رواية ألفة ووصال الفصل السابع 7 - بقلم ايه شاكر

 رواية ألفة ووصال الفصل السابع 7 - بقلم ايه شاكر

- نزلي السبت بقا عشان تاخديها.
قالها حاتم، ولحظتها عقلي بقى عامِل زي ورقة بيضا مفيهاش حرف! وقفت ثابتة في مكاني، ببُصّ قدامي كإنّي مش هنا. كرر الجملة تاني وأضاف اسمي، وبرضه مَتحركتش… لحد ما قال:
- إيه يا إيمان إنتِ لسه نايمه ولا ايه!
ضحك، وأنا اتلخبطت… فقلت:
- آآ… أ… ثواني.
عملت اللي قال عليه، والهدية رجعت في إيدي تاني. دخلت من البلكونه جري على سريري، وقلبي بيدق بسرعة، وإيديا ماسكة الهدية وبتترعش. فضلت أفكر في اللي حصل… وأسأل نفسي: يا ترى دي كانت إشارة؟!
مخي ساعتها بدأ يفصّل أحلام يقظة ورديه… شُفتنا في فرحنا، وفجأة لقيت أسماء بتبصلي بنظرات حادة، وشروق وراها وبتمرّر إيدها على رقبتها كإنها بتهددني بالذ.بح! فتحت عيني فجأة وهزّيت راسي أطرد الخيالات دي، وقلت بهمس:
- يا خسارة يا حاتم… عليك غُبار.
صلّوا على خير الأنام.
بقلم آية شاكر
★★★★★★
عدّت أيام وليالي هادية… حاولت أقنع عقلي مفكرش فيه خالص، ولا أتابعه من بعيد، عشان ما أتعبش نفسي زيادة. كنت بقابله بالنهار خلال فترة التدريي دا بعد ما يزق العربية مع بابا ويركب معانا، كنت بغصـ.ـب على نفسي مبصّش ناحيته، لكن ودني كانت بتترمي مع أي كلمة بيقولها وهو بيتكلم مع بابا وأخويا اللي بيروح مدرسته معانا.
كنت أبُصّ للطريق من الشباك… وأسمّع كلامه من غير ما أبين. ولما نوصل، بابا يوصيه عليّ، وأنا ولا كإني سمعت… أستأذن وأدخل المستشفى وأسِيب حاتم… يمكن يقتنع إن مفيش مني فايدة ويسيبني في حالي. بس… إمتى أنا هقتنع؟!
وفي يوم، ركبنا العربية ولأول مرة اشتغلت من غير ما تحتاج تتزق…
بابا كان فرحان، فـ أخويا قال وهو بيهزر:
- سوسو راضيه علينا النهارده ولا ايه! الحمد لله محتاجتش زق… ربنا يهديها ويثبتها.

وأول ما خلّص جملته… العربية اتهزت بينا كام مرة ووقفت! قبل مدرسة أخويا بشوية صغيرة. ضحكنا كلنا… إلا بابا اللي وشه اتقفل وقال لأخويا:
- عينك حاميه.

نزل أخويا يجري على مدرسته بعد ما قال:
- في حفظ الله يا حبايبي… فيه ميكانيكي جنب المدرسه هبعتهولكم.
بابا قال:
- طيب انزلوا انتوا خدوا تاكسي عشان متتأخروش على الشغل… وأنا هتصرف.
نزلنا، وفضل هو وحاتم يزقّوا العربية لحد الورشة. حاتم كان عايز يقعد معاه بس بابا رفض خالص.

ركبنا تاكسي للمستشفى…
كنت قاعده قلقانة… بفكر هدفع الأجرة إزاي، وماسكة الفلوس في إيدي بتخيل المشهد… ولو دفعت قدّام حاتم رد فعله هيبقى إيه! جمعت شجاعتي ومديت إيدي بالفلوس… لقيته هو اللي خدهم مني واداهم للسواق! استغربت جدًا… ولا اعترض ولا قال كلمة.
نزلنا من العربية ودخلت المستشفى على طول من غير ما أستناه، وأول ما عيني وقعت على شروق لقيتها لأول مرة من زمان بتبصلي وبترميلي ابتسامة عذبة، وسلّمت عليّ وضمتني بفرحة على غير عادتها خالص… اتصدمت!
شروق قالت بفرحة:
- عايزه أعزمك على خطوبتي هكون مبسوطه لو جيتِ...
- مبارك ربنا يتمملك بخير.
قلتها ولسه الصدمة ماسكة في وشي، فـ ردّت:
-الله يبارك فيكِ عقبالك... أكيد هتحضري لأن العريس هيعزمكم أصل أنا هتخطب لإبن خال والدتك.

حسّيت في نبرتها حاجة كده مكر… أو سخرية، وقلت بذهول:
- أكرم!
وقتها حاتم جه ووقف جنبنا، حضن أخته وقال: -عامله ايه يا عروستنا؟
-كويسه بس زعلانه منك.
قالتها شروق بزعل مصطنع، وأنا سرحت في اللي حصل زمان، وإزاي علاقتي بشروق اتلخبطت لما افتكرت إني أنا وأكرم بينا حاجة، ومن ساعتها الكلام بينا اتقطع…
ماسمعتش باقي كلامهم، لحد ما قطع شرودي صوت حاتم بيقول:
- إيمان! الفلوس اللي دفعتيها في التاكسي اعتبريها دين عليا لأني نسيت المحفظه في البيت.
- عادي.. عادي.
قلتها ببرود ومشيت من قدّامهم، فـ شروق نادت:
- متنسيش بقا... حفلة الخطوبه بكره...
بصّتلها وقلت:
- إن شاء الله...
والذكريات لسه بتلف في دماغي… مش كان أكرم محل شك عند الكل إنه هو اللي نشر صور وإشاعات عن نجمه؟! إزاي وافقوا عليه لشروق؟! وإزاي حازم وافق؟!
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام
*******
من ناحية تانية، شروق بصّت لناحية إيمان وقالت بابتسامة:
- بنت كويسه لكني مش بحبها! حكم القلب بقا.
حاتم ضيق عنيه وبص لشروق وقال بشكل:
- سيبك منها دلوقتي وقوليلي إنتِ موافقه على أكرم عشان مقتنعه بيه ولا عشان اللي في دماغك.
- آآ... لأ أنا مقتنعه.
قالتها وهي متلخبطة، فرفع حاتم حاجب وقال:
- مش حاسس كده!! إيه اللي في دماغك يا شروق؟
سكتت لحظة، وبعدين تنهدت بعمق وقالت بصوت مخنوق:
- أنا عايزه حقي يا حاتم... ممكن يكون هو السبب في الصور المتفـ.ـبركه، بالله عليك ماتقول لحد حاجه أنا بس عايزه أتأكد إن مش هو عشان أطمن وساعتها هكمل حياتي معاه.

حاتم بصّ لها باستغراب وقال:
- انا مش قادر أفهم نيتك... بس نظراتك بتقول إن إنتِ بتحبيه يا شروق.
قالها بثقة، فـ شروق قطعت الكلام وقالت:
- يلا اتأخرنا على الشغل يا دكتور.
كانت هتمشي، بس حاتم مسكها من دراعها فجأة وقال:
- إنتِ كده مش بتاخدي حقك، إنتِ بترمي نفسك في الـنــ.ــار...
- أنا عارفه أنا بعمل ايه متقلقش عليا... ومتخلنيش أندم إني صارحتك بالحقيقه، وأخبي عليك بعد كده.

قالتها شروق، ومشيت، وفضل حاتم واقف يبص وراها بقلة حيله لأنه قريب من أخته وبتحكيله كل حاجه.
زفر بقوة وتمتم:
- ربنا يستر.

استغفروا
بقلم آيه شاكر
★★★★★★★
وفي صمت تقيل، فضِلوا يبصّوا لبعض بعد ما أمهم سابتهم ودخلت المطبخ، لحد ما أكرم قطع الهدوء وكلم أسماء بانفعال وهو ماسك نفسه بالعافية:
- إنتِ السبب في اللي بيحصل يا أسماء، أنا اتدبست في أم الخطوبه دي بسببك، الموضوع ده لازم يتفركش، اتصرفي.
- البنت بتحبك وإنت شوفت بنفسك هي رحبت بالموضوع ووقفت قدام حازم إزاي! وأنا كمان ساعدتها عشان نقنع حازم و...

قاطعها أكرم وهو شاكك فيها:
- أموت وأعرف هتستفيدي إيه؟!
- ولا حاجه، قولتلك عايزه أفرح بيكم.
تنهدت أسماء وكملت:
- أنا اللي عايشه مع شروق وعارفه إنها بنت محترمه… متقلقش، أنا مش هوقعك، يا أكرم إنت أخويا.
أكرم فضِل ساكت ومركّز في ملامحها، فقالت بابتسامة:
- يلا جهز نفسك يا عريس عشان تيجي تقعد مع عروستك شويه بالليل... خطوبتك بكره، افرح بقا.

قالتها وهي بتضـ.ـربه في كتفه بخفة وبتضحك، وهو مضحكش… فضِل يبصلها بوش جامد.
فقالت:
- هو ميسره صاحبك مش عايز عروسه؟!
بصّ الناحية التانية وقال ببرود:
- إيه عندك عروسه ليه هو كمان؟!
- أمممم… إيمان.
عنيه وسعت وقال بدهشة:
- إيمان!!
هزّت راسها وقالت:
- أيوه، حاتم اتقدملها مرتين ورفضته، وأنا شايفه إنها مناسبة لميسره أكتر... إيه رأيك تقوله عليها؟
سكت أكرم شويه، وبعدين كشر وقال:
- إنتِ عايزه إيه يا أسماء؟ أنا مش فاهمك! يعني خليتي ماما تضيقها عليا عشان أتقدم لشروق لحد ما رجلي اتسحبت واتدبست فيها، ودلوقتي إيمان اللي إنتِ مش بتطيقيها عايزه تجوزيها لميسره؟!
أسماء قالت بانفعال:
- هو إنت ليه مش مقتنع إني اتغيرت؟! وبستغفر ربنا ليل ونهار، وبحاول أصلّح من نفسي على قد ما أقدر.
- أتمنى تكوني اتغيرتِ فعلًا...
قالها أكرم وهو بيقوم وبيمشي ناحية الباب، وخرج وقفل وراه.
بعدها على طول، أمّهم خرجت من المطبخ وقالت:
- هو أكرم راح فين؟
- رايح يقابل صاحبه، ميسره.
قالتها أسماء وهي بتبتسم وباصّة في الفراغ بفرحة ماقدرتش تخفيها.
★★★★
وقبل العصر بشوية، وفي مطعم من المطاعم…
كان ميسره قاعد قصاد أكرم، لابس لبس الشغل، وبعد ما أكرم حكاله عن اللي جواه من لخبطة ومشاعر والدنيا اللي قلبت فجأة، وإنه لقى نفسه على حافة الهاوية ولازم يرتبط بـ شروق.
قال ميسره وهو بيأكل وهو بيتكلم:
- مش عارف أقولك إيه يا أكرم، إنت روحت رميت نفسك في التهلـ.ـكة يا صاحبي.
رد أكرم بضيق:
- كنت عايزني أعمل إيه؟ أمي مريضة قلب وزعلت مني وكانت هتروح فيها و...
قاطعه ميسره بسرعة:
- وأختي رفضتك وقعدت مع العريس التاني، فإنت زي العبيط حاولت تغيظها، وأحب أقولك إنها طفشته كالعادة.
تنهد أكرم بحسرة وقال:
- بس عمرها ما هتوافق عليّا!
رد ميسره وهو بيكمل أكل:
- ده حقيقي، لإنها لما عرفت إنك هتتجوز شروق قالت لايقين على بعض وفرحتلك.
عبس وش أكرم، وسكت ووطّى عينه بحزن، فسأله ميسره:
- هااا… هتعمل إيه؟!
طلع أكرم تنهيدة طويلة وقال:
- الظاهر إن شروق هي نصيبي… يلا سيبك مني، المهم إنت مش عايز تتجوز؟
ضحك ميسره بخفة:
- أنا!! لأ، أنا مش بفكر في الموضوع ده خالص، أنا مرتاح كده.
قال أكرم وهو بيحاول يفتح موضوع:
- كنت جايبلك عروسة ممكن تعجبك.
رفع ميسره حاجبه:
- مين؟!
رفع قزازة المية يشرب وهو مركز مع أكرم اللي قال:
- إيمان…
شرق ميسره بالماية وفضل يكح، فقال أكرم وهو بيمسك ضحكته:
- اسم الله عليك! اجمد كده… عايزين نفرّح بيك.
تنحنح ميسره بعد ما الكحه وقفت وقال بابتسامة صغيرة:
- والله ممكن أفكر في الموضوع… بس المهم دلوقتي إني همشي، عشان كنت مستأذن من الشيفت نص ساعة وخلصت خلاص… ابقى حاسب بقى ونتحاسب بعدين.

لوّح له ميسره وهو جالع من المطعم، فنفخ أكرم بزهق، وفضل يستغفر ربنا ويدعي إن الموضوع يعدّي على خير.

صلوا على خير الأنام.
بقلم آيه شاكر
★★★★★
«إيمان»
«إشارة تلو الأخرى كرياح تجذبني لطريقي لكنني ما زلتُ أقاوم!»

صحّيت من النوم على أذان الفجر، ورددت ورا المؤذن:
- الله أكبر… الله أكبر…
افتكرت تفاصيل اللي شوفته في الحلم… فستان جميل متعلق في أوضتي، وكنت بسأل مين اللي جابهولي. ظهر ميسره قدامي وهو مبتسم، بس أمي قالت:
- حاتم اللي اشتراه يا إيمان.
ميسره قال:
- أنا ممكن أجيبلك واحد تاني… تعالي يا إيمان.
فقال بابا:
- روحي مع ميسره يا إيمان.
أمي هزّت راسها لأ، وهي بتمنعني إني أوافق. حاول ميسره يمسك إيدي بأمر من بابا، ففزعت وصرخت أنادي على حاتم بأعلى صوتي، بس ما ردش. وفجأة حد زقّني في البحر، والمية بدأت تشدّني لتحت وأنا بصرخ وأنده على حاتم… لحد ما سمعت صوته:
- إيــــمــــان!
وفجأة فتحت عيني على صوت الأذان… وقلبي متلخبط. خلصت الأذان وقلت:
- اللهم اجعله خير يا رب.
كان جوايا قلق غريب… تنفست بعمق وقمت أصلي الفجر وأدعي. وكل تفكيري كان مع شروق وخطوبتها! أروح؟ ولا لأ؟ وإيه تفسير الحلم ده؟
ماعرفتش أنام بعد الفجر… قعدت أرتّل قرآن عشان أهدّى نفسي، لحد الشمس ما طلعت.
خرج بابا وأخويا ومعاهم أمي رايحين لخالتها «والدة أكرم»، وأوصتني إني أروح معاهم الخطبة بالليل…
بدأت أنضّف البيت وأنا سارحانة… دماغي تايهة والحلم قلقني، لحد ما حسّيت بدوخة وقعدت أستغفر.
**وبالليل**
قعدت جنب أمي، وكان جنبها «والدة ميسره». اتكلمنا شوية واتعرفنا. قضّيت الوقت في بيت شروق وأنا مستنية اليوم يخلص… كان جوايا غصة خانقاني.
شفت حاتم بيلف في المكان ويستقبل الضيوف، ويرميني بنظرة سريعة كل شوية. وكان أكرم قاعد جنب شروق اللي فرحانة آخر فرح… وكانت بتبصّلي بنظرات مش فاهمة هي سخرية ولا شـ.ـماتة!
عدى الوقت ولبِست شروق الدبلة، والزغاريد عليت. ولما بصيت يميني لقيت أسماء بصالي بسخرية… فبصيت الناحية التانية وأنا بدعي ربنا إن بابا ينادي علينا نمشي… ومش هرجع البلد دي تاني!

وأخيرًا خرجنا وركبت مع أهلي، وراجعين البيت… وأنا ندمانة إني حضرت الخطبة أصلًا.

**وبعد كام يوم**
في مساء هادي بعد الشغل، بابا ناداني.
قعدت قصاده مستنية يتكلم.
شرب شوية من الشاي وقال:
- تعرفي واحد اسمه ميسره يا إيمان؟ ممرض هو…
- آآ… أيوه، عارفاه… ماله؟ -طلبك للجواز… وأنا شايفه مناسب.
أمي ردّت بسرعة وبنبرة عالية:
- لأ، مش مناسب.
مجرد ما قالتها… جسمي قشعر. افتكرت الحلم… وخوفت. وفي اللحظة دي ضرب جرس الباب وقطع الكلام. راح بابا فتح… ولما شفت خالي ابتسمت.
وبعد السلام والترحيب قال:
- أنا عايز أطلب منكم طلب.
أمي قالت:
- خير؟
تنهد وقال:
- عايز إيمان تقعد مع جدتها شوية… أنا هسافر، ومش عايز أسيبها لوحدها عشان مواعيد الدوا… وإيمان ممرضة وتقدر تراعَيها.

بابا وافق، وأمي كمان… وفي لحظات كنت لمّيت حاجتي في شنطة ظهري وخرجت مع خالي.

وقفت قدام الموتوسيكل… وبصيت على بلكونة حاتم لحظة قبل ما أركب. وفضلت بصّة عليها… ولما ظهر حاتم، نزلت عيني وقلبي بيدق بسرعه.
كنت حاسة… إن ده بالظبط البحر اللي وقعت فيه في الحلم. بس مش عارفة إيه اللي مستنيّني…
أديني رجعت لبلد شروق وأسماء تاني.
يتبع
الحلقة (٧
•تابع الفصل التالي "رواية ألفة ووصال" اضغط على اسم الرواية
تعليقات