها لها نُعمان وهو بخارج مصر، كان هناك مرسال بينهم يستلم تلك الرسائل ويعطيها لمُهره. 
وتلك كانت آخر رساله، أرسلها لها 
بعد أن علِم أن مهره تزوجت من ذالك الحقير هاشم. 
دمعه نزلت من عيناها، وهى تفتح ذالك المنديل القماشى، بقايا زهره جفت بين أنسجتهُ، وضعت المنديل على الفراش، وقرأت تلك الرساله الأخيره، 
"عزيزتي  مُهره، 
لأول مروه مش بس قلمى اللى وقف  قلبى  كمان وقف وانا بكتب ليكى، آخر رساله
رسالة وداع، او ضياع، كان لسه فى قلبى أمل أنى أرجع لمصر تانى ألقاكى مستنيانى، بس الليله حسيت أنى أتيتمت من نفسى، أنتى كنتى نفسى اللى عايش بيه يا مهره، كنت مفكر مع طول الوقت أنى أرجع لمصر تكونى فى إستقبالى، بس لما عرفت إنك اتجوزتى من الشخص اللى زمان السبب فى فُراقنا، منكرش الغضب حرق قلبى، بس أيقنت أن حدوته ست الحسن والشاطر حسن (خيال) 
كانوا بيضحكوا علينا بيها، وإن عُمر عشق المهره الجميله والجناينى إنتهى وكان مستحيل يكمل، هى المُهره العاليه، وهو الجناينى اللى بيشتغل فى الأرض اللى بتدهسها برجلها، لاول مره هختم رسالتى الأخيره، معدش ينفع أقول حبيبتي الغالية 
بتمنالك السعادة، وداع." 
نزلت دموع مُهره بغزاره وهى تعيد تطبيق الرساله ووضعها بصندوق الذكريات، رغم لقاءات مُهره ونعمان منذ عودته من السفر، لم يتحدث الأثنان لبعضهما مباشر، حتى الليله بالزفاف تلاقت عيناهم كثيراً، لكن كان كل منهم يبعد نظرهُ عن الآخر سريعاً، قبل ان تتحدث عيناه بحنين، لذالك الحب المؤود تحت الرماد. 
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
نظر رفعت برجفه لوجه زينب التى وقعت بين يداه ترتعش، إرتعش قلبه هو الآخر، يقول، بأستجداء: زينب،،، زينب. 
فى ذالك الحين كانت هاله تنزل بالصدفه، رأت زينب بين يدي رفعت، إنخلع قلبها، وتوجهت لمكانه بسرعه وقالت: 
زينب رينب بنتى، كان قلبى حاسس أنها مش بخير من قبل ما نروح للقاعه بس هى كابرت وقالتلى انها كويسه. 
رد رفعت: هاخدها للمستشفى حالاً. 
ردت هاله: لأ لازم نحقنها بالحقنه الاول، وبعدها أطلب لها دكتور هنا يجى يشوفها، بسرعه بلاش تضيع وقت لتدخل فى غيبوبه. 
تعجب رفعت يقول: غيبوبة ايه وحقنة ايه! 
قالت هاله: مش وقته أكيد فى هنا حقن أنسولين، أنا شيفاها موجوده فى ألاوضه، وسالتها، قالتلى كويسه، وبتاخد علاجها. 
رغم عدم فهم رفعت لكن صعد بزينب الى الغرفه التى تبقى بها، وقام بوضعها على الفراش، فوجئ وهو يستدير بظهره، بأمساك هاله، لحقنة أنسولين، كذالك جهاز قياس السكر. 
سريعاً وقفت هاله بحقنه ووضعتها أمام عضد زينب،لكن هى الأخرى،إرتعشت يدها،
لاحظ ذالك رفعت،فأخذ السرنجه من يد هاله وقام بغرسها بعضد زينب، ووقف مره أخرى 
  إنتظرت  هاله دقائق تمر كالساعات، وقامت بقياس السكر، وزفرت نفسها قائله: لسه السكر مش مظبوط، أطلب دكتور بسرعه. 
رغم أن رفعت لأول مره يشعر أنه شبه تائهه مسلوب القلب، لكن فتح هاتفه وقام بالأتصال على أحد الأطباء. 
ووقف بالغرفه يرى هاله التى تجلس جوار، زينب كل دقيقه  تنظر لوجهها الذى بدأ يستعيد جزء لا يُذكر من حيويته، قامت بقياس السكر، وجدته بدأ يتحسن قليلاً، تنهدت قائله: الغبيه شكلها مبتاخدش علاجها بأنتظام مع انى كل يوم بتصل عليها أفكرها. 
رد رفعت: علاج أيه، هى زينب عندها أيه؟ 
ردت هاله: السكر، عندها السكر من وهى مكملتش أتناشر سنه، هى مقالتش لك. 
رد رفعت بصدمه وهو ينظر لزينب، ليس بشفقه بل بعذاب، هو يشعر كأن  جسده خاوى، يتألم قلبه، على منظرها، أليست هذه هى الشرسه التى تناطحهُ دائماً، نائمه كالملاك بوجه شاحب، يكاد وجهها  يعود لحيويته، تلك سليطة اللسان وقعت بين يديه بلحظه ترتعش. 
قطع نظر رفعت لها دخول محاسن وخلفها الطبيب. 
ألقى الطبيب السلام، 
تنحت هاله من جوار زينب، وقام الطبيب بإفاقة زينب، التى فتحت عيناها بوهن، 
لا يعرف رفعت غير تفسير واحد لذالك الشعور الذى أخلتج قلبهُ حين فتحت زينب عيناها،هو عاشق،أجل هو يعشق تلك الشرسه التى ألقاها القدر بطريقهُ بالوقت الخطأ،للحظات تمنى أن يُمحى ذاكرته و كل شئ مر به فى  حياته ويتذكر فقط تلك الطبيه الشرسه،لكن عاد للواقع والطبيب يتحدث بعتب.
المدام واضح انها عارفه ايه سبب اللى حصلها،وخض اللى حواليها.
صمتت زينب الواهنه التى مازالت تشعر بدوخه وتوهان.
ردت هاله:أكيد السبب السكر،هى قالتلى انه مش منتظم عندها من فتره،بس متوقعتش انها ممكن توصل أنها كانت خلاص هتدخل  لغيبوبه.
تبسم الطبيب قائلاً: كويس أنكم حقنتوها،بالانسولين فى الوقت المناسب،فعلاً المدام كان ممكن تدخل فى غيبوبة سكر  بسبب زياده فى معدل  السكر، وكمان معاه إنخفاض  فى الضغط بسبب الأجهاد الزايد المدام محتاجه راحه مع مواظبه عالعلاج اللى هكتبه لها،زائد هنزود جُرعة الانسولين لفتره لحد ما يتظبط السكر.
نظر رفعت لزينب التى عادت تُغمض عيناها للحظات ثم فتحتها بوهن ملحوظ
وقال بتصميم: إطمن يا دكتور اكيد هناخد بالنا من راحة الدكتوره بعد كده. 
تبسم الطبيب  يقول: يعنى المدام دكتوره وزميله، غريبه كان لازم تعرف طاقة نفسها، عالعموم بتمنى لها الشفا. 
تبسم رفعت، يقول: بشكرك يا دكتور أنك جيت فى الوقت ده خلاص كلها اقل من ساعه والفجر يأذن. 
تبسم الطبيب: لأ مفيش شُكر، يا رفعت بيه، وبعدين الدكتوره زميله، ربنا يشفيها، أستأذن أنا. 
تبسم رفعت وهو يسير خلف الطبيب، ثم عاد بعد لحظات للغرفه وقال: 
زينب نامت. 
ردت هاله: أيوا السكر تقريباً  بدأ يعود لمعدل مقبول. 
رد رفعت: أنا اديت الروشته لواحد من الحرس اللى عالبوابه والعلاج هيكون هنا خلال دقايق،بس حضرتك قولتى انك ملاحظه عليها التعب من قبل ما تروحوا لقاعة الزفاف. 
ردت هاله:ايوه انا كنت ملاحظه عليها التعب،بس لما سألتها قالت انها بتاخد علاجها بانتظام مع ذالك السكر مش متظبط،وكنت مستنيه بعد الزفاف،وكنا هنعمل أختبار.
رد رفعت:إختبار سكر؟
ردت هاله:لأ إختبار حمل انا كان عندى شك أن ممكن يكون عدم أنتظام السكر عندها سببهُ حمل،بس الدكتور قال أنه إجهاد من الشغل.
للحظه إنصدم رفعت،كيف لم يُفكر أن تحمل زينب منه طفلاً،هو حقاً لم يستعمل معها أى موانع كالتى كان يستعملها مع الأخريات،تاه عقلهُ،مع زينب تخطى كل شئ حتى الحدود،هل كان بداخلهُ يريد أن تحمل زينب منه بأحشائها طفل، هل هو مستعد لذالك، لديه هدف آخر، هل يُعقل أن تأتى زينب له بطفل يرث منه اليُتم باكراً. 
فار عقله لو بقي بالغرفه لدقائق، لجُن عقلهُ، من التفكير  والنظر الى تلك النائمه، التى بلحظه جعلته يواجه أشياء  لم يُخطط لها سابقاً وأهمها العشق الذى توغل وتمكن من قلبهُ. 
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت تلك الليله، بدأ يوم جديد. 
بحوالى الثامنه صباحاً
دخل مجد الى غرفة زينب متلهفاً يقول: 
ماما زينب مالها لسه عارف من بابا من شويه قابلته تحت بيشرب قهوه. 
فتحت زينب عيناها بوهن قائله: أنا بخير يا حيوان مش هموت قبل ما اشوفك بتتجوز من سندريلا بتاعتك، وأهزأك قدمها شويه. 
تبسم مجد قائلاً: هزأينى براحتك وكمان قلبينى بس أبقى بخير ،أنا قابل.
تبسمت زينب قائله:طب هات ألف دولار  وانا اقوم  ارمحلك فى الاوضه دى،أصل انا ريحة الدولارات بتفوقنى.
تبسم رفعت الذى دخل وقال: قومى أرمحى فى الاوضه  ومش بس هتاخدى ألف دولار، لأ هديكى عشرتلاف دولار. 
تبسم مجد يقول بمزح: حيث كده بقى أنا معايا كشف حساب بكل مليم قلبتنى فيه زوزى وبقولك بالمُجمل كده هما حوالى عشرتلاف دولار وبارك الله فيما رزق يلا هاتهم ولا أقولك هاتلى بهم حصان عفى كده، اتمنظر بيه قدام الموزه. 
تبسم رفعت له وقال: هو أنت كمان من ضمن اللى الدكتوره قلبتهم فى فلوس، واضح انها غيه عندها بقى. 
تبسم صفوت الذى دخل قائلاً: أنا اول واحد زوزى اتعلمت تقلبه بفلوس كانت بتاخد من هاله مصروف وتجى ليا تقولى فين مصروفى. 
تبسمت لهم هاله وشعرت زينب انهم يحاولون  التريقه عليها  وقالت: 
حتى أنت يا بابا بتتريق عليا معاهم وانا اللى كنت بشفق عليك من غسيل المواعين.
تبسم الجميع تبدل الحال بين ليله وضحاها،من كانت تشاحب الموتى،ها هى تمزح معهم،وتبتسم،رغم وهنها الملحوظ. 
........ 
عقب الظهر. 
بجناح رامى. 
رد رامى  على هاتفهُ مبتسماً يتحدث بود الى أن أنهى حديثه وأغلق الهاتف، ونظر الى مروه التى تشغل نفسها بذالك الهاتف، تحاول عدم إجتذاب الحديث مع رامى. 
الذى قال: 
دى عمتى مهره، بتتصل بتقول إنها هنا فى السرايا وشويه هتطلع لينا هنا  الجناح، علشان تصبح علينا. 
ردت مروه بأقتضاب: تشرف. 
تبسم  رامى يقول: ياريت تفردى وشك قدامها وكمان تلبسى عبايه تليق بعروسه يوم صباحيتها أظن مش محتاجه أقولك إن اللى بينا يفضل سر مش لازم تقولى لوالداتك إننا لسه متجوزناش، أظن فاهمه قصدى أيه،لأنك لو قولتى ليها،وقتها هتضطر أتمم جوازنا وده ممكن يقصر مدة جوازنا.
نهضت مروه لكن أثناء نهوضها السريع شعرت ببعض الالم بساقها،وكادت تقع،لكن نهض رامى سريعاً،وقام باسنادها،نظر لعيناها للحظه تاه بذالك البحر الغائم بعيناها،ونظر الى شفاه التى ترتعش،سار بقلبهُ لهفه،وقام بتقبيل شفاها قبلات شغوفه وعاشقه،تود كل ذره به أن يذوب الآن معها بالعشق ،لكن عقلهُ ينبهه،الوقت لم يحين بعد.
ترك شفاها،وترك الغرفه ذهب الى الشُرفه سريعاً،يستنشق الهواء بغضب،لائماً نفسه،يُخبرها أن من وصل بهم لهذا الحال،هو عقل وقلب مروه التى لم تشعر به.  
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل 
بغرفة زينب  
تبسم رفعت لمُهره التى دخلت الى الغرفه، تقول: 
ألف سلامه عليكي  يا دكتوره. 
ردت هاله: الله يسلمك يا مدام مُهره. 
تحدثت مهره: خير يا دكتوره أيه اللى حصلك فجأه كده  ، أكيد أتحسدتى،بصراحه إنتى قمر بس ليلة إمبارح كنتى قمرين. 
تبسمت زينب قائله: أنا صفر عالشمال جنب جمال حضرتك. 
تبسمت مهره تقول: بلاش حضرتك، قوليلى، يا عمتو إنتى زى بنتى، وبعدين خلينا نشهد صاحب الآمر، بذمتك يا رفعت مين فين أحلى أنا ولا زوزى،قول بالحق بدون مُجامله.
تبسم رفعت  وهو ينظر ل زينب التى عاد وجهها للحياه من يراها يقول ليست هى من فزعت قلبهُ منذ ساعات تُصارع الموت على يديه، شعر وقتها بالخوف الشديد، شعور لم يعيشه منذ ليلة الحريق. 
رد رفعت بدبلوماسيه: بصراحه أنتم الأتنين فى نظرى كل واحده ليها جمالها الخاص بيها. 
تبسمت مهره وهى تنظر لهاله قائله: رفعت دبلوماسى شاطر، بس أيه سبب تعب زينب المفاجئ؟ 
ردت هاله: زينب عندها السكر ومع زيادة الضغط عليها مع هبوط السكر  الاتنين السبب فى تعبها. 
نظرت مهره لزينب بشفقه قائله: ألف سلامه مش تاخدى بالك من صحتك وبلاش إجهاد زياده، تعرفى فكرتينى، ب لبنى أختى هى كمان كان عندها السكر بس أكتشفناه وهى حامل فى إبنها وسيم وكنا مفكرين أنه سكر مصاحب بس لفترة الحمل بس للأسف إستمر معاها، وقدرت تعيش بيه، أخدته وراثه عن المرحومه أمى. 
تبسمت زينب لها كذالك هاله التى قالت: 
للأسف زينب كلنا أتفاجئنا انها إنصابت بالسكر وهى صغيره  كده، بس هى كانت قويه، وإتمردت عليه، وقاومت وقالت إنها لازم تكون دكتوره وتساعد فى شفا الناس. 
تبسم رفعت، مع الوقت تلك الشرسه ما كان عليها أن تدخل لحياته القاتمه الآن. 
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع ظهراً. 
بسرايا الزهار 
بغرفة زينب. 
دخل رفعت كعادته بدون طرق الباب. 
تعصبت عليه زينب قائله: 
مش هتبطل همجيتك دى وتخبط عالباب قبل ما تدخل أفرض معايا حد بالأوضه. 
تبسم رفعت الذى إنسحرت عيناه بزينب التى تقف أمامه، بقميص أخضر  داخلى قصير بالكاد يغطى فخذيها كما أنه بحمالات رفيعه ومفتوح من على الصدر، يُظهر الكثير جسدها. 
لاحظت زينب نظرات عين رفعت، فذهبت وأخذت ذالك المئزر وأرتدته تقول: خير أيه اللى جابك أوضتى دلوقتي. 
إبتلع رفعت ريقهُ وقال: 
كنت جاى أقولك أن مامتك  وصلت القاهره، وكمان أن الغدا جاهز. 
ردت زينب: كنت وفرت على نفسك تدخل عليا بهمجبتك، ماما اتصلت عليا من شويه وقالتلى انها وصلت الشقه والغدا كان كفايه تبعت اى واحده من الشغالين، بس كويس انك جيت كنت عاوزه اقولك إنى هرجع لشغلى فى الوحده من بكره، خلاص مليت بقالى اسبوع فى البيت خلاص قربت أفرقع. 
تبسم رفعت يقول: وصحتك. 
ردت زينب: مالها  صحتى بقيت كويسه جداً. 
رد رفعت: تمام ارجعى بس ممنوع الأجهاد فى الشغل، وتكونى هنا فى السرايا قبل المغرب. 
سخرت زينب منه قائله: إنشاء الله. 
تبسم رفعت  وأقترب من زينب، وقال: يعنى أيه بتاخدينى على قد عقلى وهترجعى تجهدى نفسك تانى، وتوقعى من طولك تانى ، بس مش كل مره هتلاقى أيدي تمنعك من الوقوع عالأرض يا زوزى. 
قال رفعت هذا ووضع يده من أسفل ذالك المئزر  على ساقها العارى. 
رجعت زينب للخلف قائله: همجى، إبعد عنى. 
تبسم رفعت وكان سيُعيد فعلته، لكن سمعا طرقاً على الباب. 
زمت زينب طرفى الرداء عليها وسمحت لصاحب الطرق بالدخول. 
دخلت الخادمه  تقول: رفعت بيه فى ضيفه تحت منتظره حضرتك. 
رد رفعت: مين؟ 
ردت الخادمه: مقالتش هى مين؟ 
رد رفعت: تمام انا ثوانى وهنزل وراكى أشوف مين، ضايفيها على ما أنزل. 
غادرت الخادمه  الغرفه. 
تحدثت زينب بفضول: يا ترى مين ضيفتك الخفيه دى؟ 
تبسم  رفعت وأقترب من زينب  وجذبها من خصرها، ينظر لشفاها ودون مُقدمات قام بتقبيل زينب التى حاولت التملص منه، لكن هو قام بعض شفاها ثم تركها يقول: هنزل أشوف مين الضيفه الخفيه، سلام يا زوزى. 
تعصبت زينب قائله: همجى حقير. 
تبسم رفعت وهو يغلق باب الغرفه خلفه. 
وضعت زينب يدها على شفاها تشعر بألم وقالت: يارب سنانك كلها تقع يا همجى. 
فكرت زينب قائله بفضول: يا ترى مين الضيفه الخفيه دى كمان، 
انا هعقد افكر كتير ليه، أما ألبس بسرعه وأنزل أشوف مين، مش عارفه ليه ماشاء الله كل ضيوفه ستات. 
بينما رفعت توقف أثناء سيرهُ وتنهد بابتسامه يشعر بتذوق شفاه زينب، التى حُرم من تذوقها طوال الأسبوع المنصرم، بسبب مكوث والداتها معها بالغرفه طول الوقت، الى أن أطمأنت أن صحتها أصبحت بخير فغادرت الى القاهره مره أخرى. 
ظل للحظات يقف يبتسم منتشياً، لكن قابلته محاسن قائله: رفعت بيه كنت عاوز أقول لحضرتك إن الست إنعام غضبانه عالاكل وعاوزه أكل مخصوص مش مناسب لصحتها. 
تبسم رفعت يقول: وعاوزه أيه؟ 
ردت محاسن: نفسها فى ملوخيه وتكون معموله على شوربة بط بلدى. 
تبسم رفعت يقول: تمام أعمليها لها زى قبل كده وقولى لها انها بشوربة بطه بلدى، بس قللى الدهون والملح. 
تبسمت محاسن له. 
ترك رفعت محاسن وتوجه الى الصالون، ودخل قائلاً: مساء الخير. 
أستدارت الاخرى له و خلعت تلك النظاره الكبيره التى كانت تُخفى وجهها  وتوجهت ترتمى بحضنه وقبلت وجنتيه قائله بحماس وإشتياق: وحشتنى، يا "روفى" 
فى ذالك الأثناء دخلت زينب  التى إنصدمت من حضن رفعت لتلك الفتاه التى ترتدى زى متبرج، وتنحنحت، قائله بسخريه: 
مش تعرفنى عالموزه، يااااا"روفى ". 
نظرت الفتاه لزينب بأستقلال وأجابت هى: 
أنا (ريما الزهار) مرات رفعت. 
رد رفعت  سريعاً: قصدك" طليقتى".


يتبع الفصل الثاني  والعشرون اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent