Ads by Google X

رواية غزوة حب الفصل الرابع عشر 14 - اسماء ايهاب

الصفحة الرئيسية

رواية غزوة حب البارت الرابع عشر 14 بقلم اسماء ايهاب

رواية غزوة حب الفصل الرابع عشر 14

يتسطح اعلي فراش المشفي بـالعناية المشددة لا حول له و لا قوة غائب في دنيا من اللاوعي يلف ضمادة كبيرة حول صدره تصدر الاجهزة المحاوطة به صوتها المعتاد الذي يمزق قلب تلك الواقفة خلف الزجاج الشفاف الذي يظهره امامها غافي بـعالم اخر تمسد علي الزجاج و كأنها تتلمسه و هي تبكي بـحرقة حتي احمر وجهها بـشدة و اصبح كـ الدماء مشهد سقوطه امامها بعد ان تلقي تلك الرصاصة التي خرجت من سلاحه الناري كانت بـمثابة موتها وجدت من يربت علي كتفها بـحنو لـ تلتفت بـرأسها لـ تجدها والدت شهاب التي تكاد تنهار من شدة بكاءها علي فلذة كبدها احتضنتها فيروز بـقوة و هي تبكي تربت علي ظهرها لا تعلم اتواسي نفسها ام تواسيها هي استمعت اليها تهمس من بين شهقاتها : 
_ شهاب بيموت يا فيروز 
هزت فيروز رأسها بـنفي سريعاً ضد كتفها و هي تتمسك بها باكية بـقوة هامسة بـألم : 
_ لا يا طنط عشان خاطري متقوليش كدا شهاب هيبقي كويس 
ابتعدت قليلاً عن والدته تمسح دموعها و هي تقول : 
_ انا اسفة يا طنط اللي حصله بسببي و انا مش هسامح نفسي 
نظرت من الزجاج مرة اخري تتأمل شحوب وجهه الذي يفتقر الحياة و هي تعود الي ماضي قريب حين تقفت انفاسها و هي تراه مستعد للـموت حقاً 
فلاش باك 
نظرات الرجاء منها و توسل ان لا يفعل و لكن قد اصر الا يعيش ذلك الموقف مرة اخري يكفي ما عاشه حين تقدم لـخطبة ياسمين و زواجه منها اما ان تكون له او سـ يتخلص من ذلك الثقل الذي يضغط عليه حد الموت ضغط بـالسلاح علي رأسه لـ تتقدم هي منه بـارتجاف و هي تهمس :
_ نزل ايدك يا شهاب عشان خاطري لو بتحبني متعملش كدا انت كدا هتأذيني 
أعينه الحزينة تحكي قصة عشقه لها علي مدار سبع سنوات دمعت عينه و هو يبتعد عنها خطوة قائلاً : 
_ انا مؤذي ليكي دايما 
هزت رأسها بـنفي و هي تبكي و هي تتقدم اليه من جديد بـحرص تحاول ان تأخذ منه السلاح قائلة : 
_ انت كدا مش بتحبني يا شهاب لو بتحبني بجد هاتي المسدس دا اوعدك مش هطلع مش هتجوزه و الله 
ظل ثابتاً متجمداً لا يبدي اي رد فعل ما كادت ان تتحدث من جديد حتي فتحت زينة الباب سريعاً تقول بـتوتر و لم تلاحظ السلاح بـيد شهاب : 
_ عمو اكرم جاي يأخدك يا فيروز المأذون جيه 
علي صوت بكاءها بـحدة لـ تنظر زينة نحو شهاب و تشهق بـحدة واضعة يدها علي فمها لـ تنظر فيروز الي شهاب و هي تقول بـصوت مرتجف : 
_ استخبي عشان خاطري مش هطلع وعد مني مش هطلع معاه بس استخبي 
اشار اليها و هو يبعد عن رأسه السلاح الي الستار قائلاً : 
_ هستخبي بس اقسم بالله لو خطيتي خطوة واحدة برا الاوضة دي هفرغ المسدس في دماغي و انا هعملها يا فيروز 
انهي جملته و تحرك نحو الستار لـ تنظر فيروز نحو زينة التي تقدمت منها تنظر اليها بـحزن من بكاءها الحاد و ما اوقعت نفسها به ، فتح اكرم الباب يبتسم بـهدوء تقدم منها و هو يتحدث قائلاً : 
_ يلا يا فيروز احمد جيه و معاه المأذون 
نظر الي وجهها الباكي و مد يده لـ يمسح دموعها و هو يتسأل : 
_ بتعيطي لية يا فيروز 
نظرت اليه فيروز بـأعين راجية و هي تمسك بـيده بـقوة قائلة : 
_ انا مش عايزاه يا بابا عشان خاطري بلاش 
سحب اكرم يده منها و هو يقول بـحدة من بين أسنانه : 
_ نعـــم !! يعني اية بلاش يعني اية مش عايزاه انتي عايزة تفضحيني خطيبك و الناس اللي برا
هزت رأسها بـنفي و هي تنظر نحو الستار القابع خلفها شهاب ممسك بـسلاحه ، مسحت دموعها و هي تتوسل قائلة : 
_ عشان خاطري يا بابا متعملش فيا كدا انا مش عايزاه ابوس ايدك يا بابا بلاش هو بلاش يا بابا 
امسكت بـيد والدها تجذبها و تقبل بها عدة مرات و هي تقول بـبكاء : 
_ ابوس ايدك و رجلك يا بابا مش عايزاه هتجوزني بالعافية 
امسك اكرم بـحجابها بـغضب يجذبها نحو الخارج و هي تتمسك بـيده ترجوه الا يفعل و بكاءها لا يتوقف و ما كادت ان تتحدث حتي خرج شهاب من خلف الستار يشهر السلاح نحو فيروز يريها اياه و هو يقول : 
_ فيروز 
التفت اكرم ينظر اليه بـصدمة و هو يترك فيروز متحركاً نحوه يقف أمامه قائلاً بـغضب صكاً علي اسنانه : 
_ بتعمل اية في اوضة فيروز يا شهاب يوم كتب كتابها 
ثم نظر الي السلاح بـغضب يتزايد قائلاً : 
_ بتهددها بـالمسدس طب اية رأيك بقي انها هتخرج معايا كتب الكتاب دلوقتي حالاً 
توجه اكرم نحو فيروز من جديد التي كانت تراقب ردة فعل شهاب و ما رفع السلاح من جديد مصوباً اياه نحوه حتي ركضت اليه لـ تمنعه من ذلك ابعدت السلاح عن رأسه بـصعوبة و هو يتحرك بـاعتراض و كأنه في حالة من اللاوعي و لكن خرجت الرصاصة رغماً عنهما صوباً بـصدره و بـالقرب من قلبه و دوي صوت الرصاصة عالياً 
باك
انتفضت حين ودت صوت الرصاصة من جديد بـاذنها جعلها تفيق من تخيلها ، التفتت تبحث بـعينها عن شريف شقيقه و صديقه الاقرب تقدمت نحوه و هي تحاول ان تتجاهل نظرات والدها الغاضب و بـشدة و جلوس ياسمين تنظر اليها كان هدفها الوحيد الآن ان تعلم ما كان مسجل علي الهاتف فـ حين انتقل شهاب الي المشفي قد تناست هاتفه تماماً وقفت جوار شريف و هي تمسح دموعها بـكف يدها بـهدوء متحدثة : 
_ شهاب قالي انك مسجل حاجة علي الفون بتاعه بس انا نسيته ممكن تقولي اية اللي متسجل يا شريف من فضلك 
نظر اليها شريف و الحزن الشديد يحتل ملامح وجهه بـالكامل حتي تنهد بـضيق و هو يقول : 
_ اللي متسجل دا هو كل اللي حصل و فرق بينك انتي و شهاب هو اه الظرف ميسمحش بس لازم تعرفي كويس ان شهاب مظلوم في كل اللي حصل 
بدأ شريف يسرد لها كل ما حدث و هي تستمع اليه بـاهتمام ملامحها تتحول للابيض الباهت و شفتاها التي اصبحت تحوي زرقة قاتمة اللون جسدها الهش الذي بدأ بـالارتجاف دموعها لا تدري كيف تتساقط و لا تستطيع ايقافها ، نظر لها شريف بـاسف قائلاً : 
_ عمي حلف شهاب علي المصحف عشان يضمن انه ميقولكيش حاجة لان انتي عارفة شهاب في الحكاية دي الا الحلفان و كمان ياسمين كانت ممضياكي علي ورق ابيض كانت هتوديكي في داهية لو عرفتي حاجة و دا اللي كان مسكت شهاب عن اي كلمة توصلك 
شهقت بـحدة و شعرت بـقلبها يـخلع من مسكنه و هي تنظر الي والدها و ياسمين الجالسون و داخلها شعور مضطرب نحوهم شعور من العتاب و اللوم و ايضاً بعض البغض الذي بدأ يتغلل حنايا قلبها لـ يتحدث شريف من جديد قائلاً : 
_ عارف ان الموضوع صعب استوعبه مع اللي حصل النهاردة بس كان لازم تعرفي عشان تسامحي شهاب دي اكتر حاجة هتبسطه لما يقوم بالسلامة 
وقفت عن المقعد و هي لا تستمع الي اي اصوات و لا تشعر بـأي شئ فقط تسير متخبطة بـممر المشفي و كلمات شريف تدوي صداها بـاذنها كـ احتفال صاخب لا نهاية له حتي خرجت من المشفي بـالكامل و جلست علي الدرج و بدأت دموعها بـالانهمار من جديد و صوتها عالي حاد يكاد يمزق نياط قلبها من شدته رفعت رأسها الي الاعلي و هي تتنفس بـصعوبة متحدثة من بين لهاثها القوي : 
_ لا دي نهاية اصعب من اللي قبلها مش هقدر اتحمل مش هقدر 
انخرطت بـالبكاء مرة أخرى حتي وجدت من يمد يده يـحاوط كتفها نظرت سريعاً لـ تجدها زينة التي جلست جوارها علي الدرج و هي تقول : 
_ مقدرتش اروح و انا عارفة انك هتبقي كدا 
اسرعت فيروز بـاحتضانها و هي تصيح بـصوت به بحة من شدة البكاء : 
_ انا هموت يا زينة مش عارفة اية اللي بيحصلي دا 
ربتت زينة علي كتفها و هي تهمس بـهدوء : 
_ اهدي يا حبيبتي و الله هيبقي كويس 
ابتعدت فيروز عنها تنظر اليها و هي تطرق بـيدها بـقوة علي فخذيها قائلة : 
_ شهاب مخانيش بمزاجه ياسمين ضحكت عليه يا زينة 
ضربت فوق فخذيها من جديد و لكنه بـقوة اكبر و هي تصرخ بـحدة و لم تهتم الي اي شئ : 
_ ياسمين هي اللي خانتني يا زينة اختـــي يـا زيــنــة اختـــي 
احتضنتها زينة من جديد حتي تشبثت الاخري بها و لم تكف و لا لحظة واحدة عن البكاء بـحسرة علي ما حدث من اقرب الأقربين و بـالاخص والدها الذي كان يعلم بـكل ذلك و اصر ان تتزوج من احمد رغماً عنها 
***********************************
صعدت مهلكة الي الاعلي من جديد تطمئن علي حالته و لكن لازالت النتيجة كما هي شهاب لم يفق حتي الآن اعادت ظهرها الي الخلف و هي تغمض عينها و الي جوارها زينة كل خمسة دقائق تطمئن انها بـخير حتي رأت الطبيب المشرف علي حالة شهاب و هو يتوجه الي غرفته انقطعت انفاسها لـبعض ثواني بـتوتر حتي دلف الطبيب للداخل و بعد دقائق خرج الطبيب متحدثاً بـهدوء : 
_ الحالة لحد دلوقتي مش مستقرة و لو عدي عليه ٢٤ ساعة و هو كويس هنعدي مرحلة الخطر بس من فضلكوا بلاش التجمع دا اللي هيفضل معاه حد واحد بس
نظر الجميع الي بعضهم البعض حتي نطقت والدته بـارهاق : 
_ انا هفضل مع ابني لحد ما يفوق 
لـ ينظر اليها زوجها السيد احمد بـقلق لـ هيئتها و هو يتحدث بـحزم : 
_ روحي ارتاحي انتي انا موجود معاه و هبلغك لو فاق 
تقدم منهم شريف يتحدث بـهدوء : 
_ لا حضرتك و لا ماما هتفضلوا هنا يا بابا انا هفضل مع شهاب متقلقش
بعد اصرار كبير خرج الجميع من المشفي و نظرت فيروز نظرة اخيرة نحو شهاب تتمني ان يستيقظ و ان يتحدث اليها بـكل ما بـداخله ثم ذهبت خلف والدها تعلم ما سـيحدث بعد ان تصل الي المنزل و كأنها كان تعلم ما سـيفعل والدها فـ حين دلفت الي داخل المنزل امسك اكرم بـيدها بـقوة لـ تلتفت اليه بـهدوء و لكن التف وجهها مرة اخري حين تلقت صفعة قوية من والدها لـ تصرخ هي بألم و كادت ان تسقط الا انه ضغط اكثر علي يدها حتي لا تسقط وضعت يدها علي وجهها و هي تنظر اليها بـجمود في حين تحدث هو غاضباً : 
_ فضحتيني ادام الناس الكل بيتكلم اية اللي يخلي جوز اختك يضرب نفسه بالنار عندك في الاوضة اية يخليه موجود عندك في الاوضة
صمتت و لم تتحدث و لو بـبنت شفة لـ يتحدث هو قائلاً : 
_ ابو احمد كلمني فسخ الخطوبة و طلب شبكته و كل حاجاته 
ابتلعت ريقها و سقطت دمعة منها علي وجنتيها قائلة : 
_ و اية اللي يخليك متقوليش علي اللي ياسمين تعمله و اية اللي يخليك تبقي عايز تجوزني احمد غصب عني و انت عارف كل حاجة اية اللي يخلي ياسمين اختي تعمل فيا كدا
تنفست بـصعوبة في حين ترك اكرم يدها ابتسمت بـألم و هي تقول : 
_ اتغيرت اوي يا بابا 
توجهت نحو غرفتها جمعت كل شئ يخص احمد في حقيبة كبيرة و خرجت بها الي والدها و هي تقول : 
_ دي كل حاجة لاحمد عندي و الشبكة كمان كدا تمام
ما كادت ان تدلف الي غرفتها من جديد حتي استمعت الي نداء والدها لها لـ تلتفت اليه بـأعين حزينة و هي تسبقه قائلة : 
_ انا مش زعلانة انا كويسة 
دلفت سريعاً الي غرفتها و اغلقت الباب جلست علي الفراش تنظر الي دماء شهاب المتناثرة علي ارضية الغرفة بـشكل مؤذي لـ قلبها المتألم لاجله مدت يدها نحو هاتفه الملقي علي فراشها اغمضت عينها و هو تتذكر 
فلاش باك 
كانت تمسك هاتفه تري العيادة بعد التجهيزات الطبية الذي اجراها شهاب و هي تبتسم اليه قائلة : 
_ تحفة يا شهاب بجد كل حاجة فيها تجنن بس اشمعنا كل الاوض بيضا ما عدا اوضتك فيروزي 
ضحك مستنداً علي سور الشرفة قائلاً :
_ عشان تفضل معايا فيروزي حتي و انا بعيد 
ابتسم بـخجل و هي تنظر الي الهاتف من جديد و لكن قد اغلق لـ تمد يدها اليه و هي تقول :
_ افتح الفون اشوفها تاني 
مرر يده علي خصلات شعره مبعثراً اياها و هو يقول : 
_ ٢٥/٤/٩٧
نظرت اليه فيروز قليلاً بـتعجب و هي تقول : 
_ دا عيد ميلادي 
هز رأسه بـايجاب بـاعتيادية و هو يقول مؤيداً :
_ ايوة افتحي 
باك
نقرت علي شاشة الهاتف بـيوم ميلادها لـ يفتح الهاتف و تري الشاشة مزينة بـصورة لـه و بـيده وشاحها الروز المميز بـالنسبة لها فـقد كانت هدية منه اليها حين سمحت له ان ينادي لها بـأسم "روز" حبست دموعها و بدأت بـتفحص هاتفه و استمعت الي ذلك التسجيل مرة اخري ، مررت يدها علي جميع التسجيلات و انتقت احدهم عشوائياً لـ يدق قلبها بـشكل مضطرب و هي تستمع الي صوتها يتحدث اليه في مكالمة بينهم تسطحت علي جانبها الايمن و هي تكمل استماعها الي محادثاتهم و لم تكف عينها عن ذرف دموعها 
**********************************
عادت الي المنزل بعد يوم شاق انتهي بـنهاية مأسوية بـالنسبة لـ صديقتها العزيزة متأثرة و بـشدة من ما حدث ما حدث لها اهون بـكثير مما حدث لـ فيروز كانت تتقبل القدر لـ يصدمها الواقع تنهدت بـضيق و هي تصعد الدرج فتح باب شقة عمها و ظهر حسام امامها يقف قبالتها ينظر اليها بـتفحص وهو يتحدث قائلا :
_كنتي فين 
تنهدت بـثقل بـقلبها وهي تنظر اليه قائله بـهدوء :
_كنت في كتب كتاب فيروز 
_اتاخرتي ليه 
تسأل هو هو يعقد ذراعيه امام صدره لـ تغمض عينها وهي تصعد الدرج متحدثه بـارهاق :
_ معلش يا حسام مش قادر اتكلم دلوقتي
صعد الدرج خلفها يمسك بيدها يوقفها عن الصعود وهو يتحدث قائلا :
_ممكن تفهميني مالك
وقفت تستني ظهرها على الحائط وهي تنظر اليه مطولا قلبها يحتضنه لا تريد الابتعاد عنه ولكن لظروف راي اخر بنظرها ادمعت عينيها ولازالت تفحص وجهه حتى همست اليه بـضعف :
_انا بحبك يا حسام لو حصلك حاجه انا هموت 
تخيلت مشهد فيروز امامها وهي تبكي بمراره علي فراق شهاب لتضع نفسها محلها كادت ان تنهار من شده الخوف يبدو ان قلبها الضعيف لا يحتاج غيره ، وجدته يبتسم باتساع وهو ينظر اليها بـسعاده كان يظن ان الطريق لـ كسر عنادها طويل و يكاد يكون مستحيل امسك بـوجهها بين يديه و هو يقول :
_ بتتكلمي بجد يا زينة انت عايزاني زي ما انا عايزك
مالت علي كف يده تستند عليه و هي تهز رأسها بـايجاب لـ يسرع بـجذبها اليه يحتضنها بـقوة يكاد ان يكسر عظامها من شدة اطباقه علي جسدها و هو يردد بـأذنها : 
_ انا كمان بحبك اوي يا زينة بحبك و مش متخيل اني ابعد عنك او اسيبك 
لم تتردد و هي ترفع ذراعيها تحتضنه هي الاخري بـحب تدمع عينها من فكرة فقدانه لا تريد ان تفقده تريد ان تظل معه لا يغيب عنها يوماً لا يغيب و لا يصيبه مكره يجرح قلبها
***********************************
في الصباح كان اول من تحرك للـذهاب الي المشفي لـ تطمئن عليه وجدت شريف يجلس علي المقعد يبدو عليها الارهاق الشديد و عينه حمراء من شدة شعوره بـالنعاس لـ تتقدم منه و هي تتحدث اليه بـرفق : 
_ قوم ارتاح انت يا شريف 
هز شريف رأسه و هو يعتدل بـجلسته قائلاً بـصوت خافت : 
_ لا انا كويس يا فيروز 
مد يده نحو المقعد الاخر قائلاً : 
_ اقعدي 
جلست فيروز علي المقعد المقابل له و هي تقول بـتنهيدة طويلة : 
_ شهاب عامل اية 
_ زي ما هو 
اختصر بـجملته تلك و هو يفرك عينه لـ تقف مرة اخري امام الباب تمسك بـالمقبض : 
_ انا هدخله و انت راقب عشان لو الممرضة 
صمت قليلاً بـتفكير و من ثم هز رأسه بـموافقة لـ تفتح الباب و تدلف سريعاً غالقة الباب خلفها وقفت امامه تتأمل ملامحه تبتسم و هي تتحدث اليه بـهدوء : 
_ شهاب فوق عشان في حاجات كتير عايز اقولك عليها 
جلست علي طرف الفراش و مدت يدها تمسد علي عروق كف يده البارزة بـسبابتها و هي تقول : 
_ احمد فسخ الخطوبة و اخد شبكته فوق عشان تعرف دا فوق عشان تعرف اني عرفت الحقيقة 
انحنت قليلاً حتي وصلت الي اذنه تهمس و هي مختنقة بـالدموع : 
_ انا بحبك يا شهاب 
استقامت مرة اخري و هي لازالت تتلمس عروقه حتي استمعت الي اضطراب دقات قلبه حيث اصدر جهاز القلب صفير حاد شحب وجهها و هي تنظر الي وجهه تمسد علي وجنته و هي تردد بـقلق :
_ شهاب شهاب انا جنبك شهاب 
دلفت الممرضة و معها شريف الذي لم يلحق ان يحذر فيروز بـوجودها نظرت اليها الممرضه وهي تتحدث بـحدة قائله :
_انت ايه اللي دخلك يا انسه هنا اتفضلي برا 
اشارت فيروز بـيدها الي شهاب و هي تقول بـارتجاف : 
_ طب شوفي في ايه بس هو كويس انا هطلع بس اما اطمن عليه 
بدأت الممرضة تفحص ما يحدث لـ يهدئ دقات قلبه و يٱن بتألم لـ تنظر اليهم الممرضة و هي تقول : 
_ انا هنادي للدكتور بدأ يفوق  
ابتسمت فيروز بـسعادة و هي تتقدم منه مرة أخري تنظر اليه منتظرة ان يفتح عينه ان تراه بـخير رأته يشدد علي جفنيه لـ تجثو بـجوار الفراش تنظر اليه بـلهفة تردد اسمه بـهدوء حتي فتح عينه حمدت الله كثيراً حتي همس بـضعف : 
_ فيروز 
دق قلبها بـقوة و هي تمسك بـيده هي بـارادتها لاول مرة تمسك بـيده لـ تتحدث قائلة : 
_ انا جنبك يا شهاب جنبك 
شدد علي يدها بـضعف شديد حتي دلف الطبيب و بدأ في فحصه و ما ان انتهي حتي تحدث قائلاً :
_ الحمد لله مرحلة الخطر عدت علي خير
خرج الطبيب بعد ان امر بـخروجهم و لكنها لازالت تمسك بيده رفع يده الأخري يمسح دموعها التي تزين وجنتيها و هو يهمس بـصوت خافت : 
_ انا كويس 
هزت رأسها و هي تنظر الي عينه بـعتاب علي ما فعله بها و ما جعلها تشعر به لـ يغمض عينه بـاعتذار و هو يتحدث : 
_ متبصليش كدا 
ابعد يده عن وجهها لـ تميل نحوه قليلاً قائلة :
_ متجربش تعمل كدا تاني متختبرنيش فيك عشان انت 
تنفست و الندم يأكلها علي ما تقوله لـ زوج اختها الا انها همست بـصعوبة :
_ عشان انت اغلي ما ليا عشان مقدرش اشوفك كدا 
اجهشت بـالبكاء من جديد و هي تنحني تضع رأسها علي الفراش لـ يمد يده يـضعها علي رأسه و هو يقول : 
_ عايزك تسامحيني علي كل حاجة حصلت عايزك تعرفي الحقيقة و تقوليلي انك مصدقة و عارف اني عمري ما اخونك 
رفعت رأسها تنظر الي الاعلي بـاعين تغرقها الدمع قائلة : 
_ انا فعلاً عرفت الحقيقة عرفت كل حاجة يا شهاب و مش عارفة هما عملوا فيا كدا لية حتي بابا لما عرف 
رد عليها بـهدوء لكي يطمئنها : 
_انا مش عايز اي حاجه تأثر عليك ولا حاجه توجعك وانا جنبك 
هزت رأسها بـايجاب و هي تهب واقفة عن الارض تقول بـصوت مختنق : 
_ بس غلط اللي بعمله مش من حقي ابقى جنبك و لا من حقي امسك ايدك مش من حقي نظره عينيك حتى هو ده اللي وجعاني يا شهاب
التقط يدها قبل ان تبتعد عن جواره لـ تلتفت تنظر الي يده الممسكة بـيدها لـ يتحدث بـصوت غليظ يأتي من اعماق قلبه : 
_ انا طلقت ياسمين 
يتبع الفصل الخامس عشر 15 اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent