Ads by Google X

رواية لم يكن قلبي لها الفصل الأول والثاني - بقلم ميمي عوالي

الصفحة الرئيسية
الفصل الأول 1 والفصل الثاني 2 من رواية لم يكن قلبي بقلم ميمي عوالي عبر دليل الروايات
رواية لم يكن قلبي لها كاملة
لم يكن قلبي لها

رواية لم يكن قلبي لها الفصل الأول 1 بقلم ميمي عوالي

فى احد الاحياء المتوسطة بالقاهرة وفى احد الشوارع القريبة من النيل فى يوم من ايام فصل الشتاء والسماء تنذر بهطول الامطار وتحجب اشعة الشمس رغم عقارب الساعة التى تشير الى انتصاف النهار ، تتوقف سيارة امام صيدلية متوسطة الحال يبدو على ابوابها انها مغلقة من فترة ليست بالقليلة لتهبط سيدة فى العقد الخامس من عمرها من امام عجلة القيادة لتلتف للباب الاخر لتقوم باسناد فتاه وتقوم باقتيادها الى ابواب الصيدلية لتقوم بفتح الباب والعودة لاصطحاب الفتاة مرة اخرى وهى تدلف الى الداخل .

تقوم السيدة باجلاس الفتاة على مقعد خلف مكتب صغير ثم تتجه لاضاءة الانوار ومحاولة ازاحة الاتربة المتراكمة على المقاعد .

دادة زينب : انا لمعت المكتب والكراسى ياسمية وهشوف الكافتيريا اللى ع الناصية لو ينفع يبعتولنا شاى .

سمية : ماشى يادادة ، بس اقفلى الباب الازاز وراكى عشان لو حد دخل اعرف من صوت الرنانة اللى ع الباب ، اتاكدى كده انها في فى مكانها .

زينب : فى مكانها يابنتى ماتقلقيش ، وانا مش هغيب

لتتجه زينب للخروج وهى تغلق الباب الزجاجى من خلفها ، وماهى الا دقيقة لينفتح الباب ويطل منه رجل فى العقد الثالث من عمره ذو وجه لطيف بملامح رجولية مريحة وهو يلقى التحية .

يحيى : السلام عليكم

سمية وهى تتجه بوجهها ناحية الصوت : وعليكم السلام ، مين

انا دكتور احمد وجاى للدكتورة سمية بخصوص الصيدلية .

سمية : اتفضل يادكتور ، اهلا وسهلا ، انا دكتورة سمية

يحيى وهو ينظر اليها بنظرة اشتياق لا تراها : اهلا بيكى يادكتورة ، الحقيقة استاذ سليمان لما قاللى ع الصيدلية عجبنى موقعها جدا ، ومساحتها كمان عاجبانى ، وحاسس ان شاء الله انه هيكون خير .

سمية : باذن الله يادكتور .

يحيى : بس انا محتاج اشوف المخزن والمعمل ياترى ممكن تفرجيهملى ؟!

سمية : ااه طبعا ، هم من هنا ، قالت ذلك وهى تشير بيدها الى جهة باب مغلق وتدير راسها اتجاه يحيى .

يحيى : تفصدى انى ادخل اشوفهم لوحدى ؟!

سمية : اكيد عمو سليمان قاللك ع ظروفى فمعلش لو امكن تنتظر بس دقيقة تكون دادة زينب جت وهى هتورى حضرتك كل حاجة .

ولم تكد تنهى عبارتها الا ودخلت زينب ومن ورائها عامل يحمل صينية عليها ثلاث اكواب من الشاى ويضعهم العامل على المكتب بجوار سمية فى صمت ويرحل .

زينب : معلش ياسمية اتاخرت عليكى اصل ………

وفجأة تحرك سمية احدى يديها لتصطدم باحد اكواب الشاى لينسكب على المكتب وعلى يديها لتصرخ من الالم ليهرع اليها يحيى وزينب وهما يبعداها عن قطرات الشاى الساخنة وسط دموعها التى لم يستطع ان يعلم اهى من الم الحرق ام من العجز ولكنه حاول ان يخرجها من تيهها ببعض المرح .

يحيى : هو الظاهر ان النهاردة يوم الكبايات المكسرة ،انا لسه كاسر لامى ع الصبح كوبايتين بس ماكانوش شاى الصراحة كانوا سحلب ، والحاجة نزلتنى من غير فطار عقابا ليا ، بس انا ماسكتش ، اخدت كيس السحلب معايا وانا نازل على امل انى الاقى حد يعمللى كوباية فى البرد ده .

كان يتحدث ويضحك وهو يعالج يديها وهى لاتدرى كيف له بمعرفة اماكن هذه الاربطة بعد ان قام برش شئ على يدها تعتقد انه نوع من انواع المضادات الحيوية ولكنها لاتدرى ولا تدرى سوى انها تركته يداوى يديها بكل ثقة لا تعلم من اين اتت اليها فى هذا الشخص المجهول الذى لا تعرف عنه الا ان اسمه احمد .

يحيى : خلاص ياستى ايدك رجعت جديدة زى ماكانت بالظبط ، اكنها لسه طالعة من الفابريكا ، بس الرباط ده اعتبريه المشمع اللى بيبقى عليها عشان ماتتربش .

لتضحك زينب وهى تقول : معلش يابنى انا اللى غلطانة ، حقكم عليا انا ، حقك عليا ياسمية مانبهتكيش ان الشاى جنب ايدك ، سامحينى .

سمية وهى تحاول الابتسام : معلش يادادة حصل خير انا بس عاوزاكى تفرجى دكتور احمد على المخزن والمعمل من فضلك .

زينب وهى تنظر ليحيى : من عينيا يابنتى ، اتفضل يادكتور .

ليذهبا معا الى الداخل وما ان دلفا من باب المعمل حتى يقف يحيى وهو يغرس اصابعه فى فروة رأسه فى حزن شديد ، لتنظر له زينب وهى تربت على اكتافه قائلة .

زينب : ايه يايحيى ! احنا لسه بنقول ياهادى هتنخ كده من اولها .

يحيى : مش قادر يادادة …….. سمية وحشتنى اوى ، امتى هترجعلنا تانى ! اتأخرت اوى .

زينب : اتعشم خير يابنى وياللا نرجعلها وسمى بالله وقول يارب .

يحيى : يارب …… يارب

ليخرجوا الى سمية مرة اخرى ويجلسون امام بعضهم .

يحيى : المخزن والمعمل تمام ، الحقيقة انا ماعنديش اى اعتراضات ، محتاجين بس نتكلم فى السعر .

سمية : زى ماحضرتك شايف ، الصيدلية مغلقة من سنة تقريبا من ساعة الحادثة .

يحيى متلهفا : حادثة ايه ياسمية ؟

سمية بحزن ووجع وباستغراب لرفعه الالقاب وكأنهم ع معرفة قديمة : حادثة عربية مات فيها والدى واختى و …..

يحيى ببعض الشجن : البقاء لله ، انا اسف لو كنت فكرتك

لتغطى بعض العبرات عينا سمية التى بلون القهوة : ونعم بالله ، المهم…... انا لما عموسليمان اقترح عليا انى اشغل الصيدلية تانى لانى بعد الحادثة ماكانش ينفع انى اتولى ادارتها من تانى وانا لوحدى ، واقترح عليا موضوع الشراكة ده .

يحيى : الحقيقة الاستاذ سليمان قاللى على كل حاجة ، لكن الحقيقة انا عاوز اسمع وجهة نظرك عشان اقدر افهم بالظبط انتى بتفكرى ف ايه .

سمية : انا عاوزة شريك بالمجهود والادارة ، يعنى الصيدلية موجودة والادوية موجودة ، اى نعم هنحتاج نعمل جرد عشان الصلاحية وهنضطر نعدم كمية مش قليلة لكن انا هقدر اعوض الفاقد ده ، وفى المقابل المجهود والرقابة هتبقى بالكامل على شريكى لان زى مانت شايف انا مافيش منى رجا .

ليندفع يحيى قائلا : اوعى تقولى كده مرة تانية ، ليدرك انه اندفع فى وقت سابق لاوانه ، ليتنحنح قائلا : انا اللى فهمته من استاذ سليمان ان انتى اللى كنتى بتديرى الصيدلية لوحدك يعنى معنى كده انك عارفة كل كبيرة وصغيرة فيها ، وانا لسه ماعنديش خبرة فى الحكاية دى لان اول مرة اعمل حاجة خاصة لروحى ، وعشان كده كل حاجة هتتم بمشورتك ورأيك وانا موافق على كل طلباتك وشروطك وطالما ان الاستاذ سليمان يبقى المحامى بتاعى وبتاعك ف نفس الوقت يبقى على بركة الله ونبدأ الاجراءات ، ها تحبى امتى ؟

سمية : زى ماتحب .

خلاص هكلم الاستاذ سليمان يحضرلنا العقود وعلى بركة الله .

ليقوم يحيى باجراء مكالمة للاستاذ سليمان وهو يفتح مكبر الصوت ويعلم الاستاذ سليمان بما تم الاتفاق عليه ليعطيهم موعد بمكتبه ف اليوم التالى لامضاء العقود .

الفصل الثاني 2 من رواية لم يكن قلبي لها

فى اليوم التالى دخلت سمية الى منزلها بصحبة دادة زينب بعد عودتهم من لدى المحامى وتوقيع العقود ولديها سعور بالغموض فهى لا تدرى كيف سارت الامور بهذه السرعة ، ولكنها تذكرت حديث السيد سليمان والذى كان صديق شخصى لوالدها وتثق فيه ثقة كبيرة ، فلقد اكد لها فى حديثه بانها لن تندم على هذه الخطوة فلقد قال لها

سليمان : اتوكلى على الله ياسمسم احمد دة انسان ملتزم وراجل بمعنى الكلمة ، وصدقينى مش هتندمى لو انتى عاوزة اى ضمانات احطهالك فى العقد هو ابدى استعداده الكامل انه ينفذلك كل شروطك وانا امنتك كويس اوى فى العقود زى ما قولنلك ، اتوكلى على الله يابنتى وان شاء الله ربنا يكتبلكم كل خير .

لتوقع على العقود وهى كالمسيرة وعند مغادرتهم لمكتب سليمان يصر المدعو احمد عليهم بان يسيروا امامه بسيارتهم وهو خلفهم حتى اطمئن عليهم بدلوفهم الى منزلهم بسلام ثم انطلق هو فى طريقه دون اى كلمة .

تذكرته وهو بتحدث اليها بكل اريحية ودون القاب رغم انها لم تفعل معه المثل واصرت فى كل مرة على ذكر كلمة دكتور عند حديثهم دون حتى ان تنطق اسمه مصاحبا له واخذت تفكر عن السبب الذى قد يدعوه لئلك الى ان وصلت بتفكيرها انه يراها صغيرة او طفلة وعند هذا الحد داهمها احساس بالنقمة عليه واخذت تنادى على زينب .

سمية : دادة ….. يا دادة انتى فين ؟

زينب : انا اهوه يابنتى كنت بصلى خير ! عاوزة حاجة ؟ اكيد جوعتى ، انا هروح احضرلنا حاجة ناكلها .

سمية : لا ، استنى ، كنت عاوزة اسألك على حاجة ، كنت عاوزة اسالك على الدكتور احمد

زينب وهى تتمعن النظر بسمية : ماله الدكتور احمد ؟

سمية : عاوزة اسالك على رايك فيه ، انتى بتعرفى تحكمى ع الناس كويس .

زينب متبسمة : هو باين عليه جدع ابن حلال ومتربى وزوق واخلاقه عاليه بس

سمية : بس ايه يادادة

زينب بنظرة حزن : تحسيه كده حزين وشايل شيلة جامدة فوق كتافة

سمية : هو عنده كام سنة يادادة ؟

زينب : يعنى حوالى ٣٢ او ٣٣ كده

مش كبير يعنى اومال ايه بفى ؟

زينب : هو ايه اللى ايه ؟ مش فاهمة

سمية ممتعضة : عمالة اقوله يادكتور . يادكتور . يادكتور ، وهو ياسمية ، يا سمية

حسيته مستعيلنى .

زينب ضاحكة : يوه كتك ايه يا سمسم ايه مستعيلك دى ، هو بس اللى باين عليه عشرى وعاوز تاخدوا على بعض بسرعة ده انتو هتبقوا شركاه يعنى عشرة ، وسيبينى بقى اروح احضر الاكل عشان تلحقى تاكلى وتنامى انتى بكرة وراكى يوم طويل .

سمية بحزن : ادعيلى يادادة بالله عليكى .

لتقبلها زينب على قمة راسها وهى تحتضنها قائلة : انا عندى مين غيرك ادعيله يابنتى ، ياللا على ماتصلى اكون حضرت الاكل .

فى منزل اخر ومكان اخر

تجلس سيده فى اواخر العقد الخامس تدعى فريدة وهى تمسك بطبق به بعض الطعام وامامها طفل فى الخامسة من عمره

فريدة : يابنى غلبتنى ، انت ماكلتش حاجة طول اليوم

آدم : ماليش دعوة ، انا عاوز اكل مع بابا

فريدة : طب كل ولما بابا ييجى كل تانى معاه .

آدم : لا ياتيتيا مش عاوز ،انا عاوز

ويدخل يحيى من باب المنزل ليجرى عليه آدم وهو يصرخ بفرحة : بابااااااا ، بابا جه ياتيتا ، باب جه ، ياللا بقى حطيلنا ناكل ، انا جعان اوى .

ليرفعه يحيى ضاحكا و يقيله قائلا : هى فريدة برضة مجوعاك

آدم : تيتا فريدة عاملة الاكل اللى بتحبه وانا عاوز اكل معاك ، دى عاملة ورق عنب ورقاق

يحيى ضاحكا : ايه ده ده على كده بقى اقعد اكل الاول من غير مااغير هدومى

فريدة : لا يابنى ادخل اتشطف وغير على مااحضرلكم الاكل ياللا .

ليميل عليها بحيى مقبلا وجنتيها : عاملة ايه يا ماما ؟

فريدة : بخير طول مانتم بخير يابنى ، ياللا روح غير وتعالى احكيلى عملتوا ايه

ليومئ يحيى برأسه ويذهب ليفعل ما قالته والدته وكأنه ربوت يتحرك بآلية شديدة حتى عاد ليجلس بينهم مرة اخرى وهو يرسم ابتسامة باهتة على شفتيه .

واثناء تناولهم للطعام اذا بآدم يسأل يحيى : بابا ؛ هى ماما مش هتيجى بقى ، دى وحشتنى اوى ، وكمان مابتتكلمش فى التليفون خالص .

ليرتسم الحزن الشديد على وجه يحيى ولكنه يرسم ابتسامه لا تصل لعينيه قائلا : مانا قلتلك يا حبيبى ان ماما المكان اللى هى فيه ماينفعش تكلمنا ، لكن ان شاء الله قريب اوى تيجى ، وياللا ، تخلص اكلك وتغسل ايدك وسنانك وعلى سريرك على طول

وبعد بعض الوقت يجلس مع والدته يحتسون الشاى

فريدة : عملت ايه يايحيى ؟ احكيلى .

ليقص عليها يحيى كل ماحدث

فريدة : وماعرفتش صوتك

يحيى بالم: كان متهيألى انها اول ماتسمع صوتى هتفوق من اللى هى فيه ، بس ماعرفتنيش ، ولا اكنى كنت فى حياتها فى يوم من الايام .

فريدة : طب واسمك ؟

يحيى : مراد قاللى ماقولش غير احمد بس وبلاش يحيى دلوقتى رغم ان دادة زينب خايفة لاتغلط وهى بتندهلى ، بس انا قلنلها تحاول ماتقولليش غير يادكتور ، او يابنى

فريدة : تفتكر هترجع

يصرخ يحيى قائلا : لازم ترجع ، لازم ، انا تعبت ، تعبت ياماما تعبت .

فريدة : اهدى بابنى لابنك يسمع ، مش ناقصين

ليعود يحيى الى مكانه وعينيه تتلألأ بالدموع قائلا : انا مستعد اعمل اى حاجة عشان سمية ترجعلنا من تانى، ، وساعتها هاخدلها حقها بالكامل

فريدة : حق ايه بس يابنى ، استهدى انت بس بالله وانوى خير عشان يسير خير وقول يارب ياحبيبى

يحيى : يارب
google-playkhamsatmostaqltradent