رواية ألفة ووصال الفصل الخامس 5 - بقلم ايه شاكر

 رواية ألفة ووصال الفصل الخامس 5 - بقلم ايه شاكر

- إيه رأيك في الكلام ده يا ايمان؟
- ألووو.
كنت أقصد «حلو» ولكن عقلي نائم وتائه، ومركزه مع الموبايل اللي كان بيرن وحطيته في الشنطه من غير ما أرد.
سألني حاتم باستغراب:
- إيه!
- هه... إيـــــــه!
وأنقذني ظهور أمي، اللي خارجه من البيت والإبتسامة على وشها وهي بتقول:
- نورت الشارع يا دكتور.
- الله يكرمك يارب يا طنط.
قالها حاتم بابتسامة، فسألته الست بدرية:
- قولت إيه يا دكتور أشوفلك الشقه؟

حمحم حاتم ورماني بنظرةٍ سريعة قبل ما يقول:
- توكلي على الله يا ست بدريه.
- شقة ايه؟
سألت والدتي، فقال حاتم:
- كنت بقول آجر شقه هنا في الشارع حتى تكون قريبه من شغلي.

ظهرت الفرحة على ملامح والدتي، وقالت:
- والله إنت ابن حلال الشقه اللي تحتنا خالية أنا هكلملك صاحبها وهوصيه يريحك في السعر.
- خلاص اتفقنا.

كنت متابعه حوارهم، ومن غير استئذان دخلت للبيت وأنا زهقانه وفضلت والدتي والسيدة بدرية يتكلموا مع حاتم.
هيسكن جنبنا! هو أنا ناقصه! مش كفايه يشوفه في الشغل، هل هي خطة ثالثة لاصطيادي! تبًا!
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
مرت الأيام وأديني بعد ما صليت الفجر واقفه في بلكونتي أتابعه وهو بيرتل القرآن.
فدق قلبي أو رق قلبي.

بقيت أشوفه كتير في تدريبي وفي سكني، غالبًا بيقف مع والدتي ويتكلم معاها ويضحك، أو يلعب مع أخويا ويهزر معاه، فأتسائل إيه العمل دلوقتي؟! أهو بعد عن الحربايتن شروق وأسماء! فهل أقبل به؟!

وفي يوم بعدما تنفس الصبح، وتنفستُ أنا كمان عشان أتأكد أني ما زلت على قيد الحياة، ومنحني الله يوم جديد لأذكره وأعبده...

مع صوت العصافير فتحت جفوني فسمعت صوت حاتم بيشتكي لوالدتي من النمل:
- الست بدريه بتقول إن الحل عندك... إيه بقا الحل يا ست الكل؟

- لأ أنا هاجي بنفسي أتفاهم معاهم... إنت مش هتعرف.
- هتتفاهمي مع مين؟!
- مع النمل... اصبر دقيقه وجيالك يا دكتره.

فتحت عيني على وسعها وشهقت بصدمة، وقلت:
- يا نهار أزرق! هتروح تقول الرحمه الرحمه أيتها النمله دا مش بعيد يفتكرها عبيـ ـطه.

نطيت من سريري وأنا بقول:
- مـــــامــــا! الرحمه الرحمه أيتها الأم.

كانت عند باب الشقه فمسكتا من ذراعها، ونظراتي ماسكه فيها برده، قلت:
- لازم أفهمك حاجه مهمه جدًا جدًا.
- طيب ماشي لما آجي على ما تغسلي وشك والعُماص اللي في عينك ده.
هزيت راسي بالنفي، وقلت بلهفة:
- لأ مينفعش، لازم دلوقتي... لازم تعرفي إن النمل اللي كان في الشقه عندنا، مامشيش عشان كلمتيه! دا مشي عشان أنا جبتله دوا.
- لأ مشي عشان أنا كلمته، والدليل إن كل الجيران اللي كلمت النمل عندهم مشي.
قالتها وهي بتضغط على كل كلمة بإصرار، وبصت بايدي وأضافت:
- إوعي بقا سيبي ايدي عشان عندي مشوار.

سيبت ذراعها بقلة حيلة وطلعت أمي، ولما تخيلتها بتكلم النملة، قلت:
- يادي الفضائح على الصبح!

صلوا على خير الأنام.
★★★★★
«أسماء»
وفي مكان تاني

قعدت «أسماء» قصاد جوزها لصاله وسرحانه وهو بيتناول الإفطار، ولما لاحظ، قال بابتسامة:
- بتبصيلي كدا ليه يا قمر؟

قالت بمكر:
- بفكر، هو إنت إزاي سايب أخوك يروح يعيش لوحده!

- وهو حاتم صغير؟ ما يعمل اللي هو عايزه!
قالها وساب لقمة وبدأ يمضغها في سرعة، لكنه أَبِطء مضغها لما قالت:
- ماشي بس إنت مش مُلزم تدفعله نص إيجار الشقه.

بلع اللي في بوقه وتنفس بعمق، وقال في هدوء:
- بصي يا سمسمه بابا الله يرحمه ساعدني أعمل شقتي ووصاني أساعد أخويا في بناية شقته و...

قاطعته وهي تقول بملامح عابسة:
- هو إنت كمان ناوي تساعده في بناية الشقة! دا بدل ما تفكر في مستقبل ابننا! فوق يا حازم مفيش أخ بينفع أخوه! وأخوك موظف، أما إنت على باب الله زي ما بيقولوا!

ساب حازم الخبز من ايده وقال بانفعال:
- بقولك ايه متتدخليش في الموضوع ده يا أسماء!
- كده يا حازم!!

قال بنفاذ صبر:
- ما أنا بحاول أفهمك مبتفهميش!
- مبفهمش! طيب الله يسامحك يا حازم.
قالتها بزهق وقامت بخطوات غاضبة دخلت أوضتها، فنفخ حازم بضيق وقال:
- يووووه... بدأنا من أول اليوم.

أصبحت أسماء ترهقه عايزاه لنفسها واولادها وبس مش عايزاه يطلع جنيه واحد لأهله، وحازم مبقاش مستحمل زهقها على أتفه الأسباب. وكمان غيرتها الغريبه عليه من أي أنثى حتى لو كانت أمه.
عمره ما اتمنى يتجوز شخصية زي أسماء وسأل نفسه: يا ترى نجمه بتعامل كريم ازاي!

هز رأسه بعنـ ـف ينفض التساؤلات دي من رأسه، مش عارف ليه بيفكر في نجمه دايمًا!
قام وقف وقرر يطلع من ماله صدقة اليوم تهذيبًا وتأديبًا وتطهيرًا لنفسه لأنه رجع يفكر في نجمه مره تانيه، وقد يكون تفكيره ده هو سبب بؤسه وتعبه وتغيّر زوجته.

على نحوٍ أخر
قعدت أسماء على سريرها مضيقةً جفونها وبتفكر لحد ما سمعت صوت إغلاق حازم لباب الشقة بعد خروجه، فلبست هدومها وشالت طفلها وخرجت لـ «شروق» ووالدتها...

- إيه يا أسماء مالك متغيره ليه؟!
سألتها والدة حازم، فقالت أسماء بملامح حزينة:
- مفيش يا ماما أنا بس متضايقه شويه.

سألتها شروق:
- ليه؟ متخانقه مع حازم ولا ايه؟

تنهدت أسماء وقالت:
- حاجه زي كده.

قامت شروق أخذت الطفل من أسماء، باسته وباسها فضحكت، وحضنته.
ولمالوش أسماء تبدلت ملامحها للفضول وقالت:
- ماتحكي يا بنتي مالك؟!

قامت أسماء وقالت:
- مفيش يا شروق، أنا عايزه أروح لماما شويه.
-.ماشي روحي بس سيبيلي القشطه ده ألعب معاه لو ينفع؟

قالت أسماء ببرود:
- ماشي خليه معاكِ.

وبمجرد خروجها بصت «والدة حازم» لشروق وقالت:
- مبقتش أرتاح لمرات أخوكي دي! حساها كده سهونه.

قعدت شروق على الأرض وحطت الطفل قبالها واديته لعبة وهي بتقول:
- أنا محستش بكده إلا لما اتكلمت عن إيمان وحش حسيتها غيرانه منها، لأني متأكدة إن إيمان بنت محترمه جدًا رغم إني برده مش بحبها.

ضحكت الأم وقالت بسخرية:
- إنتِ مبتحبيش حد أصلًا! كويس إنك بتحبي نفسك!

باست شروق خد الطفل وقالت بحب:
- وبحب القشطه الصغنن ده، بعشقه.

تأملت شروق الصغير والإبتسامة امرسومة على وشه، بيفكرها بـ«أكرم»؛ اللي محبتش غيره، الطفل كان شبه أكرم وليه لأ ما أكرم خاله، والخال والد!
★★★★★★
خبطت أسماء على باب شقة والدتها، ففتح أكرم اللي كان أثر النوم واضح على ملامحه، دخلت للبيت وهي بتقول:
- إنت لسه نايم؟!

- أهلًا يا ست أسماء.

قالت بسخرية:
- إيه المعامله الناشفه دي على الصبح! ما تقول صباح الخير الأول.
- عايزاني أعاملك إزاي يا برنسيسه؟
- يا سيدي أنا متقبله منك أي معامله، المهم ترد عليا في العرض اللي عرضته عليك.

سكت شويه، وهو باصصلها وقال وهو بيضغط على حرف كل كلمة:
- لأ... مش هتجوز شروق يا أسماء.

سابها وقام دخل الحمان وصفع الباب في وشها.
فهمست بكلمات غاضبة، وقامت وقفت قدام الحمام، قالت:
- يابني آدم افهم البنت اتغيرت والله.

تجاهلها أكرم وحل السكون لفترة، لحد ما ظهر صوت إندفاع الماء من الحنفية في الحمام، بدأت أسماء تلف في البيت بتدور على والدتها وبتناديها، لكنها ملقتهاش تجدها فنادت أكرم وسألته عنها، ولما طلع من الحمام، قال وهو بيمسح وجهه:
- ماما في السوق وزمانها جايه.

دخل لأوضته، فمشيت أسماء وراها وقالت:
- بقولك والله شروق اتغيرت.
ضحك بسخرية:
- اه زي ما إنتِ اتغيرتِ كده!!

سكتت لحظات وقعدت على الكرسي تتابعه بنظراتها، وهو بيلبس هدومه، فتنفست بعمق وسألته:
- إنت هتسافر تاني امته؟!
- كمان شهر.
وقفت قدامه غرست عينيها بعنيه، وقالت:
- طيب بص عشان خاطري يا أكرم... أقعد معاها بس، طيب والله البنت زي القمر وبقت محترمه مش بتكلم أي ولاد أنا متأكده و... وبتحبك.

ضحك، فاستغربت أسماء رد فعله، استدار أكرم يأخذ ساعته ويلبسها، وبص لأسماء وقال:
- أسماء! من الأخر إنتِ هتستفيدي إيه من الحوار ده!
- عايزه أفرح بيك يابني.
قالتها بنبرة مرتعشة، فقال أكرم:
- لأ الكلام ده تضحكي بيه على ماما وبابا إنما أنا واثق إنك هتستفيدي لأنك مبتعمليش حاجه لله.

بصت أسماء نقطة وهمية بالفراغ وسكتت. فابتسم أكرم وهز رأسه باستنكار وطلع من الأوضه، فتح باب البيت وقال من غير ما يبصلها:
- البيت بيتك يا ملكه.

نفخت أسماء بغيظ وقالت:
- ماشي يا أكرم.

بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
★★★★★
«إيمان»
تأخرت أمي ٣ دقايق فوقفت في بلكونتي يمكن أسمع أمي بتقول ايه لنمل حاتم، فجذب انتباهي والدي اللي فتح باب عربيته وركبها.

كانت عربية _سوزوكي_ قديمة جدًا، لونها بلون حبات الرمان، ليها معانا ذكريات وبنغنيلها:
«سيارتنا الأمورة لأحلى عيلة... مع إنها صغيورة بس أصيلة.»

وأثق تمام الثقة أنها هتتباع قريب كقطعٍ للغيار. لأنها غالبا بتكون في الورشة للتصليح والصيانه، ووالدي معظم الأحيان بيجمع الناس من الشارع يزوقوها، حتى أصبحت عادة شبه يومية!

حاول والدي يشغلها والظاهر إنها محتاجه زفة كل يوم.
خرج منها وضـ.ـربها بالرجل.
وقف حاطط إيده في وسطه وبص يمين وشمال على حد يساعده، ولما رفع عينه لفوق وشافني، ساموراي وقال:
- هاتي أمك وأخوكي وتعالو زوقوني.

- حاضر.
قلتها ودخلت أنادي أخويا وأنا بهمس بزهق:
- يادي الفضايح على الصبح... يادي الفضايح.

نزلنا بسرعه، بدون والدتي اللي كانت عند حاتم.
ولما شافنا بابا قال بصيق:
- أمك فين؟!
- مـ... مش عارفه!

ركب عربيته وقال:
- طيب يلا زقوا العربية.

بصيت أنا وأخويا لبعضنا، وكأننا نتسائل هنعملها ازاي! هو بابا مش واخد باله بحجم أجسادنا الضئيل؟

- يلا...
قالها والدي بإنفعال، فبدأنا نزق العربية بكل قوتنا لكنها متحركتش، وأبي لا زال بيزعق، فقال أخويا:
- والله يا بابا إحنا عملنا إللي علينا والباقي على ربنا.

نزلي والدي من العربية، وهو بيزعق فينا ويقول إننا بلا فائدة!

شفاف أخويا صاحبه بحجم جسمه، فشاوله يساعدنا والطفل نادى بصوت على أخرين حتى تجمع خمسة، ولما جيت أساعدهم في دفع السياره قال أحدهم:
- وإيش دخل الحريم في شغل الرجاله... اركني إنت في جنب يا أستاذه.

أُعجبت به، الطفل ده يُقدر قيمة المرأة...
رجت أصوات الأطفال الشارع وهما بيزقوا العربية:
- صاعقه... صعقه... يلا يلا زوق سوسو.

كرروها أكتر من مره، فضحكت، زعقلي والدي:
- إنتِ بتتفرجي! إيدك مع العيال أنا اتأخرت على الشغل.

جريت أساعدهم في دفع «سوسو»، فطلع حاتم لبلكونته، في نفس اللحظة اللي انطلقت فيها العربية فوقعت على وشي..

فضحك الأطفال، وقال اللي افتكرتك يُقدر المرأة:
- أنا طول عمري مابحبش شغل الحريم، لأنهم بيفرهدوا بسرعه.

قومت وأنا بقول بسخرية:
- إيه حريم دي!! اتأدب يابني!
- أنا مؤدب والشارع كله يشهد.
قالها وجري الأطفال كل واحد في جهة وهما بيصحكوا، وأصواتهم تتداخل بمرح:
- يلا يلا زوق سوسو.

ووقف أخويا جنبي يضحك عليا، فأشرت له أن يسكت..
وقبل أن أدخل البيت رفعت رأسي فشوفت حاتم واقف في بلكونته، بصيت للأرض، وعدلت من اسدالي بارتباك وأنا بقول بخفوت وحسرة:
- يادي الفضايح على الصبح... منك لله يا سوسو.

دخلت شقتنا وأنا متضايقة، واللي زود ضيقي، والدتي جيبالي صنية عليها أصناف من الأكل، وبتقول بابتسامة:
- خدي يابنتي ربنا يهديكِ، خدي أخوكي ونزلي الفطار ده للدكتور حاتم وافطروا معاه.
- نــــــعـــــــم!!
شوفت التفـ.ــاعل على الحلقة اللي فاتت لقيته إلى حد ما كويس فقلت لاااااا لازم أنزلهم كمان.

•تابع الفصل التالي "رواية ألفة ووصال" اضغط على اسم الرواية

تعليقات