Ads by Google X

رواية ابتليت بعشقك الفصل الثالث عشر 13

الصفحة الرئيسية

رواية ابتليت بعشقك الفصل الثالث عشر 13 بقلم بسنت علاء وبسمة عبد العظيم

رواية ابتليت بعشقك الفصل الثالث عشر 13

اليوم التالي ظهرًا..
شركة الهاشمي..
دخلت إلى المكتب بخطوات متوترة لتبتسم عند رؤيتها لياسمين جالسة على مكتبها فقد كانت تحتاج معونتها لها في هذا الموقف ، جلست أمامها بدون كلام وهي تنقر بأصابعها على المكتب في توتر فارتفعت نظرات الأخرى التي يغلفها بعض البرود من الأوراق التي كانت تنظر إليها .... فانتظرت شغف لدقيقتين ثم قالت بتنهيدة
-: لست مطمئنة ! أشعر أنه سيكون باردًا أو لن يسامح بسهولة ! قلبي ليس مطمئنًا
فردت ياسمين ببرود وهي تبسط كفيها
-: لن تعلمي إلَّا عندما تواجهي صحيح ... إنها عاقبة أفعالك فببساطة تحمليها 
كلام صديقتها رغم بروده إلَّا أنه كان صحيحًا وأعطاها تلك الدفعة التي تحتاجها فأخذت نفسًا طويلًا وهي تنهض قائلة بنظرات مسلطة ناحية باب مكتبه
-: نعم لديك حق ... لا فرار من المواجهة
أومأت لها ياسمين بخفوت وهي ترجع بنظرها للأوراق تاركة إياها تدخل للوحش بقلب يرجف ...
**
فتحت الباب بعد سماعها صوته الآذن بالدخول ، خطت أول خطوة وهي تأخذ نفسًا عميقًا وتعد إلى العشرة بداخلها ...  وكما توقعت ! نظراته مسلطة على الأوراق أمامه في تحاشٍ واضح للنظر إليها ، ذهبت وجلست بدون كلام ثم تنحنحت قائلة بابتسامة 
-: هل جئت لأراك و أنت تعمل؟ 
لم يكلف نفسه حتى عناء النظر إليها وهو يقول ببرود
-: أنتِ من طلبتِ المجيء ! 
تألمت ملامحها وهي تحاول تنظيم أنفاسها عبثًا ، أسبلت أهدابها قائلة بخفوت 
-: غيث ! هل كل مرة ستحدث بيننا مشكلة ستعاملني بهذا البرود !! أنت تعلم أنه أكثر شيء أمقته في حياتي 
وأخيرًا رفع نظراته لها فأصابته تلك الرعشة المعتادة في قلبه فأغمض عينيه  لثانيتين يحاول إخفاء تأثره ثم فتحهما قائلًا 
-: ماذا تريدين شغف ؟ 
رفعت نظرها إليه تخترقه بنظرة فقط من فيروزتاه ... حاول كلاهما إخفاء تأثره برؤية الآخر لكن عبثًا فكل منهما يعرف الآخر كخطوط كفه ، نسيت هي ما كانت ستقوله فقالت بصوت خفيض وابتسامة الشوق تفرض حصارها على شفتيها  
-: لقد استطالت ذقنك أكثر و ازدادت كثافة  تبدو وسيمًا جدًا .. جدًا
للمرة الثانية تتغزل في تلك الذقن اللعينه لتربكه وللمرة الثانية ينجح الأمر فهو يعترف على الأقل أمام نفسه أنه ضعيف تجاهها ... أن تلك الأيام التي مرت بالرغم من نقمته عليها إلَّا أنه كان كمدمن سُحِب منه مخدره الحبيب على حين غفلة ليتخبط وحيدًا لا يعرف أين ولا من هو ... وعيناها مخدره !
ماذا يفعل الآن وهو يكاد يرى سحابة الدخان الوهمية الناتجة من تبخر كل وعوده لنفسه بمعاقبها أشد العقاب !! ماذا يفعل وهو يخمد رغبته بأخذها بين أحضانه الآن ، احتضانها و إشباعها تقبيلًا ثم ضربها بقوة عقابًا لها على موقفها اللعين ! 
لكنه فرض على نفسه رسم ابتسامة سخرية وهو يحك ذقنه قائلًا 
-: حقًا !! إنها تزعجني لقد كنت أفكر في إزالتها 
إتسعت عيناها وهو تهز رأسها نفيًا بسرعة
-: إياك وفعلها 
أسبل أهدابه مخفيًا تأثره وهو يشبك كفيه بل بالأحرى يعتصرهما تحت مكتبه ... ثم سأل ثانية بصوت خفيض
-: ماذا تريدين حقًا شغف ؟ 
ازدردت ريقها ثم قالت تلك الكلمة التي تكرهها ... التي لم تقلها لسواه لكنها تستحق 
-: آسفة غيث 
لم يتحرك فيه إنشًا ... ظاهرًا على الأقل فنهضت من مكانها وهي تتجه إليه ثم رفعت ذقنه بإصبعيها وهي تقول لعينيه
-: آسفة غيث ... أعلم أنني أخطأت ... لم يكن على التصرف هكذا ... أعلم أنك مجروح مني .. وصدقني هذا ما يوجعني ... آسفة حقًا 
تلك الأخيرة قالتها بندم حقيقي لرؤيتها ذلك التيه المرافق للجرح الذي ارتسم جليًا في عينيه بينما هو نفض أصابعها بقوة وهو يهب من على كرسيه متجهًا للنافذة يفتحها بحركات عصبية خرقاء أظهرت مدى توتره ثم استنشق الهواء النقي لعله يستفيق من رائحة عطرها المسكرة وقربها المهلك ... استنشق بقوة حتى أخذ يسعل بنفس القوة فمشت نحوه بخطوات بطيئة مشفقة وهي توّد ضرب نفسها لما تسببه لحبيبها من ألم وراء ألم ثم وبحركة متهورة احتضنته من ظهره وهي تمسده له بنعومة جعلت وللمفاجأة سعاله يهدأ لكنها أيضًا جعلت ذلك القلب اللعين يشّن الحرب عليه بكل قوته ... أخذ يحاول ويحاول ... يعلم الله كم قاوم إلَّا أنه لم يقدر .. هو بشر ضعييييف أمام ذلك القلب وتلك الفتنة المختلطة بإغواء العيون والتي تتجسد في محتضنته ، استدار أخيرًا وهو يحتضنها بل يعتصرها بين ذراعيه ... يعاقب نفسه ويعاقبها بتلك الخشونة في عناقه ... أما هي فكانت تثير جنونه أكثر بتشبثها في ملابسه حتى اعتصرتها بين كفيها وكأنها قشة نجاتها الوحيدة مع همسها كلمات الاشتياق لأذنه التي تهفو لسماع كلمة وقد أمطرتها بذلك السيل الخلاب ... حاول تدارك نفسه بعد عدة دقائق وهو يبعد نفسه عنها بالقوة الإجبارية فما أحب هذا الوضع لقلبه ثم التفت ثانية للنافذة واضعًا كفيه في جيب بنطاله فاندهشت وهي تبسط كفها على ظهره هامسة 
-: غيث !! 
تقلص ظهره فاعتقدته نفور فابتسمت بحزن وهي تبعد كفها فقال هو بصوت أجش
-: ليس بتلك السهولة شغف .. أحبك نعم ... اشتقت وعصف بي الشوق نعم ... لكنني مجروح وتلك المرة أضعافًا ... مجروح لي ولأختي تلك التي لم تفكري حتى بالإتصال بها مهملة إياها وكأنها لا ترق لمستواك للإطمئنان عليها ولو بمكالمة ... مجروح لتلك المدة التي لم تحاولي أخذ أي خطوة بها تجاهي وكأنني أنا الآخر لا أعنيك في شيء 
ثم ابتسم بسخرية مكملًا بنبرة متهكمة 
-: و لِمَ وكأنني !! أنا حقًا لا أعنيك في شيء لقد نجحتي في إثبات هذا لي بكل الطرق حتى الآن 
انعقد حاجباها بألم فقالت
-: لا أنا..... 
قاطعها وهو يستدير
-: لا تبرري شغف فقد كرهت التبريرات اللعينة 
ذهبت بسرعة واحتضنت ذراعه مقبلة إياه قائلة
-: سامحني وأنا سأذهب لها وأصالحها لكن لابد أن تكون معي 
ظل يخفي ما يتعمل بصدره وهو واقف كالجبل لا يتحرك إلَّا أنه وكالعادة ضعف فقال بخفوت وهو يغمض عينيه ضاغطًا عليهما بكفه عليهما
-: حسنًا
ابتسمت وهي تقفز تاركة ذراعه مقبلة إياه على وجنته بتهور ثم جرت نحو الباب هاتفة بـ "شكرًا حبيبي" تاركة إياه يتلمس مكان قبلتها بكف بينما كفه الآخر استقر على قلبه الذي يتخبط في قفصه الصدري مناجيًا الله
-: يا ربي ما هذا الإبتلاء ! 
ثم ابتسم رغمًا عنه وهو يتحرك نحو مكتبه 
-: ما أجمله..
**
خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها وهي تتجه نحو ياسمين بخطوات تكاد تكون قافزة ثم أقامتها من مجلسها محتضنة إياها بشدة قائلة بفرحة غافلة عن تلك المذهولة في أحضانها 
-: لقد بدأ يلين يا ياسمين لا أصدق .. لقد بدأ يسامحني هي فقط خطوة ... خطوة
قالت كلمتها الأخيرة وهي تقفز فعليًا ثم تداركت نفسها سريعًا وهي تنظر خلفها إلى باب مكتبه بذعر ثم وضعت سبابتها على شفتيها وهي تنظر لياسمين علامة الصمت مما جعل الأخيرة تفكر بحيرة 
"وهل تكلمت أنا !! يالك من مجنونة!" 
فقالت شغف بصوت خفيض
-: اصمتي لكي لا يسمعنا 
وفي ثوان تحولت ملامحها إلى النقيض فقد ارتسمت الابتسامة الحالمة باتساع على ثغرها مجددًا حتى كادت الفراشات أن تطير حولها وهي تذهب لتجلس أمامها مكملة حديثها 
-: لا يقدر على مقاومة سحر عيناي كما قال سابقًا .. آآه كم هو حنون حبيبي ... كم أحبه كم أعشقه !
كانت ياسمين تناظرها بلا تعبير سوى ذلك الجليد الذي يزحف لقلبها شيئا فشيئا متشعبًا داخلها وصولًا إلى عينيها إلَّا أن شغف لم تلحظ وهي تنهض قائلة بابتسامة رائقة وحال مناقض لحالها عند دخولها 
-: حسنًا يجب أن أذهب الآن فلدينا موعد قريب أنا وهو ويجب أن أذهب لمركز التجميل و استعد ، أريد أن أسلب لبه 
قالت جملتها الأخيرة بهمس وهي تغمز بشقاوة وتستدير راحلة تاركة وراءها تلك التي لا تعرف ماذا تفعل فيما باتت متيقنة منه !!!
**
( كون الانسان يمتلك ضميرًا لا ينفي إطلاقا أنه قد يرتكب أخطاءً بل يعني أنه سيندم على تلك الأخطاء و يحاسب نفسه عليها ، كلما زادت فظاعة الخطأ زاد الندم و كلما زادت طيبة الانسان كلما تحول ندمه إلى كره للذات, يجلد نفسه في كل لحظة يذكر نفسه بكل أخطائه و يمحي أي ذرة اعتزاز بالذات فيترك الإنسان دون حب لذاته ، تصبح له نظرة دونية لنفسه و إيمان راسخ بأنه لا يصفو لمساق الأخرين ، لكن في الحقيقة يكون هو أطهر و أنقى من الكثيرين الذين يختبئون خلف أقنعة الطهر دون ضمير)
*إهداء من حبيبتي خولة عن زياد شكرا❤❤
**
يمشي بين طرقات المستشفي في طريقه إلى قلبه ! بالتأكيد فمتى كان قلبه ملكه ! هو ملكها منذ زمن ... يعرف أنه سيلاقي نفس مصير الأمس وربما أسوأ وأقسى إلَّا أنه لم يستطع منع نفسه من المجيء عندما عرف من غيث أنها بمفردها ... يريد النظر إليها فقط .. إغراقها بعبارات الغزل إن سمحت ... إخبارها كم يعشقها لو رضيت .. فقط لو رضيت ... كتم تأوهًا داخل صدره الذي يعتمل بالكثير والكثير الذي أخفاه لسنوات وقد حان وقت اخراجه فقط تعطيه مليكته الإشارة ، وصل إلى باب غرفتها فطرقه بهدوء ليأتيه صوتها السامح بالدخول كأجمل سيمفونية سمعها من قبل  ، فتحه وهو يدخل مسلطًا نظراته عليها يحاول إشباع شوقه من رؤياها قبل أن تراه فقد كانت ترسم ! لم يكن يعرف بذلك من قبل ! ، رفعت إليه عينان هادئة يسكنهما نظرة الحزن التي سرعان ما تحولت إلى شرارات تنطلق منهما حتى كادت تحرقه وهي تسارع لإخفاء دفترها بجوارها صائحة به 
-: ألا تفهم ! ألم تصلك وجهة نظري بك أمس أم أنك تحب الرفض ؟ 
ذهب بكل هدوء يناقض استقبالها الحار وهو يجلس على المقعد بجوار الفراش محافظًا على مسافة بينهما لتشعر بالأمان وفور أن جلس حتى فتحت فمها من جديد وهي تهم للصياح به مجددًا إلَّا أنه ألجم لسانها بصوته الذي بات يحمل نبرات العشق واضحة صريحة قائلًا وهو يناظرها بتلك الابتسامة المستفزة الـ .. الخلابة ! 
-: لم أكن أعلم من قبل أنك ترسمين لكن جيد ... أتعرفين ! يجب أن تُرسمي و أنتِ تَرسمين ، فتلك لوحة لا تقدر بكنوز الدنيا فقط لو رأيتِ نفسك  ! 
ثم صمت لثانيتين يحاول الإحتفاظ بصورتها تلك المحدقة به بذهول منفرجة الشفتين برقة تريد الكلام لكن غير قادرة 
-: بعيني ! 
ضربت بيدها على الفراش بجوارها صائحة بصوت مبحوح من فرط ما قاله وهي تتحاشى النظر إليه
-: ألم أحذرك من المجيء ثانية ! ماذا تريد يا زياد فلتذهب .. اذهب الآن 
قالت كلماتها الأخيرة بصياح أعلى فلم تُحرِك فيه إنشًا بل قال ببساطة وهو يفرد كفيه كأن يتحدث عن الطقس
-: أنا أحبك ! 
اعترافه الذي جاء بكل هذه البساطة بعد كل العذاب الذي أذاقها إياه جعلها تكاد تجن وهي تقول بهيستيريا 
-: و أنا أكرهك أكرهك أكرهك يا زياد ... أخرج الآن و احمل شفقتك اللعينة معك وإلَّا طلبت لك الأمن 
لم يهمه كل ما قالته إلَّا كلمة واحدة هي من تردد صداها في أذنه ! شفقة ! هل حقًا هذا ما تراه فيه ! ومن يلومها بأفعاله المتناقضة تلك ! لكنه اوقفها بإشارة من يده بملامح حازمة جعلتها تصمت رغمًا عنها ، عيناها متعلقة بعينيه منتظرة تبريرًا لن تقبله ! فقال أخيرًا بنفس النبرة الحازمة
-: إياك أن تأتي بذكر كلمة الشفقة تلك ثانية ، سأتقبل أي شيء تقوليه إلَّاها .. مستعد للصبر عمرًا بأكمله لعلمي بحجم ذنبي ... لكن حتى هذا الوقت لا تكرريها أبدًا ... آخر ما أشعره هو الشفقة تجاهك ملاك ... بل لم ترد الكلمة على ذهني من قبل من الأساس ... أخبرتك فقط لو تري نفسك بعيني ! 
استغل صمتها وحزمه يتشكل في لحظات لتلك الابتستامة العاشقة ثانية 
-: سترين ملكة متوجة على عرش قلبي ... سترين قلب لا ينبض إلَّا لرؤياك حتى لو كانت مرافقة للوجع ... عشقًا يفيض....
لم تدعه يكمل وهي تصرخ فيه وقد دمعت عيناها تأثرًا ووجعًا 
-: أخرج الآن أخرج 
انعقد حاجباه تأثرًا لوجعها وتلك الدموع التي التمعت في مقلتيها فنهض قائلًا بسرعة
-: لا ... لا تبكِ أنا راحل ، اعتني بنفسك لأجلي حبيبتي
جن جنونها أكثر وهي تراه يغلق الباب بهدوء فرمت الوسادة على الباب بكل قوتها وهي تنخرط في بكاء موجوع لاعنة إياه فحتى بعد كل ما حصل مازال يوجعها و بكل قوته.....
**
هدأ بكاءها بعد حين لكن دموعها لم تجف ، موجوعة هي .. موجعة منهم جميعًا .. ناقمة على الكل و أولهم نفسها فهي من أذلت نفسها وظلت تجري وراء سراب .. تجري وراء حبه المزعوم ليرفضها ويطردها بأقسى الطرق ... ثم يأتي بعدها ليتغنى بحبٍ رفضه ورماه في وجهها كخرقة بالية ... هه والآن يقول لها بكل حزم 
-: إياك أن تذكري كلمة الشفقة 
قلدت صوته وهي تقولها ضاحكة بمرارة وسط دموعها ، تتمنى ولكم تتمنى أن تصدقه ... أن تسامحه ... أن يكون حبه لها حقيقيًا ليس شفقة لكن كلامه لها في ذلك اليوم عندما جاء باكيًا معتقدًا أنها نائمة !! لقد كان يبكي هي متأكدة فقد مسح دموعه بكفها الذي قبله بـ...حرقة !! كم التناقضات سيقتلها من التفكير ! هل يحبها أم يشفق عليها أم يكرها ويمقتها كما أوضح لها من قبل ! ومن تلك التي قتلها ؟ ما علاقة سامر به  !! يا الله ! ما يوجعها بل يحرقها حرقًا من الداخل أنها مازالت تحبه ! حبها له لم يقل مقدار ذرة بل اختلط بنقمة ووجع  ... لكن هذا اللعين في صدرها مازال يتخبط هادرًا عند رؤيتها لنظرته لها فما بال كل الكلام الذي قاله الآن ! ، رفعت رأسها للسماء قائلة بحرقة
-: آه يا الله خفف الوجع ولو قليلًا .. أريد أن أفهم ... أنا لا أعلم ماذا أريد آه
قالتها وسقطت نائمة بفضل الأدوية فسقط دفترها على الأرض لتفتح الصفحة على رسوماتها والتي كانت كلها قلوب مكسورة تضمر بها النيران.....
**
نفس الوقت....
شقة عروسين....
فتح لها الباب منتظرًا إياها خارجًا لتدخل ثم دخل خلفها راميًا الأغراض التي يحملها أرضًا فقد تعبت يداه من كل هذا الحمل ، التفتت إليه بسرعة عندما سمعت صوت اصطدام الأغراض بالأرض فحدجته بنظرات لائمة فصاح حانقًا وهو يفرد كفيه
-: ماذا ! لقد تعبت يداي ثم ما هذا ؟ هل تحملين قوالب طوب في حقائبك !! 
ثم أشار للأغراض وهو يكمل 
-: بالإضافة إلى قفص البط والإوز الذي أصرت أمي على اعطائنا إياه وكأنه لا يوجد هنا ! لقد كان مظهري لا يسر عدوًا ولا حبيبًا بكل هذا الذي أحمله مضيعًا هيبتي في المبنى كله ! 
انطلقت منها ضحكة خافتة وهي تضع يدها على فمها في حركة عفوية لفتت نظره لكنه تجاهلها وهو يتحرك داخل الشقة بأريحية متعمدة مناديًا إياها
-: تعالي يا صغيرة لأريكي غرفتك وأعرفك على المكان
فوصله صوتها الرفيع من غرفة المعيشة وقد كان وصل لغرفتها
-: دقيقة فقط 
وبالفعل أتت بعد دقيقة لكنها كانت تخلت عن حجابها لينفلت شعرها من عقدته مستفزًا إياه فتنهد بقوة وهو يتحرك في الغرفة الصغيرة نسبيًا بالنسبة لضخامته قائلًا بتوتر لا يعرف سببه !
-: هذه هي غرفتك ... لقد أتيت لكِ بأثات جديد أمرت بوضعه مؤخرًا ليليق بكِ يا ... صغيرة
قالها بابتسامة مستهزئة فتجاهلته وهي تتحرك في أنحاء الغرفة تكاد تطير فرحًا بداخلها لتلك الغرفة الطفولية قليلًا إلَّا أنها أول شيء يشتريه خصيصًا لأجلها ... وقفت عند طاولة الزينة بمرآتها الصغيرة لكن تكفيها لتظهر كاملة بينما رأت نصفه فقط وراءها بسبب طول قامته و قد ملء الحيز وراءها بضخامته فضحكت بصوت عالٍ ... الحقيقة الفرق بين حجميهما مضحك فهما على النقيض ، التفت لها عاقدًا حاجبيه لصوت ضحكتها الذي خرج بدون مقدمات فقال
-: أراكِ مستمتعة ... هل أعجبتك الغرفة ؟ 
التفتت له فتعلقتك عيناه بشعرها الذي انتثر القليل منه على كتفها فلعنه ولعن نفسه آلاف المرات بداخله وهو يزفر بحنق ... ثم لفتت نظره وهي تجول بنظرات مقيمة في أنحاء الغرفة ثم قالت بنبرة تكاد تكون متعالية 
-: لا بأس بها.... 
-: حسنًا ... لقد أتممت وعدي وأتيت بكِ إلى العاصمة أتمنى ألَّا تزعجيني كثيرًا بعد الآن فلدي الكثير من الأعمال المتراكمة سببها الـ...عرس 
قال كلمته الأخيرة ببطء متهكم ثم التفت خارجًا وهو يلقي بتمتمة مودعة فاستوقفته منادية وهي تقضم أظافرها 
-: سيف
-: هممممم 
قالها وهو على نفس حالته لم يلتفت فقالت وهي تتقدم نحوه ببطء ومازالت على حالتها هي الأخرى
-: أريد هاتفًا 
التفت لها بنظرات متسائلة 
-: أليس لديك ؟ 
أخفضت نظرها أرضًا في خجل وهي تلعن نفسها على تسرعها في الطلب لكنها قالت على أي حال 
-: لا ... لدي واحدًا من الطراز القديم لكنني أريد واحدًا حديثًا 
ثم ابتسمت وهي تكمل بهمس رافعة عينيها إليه 
-: باللمس 
ابتسم رغمًا عنه لطفوليتها ثم سرعان ما محى ابتسامته متمتمًا بـ "حسنًا" وخرج مسرعًا كالعادة لا يطيل الوجود معها فهي تشعره بالخطر وياللسخرية ! تاركًا إياها تناظر طيفه بعشق وفرح مرددة داخلها
-: متى..!
google-playkhamsatmostaqltradent