رواية فرحتي ومنايا الفصل التاسع 9 بقلم رغدة

الصفحة الرئيسية

   رواية فرحتي ومنايا الفصل التاسع   بقلم رغدة

 رواية فرحتي ومنايا الفصل التاسع 

فتح عز باب الجناح و حمل فرحة بخفة ودلف بها للداخل وأغلق الباب بقدمه

كانت فرحة متشبثة برقبته تضع رأسها على كتفه

توجه بها سريعا إلى سريرهم ووضعها عليه وهو ما زال ممسكا بها ، أمسكت بياقة بدلته وأخذت تمرر أصابعها على رقبته وهي تفتح بضع أزرار من قميصه لتتهدج أنفاسه وتزيد دقات قلبه
اقترب بشفتيه منها وبدأ يقبلها قبلات صغيرة كرفرفة الفراشات جعلت أصابعها تتوقف عما تفعل

عز : وقفتي ليه كملي ، قالها بهمس بالقرب من اذنها

نظرت له بخجل وسحبت نفسها: عاوزة ابدل هدومي الفستان تقيل

امسكها واعادها كما كانت : استني هساعدك

فرحة : لا مينفعش وكمان شعري

اقترب منها أكثر لتميل على السرير وهو يميل معها وبدأت يده تعبث بشعرها وبدأ بفكه ، حتى انسدل على كتفها والسرير
وضعت يدها على شعرها تمرر أصابعها به
قرب وجهه منها كثيرا ليلثم شفتيها بقبلة طويلة رقيقة ، ابتعد عنها لحاجتهم الهواء

فرحه وهي تحاول تهدئة انفاسها: عز بجد انا تعبانه ومحتاجة اخد شاور

عز وهو يبتعد عنها ويمد يده لها: طب تعالي هساعدك

فرحه بعيون متسعه: تساعدني ؟؟ اكيد لا

عز : تعالي واوعدك هكون مؤدب حتى بصي هغمض عيوني

بعد يومين أخذ عز فرحة إلى باريس لقضاء شهر العسل
كانت ايام من العسل حقا لم يتركوا شبرا من باريس الا زاروه
زاروا المتاحف والاماكن الأثرية و الحدائق والمطاعم المختلفة
كانت فرحة بغاية السعادة مع زوجها فها هو يغرقها بالحب والحنان ، يعلمها فنون العشق كما المعلم والتلميذ

على الطرف الآخر بدأت بثينة تتقرب من منى والصغيرة ، أكثرت من زيارتها لهم و أصبحت تقضي وقتا طويلا مع الطفلة ملاك .

كانت سماح متخوفة من تحول بثينة ، وتقربها من الطفلة
ولكنها ظنت أن الصغيرة قد استولت على قلب بثينه كما فعلت معهم

وفي أحد الأيام تركت منى ملاك مع سماح ودلفت المطبخ وأثناء انشغالها نادى مهند على سماح فتركت الصغيرة على السرير وتوجهت لزوجها

استغلت بثينة انشغال الجميع وتسللت لغرفة الصغيرة
نظرت لها مطولا ترمقها بنظرات غل وحقد
بثينة : طول ما انتي موجودة امك هتفضل موجودة بحياتنا ، وانا مش هسمح بده ، من يوم ما عرفها حمزة وهو بعد عني ،
أمسكت الصغيرة من وجهها واقتربت منها وهي تردد : امك سرقت ابني مني زي ما زمان سهير سرقت حب عمري ، وانا مش مجنونة عشان اخلي الزمن يتكرر ، لازم أكرهه فيها واخلي يطلقها ويرجع لحضني ، يكون ليا لوحدي

أمسكت الوسادة و قربتها من وجه الصغيرة وبلحظة كان مهند ممسكا بها بعنف ودفعها للخلف بقوة ،
انتشلت سماح الطفلة وجلست أرضا تبكي بهستيريا وهي تحتضن الصغيرة

مهند بصراخ : انتي اتجننتي ؟؟ في حد يقتل طفلة ؟؟ انتي مش طبيعية

بثينة بارتباك وتوتر : قتل ،، قتل ايه ،، ولا الولية دي لعبة بدماغك
مهند وهو يضرب على وجهه تارة ويشد شعره تارة أخرى: ولية ايه اللي تلعب بدماغي هااااا ، رفع يده بجهاز ابيض صغير ، ده انا سمعت كل كلامك بجهاز مراقبة الطفل ، وده اللي خلاني اجي جري .

بثينه : يبقى عارف اني مش هرتاح غير اما اخلص منهم وابني يرجعلي ، قالتها بصوت عال جدا

التقط نفسه وقال : بصي قعاد هنا في بيت حمزة ملكيش خالص فاهمه ، والبنت دي ممنوع تقربيلها
ونبقى نتكلم بعدين

امسكها من يدها بعنف وهو يسحبه خلفه يلا انا هروحك، وحسك عينك تخطي البيت ده تاني .

استنى ،،،،، قالتها منى بصوت مختنق من البكاء

ماما بثينه هتفضل هنا وانا هاخد بنتي وامشي ،

بثينة وهي تنفض يد مهند : اهي قالت هتمشي سيبني بقا

سماح وهي تقترب من منى تنظر لها كالتائهة : تاخدي البنت وتمشي فين ؟؟

منى وهي تمسح بكف يدها دموعها : هروح بيت بابا ، نظرت نحو بثينة وأكملت بلوم و عتب : انا كنت دايما بسكت على اهانتك و ظلمك ليا ، كنتي بتعملي المصيبة وتتبليني ، واسكت واقول عادي مهو حمزة عارفني وعارفك ودايما بيصدقني وبيحبني ، ده اللي كان مصبرني على كيدك و ظلمك

و دلوقت عاوزة تقتلي بنتي ، أخذت الطفلة من سماح وضحاها لصدرها: عاوزة تحرميني من ضنايا

بثينه: ايوة زي ما حرمتيني من ضنايا جربي الحرمان واحساس الوحده ،
مهند : عمرك ما كنتي وحيدة ، كنا دايما تحت رجليكي، وانتي اللي بترفضينا

اقتربت منه بثينة ونظرت له باشمئزاز : فعلا مكانك تحت رجليا زي ما كانت امك بالظبط .

سكوووون عم المكان لا تسمع سوى صوت أنفاسهم السريعة

على الطرف الآخر عز يتحدث على الهاتف وبنظراته يراقب زوجته التي تتأمل أحد اللوحات الفنية

عز : كله تمام يا فندم ، ومنتظر الاوامر للخطوة التانية
.........
عز وهو يعتصر عينيه بألم: تحت امر حضرتك

اغلق الهاتف واقترب من زوجته واحتضنها من ظهرها يدفن رأسه بتجويف عنقها يستنشق عمرها: وحشتيني

فرحة : وهي تمسح بيدها على وجنته واذنه : وانتي وحشتني يا حبيبي

عز وهو يقبل وجنتها: تحبي تتغدي ايه النهارده

فرحة : مممم، تصدق وحشني الأكل بتاعنا

عز وهو يفكر: آه طب واجيبلك الأكل بتاعنا ده منين ، طب انا عرفت هاكل ايه، انما انتي مشكله

فرحة خلاص يا حبيبي اكل زي ما انت هتاكل

عز وهو بلاعب حاجبه : انا هاكلك

فرحة وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها تتصنع الجمود : ايوة بقا قول انك مش عاوز تأكلني وهتسيبني جعانه

عز : يا بت كوني رومنسية زيي كده ، ايه دماغك دي اللي كل همها الأكل

فرحة : يعني اجوع

عز وهو يهز رأسه بقلة حيلة : تجوعي؟؟ ده
انتي افطرتي بالفندق وكلتي بعدها ساندويش و كيك و ايس كريم ، انا فلوسي اصلا خلصت عالاكل

فرحة بغضب : خلاص مش عاوزة اكل عاوزة ارجع الفندق انام

عز : احسن برضو

وصلوا الفندق وصعدوا لغرفتهم ، احتضنها : هو الجميل زعلان

فرحة : لا ابدا

دقائق و وصل الطعام ، امسكها من يدها ناحية طاولة الطعام ، تعالي شوفي محضرلك ايه

جلس و جذبها على قدميه وكشف عن الأكل

فرحة وهي تصفق بيدها : الله الله ، اكل مصري

قرصها من وجنتها : معقول انتي نفسك في حاجة وانا معملهاش

فرحة : طب طلبته امتى؟

عز: وانتي قالبة وشك وزعلانه

شهقت فرحة وقالت باستنكار : انا ؟؟ امتى ده ؟، محصلش .

بدأ يطعمها بيده وهو يتأملها بعشق

اقتربت سماح من مهند بألم و ربتت بيدها موضع قلبه وهي تقبل كتفه
مهند عينيه مثبتة على بثينه دموعه متحجرة تأبى النزول

انتبهت بثينه لما نطقت به فوضعت يدها على فمها

أزاح مهند يد سماح عن صدره بهدوء واقترب خطوة من بثينه

مهند وما زال نظره مثبت على بثينه : انتي قولتي ايه ؟؟ امي ؟؟ انتي قصدك ايه

بثينه : مقصديش حاجة

مهند : انتي بتقولي امي كانت تحت رجليكي

بثينه : لأ ،،، مقولتش،،، انا ،،انا

مهند: انتي ايييييييه ؟؟

بثينه وهي تدفعه من صدره : انا مكانش قصدي حاجة

اقتربت منه سماح وامسكته من كتفه : مهند ، اهدى شوية

دفع يدها عنه بعنف : متقوليش اهدى ،،، انتي عملتي لامي ايه ،، امسكها من كتفيها وأخذ يهزها بعنف : جاوبيني ، عملتي لأمي ايه ؟؟؟

صرخت الطفلة وبدأت ب نوبة بكاء بسبب الصراخ مما جعله يتوقف عن الكلام ، وأبعد يديه عن بثينه واقترب من الصغيرة يأخذها من حضن منى ، واحتضنها : هشششش بس يا قلبي ، مكانش قصدي اخوفك ، خلاص يا حبيبتي

استكانت الصغيرة بأحضانه ، لتستغل بثينه الوضع وتهرب من منزل حمزة

وصل حمزة الحي ليجد تجمهر من الناس في منتصف الشارع ليمر عنهم دون أن يلقي نظرة إليهم

دخل منزله ليجد منى تجلس على إحدى الكراسي تضع رأسها بين كفيها وسماح بجانب مهند تحتضنه وهو يحتضن الصغيرة

حمزة وهو يتقدم من مهند: مساء الخير ، مالكم
انحنى أمام أخيه وتلمس وجه الصغيرة التي أطلقت ضحكة صغيرة

مد مهند الصغيرة لأخيه فالتقفها منه : بسم الله ، حبيبة بابا ونن عين بابا ، انتي بتضحكي ليا يا صغنونة ، بدأ يقبلها وهو يداعب وجنتيها بانفه وهي تضحك له

وقف مهند وقال : عن اذنكم احنا لازم نمشي

حمزة : تمشي ايه ، مالك يا مهند

مهند : مفيش انا تعبان ومحتاج انام

مد حمزة ملاك ل منى واقترب من مهند : لا مش هتمشي

مهند بعصبية : قلت مفيش ، مفيش ، انهى كلمته واحتضن حمزة وبكى بقهر

شدد حمزة من احتضان مهند وهو يضمه لصدره بقوة : فيك ايه يا قلب اخوك

بكت سماح ومنى لبكاء مهند الذي كان منهارا

ذلك الرجل الذي كان كالجبل شامخ صامد رغم ما مر به في حياته فهو لم يضعف بهذا الشكل، شعر انه حقا طفل يتيم يحتاج الحضن والسند ليستمر ويقاوم

بقي مهند بحضن حمزة لفترة حتى انتهت نوبة بكائه
و حمزة لم يمل ولم يتكلم فقط محتضنه فهو من كان له بمقام الأب، كان دوما الحضن الدافئ وحانت اللحظه ليتبادلوا الأدوار .

ابتعد مهند قليلا ليقول حمزة وهو ممسكا به : متوجعش قلبي اكتر من كده ، متسبنيش أضعف وانت اخويا الكبير وابويا ، اتكلم

سماح من خلفهم : انا اللي هتكلم .

جلس مهند بجانبه حمزة المتشبث به كما لو كان طفلا خائفا عليه من الضياع

في مكتب بمديرية الأمن

كان الظابط يتفحص البطاقة الشخصية و رخصة القياده وقام بتسجيل البيانات

الظابط : الحادثة حصلت ازاي

رجل : والله يا بيه انا كنت ماشي وبلحظة كانت الحادثة حصلت ، ازاي معرفش ، جت منين معرفش هي اللي طلعت قدامي فجأة

الظابط : على العموم احنا هنسال الشهود ونستنى الضحية اما تفوق

الظابط : يا عسكري هات الشهود وخد المتهم اتحفظ عليه

دلف للداخل عدة رجال

الظابط : هاتوا البطاقه

اخرج كل منهم بطاقته الشخصية وسلموها الظابط

في المشفى ..

يتبع الفصل العاشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent