Ads by Google X

رواية انتقام مظلوم الفصل الثاني 2 - فاطمة عمارة

الصفحة الرئيسية

  رواية انتقام مظلوم الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة عمارة عبر دليل الروايات

رواية انتقام مظلوم الفصل الثاني

هناك صدمات أحياناً يعجز العقل البشري علي إستيعابها
انقبض قلبه لوهله عندما إنقطعت أنفاس الآخر  ،  صدمه يبست خلايا جسده ،  جمدت الدماء داخل أحشائه  ،  كل ما يفعله عقله أنه يعيد جمله الرجل الاخيره أنه عليه الهرب وبسرعه..!!
انتفض من الارض متجهاً نحو السياره مره آخري وعيناه علي تلك الجثه المتدرجه بالدماء يود الابلاغ عنها يود حملها والذهاب الي اي مشفي حتي يتكرم ذلك الجسد ولكن ماذا سيقول..؟!
أدمعت عينيه بخيبه وعجز ولكن لم يكن في يده شئ ليفعله غير الهروب لعن حاله الآف المرات ليته لم يسرح في الطريق ليته لم يجرب السياره من الاساس..!!
يسأل حاله من آتي به الي هنا هو نفسه وجد نفسه في تلك المنطقه بالصدفه..!!
هل هذا نصيب أم قدر لا يعرف بالمره..!!
كل ما يعرفه الان ان قلبه يدق بفزع ويشعر بشعور غريب ان تلك هي بدايه كارثه ستُحل عليه وتغير مصير حياته..!!
قاد السياره بسرعه جنونيه متوجهاً الي الحي وخلايا جسده تنتفض بذعر  ،  المشهد يمر أمام عيناه ببطئ وصوت الرجل يرن في أُذنه دون انقطاع
وقف بالسياره أمام الورشه الخاصه به وبصديقه فإنتفض ابراهيم الجالس علي إحدي المقاعد قائلا بلهفه
- كنت فين يا حسن وقعت قلبي اتأخرت ليه كــدا...!!
نظر اليه دون كلام ولكن انقبض قلب ابراهيم  وهو يجد صديقه شارد..!! ضائع..!! كإنه في متاهه يصعُب عليه الخروج منها فقال مجدداً بقلق شديد
- مالك يا حسن فيك أيه..؟!
-"فـيه مصيبه"....!!
انقبض قلب الآخر بذعر وجاء ليتكلم ولكنه صمت للحظه وجحظت عيناه ثم  قال بهلع وهو ينظر الي بقعه الدماء المنتشره علي قميص صديقه فقال بذعر 
- دم.....؟! انت متعور فيـك ايـه..؟!
انطق يا حسن حرام عليك هموت من القلق...؟!
نظر اليه حسن قائلا بنبره غريبه : دنيا عندنا صح..؟!
اومأ الآخر مؤكداً فقال حسن : تعالي نطلع عندك
صعدا الاثنان حيث شقه إبراهيم ووقتها قص له حسن كل شئ حدث بالتفصيل الممل وقع قلب الآخر أرضـاً كإنه يشعر بنفس شعور صديقه ولكنه قال مطمئناً إيــاه
- وانت مالك انت...؟! هتقلق نفسك ليه يا حسن؟! 
ان شاء الله مفيش حاجه  ،  ايوه انت ملكش دعوه اصلا
كان يتحدث وكإنه يطمئن نفسه أولا  ،  جلس حسن علي الاريكه بقلب يقرع بقلق وقال 
- قلبي حاسس ان هيحصل حاجه يا ابراهيم حاسس ان الصدفه دي هتغير حياتي  ،  حاسس بإحساس وحش أوي  ،  انا عمري ما خوفت أو قلقت زي اللحظات دي  ،  حاسس اني هتحرم منكوا كلكوا...!!
انقبص قلب ابراهيم بجزع وفـ ثوانِ احتضن حسن بقوه ورعب ينبض بداخله  ،  حرك رأسه نفياً بعنف هامساً
- لا لا مش هيحصل طبعاً إن شاء الله  ،  انت مجنون ولا ايه..؟!
ظلا هكذا دقائق يطمئنه ابراهيم وبالاصح يطمئن حاله ويطمئن قلبه الذي اوشك علي الخروج من بين أضلعه 
هاتف ابراهيم دنيا وابلغها أن تبيت مع رحمه لوجود حسن عنده تلك الليله فوافقت بإستغراب..!!
شعور قاسِ تغلغل داخل قلوبهم بلا ذره رحمه  ،  يكاد عقله ينهار وقلبه يتوقف  ، هو لم يفعل شئ ولكن خوف غريب ينهش احشائه بقسوه  ،  شعور بشع يجتاحه دون رحمه وبجانبه ابراهيم وعقله هو الآخر يكاد أن ينفجر  ،  يرجو الله بصمت أن يمر هذا الموضوع مرور الكرام دون أن يحدث شئ سئ لصديقه..
★_____★
في أحد القصور الفخمه  خصوصاً في المكتب الخاص بـ "نشأت صفوان "  أحد رجال الاعمال وأكبرهم يُعرف بقوته وجبروته وعدم رحمته  ،  كلمته كـ السيف تُطاع فقط وإن لم يحدث ذلك يُقتل من خالف أمره بمنتهي البرود وعدم الرحمه  ،  يفعل كثير من الاعمال الغير مشروعه بالخفاء بمعاونه الكثير  ،  لم يترك دليل ضده في أي شئ  ،  يظهر أمام المُجتمع بطريقه مُزيفه فيظهر كـ رجل أعمال ناجح فوق مستوي الشُبهات ..
صفع نشأت صفوان أحدهم بقسوه وعنف قائلا بصوت جهوري حاد 
- انتوا اصلكوا مش رجاله  ،  انتوا شويه نسوان  ،  جثه مش عارفين تتوها وهتودونا كلنا في داهيه 
عاد الحارس عده خطوات للخلف كـ رده فعل من الضربه القاسيه التي تلقاها ونكس رأسه بخزي فصرخ الآخر بعنف
- ازاي الجثه تبقي بره بالطريقه دي ردوا عليا ازاي يا بهايم...؟!
رد واحداً آخر قائلا بتلعثم شديد
- نشأت بيه رحيم البنداري مكنش عاوز يمضي واندفع طلع بره المخزن وكان هيتكلم في التلفون فـ ممدوح ضرب بالنار كان خايف ان رحيم يبلغ البوليس  ،  لسه هنشيل جثته وندخلها جوه عشان نتويها شوفنا نور عربيه جاي من بعيد فكان لازم نداري عشان محدش يلمحنا يا باشا..!!
زفر نشأت بعنف وبجانبه مكرم إبن أخيه وذراعه الايمن في كل شئ  وعقله يفكر بسرعه وفي كل الاتجاهات حتي صاح أحدهم قائلا بهدوء وثقه
- وبعدين يا نشأت باشا مفيش دليل واحد علينا وفي حد لبساه لبساه...!!
قطب نشأت جبينه بعدم فهم قائلا بغضب شديد
- ما تنطق يا حيلتها أنا هشد الكلام من بؤك ولا ايــه..!!
مسح الحارس ذرات العرق المتكونه علي جبينه فيعلم إن من أمامه لا صله له بالرحمه والانسانيه وإن أبسط شئ بالنسبه اليه هو القتل بدم بارد فقال بنبره سريعه لينقذ موقفه
- العربيه اللي كانت جايه من بعيد نزل منها راجل وقرب من جثه رحيم ودقايق ومشي روحنا عشان نتاوي الجثه والموضوع ينتهي بس لقينا محفظته وفيها بطاقته الشخصيه واقعه جنب جثه رحيم بلاغ صغير بمكان الجثه من رقم مجهول وبعديها نكسره صاحب البطاقه دي هيلبسها مفيش مفر..!!
تنفس نشأت بعنف وغضب وعقله يُعيد كلمات حارسه بتأني ودقه حتي صاح  "مكرم" قائلا 
- الاسم في البطاقه ايه..؟!
رد عليه الحارس بجديه  : حسن مصطفي عبد الحميد راضي يا مكرم باشا وعنوانه ساكن في حي في مصر القديمه...!!
ثم أخرج له هاتفه فقد قام بتصوير تلك البطاقه عده صور بهاتفه النقال فنظر اليها مكرم ونشأت بتفكير عميق..!!
كل ذلك يحدث ولا يدريان بتلك الاذن التي تتلصص عليهم في الخفاء وتُسجل كل شئ حتي يأتي الوقت المُناسب لفعل الكثير..!!
★______★
مُنعزله في غرفتها منذ وفاه والدتها الذي مر عليه أكثر من إسبوع  ،  لا تفعل شئ سوي النظر الي صورتها الصغيره وعيناها تفيضان بالدمع  ،  قلبها يؤلمها بقوه  ،  كانت والدتها الاقرب اليها  ،  تفهمها دون حديث  ،  رحل والدها منذ سنوات ورحلت والدتها الان ولم يبقَ لها سوي أخيها الاكبر..!!
طرق باب غرفتها برفق علمت أنه  "أسعد" أخاها فأذنت له بالدخول بصوت باكِ مُتعب  ،  دخل أسعد بهدوء ورغم حزنه الداخلي الذي يفتك بـ قلبه ولكنه مُبتسماً بهدوء ليهون عليها  ،  يعلم أنه ملجأها وحياتها من الآن لابد وأن يساعدها علي الخروج من تلك القوقعه التي دفنت نفسها بها منذ أيام 
جلس بجانبها ينظر الي وجهها الشاحب وعيناها الحمراء بحزن شديد  ،  تنهد ثم قال بثقل 
- وبعدين يا  "يمني" هتموتي نفسك كدا..؟!
نظرت اليه وهمست بصوت باكِ  "ياريت أروحلها"..!!
جذبها لاحضانه بسرعه قائلا بنبره متلهفه
- كدا يا يمني هان عليكِ تقولي كدا  ،  انا مليش غيرك وانتِ ملكيش غيري يا حبيبتي لازم نعدي الازمه دي  ، ماما وبابا محتاجين دعواتنا بس مش أكتر من كده  ،  لازم تبقي أقوي حتي عشانهم..!!
شددت من أحتضانه وشهقت عالياً بنحيب وقلب يُقطر ألماً
- مش قادره يا أسعد...والله مش قادره اتمالك نفسي ومش قادره أصدق ان خلاص ماما راحت وسابتنا...مش قادره
انفجرت باكيه بعنف  ،  هبطت دموع الآخر بصمت وقلبه ينفجر من الحزن والمقاومه الكاذبه فقال بصوت مُرهق بشده 
- عارف يا حبيبتي ومقدر طبعاً بس لازم نتجاوز المرحله دي لازم تبقي قويه زي ما ماما كانت بتتمني 
ابعدها قليلا عنه ثم قال وهو يتفحص وجهها بحزن
- شوفي شكلك بقي عامل ازاي..!! هيغمي عليكي من قله الاكل وقله النوم يا يمني قومي يا حبيبتي عشان تاكلي 
نفت وأحتضنته مره آخري فحايلها بحنو 
- عشان خاطري أنا يا يمني هطلبلنا أكل وهنفتح نفس بعض اتفقنا
أبعدها عنه قليلا نظرت اليه وجدته ينظر اليها برجاء  ،  رأت نظره الضعف والحزن مُغلفه عيناه  ،  هو فقط يُمثل عليها القوه حتي لا يقعان في بئر من الاحزان لا نهايه له!!
اومأت بضعف فإبتسم إبتسامه مصطنعه لم تصل الا لشفتيه ليس لها معني سوي دعمها حتي بالاصطناع..!!
خرج وتركها بمفردها حتي تستعيد نفسها قليلا  ،  خرجت الي شرفتها التي تطل الي مساحه خضراء كبيره ينتصفها حوض سباحه ضخم  ،  نظرت للماء بعمق وهبطت الي الاسفل بإتجاهه
قفزت داخله بكامل ملابسها وظلت تأخذه ذهاباً وإياباً بقوه لا تتناسب مع ضعف جسدها الان  ،  هبطت الي عمقه وكتمت انفاسها ثم ارتفعت بجسدها حتي لا تفقد الحياه في لحظه  ،  تمنتها دوما بعد فقدان والدتها ولكن ليس لاخيها سواها وليس لها سواه وسوي الله في المرتبه الاولي..!!
راقبها أسعد من بعيد وحاله ليس أفضل من حالها تصنع الابتسام كـ طيله الايام السابقه وخرج قائلا 
- أحلي سباحه دي ولا ايـه؟!
لم تُجاريه في مزاحه المصطنع بل خرجت من المسبح واتجهت نحوه تحتضنه بقوه ولكن تلك المره دون بكاء ولكنها همست برجاء
- عاوزه أسافر يا أسعد مش عاوزه أعيش هنا..!!
أبعدها عنه وقال بإبتسامه
- هعملك كل اللي عوزاه يا حبيبتي بس اشوفك كويسه قدامي
شاركته الابتسامه وقالت بهدوء
- هطلع أغير هدومي وهنزل
ضحك بخفه وقال وهو يشير الي ملابسه المبتله بسببها
- وانا كمان عشان في واحده عبيطه بلتني
لكمت صدره ثم صعدت ركضاً الي غرفتها بينما ظل أسعد يُتابعها حتي اختفت من أمامه  ،  تنهد بوجع علي حالهما معاً 
بعد مرور عشر دقائق وصل الطعام فأستلمه أسعد ودخل عائداً حيث جلوسهما معاً أمام حوض السباحه 
تناولا الطعام بتظاهر الهدوء ولكن كان كـ الحجر في حلقهم يُصعب عليهم مضغه فـ الحزن مُتغلغل لداخل أعماقهم  ، تصنع وتصنعت الابتسام وتشاركا الطعام في جو هادئ صامت يشوبه الحزن الشديد 
★_____★
في قصر " نشأت صفوان"
في إحدي الغرف  ،  تستلقي سيده في أواخر الاربعين من عمرها علي الفراش تنظر الي سقف الغرفه بشرود وحزن عميق داخل عينيها  ،  دموعها تسيل ببطئ وهي تتذكر ما عانته في هذا القصر في الخمس سنوات الماضيه  ،  ليتها تأخذ إبنتها وتهرب من هذا القصر الاشبه بالنسبه اليها بالغرفه المُظلمه حالكه السواد  ، فـ القصر الرائع هذا  بالنسبه لها كـ السجن وهي المسجونه و نشأت السجان  ،  ليتها تهرب ولكن كيف وهي "قعيده"..!! 
مسحت دموعها بسرعه عندما شعرت بإبنتها تفتح الباب
دخلت "ريم" فتاه صغيره لم تتم السابعه عشر من عمرها بعد  ،  بجسد ضئيل بأعين سوداء حالكه حزينه ولكنها حاده قويه  ،  اقتربت بهدوء من والدتها وقالت وهي تنظر الي وجهها الاحمر
- كنتِ بتعيطي ليه يا ماما..؟!
هزت "نجوي" رأسها نفياً بهدوء فقالت ريم بأعين ثاقبه
- لا كنتِ بتعيطي كنتي بتفتكري اللي نشأت دا عمله فيكي مش كدا  ،  أنا عارفه وفاكره كل حاجه...!!
توترت حدقتيها بخوف وقالت بنبره متوتره
- عارفه أيـه يا ريـم وبعدين أسمه بابا يا حبيبتي عيب كدا..!!
ذادت حده عيناها وقالت بنبره قاسيه لا تُناسبها إطلاقاً
- متقوليش بابا  ، انا مش صغيره يا ماما وبطلي تمثيل بقي  ،  انا فاكره كويس اوي يا مـاما اللي حصل من خمس سنين رغم اني كنت صغيره بس فاكره كإن اللي حصل..حصل إمبارح مش من سنين...!!
أغمضت عيناها بعنف وهي تتذكر ما رأته وسمعته منذ خمس سنوات وقتها كانت طفله تبلغ الثانيه عشر من عمرها فـ آواخر المرحله الابتدائيه..!!
خرجت من غرفتها وجسدها ينتفض بهلع عندما استمعت الي صراخ والدها الغاضب  ،  فتحت باب غرفتها بحذر ... وخطت خطوات سريعه اتجاه الدرج   حتي أصبحت قريبه منه وقتها رأت والدها يمسك ذراع والدتها يضغط عليه بعنف وهو يصرخ بها غاضباً
- انتي واقفه هنا من امتـي وسمعتـي ايـــه بالظبط...؟!
صرخت نجوي بألم بسبب ضغطه القاسي علي عضدها ولكنها قالت بنبره مشدوهه غير مصدقه ما سمعته صدفه 
- انت بتأكلنا من فلوس حرام يا نشـأت...؟!
شغال في كل حاجه ممنوعه..؟! أنا مش مصدقه نفسي..!!.
وقتها صرخت بألم شديد عندما هبط بكف يده علي وجنتها بقسوه وقعت علي إثرها أرضاً وهي تنظر اليه بعدم تصديق وقلبها يقرع بقوه 
هبط علي عقبيه بجانبها وقبض علي خصلاتها بقوه قائلا بصوتٍ هادر مغلف بالقسوه وهو يذيد من ضغط يده علي خصلاتها مع كل كلمه يلفظها من بين شفتيه 
- اخرسـي..واياكِ تفتحي بوقك بحرف واحد..والا اقسم بالله هقطع لسانك دا خالص وهاخد بنتك وارميكي في الشارع فاهمه ولا لاء...؟!
انتفض جسدها بهلع شديد ودموع عيناها تهبط كـ السيول دون توقف  ،  أصبحت شهقاتها عاليه  ،  والخوف يُقطر من عيناها كـ دموعها شدد علي خصلاتها بعنف أكبر ثم هـدر بصوت قاسٍ
- فهمتي ولا لاء...ولا حرف يا نجوي ولا حرف...انتي من الليله مجرد خدامه ليا ولبنتك...ولو فكرتي مجرد تفكير انك تقلي بعقلك وتعملي حاجه كده ولا كده هقتلك من غير ما اسمي عليكي فاهمه...؟!
هدر بالاخيره بصوت عالِ بث الرعب في جسدها وجسد الطفله التي تكتم فمها بكفها الصغير خوفاً من صدور أي صوتٍ منها ... رعبً من أبيها التي رأته بهيئه شيطان الان أمام عيناها  ،  طفله تنظر الي جسد والدتها المرتجف وخصلاتها التي ستُقتلع في يد أبيها وصفعاته التي يُتابعها الان علي كلا وجنتيها عقاباً لها علي ما سمعته وكي يبث الرعب في جسدها أن تعش معه دون أن تفتح فمها بكلمه  ، تحول خوف تلك الطفله الي كُـره شديد اتجاه ذلك الاب الذي يهين ويذل والدتها بتلك الطريقه المُهينه ولكن سؤال يدور داخل عقلها الصغير ما تلك الاشياء التي يعمل بها والدها لكي يقسو علي والدتها بتلك الطريقه المُخزيه...!!
عادت للواقع مع صدور شهقه عاليه من والدتها تبعها بكاء مرير فبعد تلك الليله تحول نشأت من زوجها الي مسخ يضرب ويجلد ويهين حتي انتهي بها الامر عاجزه علي مقعد متحرك تحتاج من يساعدها في أقل الاشياء لانها أصبحت عاجزه بسببه
مدت ريم كفيها ومسحت دموع والدتها بحنو وأكملت بتحدٍ وقوه وهي تنظر الي داخل أعين والدتها بثقه
- ومن يوميها يا ماما وأنا بعتبره شيطان وعمري ما شوفته علي أنه أبويا بالعكس  ،  انا مستنيه اليوم اللي هنتقم فيه منه بفارغ الصبر  ،  وهنتقم منه وهاخدلك حقك ودا وعد مني...!!
ارتجف جسد نجوي بخوف علي ابنتها الوحيده التي انجبتها بعد سنوات طوال من زواجها بعد مدوامه عده سنوات علي كثير من الاطباء فلا تريد سوي سلامتها فقط فهتفت بخوف يأكل أحشائها
- لا يا بنتي عشان خاطري أنا مليش غيرك يا ريم  ،  انا استحملت كل دا عشانك انتي يا بنتي  ،  اوعي تخاطري بنفسك أوي هموت فيها ريم صدقيني هموت 
قبعت جسدها علي جسد والدتها المستلقي علي الفراش بتهاون واحتضنتها بقوه وهبطت دموعها بصمت وغضبها وكرها يذدادان أكثر وأكثر علي ما يسمي بـ والدها وهتفت لتطمئنها
- متقلقيش يا ماما  ،  متقلقيش يا حبيبتي مفيش حاجه هتحصلي ولا هتحصلك أنا معاكي أهو 
رفعت نجوي ذراعيها وأحاطت ابنتها بخوف وبداخاها يرتجف وتتمني فقط "موته" حتي تعش هي وإبنتها بسلام دون خوف أو قلق 
في الاسفل حيث مكتب "نشأت صفوان"
جلس علي مقعده وأمامه يجلس "مكرم" ويقف أمامهم حارسان من حراسهم والجميع يُفكر في حل مُبسط يبعد عنهم أي شُبهه..!!
فـ سأل حارس من الاثنان بنبره خائفه قليلا
-هنعمل أيـه يـ باشـا الرجاله مستنين إشاره منك..؟!
نظر اليه نشأت بأعين قاسيه غاضبه مما حدث ولكنه قال بشـر
- بلغـوا البوليس  ،  انا مضمنش نشأت كان مات فعلا ساعه الواد دا لما شافه ونطق بحاجه ولا لاء...فـ لازم أكون خلصت من الاتنين..!!
اومأ الحاس ايجـاباً مؤكدا كلامه ثم خرج لينفذ ما أمره به في طـاعه  ،  بينما أمر نشأت الحاس الآخر في غلظه
- وانت غـور من قدامي وايـاكوا تحصل حاجه غلط..!!
انصرف الرجل علي الفور فأصبح المكتب خالياً عليهم تماماً فقال مكرم بنزق
- مـا كنا خلصنا منه وارتحنـا..!!
ارتسمت ابتسامه شيطانيه علي ثغر الآخر وقال مؤكداً
- متقلقش لينا حبايب كتير جوه هيخلصونا منه وهنبقي احنا بعيـد..!!
★____★
في شقه إبراهيم داخل الحي 
ظلا مُستيقظان وقلوبهم تعلن الحرب عليهم من كثره القلق والخوف  ،  وضع حسن يده  في جيب بنطاله  فعقد جبينه بإستغراب أين محفظته..!!
ظل يبحث هنا وهناك ولكن لم يجدها فقال إبراهيم
- هتلاقيها في البيت التاني يا حسن..!!
نظر حسن إليه بقلق بالغ وقال بتوتر
- لا يا ابراهيم محفظتي مبتتشلش من جيبي نهائي  ،  انا متأكد أنها كانت معايا
نظر اليه ابراهيم قائلا بصدمه : قصدك أيـه..؟!
ابتلع لعابه بقلقٍ بالغ قائلا  : قصدي انها وقعت لما نزلت من العربيه عشان اشوف الراجل المرمي في الارض يا ابراهيم 
توقفت انفاس ابراهيم برهبه  ،  شعورهم بالقلق والخوف ليس من فراغ  ،  دقات قلبه التي أعلنت الحرب  والتي تدق بفزع الان لها سبب قاسِ  ،  فقال بصعوبه وقد تجمعت بعض الدموع في عينـاه
- إهـرب يا حسن  ، أمشي من هنا  ، لو بطاقتك هناك فعلا يبقي هتروح في الرجلين وانت اللي هتشيل الليله يا صاحبي
بحلق حسن بعينيه وقال بعذاب وصدمه
- كدا حياتي هتنتهي يا ابراهيم
صاح ابراهيم بخوف قائلا
- ولو مسكوك هتضيع يا حسن  ،  هتضيع يا صاحبي  ، ابعد في اي حته لغايه ما نشوف الدنيا هترسي علي أيه  ،  امشي يا حسن الله يباركلك
نفي برأسه قائلا  : وامي واخواتي ومراتي..؟!
حياتي يا ابراهيم..؟!
انا لو هربت كدا بأكدها عليا..؟!
مسك ابراهيم كتفيه قائلا بدموع هبطت بالفعل من مقلتيه
- ولو استنيت هياخدوك يا ابراهيم  ،  احنا جدعان أيوه ونعرف ربنا ايوه بس غلابه مفيش ورانا ضهر يسندنا يا صاحبي ربنا قادر علي كل شئ أيوه  ،  بس البلد دي لو ملكش ضهر في كارثه زي دي يعني هتروح بلاش يا صاحبي..!!
أغمض حسن عيناه بألم غير مصدق ما يمر به منذ ساعه وأكثر  ،  يكاد عقله أن يقف من كم الصدمات التي يتلاقاها الان 
ابتعد ابراهيم وجلب حقيبه ظهر سوداء وضع فيها عده ثياب من خزانته وأغلق الحقيبه جيداً 
ثم اتجه الي فراشه رفع تلك المرتبه القابعه عليه وأخذ مبلغ من المال الذي كان يدخره من سنوات ليتزوج به ووضعه في الحقيبه كل هذا وحسن ينظر اليه بضياع حتي فاق علي المبلغ الذي وضعه فقال بغضب
- انت بتعمل ايـه يا مُتخلف شيل فلوسك وشيل الشنطه انا مش ههرب  ،  مش هضيع نفسي ولا هضيعكوا فاهم ولا لاء...!!
وقف ابراهيم ينظر اليه بغضب وتلك المره قبض علي فكه قائلا بحده وخوف
- هتسمع كلامي وهتمشي من هنا يا حسن انت فاهم  ،  انا مش مستغني عنك .. قولي هتدافع عن نفسك هتقول ايه؟!
ـ"الحقيقه"..!!
هبطت دموع ابراهيم وقال بحده
- محدش هيصدقك ولا هيسمعلك  ،  الراجل مات وبطاقتك يا اما جمبه يا اما في مكان قريب منه  ،  ساعتها هتبقي كل ال الادله ضدك  ،  واحد زي نشأت صفوان اللي بحثنا عنه من شويه مش هيروح في الرجلين  ،  انت قولت ان الراجل نفسه قالك إهرب  ،  ابوس ايدك امشي يا حسن يمكن نعرف نتصرف..!!
في تلك اللحظه استمعوا الي صوت سياره الشرطه يعلو في الحي بأكمله..!!
تصاعد صوت السياره وتصاعدت معها دقات قلوبهم الهادره بفزع..!!
google-playkhamsatmostaqltradent