رواية اكاذيب السوشيال للضياع الفصل السادس 6 - بقلم هاجر نور الدين

 رواية اكاذيب السوشيال للضياع الفصل السادس 6 - بقلم هاجر نور الدين

 لأ لأ إعملي فيها اللي عايزاه يا أمي أنا تعبت مفيش فايدة.
صرخت وقولت:
= خلاص يا معتصم والله مش هقول كدا تاني خلاص!
كانت مامتهُ قربت مني فعلًا وأنا إستخبيت وراه،
حضن مامتهُ وقال وهو بيهديها:
_ خلاص يا ماما معلش بعد إذنك سيبيني أنا إتصرفت معاها ويا أمي عشان خاطري حاجة زي كدا متدخليش فيها إنتِ مخلفة راجل وهو بيعرف يتصرف لكن اللي بتعمليه بيجيبلي الكلام من أبوها وإني مش راجل، يرضيكي يعني؟
سكتت شوية وهو بتزفُر بضيق وقالت وهي بتبعد ورايحة ناحية الباب:
= لأ راجل وسيد الرجالة كمان، ماشي يا حبيبي هسيبكم بس دا مش هيشفي غليلي منها، براحتك بقى.
نزلت وسابتنا وهو بصلي بعتاب ودخل ينام من غير ما يتكلم،
بعد شوية وأنا قاعدة على الكنبة وزعلانة منهُ إنهُ مصالحنيش نمت غصب عني.
في الفجر حسيت بحركة حواليا، فتحت عيني نص فتحة،
لقيتهُ معتصم بيفرد بطانية غمضت عيني تاني بسرعة وأنا مفتحاها يادوب سِنة صغيرة.
شوفتهُ وهو بيعدل نومتي وبيحط بطانية عليا،
فضل باصصلي شوية وبعدين حسس على شعري وسابني ودخل ينام.
كانت حركة حنينة جدًا منهُ ولكن ممحتش زعلي منهُ،
أول مرة يمدّ إيدهُ عليا بالشكل الجامد دا.
دايمًا كان او مدّ إيدهُ أخرهُ خبطة بسيطة وخلاص،
ولكن المرة دي ضربني وكأنهُ بيعاقب إبنهُ على فعل خطير.
نمت من كتر التفكير والزعل منهُ تاني،
صحيت تاني يوم ومكانش هو في البيت.
قومت وروقت الشقة وغسلت كل الهدوم وبدأت أحضر الغدا.
هو راح الشغل بتاعهُ وشوية وزمانهُ جاي،
لازم أصلح كل الغلط اللي كان عليا.
أنا برضوا إتسرعت في الحكم عليه وإتسرعت في إني بهدلت شقتي بإيدي، لازم أصلح كل دا عشان فعلًا ميبصش برا.
مش عارفة كان فين عقلي لما مشيت ورا الشكوك اللي الشيطان بيحاول يزرعها فيا.
بعد شوية كنت خلصت كل حاجة وباخد شاور،
سمعت صوت باب الشقة بيتفتح ويتقفل.
قولت بس أكيد معتصم رجع،
نديت من الحمام وقولت بتساؤل:
_ إنت جيت يا معتصم؟
رد عليا وقال بهدوء:
= أيوا جيت.
بعدها بدقيقة سمعت صوت باب أوضتي بيتفتح وإتقفل،
ففهمت إنهُ دخل يغير هدومهُ.
خلصت بسرعة ولبست وخرجت وأنا مبتسمة ومتحمسة،
متحمسة إنهُ أكيد لما يشوف كل اللي عملتهُ هيصالحني خلاص.
طلعت من الحمام وروحت ناحية المطبخ أحضر الأطباق،
ولكن خلصت وحطيتهم على السفرة ولسة مطلعش.
روحت ناحية الأوضة بإستغراب وفتحتها والصدمة ملقيتش حد!
بصيت بإستغراب على الأوضة وكل ركن فيها ومفيش حد،
قولت يمكن دخل الحمام وأنا في المطبخ، مفيش حد في الحمام!
أوضة الأطفال؟
مفيش حد!
فضلت واقفة في نص الصالة بقلق وعدم فهم،
ووسط ذهولي دا باب الشقة إتفتح ودخل منهُ معتصم.
كان مبتسم أول ما شاف الشقة وماسك في إيدهُ حاجة ومخبيها وراه، فضلت بصالهُ شوية متنحة.
قولت بتساؤل وأنا مذبهلة:
_ إنت نزلت إمتى تاني؟
رد عليا بإستغراب بعد ما عقد حواجبهُ بعدم فهم:
= نازل في ميعاد الشغل عادي.
غمضت عيني وهزيت راسي برفض وقولت بتوضيح:
_ لأ أقصد إنت جيت من 10 دقايق كدا إي اللي نزلك تاني؟
قفل باب الشقة وقرب مني وقال بشك وتحذير:
= ورد بلاش حركاتك دي بقى خلاص، 
وشايف الشقة نضيفة وريحة أكل حلوة يعني إتعلمتي من غلطك.
إتكلمت بجدية أكبر وقولت:
_ لأ يا معتصم أنا مش بهزر بتكلم بجد،
أنا كنت باخد شاور من شوية وسمعت صوت باب الشقة إتفتح وإتقفل وسألتك لو كنت جيبت ورديت عليا وبعدين دخلت أوضة النوم يادوب حضرت الغدا وطلعت ملقيتكش ولعدين لقيتك بتفتح الباب وداخل تاني دلوقتي.
بصلي بإستغراب وقال بعدم فهم فعلًا وهو بيحاوط كتافي بدراعهُ وبياخدني يقعدني:
= إهدي بس يا حبيبتي تلاقي أعصابك تعبانة بس أنا مجيتش قبل كدا لسة داخل حالًا، المهم خدي عشان إنتِ طلعتي شطورة وعشان برضوا اللي حصل مني إمبارح أنا أسف.
كان بيقول كلامهُ وهو بيطلعلي إيدهُ اللي ورا ضهرهُ واللي كان فيها وردة وعلبة شيكولاتة.
إبتسمت برغم خوفي وخدتهم وأنا مبسوطة ولكن رجعت قولت بتصميم:
_ بس يا معتصم أنا مش بهزر ولا بيتهيألي،
أنا والله سمعتك وإنت رديت عليا، أنا خايفة.
رد علثا وهو بيحضنني وباسني من راسي:
= حقك عليا أكيد عشان زعلتك بتتوهمي بيا،
إنتِ بس تريحي أعصابك ومفيش حاجة متخافيش أنا معاكِ.
إستسلمت وسمعت كلامهُ وأقنعت نفسي إن فعلًا ممكن بيتهيألي،
إتغدينا وفضل كل شوية يقولي كلام حلو ويبوس إيدي وهو بيشكرلي في الأكل ونضافة البيت.
حسيت بسعادة عارمة الحقيقة وأنا الحمدلله بصلح اللي حصل مني الفترة اللي فاتت ونسيت كل حاجة وحشة حصلت معايا.
دخلنا ننام وطول الليل كنت بحلم بكوابيس،
صحيت الساعة كانت 3 الفجر من كابوس وأنا مخضوضة وريقي ناشف جدًا.
بصيت جنبي على السرير كان معتصم نايم جنبي ودا طمني جدًا،
إتشجعت وإستعذت بالله من الشيطان الرچيم وقومت أشرب.
دخلت المطبخ شربت ووأنا طالعة شوفت معتصم خارج من الحمام، صرخت وفضلت أجري للأوضة وأنا مرعوبة.
دخلت الأوضة وشبيه معتصم دا ورايا عمال يسأل في إي،
ولكن الصدمة لما فتحت باب الأوضة وملقيتش حد على السرير.
فضلت واقفة مبلمة بخوف، قرب مني معتصم اللي كان في الحملم وقال بتساؤل وقلق:
_ في إي يا ورد مالك؟
بعدت عنهُ خطوتين بخوف وقولت:
= إنت مين؟
بصلي بإستغراب وقال:
_ إنتِ عبيطة ولا إي يا ورد أنا معتصم في إي!
سكتت شوية بفكر وقولت بيني وبين نفسي إن ممكن قام ورايا ودخل الحمام، بصيتلهُ وقولت بتساظل وأنا لسة واقفة مرعوبة:
= إنت مش كنت نايم جنبي روحت الحمام إمتى؟
بصلي وقال بزفير بعد ما إتطمن إن مفيش حاجة "بالنسبالهُ":
_ يعني حرام أقوم أدخل الحمام يعني!
عادي قومت أدخل الحمام وسيبتك نايمة فيها إي يعني، إنتِ اللي قومتي إمتى؟
بصيتلهُ وأنا ببرق وقولت بتساؤل:
= إنت اللي سيبتني نايمة وقومت؟
لأ لأ أنا اللي سيباك نايم وقومت أشرب!
بصلي بإستغراب وقال وهو بيحضنني عشان يهديني:
_ أنا مش عارف إنتِ مالك النهاردا، حبيبتي ممكن بتحلمي وكان بيتهيألك عشان لسة بين الصحيان والنوم عادي بتحصل.
بعدت عنهُ شوية وقولت برعب وأنا بترعش:
= لأ يا معتصم بتكلم بجد!
فضلنا كدا طول الليل لحد ما هداني وخلاني نمت،
تاني يوم الصبح صحيت معاه وهو بيجهز ورايح شغلهُ.
إتكلمت وأنا خايفة وقلقانة وقولت:
_ ماتخليك النهاردا أجازة يا معتصم عشان خاطري.
رد عليا وقال بهدوء:
= مش هينفع والله يا حبيبتي لسة مأجز مكملتش إسبوع وهيتخصملي، متخافيش بقى مفيش حاجة شغلب القرآن ونامي شوية.
فضلت أتحايل عليه شوية ولكن مفيش فايدة سابني ونزل برضوا.
كنت مشغلة القرآن الكريم على التليفزيون ومعلية الصوت،
مش هعرف أنام تاني لوحدي أبدًا طبعًا في وسط الظروف دي.
قررت أدخل أعملي كوباية قهوة فرنساوي وأروق دماغي شوية ومفكرش في حاجة عشان الإيحاء لوحدهُ ممكن يعمل حاجات كتير.
ولكن معداش رُبع ساعة والتليفزيون إتقفل لوحدهُ،
بصيت ناحيتهُ برعب وقومت بحذر بحاول أشغل فيه… مفيش فايدة.
لحد ما خدت بالي إن الفيشة بتاعت الشاشة متشالة أصلًا،
عيني زغللت وجسمي إترعش وخلاص حرفيًا ممكن يجيلي تبول لا إرادي.
مش قادرة أتحرك ولا عندي الجرأة،
أصل مين اللي شالها مثلًا… الهوا؟
حطيتها تاني وقعدت ضامة نفسي قدام التليفزيون على الكنبة ومركزة أوي وبقول مع القرآن.
لحد ما الفيشة إتشالت تاني والمرة دي شوفتها بعيني وهي بتتشال لوحدها والتليفزيون بيطفي.
قومت بسرعة جريت على السلم بالبيچامة وأنا بصرخ ونزلت لحماتي اللي فضلت أخبط عليها خبط هستيري.
فتحتلي وقالت بتساؤل وخضة:
_ في إي إي اللي حصل؟!
دخلت بسرعة وقفلت الباب وأنا بقول برعب وأنا مش قادرة آخد نفسي وبعيط:
= في عفريت في شقتي فوق.
خبطت على وشها وقالت وهي بتسمي:
_ بسم الله الرحمن الرحيم، عفريت إي دا، نفس العفريت إياه!
حضنتها وأنا بعيط وبقول:
= شطل الموضوع قلب بجد يا حماتي والله ما قادرة وسايبة الشقة مفتوحة فوق.
كانت بتهديني لحد ما وصلت لأخر جملة بعدتني عنها وهي بتلطم وبتقول:
_ سايبة الشقة مفتوحة يا فالحة، 
يلا بينا نطلع نقفلها طيب وإقعدي معايا هنا.
بصيتلها وقولت وأنا برفض بشدة:
= لأ لأ مش هطلع فوق تاني، إطلعي إنتِ إقفليها وإنزلي تاني.
فضلنا شوي نحايل في بعض ومحدش راضي يطاع لحد ما قررنا نطلع إحنا الإتنين ونقفلها من برا وننزل على طول من غير ما ندخل.
فتحنا باب الشقة ولقينا عم حسين في وشنا صرخنا إحنا الإتنين وبعدين خدنا نفسنا لما إستوعبنا إنهُ عم حسين اللي خضيناه يا حبيبي.
إتكلم بإستغراب وقال بعد ما خد نفسهُ:
_ لا إله إلا الله هي العيلة دي مالها النهاردا في إي!
ردت عليه حماتي وقالت بتساؤل:
= في إي يا حسين عايز إي؟
رد عليها بغضب وقال:
_ هعوز منكم إي، إبنك قابلتهُ وأنا نازل كان واقف على باب الشقة قالي وإنت نازل خلي ورد مراتي تطلع شقتها ولسة هرد عليه قفل الباب في وشي وجاي أشتكي منهُ بصراحة ينفع كدا يا أم معتصم؟
بصيت لحماتي بصدمة وأنا مبرقة واللي قالتلي بإستنكار:
_ ما جوزك فوق أهو في إي؟!
رديت عليها وأنا ببلع ريقي برعب وبترعش وأنا ماسكة إيديها بقوة:
= إبنك نزل الشغل النهاردا بقالهُ ييجي نص ساعة متحرك في ميعاده عادي.
بصلي برعب هي كمان وقالت:
_ قصدك إي يعني؟
طبطبت عليها وقولت وسط نظرات عم حسين اللي مش فاهم حاجة:
= يعني العفريت قفل الباب خلاص يا حماتي.

•تابع الفصل التالي "رواية اكاذيب السوشيال للضياع" اضغط على اسم الرواية

تعليقات