Ads by Google X

رواية لم يكن قلبي لها الفصل الثالث 3 والرابع 4 - ميمي عوالي

الصفحة الرئيسية
رواية لم يكن قلبي الفصل الثالث والفصل الرابع بقلم ميمي عوالي
رواية لم يكن قلبي لها كاملة
لم يكن قلبي لها

رواية لم يكن قلبي لها الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي

فى اليوم التالى يقف يحيى امام ابواب الصيدلية المغلقة حتى جائت سيارة سمية لتهبط زينب سربعا

وهى تقول : حقك علينا يابنى نسينا خالص موضوع المفاتيح امبارح

يحيى وهو يتناول المفاتيح من يديها : ولا يهمك يادادة انا لسه واصل ، ثم وهو ينظر لسمية التى قامت بفتح الباب وخرجت من السيارة وهى تحاول الوصول اليهم من خلال سماعها لهم لتحديد اتجاهها بتركيز شديد ، ليعود بنظره لزينب التى تفهم مقصده على التو

زينب : انا هفتح انا وانت بقى يابنى معلش هتعبك معايا هات الشنط من شنطة العربية فيها الاكل احسن انا حاسة انى مش قد كده النهاردة ، وهات سمية فى ايدك

لتقف سمية فجأة فى مكانها وهى تتجه برأسها للاتجاه الذى كانت تقف فيه زينب وهى ترسم علامة البلاهة على وجهها مما جعل يحيى يكتم صوت ضحكة بداخله ولكنه يسرع لتنفيذ ماقالت عليه زينب واخرج الحقائب بيد ومد يده الاخرى لسمية التى تحاول بغضب ان تسبقه الى الداخل ولكنها تفاجئت به يشبك اصابع كفه باصابعها يحذرها من السقوط الاكيد والذى احسته بالفعل لولا تنبيه يحيى لها لكان حدث مالا يحمد عقباه ، والذى جعلها تناست احتضان اصابعهم معا حتى اجلسها على مقعدها خلف مكتبها .

يحيى : صباح الخير ، الناس بتقول صباح الخير على فكرة

لترفع سمية راسها اليه وهى تتجه اليها بعينيها لتقول بتلعثم : صباح الخير ، انا آسفة ، تعبتك معايا

يحيى بمرح : ياستى ولا تعبتينى ولا حاجة كل الحكاية انى بحب اعمل بلقمتى

سمية : افندم ! مش فاهمة

يحيى : دادة قالتلى امبارح انكم هتفطرونى وتغدونى ، وانا لا مؤاخذة مابحبش اكل سفلقة ، بحب اكل بعرق جبينى

لتزوى سمية مابين حاجبيها وهى تحاول اخفاء ابتسامة تريد ان تطفو على صفحة وجهها

زينب : طب اعمل حسابك بقى يابنى انك هتعرق بالقوى النهاردة .

يحيى ضاحكا : والله ده على حسب النوعية يادادة ، حاكم فى اصناف مابحبش اعرقلها من الاساس

زينب : لا من الناحية اتطمن ، هتعرق وانت مبسوط

يحيى : طب ايه ؟ مافيش تصبيرة كده حتى ولو تشجيع .

زينب : الغداء شاورمة سورى ….ها …. ايه رايك

يحيى : رايى فى ايه ، ده انا هحميكم بعرقى النهاردة ، بس فطرينى الاول انا نازل على لحم بطنى وعاوز اشرب شاى عشان اعرف اعرق .

زينب : حاضر يابنى من عينيا

كانت سمية تتابع حوارهم وهى تتجه بعينيها الى اصواتهم دون ان تشترك معهم فى الحديث ولا تدرى ان يحيى مثبت عينيه على قهوة عينيها اللتين اشتاق اليهما ولا يحيد عنها

وبعد الطعام والشاى

يحيى : ها ياسمية

سمية : ها ايه

يحيى : عاوزانى ابتدى من فين ؟

سمية : تقصد ايه ؟ حضرتك تقصد ان انا اللى هقوللك

يحيى : اه طبعا ، وبعدين انتى عا رفة كل ميللى هنا فين ومحطوط فيه ايه ، قوليلى بتفكرى فى ايه وازاى ، وانا معاكى نتناقش ونقتنع وننفذ

سمية : ايوة ، بس حضرتك عارف انى

يحيى ببعض الحزم : سمية ، لازم تفهمى وتقتنعى انك اكتر واحدة هنا عندها خبرة وفاهمة الدنيا فيها ايه ، ولازم نوظف الحبرة دى كويس عشان كلنا نستفيد

سمية ببعض التيه : طب عاوزنى اعمل ايه ؟!

يحيى بحنان : عاوزك تقوليلى ابتدى منين ع الاقل نوريلى بصيرتى ياسمية ، ساعدينى .

لتشعر سمية بالاضطراب ،فهى تشعر بان هذا ىالحوار قد سمعته من قبل ولكن من اين ومتى ؟

يحيى : ها ياسمية ، نورينى .

سمية بعد فترة من الصمت وهى تشير بيديها على اتجاه ركن من اركان الصيدلية : احنا ممكن نبتدى من هنا ، من قسم العناية الشخصية ، العبوات دى بتبقى واخدة حيز وصلاحيتها قليلة ، فممكن تراجعوا على تواريخ الصلاحية ونعدم اللى صلاحيته انتهت او على وشك ، وكمان ادوية الثلاجة لازم كلها تتعدم ، احنا مانعرفش الكهربا فصلت كام مرة ، يعنى ممكن تبقى كلها باظت ، وبعد كده …….

واستمرت سمية تحكى مايجول بخاطرها ويحيى يدون كل ما تقوله وهو يرسم على شفتيه ابتسامة مليئة بالسعادة والحنان والامل حتى انتهت من الحديث

يحيى : تمام يا بوص ، الموضوع كده ان شاء الله هياخد فى حدود خمس ايام ان شاء الله وكله يبقى تمام ،انا ان شاء الله هشتغل على قد مااقدر ، ومن بكرة ان شاء الله فى دكتور صديقى فاضى اليومين دول هطلب منه ييجى يساعدنى عشان نختصر الوقت ، ايه رأيك ؟

سمية : الادارة مسئوليتك يادكتور ، يعنى اللى تشوفه فى المصلحة اعمله على طول .

يحيى : احنا شركا ياسمية واى حاجة تتعمل لازم تبقى بموافقتنا احنا الاتنين ّ

سمية : تمام

لينقضى اليوم باجهاد شديد على الجميع يقوم يحيى بغلق ابواب الصيدلية ويعرض عليهم ان يقوم هو بايصالهم لمنزلهم بسيارته بدلا من قيادة زينب ليلا .

زينب : ياريت يابنى ، ده انا مش شايفة قدامى ، وحاسة انى هنام وانا سايقة .

سمية وهى تشعر بالاحراج : خلاص يادادة ، سيبى العربية هنا وناخد تاكسى الدكتوركمان تعب بزيادة النهاردة. ، بلاش نتقل عليه

يحيى : على فكرة انا لو تعبان او مش قادر ماكنتش عرضت عليكم من الاول ، ياللا بينا .

ينهى حديثه بان مد كف يده ليعانق اصابعها كالصباح ولكنها جذبت يدها بسرعة من بين يده وهى تنادى على زينب والتى بدورها كانت تلعب دورها بغاية المهارة

زينب : معلش يابنى ركب انت سمية وافتحلى شنطة العربية لما اشيل فيها الحاجات دى

ليبتسم يحيى وهو يغمز لزينب بعينيه ويمد يده مرة اخرى لسمية التى كادت تبكى مما يحدث لها

وفى الطريق كان يحيى يفتح نافذته قليلا حيث انهم فى الشتاء كان يراقب سمية كلما سنحت له الفرصة ، ليجدها فجأة قد اغمضت عينيها وهى تستنشق الهواء بعمق وهى تبتسم ثم قالت

سمية : الدنيا هتمطر دلوقتى

ليقول يحيى سعيدا و ببعض الاندفاع : انتى لسه فيكى العادة دى

لتقرن سمية مابين حاجبيها باندهاش : افندم

يحيى ببعض الاضطراب : ها ماتاخديش فى بالك اصل العربية عندى فيها لمبة بتعلق

لتومئ سمية برأسها ، لينظر يحيى الى زينب فى المرآة وهو يشير اليها لتساعده فى سياق الحديث

وماهى الا ثوانى ليبدأ هطول الامطار ليضحك بشدة وهو يقول .

يحيى : اهى الدنيا مطرت فعلا ياستنا الشيخة ، انما عرفتى ازاى ؟

سمية : من ريحة الهواء

يحيى : الهواء فعلا بيبقى له ريحة مميزة بس بعد المطرة مش قبلها .

سمية مبتسمة : وقبلها كمان ، الهوا بتبقى ريحته زى ندى الفجرية ، بس اللى يحس بيه

زينب : طول عمرك بتعرفى المطرة قبل اوانها انتى وسليم

ليتجهم وجه سمية ويسارع يحيى بسؤالها

يحيى : مين سليم ؟

زينب : اخوها
سمية مندفعة. : مات ….اخويا اللى مات

الفصل الرابع 4 من رواية لم يكن قلبي لها

فى منزل يحيى

فريدة بذهول : عادى كده ! من غير اى رد فعل ، ولا حتى اتعصبت

يحيى : فى الاول قالتها وهى مشدودة ، بس مجرد ثوانى ، مش اكتر من ثوانى ياماما ولقيتها رجعت لصومعتها من تانى ، بس حسيت انها بتكررلى الكلمة لمجرد التاكيد على المعلومة ، انه مات

فريدة : طب وانت ! سكتت على كده! ماحاولتش تقوللها اى حاجة ؟

يحيى : الحقيقة انا انصدمت من رد فعلها لانى كنت مجهز نفسى لموجة انهيار اول ماتيجى سيرة سليم زى ما مراد قاللى ، حتى كنت مرتب نفسى انى اطلع بيها ع المستشفى ،ههههههه قال وانا اللى كنت قافل اللوك بتاع العربية وخايف لاتعمل اى حركة متهورة

فريدة بامتعاض : انت بتضحك ! انا مابقتش فاهماك

يحيى بغضب مكبوت : عاوزانى اعمل ايه وانا مابقتش عارف حاجة ، انا حاسس انى خسرت حياتى كلها ، ومش عارف الوم مين ، الوم روحى واللا الوم سليم ، ليلتفت الى فريدة مستكملا حديثه واللا الومك يا امى

فريدة : انا يا سليم ! ليه يابنى ، انت لسه بتلومنى على جوازك من سلمى ؟

ليتنهد سليم فى الم : مش بلومك ، لان بكل بساطة كلنا مشتركين فى اللى حصل ، الله يرحمك ياسلمى ، اللى حصللها خلاها ضحية وقتها ، لكن بعد كده الضحايا كتروا ، كتروا اوى ، آدم وسمية وانا ، انا اللى مش عارف انا بعمل ايه ولا عارف هوصل لحد فين

فريدة وعينيها تتلألأ بالدموع: سامحنى يابنى ، ماكنتش اقدر اتخلى عن يونس ابدا بعد اللى حصل ، مانت عارف لولاه كان ممكن يحصللى ايه انا وانت

يحيى : عارف ياماما ، عارف ، وصدقينى ….. لو الزمن رجع بينا من تانى ماكنتش هتردد ثانية واحدة انى اكرر اللى عملته من تانى .

فريدة : طب وسمية …. ما قالتش حاجة تانى بعد ماقالت ان سليم مات ؟

يحيى : هحكيلك

فلاش باك

سمية : مات ، اخويا مات

يحيى مذهولا وهو يحاول السيطرة على انفعالاته : هو انتى كان عندك اخوات غير سلمى .

سمية بهدوؤ شديد : كان اخ واحد ومات

يحيى ،: اضايقك لو سألتك مات ازاى

سمية : فى الحادثة ………. ماتوا كلهم فى الحادثة

يحيى وهو ينظر الى زينب بذهول ليجدها تبكى فى صمت ليعود بعينيه مرة اخرى لسمية قائلا : انا كنت فاكر ان سلمى و خا…… ووالدك بس اللى راحوا ف الحادثة

سمية : الحادثة خدتهم كلهم ، راحوا كلهم

باك

فريدة : طب انت حكيت لمراد ع كل ده

يحيى : ايوة ، واتفاجئت انه عارف ، بس قاللى انه كان متوقع انها مع الوقت هتحاول تتأقلم مع الموضوع غير كده

فريدة : طب وناويين ع ايه بكرة ؟

يحيى : زى مااحنا ، بس مراد هيجيلنا معاه عند الصيدلية ، وهيفضل فى العربية تحسبا لاى رد فعل عنيف او غير متوقع وانا هعدى عليهم الصبح اخودهم معايا ، بحجة ان العربية بتاعتهم سيبناها عند الصيدلية طبعا

فريدة : ربنا يستر يابنى ويعديها على خير يارب

يحيى : يارب ياماما .. دعواتك

فى صبيحة اليوم التالى ، وبعد وصولهم الى الصيدلية وتناولهم للافطار والشاى ، واثناء مراجعة يحيى لبعض الادوية اذا بهاتف يحيى يصله اتصال

يحيى بفتور وهو يركز نظره على سمية : السلام عليكم ……..احنا موجودين من بدرى …..تمام ….فى انتظارك .

زميلى اللى قلتلك عليه قدامه دقايق وهيبقى هنا ياسمية

سمية بدون اهتمام : تمام

ليترك يحيى وزينب مابيديهم يتبادلون النظرات فى خوف واضطراب ، ليدلف بعد دقائق قليلة شاب لو اطلق لشعره العنان لاصبح نسخة اخرى من سمية مع بعض الخشونة الذكوية فى الملامح يتقدم فى هدوء مضطرب و وجل وهو يحاول الا تلتقى عينيه بعينا يحيى حتى يقف امام مكتب سمية وهو يكاد يلتهمها بعينيه شوقا وحزنا يفيض بالوجع ليلقى السلام ببحة ذكورية محببة : صباح الخير ، ارجو انى ماكونش خليتكم تنتظرونى كتير .

لتنتفض سمية من مجلسها ويبدأ جسدها فى الانتتفاض وهى تنادى زينب

زينب : انا جنبك يابنتى مابعدتش

سمية : اااانا ااانا تعبانة وعاوزة اروح

يحيى : مالك ياسمية ! مانتى كنتى كويسة

سمية : عاوزة امشى ….عاوزة اروح …. تع تع تعبانة

يحيى : سلامتك ياسمية ، انتى متضايقة من حاجة ، حصل حاجة ضايقتك

لتضع سمية كفوفها على اذنيها وهى تصرخ : لأ . لأ . لأ ..لتبدأ فى الدوران حول نفسها بعدم اتزان لتقع فجأة على الارض غائبة عن الوعى بعد ان صرخت بأعلى صوتها.. سليم ماااات

فى احدى المصحات النفسية الخاصة امام احد الابواب يقف يحيى وزينب فى حالة من الحزن والقلق وفى الجهه الخرى يجلس سليم على الارض مستندا بظهره للحائط وهو يدفن وجهه بين قدميه ليقف فجأة امام يحيى عندما استمعوا لصوت سمية صارخة باسم سليم ، ثم عاد الهدوء مرة اخرى ، وبعد بعض الوقت يفتح الباب شابا وسيما من عمر يحيى يرتدى زى الاطباء ليهرعوا اليه متسائلين

يحيى : طمنى يامراد سمية حالتها ايه دلوقت

مراد : مش عاوزكم تقلقوا ، احنا كنا متوقعين ده وعاوزينه عشان نقدر نخرجها من اللى هى فيه

يحيى : طب انت شايف ان انهيارها ده طبيعى انه يبقى بالشكل ده

مراد : يايحيى ، سمية كانت معيشة نفسها فى كدبة كبيرة ، كابوس مسيطر على عقلها الباطن ، واحنا دلوقتى دورنا اننا نحارب ده ونفوقها عشان ترجع من تانى لحياتها

يحيى بأسى : هتتعب يامراد

مراد : احيانا الوجع بيبقى اساس الشفا ، انا بس عاوزكم تصبروا عليها ومعاها ، ليتوجه بحديثه الى سليم : وانت بالذات دورك هيبقى كبير ، لو قدرت عليه ، سميه هترجع باسرع مما يكون

سليم بتمنى : عاوز اشوفها يامراد ، ارجوك

لينظر مراد الى يحيى الذى يبدو على وجهه الغضب

ليوجه سليم امنيته الى يحيى : ارجوك يايحيى ، اسمحلى اشوفها ، انا خلاص عرفت واتأكدت ان ماحدش بيحبها زيك ، بس دى توأمى يايحيى ، ارجوك

يحيى مندفعا : وانت ماكنتش تعرف انها توأمك غير النهاردة ، اقسم ان لولا مراد قال ان وجودك ضرورى لعلاجها ماكنت سمحتلك انك تشوفها طول مانا عايش

مراتد : مش وقته الكلام ده يايحيى ، احنا كل اللى يهمنا دلوقتى سمية ، وزى مانت جوزها هو اخوها

ليتوجه بنظره الى سليم : انا ممكن اسمحلك تدخللها دلوقتى ، هى تحت تأثير المخدر ، ممكن تدخللها بس هم عشر دقايق ياسليم مش اكتر لو سمحت .

ليومئ سليم برأسه ويتجه الى غرفة سمية ليدلف الى الداخل مغلقا الباب ورائه
google-playkhamsatmostaqltradent